
وول ستريت جورنال: إيران آخر من يكتشف أن روسيا تتخلى عن أصدقائها وقت الضيق
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن روسيا التي وعدت إيران بتقديم مساعدات عسكرية قبل الغارات الجوية الإسرائيلية والأميركية، لم تقدم لها سوى دعم خطابي، تجنبا للتصعيد وحفاظا على علاقاتها مع إسرائيل والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي السياق نفسه، رأت صحيفة تايمز أن آمال إيران في أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في صفها قد تصاب بالإحباط بسبب غموضه الإستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط، لأنه لن يخاطر بأوراق رهان روسيا على هواجس إيران.
وقالت الصحيفة -في تقرير بقلم ريتشارد سبنسر- إن بوتين مثل ترامب لديه رؤية ضيقة لمصالح بلاده، وبالتالي لا يمنح الحق للدول الأخرى في معارضة آرائه بشأن مصالحها، وإن كان هذا لا يعني أن كلمات بوتين الداعمة جوفاء تماما، ولكنه يحرص على ألا يطاح بالنظام الإيراني.
وذكرت وول ستريت جورنال -في تقرير لكاتبيها توماس غروف وبويان بانسيفسكي- أن بوتين التقى بداية العام بنظيره الإيراني مسعود بزشكيان في الكرملين لتوقيع شراكة إستراتيجية جديدة لتوطيد التحالف الناشئ بين البلدين، ولكن طهران لم تجد لهذه الشراكة نفعا بعد أكثر من أسبوع من الضربات الجوية العقابية الإسرائيلية والأميركية.
واكتفى بوتين في لقائه كبير الدبلوماسيين الإيرانيين عباس عراقجي أمس الاثنين بتقديم تقييم جامد للضربات الأميركية، ووصفها بأنها غير مبررة، وقال إن روسيا تريد مساعدة الشعب الإيراني، لكنه لم يشر إلى أن ذلك سيشمل أي دعم عسكري، كما اقترح مناقشة مخرج من الصراع، وقال "هذا يمنحنا فرصة للتفكير معا في كيفية الخروج من هذا الوضع".
ومع أن الضربات الإسرائيلية استهدفت البرنامج النووي الإيراني وصناعة الصواريخ وكبار الشخصيات العسكرية، وانضمت إليها الولايات المتحدة باستخدام أقوى قنابلها الخارقة للتحصينات، فإن إيران لم تتلق سوى دعم خطابي من أقوى داعميها، روسيا والصين، وفقا للكاتبين.
وذكرت وول ستريت جورنال أن الشراكة بين موسكو وطهران ظلت شوكة في خاصرة المصالح الغربية في أوروبا والشرق الأوسط، وأشارت إلى تعاونهما في سوريا، وأوضحت أن إيران عززت المجهود الحربي الروسي بالذخيرة وقذائف المدفعية وآلاف الطائرات المسيرة بعد أن أخفقت موسكو في المراحل الأولى من غزوها لأوكرانيا.
شراكة مخيبة للآمال
ورجح محللون للصحيفة ألا ترد موسكو الجميل لطهران لأن الشراكة الإستراتيجية بين البلدين لم تتضمن اتفاقية دفاع مشترك، بل اكتفت بتعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية وامتناع كل من الدولتين عن مساعدة أعداء الأخرى في الحروب.
وقال الخبير في العلاقات الروسية الإيرانية والأستاذ في جامعة قطر نيكولاي كوزانوف إن "إيران يمكن أن تطلب دعما من روسيا، لكن موسكو لن تقبل ذلك أبدا"، لأن بوتين يريد تجنب التصعيد والحفاظ على علاقة مع إسرائيل وعلى علاقاته مع ترامب، وذلك ما لن يرضي أو يفاجئ إيران، التي خيبت روسيا أملها من قبل.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإيرانية أتمت صفقة مع موسكو بعد طوفان الأقصى عام 2023، لتزويدها بمقاتلات سوخوي 35 النفاثة وطائرات مروحية هجومية من طراز مي-28 وأنظمة الدفاع الجوي إس-400 وطائرات تدريب ياك-130، ولم تتلق حتى الآن سوى طائرات التدريب.
روسيا ليست صديقا جيدا. وغالبا ما يدير بوتين ظهره لأصدقائه عندما يحتاجون إليه
بواسطة فابريس بوتييه
ونقل الكاتبان عن نيكول غرايفسكي، الباحثة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومؤلفة كتاب عن إيران وروسيا، قولها إن مشاكل الإنتاج والضغوط الدبلوماسية من قبل دول الخليج دفعت روسيا إلى حجب تقنيات أكثر حساسية وقوة.
ونسبت الصحيفة لشخص مطلع على المحادثات أن عراقجي طلب من بوتين أنظمة دفاع جوي جديدة، والمساعدة في استعادة شبكة الطاقة النووية، ولكن بوتين قال، عندما سأله الصحفيون عن سبب عدم تزويد روسيا إيران بالأسلحة، إن اهتمام طهران بالمعدات الروسية قد تراجع، وإن إيران لم تقدم أي طلبات جديدة محددة، وأضاف "لا يوجد شيء للحديث عنه حقا".
وخلصت الصحيفة الأميركية إلى أن إيران هي أحدث شريك روسي يتعرض لتجاهل موسكو في وقت الحاجة، وذكرت بتخلي موسكو عن أرمينيا التي تربطها بها معاهدة دفاع مشترك، وباكتفائها بمنح اللجوء لحليفها السوري المخلوع بشار الأسد ، وقال فابريس بوتييه كبير المستشارين السابقين لقيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) إن "روسيا ليست صديقا جيدا. وغالبا ما يدير بوتين ظهره لأصدقائه عندما يحتاجون إليه".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
أردوغان يرحب بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
رحّب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالأنباء الواردة بشأن توصل إسرائيل وإيران لاتفاق يوقف إطلاق النار ودعا إلى الالتزام به، كما دعا لوقف العدوان الإسرائيلي في المنطقة. وشدد أردوغان على ضرورة أن تتخذ الدول الفاعلة إجراءات ملموسة لوضع حد لما وصفه بـ"جنون" الحرب بين إيران وإسرائيل محذرا من تبعاتها على المنطقة والعالم. وقال أردوغان إن "الخطوات المتهورة التي أقدمت عليها إسرائيل بدءا من فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وصولاً إلى إيران لا يمكن قبولها." وأكد أن "تركيا تواصل بحزم موقفها المبدئي الملتزم بالقانون الدولي والذي يمنح الأولوية للدبلوماسية." كما أكد الرئيس التركي ضرورة التوصل لوقف دائم لإطلاق النار بقطاع غزة بأسرع وقت ممكن ووقف العدوان الإسرائيلي وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني من دون انقطاع. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، كما أعلن في وقت لاحق دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وطالب بعدم انتهاكه. وأعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي صباح اليوم موافقة إسرائيل على مقترح ترامب، مؤكدا أن تل أبيب سترد بقوة على أي انتهاك للاتفاق، بينما لم تعلن إيران بشكل صريح الموافقة على الاتفاق رسميا.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
بين واشنطن والدوحة.. كيف تم التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
في لحظة سياسية مشحونة، ومع اقتراب المواجهة بين إيران وإسرائيل من حدود الانفجار الإقليمي، نجحت وساطة دبلوماسية قادتها قطر بطلب أميركي مباشر في التوصل إلى اتفاق مفاجئ لوقف إطلاق النار، أنهى 12 يوما من التصعيد العسكري وأعاد الهدوء المؤقت إلى المنطقة. وقد جاء الاتفاق ثمرة لاتصال أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجر اليوم الثلاثاء مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد ، طالبا منه التدخل لإقناع إيران بالموافقة على المقترح الأميركي الذي كانت إسرائيل قد أبدت استعدادها لقبوله، كما صرّح بذلك رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وأوضح مراسل الجزيرة في الدوحة صهيب العصا أن هذا الاتصال فتح الباب لتحركات دبلوماسية مكثفة أجرتها الدوحة مع الجانب الإيراني طوال ساعات الليل، وأسفرت هذه الاتصالات عن التوصل إلى تفاهم لوقف إطلاق النار بين الجانبين، ليُعلن بعد ذلك الرئيس ترامب دخول الاتفاق حيّز التنفيذ. وأكد المسؤول القطري أن الدور الذي لعبته الدوحة في هذا التفاهم كان محوريا، في ظل تمسكها بمبادئ سياستها الخارجية القائمة على الحوار وخفض التوتر، رغم تعرض قاعدة العديد الجوية في قطر لهجوم إيراني في وقت سابق، أعرب الرئيس الإيراني عن أسفه حياله في اتصال هاتفي مع أمير قطر. وكان الرئيس الأميركي قد أعلن صباح الثلاثاء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و إيران ، ودعا الطرفين إلى الالتزام به، واصفا إياه باتفاق "غير محدود"، في وقت امتنعت فيه طهران عن تأكيد رسمي للاتفاق، بينما اعتبرته إسرائيل إنجازا يحقق أهدافها العسكرية. وفي السياق، نقل مراسل الجزيرة في واشنطن أنس الصبار عن مصادر أميركية أن التنسيق بين واشنطن والدوحة توسّع لاحقا ليشمل جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي ووزير الخارجية القطري، لاستكمال تفاصيل الاتفاق وضمان تنفيذه. ووصفت إدارة ترامب وقف إطلاق النار بأنه انتصار للضربات العسكرية المحدودة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، مؤكدة أن هذه العملية جرت دون السعي لإسقاط النظام أو الانخراط في حرب طويلة، وهو ما رأت فيه واشنطن نموذجا للنجاح الدبلوماسي والعسكري المتوازن. إلى جانب العامل العسكري، كان للعامل السياسي الداخلي الأميركي دور في تسريع التوصل للاتفاق، إذ أشار الصبار إلى أن ترامب يواجه ضغوطا من معارضي الحرب داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، الذين يرفضون انخراط واشنطن في نزاعات خارجية تستنزف مواردها وتهدد استقرارها. وفي هذا السياق، رأت إدارة ترامب أن استمرار الحرب لا يخدم المصالح الأميركية، خاصة مع تقارير أفادت بنفاد صواريخ "سهم 3" لدى إسرائيل وعدم وجود قدرة أميركية فورية لتعويضها، مما دفع واشنطن لتغليب خيار إنهاء المواجهة بدلا من تصعيدها. موافقة إسرائيل أما في إسرائيل، فقد أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- أن تل أبيب وافقت على المقترح الأميركي بعد أن "حققت هدفها بالقضاء على التهديد النووي والصاروخي الإيراني"، مع التحذير من أنها سترد بقوة على أي انتهاك للاتفاق. ورغم ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن إيران أطلقت قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صاروخا سقط على مبنى في بئر السبع، مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 26 آخرين، في واحدة من أكثر الضربات دموية خلال أيام القتال. وفي إطار متصل، أشار رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إلى أن التصعيد في المنطقة -سواء في إيران أو لبنان أو قطاع غزة- جاء نتيجة مباشرة للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، مؤكدا أن محاولات وقف إطلاق النار كانت جارية بالفعل، لكن العدوان على إيران عطّل هذه المساعي. وأكد أن الوساطة القطرية المصرية المشتركة مع كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية لا تزال نشطة، وهناك جهود تُبذل حاليا لعقد جولة جديدة من المباحثات غير المباشرة بهدف وقف إطلاق النار في غزة ورفع الحصار، رغم التحديات التي فرضها التصعيد الإيراني الإسرائيلي.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
رئيس إيران لأمير قطر: نقدر دعمكم ولم نستهدفكم بالهجوم
أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الثلاثاء اتصالا بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعد يوم من إطلاق إيران صواريخ على قاعدة العديد الجوية. وقال الرئيس الإيراني في الاتصال "ندرك نيات قطر الودية تجاهنا ونقدر كل أشكال الدعم والتضامن القطري وأضاف أن "استهداف قاعدة العديد لا يعني مواجهة دولة قطر الشقيقة والصديقة والجارة" وشدد على أن استهداف قاعدة العديد جاء رد على مشاركة أمريكا في العدوان على أراضي الإيرانية. وكانت وزارة الخارجية القطرية استدعت السفير الإيراني في الدوحة على خلفية الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة العديد الجوية مساء أمس الاثنين، وقد أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية سلطان بن سعد المريخي للسفير الإيراني علي صالح آبادي أن "هذا الانتهاك يتنافى تماما مع مبدأ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تجمع دولة قطر و إيران". كما أكد وزير الدولة القطري ضرورة العودة فورا إلى الحوار والمسارات الدبلوماسية لحل الخلافات والقضايا العالقة، وتجنب التصعيد. ومساء أمس، قصفت إيران قاعدة العديد في قطر في عملية سمتها "بشائر الفتح"، ردا على الهجوم الأميركي الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية. وأعلنت الدوحة أن الدفاعات الجوية اعترضت الصواريخ الإيرانية بنجاح. وقد بادر العديد من كبار المسؤولين الإيرانيين إلى ان الهجوم موجه إلى القوات الأميركية، مشددين على عمق العلاقة بين الدوحة وطهران. وفي اتصال مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير خارجية قطر، شدد وزير الخارجية الإيراي عباس عراقجي على أن "قصف قاعدة العديد جاء دفاعا عن النفس. وردا على العدوان الأميركي يوم 22 يونيو/حزيران (الحالي) على أراضي إيران وسيادتها. وأضاف أن "إيران طالما التزمت بمبدأ حسن الجوار مع دولة قطر والدول المجاورة الأخرى، لن نسمح لأميركا والنظام الصهيوني بإثارة الفتنة بيننا وبين إخواننا في المنطقة".