
لماذا الأردن وحده في مرمى الغمز واللمز؟
المهندس مدحت الخطيب
في زمن اختلطت فيه الحقيقة بالدعاية، وأصبح الموقف الوطني بحاجة إلى «دليل براءة»، يقف الأردن اليوم مكشوف الظهر، وسط عاصفة اتهامات وإشارات مبطنة، كلما تصاعد الدخان في سماء الإقليم، اليوم وفي قلب الحرب المحتدمة في قطاع غزة، وجدنا أنفسنا من جديد أمام مشهد مكرر: التشكيك بالرواية الرسمية الأردنية، وتوجيه السهام السياسية والإعلامية نحونا، وكأن الأردن بات وحده من يجب أن يقدم كشف حساب في كل خطوة يخطوها وفي كل عمل يقوم فيه...
نعم، الأردن جغرافياً في عين العاصفة ويعنيه كل ما يحدث لا بل يتألم بصدق، لكنه لم يكن يومًا لاعبًا سريًا في الحروب التي خُطط لها في عواصم ودول أخرى، لم تقدم لغزة وفلسطين نصف ما قدم الشعب الأردني...
لطالما اتخذ الأردن الرسمي والشعبي مواقف واضحة، مستقرة، ومعلنة، فهو يرفض الاحتلال لكل شبر من فلسطين بالسر والعلن ويدافع عن ذلك في كل محفل، وكذلك يُحافظ على أمنه الداخلي وسيادته، ورغم ذلك يزداد الناعقين في النيل منه ومن مواقفه السياسية والإنسانية.
اليوم وبعد أن أكل أهلنا في غزة التراب لم يقصر الأردن وحاول مرارًا وتكرارًا للوصول إلى مبتغاه في إدخال اليسير ولكن ومع كل قافلة تدخل الى أهلنا في غزة من الأردن يحولها البعض في إعلامهم وكأنها صاروخ يسقط فوق أهلنا هناك، ومع كل طائرة تنفذ إنزالا جويًا يشعرنا تجار الأوطان وجمع اللايكات انها عملية عسكرية للقصف والدمار.
إن كنتم صادقين في حب غزة والدفاع عنها لماذا الصمت.
ولماذا يغيب السؤال عن مواقف دول عقدت شراكات استخباراتية كاملة، وتُعتبر نفسها الآن «شاهد ما شافش حاجة لكل ما يحدث هناك»؟؟
لماذا الهجوم على الأردن دون سواه!!! أهي مفارقة مُحزنة ومخزية، ام لأنه يُصدر الرواية رسمية بصدق وكما هي –
لماذا يتحول إلى المتهم الأول في كل ما يحدث، بينما الدول التي لا تتحدث إطلاقاً تُمنح براءة مجانية؟؟!!!
لماذا يُساء تفسير صمته الإعلامي المتزن، أو موقفه الحذر، كنوع من التواطؤ أو التسهيل، في وقتٍ يواجه فيه تحديات وجودية تتطلب أقصى درجات التوازن والدبلوماسية الدقيقة !!!
والأخطر من كل ذلك أن هذا الخطاب المشكك لا يصدر فقط من خصوم الأردن، بل أحيانًا من بيئته القريبة ومن داخله، ممن يعرفون تمامًا كيف تُدار الأمور، لكنهم يحتاجون إلى كبش فداء سهل، يُغنيهم عن تسمية الفاعل الحقيقي...
بصدق لم يعُد مقبولًا أن يتحمّل الأردن وزر كل معركة في المنطقة، فليس هو من يشعل الحروب والصراعات، ولا من يرسل الطائرات، ولا من يزرع الميليشيات هنا وهناك، ولا هو من فتت الدول العربية بحجة الربيع العربي بل هو آخر ما تبقّى من الصوت العربي والذي يحاول الحفاظ فيه على الاستقرار، دون أن يبيع قراره، أو يدخل في أحلاف تجره إلى جبهات النار مع هذا الكيان المسعور ...
في الختام رسالتي الى الإعلام الرسمي في زمن تُدار فيه المعارك من وراء الشاشات بقدر ما تُدار على الأرض، من حق الأردن أن يواجه هذا الهجوم غير المبرر، ومن واجبنا أن نقف أمام هذه الحملات المسعورة التي تنخر في الداخل الأردني وتخدم أجندات الخارج ومن واجبكم ان تقدموا لنا الرواية الأردنية الصادقة على حقيقتها وأن يتم تقديمها كما هي وليست كتهمة تحتاج الى من يدافع عنها ويبررها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جفرا نيوز
منذ ساعة واحدة
- جفرا نيوز
الجيش يُنفذ إنزالين جويين لإيصال المساعدات إلى غزة
جفرا نيوز - نفذت القوات المسلحة الأردنية، الثلاثاء، إنزالين جويين لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء في قطاع غزة بمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة، دعماً لصمود الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته الإنسانية. وجرى تنفيذ الإنزالين بواسطة طائرتين من نوع (C 130) تابعتين لسلاح الجو الملكي الأردني والقوات الجوية الإماراتية، حملتا على متنهما قرابة 15 طناً من المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية. وتأتي هذه الإنزالات، التي نُفذت بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية لإيصال المساعدات الغذائية والاحتياجات الأساسية إلى داخل القطاع، بهدف ضمان وصول الدعم الإغاثي في ظل التحديات الإنسانية المتفاقمة. وبذلك يرتفع عدد الإنزالات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة منذ بدء الحرب على القطاع، إلى 129 إنزالاً جوياً أردنياً، إضافة إلى 269 إنزالاً جوياً مشتركاً نُفذت بالتعاون مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة.


جفرا نيوز
منذ 4 ساعات
- جفرا نيوز
إسرائيل ترصد تحركات عسكرية مصرية غير عادية في سيناء
جفرا نيوز - ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل رصدت مؤخرا تعزيزات عسكرية جديدة للجيش المصري في منطقة شبه جزيرة سيناء، مما قد يشكل انتهاكا لاتفاقية السلام. وصرح مصدر أمني إسرائيلي لقناة i24NEWS، أن مصر أدخلت قوات عسكرية تتجاوز الحصة المسموح بها، وتزيد من أرصفة الموانئ، وتوسع في مدارج المطارات. وأضاف المصدر أنه في ما يتعلق بدخول القوات المصرية التي تتجاوز الحصة المسموح بها في إتفاقية السلام، فإن مثل هذه الإجراءات قابلة للتراجع، وليس هناك مشكلة في رد الدبابات. وتابع المصدر أن إسرائيل مهتمة بالحفاظ على اتفاقية السلام، وبالتالي لن تغير انتشارها على طول الحدود. وأوضح المصدر الأمني الإسرائيلي: "لن تقبل إسرائيل هذا الوضع طويلا، ولن تقبل انتهاكات القاهرة". وفيما يتعلق بانتهاكات اتفاقية السلام، قال المصدر إن إسرائيل تجري حوارا مع واشنطن والقاهرة، مضيفا: "الإدارة في واشنطن مسؤولة عن الحفاظ على اتفاقية السلام، ويجب ضمان تنفيذها كما هي مكتوبة". وكشفت دراسة حديثة أصدرها مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية الإسرائيلي، أن مصر لن تسمح بتكرار سيناريو فقدان السيطرة على شبه جزيرة سيناء بأي شكل من الأشكال. وأشارت الدراسة إلى أن عملية تعزيز الوجود العسكري المصري في سيناء لم تكن وليدة اللحظة، بل تمثل جزءا من استراتيجية شاملة بدأت تنفيذها القاهرة منذ عام 2014، تهدف في مجملها إلى استعادة السيطرة الفعلية الكاملة على كامل تراب شبه الجزيرة، ومكافحة كافة أشكال التطرف والعنف المسلح، وإغلاق الطريق أمام أي محاولات لتحويل المنطقة إلى ملاذ آمن للعناصر المتطرفة، مع العمل بشكل متوازٍ على إعادة دمج سيناء في النسيج الوطني المصري بجميع الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولفتت الدراسة إلى موقف إسرائيل من هذه التعزيزات العسكرية، حيث أبدت تل أبيب موافقتها على هذه الخطوات رغم تجاوزها للحدود المتفق عليها في إطار اتفاقية كامب ديفيد للسلام، وذلك انطلاقا من إدراك الطرفين للمصالح الأمنية المشتركة التي تجمعهما في هذه المنطقة الحيوية.


جفرا نيوز
منذ 4 ساعات
- جفرا نيوز
أوكرانيا: مقتل 16 وإصابة 35 على الأقل بغارات روسية
جفرا نيوز - قال الجيش الأوكراني في زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا وحاكم المنطقة، الثلاثاء، إن الضربات التي شنتها روسيا خلال الليل على منشأة إصلاحية في المنطقة أسفرت عن مقتل 16 شخصا وإصابة 35 على الأقل. وكتب الحاكم إيفان فيدوروف على تلغرام أن مباني المنشأة دمرت، كما تضررت المنازل القريبة. وندد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك بالضربات ووصفها بأنها "جريمة حرب أخرى" ارتكبتها روسيا. وكتب يرماك على إكس "نظام (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، الذي يطلق التهديدات ضد الولايات المتحدة من خلال بعض أبواقه، يجب أن يواجه ضربات اقتصادية وعسكرية تجرده من القدرة على شن الحرب". وقال فيدوروف إن القوات الروسية شنّت ثماني غارات على منطقة زابوريجيا باستخدام قنابل جوية شديدة الانفجار.