
الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيات والطاقات المتجددة "FENELEC" تبرز تحديات الإجهاد المائي خلال مؤتمر "تحلية المياه 2.0 "
يُعقد هذا الحدث الهام بشراكة استراتيجية مع كل من وزارة التجهيز والماء، ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة. ويندرج أيضاً في إطار خارطة طريق التصدير الخاصة بالفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيات والطاقات المتجددة (FENELEC) للفترة 2025-2027، الموقعة مع وزارة الصناعة والتجارة، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE). وستشهد الجلسة الافتتاحية حضوراً وزارياً رفيع المستوى، بالإضافة إلى المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ورئيس فيدرالية FENELEC و CAFELEC. كما تسجل الشركات المتعددة الخدمات الجهوية حضورها، وفي مقدمتها شركة التنمية المحلية سوس ماسة (SRM Souss-Massa). وستعرف الجلسات مشاركة خبراء وممثلين عن مؤسسات حكومية، وهيئات وطنية كالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية ومعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، إلى جانب ممثلين عن دول غرب إفريقيا كموريتانيا والسنغال وغينيا وساحل العاج، وشركات رائدة في قطاع تحلية المياه وتقنياتها، ومؤسسات استثمارية وبحثية، مما يعكس البعد الدولي والشمولي لهذا الحدث.
يأتي مؤتمر "Dessalement 2.0" (تحلية المياه 2.0) في مواجهة تحديات الإجهاد المائي المتزايد والتغيرات المناخية المتسارعة، حيث يسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على الدور المحوري لتحلية مياه البحر المعتمدة على الطاقات المتجددة كحل مستقبلي لا غنى عنه، كما يطمح إلى توحيد جهود صناع القرار والفاعلين في القطاع الصناعي والباحثين والمستثمرين والمؤسسات المعنية، بهدف تسريع وتيرة تطوير هذا القطاع الحيوي، والذي يُعتبر ركيزة أساسية لضمان السيادة المائية للمملكة المغربية وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
يحمل مؤتمر "تحلية المياه 2.0" في طياته رؤية متجددة ومقاربة مبتكرة لمستقبل إدارة المياه، فإضافة إلى كونه منصة دولية رفيعة المستوى، يتميز هذا الحدث بتركيزه العميق على مفهوم "الجيل الثاني" من تقنيات التحلية، الذي يرتكز على الابتكار التكنولوجي والاستدامة البيئية والكفاءة الطاقية، ويبرز المؤتمر بشكل خاص من خلال الربط الوثيق الذي يقيمه بين مشاريع تحلية مياه البحر واستراتيجيات الانتقال الطاقي، مع التأكيد على ضرورة الاعتماد الكلي على مصادر الطاقة المتجددة لتشغيل المحطات المستقبلية، كما يتفرد المؤتمر بتسليط الضوء على الأهداف الطموحة للمملكة المغربية في هذا المجال، والمتمثلة في تعبئة ما يزيد عن 1.7 مليار متر مكعب من المياه المحلاة سنوياً بحلول عام 2030، وتغطية ما يزيد عن نصف احتياجات مياه الشرب من خلال التحلية، وتطوير صناعة وطنية متكاملة في هذا القطاع الواعد.
يعكس اختيار عنوان "Dessalement 2.0" (تحلية المياه 2.0) توجهاً واضحاً نحو تبني مقاربة متطورة ومستدامة في قطاع تحلية مياه البحر، تتجاوز المفاهيم التقليدية. فهذا العنوان يرمز إلى الدخول في حقبة جديدة تعتمد على أحدث الابتكارات التكنولوجية لضمان كفاءة أعلى وتكاليف أقل وبصمة بيئية منخفضة. ويتضمن مفهوم "2.0" التركيز على التقنيات المتقدمة مثل التناضح العكسي المحسن الذي يتميز بأغشية عالية الأداء واستهلاك أقل للطاقة، وتوظيف تقنيات النانو لتطوير أغشية جديدة أكثر انتقائية ومتانة وذاتية التنظيف، بالإضافة إلى دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتحسين عمليات المراقبة والصيانة التنبؤية وتحقيق الاستغلال الأمثل للطاقة في محطات التحلية. إنه عنوان يعبر عن طموح نحو مستقبل مائي آمن ومستدام، مدعوم بالابتكار والتحول الأخضر.
يلعب هذا المؤتمر دوراً محورياً في إثراء النقاش وتقديم حلول ملموسة لمواجهة التحديات المتزايدة للأمن المائي والطاقي في المغرب ومنطقة غرب إفريقيا. فمن خلال تسليط الضوء على الإمكانات الهائلة لتقنيات تحلية مياه البحر المعتمدة على الطاقات المتجددة، يوفر المؤتمر منصة استراتيجية لمناقشة سبل تعزيز السيادة المائية في ظل تزايد الإجهاد المائي الناجم عن التغيرات المناخية. ويساهم بشكل مباشر في تعميق الفهم للعلاقة الوثيقة والتكامل الضروري بين قطاعي الماء والطاقة، حيث إن تأمين إمدادات المياه عبر التحلية يتطلب توفير مصادر طاقة نظيفة ومستدامة. كما يشجع المؤتمر على تبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين المغرب ودول غرب إفريقيا، ويحفز على إطلاق مبادرات للتعاون الإقليمي، ويستقطب الاستثمارات اللازمة لتطوير بنية تحتية مرنة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية، مما يعزز الأمن الغذائي ويدعم التنمية الاقتصادية المستدامة في المنطقة.
من المنتظر أن يشكل المؤتمر فضاءً هاماً لمناقشة واستعراض حزمة من المشاريع الطموحة والرائدة في مجال تحلية مياه البحر وتكاملها مع الانتقال الطاقي، فعلى الصعيد المغربي، سيتم تسليط الضوء على البرنامج الوطني للتحلية، الذي يهدف إلى تعبئة أكثر من 1.7 مليار متر مكعب من المياه المحلاة سنوياً بحلول عام 2030، وستحظى مشاريع ضخمة باهتمام خاص، كمحطة تحلية الدار البيضاء، المرشحة لتكون الأكبر في إفريقيا بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 300 مليون متر مكعب، ومحطة تحلية الداخلة التي تعد نموذجاً رائداً كأول محطة تعمل بالطاقة النظيفة بنسبة 100%، بالإضافة إلى محطة أكادير (شتوكة آيتباها)، كما سيتم التطرق إلى مشروع الربط الكهربائي الاستراتيجي بين الداخلة والدار البيضاء، المخصص لنقل الطاقة المتجددة لتغذية محطات التحلية، وعلى صعيد التعاون الإقليمي، ستخصص جلسات لمناقشة وضع وآفاق قطاع التحلية في دول غرب إفريقيا، مما يفتح الباب أمام بحث فرص التعاون وتبادل الخبرات وتطوير مشاريع مشتركة لمواجهة التحديات المائية الإقليمية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كواليس اليوم
منذ 3 أيام
- كواليس اليوم
الدار البيضاء.. حجيرة يؤكد على دعم المقاولات وتعزيز شعار 'صنع في المغرب'
كواليس اليوم شهدت مدينة الدار البيضاء اليوم الجمعة 11 يوليوز 2025، تنظيم الدورة الثانية من تظاهرة FENELEC Meeting Day، بمشاركة أكثر من 170 خبيراً ومؤسسة وشركة تنشط في قطاع الإلكترونيات والتقنيات الكهربائية. هذا الحدث، الذي نظمته الفدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيك والطاقات المتجددة (FENELEC) بشراكة مع المعهد المغربي للتقييس (IMANOR) واللجنة المغربية للإلكترونيك (COMELEC)، تمحور حول أهمية المعايير التقنية كرافعة استراتيجية للتجارة الدولية. وقد ترأس هذا اللقاء عمر حجيرة، كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، حيث أبرز خلال كلمته الطموحات الصناعية للمغرب في مجال السيادة المستدامة، خاصة في قطاع التقنيات الكهربائية، مشيراً إلى أن المملكة تبنت ما يقارب 2000 معيار من أصل 18.600 معيار معتمد في مختلف القطاعات. وقال حجيرة: 'الهدف واضح مرافقة المقاولات، خصوصاً في مواجهة تحديات إزالة الكربون، وتعزيز تنافسية علامة 'صنع في المغرب' على المستوى الدولي'، مضيفاً أن تنظيم كأس العالم 2030 يشكل فرصة حقيقية للنهوض بالمنتجات والمعارف المحلية. من جهته، شدد علي الحارثي، رئيس الفيدرالية المغربية للكهرباء، على أهمية تحسيس المقاولات المغربية بأهمية التقييس والمعايير، قائلاً: 'هذا المنتدى يندرج ضمن دينامية التوعية، خصوصاً في قطاعي الكهرباء والإلكترونيك. فالمعايير الدولية للجودة تمثل جواز سفر حقيقياً لولوج سلاسل الاقتصاد العالمية، وهي شرط أساسي لتثمين صادراتنا، انسجاماً مع الرؤية الملكية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله'. وشكل المنتدى أيضاً فرصة لتسليط الضوء على دور الشهادات والمطابقة للمعايير كآليات لتسهيل ولوج الأسواق الدولية. ومن أبرز لحظات هذا الحدث توقيع اتفاق شراكة بين الكونفدرالية الإفريقية للكهرباء والطاقات المتجددة (CAFELEC) والفدرالية الإفريقية لمقاولات الرقمنة (FADB)، من طرف رئيسيهما علي الحارثي والسيد رضوان الحلوي، وهو ما يُعزز التآزر بين قطاعي الطاقة والرقمنة. كما تم بالمناسبة تسليم شهادات المطابقة للمعايير المغربية لعشر مقاولات تميزت بالتزامها بالجودة. واختتم اليوم بانتخاب المكتب الجديد للجنة المغربية للإلكترونيك (COMELEC)، التي تواصل الفدرالية الوطنية FENELEC رئاستها كممثل للمغرب لدى الهيئات الدولية المختصة في التقييس.


هبة بريس
١٨-٠٦-٢٠٢٥
- هبة بريس
أزمة الماء الشروب تطرق الأبواب.. وعمالة مولاي يعقوب ترفع التحدي بخطة استعجالية
هبة بريس- ع محياوي في إطار التزامه الراسخ بتحسين ظروف عيش الساكنة، جعل إقليم مولاي يعقوب من توفير الماء الشروب أولوية استراتيجية، في ظل التحديات المناخية والهيكلية التي تواجه القطاع. هذا ما أكده محمد سمير الخمليشي، عامل إقليم مولاي يعقوب، خلال اجتماع موسع انعقد اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025، بمقر العمالة، بحضور نواب البرلمان عن الإقليم، رؤساء الجماعات الترابية، المدير العام للشركة الجهوية متعددة الخدمات فاس-مكناس، والمدير الجهوي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الماء، إلى جانب رجال السلطة المحلية. في كلمته الافتتاحية، أبرز العامل العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لقطاع الماء، مشيرًا إلى ما ورد في الرسالة الملكية السامية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة، والتي عقدت في دجنبر الماضي بمدينة طنجة، حيث تم التأكيد على ضرورة مواجهة إشكالية الإجهاد المائي برؤية استراتيجية ومستدامة. وقد نوه العامل بتعيين محمد الشاوي على رأس الشركة الجهوية متعددة الخدمات فاس-مكناس، معتبرًا ذلك تتويجًا لمسار مهني متميز، وأعرب عن دعم جميع الفاعلين له لإنجاح مهامه. الاجتماع شكل مناسبة لاستعراض الوضعية الراهنة لقطاع الماء الشروب بالإقليم، حيث قدم مسؤولو المكتب الوطني للماء والماء الشروب – قطاع الماء، معطيات دقيقة حول التحديات المطروحة، وأبرزها: ضعف الموارد الذاتية للإقليم واعتماده على موارد مائية خارجية (من إقليمي تاونات ومكناس). تراجع منسوب الفرشة المائية نتيجة التغيرات المناخية المتكررة. تقادم شبكات التوزيع الممتدة على أكثر من 1600 كيلومتر، وتعرضها لأعطاب متكررة بسبب الطبيعة الجيولوجية للإقليم. إخفاق بعض جمعيات التدبير المفوض في الوفاء بالتزاماتها، خاصة بجماعة عين الشقف. صعوبات التوزيع بالمناطق المرتفعة بسبب ضعف الصبيب. تأخر إنجاز مشاريع مبرمجة لغياب الموارد المالية الكافية. مطالب محلية بخطة استعجالية وقد أتاح اللقاء للمسؤولين المحليين فرصة طرح تساؤلات الساكنة، لاسيما ما يتعلق بانقطاعات الماء المتكررة، والضغط الاجتماعي الناتج عنها. وتم التوافق على ضرورة إعداد برنامج استعجالي يراعي الأولويات الآنية بالتوازي مع وضع استراتيجية بعيدة المدى لإعادة تأهيل البنية التحتية للماء الصالح للشرب بكافة جماعات الإقليم. من جانبه، أبدى المدير العام الجديد للشركة الجهوية متعددة الخدمات تجاوبًا ملموسًا مع مختلف المداخلات، معلنًا عن إطلاق دراسة تشخيصية دقيقة لتحديد الحاجيات الحقيقية لكل جماعة ترابية، تمهيدًا لاعتمادها كمرجعية في برمجة حلول هيكلية سيتم عرض نتائجها في لقاء مقبل. ويأتي هذا الاجتماع في سياق حرص السلطات الإقليمية على تحقيق تنمية مجالية عادلة تضمن الولوج المتكافئ للخدمات الأساسية، وعلى رأسها الماء، في ظل التقلبات المناخية والضغوط المتزايدة على الموارد المائية.


أخبارنا
١٧-٠٦-٢٠٢٥
- أخبارنا
شركة بوينغ العملاقة تعلن عن اتفاق جديد لتصنيع أجزاء إحدى أبرز طائراتها بالمغرب
في خطوة جديدة تعكس الثقة المتزايدة في قدرات الصناعة المغربية، أعلنت شركة بوينغ الأمريكية العملاقة عن توقيع اتفاقية شراكة جديدة مع شركة "كازابلانكا أيرونوتيك"، تتعلق بإنتاج أجزاء ميكانيكية لطائراتها من طراز 737 MAX، إحدى أبرز طائراتها التجارية. وجاء في بلاغ رسمي للشركة، أن هذه الخطوة تندرج ضمن إستراتيجيتها الاستثمارية طويلة الأمد في القطاع الجوي، والتي تخصص لها مليارات الدولارات عبر العالم، مؤكدة أن اختيار المغرب ليس صدفة، بل نتيجة شراكات قوية ورؤية صناعية طموحة. إيميلي بيلغراد، نائبة رئيس سلسلة التوريد العالمية لدى "بوينغ"، عبّرت عن سعادتها بهذه الخطوة، مؤكدة أن "مثل هذه التحالفات ستعود بالنفع الكبير على بوينغ وعلى المملكة المغربية خلال السنوات المقبلة". وتعتبر شركة كازابلانكا أيرونوتيك، التي تشغّل حوالي 900 مستخدم، الذراع الإنتاجية المغربية لمجموعة Figeac Aéro الفرنسية، والتي تنشط في تصنيع مكونات موجهة لقطاعي الطيران والدفاع. وتمتاز هذه المجموعة بقدرات صناعية متكاملة تمكّنها من دعم أبرز البرامج العالمية والمصنعين الكبار في هذا المجال. وفي تعليق له على الاتفاق، قال المدير العام لـFigeac Aéro، جان-كلود ماييار، إن هذه الشراكة الجديدة تجسّد "استراتيجية تغطية عالمية مدعومة بحضور محلي قوي"، مشدداً على أن المغرب يمثل "فرصة نمو حقيقية للمصانع الصناعية، ليس فقط على الصعيد الوطني، بل أيضاً على مستوى الأسواق الدولية". ويأتي هذا الإعلان تتويجاً لمسار تعاون بدأ منذ سنوات بين بوينغ والحكومة المغربية، حيث سبق للطرفين أن وقّعا مذكرة تفاهم سنة 2016، تروم دعم قطاع صناعة الطيران المغربي وتعزيز مكانته كوجهة عالمية في هذا المجال الواعد. يذكر أن بوينغ تنسق حالياً مع وزارة الصناعة والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE)، من أجل توسيع قاعدة الإنتاج بالمغرب، ما يعكس ثقة كبريات الشركات العالمية في الكفاءات المغربية وفي البيئة الاقتصادية المحلية.