
حزب كردي يضغط على حكومة تركيا لإقرار تشريع لإطلاق سراح أوجلان
كثف حزب كردي في تركيا ضغوطه على الحكومة لإقرار تشريع يسمح بإطلاق سراح زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان.
في الوقت ذاته، دعا رئيس حزب الحركة القومية، الحليف الأقرب للرئيس رجب طيب إردوغان، إلى الإسراع بمحاكمة رئيس بلدية إسطنبول المعتقل أكرم إمام أوغلو لوقف حالة التوتر بالبلاد.
واستبق حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، لقاء لوفد من الحزب، معروف إعلامياً باسم «وفد إيمرالي»، نسبة إلى السجن الذي يقبع به أوجلان، مع وزير العدل التركي، يلماظ تونتش، الخميس، بالمطالبة بفتح الباب أمام إعادة إطلاق «عملية السلام» و«حل المشكلة الكردية»، عبر وضع تشريع يدعم نزع سلاح حزب العمال الكردستاني وحل الحزب.
أوجلان يقرأ دعوته لحل حزب العمال الكردستاني خلال لقائه وفد حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب في سجن إيمرالي في 27 فبراير الماضي (إ.ب.أ)
وقالت الرئيسة المشاركة لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، تولاي حاتم أوغوللاري، في كلمة أمام المجموعة البرلمانية للحزب الثلاثاء، إنه لا يمكن التوصل إلى حل سلمي إلا من خلال السماح لأوجلان بالتواصل مع العالم الخارجي ووضع أساس قانوني لذلك من خلال البرلمان.
ولا تطلق حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان، وصف عملية السلام أو الحل على الاتصالات التي بدأت مع أوجلان، التي أطلقها حليفه دولت بهشلي في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحظيت بتأييد إردوغان، تحت عنوان «تركيا خالية من الإرهاب».
ويقول إردوغان وحكومته إنه ليس هناك مشكلة كردية في تركيا، وإن على «العمال الكردستاني أن يحل نفسه ويلقي أسلحته دون شروط، وإلا فإن الدولة ستجبره على ذلك عبر قواتها المسلحة».
وفشلت عملية مماثلة سابقة، انطلقت منذ عام 2012، عندما أعلن إردوغان في 2015 عدم اعترافه بأي مفاوضات جرت مع أوجلان، قائلاً إنه لا توجد مشكلة كردية في تركيا، وهو ما أدى إلى تجدد أعمال العنف، وتراجع «العمال الكردستاني» عن وقف لإطلاق النار أعلنه في 2013 من جانب واحد، استجابة لدعوة من أوجلان.
وقالت حاتم أوغللاري إن الحكومة تجاهلت روح دعوة أوجلان الموجهة إلى الشعب التركي كله، من خلال الأحداث الأخيرة والحملة ضد مؤتمر الشعوب الديمقراطية، وتحقيقات الإجماع الحضري (الاتفاق بين حزبها وحزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية العام الماضي الذي أتاح تمثيلاً للأكراد في بلديات ولايت غرب تركيا) وعملية 19 مارس (آذار)، التي تم فيها اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، ورد الفعل العنيف من جانب الشرطة ضد الاحتجاجات على اعتقاله.
ولفتت إلى أن رد الفعل والاحتجاجات لم تكن من أجل حرية شخص واحد، وإنما للمطالبة بحياة حرة، حيث صرخ الشباب والطلاب بصوت واحد: «هذا البلد لنا»، بينما تتجاهل الحكومة الأصوات المتصاعدة، وتواصل زيادة ضغوطها، وتقوم بتعذيب الطلاب في الشوارع، وتمنح مكافأة قدرها 10 آلاف ليرة لكل شرطي يضرب هؤلاء الشباب.
وأضافت: «لا يمكن تحقيق السلام الداخلي من خلال منح مكافآت للتعذيب، بل على العكس، هذا يسبب ضرراً».
إردوغان مصافحاً النائب سري ثريا أوندر خلال استقباله وزميلته بروين بولدان لبحث ما تم في الحوار مع أوجلان (الرئاسة التركية)
والتقى «وفد إيمرالي»، المؤلف من نائبي حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، سري ثريا أوندر وبروين بولدان، الرئيس رجب طيب إردوغان، الخميس الماضي، وقال الحزب إن اللقاء، الذي عُدّ لحظة حوار نادرة، جرى في «أجواء بناءة ومفعمة بالأمل»، وتمت خلاله مناقشة العقبات التي تحول دون تنفيذ دعوة أوجلان للسلام والمجتمع الديمقراطي.
وبينما لم يعلن حزب العمال الكردستاني موعد عقد المؤتمر العام لحل نفسه وإعلان إلقاء أسلحته، مشترطاً إشراف أوجلان بنفسه على المؤتمر، قدم حزب العدالة والتنمية الحاكم، مشروع قانون إلى البرلمان لاعتبار يوم 21 مارس، الذي يحتفل فيه الأكراد بـ«عيد النوروز»، عطلة وطنية رسمية، بعدما اقترح إردوغان ذلك خلال الاحتفال بـ«نوروز» الشهر الماضي.
في غضون ذلك، دعا رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهشلي، إلى اتخاذ قرار سريع بشأن قضية الفساد في بلدية إسطنبول، المتهم فيها رئيس البلدية، أكرم إمام أوغلو، متهما حزب الشعب الجمهوري باستغلال حبس إمام أوغلو لمحاولة خلق أزمة وفوضى «على نحو يقترب من الخيانة».
وقال بهشلي، في بيان الثلاثاء: «تجب مناقشة الإجراءات القضائية المتعلقة بإمام أوغلو وإنهائها بشكل عاجل، وإذا كان بريئاً، فيجب تبرئته، وإلا، فيجب معاقبته بما يتوافق مع الضمير الاجتماعي، دون أي تأخير وفي أسرع وقت ممكن».
استمرار الاحتجاجات على اعتقال أكرم إمام أوغلو عبر تجمعات أسبوعية ينتظمها حزب الشعب الجمهوري (حساب الحزب في إكس)
واتهم بهشلي رئيس الحزب، أوزغور أوزيل، بالانخراط في «أكروبات سياسية» من خلال استهداف أعضاء السلطة القضائية، والدعوة إلى مقاطعة الشركات والمؤسسات القريبة من الحكومة.
وعد من خرجوا إلى الساحات احتجاجاً على اعتقال إمام أوغلو كانوا «حشوداً قسرية» تم فرض الأوامر عليهم، زاعماً أن الهدف النهائي هو «خلق تمرد داخلي وفوضى سياسية واجتماعية يتم بناؤها في الشارع وعبر دعوات المقاطعة»، وأن أوزيل «فقد السيطرة على نفسه» وأن الشخصيات البارزة في حزبه تتصرف أيضاً «على حافة الخيانة».
ولفت إلى أن الانتخابات المبكرة لن تجري حسب إرادة الشارع وحملات جمع التوقيعات التي يقوم بها حزب الشعب الجمهوري.
بدوره، جدد أوزيل، خلال كلمة أمام نواب حزبه بالبرلمان، الدعوة للاستمرار في مقاطعة المؤسسات والمطاعم والمقاهي ووسائل الإعلام القريبة من الحكومة، مؤكداً أن نضالهم سيستمر حتى الإفراج عن إلمام أوغلو وإجراء انتخابات مبكرة تطيح بالحكومة.
في الوقت ذاته، حددت محكمة تركية 11 يونيو (حزيران)، المقبل، موعداً لأولى جلسات محاكمة رئيس حزب «النصر» القومي المعارض، أوميت أوزداغ، وذلك بعد احتجازه منذ القبض عليه في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي بتهمة «التحريض على الكراهية والعداء»، بسبب استهدافه عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وجود السوريين والمهاجرين الأجانب في تركيا.
Duruşma tarihi olarak 2 ay sonrasının belirlenmesinin ardından ülkemiz bütünlüğü üzerinden DEM ve Öcalan ile yapılan pazarlıkların endişe ve kızgınlığı ile akşam Sayın Senem Toluay Ilgaz'ın Sözcü TV'deki programını izledim.Seçmenin %8 oyunu alan bir partinin Genel Başkanının... pic.twitter.com/u2CLruuvy4
— Ümit Özdağ (@umitozdag) April 15, 2025
وقال أوزداغ، بحسب ما نشر حسابه في «إكس»: «لائحة الاتهام التي أعدت لي فارغة، إن إبقاء زعيم حزب سياسي في السجن لمدة شهرين ونصف ثم إبقاءه في الحبس الانفرادي لمدة شهرين آخرين مع لائحة اتهام فارغة ليس عدالة... مرة أخرى نرى هذا، أنا أوميت أوزداغ محتجز بصفتي رهينة لدى أوجلان».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 5 أيام
- Independent عربية
لا مجال للهرب من درس "آبو"
رجل الأعمال والصناعي الأميركي أرماند هامر كان صديقاً للزعيم الشيوعي فلاديمير لينين ومن الذين ساعدوه في التصنيع وكهربة الاتحاد السوفياتي. وهو يروي في مذكراته تحت عنوان "شاهد على التاريخ" أن قائد الحزب الشيوعي "أدرك عام 1920 أن الشيوعية لن تنجح"، والمرحلة لم تكن مرحلة الشيوعية كما تصورها ماركس بل مرحلة ما سماها لينين "دولة بورجوازية بلا بورجوازيين" ثم دولة "البروليتاريا الاشتراكية" التي حين تصل إلى أعلى مراجعها تبدأ مرحلة الشيوعية مع "زوال الدولة". لكن خلفاء لينين، من ستالين إلى بريجنيف، بنوا دولة "الأخ الأكبر" البوليسية التي صورها جورج أورويل مع قاعدة صناعية وعسكرية قوية. وعندما جاء غورباتشوف وكشف الخلل وأراد إصلاح النظام عبر "البريسترويكا والغلاسنوست" انهار الاتحاد السوفياتي بين يديه، وهناك من يلومه على السقوط، ومن يرى أنه تأخر في رؤية ما "لن ينجح" خلال 70 عاماً. لكن الاتحاد السوفياتي أدى أدواراً مهمة في التاريخ كان بينها دوره في دعم حركات ثورية تمارس الكفاح المسلح ضد الأنظمة المرتبطة بالإمبريالية الأميركية والأوروبية. وبين الذين تأثروا بقول لينين "إن ما يحتاج إليه المرء لإسقاط نظام ليس منظمة ثورية بل منظمة ثوريين"، كان عبدالله أوجلان "آبو"، الذي أسس عام 1978 "حزب العمال الكردستاني" في تركيا مع أيديولوجيا ماركسية-لينينية صارمة، وبدأ عام 1984 الكفاح المسلح لإقامة دولة كردية مستقلة. وعلى مدى نصف قرن من القتال وحرب العصابات في الريف و"حرب الخنادق" في المدن رأى الفشل وانتقل إلى سقف أقل علواً هو "الكونفيدرالية الديمقراطية" ثم الفيدرالية، ثم الحكم الذاتي، ثم اللامركزية والحقوق السياسية والثقافية للكرد في نظام ديمقراطي. وهذا ما قاده أخيراً إلى الاعتراف بأن مرحلة الكفاح المسلح فشلت وانتهت، وإعلان حل حزبه وإلقاء سلاحه والعمل في إطار النضال الديمقراطي، وربما كان عليه اتخاذ القرار الصعب قبل أكثر من عقدين بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) والسؤال اليوم هو: ماذا عن بقية حركات الكفاح المسلح؟ هل تختلف تجربتها عن تجربة حزب العمال الكردستاني، بصرف النظر عن اختلاف الظروف؟ ماذا عن تجربة "حماس" تمثيلاً لا حصراً؟ هي ربحت الانتخابات النيابية ورئاسة الحكومة في السلطة الفلسطينية، لكنها قامت بانقلاب عسكري واستقلت بحكم قطاع غزة ضد السلطة في رام الله. وما كان ذلك من دون هدف إستراتيجي، وهو الانطلاق من رفض "اتفاق أوسلو" والإصرار على تحرير فلسطين من البحر إلى النهر. وهذه مهمة تحتاج، ليس فقط إلى وحدة وطنية وإرادة سياسية ومشاركة عربية ودعم دولي، بل أيضاً إلى التحرك من مكان أوسع من قطاع يعتمد على الماء والكهرباء والغذاء والدواء الآتي عبر العدو الذي يستطيع حصار غزة بالكامل، فضلاً عن الحاجة إلى قراءة عميقة في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي منذ 1948 حتى اليوم، وسر الدعم الأميركي والأوروبي والسوفياتي لقيام إسرائيل ورفض إزالتها في ما بعد، مع الدعوة إلى دولة فلسطينية ضمن "حل الدولتين". وإذا كان الرئيس هاري ترومان قد اعترف بإسرائيل بعد دقائق من قيامها، فإن المندوب السوفياتي في الأمم المتحدة، أندريه غروميكو، قبل أن يتولى وزارة الخارجية، "اتهم الجيوش العربية التي دخلت فلسطين" لمنع قيام إسرائيل بأنها "تمارس اعتداءً على إسرائيل". والتجربة الأخيرة في حرب غزة ولبنان درس أكبر، فلا أميركا ولا روسيا ولا الصين حاولت أو تمكنت حتى من وقف حرب الإبادة ضد غزة وشعبها، ولا الدول العربية المعترفة بإسرائيل أخذت قراراً عملياً لرفض المذبحة، وأقل ما فهمه الجميع من درس باللحم الحي هو أنه على من يريد إزالة إسرائيل العمل لإزالة أميركا. ثم ماذا عن تجربة "حزب الله" في"حرب الإسناد" لغزة، وما لحق به من ضربات قوية وما أصاب لبنان من دمار للوصول إلى اتفاق لوقف النار وتطبيق القرار 1701 بموافقة "حزب الله" مع تصرف إسرائيل على أساس أنها منتصرة، وهي تكمل حربها من دون أي رد من "المقاومة الإسلامية"؟ ما هذه الإستراتيجية التي يتصور أبطالها أن إزالة إسرائيل ممكنة من لبنان بقرار إيراني، لا رأي ولا دور فيه للسلطة الشرعية وأكثرية اللبنانيين؟ الواقع أن الجواب على الأرض. دور الأذرع الإيرانية لحماية إيران ومشروعها الإقليمي دخل مرحلة الانحسار من قبل انهيار نظام الأسد وخسارة "الجسر السوري"، واللعبة انتهت بالنسبة إلى "المقاومة" في لبنان، لكن طهران لا تزال توحي أنها قادرة على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وهي تفاوض أميركا على صفقة، و"حزب الله" لا يزال يتحدث عن الاحتفاظ بسلاحه الذي صار استخدامه مغامرة انتحارية ووصفة مؤكدة لتدمير ما بقي من لبنان. أوجلان أعاد قراءة التجربة وأخذ العبر، و"حماس" مجبرة أقله بسبب وضع الناس في غزة على إعادة القراءة واستخلاص العبر، والوضع الجديد في لبنان لم يترك مهرباً لـ"حزب الله" من المراجعة واتخاذ العبر، وإلا صار الوضع الجديد و"حزب الله" عبرة لمن يعتبر. وما يركز عليه كارل فون كلاوزفيتز في كتابه "نظرية الحرب" هو "أهمية الهدف السياسي" في الحرب.


الشرق الأوسط
منذ 6 أيام
- الشرق الأوسط
هجوم المتحف اليهودي... وحروب الصورة
تقول الشرطة إن الشابّ الأميركي إلياس رودريغز، البالغ من العمر 30 عاماً، دون سجلٍّ إجرامي، وقالت وزيرة العدل إن التحقيقات حتى الآن تشير إلى أن الشابّ إلياس تصرّف بمفرده. هذا الشابّ الجامعي، الميّال للقصص التاريخية والخيالية، هو من قتل اثنين من أعضاء السفارة الإسرائيلية أمام المتحف اليهودي في قلب واشنطن، العاصمة الأميركية، بالقرب من البيت الأبيض والكابيتول الأميركي. إلياس رودريغز لم يهرب، وطلب الاتصال بالشرطة، ورفع الكوفية الفلسطينية، وهتف: من أجل فلسطين الحرّة. تمّ تداول رسالة مطوّلة، يُقال إنه كتبها قبل الهجوم بيوم واحد، خلاصتها أن الحادثة كانت ردّاً على الحرب الإسرائيلية في غزة. وجاء في مقاطع من الرسالة عن إسرائيل: «الإفلات من العقاب الذي نراه هو الأسوأ بالنسبة إلينا نحن القريبين من مرتكبي الإبادة الجماعية». الشابّ كما جاء في بعض التقارير كان منتمياً لـ«حزب الاشتراكية والتحرير» اليساري الراديكالي في أميركا، وأقرّ بيانٌ عن الحزب أن رودريغيز كان «لفترة وجيزة» من بين أعضائه سنة 2017، لكنه أكّد على «إكس» أن المشتبه به لم يعد ينتمي إلى صفوفه، وأنه لا صلة له بالهجوم المنفذ. ما يعني أنه ربما كان مشروع نسخة جديدة من «كارلوس» الفنزويلي، الذي كان عضواً بارزاً في جماعة وديع حدّاد الفلسطينية، المشهورة بخطف الطائرات والرهائن في السبعينات وبداية الثمانينات... لكن انتهت تجربته مبكّراً. ما يهمُّ هنا هو أن هذا الهجوم جاء بالتزامن مع حملة أوروبية على جرائم إسرائيل في غزّة وغير غزّة، وأزمة صامتة بين ترمب ونتنياهو، فهل تُخفّف الضغط على نتنياهو وجماعته من مدمني الحروب؟! وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر علّق على هجوم المتحف اليهودي في واشنطن، بالقول إن الدول الأوروبية شاركت بالتحريض على بلاده، ورفع ثقافة كراهية السامية (التهمة الدائمة لدى الخطاب الإسرائيلي ضد أي مخالف لهم)، قائلاً خلال مؤتمر صحافي: «هذا التحريض يُمارس أيضاً من جانب قادة ومسؤولين في العديد من الدول والهيئات الدولية، خصوصاً في أوروبا»، في إشارة إلى المظاهرات الكبيرة في مدن عدّة حول العالم تنديداً بالعملية العسكرية في غزة. هجوم الشابّ الأميركي ذي الخلفية اليسارية - كما يبدو - على المتحف اليهودي، وقتل اثنين أمامه، إشارة خطيرة على تفاعل المجتمعات الغربية مع حرب غزّة، وأن التفويض الدائم لإسرائيل بالعمل العسكري والأمني من دون حدود وقيود، ربما لم يعد قائماً كما في السابق. غير أن أخشى ما يُخشى منه، كما ذُكر هنا قبل أيام، التفريط بهذه المكاسب المعنوية والسياسية والقانونية للضغط على إسرائيل نتنياهو، وإجبارها على حلّ الدولتين، أو مقاربة شبيهة بها، التفريط من خلال تواتر عمليات من هذا النوع حول العالم ضد اليهود، ما يجعل نتنياهو ورجاله يظهرون أمام العالم الغربي، بخاصة الأوروبي، بمظهر الضحية من جديد، ضحية «الأوروبي» النازي من قبل وأفران المحرقة... فضلاً عن «لا أخلاقية» استهداف المدنيين، من أهالي غزّة أو من أي يهودي مدني في العالم، أو أي مدني في هذه الدنيا.


مباشر
منذ 6 أيام
- مباشر
انخفاض حاد في صافي الهجرة ببريطانيا
مباشر-قال مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني اليوم الخميس إن صافي الهجرة طويلة الأمد إلى بريطانيا انخفض بمقدار النصف تقريبا في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، مع وصول عدد أقل من الأشخاص بتأشيرات العمل والدراسة بعد تعديلات في القواعد تهدف إلى خفض عدد الوافدين. وأضاف مكتب الإحصاءات أن البيانات أظهرت أن صافي الهجرة، وهو تقدير لعدد الذين هاجروا إلى بريطانيا مطروحا منه المغادرين، انخفض إلى 431 ألفا مقارنة مع 860 ألف شخص في العام السابق حتى ديسمبر كانون الأول 2023. ومن شأن هذه البيانات أن تمنح بعض الارتياح لرئيس الوزراء المنتمي لحزب العمال كير ستارمر، الذي وعد في وقت سابق من مايو أيار بخفض الهجرة بشكل ملحوظ خلال السنوات الأربع المقبلة، تحت ضغط من حزب الإصلاح اليميني المناهض للهجرة بزعامة نايجل فاراج. وتولى ستارمر رئاسة الوزراء في يوليو تموز 2024. وأفاد حزب المحافظين، الذي كان في الحكومة قبل انتخاب ستارمر، بأن هذا الانخفاض انعكاس للتغييرات التي أدخلها على قواعد التأشيرات. وأشار مكتب الإحصاءات إلى أن هذا التغيير مدفوع بانخفاض هجرة مواطني بلاد ليست ضمن (الاتحاد الأوروبي+). ويعني (الاتحاد الأوروبي+) دول التكتل بالإضافة إلى النرويج وأيسلندا وليختنشتاين وسويسرا. وقال المكتب "نشهد انخفاضا في عدد القادمين بتأشيرات العمل والدراسة، وزيادة في الهجرة إلى الخارج على مدار 12 شهرا حتى ديسمبر كانون الأول 2024، خاصة الذين غادروا ممن قدموا في الأصل بتأشيرات دراسة بمجرد تخفيف قيود السفر إلى المملكة المتحدة التي فرضت بسبب الجائحة".