logo
كلفتها 25 ملياراً.. إسرائيل: فشلنا في 'عربات جدعون' وسندفع أثماناً أكبر مع استمرار الحرب

كلفتها 25 ملياراً.. إسرائيل: فشلنا في 'عربات جدعون' وسندفع أثماناً أكبر مع استمرار الحرب

القدس العربي منذ يوم واحد
سامي بيرتس
في الأشهر الأولى للحرب، كرر نتنياهو في عدد من الجلسات قول: 'أريد أن تصبح غزة موضوعاً يمله العالم'. من غير الواضح كيف كان ينوي فعل ذلك، وربما كانت هناك لحظة حدث فيها ذلك. ولكن في الأسابيع الأخيرة، كل شيء انقلب رأساً على عقب: غزة أصبحت الموضوع الأهم للعالم.
الصور التي تأتي من غزة لم تبق العالم غير مبال: طائرات من دول كثيرة تنزل المساعدات الإنسانية لغزة. إسرائيل تشهد تسونامي سياسياً، لم تعرفه ولم تتوقعه، مع دول كثيرة تعلن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية. أكاديميون إسرائيليون يواجهون بإلغاء مشاركتهم في مؤتمرات وفي نشاطات بحث في أوروبا. الأحداث تزداد ضد إسرائيلي في أرجاء العالم. غزة لم تختف.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ظهر وكأنه يتساوق مع جنون الحكومة الحالية، ويوفر لها حلم الريفييرا المدحوض في غزة، اعترف قبل أسبوع 'هناك جوع حقيقي، ولا يمكن تزييف ذلك'
حتى إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ظهر وكأنه يتساوق مع جنون الحكومة الحالية، ويوفر لها حلم الريفييرا المدحوض في غزة، اعترف قبل أسبوع 'هناك جوع حقيقي، ولا يمكن تزييف ذلك'. الصور القاسية للمخطوفين الإسرائيليين أفيتار دافيد وروم برسلفسكي، التي نشرتها حماس، استهدفت تأكيد ذلك.
الاعتراف بالفشل
مصادر سياسية في إسرائيل قالت إن حملة التجويع أدت إلى تصلب حماس في مواقفها في المفاوضات. عملية 'عربات جدعون' استهدفت الضغط على حماس كي تظهر المرونة. ولكن الأزمة الإنسانية أدت إلى نتيجة معاكسة. لذلك، تطرح في إسرائيل الآن فكرة جديدة، وهي بدلاً من صفقة جزئية كما فضل نتنياهو خلال الحرب، يتبلور قرار بالدفع قدماً بصفقة شاملة لإطلاق سراح جميع المخطوفين وإنهاء الحرب مقابل نزع السلاح في غزة.
هذه فكرة كان نتنياهو رفضها قبل ثلاثة أسابيع في لقاءاته مع عائلات المخطوفين قائلاً إن الصفقة الشاملة أمر غير محتمل. ما الذي يجعلها الآن محتملة؟ نتنياهو لا يقدم أي تفسير للجمهور. مصدر سياسي يعرف بالضبط طريقة عمل نتنياهو، قال: 'هذه محاولة لكسب الوقت وخلق مظهر كاذب لاتخاذ مبادرة'.
ما يظهر في التوجه الجديد هو الاعتراف بفشل عملية 'عربات جدعون'، التي عملت فيها خمس فرق في غزة وقتل 40 جندياً، وقدرت تكلفتها بـ 25 مليار شيكل، ونبعت من تجنيد واسع للاحتياط.
ونظام قوات الجيش الإسرائيلي الذي تحدد في ميزانية الدولة الأصلية للعام 2025، ارتكز إلى إبقاء 50 ألف جندي احتياط بالمتوسط، لكنه عدد قفز إلى حوالي 100 ألف جندي احتياط في أعقاب العملية.
نظام قوات الجيش الإسرائيلي الذي تحدد في ميزانية الدولة الأصلية للعام 2025، ارتكز إلى إبقاء 50 ألف جندي احتياط بالمتوسط، لكنه عدد قفز إلى حوالي 100 ألف جندي احتياط في أعقاب العملية
تكلفة الـ 50 ألف جندي احتياط تقدر بـ 2 مليار شيكل في الشهر. لذلك، فإن التكلفة الزائدة لجنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم عقب العملية كانت مضاعفة، وتجاوزت الـ 2 مليار شيكل في الشهر، المبلغ المحدد في عملية غزة، بدون أخذ تكلفة عملية 'شعب كالأسد' في إيران في الحسبان، والتي كلفت 22 مليار شيكل إضافي.
هذا ليس الضرر الوحيد. التسونامي السياسي الذي جلبته معها حملة حماس يجبي ثمناً باهظاً آخر، وهو المس بالشراكة الأكاديمية والتجارية. وربما يتفاقم ويستمر لفترة طويلة، بالأساس إذا استمر الطريق المسدود بالنسبة لإطلاق سراح المخطوفين وإنهاء الحرب، وازدادت عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية في غزة.
أثمان خيالية
الاعتبارات الاقتصادية لم تكن قائمة في المرحلة الأولى للحرب، لكن استمرارها إلى جانب الأفكار التي يحاول وزراء اليمين الدفع بها قدماً والتسبب بأزمة سياسية شديدة، يقتضي وضع هذه الاعتبارات أيضاً على الطاولة.
يتوقع أن الشخص الذي سيضعها على الطاولة هو وزير المالية سموتريتش، بكونه المسؤول عن خزينة الدولة، ولكنه في الطرف الثاني – يؤيد الاحتلال الكامل لغزة، وإقامة المستوطنات، وطرد السكان الغزيين، وهو ما سيفاقم الأزمة السياسية.
الحكومة منقسمة حول هذه المعضلة بين صفقة التبادل وإنهاء الحرب، وبين سيناريو استمرار الحرب إلى درجة إقامة حكم عسكري. إذا كان الأمر يتعلق بسموتريتش والوزير ستروك، فلا معضلة.
في الأسبوع الماضي، قال سموتريتش في لقاء لليمين: 'على الجيش اتخاذ أمر فوري باحتلال كامل القطاع دفعة واحدة – مدينة غزة والمخيمات في الوسط، وقتل جميع المخربين وتدمير البنى التحتية الإرهابية، فوق الأرض وتحتها. وفرض حكم عسكري كامل على قطاع غزة فوراً وبقوة، وبدون أي حساب، وبدون التوقف للحظة. سيدي رئيس الحكومة، لقد انتهى وقت التردد، ويجب التغلب على هذه المعضلة. لم يعد هناك الآن هذا وذاك'.
سموتريتش في الحقيقة يحاول الوصول إلى نسبة الحسم في معظم الاستطلاعات، لكن قوته في الحكومة كبيرة، وبالتأكيد الآن، لأن الحريديم يرفضون الجلوس في الحكومة ما داموا لا يرتبون للشباب الحريديم قانون الإعفاء من الخدمة.
أقوال سموتريتش تسمع كخطاب انتخابي، وليس وراءها أي خطة حقيقية لفرض حكم عسكري في غزة. نقاشاته مع موظفي وزارة المالية لا تتناول تخطيط حكم عسكري أو وضع ميزانية لعملية كهذه، لكنها تشمل وضع ميزانية بمئات ملايين الشواكل لنشاطات المساعدات الإنسانية في غزة. المبدأ الموجه هو أن إسرائيل لا تشتري الطعام لصالح الغزيين، لكنها توفر الأعمال اللوجستية لتأييد صندوق المساعدة الأمريكي.
استمرار الحرب والدفع بحكم عسكري قدماً سيجبي من إسرائيل أثماناً خيالية. وليس عبثاً أن سموتريتش لا يناقش ذلك في وزارة المالية. الحكم العسكري عملية قد تستمر سنوات كثيرة (لا أحد يصدق أنه 'وضع مؤقت')، وسيحتاج إلى مواد ضخمة من القوة البشرية والميزانيات، وسيجبي أثماناً سياسية واقتصادية باهظة، جزء منها بدأنا نشعر به الآن.
الاعتماد على الحلول التكنولوجية المتقدمة لسد العجز في الميزانية لن تكون له فائدة إذا تفاقم الانهيار السياسي. نهاية الحرب قد تشكل تهديداً للحكومة الحالية، لكن حكماً عسكرياً في غزة يهدد اقتصاد إسرائيل وعلاقاتها السياسية لسنوات قادمة، ليس ذلك فحسب؛ سينهار مستوى المعيشة لسكان إسرائيل، التي ستصبح دولة منبوذة في العالم. يبدو أن حماس نفسها تدرك ذلك، ولهذا لا تبالي بالتهديد بالحكم العسكري.
هآرتس/ ذي ماركر 4/8/2025
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نيويورك.. الشرطة تعتقل 40 يهوديا تظاهروا أمام فندق ترامب ضد تجويع الفلسطينيين ـ (صور وفيديو)
نيويورك.. الشرطة تعتقل 40 يهوديا تظاهروا أمام فندق ترامب ضد تجويع الفلسطينيين ـ (صور وفيديو)

القدس العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • القدس العربي

نيويورك.. الشرطة تعتقل 40 يهوديا تظاهروا أمام فندق ترامب ضد تجويع الفلسطينيين ـ (صور وفيديو)

نيويورك: اعتقلت الشرطة الأمريكية أكثر من 40 شخصا أثناء فض مظاهرة نظمها مئات اليهود أمام 'فندق ترامب' المملوك للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمدينة نيويورك، احتجاجًا على دعمه للتجويع الذي تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وبحسب وسائل إعلام أمريكية احتج مئات اليهود مساء الاثنين ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية فيها، بدعوة من منظمة IfNotNow اليهودية الأمريكية المؤيدة للسلام. وتجمع المتظاهرون أمام 'فندق ترامب' في مدينة نيويورك، حاملين لافتات كتب عليها: 'أوقفوا التطهير العرقي' و'لا تدعوا شعب غزة يتضور جوعًا'، ورددوا هتافات من قبيل 'ترامب: اليهود يقولون كفى'. وطالب المتظاهرون بوقف الانتهاكات الإنسانية في غزة، كما طالبوا إدارة ترامب بممارسة الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقالت المديرة التنفيذية المؤقتة للمنظمة، موريا كابلان، خلال المظاهرة: 'حصار إسرائيل على غزة هو سياسة تطهير عرقي من خلال التجويع الجماعي القسري، يجب على الحكومة الأمريكية أن تستخدم نفوذها لإنهاء هذه الوحشية'. وتدخلت الشرطة الأمريكية لفض المظاهرة واعتقلت أكثر من 40 شخصا من المحتجين المشاركين فيها. وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، وتجوّع الفلسطينيين، فيما شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصولها إلى مستويات 'كارثية'. وخلفت الإبادة أكثر من 211 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. (الأناضول)

غولان وليبرمان محذرين من احتلال غزة: خطة نتنياهو تجرنا لحرب أبدية
غولان وليبرمان محذرين من احتلال غزة: خطة نتنياهو تجرنا لحرب أبدية

القدس العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • القدس العربي

غولان وليبرمان محذرين من احتلال غزة: خطة نتنياهو تجرنا لحرب أبدية

حذر زعيما حزبي 'الديمقراطيين' يائير غولان، و'إسرائيل بيتنا' أفيغدور ليبرمان، الثلاثاء، من خطة حكومة بنيامين نتنياهو لاحتلال 'كامل غزة'، قائلين إن ذلك 'يجر إلى حرب أبدية' في القطاع المحاصر. وقال غولان على إكس: 'أدعو صديقي (رئيس الأركان) إيال زامير: لا تستقل، واصمد في وجه القيادة السياسية التي تجرنا إلى حرب أبدية في قطاع غزة'. فيما قال ليبرمان في تصريح لهيئة البث الرسمية: 'زامير هو الصوت الوحيد العقلاني في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) من أشخاص متوهمين وغير مسؤولين، ولذا يجب ألا يستقيل'. وأضاف: 'لا يقتصر واجب رئيس الأركان على عرض موقفه المهني، بل أيضا القتال من أجل موقفه المهني بكل قوة، وأن يقف عند عواقب القرارات التي يُحاول الوزراء فرضها عليه'. وفي رده على سؤال بشأن هوية الوزراء المقصودين بكلامه، أوضح ليبرمان: 'أتحدث أساسا عن رئيس الوزراء، الذي من الواضح أنه يتخذ قرارات سياسية فقط'. وتابع ليبرمان: 'نتنياهو لا يهتم بالمختطفين (الأسرى الإسرائيليين بغزة) ولا بالجنود، ويريد إطالة أمد الحرب بشهوة السلطة فقط'. ويعارض زامير خيار احتلال القطاع نظرا لتحدياته العسكرية الثقيلة على الجيش، الذي بات 'منهكا' بعد 22 شهرا من حرب إبادة جماعية واسعة النطاق. والأحد، حذر زامير من أن أي عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة قد تُعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر، وفق القناة 13 العبرية. والاثنين، قال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو اتخذ قرارا 'بالاحتلال الكامل' لقطاع غزة، وتوسيع العمل العسكري بضوء أخضر أمريكي ضد حركة حماس في مناطق يُعتقد أن الأسرى فيها. (الأناضول)

الكلفة الاقتصادية لاحتلال قطاع غزة: أرقام ضخمة تتعاظم مع طبيعة المخطط
الكلفة الاقتصادية لاحتلال قطاع غزة: أرقام ضخمة تتعاظم مع طبيعة المخطط

العربي الجديد

timeمنذ 6 ساعات

  • العربي الجديد

الكلفة الاقتصادية لاحتلال قطاع غزة: أرقام ضخمة تتعاظم مع طبيعة المخطط

كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الثلاثاء، أنه لدى الحديث عن كلفة احتلال قطاع غزة والسيطرة عليه، بالنسبة لدافع الضرائب الإسرائيلي، سيلقى الأخير إجابات ضبابية، "فليس من قبيل المصادفة أن رئيس أركان جيش الاحتلال ، أيال زامير، يرغب بإصدار المستوى السياسي تعليمات وأوامر واضحة في الخصوص"، حسبما قال رام عمينياح، الذي تولى منصب المستشار الاقتصادي لرئيس الأركان، ويُعد أحد الخبراء الكبار في الاقتصاد العسكري داخل إسرائيل والعالم. وبحسب ما نقلته عنه الصحيفة "ثمة أهميّة حاسمة بالمهمة المُعرّفة للجيش. لأن كل مهمة تغيّر بشكل دراماتيكي حجم الكلفة الاقتصادية ونطاقها". وتقاطع ما تقدم، مع تقديرات مسؤولين في قلب دائرة صنع القرار؛ إذ لفت هؤلاء إلى أن "الكابينت يتداول في هذا الموضوع، والسؤال حول الكلفة واسع جداً ويتعلق بالمستوى السياسي. وليس من المؤكد أن الأخير يعرف ما الذي يعنيه ذلك". التقديرات الأوليّة، تتعلق بغزو جيش الاحتلال جميع أنحاء غزة التي لا تخضع لسيطرته في الوقت الحالي، والتي لم يصل إليها بعد بسبب احتمال احتجاز أسرى فيها. ومن المتوقع، بحسب الصحيفة، أن تبلغ تكاليف ذلك، ما بين عشرة إلى عشرين مليار شيكل. وعلى الرغم من أن الرقم السابق هو رقم ضخم بحد ذاته، تلفت الصحيفة إلى أن النقطة المهمة هي ما الذي سيحدث من اللحظة التي تتوقف فيها الدبابات (في المنطقة المنوي السيطرة عليها)؟ فهل ستستقر هناك وتباشر عملية "التطهير"، وتبدأ بالتعامل مع السكان (واحتياجاتهم كمدنيين)؟ تقارير عربية التحديثات الحية إسرائيل تلوّح باحتلال غزة.. أين يعيش سكان القطاع حالياً؟ الأجابة على ما تقدّم بحسب عميناح هي "تكاليف لا يمكن تصورها"؛ إذ بحسبه "ينبغي الالتفات إلى ما يحدث اليوم من ضغط دولي على إسرائيل، فهذا الضغط من المتوقع أن يتضاعف خمس مرات على الأقل. ولتخفيفه، يجب التعامل مع السكان في غزة، في ظل عدم استعداد أي جهة دولية للمشاركة في تمويل هذه العملية. على الأقل، ليس ما دام وضعنا يبدو كما هو عليه الآن". طبقاً للصحيفة، فإن فرضية السيطرة الكاملة على قطاع غزة وبدء عملية إعادة إعماره، حتى وإن لم تكن بشكل كامل بل مجرد تحمّل المسؤولية عن السكان، ستكلّف دفعة واحدة نحو 100 مليار شيكل. وتضيف أن ما سبق يشمل المسؤولية عن جمع النفايات، بدء بناء مجمعات صالحة للسكن الآدمي، بناء بنى تحتية أساسية للصرف الصحي والمياه والكهرباء، بالإضافة إلى مراكز طبية. وبحسب التقديرات، فإن التكلفة التشغيلية المستمرة للإدارة الكاملة لقطاع غزة ستكون في حدود 60 إلى 130 مليار شيكل. فالكلفة ترتبط أيضاً بتحمّل المسؤولية عن نظام التعليم في القطاع، حتّى وإن ليس بشكل كامل، بل فقط بما يخفف ضغط المجتمع الدولي. كما يشمل ذلك إدخال كميات من المواد الغذائية، والحفاظ على وجود فرق عسكرية نظامية تُستبدل بين الحين والآخر بجنود الاحتياط. وتجدر الإشارة إلى أن الهدف الرئيسي سيكون تحمّل تكاليف عسكرية باهظة لضمان النظام والأمن للجنود الذين سيوجدون في المناطق التي ستكون تحت السيطرة الإسرائيلية. ماذا عن إعادة تأهيل الجنود؟ إلى جانب كلفة احتلال القطاع مادياً، يوضح خبير الاقتصاد العسكري، أنّ ثمة نقطة إضافية مهمة يصعب جداً إدراجها في الحسابات، لكنها حاسمة بالنسبة للمنظومة الأمنية: تكلفة قسم التأهيل للجنود والعائلات في وزارة الأمن؛ إذ يدور الحديث هنا عن مدفوعات لعائلات القتلى، تكاليف إعادة تأهيل الجرحى، ومخصصات مستمرة لجرحى الجيش الإسرائيلي المعترف بهم كمعوّقين، والذين يتزايد عددهم باستمرار. وفي هذه الحالة، فإن "وزارة الأمن، في هذه الأثناء، ملتزمة مالياً بمبلغ 120 مليار شيكل لهذا القسم. ويُشار إلى أن هذه الأموال ستُحوّل لعائلات القتلى وجرحى الجيش الإسرائيلي. وهذه الأرقام لن تنخفض في حال الاجتياح الكامل لقطاع غزة والسيطرة التامة على المناطق". بالإضافة إلى ذلك، يُشدد الخبير على أن مسألة تحديد المهمة المطلوبة من الجيش حاسمة بشكل خاص. فإذا كان احتلال القطاع يعني ما يريده وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أي إعادة بناء مستوطنات إسرائيلية في غزة، فيجب إذاً إدخال تكاليف البناء وتكاليف الحماية، وبالطبع تكاليف تأهيل السكان المدنيين في تلك المناطق ضمن الحسابات، وهو ما لم يحتسب ضمن التكاليف حتى الآن. رصد التحديثات الحية هل يُقدم نتنياهو على احتلال قطاع غزة فعلاً وماذا يقترح معارضوه؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store