logo
هل كانت إيران على بُعد أشهر من إنتاج قنبلة نووية؟

هل كانت إيران على بُعد أشهر من إنتاج قنبلة نووية؟

الأياممنذ 7 ساعات

Reuters
ضربت إسرائيل عدة منشآت نووية في إيران ضمن حملة جوية واسعة النطاق، وصفها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنها ضرورية "لدحر التهديد الإيراني لبقاء إسرائيل".
فبعد أن ألحقت الموجة الأولى من الهجمات يوم الجمعة أضراراً بمنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم واغتالت علماء نوويين بارزين، صرّح نتنياهو بأن إسرائيل تحركت لأنه "حال عدم إيقافها، فقد تتمكن إيران من إنتاج سلاح نووي في وقت قصير جداً".
وحذر قائلاً: "قد يستغرق الأمر عاماً. وقد يستغرق بضعة أشهر".
وقال عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، يوم الأحد، إن إسرائيل "تجاوزت خطاً أحمر جديداً في القانون الدولي" بمهاجمتها مواقع نووية، وإن إيران أطلقت صواريخ وطائرات مسيرة باتجاهها رداً على ذلك.
ويصرّ عراقجي على أن البرنامج النووي الإيراني سلمي، وأن عقيدة بلاده تقوم على "الإيمان الراسخ بحظر الأسلحة النووية وعدم شرعيتها".
وهناك اعتقاد واسع النطاق بأن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، على الرغم من أنها لا تؤكد ذلك أو تنفيه.
هل هناك أدلة على أن إيران تمتلك برنامجاً للأسلحة النووية؟
NurPhoto via Getty Images
تصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي بالكامل وأنها تقوم بتخصيب اليورانيوم لإنتاج الوقود لمحطات الطاقة مثل بوشهر
عندما استُهدف نطنز، قال نتنياهو إن إسرئيل "ضربت قلب برنامج التسلح النووي الإيراني"، وإن العلماء النوويين الذين قتلتهم كانوا "يعملون على القنبلة الإيرانية".
وصرّح الجيش الإسرائيلي بأنه جمع في الأشهر الأخيرة معلومات استخباراتية تُظهر إحراز "تقدم ملموس" في جهود النظام الإيراني لإنتاج مكونات أسلحة مُعدّة لقنبلة نووية، بما في ذلك نواة معدنية من اليورانيوم ومُحفّز مصدر نيوتروني لإحداث الانفجار النووي.
في المقابل، صرّحت كيلسي دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار النووي في جمعية الحد من الأسلحة الأمريكية، لبي بي سي يوم الجمعة، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي "لم يُقدّم أي دليل واضح أو قاطع على أن إيران على وشك التسلح النووي".
وتابعت: "إيران في حالة عجز نووي شبه منعدم منذ أشهر"، في إشارة إلى الوقت الذي ستستغرقه إيران للحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية واحدة إذا رغبت في ذلك.
وأضافت أن "التقديرات التي تشير إلى أن إيران قد تُطوّر سلاحاً نووياً بدائياً في غضون بضعة أشهر ليس جديداً".
وقالت إن بعض الأنشطة النووية الإيرانية قد تُستخدم لتطوير قنبلة نووية، إلّا أن الاستخبارات الأمريكية خلُصت إلى أن إيران ليست منخرطة في أعمال تسليح رئيسية.
وفي مارس/ آذار الماضي، قالت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، للكونغرس بأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بلغ "أعلى مستوياته"، وأنه "غير مسبوق بالنسبة لدولة لا تملك أسلحة نووية".
ومع ذلك، قالت غابارد إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية "تواصل تقييمها بأن إيران لا تصنع سلاحاً نووياً، وبأن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لم يأذن ببرنامج الأسلحة النووية الذي علقه في عام 2003".
ماذا نعرف عن البرنامج النووي الإيراني؟
BBC
لطالما أكدت إيران أن برنامجها النووي سلمي تماماً، وأنها لم تسعَ قط إلى تطوير سلاح نووي.
ومع ذلك، فقد توصل تحقيقٌ أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مدى عقدٍ من الزمان إلى أدلةً على أن إيران أجرت "مجموعةً من الأنشطة ذات الصلة بتطوير جهازٍ نوويٍّ متفجر" منذ أواخر الثمانينيات وحتى عام 2003، حين أوقفت المشاريع التي كانت تُعرف باسم "مشروع آماد".
واستمرت إيران في بعض أنشطتها حتى عام 2009، عندما كشفت القوى الغربية عن بناء منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. لكن بعد ذلك لم تظهر "مؤشرات موثوقة" على تطوير أسلحة، وفقاً للوكالة.
وفي عام 2015، توصلت إيران إلى اتفاق مع ست قوى عالمية، قبلت بموجبه قيوداً على أنشطتها النووية، وسمحت بمراقبة صارمة من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مقابل تخفيف العقوبات المُرهِقة.
وفُرِضت القيود الرئيسية على إنتاج إيران لليورانيوم المخصب، الذي يُستخدم في صنع وقود المفاعلات النووية، وكذلك في صنع الأسلحة النووية.
وشملت هذه القيود عدم تخصيب اليورانيوم فوق درجة نقاء 3.67 في المئة، وتشغيل أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول فقط، التي تُدوّر غاز سادس فلوريد اليورانيوم بسرعات عالية للغاية، بالإضافة إلى وقف التخصيب في منشأة فوردو تحت الأرض.
ومع ذلك، فقد انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق خلال ولايته الأولى عام 2018، قائلاً إنه لم يُسهم إلا قليلاً في وقف مسار امتلاك قنبلة نووية، وأعاد فرض العقوبات الأمريكية.
وردّت إيران بانتهاكات متزايدة للقيود، لا سيما تلك المتعلقة بالتخصيب. فإلى جانب إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، استخدمت أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً واستأنفت التخصيب في فوردو.
وفي اليوم السابق لشن إسرائيل حملتها الجوية، أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من 35 دولة، رسمياً انتهاك إيران لالتزاماتها بمنع الانتشار النووي، وذلك لأول مرة منذ 20 عاماً.
وقالت إيران إنها سترد على القرار بإنشاء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم في "موقع آمن" والاستعاضة عن أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في فوردو بأجهزة من الجيل السادس.
ما هو الضرر الذي ألحقته إسرائيل بالبنية التحتية النووية الإيرانية؟
Reuters
استهدفت بعض الضربات الإسرائيلية المبكرة على طهران علماء نوويين وقادة عسكريين
في الجمعة الماضية، قال الجيش الإسرائيلي إن جولته الأولى من الغارات الجوية ألحقت أضراراً بقاعة أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض في نطنز، بالإضافة إلى البنية التحتية الحيوية التي تُمكّن الموقع من العمل، دون تقديم أي دليل.
وصرح رافائيل غروسي بأن الهجوم دمّر الجزء العلوي من محطة تخصيب الوقود التجريبية (بي إف إي بي)، حيث كانت سلاسل أجهزة الطرد المركزي تُنتج اليورانيوم المُخصّب بنسبة 60 في المئة، كما دمّر البنية التحتية الكهربائية في الموقع.
وأضاف أنه رغم عدم وجود أي دليل على وقوع هجوم مادي في قاعة الطرد المركزي تحت الأرض التي تضم جزءاً من منشأة تخصيب الوقود التجريبية والمنشأة الرئيسية لتخصيب الوقود، إلا أنه من المرجح أن يكون الضرر الذي لحق بالبنية التحتية الكهربائية قد أثر بشكل كبير هناك.
وقال لبي بي سي: "تقييمنا يشير إلى أنه مع هذا الانقطاع المفاجئ في التيار الكهربائي، يُرجَّح بقوة أن تكون أجهزة الطرد المركزي قد تضررت بشدة، إن لم تُدمَّر بالكامل".
وأضاف: "حدثت أضرار داخلية بالموقع، ولم تُدمَّر بشكل مباشر نتيجة هجوم مادي أو ضربة فيزيائية".
جدير بالذكر أن أجهزة الطرد المركزي آلات هشة ودقيقة التوازن، وأي مشكلة صغيرة، كانقطاع التيار الكهربائي، قد تجعلها تدور بشكل خارج عن السيطرة، فقد تصطدم أجزاؤها ببعضها البعض وتتسبب في إتلاف سلسلة كاملة من أجهزة الطرد المركزي.
أشار غروسي أيضاً إلى وجود تلوث إشعاعي وكيميائي في الموقع، إلّا أن مستوى النشاط الإشعاعي في الخارج ظلّ دون تغيير وفي مستوياته الطبيعية. وأوضح أن خطر الإشعاع هناك -الذي يتكون أساساً من جسيمات ألفا-، يمكن التحكم فيه بفعالية من خلال التدابير الوقائية المناسبة، كأجهزة التنفس الصناعي.
وبيّن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن أربعة مبانٍ دُمرت في هجوم منفصل يوم الجمعة الأسبوع الماضي، على مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية، وهي المختبر الكيميائي المركزي، ومحطة تحويل اليورانيوم، ومحطة تصنيع وقود مفاعل طهران، ومنشأة لتحويل سادس فلوريد اليورانيوم إلى معدن اليورانيوم، كانت قيد الإنشاء.
وأضاف أن مستويات الإشعاع خارج الموقع، كما هو الحال في نطنز، لا تزال دون تغيير.
وقال الجيش الإسرائيلي إن غارة أصفهان "أدت إلى تفكيك منشأة لإنتاج اليورانيوم المعدني، وبنية تحتية لإعادة تحويل اليورانيوم المخصب، ومختبرات، وبنية تحتية إضافية".
وفيما يتعلق بأصفهان، صرّح غروسي لبي بي سي بوجود "مواقع تحت الأرض أيضاً، لا يبدو أنها تأثرت".
وفي منشأة فوردو، قال إن "الأضرار المسجلة محدودة للغاية، إن وُجدت".
ونقلت وكالة أنباء "إسنا" الإيرانية شبه الرسمية عن متحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية (إيه إي أو آي) قوله يوم السبت الماضي، إن "أضراراً محدودة لحقت ببعض المناطق" في فوردو إثر هجوم إسرائيلي. مع ذلك، لم يؤكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ أي ضربات هناك.
وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الأربعاء بتلقيها معلومات تفيد باستهداف منشأتين لإنتاج أجهزة الطرد المركزي، وهما ورشة تيسا كرج ومركز أبحاث طهران.
وأضافت: "في موقع طهران، أُصيب مبنى كان يُستخدم لتصنيع واختبار دوارات أجهزة الطرد المركزي المتطورة. وفي كرج، دُمّر مبنيان كانا يُستخدمان لتصنيع مكونات مختلفة لأجهزة الطرد المركزي".
وصرّح الجيش الإسرائيلي بأن طائراته المقاتلة ضربت مواقع إنتاج أجهزة الطرد المركزي، بالإضافة إلى "مواقع بحث وتطوير تابعة لمشروع تطوير الأسلحة النووية للنظام الإيراني".
وقالت دافنبورت إن الضربات على نطنز من شأنها أن تزيد من "مدة الوصول إلى القدرة النووية" لدى إيران، لكن "لن يكون لدينا صورة واضحة عن مدى سرعة استئناف إيران للعمليات هناك أو ما إذا كانت إيران قادرة على تحويل اليورانيوم حتى تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى الموقع".
وتوقعت استهداف فوردو إذا أرادت إسرائيل عرقلة البرنامج النووي الإيراني، موضحة بقولها "ما دام موقع فوردو قيد التشغيل، فإن إيران لا تزال تمثل خطراً وشيكاً لانتشار الأسلحة النووية. لدى طهران خيار زيادة التخصيب إلى مستويات صالحة لصنع الأسلحة في الموقع أو تحويل اليورانيوم إلى موقع غير مُعلن".
ومع ذلك، بُني موقع فوردو في عمق جبل لحمايته من الغارات الجوية، والولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك قنابل تقليدية "خارقة للتحصينات" قادرة على تدميره.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن العملية ستستمر "لأي عدد من الأيام يتطلبه الأمر للتخلص من هذا التهديد"؛ لكن هذا هدف غير واقعي، وفقاً لدافنبورت.
وأضافت: "الضربات قادرة على تدمير المنشآت واستهداف العلماء، لكنها لا تستطيع محو المعرفة النووية الإيرانية. إيران قادرة على إعادة البناء، وبسرعة أكبر الآن من الماضي بفضل تقدمها في تخصيب اليورانيوم".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عاجل ..تكلفة الحرب لإسرائيل ضد ايران تتجاور 12 مليارا دولارا في الشهر
عاجل ..تكلفة الحرب لإسرائيل ضد ايران تتجاور 12 مليارا دولارا في الشهر

بلبريس

timeمنذ ساعة واحدة

  • بلبريس

عاجل ..تكلفة الحرب لإسرائيل ضد ايران تتجاور 12 مليارا دولارا في الشهر

أكد خبراء إسرائيليون هذا المساء ، أن الحرب ضد ايران جد مكلفة لاسرائيل حيث انها يمكن ان تتجاوز 12 مليارا دولارا شهريا،وهو مبلغ جد مكلف للاقتصاد الاسرائيلي ومرهق للخزينة العامة للحكومة الاسرائيلية. ووفق نفس الخبراء،فإن استمرار الحرب الاسرائيلية الايرانية سيدمر اسرائيل، لذلك يراهن نتنياهو على تدخل الولايات المتحدة الامريكية في هذه الحرب في أقرب وقت لتوفيقها وحماية الاقتصاد الاسرائيلي من الانهيار اذا ما طالت الحرب ضد ايران.

شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئيسة جهاز استخباراته
شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئيسة جهاز استخباراته

الأيام

timeمنذ 2 ساعات

  • الأيام

شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئيسة جهاز استخباراته

Getty Images ترامب مع رئيسة جهاز الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد إن الحديث عن مدى اقتراب إيران من تطوير سلاح نووي، يثير السؤال المحوري الذي يُخيّم على قرار دونالد ترامب بشأن الانضمام إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية. هذه القضية المُشوبة بمخاوف تهديدات وشيكة للولايات المتحدة والاستقرار الإقليمي، أحدثت شرخاً واضحاً في العلاقات بين الرئيس وأحد كبار مستشاريه الأمنيين. لمعرفة آخر تطورات تبادل الهجمات بين إسرائيل وإيران، تابعنا على واتساب ( ). وتُعيد هذه القضية إلى الأذهان حُججاً ساقها مسؤول جمهوري آخر في البيت الأبيض خلال أزمة أخرى في الشرق الأوسط قبل أكثر من عشرين عاماً. فعلى متن طائرة الرئاسة الأمريكية، وخلال عودته المُفاجئة من قمة مجموعة السبع الكندية، سُئل ترامب عمّا إذا كان يُوافق على الشهادة التي أدلت بها رئيسة جهاز الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، في مارس/ آذار، التي أفادت بأن إيران لا تُصنّع قنبلة نووية. قال ترامب للصحفيين "لا أُبالي بما قالته"، مُضيفاً أنه يعتقد أن إيران "قريبة جداً" من امتلاك قنبلة نووية. وخلال شهادتها البرلمانية، قالت تولسي غابارد إن الاستخبارات الأمريكية خلُصت إلى أن إيران لم تستأنف برنامجها للأسلحة النووية الذي أوقفته عام 2003، حتى مع وصول مخزون البلاد من اليورانيوم المخصب - وهو أحد مكونات هذه الأسلحة - إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. وعقب تصريحات ترامب، يوم الثلاثاء، أشارت تولسي إلى مستوى تخصيب اليورانيوم كدليل على أنها والرئيس "متفقان" في تبادل المخاوف. BBC قال ترامب من على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، خلال عودته المُفاجئة من قمة مجموعة السبع الكندية،إنه لا يبالي بما قالته رئيسة جهاز الاستخبارات الوطنية بخصوص أن إيران لا تُصنّع قنبلة نووية، مُضيفاً أنه يعتقد أنها "قريبة جداً" من امتلاك قنبلة نووية. وقد شهد اختيار تولسي غابارد لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية الكثير من الجدل بعد تولي ترامب منصب الرئيس، نظراً لانتقاداتها السابقة للاستخبارات الأمريكية، ولتصريحاتها السابقة بأنها لا تمانع اللقاء بخصوم الولايات المتحدة كالرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، ولآرائها الصريحة المناهضة لسياسة التدخل الخارجي لأمريكا. وكانت تولسي، المرشحة الرئاسية الديمقراطية السابقة التي أيدت السيناتور بيرني ساندرز في حملته الانتخابية، قد انشقت عن الحزب الديمقراطي في عام 2022، وأيدت ترامب العام الماضي. واعتُبر تأكيد مجلس الشيوخ لها في فبراير/ شباط، بأغلبية 52 صوتاً مقابل 48، دليلاً على أن ترامب يمنح الانعزاليين، الذين لا يؤيدون التدخل في شؤون الدول الأخرى، صوتاً في البيت الأبيض. وعلى الرغم من تأكيدات تولسي المنافية لذلك، فإن تصريحات الرئيس تُمثل رفضاً قاطعاً لشهادة رئيسة استخباراته تحت القسم، وقد تكون مؤشراً على أن المتشددين تجاه إيران لهم اليد العليا في البيت الأبيض. وقد دافع نائب الرئيس، جيه دي فانس، وهو أيضاً من مؤيدي عدم التدخل، عن تولسي، إلا أنه أبدى أيضاً دعمه لأي قرار يتخذه ترامب في إيران. وكتب فانس على موقع إكس، الثلاثاء: "أعتقد أن الرئيس قد اكتسب بعض الثقة في هذه القضية. أؤكد لكم أنه مهتم فقط باستخدام الجيش الأمريكي لتحقيق أهداف الشعب الأمريكي". BBC شاهد طوابير مرورية ضخمة من سيارات الناس الفارين من العاصمة الإيرانية طهران كما انتقل الخلاف الواضح بين ترامب وتولسي إلى الخلاف المتفاقم داخل حركة "أمريكا أولاً" التي يتبناها ترامب حول ما إن كان ينبغي للولايات المتحدة التدخل في الصراع الإسرائيلي الإيراني أم لا. ويستشهد أولئك الذين يعتقدون أن إيران على وشك امتلاك قنبلة نووية - بمن فيهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، وصقور إيران في الكونغرس، والحكومة الإسرائيلية - بقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي بأن إيران انتهكت معاهدة حظر الانتشار النووي لأول مرة منذ 20 عاماً. بينما يزعم دعاة عدم التدخل الأمريكي، مثل المعلق المحافظ، تاكر كارلسون، وعضوة الكونغرس، مارجوري تايلور غرين، أن الأدلة التي تدعم امتلاك إيران قنبلة نووية، مُبالغ فيها لتبرير تغيير النظام الإيراني والمغامرات العسكرية للبلاد. وكتب كارلسون على منصة إكس الأسبوع الماضي أن "الانقسام الحقيقي ليس بين من يدعمون إسرائيل ومن يدعمون إيران أو الفلسطينيين، بل الانقسام الحقيقي هو بين من يشجعون العنف، ومن يسعون لمنعه". ويشير هؤلاء أيضاً إلى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 - ويقولون إن شن الولايات المتحدة هجوماً على إيران، التي هي دولة أكبر بثلاث مرات من العراق، وعدد سكانها ضعف عدد سكان العراق، سيكون قراراً كارثياً بالمثل في السياسة الخارجية. BBC وكانت إدارة الرئيس الأسبق، جورج دبليو بوش، قد بررت غزوها للعراق عام 2003 بتحذيرات من تهديدات جسيمة للولايات المتحدة من أسلحة الدمار الشامل العراقية، مستشهدةً بنتائج استخباراتية ثبت في النهاية أنه لا أساس لها من الصحة. وقال بوش في خطاب متلفز في أكتوبر/ تشرين الأول 2002 "في مواجهة أدلة دامغة على الخطر، لا يسعنا انتظار الدليل النهائي - الدليل القاطع - الذي يكون واضحاً وضوح الشمس في كبد السماء". حينها أرسلت الإدارة الأمريكية وزير الخارجية، كولن باول، إلى الأمم المتحدة، حيث رفع قارورة صغيرة قال إنها لا تمثل سوى جزء صغير من بكتيريا الجمرة الخبيثة المُستخدمة كسلاح بحوزة العراقيين. وقال باول "هذه ليست ادعاءات، ما نقدمه لكم هو حقائق واستنتاجات مبنية على معلومات استخباراتية موثوقة". الشكوك حول صحة تلك النتائج الاستخباراتية، بالإضافة إلى الاحتلال الأمريكي للعراق، الذي لم يُقدم أي دليل على وجود أسلحة دمار شامل، ولم يُسفر عنه أي دليل على وجودها، أدت إلى مكاسب انتخابية للديمقراطيين في الانتخابات اللاحقة، وإلى تنامي المعارضة الداخلية بين الجمهوريين. Getty Images دافع كولن باول، وزير الخارجية في عهد الرئيس الأسبق، جورج بوش الإبن، عن القرارالأمريكي بشن حرب على العراق وبحلول عام 2016، كان استياء الجمهوريين من مؤسستهم السياسية تمهيداً للطريق أمام ترامب، الناقد لحرب العراق، للفوز بترشيح حزبه للرئاسة، والوصول إلى البيت الأبيض. والآن وبعد تسع سنوات، يفكر ترامب في التدخل العسكري في الشرق الأوسط مجدداً، بناءً على استنتاجات أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وليس مدفوعاً منها. وبينما يقول محافظون، مثل السيناتور، ليندسي غراهام، من ولاية كارولينا الجنوبية، إن الوقت قد حان لتغيير النظام، يبدو أن البيت الأبيض لا يرحب بمثل هذا النوع من الغزو الشامل وجهود بناء الدولة التي شهدها العراق عام 2003. ومع ذلك، يمكن أن تتطور العمليات العسكرية بطرق غير متوقعة. ورغم أن ترامب يعيش ظروفاً مختلفة - ويفكر في مسار عمل مختلف - عن سلفه الجمهوري، فإن عواقب قراراته بالاعتماد على نتائج مستشاريه الاستخباراتيين أو رفضها قد تكون بالقدر ذاته من الأهمية.

'الوكالة الذرية' تدق ناقوس الخطر بشأن استهداف منشأة بوشهر
'الوكالة الذرية' تدق ناقوس الخطر بشأن استهداف منشأة بوشهر

الأيام

timeمنذ 2 ساعات

  • الأيام

'الوكالة الذرية' تدق ناقوس الخطر بشأن استهداف منشأة بوشهر

حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي من استهداف منشأة بوشهر النووية في إيران، وقال إن لذلك "تبعات وخيمة على سكان طهران لأنها تحتوي على مواد نووية". وأشار غروسي، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، إلى أن مخزون اليورانيوم الإيراني ما يزال تحت الضمانات. وقال إن من المهم للوكالة أن تستأنف التفتيش في أقرب وقت، وإنها ستواصل عملها حين تسمح الظروف الأمنية بذلك. وطالب بضرورة العمل من أجل حلول دبلوماسية بالتزامن مع ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي. وأعلن غروسي استعداده للسفر والتواصل مع الأطراف المعنية والتأكد من سلامة المنشآت النووية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store