
سوريا.. من هم "العمشات" و"الحمزات"؟ وهل يحاسبهم الشرع؟
في الساحل السوري، تصاعدت خلال الفترة الماضية اتهامات بارتكاب مجازر ضد العلويين، وفق شهادات ناجين وتقارير ميدانية، رغم عدم تأكيد أي جهة مستقلة لهذه المزاعم.
في شمال سوريا، حيث تتداخل الولاءات والصراعات، نشأت فصائل مسلحة كان لها دورًا بارزًا في التحولات التي شهدتها المنطقة.
من بين هذه الفصائل، برز اسم كل من "فرقة سليمان شاه" و"فرقة الحمزة"، ليس فقط في ميدان المعارك، بل أيضًا في تقارير حقوق الإنسان والعقوبات الدولية.
فماذا نعرف عنهما؟ وكيف ارتبط اسم هذه الفرق بانتهاكات جسيمة، وصلت إلى حد فرض العقوبات الأمريكية عليها؟
تواصلت شبكة "بي بي سي" مع مصادر مقربة من الإدارة السورية الجديدة، وسألتها عن مدى سلطة رئيس المرحلة الانتقالية على قادة المجموعات المسلحة داخل الفصائل المختلفة خلال المرحلة الحالية.
فرقة سليمان شاه.. صعود "أبو عمشة"
عام 2016 أطلقت تركيا عملية عسكرية عنوانها "درع الفرات" على حدودها مع سوريا للقضاء على ما وصفته "بممر الإرهاب" المتمثل في خطر تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد السوريين.
وسط حالة الفوضى التي أعقبت التدخل التركي في شمال سوريا، ظهر محمد حسين الجاسم، المعروف بـ "أبو عمشة"، كأحد أبرز قادة الفصائل السورية المسلحة، وأكثرها شهرة بين السوريين، وهو ناشط على منصة "إكس" ويتابعه أكثر من 150 ألفًا.
في عام 2018، أسس فرقة سليمان شاه، أو ما يُعرف بـ"العمشات"، التي سرعان ما أصبحت أحد الفصائل الرئيسية في الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.
الارتباط بتركيا لم يكن يومًا خفيًا عن هذه الفرقة، ولعل اسمها وحده يوضح عمق هذا الارتباط، فـ"سليمان شاه" هو جد عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية.
يُعد سليمان شاه رمزًا تاريخيًا هامًا في تركيا، حيث يستخدمه الخطاب القومي التركي جزءًا من رواية الاستمرارية التاريخية من الدولة العثمانية إلى الجمهورية التركية الحديثة.
فرقة سليمان شاه، التي تحمل اسمه، استلهمت هويتها من هذا الإرث التاريخي، لكن أنشطتها في شمال سوريا وارتباطها بالجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا أثارت جدلًا واسعًا، خاصة بعد اتهامها بانتهاكات ضد المدنيين في عفرين ومناطق أخرى.
وتمركزت الفرقة بشكل رئيسي في عفرين، حيث لعبت دورًا محوريًا في العمليات العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردي.
لكن مع اتساع نفوذه، تحول "أبو عمشة" إلى شخصية مثيرة للجدل، حيث تراكمت حوله اتهامات بالفساد والانتهاكات.
بمرور الوقت، أصبح الرجل أكثر من مجرد قائد عسكري، إذ فرض سيطرته على قطاعات اقتصادية داخل المناطق التي يسيطر عليها، وفرض الإتاوات على المدنيين، وسط تقارير تفيد بأن نفوذه وصل إلى حد ممارسة السلطة المطلقة داخل الفصيل.
فرقة الحمزة.. من فصيل عسكري إلى ميليشيا متهمة بجرائم حرب
برزت فرقة الحمزة، المعروفة بـ"الحمزات"، كواحدة من الفصائل المسلحة المؤثرة في شمال سوريا.
تأسست الفرقة في السنوات الأولى من الحرب السورية، وسرعان ما انضمت إلى الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.
تولى قيادتها سيف بولاد، المعروف بلقب "أبو بكر"، وهو شخصية عسكرية بارزة، ولد في محافظة حلب، وشغل سابقًا منصب قائد القيادة العامة لمدينة الباب وريفها.
توسعت سيطرة فرقة الحمزة لتشمل مناطق استراتيجية مثل الباب، وجرابلس، وعفرين، مما جعلها لاعبًا رئيسيًا في المشهد العسكري شمال سوريا.
تُعرف الفرقة بتركيبتها العسكرية الصارمة وانضباطها التنظيمي. ومع ذلك، وُجّهت إليها اتهامات متعددة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وبحسب تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، تورطت الفرقة في عمليات خطف، وابتزاز، وتهجير قسري، ومصادرة ممتلكات المدنيين، خاصة في مناطق مثل عفرين وشمال حلب.
وفي حادثة بارزة عام 2022، وُجّهت اتهامات لعناصر من فرقة الحمزة باغتيال الناشط محمد عبد اللطيف (المعروف بـ"أبو غنوم") وزوجته في مدينة الباب.
أثارت هذه الجريمة استنكارًا واسعًا، وسلطت الضوء على ممارسات الفرقة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
في أغسطس 2023، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على فرقة الحمزة وقائدها سيف بولاد (أبو بكر)، بسبب تورطهم في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات قتل خارج نطاق القانون، واحتجازات تعسفية، وتعذيب.
ورغم هذه الاتهامات والعقوبات، نفى سيف بولاد (أبو بكر) عبر حسابه على منصة "إكس" تورط فرقته في أي انتهاكات ضد المدنيين في الساحل السوري، معتبرًا أن هذه الاتهامات جزء من حملة ممنهجة من "فلول النظام السابق وميليشيا قسد الإرهابية".
انتهاكات موثقة.. وعقوبات أمريكية
اتهمت عدة تقارير حقوقية كلًا من فرقة سليمان شاه وفرقة الحمزة بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.
فبحسب منظمة العفو الدولية، تورط مقاتلو فرقة سليمان شاه في عمليات نهب ممتلكات المدنيين في عفرين، وإجبارهم على دفع إتاوات مقابل البقاء في منازلهم. وأكدت المنظمة أن المدنيين الذين رفضوا الدفع تعرضوا للتهديد بالطرد القسري أو القتل.
في شهادة وثقتها رابطة تآزر للضحايا -وهي مؤسسة غير حكومية وغير ربحية تأسست عام 2021 من قِبل مجموعة من الضحايا السوريين-، تحدثت امرأة كردية عن احتجازها في أحد السجون السرية التابعة لفرقة الحمزة.
تقول: "بقيت هناك لأسابيع، لم أكن أعرف إن كنت سأخرج حية. كانوا يهددونني بالاغتصاب إذا حاولت الصراخ. كنت أسمع أصوات تعذيب سجناء آخرين كل ليلة".
وتؤكد لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة حول سوريا، أن هذه الفصائل متورطة في عمليات قتل خارج نطاق القانون، واستهداف المدنيين على أساس عرقي، حيث كانت عمليات الإعدام الجماعي شائعة في المناطق التي تسيطر عليها.
في 17أغسطس 2023، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات مباشرة على فرقة سليمان شاه وقائدها أبو عمشة، وفرقة الحمزة وقائدها أبو بكر.
جاء في بيان الوزارة، أن هذه الفصائل مسؤولة عن انتهاكات خطيرة، شملت عمليات قتل خارج نطاق القضاء، واحتجازات تعسفية، وتعذيب، وانتهاكات أخرى ضد السكان المدنيين.
وبحسب البيان، فإن قادة هذه الفصائل لم يكتفوا بالعمليات العسكرية، بل مارسوا عمليات ابتزاز ونهب واحتجاز رهائن من المدنيين مقابل فديات مالية. ووصفت الوزارة هذه العقوبات بأنها جزء من التزام الولايات المتحدة بمحاسبة المنتهكين لحقوق الإنسان، بغض النظر عن ولاءاتهم السياسية.
قبل العقوبات الأمريكية، كانت الأمم المتحدة قد دعت مرارًا إلى محاسبة هذه الفصائل، حيث قالت في بيان مشترك عام 2021 إن "ما يحدث في شمال سوريا من انتهاكات لا يمكن السكوت عنه، ويجب اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لمنع استمرار هذه الجرائم".
فصائل تحت مظلة وزارة الدفاع الجديدة
ومع سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، ودخول سوريا مرحلة سياسية جديدة، تسعى الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع إلى إعادة دمج الفصائل المسلحة تحت مظلة وزارة الدفاع. لكن جهودها تتصادم مع تعقيدات عديدة، بدءًا من علاقات الفصائل ببعضها، وصولًا إلى الاتهامات بارتكاب مجازر دموية في الساحل السوري خلال الأحداث الأخيرة.
وفي حديثه لـ بي بي سي عربي، أكد مصدر مطلع ومقرب من الحكومة السورية الجديدة رفض الكشف عن اسمه، أن العلاقة بين فرقة سليمان شاه وفرقة الحمزة والإدارة العسكرية الحالية "ودية" وقائمة على التنسيق الوثيق والتعاون العسكري خصوصًا خلال عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها فصائل المعارضة لإسقاط نظام الأسد نهاية العام الماضي، مشيرًا إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تحسنًا كبيرًا في مستوى التنسيق بين هذه الفصائل.
في المقابل، يرى عمار فرهود، الباحث في الشأن العسكري، أن العلاقة بين هذه الفصائل والمؤسسة العسكرية تشبه إلى حد كبير العلاقة التي تجمع فصائل الثورة الأخرى بالحكومة الجديدة، لافتًا في مقابلة مع "بي بي سي عربي"، إلى أن فرقة سليمان شاه قد اندمجت رسميًا داخل الجيش السوري، حيث تولى قائدها منصبًا عسكريًا رفيعًا في محافظة حماة، مما يعكس اندماجًا فعليًا داخل المنظومة العسكرية. لكنه أشار إلى أن هذا الاندماج لم يكتمل بعد، إذ لا تزال الفرقة تحتفظ ببعض النفوذ المستقل في شمال حلب، ما يجعل تحقيق الانسجام الكامل تحت قيادة موحدة مسألة تحتاج إلى المزيد من الوقت.
أما وضع فرقة الحمزة فلا يزال غامضًا بحسب فرهود الذي أوضح أنه لا يوجد إعلان رسمي بانضمامها إلى وزارة الدفاع، لكنها في الوقت نفسه لا تعمل خارج سيطرة الحكومة. وأضاف أنه رغم عدم صدور تصريح واضح بانضمامها، إلا أن مؤشرات عدة تشير إلى أنها تقبل العمل تحت مظلة وزارة الدفاع، لكن ربما هناك تفاصيل تفاوضية تتعلق بإدارة المناطق وطبيعة المهام العسكرية الموكلة إليها، على حد وصفه.
الشرع أمام اختبار العدالة
بالتوازي مع هذه التطورات، تصاعد الجدل حول المجازر الأخيرة في الساحل السوري، حيث اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجيش السوري والفصائل الداعمة له بتنفيذ عمليات تطهير عرقي وإعدامات ميدانية، مشيرًا إلى تورط مقاتلين من "الحمزات" و"العمشات" في 40 مجزرة طائفية خلال 72 ساعةظن بحسب بيانات له.
ويقول المصدر المطلع والمقرب من حكومة دمشق الجديدة في حديثه مع بي بي سي، إن "جهات كثيرة فيها أشخاص غير منضبطين، ويقومون بتصرفات محرجة أحيانًا للجهة التي ينتمون إليها"، نافيًا أن يكون هناك أي محاولة لتبرئة القوات النظامية عبر تحميل الفصائل وحدها مسؤولية ما جرى، مؤكدًا أن الفاعلين كانوا أفرادًا غير منضبطين، وبعضهم مدنيون مسلحون لا ينتمون لأي تشكيل عسكري منظم.
وأضاف المصدر، أن القوات النظامية لم تكن مسؤولة عن هذه الجرائم، بل إن ما حدث كان نتيجة لحالة التعبئة العامة والانفلات الأمني، حيث تحركت مجموعات مسلحة دون أي تنسيق، ما أدى إلى تجاوزات خطيرة.
بدوره، أشار فرهود إلى أن فرقة سليمان شاه لم تعد فصيلًا مستقلًا، بل أصبحت رسميًا جزءًا من الجيش السوري، ما يجعل تحميلها المسؤولية كفصيل منفصل أمرًا غير دقيق، موضحًا أن بعض المسلحين الذين ارتكبوا انتهاكات لا ينتمون لهذه الفصائل، بل كانوا جزءًا من تشكيلات أخرى، مثل هيئة تحرير الشام أو مجموعات أخرى ضمن المؤسسة العسكرية.
وفي ظل هذا المشهد، يبرز السؤال حول مدى قدرة أحمد الشرع على فرض سلطته الفعلية على هذه الفصائل، فوفقًا للمصدر المطلع، فإن الشرع يمتلك سلطة حقيقية على قادة الفصائل، وهناك محاولات لدمجها بشكل أوسع داخل الجيش، لكن الأمر يحتاج إلى وقت، موضحًا أن هذه الفصائل بنيت على مدى سنوات وفق قيادات مركزية، ومن الصعب دمجها بين ليلة وضحاها في جيش نظامي، ما يستدعي إعادة ترتيب القوات الأمنية والعسكرية بشكل تدريجي.
لكن فرهود يرى أن الشرع، رغم امتلاكه السلطة الشرعية على مستوى الدولة، لا يملك سلطة مباشرة على قادة المجموعات داخل الفصائل المختلفة على حد وصفه، موضحًا أن الكثير من المقاتلين لا يزالون يتلقون الأوامر من قادتهم السابقين وليس من وزارة الدفاع، وهو ما ينطبق على فصائل أخرى مثل "أحرار الشام" و"أنصار التوحيد."

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد العربي
منذ ساعة واحدة
- المشهد العربي
باكريت: تحرير الضالع انتصار عسكري ومنعطف استراتيجي
قال راجح باكريت، عضو رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، إننا بكل فخر نستقبل الذكرى العاشرة لتحرير الضالع في الـ ٢٥ من مايو عام ٢٠١٥، اليوم الذي كتب فيه أبناء الضالع بدمائهم الزكية وإرادتهم الصلبة أولى صفحات النصر في معركة الكرامة الجنوبية ضد المشروع الحوثي الإرهابي. وأضاف في منشور على منصة إكس إنه "في هذا اليوم المجيد لم تنتصر الضالع بالسلاح وحده، بل انتصرت بالإيمان العميق بعدالة قضيتها وبإرثها النضالي الممتد من ثورة أكتوبر حتى اللحظة، ووقفت وحيدة في وجه جحافل الغزو وكسرت هيبته، وأعلنت أن الجنوب لن يهزم ما دام فيه رجال أحرار لا يساومون على الكرامة ولا يقبلون الضيم". وأوضح أنه "لم يكن تحرير الضالع حدث عسكري فقط بل كان منعطفاً استراتيجياً وتاريخياً، غيّر مسار المعركة وفتح أبواب النصر للمقاومة الجنوبية في عدن ولحج وأبين وشبوة، وأعاد للجنوب روح المبادرة والسيادة بعد عقود من الظلم والتهميش". وأردف "تختصر هذه الذكرى كثير من معاني التضحية والبطولة والصبر والإيمان بأن الأرض لا يحررها إلا أبناؤها، ولاشك أن الضالع أثبتت في مثل هذا اليوم أن الشعوب الحية لا تهزم وأن مشروع الاحتلال والهيمنة لا يمكن أن يصمد أمام شعب موحد حول قضيته ومستعد لبذل كل شيء في سبيلها". واختتم "المجد لشهداء الضالع والجنوب ، والمجد لمقاتليها الأشاوس ، والمجد لكل يد قاتلت وكل صوت صدح من أجل الحرية، وفي ذكرى النصر نجدد عهد الوفاء لتضحياتهم ونُؤكد أن مشروع الاستقلال ماضي بإرادة الشعوب الحرة".


فيتو
منذ 2 ساعات
- فيتو
إيلون ماسك يغادر البيت الأبيض للتفرغ لإدارة شركة تسلا
ذكرت تقارير إعلامية اليوم السبت، أن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك غادر البيت الأبيض بعد رحلة سياسية استمرت أربعة أشهر. إيلون ماسك يغادر البيت الأبيض وأكد إيلون ماسك أنه عاد للعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع والنوم في المكتب للتركيز على منصة إكس 𝕏، وxAI، وتسلا Tesla، فيما يستعد لإطلاق صاروخ ستارشيب الأسبوع القادم. وتعهد الرئيس التنفيذي لصانعة السيارات الكهربائية تسلا، بقيادة شركة صناعة السيارات الكهربائية للسنوات الخمس المقبلة. وكتب ماسك على منصة إكس: "عدت إلى العمل ليلًا ونهارًا والنوم في غرف الاجتماعات، الخوادم، المصانع"، مضيفا "لا بد أنني أركز بشدة على 𝕏 وxAI وTesla بالإضافة إلى إطلاق Starship الأسبوع المقبل، حيث نشهد طرح تقنيات بالغة الأهمية". وتابع "كما يتضح من مشاكل تشغيل منصة إكس هذا الأسبوع، لا بد من إجراء تحسينات تشغيلية كبيرة. كان من المفترض أن يعمل نظام التكرار الاحتياطي، ولكنه لم ينجح". في وقت سابق هذا الأسبوع، أكد ماسك ، رغبته في الاحتفاظ بمنصبه كرئيس تنفيذي لشركة تسلا للحفاظ على سيطرته على الشركة. وأضاف أنه يريد أن يتمتع بـ"سيطرة تصويتية كافية" حتى لا يتمكن المستثمرون النشطاء من إزاحته. وقال ماسك: 'الأمر لا يتعلق بالمال، بل يتعلق بسيطرة معقولة على مستقبل الشركة'، وتأتي تصريحات ماسك بعد أن شكك بعض المستثمرين في التزامه تجاه تسلا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


مستقبل وطن
منذ 3 ساعات
- مستقبل وطن
إيلون ماسك يُنهي مهامه السياسية ويعيد تنظيم أولوياته نحو تسلا وSpaceX
بعد انخراطه في الحياة السياسية لعدة أشهر كمستشار بارز في البيت الأبيض، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عودته الكاملة إلى عالم الأعمال، متعهدًا بالتركيز المكثف على مشاريعه التكنولوجية، وعلى رأسها منصة التواصل الاجتماعي إكس (𝕏)، وشركته الناشئة xAI، إضافة إلى شركة تسلا Tesla، التي يرأسها حاليًا، بجانب استعداداته لإطلاق صاروخ Starship من خلال شركته الفضائية SpaceX. كتب ماسك عبر منصة إكس: "عدت إلى العمل ليلًا ونهارًا، وأنام في غرف الاجتماعات والخوادم والمصانع". وأوضح أن تركيزه حاليًا ينصبّ على أربعة محاور رئيسية: 𝕏، xAI، تسلا، وStarship ، مؤكدًا أن هذه المرحلة ستشهد "طرح تقنيات بالغة الأهمية". تعهد بقيادة تسلا 5 سنوات.. ومشاكل تشغيلية في منصة إكس في منشور آخر، أشار ماسك إلى مشاكل تقنية حدثت مؤخرًا في منصة إكس، قائلاً: "كما يتضح من مشاكل تشغيل المنصة هذا الأسبوع، لا بد من إجراء تحسينات تشغيلية كبيرة. كان من المفترض أن يعمل نظام التكرار الاحتياطي، لكنه لم ينجح". وفي مقابلة مع قناة CNBC، أكد ماسك تمسكه بمنصبه كرئيس تنفيذي لتسلا، مشيرًا إلى رغبته في الاحتفاظ بـ"سيطرة تصويتية كافية" لمنع أي محاولة من المستثمرين النشطاء لعزله. وقال: "الأمر لا يتعلق بالمال، بل بسيطرة معقولة على مستقبل الشركة". نشاط سياسي مثير للجدل.. وردود فعل غاضبة ضد تسلا كان ماسك قد انخرط بعمق في السياسة الأميركية، حيث عمل مستشارًا للرئيس السابق دونالد ترامب، ولعب دورًا رئيسيًا في "وزارة كفاءة الحكومة" التي تمثل محور اهتمامه السياسي الأخير. ورغم تعهده مؤخرًا بتقليل وقته في العمل الحكومي إلى "يوم أو يومين أسبوعيًا"، أثار ظهوره السياسي المتزايد ردود فعل سلبية واسعة، خاصة في أوساط عملاء تسلا المحتملين. وقد تعرضت بعض صالات عرض ومراكز تسلا لهجمات نتيجة مواقف ماسك السياسية، ما ألقى بظلال من القلق حول تأثير نشاطه السياسي على العلامة التجارية لتسلا. خسائر مالية وأزمة ثقة بين المستثمرين في أبريل الماضي، أعلنت شركة تسلا عن انخفاض بنسبة 20% في إيرادات السيارات وانخفاض بنسبة 71% في صافي الدخل خلال الربع الأول من عام 2025. وشهد سهم الشركة تراجعًا بنسبة 15% منذ بداية العام، ما أثار تساؤلات بين المستثمرين بشأن التزام ماسك الفعلي تجاه الشركة. تراجع النفوذ السياسي لماسك.. وخفوت حضوره في إدارة ترامب تحليل أجرته صحيفة Politico أشار إلى تراجع دور ماسك السياسي، مع انخفاض تأثيره في إدارة ترامب الثانية. ووفقًا للتقرير، فإن خفوت حضوره الإعلامي والسياسي قد يصبّ في مصلحة الحزب الجمهوري، خصوصًا مع تراجع شعبيته لدى الرأي العام، مقارنةً بالرئيس السابق ترامب. وفي سابقة مثيرة، خسر الجمهوريون دعوى انتخابية بارزة في ولاية ويسكونسن، حيث كان ماسك أحد مموليها الرئيسيين. أما في واشنطن، فقد تراجعت جهود "وزارة كفاءة الحكومة" التي يقودها ماسك، مع تصاعد التوترات حول الميزانية والرسوم الجمركية. مستقبل ستارلينك.. وطموحات الاكتتاب العام من جهة أخرى، كشف ماسك عن نية شركة SpaceX فصل خدمة الإنترنت الفضائية "ستارلينك" لتُصبح شركة عامة مستقلة في المستقبل. وأوضح أن الاكتتاب العام لهذه الخدمة قد يكون مطروحًا "في وقت ما لاحقًا". كما جدّد التزامه بخفض الإنفاق على الحملات السياسية، مع التركيز على مشاريعه العلمية والتكنولوجية. ومع تراجع الدور السياسي لإيلون ماسك، يبدو أن الملياردير الأميركي يعيد ضبط بوصلة اهتماماته نحو تطوير تقنياته ومشاريعه الطموحة. وبين مشاكل تشغيل منصة إكس، وخسائر تسلا، وطموحات ستارلينك، يقف ماسك مجددًا في مواجهة تحديات كبرى، لا تقل صعوبة عن تلك التي واجهها في أروقة البيت الأبيض.