
دراسة حديثة تكشف تأثير توقيت الوجبات على حساسية الأنسولين
النظام اليومي للشخص وصحة الجسم
يُعد النظام اليومي نظامًا معقدًا لضبط الوقت على مدار 24 ساعة، يتحكم في السلوك والتمثيل الغذائي من خلال ساعة مركزية في الدماغ وساعات إضافية في أعضاء حيوية مثل الكبد والبنكرياس، وبفضل هذا النظام، يستجيب التمثيل الغذائي لدينا بشكل مختلف بناءً على وقت تناول الطعام، مما يؤدي إلى تباينات يومية في معالجة الجلوكوز وإفراز الهرمونات بعد الوجبات. ويعتبر تناول الطعام بحد ذاته إشارة قوية تساعد على مواءمة ساعاتنا الداخلية.
ويمكن أن يؤدي تناول الطعام في أوقات لا تتزامن مع دورة الضوء والظلام الطبيعية، كما يحدث غالبًا مع العاملين في النوبات الليلية، إلى تعطيل هذه الساعات الداخلية، مما ينتج عنه آثار أيضية سلبية.
وأظهرت أبحاث سابقة وجود علاقة بين تناول الطعام في وقت متأخر من الليل وزيادة خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب، ومع ذلك، لا يزال فهم كيفية تفاعل توقيت الوجبات مع الإيقاع اليومي الفردي وتأثيره على استقلاب الجلوكوز ومخاطر الإصابة بالسكري غير مكتمل. تزداد هذه التعقيدات بسبب العوامل الثقافية والظرفية والوراثية التي تشكل عادات الأكل.
ويمكن تقييم العلاقة بين توقيت تناول الطعام والإيقاع البيولوجي للشخص من خلال فحص الفترة الفاصلة بين وقت الوجبة ومنتصف النوم. يشير منتصف النوم إلى النقطة الزمنية التي تقع بالضبط في منتصف المدة بين بداية النوم ونهايته، ويعتبر مؤشرًا على النمط الزمني للفرد، أي ما إذا كان يميل إلى الاستيقاظ باكرًا أو السهر.
الدراسة: توقيت الوجبات المتأخر يؤثر في حساسية الأنسولين
أُجريت الدراسة، التي عُرفت باسم "NUGAT"، في المعهد الألماني للتغذية البشرية في بوتسدام-ريبروك (DIfE). شملت الدراسة 92 مشاركًا، خضع جميع المشاركين لتقييمات أيضية شاملة، بما في ذلك الفحوصات البدنية، ومراجعات التاريخ الطبي، وقياسات الجسم، واختبارات تحمل الجلوكوز.
كما تم تحديد أنماطهم الزمنية الفردية باستخدام استبيان. بالإضافة إلى ذلك، احتفظ كل مشارك بمذكرات طعام يدوية لمدة 5 أيام متتالية (3 أيام عمل ويومان عطلة نهاية الأسبوع)، مسجلين أوقات بدء وانتهاء كل وجبة، بالإضافة إلى تفاصيل عن نوع وكمية الطعام المستهلك. وقد ساعد هذا النهج في تكوين صورة واقعية عن عاداتهم الغذائية المعتادة.
وأشار التحليل إلى أن الأفراد الذين يميلون إلى تناول وجبتهم الأخيرة في وقت متأخر من اليوم وقرب موعد النوم، كانوا يتمتعون بعملية أيض أقل فعالية للجلوكوز (سكر الدم) في نهاية اليوم، وذلك بسبب انخفاض حساسية الأنسولين لديهم. وقد يوحي هذا بأن تنظيم أوقات وجباتنا بشكل أفضل قد يساهم في الحفاظ على صحتنا الأيضية.
هل يجب تجنب تناول الطعام في وقت متأخر؟
راجعت ديستيني مودي، أخصائية التغذية المسجلة في Top Nutrition Coaching، والتي لم تشارك في البحث، الدراسة وقدمت لـ "Medical News Today" تعليقها على النتائج، وقالت: "بشكل عام، أشك في تعديل توقيت تناول الطعام على أمل التحكم في الوزن أو سكر الدم إلا إذا كنت مصابًا بالسكري، فالجهاز الهضمي لا يعمل بنظام المناوبات، أي أنه لا يتوقف عن العمل بعد وقت معين من اليوم ويبدأ بتخزين كل شيء على شكل دهون".
وأوضحت: "توقيت تناول الطعام وتركيبة الوجبات أمران أساسيان للتحكم في سكر الدم وفعالية الأنسولين لدى مرضى السكري". ومع ذلك، أشارت إلى أن هذه الدراسة أُجريت على أفراد أصحاء يتمتعون بوظائف بنكرياس طبيعية ولا يعانون من أي اضطرابات أيضية أخرى، بما في ذلك متلازمة التمثيل الغذائي. كما أن متوسط عمر المشاركين كان 32 عامًا، وهو عمر صغير نسبيًا.
وأضافت: "بشكل عام، تعتبر تقلبات نسبة السكر في الدم أمرًا طبيعيًا. الألياف جزء لا يتجزأ من عملية الهضم والتمثيل الغذائي، وأحثّ الناس على الامتناع عن القلق بشأن آثار الطعام على سكر الدم إلا إذا كانوا يعانون من أمراض أيضية مثل داء السكري من النوع الثاني".
مع ذلك، شددت مودي على أهمية الانتباه الدائم إلى كمية الألياف المستهلكة وكمية الحبوب المكررة في النظام الغذائي.
وأوضحت أن "الأطعمة التي تحتوي على سكريات مضافة، والمصنوعة من الحبوب المكررة، والتي تكون عادةً قليلة الألياف، ترفع سكر الدم بسرعة وتخفضه مرة أخرى بسبب تأثير ارتدادي. هذا يزيد من جوع الناس ويسبب التعب، وهذا هو سبب الشعور بالنعاس بعد تناول وجبات غنية بهذه الأنواع من الكربوهيدرات. وتناول الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات الغنية بالألياف، إلى جانب البروتين الخالي من الدهون، لا يساعد فقط في تخفيف هذا التأثير، بل غالبًا ما يؤدي إلى اتباع نظام غذائي صحي بشكل عام، مما يساعد على الوقاية من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 6 ساعات
- مصراوي
دراسة: التمارين الأسبوعية قد تقلل مخاطر الوفاة بالسكري
كشفت دراسة من جامعة هارفارد أن اتباع برنامج تمارين "عطلة نهاية الأسبوع" يمكن أن يقلل من خطر الوفاة المبكرة لمرضى السكري، إذا استطاع المريض ممارسة الوقت المطلوب منه خلال جلسة أو جلستين. ووجد فريق البحث أن ممارسة الحصة الموصى بها من التمارين خلال عطلة الأسبوع فقط قلل خطر الوفاة المبكرة لأي سبب لدى مرضى السكري بنسبة 21%. كما أظهرت النتائج أن احتمالية وفاتهم بأمراض القلب كانت أقل بنسبة 33%. ووفق "مديكال إكسبريس"، حلل الباحثون بيانات جُمعت مما يقرب من 52 ألف مريض بالسكري بين عامي 1997 و2018 كجزء من المسح الوطني الأمريكي. حساسية الأنسولين وخلص فريق البحث إلى أن "هذه النتائج تعزز أهمية أنماط النشاط البدني المرنة لمرضى السكري، إذ يمكنها تحسين حساسية الأنسولين والتحكم في نسبة السكر في الدم، خاصةً لمن يواجهون صعوبات في ممارسة التمارين الرياضية الروتينية بانتظام". 150 دقيقة وذكر الباحثون أن إرشادات التمارين الرياضية توصي بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعياً. ويمكن أن يشمل النشاط المعتدل: المشي السريع، وركوب الدراجات البطيئة، واليوجا النشطة، ورقص الصالات، والعمل في الحديقة.

مصرس
منذ 10 ساعات
- مصرس
متخليش الصيف ينسيك.. فواكه ممنوعة لمرضى السكر
رغم أن الفواكه تُعد من أكثر الأغذية فائدة للجسم، إلا أن بعض أنواعها قد تشكل خطرًا على مرضى السكر، نظرًا لاحتوائها على نسب عالية من السكر الطبيعي (الفركتوز) ومؤشر جلايسيمي مرتفع. هذا الأمر قد يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر بالدم، لذلك وفقًا لموقع «هيلث لاين» من الضروري ل مرضى السكر اختيار الفواكه بعناية ومراقبة الكمية والأنواع التي يتناولونها.فواكه ممنوعة لمرضى السكر- العنب، يحتوي على نسبة عالية من السكر وسريع الامتصاص، مما قد يرفع السكر في الدم بسرعة.- المانجو، رغم فوائده، إلا أنه غني بالفركتوز ويؤثر بشكل كبير على مستوى الجلوكوز لدى مرضى السكري.- الموز الناضج جدًا، كلما زاد نضج الموز، زادت نسبة السكر فيه، ما يجعله خيارًا غير آمن لمرضى السكري.- الأناناس، يتمتع بمؤشر جلايسيمي مرتفع، وقد يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر.- البطيخ والشمام، يحتويان على كمية كبيرة من الماء والسكر، وقد يؤدي الإفراط فيهما إلى ارتفاع السكر المفاجئ.- التين، غني بالسكريات الطبيعية، ويُفضل تجنبه خاصة في صورته المجففة.


بوابة ماسبيرو
منذ 14 ساعات
- بوابة ماسبيرو
بالفيديو.. د. سامح توفيق يوضح سكري الأطفال والطريق لنمو طبيعي وحياة صحية
قدم الدكتور سامح توفيق، أستاذ طب وسكر وغدد الأطفال، رؤى هامة حول سكر الأطفال من النوع الأول، مؤكداً على ضرورة التعامل معه كخلل مناعي يتطلب إدارة دقيقة لضمان نمو الطفل وصحته. جاء ذلك في حلقة اليوم من برنامج "صحتك في ماسبيرو" المذاع على موقع أخبار مصر، حيث أوضح أن سكر الأطفال من النوع الأول قد يصيب الأطفال في أي سن، وقد تزيد معدلات الإصابة في سن السادسة وسن البلوغ. وشدد على أهمية الوعي بالأعراض مثل كثرة التبول وفقدان الوزن والعطش الشديد، حيث أن معظم الحالات للأسف تأتي بغيبوبة سكر كيتونية تتطلب رعاية مركزة. وأشار إلى أن إدارة السكر من النوع الأول ترتكز على ثلاثة محاور أساسية: إعطاء الأنسولين لمنع الغيبوبة الكيتونية، وتوفير تغذية سليمة ومناسبة لسن الطفل وجنسه مع منع تام لنظامي الكيتو دايت واللو كارب دايت في الأطفال لدعم نموهم. وشدد على أهمية القياس المستمر لمستوى السكر في الدم، مع ضرورة الحفاظ على مستوى السكر بين 70 و180 ملجم/ديسيلتر لتجنب مضاعفات خطيرة كالتشنجات التي قد تؤثر على الدماغ والقدرة الإدراكية. يؤكد هذا التناول الشامل لأهمية متابعة الأطفال المصابين بسكر النوع الأول لضمان حياتهم طبيعية وصحتهم الجيدة دون مضاعفات.