logo
الملياردير الأميركي بيل غيتس (رويترز)

الملياردير الأميركي بيل غيتس (رويترز)

العربيةمنذ 3 أيام
استغلال الوقت على أكمل وجه، والعمل بجد أكبر، والتوقف عن المماطلة، جميعها نصائح نسمعها باستمرار لضمان النجاح في الحياة، أو هكذا كان يُعتقد. ولكن ماذا لو كانت هذه النصيحة خاطئة تماماً، وأن ترك العقل يرتاح ويُشتت الذهن هو الأفضل ويمكن أن يحسّن حياتنا؟
قال عالم الأعصاب في كلية "لندن الجامعية"، جوزيف جيبيلي، إنه توصل لاكتشاف غريب عن بدء أبحاثه في استكشاف علم الأعصاب المتعلق بالوقت المنفرد والراحة.
من الناحية المعرفية، يمكن للعزلة أن تعزز الإبداع من خلال توفير المساحة اللازمة لازدهار الأفكار. سواءً كان ذلك الكتابة، أو العزف على البيانو، أو الرسم، أو البستنة، أو الصلاة، أو التأمل، فإن الوحدة غالباً ما تكون ما يحتاجه الدماغ لأداء هذه الأنشطة بكفاءة، بحسب ما ذكره لشبكة "CNBC".
في لحظات العزلة هذه، تكون الشبكة العصبية الافتراضية مشغولة بتكوين روابط عصبية جديدة، مما يعزز مهاراتنا وقدرتنا على استيعاب المعلومات الجديدة، ويغذي إبداعنا بفعالية أكبر، بحسب جيبيلي.
وقال إن بعض من أذكى الناس استمتع بالعزلة. فضل العديد من أنجح وأذكى الناس في العالم البقاء بمفردهم، وهي طقوس مارسها بيل غيتس، على سبيل المثال. ففي بدايات "مايكروسوفت"، كان الملياردير المحسن يلجأ مرتين سنوياً إلى كوخ لمدة أسبوع، لا يرافقه فيه سوى كومة من الكتب.
أطلق على هذه الفترة اسم "أسبوع التفكير" - وهي فترة للتأمل والتعلم والتفكير المتواصل. لم يسمح للزوار من الخارج، بما في ذلك العائلة والموظفون. وخلال أسبوع واحد، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أدى عمله إلى إطلاق متصفح إنترنت "إكسبلورر" عام 1995.
كيفية استغلال العزلة لعقل أقوى
لا يوجد دليل قاطع على المقدار المثالي للعزلة. ولكن، كقاعدة عامة، كلما زاد الوقت الذي تقضيه بمفردك، خاصة عندما تشعر برغبة حقيقية في العزلة، كان ذلك أفضل لعقلك.
ووضع جيبيلي 5 خطوات هامة لتحسين القدرة على الابتكار والإبداع، تبدأ من التخطيط لرحلة منفردة، مع ضرورة التغلب على مخاوف الوحدة أو الملل التي قد تتسلل إلى عقلك عند التخطيط في البداية لها.
لكن الخروج من روتينك اليومي والانغماس في بيئة جديدة يمكن أن يكون محرراً للغاية، بحسب جيبيلي. وقال إنه يجبرك على الخروج من منطقة راحتك، ويحفز حواسك بطرق غير متوقعة، ويوفر خلفية مثالية للتأمل الذاتي والإبداع.
وينصح جيبيلي بالبدأ بخطوات صغيرة، 10 دقائق فقط من التأمل يومياً. وقال "ابحث عن مكان هادئ، واستغل هذا الوقت للجلوس والتنفس. هذه الخطوة الصغيرة يمكن أن تساعد على تهدئة عقلك ودخوله في حالة من الاسترخاء وبدء عملية تنشيط الشبكة الافتراضية".
الخطوة الثالثة، متعلقة بضرورة أن تكون علاقاتك الاجتماعية ذات معنى وذات جودة عالية عند التواصل، وأن تكون انتقائياً. حيث يقضي الكثير منا وقتاً مع أشخاص غير مفيدين في الحياة، سواء أعداء، أو يحملون أفكاراً سامة.
وقال جيبيلي العلاقات الاجتماعية السامة، ترفع مستويات هرمون التوتر الكورتيزول في الدماغ، مما يلحق الضرر بدائرتنا الاجتماعية ويؤثر سلباً على العلاقات الجيدة التي يفترض أن نتمتع بها.
رابعاً، التأمل وإعادة التقييم، عبر استغلال جزء من وقت وحدتك للتأمل في تجاربك ومشاعرك. قد يشمل ذلك التأمل في أفكارك أو حتى تدوينها. يساعد التأمل في معالجة المشاعر والأفكار، مما يتيح فهماً أعمق لذاتك.
وينصح جيبيلي أخيراً، بممارسة أنشطة فردية تشجع على اليقظة الذهنية، مثل المشي أو كتابة اليوميات أو ممارسة اليوغا. هذه الأنشطة لا توفر فوائد الوحدة فحسب، بل تساعد أيضاً على تعميق التأمل في حينه، مما يساعد على استرخاء عقلك بشكل أكبر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل يمكن أن يعود جهازنا المناعي شاباً من جديد؟
هل يمكن أن يعود جهازنا المناعي شاباً من جديد؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

هل يمكن أن يعود جهازنا المناعي شاباً من جديد؟

لسنواتٍ، ظلّت فكرة «استعادة شباب جهاز المناعة» أقرب إلى أحلام الخيال العلمي منها إلى أرض الواقع. مشهد يُذكّرنا بأفلام المستقبل التي يظهر فيها الإنسان محصّناً من الأمراض، بجهاز مناعي لا يشيخ ولا يضعف. لكن هذه الفكرة - التي طالما اعتُبرت مبالغاً فيها - بدأت تتحوّل إلى حقيقة علمية تُربك قواعد الطب التقليدي. في أبريل (نيسان) 2025، نشر باحثون في جامعة شيفيلد البريطانية في مجلة Cell Reports المرموقة، دراسة وُصفت بأنها «نقطة تحوّل في علم المناعة والشيخوخة». قادت البحث البروفسورة شارلوت موس، أستاذة علم الجينات المناعية، التي أماطت اللثام عن حقيقة صادمة: «جهاز المناعة لا يشيخ مع الجسد... بل يسبقه بعشر سنوات كاملة». وهذا الاكتشاف لا يفتح فقط باباً لفهم جديد لشيخوخة الإنسان، بل يُطلق شرارة ثورة طبية جديدة يُتوقع أن يقودها الذكاء الاصطناعي – ثورة تهدف إلى رصد ووقف شيخوخة المناعة قبل أن تتجسد في شكل مرض بداية الصدمة: جهاز المناعة يشيخ أولاً من بين جميع أجهزة الجسم، لم يكن أحد يتوقع أن يكون جهاز المناعة هو أول من يشيخ. لكنّ نتائج دراسة جامعة شيفيلد البريطانية قلبت هذه الفرضية رأساً على عقب، بعدما كشفت أن التدهور المناعي يبدأ قبل علامات الشيخوخة الظاهرة بعشر سنوات كاملة. بمعنى آخر: قد تبدو شاباً في المرآة... لكن جهازك المناعي يشيخ بصمت في الداخل. وفي عمق هذا التدهور، حدّد الباحثون خللاً تدريجياً يصيب جينين أساسيين MYC وUSF1، وهما المسؤولان عن تنشيط خلايا الماكروفاج - وهي خلايا مناعية تشبه «الحرس الأمامي» الذي يهاجم أي تهديد خارجي، من فيروسات إلى خلايا سرطانية. ومع تقدم العمر، تبدأ هذه الجينات في فقدان كفاءتها، فتصبح خلايا الماكروفاج أقل نشاطاً، أبطأ استجابة، وأضعف قدرة على التدمير. النتيجة؟ جهاز مناعي مترهل، يفشل في احتواء العدوى بسرعة، ويُسهّل تسلل الالتهابات الصامتة التي ترتبط بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري، وتصلب الشرايين، والخرف. وكما قالت البروفسورة موس: «ما نرصده ليس مجرد إرهاق مناعي... بل انهيار مبرمج يبدأ من الشيفرة الجينية نفسها». من أين تأتي خلايا «الماكروفاج»؟ خلايا الماكروفاج (Macrophages) هي نوع متخصص من خلايا الدم البيضاء، وتحديداً تنحدر من الخلايا الوحيدة (Monocytes) - وهي إحدى خلايا الدم البيضاء كبيرة الحجم التي تنشأ في نخاع العظم. تبدأ الرحلة عندما تُفرز الخلايا الوحيدة من النخاع العظمي إلى مجرى الدم، حيث تدور لبضع ساعات فقط قبل أن تهاجر إلى أنسجة الجسم المختلفة (مثل الكبد، والرئتين، والجلد، والطحال). وبمجرد وصولها إلى تلك الأنسجة، تتحوّل الخلايا الوحيدة إلى ماكروفاج ناضجة، وتبدأ في أداء مهامها الأساسية: - التهام البكتيريا والفيروسات. - تنظيف الخلايا الميتة. - تنشيط باقي عناصر الجهاز المناعي. وتُعتبر الماكروفاج خط الدفاع الأول في المناعة الفطرية (Innate Immunity)، أي ذلك الجزء من الجهاز المناعي الذي يتحرك فوراً وبشكل غير متخصص عند التعرض لأي تهديد. وتقول البروفسورة موس: «نحن لا نرصد مجرد علامات شيخوخة... بل انهياراً مبرمجاً يبدأ من الجينات ذاتها. إن شيخوخة المناعة ليست نتيجة للتقدم في العمر، بل مفعول بيولوجي يبدأ قبل أوانه». المناعة والدماغ والذكاء الاصطناعي وتبرز أدلة إضافية من العالم، حين تتقاطع المناعة مع الدماغ... ويقود الذكاء الاصطناعي المستقبل. * تراجع المناعة وانحسار الحماية العصبية. لا تتوقف قصة «شيخوخة المناعة» عند حدود جهاز المناعة وحده، بل تتجاوزها إلى الدماغ نفسه. فقد كشفت دراسة صينية نُشرت في مجلة Nature Aging في مارس (آذار) 2025 عن ترابط مذهل بين الجهاز العصبي والجهاز المناعي، حيث تبيّن أن تراجع كفاءة المناعة مع التقدم في السن يؤدي إلى انخفاض الحماية العصبية الطبيعية، مما يُمهّد لظهور أمراض مثل ألزهايمر وباركنسون في وقت أبكر وبوتيرة أسرع. في موازاة ذلك، أجرت جامعة ستانفورد تجربة رائدة نُشرت في يناير(كانون الثاني) 2025، استعانت خلالها بأنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة لتحليل البصمة المناعية (Immune Signature) لدى أكثر من 5 آلاف شخص من فئات عمرية متعددة. * الذكاء الاصطناعي يحدد «العمر المناعي». وكان الاكتشاف المذهل أن الذكاء الاصطناعي استطاع تحديد ما يُعرف بالعمر المناعي (Immune Age) بدقة بالغة – وهو مفهوم جديد يُشير إلى العمر البيولوجي الحقيقي لجهاز المناعة، والذي قد يختلف تماماً عن عمر الإنسان الزمني. بمعنى آخر: قد تكون في الأربعين من عمرك... لكن جهازك المناعي بلغ الستين! وهذا التقييم الجديد يفتح الباب أمام طب استباقي شخصي، يُمكن من خلاله التنبؤ بحالة الجسم قبل ظهور الأعراض، ووضع خطط وقائية مخصصة لكل فرد، بناءً على عمره المناعي لا الورقي. * الذكاء الاصطناعي يعيد رسم مستقبل المناعة. لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة لتحليل الصور الطبية أو إدارة البيانات، بل أصبح اليوم حليفاً استراتيجياً في فهم جهاز المناعة، بقدرة فائقة على تحليل ملايين الخلايا المناعية وتصنيفها بدقة حسب حالتها، استجابتها، وسرعة شيخوختها. وهذا التحليل لا يُمكّن الأطباء من اتخاذ قرارات دقيقة فحسب، بل يفتح الباب أمام الطب الاستباقي المخصص لكل فرد قبل ظهور أي أعراض. في تجربة رائدة نُشرت في مجلة Nature Biomedical Engineering في فبراير(شباط) 2025، استخدم باحثون نماذج تعلم عميق (Deep Learning Models) لتحليل مستويات السيتوكينات - وهي جزيئات التهابية تفرزها الخلايا المناعية عند وجود خلل أو عدوى. ثم قام النظام بربط هذه المؤشرات بمراحل مبكرة من الانحدار المناعي الصامت، وتمكّن من كشف تدهور خفي لم يكن ظاهراً في الفحوص التقليدية. النتائج كانت صادمة: أشخاص يُعتبرون «أصحاء تماماً» على الورق، أظهروا تدهوراً مناعياً صامتاً لم يكتشفه الطب التقليدي، بل كشفه الذكاء الاصطناعي فقط! هذه القدرة على رؤية ما لا يُرى تمنح الذكاء الاصطناعي مكانة جديدة في الطب الحديث: لا كأداة تشخيص، بل كرؤية طبية استباقية، تستبق المرض وتمنح الأطباء فرصة للتدخل المبكر، وتقديم علاجات أو توصيات مصممة بدقة حسب «العمر المناعي» لكل شخص * لماذا يهمنا هذا في العالم العربي؟ لأن الزمن يعمل ضدنا. وحسب منظمة الصحة العالمية، يُتوقّع أن يتضاعف عدد كبار السن في الدول العربية بحلول عام 2050، ليصل إلى أكثر من 125 مليون شخص - أي ما يعادل أكثر من خمس سكان المنطقة. وفي ظل الانتشار المقلق لأمراض العصر مثل السكري (النوع الثاني)، والسمنة المفرطة، وارتفاع ضغط الدم، تصبح الشيخوخة في منطقتنا أكثر هشاشة... وأكثر تكلفة. هنا تبرز الحاجة إلى تغيير جذري في فلسفة الطب الوقائي، لا يعتمد فقط على الفحوص التقليدية، بل على أدوات قادرة على رؤية المرض قبل أن يولد. إن الذكاء الاصطناعي، وعلم الجينات، والتكنولوجيا المناعية، لم تعد ترفاً بحثياً، بل ضرورة استراتيجية لصحة المجتمعات العربية التي تشيخ بسرعة، دون أن تواكبها أنظمة صحية كافية. إعادة شباب جهاز المناعة إن إعادة شباب جهاز المناعة لم تعد حلماً بعيد المنال، بل أجندة علمية عالمية تتشكل بسرعة، والعالم العربي لا يمكنه أن يبقى متفرجاً. فإذا تمكّنا من كشف التدهور المناعي الصامت لدى كبار السن أو حتى الشباب في مراحل مبكرة، فسنكون أمام فرصة ذهبية لتقليل مضاعفات الشيخوخة، وتحسين جودة الحياة، وخفض العبء الصحي والاقتصادي. بكلمات أخرى: إنقاذ المستقبل يبدأ الآن... من خلايا جهاز المناعة. لم تعد المناعة مجرّد خط دفاع صامت، بل أصبحت مؤشراً بيولوجياً بالغ الحساسية يكشف لنا حالة الجسم الداخلية بدقة تفوق أجهزة القياس التقليدية. إنها المرآة التي تعكس ليس فقط ما نأكله، بل كيف نعيش، وكم نتحرّك، ومدى قدرتنا على مواجهة التوتر. في لحظة تأملٍ عصرية، سألتُ إحدى أقوى خوارزميات الذكاء الاصطناعي الطبية في العالم - «واتسون غوغل ميديكال» - سؤالاً بسيطاً لكنه مصيري: كيف نحافظ على شباب جهاز المناعة ونؤخّر شيخوخته؟ وكانت الإجابة على قدر التحدي... وصفة طبية مدعومة بأحدث الأبحاث العالمية: «الغذاء المتوازن، النوم العميق لثماني ساعات، تقليل القلق والإجهاد المزمن، ممارسة تمارين التأمل واليوغا، الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين دي، الزنك، وفيتامين سي، وعدم إغفال النشاط البدني المنتظم، والالتزام بنمط حياة يضمن لياقة بدنية جيدة». والرياضة ليست ترفاً للرشاقة، بل دعامة أساسية لتجديد الخلايا المناعية وتعزيز كفاءتها. فقد أظهرت دراسة نُشرت في Frontiers in Immunology (2024) أن الأشخاص الذين يمارسون التمارين الهوائية بانتظام لديهم نسبة أكبر من الخلايا التائية النشطة (T-cells) والتي تتفرع من كريات الدم البيضاء، وهي من الركائز الأساسية للمناعة طويلة المدى. إذن، إذا كنا نرغب في شيخوخة أكثر صحة وكرامة، علينا أن نبدأ من حيث لا نرى: من داخل الخلية... ومن عمق الجين... ومن عمق عاداتنا اليومية. وربما، في المستقبل القريب، سيصبح تحليل «العمر المناعي» جزءاً لا يتجزأ من فحوصنا السنوية، إلى جانب ضغط الدم ونسبة السكر والكوليسترول. إن العمر الحقيقي للإنسان لا يُقاس بالتقويم... بل بجودة ما يدور في دمه وجهازه المناعي.

كيف يفيدك اتباع صيحة «دمج الألياف» في غذائك؟
كيف يفيدك اتباع صيحة «دمج الألياف» في غذائك؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 ساعات

  • الشرق الأوسط

كيف يفيدك اتباع صيحة «دمج الألياف» في غذائك؟

صيحة «دمج الألياف» هي تناول وجبات تُساعدك على تلبية أو تجاوز التوصيات بحصة يومية لتناول الألياف، بهدف تحسين صحة الأمعاء، وفقدان الوزن، وغير ذلك الكثير. ووفقاً لشبكة «سي إن إن»، حصدت مقاطع الفيديو حول الموضوع عشرات الملايين من المشاهدات والإعجابات. تُظهر هذه المقاطع عادةً أشخاصاً يُحضّرون ويتناولون وجبات غنية بالألياف. تقول إخصائية التغذية المُعتمدة لورين ماناكر، صاحبة شركة نيوتريشن ناو للاستشارات إن «معظم الأميركيين لا يحصلون على ما يكفي من الألياف في أنظمتهم الغذائية، وهذه مشكلة». توصي الإرشادات الغذائية للبالغين بتناول ما بين 22 و34 غراماً من الألياف يومياً، ويعتمد ذلك عموماً على العمر والجنس، ولكن وفقاً للإرشادات، فإن أكثر من 90 في المائة من النساء و97 في المائة من الرجال في الولايات المتحدة لا يُلبّون هذه التوصيات. «سواء أكان الأمر يتعلق بإضافة بذور الشيا إلى كل شيء، أم إدخال الخضراوات خلسةً في وجباتك، أم إيجاد طرق جديدة للاستمتاع بالحبوب الكاملة، فقد يكون اتباع نظام غذائي غني بالألياف هو التوجه الذي لم نكن نعلم أننا بحاجة إليه» تقول ماناكر، خاصةً مع ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون، الذي يرتبط به قلة تناول الألياف، بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و54 عاماً. وافق طبيب الجهاز الهضمي الدكتور كايل ستالر على ذلك، مضيفاً أن تناول كمية كافية من الألياف «كان توصية لم تتغير منذ سنوات». قال ستالر، مدير مختبر حركة الجهاز الهضمي في مستشفى ماساتشوستس العام وأستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن: «على الرغم من كثرة الدراسات العلمية التي تأتي وتذهب والاتجاهات التي تأتي وتذهب، فإن الألياف تُعتبر قديمة ولكنها مفيدة». ولكن مثل أي شيء آخر، وخاصةً اتجاهات «تيك توك»، يمكن أن تكون للألياف آثار سلبية بالتأكيد إذا أجريت تغييرات جوهرية بسرعة كبيرة، كما قال ستالر. يوجد نوعان من الألياف الغذائية؛ القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، وفقاً للخبراء. تذوب الألياف القابلة للذوبان في الماء وتمتصه لتكون مادة هلامية، وهي مرتبطة بشكل أكبر ببعض فوائد الألياف الهضمية، وفقاً للخبراء. أما الألياف غير القابلة للذوبان، فهي لا تذوب في الماء وتساعد على التبرز أكثر. قال ماناكر: «التوازن بين النوعين أساسي للصحة العامة... إذا كنت تتناول كمية كبيرة من أحد النوعين ولا تتناول كمية كافية من الآخر، فقد تواجه مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ أو الإمساك». تحتوي معظم الأطعمة الغنية بالألياف على كلا النوعين. تشمل الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان التفاح والموز والحمضيات والشعير والجزر والشوفان والفاصوليا وبذور السيليوم. فيما تشمل الأطعمة التي تحتوي في الغالب على ألياف غير قابلة للذوبان الخضراوات مثل الفاصوليا الخضراء والقرنبيط والبطاطس ودقيق القمح الكامل أو نخالة القمح والمكسرات والفاصوليا. يقول ستالر إنه ضمن هذين النوعين من الألياف، توجد أشكال وخصائص أخرى للألياف ضرورية أيضاً لصحة الأمعاء. وأضاف أن لزوجة الألياف تؤثر على مدى تدفقها عبر الجهاز الهضمي، بينما تؤثر قابلية الألياف للتخمير على مدى قدرة ميكروبيوم الأمعاء على تخميرها وتحويلها إلى مركبات مفيدة لاستخدامها كمصدر للطاقة. وفقاً لجينيفر هاوس، إخصائية التغذية المُسجلة ومؤسسة First Step Nutrition في ألبرتا، يُمكن تفسير العلاقة بين زيادة تناول الألياف وانخفاض معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بعاملين. عندما تزيد الألياف من حجم البراز، فإنها تقلل من الوقت الذي يبقى فيه الفضلات على اتصال بالسبيل المعوي. وأضافت: «كما أن بكتيريا الأمعاء تُخمّر الألياف، وتُنتج ما يُسمى بالأحماض الدهنية قصيرة السلسلة»، مثل الزبدات، التي تُغذي الخلايا الحيوية في القولون وتُثبّط الخلايا السرطانية والالتهابات. وأشار ستالر إلى أن الأبحاث الحديثة تُشير أيضاً إلى أن المصابين بسرطان القولون قد تزيد لديهم فرص النجاة إذا زادوا من استهلاكهم للألياف. وأضاف الخبراء أن الألياف تُقلل أيضاً من خطر الإصابة بأمراض مزمنة وحالات صحية أخرى، بما في ذلك داء السكري من النوع الثاني، وارتفاع الكوليسترول، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والوفاة المبكرة. ومن خلال تحسين عملية الهضم، تُقلل أيضاً من خطر الإصابة بمشاكل الإمساك مثل البواسير ومشاكل قاع الحوض. وأضافت ماناكر أن أحد أسباب قدرة الألياف على المساعدة في الوقاية من هذه الحالات أو إدارتها هو أنها تُساعد في تنظيم سكر الدم عن طريق إبطاء عملية الهضم، إلى حد صحي، وامتصاص السكر في مجرى الدم، ما يُقلل من ارتفاع سكر الدم بعد الوجبات. بالإضافة إلى ذلك، تُعزز بعض الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضراوات الورقية والمكسرات، صحة الكبد، ما يلعب دوراً مهماً في إزالة السموم، وفقاً لما قاله ماناكر. إذا كنت ترغب في البدء بتناول الألياف بأقصى قدر ممكن، فاعلم أولاً أن «الانتقال من صفر إلى 60 في المائة دون تناول أي ألياف على الإطلاق قد لا يكون مفيداً»، كما يقول ستالر. ذلك لأن الألياف تسحب الماء إلى الجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى تمدده، ويسبب الانزعاج والانتفاخ لدى الأشخاص غير المعتادين على تناول الألياف بشكل طبيعي. ابدأ بكميات قليلة وبطيئة، ربما بإضافة بعض التوت إلى فطورك المعتاد من الحبوب أو استبدال إحدى وجباتك بأخرى غنية بالألياف، كما اقترح هاوس. راقب شعورك بعد القيام بذلك لمدة أسبوع أو أسبوعين قبل زيادة استهلاكك. يقول ستالر إن بعض أنواع الألياف لا تناسب الجميع، لذا استمع إلى جسمك وعدّل نظامك الغذائي وفقاً لذلك. يُعدّ التعاون مع إخصائي تغذية، إن أمكن، هو الأفضل عند إجراء تغييرات غذائية كبيرة. أفادت مصادر أن مكملات الألياف، وخاصة تلك المصنوعة بالكامل أو بشكل أساسي من قشور السيليوم، يمكن أن تكون مفيدة. هناك عدة طرق يمكنك من خلالها البدء في إضافة مزيد من الألياف إلى وجباتك، مثل استبدال الأرز الأبيض أو الخبز أو المعكرونة بأنواع الحبوب الكاملة، وفقاً لما ذكره ماناكر.

5 مكملات غذائية تساعد في تخفيف الاكتئاب
5 مكملات غذائية تساعد في تخفيف الاكتئاب

الشرق الأوسط

timeمنذ 7 ساعات

  • الشرق الأوسط

5 مكملات غذائية تساعد في تخفيف الاكتئاب

كشفت دراسة بريطانية عن وجود 5 مكملات غذائية متاحة دون وصفة طبية أثبتت فاعليتها في تخفيف أعراض الاكتئاب لدى البالغين، وذلك بعد مراجعة شاملة لأكثر من 200 تجربة سريرية. وأوضح الباحثون، بقيادة كلية لندن الجامعية وجامعة ليفربول، أن هذه النتائج توفر قائمة مدعومة علمياً بالمكملات التي تُظهر فوائد حقيقية للمصابين بالاكتئاب، ما يساعد المرضى على اتخاذ خيارات أكثر أماناً وفعالية. ونُشرت النتائج، يوم الجمعة، في دورية (Frontiers in Pharmacology). والاكتئاب هو اضطراب نفسي شائع يؤثر في طريقة تفكير الفرد وشعوره وسلوكه، ويتسم بمشاعر دائمة من الحزن وفقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة اليومية. وقد يصاحبه تغيرات في النوم، والشهية، والطاقة، أو التركيز، ما يؤثر سلباً في جودة الحياة، وقد يتطلب تدخلاً علاجياً بالأدوية، أو بجلسات العلاج النفسي، أو بكليهما. وفي بعض الحالات، يبحث الأشخاص عن حلول داعمة مثل المكملات الغذائية لتحسين المزاج بشكل طبيعي، لكن يبقى التساؤل: ما المكملات التي يدعمها العلم فعلاً؟ وراجع الفريق البحثي 1367 ورقة علمية، وجرى اختيار 209 تجارب سريرية تناولت فاعلية 64 مكملاً غذائياً لعلاج الاكتئاب لدى البالغين، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً. وركزت الدراسة على التجارب الأكثر صرامة علمية، وشملت مراجعة منفصلة للتجارب التي أُجريت على كبار السن لتحديد أي انحيازات محتملة مرتبطة بالعمر. وتوصلت النتائج إلى أن 5 مكملات غذائية تمتلك أدلة قوية تدعم فاعليتها في تحسين أعراض الاكتئاب، حيث خضع كل منها لأكثر من عشر تجارب سريرية. وتصدرت مكملات الزعفران القائمةَ، إذ أثبتت 18 تجربة سريرية أن تأثيرها يُضاهي مضادات الاكتئاب التقليدية، متفوقة على العلاج الوهمي في تحسين المزاج. برزت مكملات عشبة سانت جون بوصفها الأكثر دراسة (38 تجربة)، وأثبتت فاعليتها في حالات الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، مع آثار جانبية أقل من الأدوية النفسية. أسهمت مكملات «البروبيوتيك» في دعم الحالة المزاجية، من خلال تحسين توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء. أظهرت مكملات فيتامين «د» فعالية ملحوظة في تخفيف الأعراض عبر دعمه وظائف الدماغ والمناعة. على الرغم من تباين نتائجها عبر 39 تجربة، فقد ساعدت مكملات «أوميغا-3» في بعض الحالات، خصوصاً تلك المرتبطة بالالتهابات والاضطرابات المزاجية الخفيفة. كما أظهرت 9 مكملات أخرى نتائج أولية واعدة، من بينها حمض الفوليك، واللافندر، والزنك، لكنها لا تزال ضمن فئة «الأدلة الناشئة» وتحتاج إلى مزيد من الدراسات لتأكيد فاعليتها. وأكد الباحثون أن معظم هذه المكملات آمنة عند استخدامها بمفردها أو إلى جانب أدوية الاكتئاب، لكنهم شددوا على أهمية استشارة الطبيب قبل الاستخدام؛ لتجنّب أي تداخلات دوائية محتملة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store