
قافلة صمود غزة تُسقط سايكس بيكو
من موريتانيا على المحيط الأطلسي في الغرب، وحتى مصر العربية على ضفاف البحر الأحمر شرقاً، تحركت قافلة صمود غزة بأبعادها الإنسانية والسياسية والاستراتيجية، مروراً بالمغرب والجزائر وتونس وليبيا، في رسالة مكتوبة باللغة العربية الفصحى، لغة التاريخ الواحد، والجغرافيا المترابطة، رسالة تقول: تسقط اتفاقية سايكس بيكو، الاتفاقية التي جعلت الشعوب العربية أسرى للخرائط الجغرافية التي وقع عليها المستعمر الإنجليزي ساكس، والمستعمر الفرنسي بيكو، اتفاقية قسمت الأمة العربية قبل أكثر من مئة سنة، إلى 22 دويلة صغيرة لا تمتلك من أمر سيادتها وسلطتها على مواردها إلا قليلاً، 22 دولة عربية مشحونة بالقبلية والعصبية والمذهبية والعرقية التي عمقت انقسام الأمة، وأضعفت من تأثيرها وحضورها بين الأمم، ورهنت مستقبلها في يد أعدائها الذين حرصوا على مواصلة تمزيقها، بل حرصوا على تقديس فكرة الانقسام حتى صار عبادة.
قافلة صمود غزة لا تحمل الطعام ولا الشراب ولا الدواء ولا الكهرباء لأهل غزة، تلك القافلة التي نظمتها الهيئة التنسيقية لكسر الحصار ومقرها تونس، حملت ما هو أهم من كل ما سبق، لقد حملت الكرامة العربية، وحملت البشائر بميلاد أمة عربية واحدة، وهذا ما أكدته المشاركة الجماهيرية الواسعة للقافلة، والحفاوة البالغة التي استقبل بها المشاركون في المدن والقرى التي مروا عليها، وهي تتنفس عبق الأمة النابض بالشعور الصادق المشترك، الذي حاكي نبض أمة واعدة ترفض صمت الأنظمة العربية، وترفض صمت المجتمع الدولي، وترفض السكوت على الموت جوعاً لأكثر من 2 مليون عربي فلسطيني في قطاع غزة، يستصرخون بني البشر، فلا تستجيب لصرخاتهم إلا بيانات شجب واستنكار وإدانة تصدرها جامعة الدول العربية أمام بعض المنزلقات الكارثية، لتغطي صفحة السماء كلمات الشجب والإدانة الصادرة عن الرؤساء والملوك العرب.
الحراك الذي بدأ من تونس، وانضم إليه آلاف العرب من مختلف البلدان والأقاليم العربية أشبه بثورة على الأنظمة العربية، وهو يؤسس لمرحلة حراك عربي أوسع، حراك عربي يتعدى القطرية، ويتجاوز حدود الدولة العربية الإقليمية، حراك يدرك أن فلسطين ليس قضية الفلسطينيين وأن الحرب في السودان وليبيا وسوريا والعراق واليمن لا تخص اليمنيين والتونسيين والخليجيين وحدهم، إنها معارك العدو الإسرائيلي وحلفائه على أرض العرب كافة، ولا هدف لها إلا استنزاف موارد الأمة، وقصقصة أجنحة الاستقرار والتطور والتآخي بين مكونات الشعب العربي الواحد.
قافلة صمود غزة فرضت نفسها قوة عربية واحدة موحدة، وبغض النظر عن السماح لها بدخول الأراضي المصرية من عدمه، وبغض النظر عن وصولها إلى معبر رفح من عدمه، فقافلة الأمة العربية للوحدة والحرية قد انطلقت، بعد أن أيقنت الجماهير العربية أن فلسطين هي قضية العرب الأولى، التي بسببها جرى تمزيق الشعوب العربية، وهذا الذي أرعب وزير الحرب الإسرائيلي إسرائيل كاتس، حين صرخ بأعلى صوته مولولاً: لن نسمح بوصول قافلة صمود غزة، فهذه القافلة لا تشكل خطراً على أمن إسرائيل فقط، بل تشكل خطراً على أمن واستقرار الدول العربية نفسها.
كلامٌ دقيقٌ وصحيحٌ صدر عن وزير حرب صهيوني يرتعب من فكرة الوحدة العربية، كلام وزير حرب صهيوني يقرأ المستقبل بعيون الرعب والفزع من تصفية اتفاقية سايكس بيكو، ومن ميلاد أمة عربية واحدة يتلاطم موج حريتها من المحيط إلى الخليج.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 6 ساعات
- فلسطين أون لاين
قافلة صمود غزة تُسقط سايكس بيكو
من موريتانيا على المحيط الأطلسي في الغرب، وحتى مصر العربية على ضفاف البحر الأحمر شرقاً، تحركت قافلة صمود غزة بأبعادها الإنسانية والسياسية والاستراتيجية، مروراً بالمغرب والجزائر وتونس وليبيا، في رسالة مكتوبة باللغة العربية الفصحى، لغة التاريخ الواحد، والجغرافيا المترابطة، رسالة تقول: تسقط اتفاقية سايكس بيكو، الاتفاقية التي جعلت الشعوب العربية أسرى للخرائط الجغرافية التي وقع عليها المستعمر الإنجليزي ساكس، والمستعمر الفرنسي بيكو، اتفاقية قسمت الأمة العربية قبل أكثر من مئة سنة، إلى 22 دويلة صغيرة لا تمتلك من أمر سيادتها وسلطتها على مواردها إلا قليلاً، 22 دولة عربية مشحونة بالقبلية والعصبية والمذهبية والعرقية التي عمقت انقسام الأمة، وأضعفت من تأثيرها وحضورها بين الأمم، ورهنت مستقبلها في يد أعدائها الذين حرصوا على مواصلة تمزيقها، بل حرصوا على تقديس فكرة الانقسام حتى صار عبادة. قافلة صمود غزة لا تحمل الطعام ولا الشراب ولا الدواء ولا الكهرباء لأهل غزة، تلك القافلة التي نظمتها الهيئة التنسيقية لكسر الحصار ومقرها تونس، حملت ما هو أهم من كل ما سبق، لقد حملت الكرامة العربية، وحملت البشائر بميلاد أمة عربية واحدة، وهذا ما أكدته المشاركة الجماهيرية الواسعة للقافلة، والحفاوة البالغة التي استقبل بها المشاركون في المدن والقرى التي مروا عليها، وهي تتنفس عبق الأمة النابض بالشعور الصادق المشترك، الذي حاكي نبض أمة واعدة ترفض صمت الأنظمة العربية، وترفض صمت المجتمع الدولي، وترفض السكوت على الموت جوعاً لأكثر من 2 مليون عربي فلسطيني في قطاع غزة، يستصرخون بني البشر، فلا تستجيب لصرخاتهم إلا بيانات شجب واستنكار وإدانة تصدرها جامعة الدول العربية أمام بعض المنزلقات الكارثية، لتغطي صفحة السماء كلمات الشجب والإدانة الصادرة عن الرؤساء والملوك العرب. الحراك الذي بدأ من تونس، وانضم إليه آلاف العرب من مختلف البلدان والأقاليم العربية أشبه بثورة على الأنظمة العربية، وهو يؤسس لمرحلة حراك عربي أوسع، حراك عربي يتعدى القطرية، ويتجاوز حدود الدولة العربية الإقليمية، حراك يدرك أن فلسطين ليس قضية الفلسطينيين وأن الحرب في السودان وليبيا وسوريا والعراق واليمن لا تخص اليمنيين والتونسيين والخليجيين وحدهم، إنها معارك العدو الإسرائيلي وحلفائه على أرض العرب كافة، ولا هدف لها إلا استنزاف موارد الأمة، وقصقصة أجنحة الاستقرار والتطور والتآخي بين مكونات الشعب العربي الواحد. قافلة صمود غزة فرضت نفسها قوة عربية واحدة موحدة، وبغض النظر عن السماح لها بدخول الأراضي المصرية من عدمه، وبغض النظر عن وصولها إلى معبر رفح من عدمه، فقافلة الأمة العربية للوحدة والحرية قد انطلقت، بعد أن أيقنت الجماهير العربية أن فلسطين هي قضية العرب الأولى، التي بسببها جرى تمزيق الشعوب العربية، وهذا الذي أرعب وزير الحرب الإسرائيلي إسرائيل كاتس، حين صرخ بأعلى صوته مولولاً: لن نسمح بوصول قافلة صمود غزة، فهذه القافلة لا تشكل خطراً على أمن إسرائيل فقط، بل تشكل خطراً على أمن واستقرار الدول العربية نفسها. كلامٌ دقيقٌ وصحيحٌ صدر عن وزير حرب صهيوني يرتعب من فكرة الوحدة العربية، كلام وزير حرب صهيوني يقرأ المستقبل بعيون الرعب والفزع من تصفية اتفاقية سايكس بيكو، ومن ميلاد أمة عربية واحدة يتلاطم موج حريتها من المحيط إلى الخليج. المصدر / فلسطين أون لاين


شبكة أنباء شفا
منذ 6 أيام
- شبكة أنباء شفا
مادلين تختطف ، والعالم يختنق بصمته! بقلم: سوما حسن عبدالقادر
مادلين تختطف… والعالم يختنق بصمته! بقلم: سوما حسن عبدالقادر في ساعات الفجر الأولى من يوم الإثنين 9 يونيو 2025، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام السفينة الإنسانية (مادلين)، التي كانت تحاول كسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهرا . لم تكن السفينة تحمل سلاحا، ولا جيوشا، بل كانت تحمل إنسانية خاما، وقلوبا لم تخدرها الحسابات السياسية ولا صمت المصالح. على متن (مادلين) كان نشطاء من مختلف الجنسيات، نساء ورجال، مناضلون، أطباء، فنانون، وحتى نشطاء بيئيون، اجتمعوا على قناعة واحدة: أن الكرامة لا تجزأ، وأن الحصار جريمة، والصمت عليها خيانة. لكن بينما كانت (مادلين) تبحر في المياه الدولية، باغتتها قوة بحرية إسرائيلية مسلحة، وصعد الجنود إلى سطح السفينة، وصادروا حريتها وأسروا من عليها. وبدل أن يدين العالم هذا القرصنة، اختار العالم الصمت المهين. صمت ليس بريئا لا شيء أكثر قسوة من الصمت حين يصبح حليفا للجلاد. لم نسمع بيانا غاضبا من جامعة الدول العربية، ولا مؤتمرات صحفية طارئة من العواصم الأوروبية التي لا تتردد في رفع شعارات (حقوق الإنسان) عندما تتوافق مع مصالحها. أين فرنسا؟ أين ألمانيا؟ أين دول الشمال التي طالما تغنت بالمبادئ؟ بل أين العرب؟ أين من يعتبرون أنفسهم (قادة الرأي)، (حماة القدس)، و(حراس القضية)؟ أين حكومات تملك من النفط ما يكفي لشراء صمت الغرب، لكنها لا تملك من الكرامة ما يكفي لكسر الصمت نفسه؟ تلجيم مزدوج: قمع داخلي وتواطؤ خارجي العار لا يقتصر على العجز، بل في التواطؤ. الإعلام العربي الرسمي بالكاد ذكر ما حدث، وكأن (مادلين) كانت مجرد سفينة نزهة تعطلت في عرض البحر، لا ناقلة حرة سلبت بالقوة. أما الإعلام الغربي، فابتلع لسانه، أو تلا بيانات إسرائيلية جاهزة تتحدث عن (أمن الدولة) و(منع التهريب)، وكأن الغذاء والأدوية باتت تهديدات وجودية لدولة تملك أقوى جيش في الشرق الأوسط. غزة ليست وحدها، ولكنها تركت وحيدة (مادلين) كانت محاولة بسيطة لإنعاش ضمير العالم، لكنها تحولت إلى مرآة مرعبة تظهر كيف صار هذا الضمير ميتا، أو على الأقل مكمما. وإذا كانت غزة لا تزال تصمد، فليس لأن العالم يساعدها، بل رغم أنه تخلى عنها. إن اختطاف (مادلين) ليس مجرد حادث بحري، بل هو فضيحة أخلاقية للعالم أجمع. وعار سيلاحق كل من لاذ بالصمت، أو غطى الجريمة بالتحليل السياسي أو الدبلوماسي. قد تحتجز (مادلين)، لكن الرسالة التي حملتها ستصل، لأن الحرية لا تغرق، والكرامة لا تصادر بالسلاح. سمى حسن عبدالقادر ( Soma Hassan ) ( سوما ) – Soma Hassan


معا الاخبارية
٠٤-٠٦-٢٠٢٥
- معا الاخبارية
الجامعة العربية تطالب باتخاذ التدابير اللازمة لإنهاء الاحتلال غير القانوني للأرض الفلسطينية
القاهرة -معا- طالبت جامعة الدول العربية، دول العالم باتخاذ كافة التدابير اللازمة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأرض الفلسطينية المُحتلّة، وتمكين الشعب الفلسطيني من مُمارسة حقه في تقرير المصير وتجسيد دولته المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومُبادرة السلام العربية. وأكدت الجامعة في بيان، صدر عن الأمانة العامة، "قطاع فلسطين والأراضي العربية المُحتلّة" اليوم الأربعاء، عشية الذكرى الـ 58 لنكسة حزيران/ يونيو لعام 1967، والعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والعربية، الذي يصادف غدا السبت، 5 حزيران، إن هذه الذكرى تؤكد الضرورة المُلحّة لتنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المُتحدة، وقرارات مجلس الأمن بهدف صون الأمن والسلم الدوليين، وفي مُقدمتها قراري 242 لسنة 1967 و338 لسنة 1973 والقرارات اللاحقة ذات الصلة وفتاوى محكمة العدل الدولية. ودعت إلى إلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف حرب الإبادة، وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني عبر الفتح الفوري لكافة المعابر، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية التي تلبي احتياجات أهالي القطاع، وتوفير الدعم السياسي والمالي لوكالة "الأونروا"، وغيرها من أنشطة الأمم المُتحدة في الأرض الفلسطينية المُحتلة. وأشارت إلى أن هذه الذكرى نتج عنها احتلال الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة والجولان السوري، في عدوان إسرائيلي سافر مازالت تداعياته وارتداداته المأساوية والكارثية مُستمرة حتى الآن، بل وتتصاعد بحرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) ضد الشعب الفلسطيني، لأكثر من 600 يوم، وعدوانها ومُخططاتها التوسّعية الاستعمارية على حساب الأرض العربية، في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المُتحدة ولمبدأ عدم جواز الاستيلاء على أرض الغير بالقوة. وقالت الجامعة العربية، إن هذه الذكرى تأتي هذا العام أيضا في ظل استمرار ارتكاب جيش الاحتلال انتهاكاته وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلّة، وجريمة الإبادة الجماعية ضد أهالي قطاع غزة، على مرأى ومسمع من العالم أجمع، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح غالبيتهم من النساء والأطفال، ونزوح قسري مُستمر بما يُمثّله من مُعاناة وعذابات مُتواصلة لنحو مليونيّ فلسطيني، وبما يُصاحبه من سلسلة لا تنتهي من جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية واستخدام سياسة التجويع والتعطيش، وإفقار الشعب الفلسطيني كسلاح في حرب الإبادة عبر منع المساعدات الإنسانية بشكلٍ كامل تارة، أو تسييسها وعسكرتها تارة أخرى، بهدف تنفيذ مُخططات تهجير وإبادة الشعب الفلسطيني. وأوضحت، أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المُتطرّفة تستمر في فرض سيطرتها، وتكريس احتلالها غير القانوني للأرض الفلسطينية المُحتلة بما فيها القدس الشرقية، والإصرار على تجاهل وانتهاك قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، عبر توسيع الاستعمار في الضفة الغربية المحتلّة، وهدم البيوت وسرقة أراضي الفلسطينيين، وتدنيس المُقدّسات المسيحية والإسلامية، وإطلاق يد المستعمرين للاعتداء على المواطنين الفلسطينيين وخطّ الشعارات العُنصرية واقتحام المسجد الأقصى المُبارك، بحماية وتشجيع من جيش الاحتلال الإسرائيلي. وتحدثت الجامعة العربية عن تدمير المُخيمات الفلسطينية وتهجير ساكنيها في إطار سياسة التطهير العرقي، وإحكام مُحاصرة السُلطة الفلسطينية بمُختلف أشكال الحصار، بما فيها الحصار المالي والسطو المعلن على مواردها واستحقاقاتها المالية. ودعت، جميع الدول للانضمام إلى جهود تنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، والمُشاركة بفاعلية في المؤتمر الدولي للسلام المُزمع عقده خلال الشهر الجاري في نيويورك، وأن تعترف الدول التي لم تتخذ هذه الخطوة بدولة فلسطين انطلاقا من التزامها بحل الدولتين وبما يمثل رافعة للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.