
شهيد بعد محاصرة منزل وقصف منشأة زراعية في قباطية
الاحتلال الإسرائيلي
منزلاً وقصفها منشأة زراعية في بلدة
قباطية
، جنوبي جنين، شمالي الضفة الغربية. وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، بأن قوات خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت صباح اليوم منطقة تقع بين بلدتي مركة وقباطية، جنوب جنين، وحاصرت أحد المنازل هناك.
#شاهد
| مشهد من الموقع الذي حاصره الاحتلال وقصفه بقذائف "إنيرجا" في بلدة قباطية جنوب جنين.
أنباء أولية عن وجود شهداء بالمكان، وجيش الاحتلال يعيد اقتحام المنطقة بعد انسحابه.
pic.twitter.com/15OKoPRFbk
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr)
August 4, 2025
وبحسب المصادر، فقد أعقب الاقتحام وصول تعزيزات من جيش الاحتلال إلى الموقع، ترافقها جرافة، في وقتٍ قصفت فيه قوات الاحتلال منشأة زراعية (بركس) في المنطقة باستخدام قذيفة "إنيرغا" حارقة، ما أدى لتصاعد أعمدة الدخان من المكان. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أنها تبلّغت من الهيئة العامة للشؤون المدنية باستشهاد الشاب يوسف عماد إبراهيم العامر (33 عاماً)، قرب بلدة قباطية. وكانت المصادر قد أشارت إلى تسجيل حالتي اعتقال لشابين أحدهما مصاب خلال العملية، وسط حديث عن وجود شهداء احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي جثامينهم قبل أن تنسحب من الموقع.
#شاهد
.. المنشأة الزراعية التي حاصرها وقصفها الاحتلال بين قباطية ومركة جنوب جنين.
pic.twitter.com/oOJc3bKaHS
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr)
August 4, 2025
أخبار
التحديثات الحية
شهيد وإصابات بهجوم للمستوطنين على بلدة عقربا قرب نابلس
من جانبها، أكدت مصادر محلية أن العامر هو شقيق شهيد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وشقيق طفل قُتل برصاص الأجهزة الأمنية الفلسطينية قبل أشهر، وشقيق أسير في سجون الاحتلال، علماً أن والدهم ضابط في الأمن الفلسطيني برتبة لواء.
وفي وقت لاحق، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه في جنين تمكنت من نقل شهيد من المنطقة المستهدفة في بلدة قباطية. وبحسب مصادر محلية وصحافيين وشهود عيان كانوا في المكان، فإن جثة الشهيد متفحمة، ومجهولة الهوية.
وفي السياق، قالت حركة حماس إن "سياسة الاحتلال باغتيال المقاومين، والتي كان آخرها صباح اليوم، اغتيال المجاهد البطل يوسف عماد العامر عقب حصاره واشتباكه مع قوات الاحتلال في إحدى المنشآت الزراعية في بلدة قباطية جنوب جنين، لن يفت في عضد مقاومتنا وأحرار ضفتنا الأبية"، مشيراً إلى أن الاحتلال يواصل محاولات بائسة لاستهداف المقاومة في الضفة، عبر اغتيالاته واعتقالاته، وتصعيد إرهابه وجرائمه النازية جنباً إلى جنب مع قطعان مستوطنيه المدججة بالسلاح، والتي تزداد تسليحاً يوماً بعد يوم، برعاية الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.
وشددت على أن اغتيال المقاومين في الضفة الغربية لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة والتصدي للاحتلال. ودعت الحركة "شعبنا الحر الأبي في عموم الضفة الغربية، لاحتضان المقاومين، وأن يكونوا عوناً وسنداً لهم، كما ندعو شباب الضفة الثائرة إلى تصعيد مقاومتهم وتصديهم للمحتل النازي وقطعان مستوطنيه".
اعتقالات في مناطق مختلفة
في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم سبعة مواطنين من محافظة الخليل، عقب اقتحام منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها. واستولت قوات الاحتلال أيضاً على مركبتين في مخيم العروب، شمالي الخليل. وأشارت مصادر تحدثت لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إلى أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على عدد من المعتقلين ونكّلت بهم خلال مداهمة منازلهم واعتقالهم.
كما نصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها، وأغلقت عدداً من الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية. وفي سياق الاقتحامات الإسرائيلية لقرى وبلدات الضفة الغربية، أشارت "وفا" إلى اقتحام مدينة رام الله، وعدة قرى وبلدات، حيث شنّت حملة مداهمات واعتقالات في قرى وبلدات: بيتونيا، شقبا، نعلين، شبتين، دير قديس، وقبيا، غربي المدينة. وفي جنوبي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الاثنين، ثلاثة شبان بعد دهم منازل ذويهم وتفتيشها.
هدم منازل ومنشآت
إلى ذلك، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، عدة منازل ومنشآت تجارية، في بلدة رافات، شمال غربي القدس، بينما سلّمت إخطارات هدم لمنشآت ومحال تجارية في بلدة العيزرية، شرقي القدس. وفي سياق متصل، أكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال هدمت ثماني بيوت من الصفيح في منطقة دير حجلة الأثرية، شرقي أريحا، شرقي الضفة الغربية. وفي القدس، قررت بلدية الاحتلال، هدم منزل في سلوان جنوبي المسجد الأقصى.
في سياق آخر، اقتحم مستوطنون صباح اليوم، المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا طقوساً تلمودية ونفذوا جولات استفزازية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
ما يسبق: الصفقة الجزئية أو الشاملة أم التصعيد؟
بعدما بدت الصفقة الجزئية بشأن غزّة في متناول اليد، وتضاءلت فجوات الخلاف حول خرائط الانسحاب ومفاتيح الأسرى والمساعدات الإنسانية والضمانات، فجّر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بعد لقائه مع الوزير الأقرب إلى بنيامين نتنياهو رون ديرمر، الموقف بشكل مفاجئ، زاعماً أن حركة "حماس أفشلت المفاوضات"، ولوّح بوجود "خيارات أخرى". ثمّ بدأ ترويج فكرة التحوّل من صفقة جزئية إلى صفقة شاملة، تحت طائلة التهديد: فإمّا أن توافق "حماس" على الشروط المطروحة، أو يُشدَّد الحصار الخانق على المناطق التي لم تُحتلّ بعد، وربّما احتلالها، رغم معارضة الجيش الإسرائيلي الذي يدرك أن أيَّ اجتياح جديد سيستغرق وقتاً كبيراً حتى يحقّق الأهداف الموضوعة، وأنه بحاجة إلى تعزيزٍ كبير في القوات العاملة في القطاع، في وقت صار فيه جيش الاحتلال منهكاً، وتقييمه أن الحرب استنفدت أغراضها، والاجتياح سيعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين إلى خطر شديد، وسيكبّد القوات المحتلّة خسائرَ كبيرةً، وقد يفضي، في النهاية، إلى الوقوع في مستنقع حرب استنزاف طويلة، واحتلال القطاع، وفرض حكم عسكري مباشر عليه، ما سيفاقم العزلة والغضب على دولة الاحتلال، ويزيد احتمالات فرض عقوباتٍ جدّية عليها. هناك مخرج فلسطيني جماعي لم يُؤخذ به، يتحقّق من خلال تقديم القيادة الرسمية مخرجاً لـ"حماس"، يسمح بمشاركتها في النظام السياسي حتى نضع أيدينا على سرّ التحول الكبير الذي حصل خلال الأسبوعَين الأخيرَين، نرى أن العالم هاله وانشغل بحقيقة ما يجري في القطاع من حرب إبادة وتجويع ممنهج أدّى إلى موت مئات المدنيين من الجوع، وتهديد حياة مئات آلاف في حرب باتت تستخدم الجوع أداة ضغط لتحقيق ما فشلت فيه الحرب العسكرية والإبادة والتهجير. ولم تكن خطط بناء "المدينة اللاإنسانية" في جنوب القطاع، أو "المناطق اللاإنسانية والآمنة" الأخرى، سوى تعبير عن نيةٍ دفينةٍ لفرض التهجير القسري أحدَ أهداف الحرب، وهو هدف لا يعتبر طرحه (شأنه شأن الضمّ) مجرّد مناورات تكتيكية تستهدف تغيير موقف "حماس"، وموقف بقية فصائل المقاومة. ومثلما أنكرت إسرائيل نكبة 1948 فإنها تنكر اليوم نكبة التجويع والمجاعة التي حوّلت مراكز توزيع المساعدات، التي أنشأتها "منظمة غزّة اللاإنسانية" مصائد موت. إذ أُجبر آلاف المدنيين على التزاحم والحصول على الطعام خلال ثماني دقائق فقط، بتوزيعه بين أربعة مراكز توزيع، ما أدّى حتى كتابة هذه السطور إلى استشهاد أكثر من 1300 شخص، وإصابة نحو سبعة آلاف آخرين. رغم أن المؤشّرات كانت تدلّ على رغبة نتنياهو في إتمام الصفقة، وخشيته منها، في الوقت نفسه، خصوصاً لإرضاء دونالد ترامب الذي كان يدفع من أجل إبرام الصفقة، وكسب نقاط انتخابية بعد الحرب الإيرانية الإسرائيلية، وتصوير أنها وجّهت ضربات قاصمة لإيران، وهذا ظهر لاحقاً على حقيقته، بدليل أن إسرائيل تلقّت هي الأخرى ضرباتٍ قوية غير مسبوقة، وأن النظام الإيراني صامد على مواقفه السابقة، والمطالب منه نفسها لا تزال مطروحةً، ولأن المعارضة الإسرائيلية الداخلية لاستمرار الحرب تتزايد، بما في ذلك رفض الحريديم للتجنيد، وتنامي ظاهرة رفض الخدمة العسكرية، وخسائر الجيش البشرية، واستمرار وتزايد حالات الانتحار بين جنود شاركوا في الحرب، وانحياز المؤسّسة العسكرية لخيار الصفقة الجزئية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الحسابات السياسية المعقّدة بعد حرب التجويع أدّت إلى أن أصبحت صورة إسرائيل في العالم في الحضيض، حتى لدى أقرب الحلفاء، مع ازدياد استخدام مصطلحات "الإبادة الجماعية" و"الفصل العنصري" و"المجاعة" في وصف أفعالها. هذا المشهد، إضافة إلى "تسونامي" الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الذي شمل دولاً كبرى: فرنسا وكندا وبريطانيا، شكّل صدمةً سياسيةً لحكومة اليمين المتطرّف في إسرائيل، وجعل نتنياهو يتراجع عن عزمه على اللجوء لانتخابات مبكّرة خشية من خسارتها، ما جعله بحاجة إلى استمرار حكومته أطول ممّا كان يعتقد بعد "الانتصار" على إيران، وأخذ يراهن على تصعيد الحرب، لأن الصفقة الجزئية يمكن أن تقود إلى وقف الحرب في ظلّ وجود "حماس"، وهذا يعتبر هزيمةً ستقوده إلى خسارة مؤكّدة في الانتخابات، ومحاسبة عسيرة من لجنة التحقيق التي ستحقّق في الإخفاق التاريخي في "7 أكتوبر" (2023)، والإخفاق الأكبر منه في عدم استكمال تحقيق الأهداف ووقف الحرب، رغم مرور نحو 22 شهراً على اندلاعها، لذا يسعى إلى صفقة جزئية بشروطه أو تصعيد الحرب بعد محاولة كسر حدّة الانتقادات الدولية من خلال السماح بقدر من المساعدات الإنسانية. هناك رهان إسرائيلي مصادق عليه أميركياً على انهيار المقاومة واستسلامها، بفعل الضغوط الشعبية والسياسية، أو إمكانية تحرير الأسرى بالقوة من وجهة نظر نتنياهو وحكومته، بات العالم كأنّه "يكافئ حماس" والفلسطينيين بالاعتراف بدولة فلسطينية، رغم كلّ الشروط الظالمة المفروضة على الفلسطينيين، بما فيها الدعوة إلى سحب السلاح وإبعاد "حماس" من الحكم، والتي تضمّنها إعلان نيويورك، فيما لا تُفرض أيّ شروط على إسرائيل، الدولة التي تنتهك القانون الدولي، وارتكبت كلّ أنواع الجرائم، وتضم وزراء يطرحون أفكاراً عن إبادة وتهجير وضمّ أرض الغير. ومن جهة واشنطن، شهد الموقف الأميركي تحوّلاً، كما نقل عن مسؤول مصري، قال إن واشنطن أقلّ انخراطاً في الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، ولهجة المسؤولين الأميركيين تغيّرت، وأصبحوا يركّزون في المطالبة باستسلام "حماس"، ويرفضون المفاوضات التي تؤدّي إلى وقف مؤقّت لإطلاق النار، مع الترويج لصفقة شاملة لا تتضمّن انسحاباً إسرائيلياً، ولا تضمن وضع أيّ حدّ للإبادة والضمّ والتهجير، بل تتضمن شروطاً تعجيزية، مثل إعطاء "حماس" مهلةً حتى تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين فوراً، ومن دون مقابل، ونزع سلاح "حماس" وإخراجها من المشهد السياسي، وتسليم الحكم للولايات المتحدة من دون السلطة الفلسطينية أو لجنة الإسناد المجتمعي. وهو مقترح لا يفتح طريق المفاوضات، بل يُعدُّ وصفةً للاستسلام، لا للتسوية، وهو مقترح فرصه في النجاح إذا لم يُعدَّل بشكل ملموس ليست كبيرةً، بل سيُواجَه بمعارضة حتى من الدول العربية وتركيا وكندا وأوروبا، الذين يدعمون عودة السلطة بعد تجديدها إلى قطاع غزّة، حتى يمكن تطبيق ما تعهّدوا به من إقامة الدولة الفلسطينية. وقد جاء هذا التحوّل أيضاً على خلفية تراجع شعبية ترامب وحزبه نتيجة حرب غزّة، وأسباب أخرى، وتورّطه في فضيحة إبستين التي تُستخدم للضغط عليه، لتقليص أيّ تأثير محتمل له على الموقف الإسرائيلي. هل التصعيد العسكري هو السيناريو الوحيد؟... لا، فالعديد من العوامل التي دفعت نحو الصفقة الجزئية ما زالت قائمةً، أهمها أن الفجوة بين الموقفين صغيرة، بدليل الحديث عن منح واشنطن وإسرائيل مهلةً لـ"حماس"، ولو قصيرة، فالتصعيد العسكري لا يملك عصاً سحريةً، سواء إذا أخذ شكل الحصار الأشدّ أو احتلال مواقع جديدة أو احتلال ما تبقّى من أرض غير محتلة. وهناك سباق حقيقي بين ثلاثة مسارات: صفقة جزئية تبقى مطروحةً رغم ابتعادها حالياً من طاولة المفاوضات، وصفقة شاملة تبدو بعيدة المنال إذا لم تُعدَّل، وقد تستخدم تكتيكاً للضغط على "حماس" لدفعها إلى تقديم تنازلات جديدة، لأن الفجوة بين الموقفَين في ما يتعلّق بالصفقة الشاملة شاسعة جدّاً، وهناك أيضاً رهان إسرائيلي مصادق عليه أميركياً على انهيار المقاومة واستسلامها، بفعل الضغوط الشعبية والسياسية الفلسطينية والعربية، أو إمكانية تحرير الأسرى بالقوة من دون تفاوض. تبدو خيارات "حماس" محدودةً، فقد وافقت عملياً على اقتراح ويتكوف، وبقيت مسائل يمكن الاتفاق عليها، لكنّها فوجئت بانهيار المفاوضات حين اقترب الاتفاق من الاكتمال. وإن وافقت أخيراً على الشروط الإسرائيلية الأميركية الجديدة، فستبدو وكأنها استسلمت وأعلنت هزيمتها، وإن رفضت، فستُحمّل مسؤولية التصعيد المقبل. لن تستسلم "حماس"، لأن الاستسلام لا يضمن وقف الحرب التي لا تستهدفها فقط، بل تستهدف تصفية القضية الفلسطينية هناك مخرج فلسطيني جماعي لم يُؤخذ به، يتحقّق من خلال تقديم القيادة الرسمية مخرجاً لـ"حماس"، يسمح بمشاركتها في النظام السياسي، وفي المقابل تبدي حركة حماس المزيد من المرونة فتصبح هناك قيادة فلسطينية واحدة ومؤسّسة واحدة، تستند أولاً إلى الشرعية الفلسطينية، وثانياً إلى الشرعية العربية والدولية. قدّمت "حماس" تنازلات كبيرة، منها الموافقة على الصفقة الجزئية رغم أنها ترجّح استئناف الحرب بعد انتهاء هدنة الـ60 يوماً، والاقتراب من الموافقة على خرائط تُبقي وجود القوات المحتلّة على أكثر من 20% من مساحة القطاع، والخلاف المتبقّي كان على عشرات أو مئات الأمتار، وعلى إطلاق سراح 200 أسير مقابل عشرة إسرائيليين، رغم أنها أفرجت سابقاً عن 500 مقابل العدد نفسه، كما قبلت بتسليم الحُكم للجنة الإسناد المجتمعي فور بدء هدنة الـ60 يوماً، واكتفت بالضمانات الأميركية لهذه الهدنة، من دون إصرار على ضمانات تمنع استئناف الحرب، ولا تستطع أن تقدّم أكثر، لأنها لن تستسلم، خصوصاً أن الاستسلام لا يضمن وقف الحرب التي لا تستهدف "حماس" فقط، وإنما تستهدف تصفية القضية الفلسطينية بكلّ مكوّناتها، بما فيها التهجير والضمّ، والاستسلام ليس من المضمون أن يوقف الحرب، ويمكن أن يفتح شهية دولة الاحتلال لمواصلة تطبيق أهدافها المُعلَنة وغير المُعلَنة. وقف الإبادة يجب أن يكون الأولوية القصوى لأنه يفتح الطريق لوقف التهجير والضمّ ويحفظ وجود المقاومة، فمن دون وجود الشعب في أرضه لا توجد مقاومة، ويعيد المسألة الفلسطينية إلى مسارها الصحيح: إنهاء الاحتلال وتجسيد الحرية والاستقلال. ويتطلّب ذلك البناء على الحراك الدولي الداعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم الشروط الظالمة التي يتضمّنها، والعمل لتشكيل قيادة وطنية موحّدة، وبرنامج سياسي واحد، وسلاح واحد يقوم بواجبه في الدفاع عن الوطن والمواطن، ويخدم ويلتزم بالاستراتيجية الوطنية، وبقرارات المؤسّسات الوطنية الشرعية الموحّدة.


القدس العربي
منذ 9 ساعات
- القدس العربي
لإعلام وحكومة غبيين: كانت صورة واحدة من غزة كفيلة بإحداث تسونامي سياسي لإسرائيل
يورام دوري بعد متابعة وثيقة لمواقف أعضاء حكومة إسرائيل وإحاطات 'مصدر سياسي كبير'، وجدت نفسي أتوجه إلى قاموس عبري – عبري كي أفحص معنى كلمة واحدة طرأت على بالي: غباء. التعريف الذي عثرت عليه هو انعدام الحكمة، الهبل. واستنتجت بأنه تعريف أقل وصفاً لأداء حكومة إسرائيل. اعتقدت الحكومة على مدى أشهر طويلة بأنه كلما كان القتال في غزة 'أقوى' (أي أن نحتل البيت إياه في خان يونس للمرة الرابعة) ستتزايد روافع الضغط على حماس لنزع سلاحها وإعادة المخطوفين. عملياً، تبين أنه كلما احتدمت الحرب ابتعد المخطوفون عن عودتهم واقتربوا إلى موتهم، فيما نجحت حماس في المس بقواتنا. عندما انكشف 'هبل' هذه الاستراتيجية اختُرع نهج جديد، تعطي قتالاً حقيقياً للهبل السابق. نهج يروج له كل يوم مبعوثو الحكومة والناطقون غير الرسميين بلسانها – مراسلون في قنوات التلفزيون: إذا ضممنا أرضاً في القطاع، فسيتحسن وضعنا بأن 'لا يهم العرب غير الأرض وليس حياة الإنسان'. هذا استنتاج غريب للفكر المسيحاني – اليميني عن قيادة حماس. في هذه الرؤيا، الأرض أهم من الحياة، وعليه فمسموح بل ومرغوب فيه التضحية بحياة مدنيين وجنود إسرائيليين لكسب ميليمتر آخر من الأرض. حملة فرض السيادة على غزة – التي لم تكن قط لإسرائيل – مشروع مسيحاني لم يؤد إلا إلى مزيد من اعتراف دول العالم بدولة فلسطينية مستقلة النتيجة: حملة فرض السيادة على غزة – التي لم تكن قط لإسرائيل – مشروع مسيحاني لم يؤد إلا إلى مزيد من اعتراف دول العالم بدولة فلسطينية مستقلة. لا في إطار مفاوضات ولا في توافق، بل في قرار من طرف واحد يعرض أمننا للخطر. ومن هنا إلى قضية الجوع في غزة. ثمة خطابات عالية لوزراء دعوا، أمام كل كاميرا وكل ميكروفون، 'لتسوية غزة بالأرض' و'تجويع سكانها'، أقوال قاسية تتناقض تماماً والأخلاق اليهودية والإسرائيلية. هذه الأقوال وضعت إسرائيل أمام تسونامي سياسي. وكل محاولات الدفاع عن النفس انهارت عندما وصلت المشاهد القاسية للصراع على ذرة دقيق إلى كل بيت في العالم. وثمة من اعتقد بأن إخفاء المشاهد القاسية عن شاشات التلفزيون في البلاد سيؤثر على المشاهد في بريطانيا أو في فرنسا. كل من يتبنى شعار أن المشكلة هي في الإعلام الرسمي (الهسبرا) لا يفهم بأن صورة قاسية واحدة تؤثر أكثر من ألف كلمة، ولو كانت بإنجليزية فاخرة من ديرمر أو نتنياهو. كما أن استخدام السلاح المطلق الذي يؤثر على مواطني إسرائيل اليهود – صراخات في الأستوديوهات عن أن هذا 'لاسامية' لا يحقق هدفه. وفي النهاية، الإعلانات عن الترحيل (حتى 'الطوعي') لمليوني فلسطيني في غزة لأجل استيطان القطاع بالمستوطنين تؤدي إلى تفاقم عزلتنا السياسية وظواهر عنف ضد سياح إسرائيليين في العالم. صعب علي بعض الشيء أن أفهم من أين ولد الهبل الحكومي، كون رئيس الوزراء نتنياهو برأيي بعيداً عن أن يكون أهبل. فالرجل ذكي ومجرب. أين فهمه؟ مهما يكن من أمر، حكومته غبية. معاريف 4/8/2025


القدس العربي
منذ 9 ساعات
- القدس العربي
كلفتها 25 ملياراً.. إسرائيل: فشلنا في 'عربات جدعون' وسندفع أثماناً أكبر مع استمرار الحرب
سامي بيرتس في الأشهر الأولى للحرب، كرر نتنياهو في عدد من الجلسات قول: 'أريد أن تصبح غزة موضوعاً يمله العالم'. من غير الواضح كيف كان ينوي فعل ذلك، وربما كانت هناك لحظة حدث فيها ذلك. ولكن في الأسابيع الأخيرة، كل شيء انقلب رأساً على عقب: غزة أصبحت الموضوع الأهم للعالم. الصور التي تأتي من غزة لم تبق العالم غير مبال: طائرات من دول كثيرة تنزل المساعدات الإنسانية لغزة. إسرائيل تشهد تسونامي سياسياً، لم تعرفه ولم تتوقعه، مع دول كثيرة تعلن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية. أكاديميون إسرائيليون يواجهون بإلغاء مشاركتهم في مؤتمرات وفي نشاطات بحث في أوروبا. الأحداث تزداد ضد إسرائيلي في أرجاء العالم. غزة لم تختف. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ظهر وكأنه يتساوق مع جنون الحكومة الحالية، ويوفر لها حلم الريفييرا المدحوض في غزة، اعترف قبل أسبوع 'هناك جوع حقيقي، ولا يمكن تزييف ذلك' حتى إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ظهر وكأنه يتساوق مع جنون الحكومة الحالية، ويوفر لها حلم الريفييرا المدحوض في غزة، اعترف قبل أسبوع 'هناك جوع حقيقي، ولا يمكن تزييف ذلك'. الصور القاسية للمخطوفين الإسرائيليين أفيتار دافيد وروم برسلفسكي، التي نشرتها حماس، استهدفت تأكيد ذلك. الاعتراف بالفشل مصادر سياسية في إسرائيل قالت إن حملة التجويع أدت إلى تصلب حماس في مواقفها في المفاوضات. عملية 'عربات جدعون' استهدفت الضغط على حماس كي تظهر المرونة. ولكن الأزمة الإنسانية أدت إلى نتيجة معاكسة. لذلك، تطرح في إسرائيل الآن فكرة جديدة، وهي بدلاً من صفقة جزئية كما فضل نتنياهو خلال الحرب، يتبلور قرار بالدفع قدماً بصفقة شاملة لإطلاق سراح جميع المخطوفين وإنهاء الحرب مقابل نزع السلاح في غزة. هذه فكرة كان نتنياهو رفضها قبل ثلاثة أسابيع في لقاءاته مع عائلات المخطوفين قائلاً إن الصفقة الشاملة أمر غير محتمل. ما الذي يجعلها الآن محتملة؟ نتنياهو لا يقدم أي تفسير للجمهور. مصدر سياسي يعرف بالضبط طريقة عمل نتنياهو، قال: 'هذه محاولة لكسب الوقت وخلق مظهر كاذب لاتخاذ مبادرة'. ما يظهر في التوجه الجديد هو الاعتراف بفشل عملية 'عربات جدعون'، التي عملت فيها خمس فرق في غزة وقتل 40 جندياً، وقدرت تكلفتها بـ 25 مليار شيكل، ونبعت من تجنيد واسع للاحتياط. ونظام قوات الجيش الإسرائيلي الذي تحدد في ميزانية الدولة الأصلية للعام 2025، ارتكز إلى إبقاء 50 ألف جندي احتياط بالمتوسط، لكنه عدد قفز إلى حوالي 100 ألف جندي احتياط في أعقاب العملية. نظام قوات الجيش الإسرائيلي الذي تحدد في ميزانية الدولة الأصلية للعام 2025، ارتكز إلى إبقاء 50 ألف جندي احتياط بالمتوسط، لكنه عدد قفز إلى حوالي 100 ألف جندي احتياط في أعقاب العملية تكلفة الـ 50 ألف جندي احتياط تقدر بـ 2 مليار شيكل في الشهر. لذلك، فإن التكلفة الزائدة لجنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم عقب العملية كانت مضاعفة، وتجاوزت الـ 2 مليار شيكل في الشهر، المبلغ المحدد في عملية غزة، بدون أخذ تكلفة عملية 'شعب كالأسد' في إيران في الحسبان، والتي كلفت 22 مليار شيكل إضافي. هذا ليس الضرر الوحيد. التسونامي السياسي الذي جلبته معها حملة حماس يجبي ثمناً باهظاً آخر، وهو المس بالشراكة الأكاديمية والتجارية. وربما يتفاقم ويستمر لفترة طويلة، بالأساس إذا استمر الطريق المسدود بالنسبة لإطلاق سراح المخطوفين وإنهاء الحرب، وازدادت عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية في غزة. أثمان خيالية الاعتبارات الاقتصادية لم تكن قائمة في المرحلة الأولى للحرب، لكن استمرارها إلى جانب الأفكار التي يحاول وزراء اليمين الدفع بها قدماً والتسبب بأزمة سياسية شديدة، يقتضي وضع هذه الاعتبارات أيضاً على الطاولة. يتوقع أن الشخص الذي سيضعها على الطاولة هو وزير المالية سموتريتش، بكونه المسؤول عن خزينة الدولة، ولكنه في الطرف الثاني – يؤيد الاحتلال الكامل لغزة، وإقامة المستوطنات، وطرد السكان الغزيين، وهو ما سيفاقم الأزمة السياسية. الحكومة منقسمة حول هذه المعضلة بين صفقة التبادل وإنهاء الحرب، وبين سيناريو استمرار الحرب إلى درجة إقامة حكم عسكري. إذا كان الأمر يتعلق بسموتريتش والوزير ستروك، فلا معضلة. في الأسبوع الماضي، قال سموتريتش في لقاء لليمين: 'على الجيش اتخاذ أمر فوري باحتلال كامل القطاع دفعة واحدة – مدينة غزة والمخيمات في الوسط، وقتل جميع المخربين وتدمير البنى التحتية الإرهابية، فوق الأرض وتحتها. وفرض حكم عسكري كامل على قطاع غزة فوراً وبقوة، وبدون أي حساب، وبدون التوقف للحظة. سيدي رئيس الحكومة، لقد انتهى وقت التردد، ويجب التغلب على هذه المعضلة. لم يعد هناك الآن هذا وذاك'. سموتريتش في الحقيقة يحاول الوصول إلى نسبة الحسم في معظم الاستطلاعات، لكن قوته في الحكومة كبيرة، وبالتأكيد الآن، لأن الحريديم يرفضون الجلوس في الحكومة ما داموا لا يرتبون للشباب الحريديم قانون الإعفاء من الخدمة. أقوال سموتريتش تسمع كخطاب انتخابي، وليس وراءها أي خطة حقيقية لفرض حكم عسكري في غزة. نقاشاته مع موظفي وزارة المالية لا تتناول تخطيط حكم عسكري أو وضع ميزانية لعملية كهذه، لكنها تشمل وضع ميزانية بمئات ملايين الشواكل لنشاطات المساعدات الإنسانية في غزة. المبدأ الموجه هو أن إسرائيل لا تشتري الطعام لصالح الغزيين، لكنها توفر الأعمال اللوجستية لتأييد صندوق المساعدة الأمريكي. استمرار الحرب والدفع بحكم عسكري قدماً سيجبي من إسرائيل أثماناً خيالية. وليس عبثاً أن سموتريتش لا يناقش ذلك في وزارة المالية. الحكم العسكري عملية قد تستمر سنوات كثيرة (لا أحد يصدق أنه 'وضع مؤقت')، وسيحتاج إلى مواد ضخمة من القوة البشرية والميزانيات، وسيجبي أثماناً سياسية واقتصادية باهظة، جزء منها بدأنا نشعر به الآن. الاعتماد على الحلول التكنولوجية المتقدمة لسد العجز في الميزانية لن تكون له فائدة إذا تفاقم الانهيار السياسي. نهاية الحرب قد تشكل تهديداً للحكومة الحالية، لكن حكماً عسكرياً في غزة يهدد اقتصاد إسرائيل وعلاقاتها السياسية لسنوات قادمة، ليس ذلك فحسب؛ سينهار مستوى المعيشة لسكان إسرائيل، التي ستصبح دولة منبوذة في العالم. يبدو أن حماس نفسها تدرك ذلك، ولهذا لا تبالي بالتهديد بالحكم العسكري. هآرتس/ ذي ماركر 4/8/2025