logo
الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الكلي

الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الكلي

العربيةمنذ 18 ساعات

أصبح الذكاء الاصطناعي أحد أهم المحركات الاقتصادية في العالم، حيث يعمل هذا الاقتصاد على إعادة تشكيل الصناعات وتوفير فرص جديدة لم تكن متاحة من قبل، تشير التقديرات إلى أن حجم السوق العالمية للذكاء الاصطناعي سيتجاوز 190 مليار دولار هذا العام، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي مركب يصل إلى 37% حتى 2030.
ويمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي في المجتمع في عدد من المجالات إلى جانب الاقتصاد، بما في ذلك الأمن القومي والسياسة والثقافة. ولكن في هذا المقال، نركز على آثار الذكاء الاصطناعي في 3 مجالات واسعة ذات أهمية بالنسبة للاقتصاد الكلي: نمو الإنتاجية، وسوق العمل، والتركز الصناعي. والذكاء الاصطناعي ليس له مستقبل محدد سلفا. إذ يمكن له أن يتطور في اتجاهات مختلفة جدا. والمستقبل المعين الذي سينشأ سيكون نتيجة لأشياء كثيرة، بما في ذلك القرارات التكنولوجية والمتعلقة بالسياسات التي تُتخذ اليوم.
وهنا أتناول محتوى فيلم أمريكي كمثال يتحدث عن أهمية الذكاء الاصطناعي في حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية واليومية من عدة أجزاء عنوانه (The Matrix) ومعناها "المصفوفة" عن تحول البشر إلى مجموعة من الأدوات يحكمها كمبيوتر عملاق يمكنه بناء روبوتات لها قدرة بدنية هائلة تفوق قدرة البشر بمراحل، ويستخدم هذه الروبوتات في ضمان استمرار عبودية الناس لهذا النظام الحاسوبي الذي يصنع عالمهم ويديره ويسيطر على كل مكوناته.
حاولت كثيراً أن أقنع من حولي بخطورة التحولات التي نشاهدها في عالم الحواسب والتنافس المحموم للسيطرة على تقنيتها برغم عدم قناعتهم بذلك إلى أن وصل الذكاء الاصطناعي لمرحلة خطيرة يمكن أن تدمر العالم كما نعرفه اليوم.
ومع ازدهار سوق ورش العمل والتدريب والمحاضرات التي تتناول الذكاء الاصطناعي، نجد الكثير من مشاهد التأزم حاضرة في المجتمعات، بل إن كثيرا من البشر أصبحوا يفضلون الأصدقاء الافتراضيين، ومع تقدم التقنية سيتحول الأمر إلى تنافس لمن يصبح المسيطر في العلاقة بين البشر والآلة.
فبعد أن كان خبراء الاقتصاد يستخدمون المعادلات والخبرات السابقة والنظرة العالمية للسياسة الدولية لبناء رؤاهم عن المستقبل، وأين يضع الناس أموالهم وكيف تنفق الدول استثماراتها، ظهرت مجموعة من المؤثرات الغريبة العجيبة التي لا يمكن أن يتنبأ أحد بما سينتج عنها.
الذكاء الاصطناعي الذي سيطر اليوم على كل العقول وأصبح مجال التنافس الأول بين الدول، أوجد معادلات مختلفة وسمح لفئات جديدة من المفكرين ليتولوا زمام الساحة ويبدأوا بنشر فرضياتهم التي قد تبدو لنا نحن الغرباء غبية في أغلبها.
نحن اليوم في حال من البلاهة الفكرية والاقتصادية بعد أن بدأ الذكاء الاصطناعي في تقرير ما نفعل، وأين نقضي إجازاتنا وماذا نلبس ومن نتزوج، حتى أن أحد التطبيقات يعطيك الفتاوى الشرعية على المذاهب الأربعة. هذا ما يحدث اليوم وهو في الواقع ما نستطيع أن نراه، وأثق -جداً- أن هناك كثيرا مما لا نراه.
التنافس للسيطرة على الذكاء الاصطناعي والتفوق فيه سيكون مجال الحرب المقبلة وقد تتحول الدول إلى مؤسسات وهمية تفقد كل ما لديها بضغطة زر أو أمر يصدر من جهاز حاسوبي.
هل هناك ما يمكن أن نتعلمه اقتصادياً من هذه الأزمة؟ قد يكون المهم هو العمل على التفوق والخروج من القوقعة التي تسيطر على الفكر العام، والبحث في أكثر من محددات اليوم ثلاثي الأبعاد إلى التعامل مع عالم متعدد الأبعاد حتى ولو كان على المستوى الذهني فقط، لكن الجميع يفعلون ذلك فأين المفر.
ينبغي استثمار قدر أكبر بكثير في البحوث المتعلقة باقتصاديات الذكاء الاصطناعي. ويحتاج المجتمع إلى الابتكارات في فهم الجوانب الاقتصادية والسياسات التي تتناسب مع حجم ونطاق إنجازات الذكاء الاصطناعي ذاته. ويمكن لإعادة توجيه أولويات البحث ووضع خطة أعمال ذكية بشأن السياسات مساعدة المجتمع على التحرك نحو مستقبل يتمتع بنمو اقتصادي مستدام وشامل للجميع.
*نقلا عن صحيفة " الاقتصادية" السعودية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رغم اقتراح شات جي بي تي لهذه المنافسة
رغم اقتراح شات جي بي تي لهذه المنافسة

العربية

timeمنذ 15 دقائق

  • العربية

رغم اقتراح شات جي بي تي لهذه المنافسة

لطالما كانت شركة "OpenAI"، مطورة روبوت الدردشة الشهير شات جي بي تي ، تُطلق توقعات طموحة حول اقتراب الوصول لذكاء عام اصطناعي فائق، لكن روبوت الدردشة الرائد الخاص بها تلقى هزيمة نكراء مؤخرًا على يد جهاز عتيق في إحدى أقدم ألعاب المهارة في العالم. باستخدام مُحاكٍ، وضع أحد مُطوّري البرامج "شات جي بي تي" في واجهة مع محرك الشطرنج الخاص بجهاز "Atari 2600" وذلك لاختبار قوته المجازية في لعبة "Video Chess" للشطرنج التي أُطلقت عام 1979 لجهاز "Atari 2600". ومحرك الشطرنج هو برنامج كمبيوتر مصمم خصيصًا للعب الشطرنج. و"Atari 2600" وهو نظام ألعاب فيديو صدر لأول مرة عام 1977. لكن يُزعم أن "شات جي بي تي" قد "تعرض لهزيمة ساحقة" على مستوى المبتدئين في "Video Chess" التي يبلغ عمرها 46 عامًا، بحسب تقرير لموقع "PCMag" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business". وخلط "شات جي بي تي" بين الطابية (المعروفة أيضًا بالقلعة) والفيل، وأخطأ في اكتشاف الهجوم المزدوج للبيادق، وكان ينسى باستمرار مواقع القطع على رقعة الشطرنج، بحسب ما نقله التقرير عن منشور على لينكدإن حول التجربة. وألقى روبوت الدردشة باللوم في هزيمته على أيقونات قطع الشطرنج المُبكسلة في لعبة "Atari" مما جعل من الصعب تمييزها. ومع ذلك، لم يتحسن أداء "شات جي بي تي" بعد التحول إلى نظام التدوين القياسي للشطرنج، الذي يعتمد على كتابة وتسجيل نقلات الشطرنج باستخدام رموز وحروف مختصرة. ويُزعم أن "شات جي بي تي" ظلّ يعد بتحسين أدائه "إذا بدأنا من جديد"، لكنه استسلم بعد حوالي 90 دقيقة، علمًا أن روبوت الدردشة هو من اقترح في البداية هذه المُنافسة، وذلك في مُحادثة حول هذا الموضوع مع المُطور الذي أعد التجربة. ولا تعني هذه التجربة أن "شات جي بي تي" عديم الفائدة في الشطرنج، لكن نظرًا لكونه نموذجًا لغويًا بالدرجة الأولى وليس حاسوبًا فائقًا، فمن غير المرجح أن يؤدي هذا الدور بكفاءة. ولطالما اعتُبر تفوّق الحواسيب على البشر في لعبة الشطرنج مقياسًا لقوتها على مدار عقود. ففي عام 1997، تصدّرت شركة "IBM" عناوين الأخبار عندما تمكّنت تقنيتها "Deep Blue" من هزيمة بطل الشطرنج العالمي غاري كاسباروف في سلسلة من المباريات.

تجارة باتجاه واحد .. كيف تلعب الصين في السوق العالمية؟
تجارة باتجاه واحد .. كيف تلعب الصين في السوق العالمية؟

الاقتصادية

timeمنذ 15 دقائق

  • الاقتصادية

تجارة باتجاه واحد .. كيف تلعب الصين في السوق العالمية؟

بعد توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق لإنهاء أحدث مناوشاتهما التجارية، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأنّه سيتعاون مع الرئيس الصيني شي جين بينج لفتح السوق الصينية أمام التجارة الأمريكية. سياسات شي التي تهدف إلى تقوية الاقتصاد الصيني الحصين تصعب التوصل إلى اتفاق تجاري طويل الأمد مع الولايات المتحدة، خاصةً صفقة مبنية على زيادة مشتريات الصين من السلع الأمريكية. كما أن هذه السياسات تغذي التوتر مع دول أخرى تشعر بأن التبادل التجاري مع القوة الآسيوية الصاعدة أصبح في اتجاه واحد فقط. قال براد سيتسر، الخبير في مجلس العلاقات الخارجية: "رؤية الصين للتجارة هي التصدير دون الاستيراد"، مضيفًا أن "الصين ليست سوقًا واقعية بديلة للولايات المتحدة في استيعاب السلع العالمية". الطلب الصيني على السيارات والكيماويات والسلع الأساسية في تراجع أو جمود، رغم تسجيل الاقتصاد الصيني نموًا سنويًا متواضعًا يبلغ نحو 5%. بحسب بيانات معهد التحليل الاقتصادي الهولندي، لم تنمُ الواردات الصينية من حيث الحجم منذ نهاية 2022، في حين قفزت صادراتها 33%. الخلل التجاري هذا يعود إلى السياسات التي وجهت الاستثمارات نحو المصانع، في مقابل إهمال تحفيز الاستهلاك المحلي، كما أن انتهاء طفرة العقارات أسهم في تقليص الطلب الصيني على السلع الأولية. فحتى علامات تجارية كبيرة غربية مثل "سواتش" و"بورشه" تعاني انخفاض المبيعات في الصين بسبب إحجام المستهلكين عن الإنفاق. تهدف السياسات على المدى الطويل إلى جعل الصين مكتفية ذاتيًا في التكنولوجيا الأساسية، مع هيمنتها على سلاسل الإمداد العالمية. وهذا الهدف قريب المنال في مجالات مثل السيارات الكهربائية والبطاريات والآلات الثقيلة والمعدات الطبية. تسعى الشركات الصينية إلى استبدال الموردين الأجانب ببدائل محلية، وقد ازدادت وتيرة هذه السياسة نتيجة النزاع التجاري. فقد طُلب من الشركات المملوكة للدولة استبدال البرمجيات الأجنبية بحلول 2027. من جانبها، لاحظت الشركات الأمريكية والأوروبية واليابانية تراجعًا في الطلب الصيني على منتجاتها، وسط منافسة شديدة من الشركات الصينية التي تخوض حرب أسعار داخل السوق الصينية. لكن ضعف واردات الصين يصعب إبرام اتفاقيات تجارية قائمة على شراء مزيد من السلع الأمريكية. ففي 2020، وافقت الصين على شراء سلع وخدمات أمريكية بقيمة 500 مليار دولار خلال عامين، لكنها، كما أظهر تحليل أجراه معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، لم تتمكن من الوصول إلا إلى نحو 300 مليار دولار، بسبب جائحة كوفيد جزئيًا. عادةً، عندما تصدّر الدول أكثر وتنمو اقتصاديًا، فإنها تستورد أكثر بسبب ارتفاع دخل الأفراد واحتياجات الصناعة، لكن الصين خرجت عن القاعدة: اقتصادها ينمو، صادراتها ترتفع، لكن وارداتها شبه متوقفة، حيث شهدت وارداتها نموًا 11% منذ 2022، في حين ارتفعت واردات أمريكا بـ36%. رغم ذلك، لا تزال الصين مستوردًا كبيرًا، حيث استوردت في 2024 ما قيمته 2.6 تريليون دولار، مقابل 3.4 تريليون دولار استوردتها الولايات المتحدة. وتشمل واردات الصين الرئيسية أشباه الموصلات، والطاقة، والمواد الغذائية، ما يعود بالنفع على شركات أمريكية مثل عملاق الأغذية "كارجيل" و"شينير إنرجي" للطاقة. ورغم هذا، حققت الصين فائضًا تجاريًا سلعيًا عالميًا قدره تريليون دولار في 2024، أي ضعف ما سجلته في 2020، نتيجة الطفرة في الصادرات. لكن الطلب الصيني الضعيف يؤثر سلبًا في الدول التي كانت تعتمد على السوق الصينية، مثل الولايات المتحدة وألمانيا واليابان، حيث تراجعت واردات الصين منها منذ نهاية 2022 بنسبة 11%، و17%، و18% على التوالي. حتى الدول النامية ومصدري المواد الخام مثل البرازيل وجنوب إفريقيا شهدت تراجعًا في صادراتها للصين، بسبب انهيار سوق العقارات الصينية. تقول بكين إنها ستتخذ خطوات لتحفيز الاستهلاك المحلي، ما قد يرفع الطلب على الطاقة والسلع المستوردة، لكن الخبراء يرون أن سعي الدولة نحو الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الغرب سيحدّ من استفادة المصدرين العالميين. كما يقول جورج ماجنوس الباحث المشارك في مركز الصين في جامعة أكسفورد: "ما تعرضه الصين هو في الأساس فرصة لشراء البضائع الصينية، وليس لبيع منتجاتك في سوقها المحلية".

«الطاقة الأمريكية»: نراقب تأثيرات إمدادات الطاقة العالمية
«الطاقة الأمريكية»: نراقب تأثيرات إمدادات الطاقة العالمية

عكاظ

timeمنذ 29 دقائق

  • عكاظ

«الطاقة الأمريكية»: نراقب تأثيرات إمدادات الطاقة العالمية

كشف وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت أمس الأول (الجمعة) أنه وفريقه يعملان مع مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض لمراقبة الوضع في الشرق الأوسط، وأي تأثيرات محتملة على إمدادات الطاقة العالمية. وذكر رايت على منصة «إكس» عقب الضربات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية ورد إيران عليها بالصواريخ، أن سياسة الرئيس دونالد ترمب الرامية إلى زيادة إنتاج النفط والغاز الأمريكيين إلى أقصى حد، التي تتضمن أيضاً خفض اللوائح التنظيمية للتلوث، تعزز أمن الطاقة الأمريكي. وقال محللون في شركة «كلير فيو إنرجي بارتنرز» في مذكرة للعملاء: «قد ترتفع أسعار البنزين في الولايات المتحدة بنحو 20 سنتاً للغالون في الأيام القادمة، وذلك خلال موسم ذروة القيادة الصيفية في الولايات المتحدة، ما يوجد ضغوطاً اقتصادية وعراقيل سياسية أمام الرئيس دونالد ترمب، الذي ركز في حملته الانتخابية على خفض تكاليف الطاقة». وأكدت شركة «كلير فيو» أن ارتفاع الأسعار قد يدفع ترمب إلى التركيز على استغلال احتياطيات النفط الاستراتيجية، والسعي إلى زيادة الإمدادات من مجموعة «أوبك بلس»، وقد يُعقّد جهود تشديد العقوبات على روسيا، إحدى أكبر 3 دول منتجة للنفط في العالم. ولم ترد وزارة الطاقة الأمريكية بعد على سؤال حول إمكانية استغلال احتياطي النفط الاستراتيجي الأمريكي، وهو الأكبر في العالم ويضم حالياً 402.1 مليون برميل من النفط الخام. وقال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول على منصة «إكس»: «إن نظام أمن النفط التابع للوكالة، الذي يشمل احتياطي النفط الاستراتيجي الأمريكي، يحتوي على أكثر من 1.2 مليار برميل من مخزونات الطوارئ». أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store