
إيمانويل تود في «هزيمة الغرب»: أميركا وصلت إلى «العدمية»
كتب عالم الاجتماع الفرنسي إيمانويل تود، عندما كان لا يزال طالباً عام 1976 متوقعاً انهيار الاتحاد السوفياتي، وصدقت نبوءته بعد 15 عاماً. من حينها بقي اسم هذا الأكاديمي مرتبطاً بقراءته المبكرة للأحداث. هذه المرة أطلق من خلال كتابه «هزيمة الغرب»، الذي صدر في فرنسا، منذ ما يقارب السنة، نبوءةً جديدةً، وهي أن «روسيا لن تُهزم» في حربها مع أوكرانيا، عكس كل ما كان يتردد في الإعلام، وشرح أن الغرب في مرحلة انحدار سريع، ونكران، لا بل في طور «العدمية» وفقدان القيادة، مما ينذر بالأفول.هذه الآراء الجريئة، جعلت مؤلّف تود «هزيمة الغرب» يتصدر الكتب الأكثر مبيعاً، ويثير نقاشاً واهتماماً في أوروبا وأميركا، حيث ترجم إلى مختلف اللغات، وجلب لصاحبه من القراء والمعجبين بقدر ما حصد من عداوات. وصفته «نيويورك تايمز» بأنه «الأكاديمي الرؤيوي»، وكتابه «فريد من نوعه»، فيما رأت مجلة «لوبوان» الفرنسية أنه «كتاب يهزّ اليقينيات».
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a
web browser that
supports HTML5 video
حسناً فعلت «دار الساقي» أن ترجمت الكتاب إلى العربية، في وقت تطالب فيه أميركا الرئيس الأوكراني زيلينسكي بأن يوقع اتفاقاً يقر بالهزيمة. فهل بدأت توقعات تود بالتحقق من جديد؟الكتاب ليس تحليلاً سياسياً، ولا قراءة لخبير عسكري، بل بحث أكاديمي علمي صرف، كما يصرّ صاحبه، رافضاً تسميتها بالتوقعات، لأنها مبنية على دراسة وتحليل لتركيبة الهياكل العائلية في المجتمعات، على مدى نصف قرن من الزمان. ومن بين ما يأخذه بعين الاعتبار بيانات الخصوبة في كل بلد، والتعليم، ومتوسط الأعمار، وانتشار الأمراض، ومستوى الخدمات الصحية، وحركة المجتمع التي تشكل المحرك الحقيقي للشعوب ولسياساستها بعد ذلك.وتود مؤرخ وأنثروبولوجي من أصل يهودي مجري، تلميذ نجيب لعالمي الاجتماع الكبيرين ماكس فيبر وإيميل دوركهايم، لا يدعي الإصلاح ولا إعطاء النصح، بل تطبيق مناهج أساتذته القديمة المعروفة، بشكل صارم وجدي، ومن ثم قراءة النتائج.وقد وصل إلى نتيجة مفادها أن أميركا تحوّلت إلى «إمبراطورية عدمية»، ولم تعد أمة وبلداً له حدوده الواضحة، بل اختلط الداخل بالمصالح الخارجية بشكل يهدد كيان الدولة. وأصبح الاقتصاد مرهوناً بالآخرين، والعجز التجاري كبيراً، ويتصاعد بسرعة. منحنى الانحدار بدأ منذ منتصف ستينات القرن الماضي. والحمائية التي تنشدها أميركا اليوم، سببها انعدام المركزية الثقافية وفقدان القيادة الأمينة لماضيها، وتاريخها وتقاليدها. وهو ما بدأنا نرى الكثير من تجلياته في أوروبا أيضاً.ويعتقد الكاتب أن الإصلاح صعبٌ، إن لم يكن مستحيلاً، بسبب عمق الأزمة. وهو يعلن باستمرار أنه رجل لا ديني، لكنه لا يستطيع أن يهمل كدارس اجتماعي الدور الذي لعبه الدين، خصوصاً البروتستانتية في التأسيس لنهضة الحضارة الغربية. ويفرد لذلك مساحة شارحاً أن حرص البروتستانتية على قراءة الإنجيل والتفقه الديني من قبل أتباعها، كان وراء انتشار التعليم في أوروبا وتشييد المؤسسات المعرفية. وهو ما يفسر الدور الذي لعبته ألمانيا وإنجلترا وأميركا في بناء النهضة الصناعية الغربية. ويلفت إلى أن ماكس فيبر عدَّ أن البروتستانتية هي التي منحت الرأسمالية ديناميكيتها. بالتالي فإن العامل الديني الذي كان أحد عناصر تأجيج المعرفة العلمية، فقد وهجه اليوم.أما من يصلون إلى السلطة في أميركا، فهم وإن كانوا بروتستانت، فإنهم فقدوا جذور القيم البروتستانتية. ويصل تود إلى حد اعتبار أن «البروتستانتية أصبحت بمستوى صفر». صحيح أن أميركا تتمتع بنظام وقوة عسكرية هائلين، لكنها بلا قيادة مركزية وقيم توجهها، وتلك هي المشكلة. أي أنها قوة ضاربة فقدت بوصلتها.ومن بين الأمور الرئيسية التي يعدُّها سبباً في تقهقر الغرب غروب الأخلاقيات ذات الجذور الدينية، وهو ما تسبب بحالة من الضياع القيمي عند الناس. الإحساس بالفراغ لم يُملأ، وأحدث خلخلة اجتماعية. ويلفت كأنثروبولوجي متعمق إلى أن التركيز على مسألة التحول الجنسي، واعتبار أنه يمكن تحويل الرجال إلى نساء والعكس، خلق حالة غير واقعية، وشكل نهاية للمسيحية محركاً أخلاقياً في المجتمعات الغربية، بعد أن كانت جميعها بحلول عام 2015 قد شرعت زواج المثليين بقوانينها.«أؤمن بالبرغماتية الأنجلوساكسونية، وكنت أظن أن هذه المجتمعات ستصحح مسارها ولكن بالعكس الأمر يتفاقم»، يقول تود: «لفتني ليس فقط وضع الغرب ككل. ولكن ما حدث في ولاية ترمب الأولى التي لم تكن ناجحة، كذلك (بريكست)، وقد تأتت عنه نتائج سيئة. بلدان غربيان رئيسيان يعانيان أزمات كبرى، وهناك في المجتمعين انتصار ساحق للعموم على النخب».عناصر كثيرة، يوضح من خلالها تود أن الأزمة هي في الغرب وليست عند روسيا التي تلقى عليها الاتهامات في حربها مع أوكرانيا. «الغرب ليس مستقراً، لا بل مريض، ويعاني من أزمة يشغل موقعاً مركزياً فيها. فوزنه،…..لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر 'إقرأ على الموقع الرسمي' أدناه

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النبأ
منذ ساعة واحدة
- النبأ
رغم دعمه المطلق لمجرم الحرب «نتنياهو».. سيناريوهات حصول ترامب على جائزة نوبل للسلام
كيف لمن شاك في سفك دماء الألاف ودمر غزة أن يفوز بجائزة نوبل؟ «الشاذلي»: الحديث عن حصول ترامب على نوبل تخاريف وبجاحة وإهانة للبشرية مساعد وزير الخارجية الأسبق: التاريخ كفيل بكشف وفضح كل من يتدثر بثوب الفضيلة سفير مصر السابق بالسودان: ترامب يجب أن يحاكم كمجرم حرب وليس صانع سلام قائمة بالزعماء الذين حصلوا على جائزة نوبل للسلام ومتهمون بارتكاب جرائم حرب أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر من مرة أنه يحلم بالحصول على جائزة نوبل للسلام، مدعوما بعدد من الساسة والزعماء داخل الولايات المتحدة وخارجها. وكان ترامب قد أكد بعد فوزه بالولاية الثانية أنه سوف ينهي الحرب في أوكرانيا، والفوضى في الشرق الأوسط، وسيمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة. وأضاف ترامب: "سنتوقف عن الدخول في الحروب الخارجية التي دخلتها الولايات المتحدة بشكل سخيف". ويرى ترمب أن جهوده في إنهاء النزاعات وتعزيز السلام تستحق التقدير، بل إنه يعتبر نفسه مصلحًا لما أفسده آخرون. فهل يمكن أن يفوز ترامب بجائزة نوبل للسلام، التي فاز بها 4 رؤساء أمريكيين قبل ذلك، هم، الرئيس روزفلت في عام 1906، والرئيس وودرو ويلسون في عام 1919، والرئيس جيمي كارتر في عام 2002، والرئيس باراك أوباما في عام 2009. يتحدث الكثير من الخبراء عن أن الرئيس الأمريكي يمكن أن يفوز بهذه الجائزة إذا نجح في إحداث اختراق حقيقي في عدد من الملفات الملتهبة على الساحة الدولية منها، الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ووقف حمام الدم والإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتوصل إلى اتفاق في الملف النووي الإيراني، وتوسيع اتفاقيات إبراهام، بالإضافة إلى التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وكذلك الدخول في مفاوضات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لحل الدولتين، مشيرين إلى أن رفع العقوبات المفروضة على سوريا خطوة في طريق فوز ترامب بهذه الجائزة. كما أن تصريحات مستشاريه ومقربيه تشير إلى أنه يضع نصب عينيه إنهاء الصراعات الكبرى، سواء في أوكرانيا أو الشرق الأوسط، كوسيلة لتعزيز فرصه في نيل الجائزة، لكن هناك أصوات تشكك في نواياه، معتبرة أن سعيه لنوبل قد يكون مدفوعًا برغبة شخصية أكثر من كونه التزامًا حقيقيًا بالسلام. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قولهم إن احتمال حصول ترامب على جائزة نوبل للسلام لجهوده في إنهاء الحرب بغزة يشغل باله. وقال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت لشبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، إن «ترامب يستحق الجائزة لدوره في محاولة إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا». وأضاف بيسنت: "إذا تم منح الجائزة بعدالة، أعتقد أنه يجب أن يحصل عليها خلال عام." كما دعت إليز ستيفانيك، ممثلة نيويورك والمرشحة لتكون سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، علنًا إلى منح ترامب الجائزة خلال خطابها في مؤتمر العمل السياسي المحافظ. كما رأى رئيس الوزراء البولندي الأسبق ليزيك ميلر، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يسعى لتحقيق إنهاء الصراع في أوكرانيا لأنه يحلم في الحصول على جائزة نوبل للسلام. وقال ميلر الذي شغل منصب رئيس الوزراء في بولندا بين عامي 2001 و2004 في مقابلة مع صحيفة "رزيكزبوسبوليتا" ردا على سؤال حول ما إذا كان ترامب سيتمكن من التوصل إلى حل للصراع في أوكرانيا: "بالطبع هذا هو هدفه الرئيسي، إنه يحلم بالحصول على جائزة نوبل للسلام، وإذا نجح في إنهاء هذه الحرب فسوف يحصل عليها بالتأكيد"، مشيرا إلى أنه سيتعين على كييف أن "تتصالح مع فكرة خسارة الأراضي التي فقدت السيطرة عليها". كما أعرب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عن استعداد مينسك لترشيح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام إن تمكن من وقف الحروب المنخرطة فيها بلاده حول العالم. ويقول تقرير لصحيفة تايمز البريطانية، إن ما يريده الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من صفقة أوكرانيا هو جائزة نوبل للسلام، خاصة أنه يعتقد أنه كان يستحق واحدة لاتفاقيات أبراهام لعام 2020. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب تخلى عن الحديث عن حل الصراع في أوكرانيا في أول يوم له في منصبه لمصلحة إيجاد سلام دائم يضمن مكانه في التاريخ وجائزة نوبل للسلام. ويعتقد محللون أن فرص فوز ترامب بالجائزة ستعتمد بشكل كبير على ما إذا كان بإمكانه تحقيق تقدم ملموس في إنهاء القتال في أوكرانيا. ليست المرة الأولى التي يتم فيها ترشيح ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام، ففي 2019، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يستحق نيل جائزة نوبل السلام، لكنه اعتبر أن منح هذه الجائزة لا يتم بشكل منصف. وقال ترامب على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة "يمكن أن أمنَح جائزة نوبل لأمور عدة إن كانوا يعطونها بنزاهة، وهو ما لا يفعلونه". واشتكى ترامب في السابق من أنه لم يتم أخذ ترشيحه بالجدية الكافية لجائزة نوبل للسلام، معربا عن إحساسه بالمرارة لمنحها إلى سلفه باراك أوباما في بداية ولاية الأخير عام 2009. وقال ترامب "منحوها لأوباما. هو نفسه لم يعلم لمَ حصل عليها. كان هناك لمدة 15 ثانية ونال جائزة نوبل"، مضيفا "ربما لن أحصل عليها أنا ابدا". وفي 2021، طرح برلماني نرويجي، ينتمي لحزب يميني متشدد، اسم ترامب لنيل الجائزة، مشيرا إلى دور الرئيس في اتفاق السلام بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية. وفي عام 2020، رشّحه النائب النرويجي كريستيان تيبرينغ غيدي لجهوده في تحقيق المصالحة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. ووفقا لتيبرينغ-غيدي، فإن ترامب يستحق هذه الجائزة أكثر من العديد ممن حصلوا عليها في السابق لدوره في التقريب بين إسرائيل والإمارات. وقال "سواء في اتفاقات كامب ديفيد للسلام عام 1978 أو اتفاقات أوسلو عام 1993، فقد تم منح جوائز نوبل للسلام لأبطالها، وهذه الاتفاقية (التطبيع) هي على الأقل بنفس الثورية في الشرق الأوسط". كما رشّحه النائب السويدي، ماجنوس جاكوبسون، لتوسطه في اتفاق لتطبيع العلاقات بين صربيا وكوسوفو. وفي 2021 قدمت النائبة القومية السويدية، لورا هوهتاساري، ومعها مجموعة من المشرعين الأستراليين، ترشيحًا جديدًا لترامب، تقديرًا لدوره في التفاوض على 'اتفاقيات إبراهام'. وفي 2023، تم ترشيحه للجائزة من قبل النائبة الجمهورية من نيويورك، كلوديا تيني، التي استشهدت بسياساته في الشرق الأوسط. وبحسب موقع 'أكسيوس'، فإن مستشاري ترامب والمقربين من فريقه يرون أن ترشيحه سيكتسب زخمًا أكبر إذا تمكن من إنهاء الحرب في غزة، إلى جانب إبرام اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل يتضمن تقدمًا نحو إقامة دولة فلسطينية. وتمنح جائزة نوبل للسلام لمن يسهمون بشكل مباشر في "تعزيز السلام العالمي"، ولكن الكثير من الخبراء يرون أن ترمب، الذي يروّج لنفسه كرجل صفقات، يواجه تحديات جمة في إثبات أن جهوده تتجاوز المصالح السياسية أو الاقتصادية الضيقة. ويؤكد الكثير من الخبراء على أن فوز ترامب بجائزة نوبل للسلام يتوقف على قدرته على تحقيق إنجازات ملموسة ومستدامة. يقول المذيع البريطاني الشهير، بيرس مورجان، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ربما يفوز بجائزة نوبل للسلام فى غضون عامين، قائلا إنه يستحق ذلك لا سيما بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل، وقدرته على إنهاء حرب أوكرانيا وروسيا بطريقة ما. ويقول الخبراء، أن التوصل لاتفاق سلام عادل ودائم ينهى الصراع العربى الإسرائيلى ويحقق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط هو وحده الكفيل بجعل الرئيس ترامب زعيمًا تاريخيًا وإحدى أيقونات السلام، ووقتها ستكون جائزة نوبل حقًا مستحقًا له . شارك في جرائم الحرب على غزة ترامب يحلم بالحصول على جائزة نوبل للسلام، رغم أنه من أكثر المؤيدين لما يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مذابح وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، بل أنه هو من يقوم بمد إسرائيل بكل أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا التي تستخدمها في سفك دماء الفلسطينيين يوميا، وهو الذي منح إسرائيل الضوء الأخضر لضرب لبنان وإعادتها إلى العصور الوسطى، وهو الذي يشجنع إسرائيل على العربدة والبلطجة في الشرق الأوسط والمنطقة، كما أنه هو من قام بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو من فرض سيادة إسرائيل على الجولان السورية المحتلة، وفي عهده استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو أكثر من مرة لحماية إسرائيل من المحاسبة والعقاب، كما انسحبت الولايات المتحدة في عهده من محكمة الجنايات الدولية وفرضت عليها عقوبات بسبب اتهام نتنياهو وقادة الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم حرب في غزة. بجاحة ووقاحة وانحطاط يقول السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية وسفير مصر في السودان الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن حديث ترامب عن أنه يحلم بالحصول على جائزة نوبل للسلام تخاريف وهرطقة من إنسان غير متزن عقليا، وقمة البجاحة والوقاحة والانحطاط من رجل يقف متفرجا وداعما ومشاركا في سفك دماء الألاف في فلسطين وغزة ولبنان وسوريا بسلام أمريكي. وأضاف «الشاذلي»، أن ترامب مجرم حرب، ويحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية بجرائم تتعلق بالنزاهة والذمة المالية والتهرب من الضرائب، مؤكدا على أن التاريخ كفيل بكشف وفضح كل من يتدثر بثوب الفضيلة ويكشف معدنه وأصله. وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القيمة الحقيقية هي في تحقيق العدالة وليس في تحقيق السلام، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الشعوب يتم قهرها بفرض السلام غير العادل عليها مثلما يحدث مع الفلسطينيين، والنتيجة هي تراكم الغل والكراهية ثم الانفجار، لافتا إلى أن حل مشكلة غزة بعد سقوط هذا العدد الرهيب من القتلى والجرحى وتدمير القطاع بالكامل لا يعتبر سلاما يستحق عليه ترامب جائزة نوبل للسلام، لكنه استسلام أو ما يسميه هو فرض السلام بالقوة يستحق عليه المحاكمة كمجرم حرب، موضحا أن كل الحروب تنتهي إما بفناء طرف أو استسلامه، وهذا لا يعتبر سلاما، مؤكدا على أن حصول ترامب على جائزة نوبل للسلام هو إهانة للتاريخ والبشرية، لافتا إلى أن ترامب عندما يتحدث عن حل الدولتين، فإنه يقصد إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح والسيادة تتحكم فيها إسرائيل جوا وبرا وبحرا، موضحا أن ترامب يريد أن يفرض السلام بالقوة على العرب، ويريد للعرب أن ينسوا ما حدث للفلسطينيين في غزة من إبادة جماعية، وهذا يمثل استفزازا لأي إنسان عنده ضمير ووعي. ورغم ذلك لم يستبعد السفير محمد الشاذلي، حصول ترامب على جائزة نوبل للسلام، قائلا:« لا استبعد أن يحدث ذلك، استنادا إلى تاريخ أغلب الحاصلين على جائزة نوبل، أكبر مجرم حرب في التاريخ ونستون تشرشل حصل على جائزة نوبل في الأدب، أكبر داعم للحرب في الولايات المتحدة وهو الرئيس ثيودور روزفلت كان أول أمريكي يفوز بجائزة نوبل للسلام، هنرى كيسنجر الذي كان له دور في قصف فيتنام بالطائرات والقنابل المدمرة حصل على جائزة نوبل، مناحم بيجن الإرهابي حصل على جائزة نوبل، كل ذلك يؤكد أن هذه الجائزة مسيسة، وأنا لا احترمها ولا اقدرها»، وبالتالي رغم من فجر هذا التصور فأنا لا استبعده. وعن سر سعى ترامب للحصول على هذه الجائزة واعتبارها حلما بالنسبة له، قال سفير مصر السابق في السودان، أن ترامب يعشق المظاهر، ويريد أن يكمل النقص الذي يشعر به من خلال تقلد الأوسمة والنياشين والأنواط والجوائز، مشيرا إلى أن المناضي الهندي مهاتماغاندي كان من أعظم الزعماء في التاريخ وكان يسير بمأزر حول عورته وصندل وشال، ورغم ذلك لم يطمح في وضع أكليل أو وسام على صدره، مؤكدا أن العرب لم ينسوا نكبة فلسطين وجريمة دنشواي والعدوان الثلاثي على مصر ونكسة 1967 وجرائم فرنسا في الجزائر، ولكنهم مغلوبون على أمرهم بسبب تفرقهم وتشرذمهم وتنافسهم على القيادة والزعامة.


الدستور
منذ 5 ساعات
- الدستور
وصفها بالابتزاز السياسي.. السودان يستنكر العقوبات الأمريكية بسبب اتهامات باستخدام "الكيماوي"
في أول رد رسمي بعد إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات على السودان، استنكر الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، خالد الإعيسر، الاتهامات والعقوبات الأمريكية، واصفًا إياها بأنها "نوع من الابتزاز السياسي" وتزيف للحقائق المتعلقة بالأوضاع في السودان. وأكد الإعيسر أن الولايات المتحدة اتبعت سياسات تعرقل جهود الشعب السوداني نحو تحقيق الاستقرار والسلام والازدهار. وأضاف: أن "هذه الإجراءات لن تثني الحكومة السودانية عن مواصلة مساعيها الوطنية"، حسب ما نقل موقع "السودان نيوز"، صباح الجمعة. عقوبات جديدة على السودان بعد اتهامات باستخدام أسلحة كيماوية جاء ذلك ردا على خطوة تصعيدية، حيث أعلنت الولايات المتحدة مساء الخميس فرض عقوبات اقتصادية جديدة على السودان، متهمة الحكومة باستخدام أسلحة كيماوية خلال الصراع مع مليشيا الدعم السريع في 2024. جاءت الخطوة في إطار القانون الأمريكي الخاص بمكافحة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، في تصعيد واضح للضغط الدولي على الخرطوم للامتثال للقوانين الإنسانية الدولية ووقف الانتهاكات. تفاصيل العقوبات الأمريكية على السودان تشمل العقوبات حظرًا على صادرات الولايات المتحدة إلى السودان، إضافة إلى تجميد أصول وحظر سفر على شخصيات بارزة، من بينهم قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي". وصرحت وزارة الخزانة الأمريكية بأن هذه الإجراءات تستهدف المسؤولين المباشرين عن استخدام الغازات السامة، بما في ذلك غاز الكلور، الذي تم توثيقه استخدامه في معارك داخل البلاد. العقوبات الأمريكية السابقة وتأثيرها على السودان بدأت العقوبات الأمريكية على السودان منذ عام 1993 عندما أدرج السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب. في عام 1997 فرضت إدارة الرئيس بيل كلينتون حظرًا تجاريًا شاملًا وجمدت أصول الحكومة السودانية، مما أثر بشكل كبير على الاقتصاد السوداني. وفي 2006، استهدفت العقوبات شخصيات مسؤولة عن النزاع في إقليم دارفور ضمن إطار جهود لمكافحة الانتهاكات ضد المدنيين. أدت هذه العقوبات إلى تدهور حاد في الاقتصاد السوداني، شمل انخفاض الاحتياطيات من العملات الأجنبية، ما صعّب استيراد السلع الأساسية مثل القمح. كما تسبب ذلك في تدهور البنية التحتية نتيجة نقص قطع الغيار والمعدات، وارتفاع تكاليف المعيشة، مما زاد من معاناة المدنيين في البلاد، وفق رويترز. وقال محللون أمريكيون إن العقوبات الجديدة تركز على منع وصول الحكومة السودانية إلى موارد تمكنها من تطوير واستخدام الأسلحة الكيميائية، كما تهدف إلى عزل كبار القادة الذين يواصلون مسار العنف. ومع ذلك، أبدى بعض الخبراء قلقهم من أن العقوبات قد تزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان دون تحقيق تغيير سياسي جذري، خاصة مع استمرار الصراع الداخلي، حسب صحيفة نيويورك تايمز.


وكالة نيوز
منذ 6 ساعات
- وكالة نيوز
العقوبات الأمريكية السودان بعد الحكم الأسلحة الكيميائية المستخدمة خلال الحرب الأهلية
ستقوم الولايات المتحدة بخفض الصادرات إلى السودان وخطوط الائتمان الحكومية بعد تحديد الأسلحة المحظورة تم استخدامها في الصراع بين القوات الحكومية و RSF. ستفرض الولايات المتحدة عقوبات على السودان بعد تحديد أن جيش البلد استخدمت الأسلحة الكيميائية العام الماضي أثناء القتال ضد القوات شبه العسكرية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس في بيان يوم الخميس 'الولايات المتحدة تدعو حكومة السودان إلى وقف جميع استخدام الأسلحة الكيميائية ويدعمها' بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية. وقال بروس إن الكونغرس الأمريكي قد تم إخطاره بقرار وزارة الخارجية ، وسيتم فرض عقوبات في حوالي 6 يونيو. وسوف تتضمن قيود على الصادرات الأمريكية إلى السودان وكتلة حول الوصول إلى خطوط الائتمان الحكومية الأمريكية. لم يتضمن بيان بروس مزيد من التفاصيل حول متى وأين استخدمت القوات الحكومية السودانية الأسلحة الكيميائية. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في يناير أن القوات الحكومية قد استخدمت الأسلحة الكيميائية في مناسبتين على الأقل في الأجزاء النائية من السودان ضد شبه العسكرية قوات الدعم السريع (RSF). استشهد التقرير بالمسؤولين الأمريكيين الذين لم يكشف عن اسمه قالوا إن السلاح ربما يكون غاز الكلور ، مما قد يؤدي إلى ألم في الجهاز التنفسي الشديد والموت. تم حبس جيش السودان و RSF في حرب أهلية منذ أبريل 2023 بعد صراع السلطة بين الجانبين. خلق الصراع واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ومجاعة في جميع أنحاء السودان ، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتوضيح 13 مليون شخص. كما اتهمت الولايات المتحدة سابقًا RSF وحلفائها في ارتكاب الإبادة الجماعية ، وعقدوا كبار القادة مثل رئيس RSF ، الجنرال محمد حمدان داجالو. في كانون الثاني (يناير) ، فرضت الولايات المتحدة أيضًا القائد العسكري السوداني ورئيس دولة بحكم الواقع ، عبد الفاته البورهان ، لرفض المشاركة في محادثات السلام الدولية.