logo
كييف تتأهب.. "تعرضنا لهجوم روسي بمسيّرات وصواريخ"

كييف تتأهب.. "تعرضنا لهجوم روسي بمسيّرات وصواريخ"

العربيةمنذ 6 ساعات

وضعت السبت في حالة تأهب إثر هجوم روسي بمسيّرات وصواريخ استهدف العاصمة الأوكرانية، وفق ما أعلن رئيس بلديتها فيتالي كليتشكو.
وجاء في منشور لكليتشكو على تليغرام: "انفجارات في العاصمة. تم تفعيل الدفاعات الجوية. المدينة والمنطقة تتعرض لهجوم مركب يشنه العدو"، وفق فرانس برس.
كما أضاف أن شخصين أصيبا في منطقة دنيبروفسكي، مشيراً إلى أن خدمات الطوارئ كانت في الموقع.
وأطلقت القوات الجوية الأوكرانية تحذيراً من صواريخ باليستية متجهة نحو العاصمة.
اندلاع حريقين
من جهته أفاد رئيس الإدارة المدنية والعسكرية في العاصمة تيمور تكاتشينكو عن اندلاع حريقين في منطقة سفياتوتشينسكي وسقوط حطام صاروخي في منطقة أوبولونسكي وحطام طائرة مسيرة على مبنى سكني في منطقة سولوميانسكي.
كذلك قالت السلطات الأوكرانية إن صواريخ روسية قتلت شخصين وأصابت عدة أشخاص آخرين في مدينة أوديسا الساحلية الجمعة.
فيما أعلنت القوات المسلحة الروسية أن أوكرانيا استهدفتها بـ788 طائرة مسيرة وصاروخ منذ الثلاثاء، جرى إسقاط 776 منها.
تبادل أسرى
أتت الهجمات مع بدء كييف وموسكو عملية تبادل للأسرى الجمعة ستكون في حال اكتمالها أكبر عملية تبادل منذ أن بدأت روسيا عمليتها العسكرية بأوكرانيا قبل أكثر من 3 سنوات.
وأعلن الطرفان عن تبادل 390 شخصاً من كل جانب، في "المرحلة الأولى"، على أن تستمر العملية السبت والأحد.
فيما صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستسلم أوكرانيا وثيقة تتضمن شروطها لإنهاء الحرب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاستخبارات الأميركية تُحذّر من تهديدات صاروخية قد تواجهها «قبة ترمب الذهبية»
الاستخبارات الأميركية تُحذّر من تهديدات صاروخية قد تواجهها «قبة ترمب الذهبية»

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

الاستخبارات الأميركية تُحذّر من تهديدات صاروخية قد تواجهها «قبة ترمب الذهبية»

قالت وكالة «بلومبرغ» للأنباء إن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية حذّرت، الثلاثاء، من أن الصين قد تمتلك خلال عقد من الزمن عشرات الصواريخ المدارية المزودة برؤوس نووية، قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة في وقت أقصر بكثير من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التقليدية. وأضافت «بلومبرغ» أن الاستخبارات أصدرت رسماً بيانياً؛ تمهيداً لإعلان البيت الأبيض بشأن التهديدات التي ستواجهها الولايات المتحدة، والتي ستواجهها منظومة الدفاع الصاروخي «القبة الذهبية»، التي تُعدّ أولوية للرئيس دونالد ترمب. ويوضح الرسم البياني التطورات المحتملة في زيادة قدرات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التقليدية لدى الخصوم، بما في ذلك الصين وإيران وروسيا. ووفقاً للرسم البياني، يُتوقَّع أن تتمكن الصين من نشر ما يصل إلى 700 صاروخ باليستي عابر للقارات مزود برؤوس نووية بحلول عام 2035، بزيادة قدرها 400 صاروخ مقارنةً بالوضع الحالي. أما إيران، فقد يُصبح بإمكانها نشر 60 صاروخاً، بعد أن كانت لا تمتلك أيّاً منها في الوقت الراهن. لقطة من فيديو تظهر القصف الذي طال مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ روسي باليستي جديد متوسط المدى (أ.ب) ومن المحتمل أن يرتفع مخزون روسيا من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات إلى 400 صاروخ، مقارنة بـ350 صاروخاً في الوقت الحالي. وكان الأمر الأكثر الأهمية هو أن الرسم البياني أظهر النمو المحتمل في الصين، وبدرجة أقل في روسيا، للصواريخ الفضائية المدارية المسلحة نووياً، ضمن «نظام القصف المداري الجزئي». وذكرت الاستخبارات أن هذا الصاروخ يدخل «مداراً منخفض الارتفاع، قبل أن يعود لضرب هدفه، مع زمن طيران أقصر بكثير إذا كان يحلق في اتجاه الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التقليدية نفسها، أو يمكنه المرور فوق القطب الجنوبي لتجنب أنظمة الإنذار المبكر والدفاعات الصاروخية». وتوقّعت وكالة استخبارات الدفاع أن تمتلك الصين 60 من هذه الأسلحة بحلول عام 2035، بعد أن كانت لا تملك أيّاً منها في الوقت الراهن، كما رجّحت أن ترتفع حيازة روسيا إلى 12 سلاحاً، انطلاقاً من صفر حالياً. وأثار الكشف في عام 2021 عن تنفيذ الصين رحلة تجريبية ضمن نظام القصف المداري الجزئي قلقاً داخل الجيش الأميركي. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك، مارك ميلي، في مقابلة أجريت معه في 2021 على تلفزيون «بلومبرغ»: «ما رأيناه كان حدثاً بالغ الأهمية لاختبار نظام أسلحة. وهو أمر مثير للقلق للغاية، ويستحوذ على كل اهتمامنا». وعلى صعيد منفصل، توقعت وكالة استخبارات الدفاع أن تُرسل الصين بحلول عام 2035 ما يصل إلى 4000 «مركبة انزلاقية فرط صوتية»، بزيادة على 600 مركبة حالياً. وتُطلق هذه المركبات بصواريخ باليستية، وتنزلق في نصف رحلتها على الأقل نحو الأهداف، ويمكن تسليحها برأس حربي نووي، لكن ربما تكون الصين قد نشرت بالفعل سلاحاً تقليدياً بمدى كافٍ لضرب ألاسكا. «القبة الذهبية» وحتى الآن، لم تُقدم وزارة الدفاع (البنتاغون) والبيت الأبيض سوى تفاصيل قليلة حول بنية القبة الذهبية، وجداولها الزمنية وتكلفتها. وقال النائب كين كالفرت، رئيس اللجنة الفرعية لمخصصات الدفاع في مجلس النواب الأميركي، في مقابلة الأسبوع الماضي: «لم يُحدد أحدٌ ماهية القبة الذهبية تحديداً، هل ستكون مسؤولة عن الدفاع عن كامل الولايات الـ48 وألاسكا؟». صورة تعود إلى 5 فبراير 2020 لاختبار تطويري للصاروخ الباليستي العابر للقارات من طراز «مينيتمان 3» (أ.ف.ب) وقال مكتب الميزانية بالكونغرس الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة قد تضطر إلى إنفاق ما يصل إلى 542 مليار دولار على مدى 20 عاماً، لتطوير شبكة الصواريخ الاعتراضية الفضائية. وذكر المكتب في تقييم أعدّه للجنة الفرعية التابعة للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أن تكلفة هذه الشبكة قد تصل إلى 161 مليار دولار حتى في الحد الأدنى، والتكلفة ستعتمد على تكاليف الإطلاق وعدد الأسلحة التي تُوضع في المدار. وتعيد خطة ترمب إلى الأذهان سعي الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان غير المكتمل لنظام دفاع صاروخي فضائي عُرف على نطاق واسع باسم «حرب النجوم».

كييف تتأهب.. "تعرضنا لهجوم روسي بمسيّرات وصواريخ"
كييف تتأهب.. "تعرضنا لهجوم روسي بمسيّرات وصواريخ"

العربية

timeمنذ 6 ساعات

  • العربية

كييف تتأهب.. "تعرضنا لهجوم روسي بمسيّرات وصواريخ"

وضعت السبت في حالة تأهب إثر هجوم روسي بمسيّرات وصواريخ استهدف العاصمة الأوكرانية، وفق ما أعلن رئيس بلديتها فيتالي كليتشكو. وجاء في منشور لكليتشكو على تليغرام: "انفجارات في العاصمة. تم تفعيل الدفاعات الجوية. المدينة والمنطقة تتعرض لهجوم مركب يشنه العدو"، وفق فرانس برس. كما أضاف أن شخصين أصيبا في منطقة دنيبروفسكي، مشيراً إلى أن خدمات الطوارئ كانت في الموقع. وأطلقت القوات الجوية الأوكرانية تحذيراً من صواريخ باليستية متجهة نحو العاصمة. اندلاع حريقين من جهته أفاد رئيس الإدارة المدنية والعسكرية في العاصمة تيمور تكاتشينكو عن اندلاع حريقين في منطقة سفياتوتشينسكي وسقوط حطام صاروخي في منطقة أوبولونسكي وحطام طائرة مسيرة على مبنى سكني في منطقة سولوميانسكي. كذلك قالت السلطات الأوكرانية إن صواريخ روسية قتلت شخصين وأصابت عدة أشخاص آخرين في مدينة أوديسا الساحلية الجمعة. فيما أعلنت القوات المسلحة الروسية أن أوكرانيا استهدفتها بـ788 طائرة مسيرة وصاروخ منذ الثلاثاء، جرى إسقاط 776 منها. تبادل أسرى أتت الهجمات مع بدء كييف وموسكو عملية تبادل للأسرى الجمعة ستكون في حال اكتمالها أكبر عملية تبادل منذ أن بدأت روسيا عمليتها العسكرية بأوكرانيا قبل أكثر من 3 سنوات. وأعلن الطرفان عن تبادل 390 شخصاً من كل جانب، في "المرحلة الأولى"، على أن تستمر العملية السبت والأحد. فيما صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستسلم أوكرانيا وثيقة تتضمن شروطها لإنهاء الحرب.

المفاوضات الروسية ــ الأوكرانية تواجه مأزق اختلاف الأولويات
المفاوضات الروسية ــ الأوكرانية تواجه مأزق اختلاف الأولويات

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 ساعات

  • الشرق الأوسط

المفاوضات الروسية ــ الأوكرانية تواجه مأزق اختلاف الأولويات

لم يتوقع أي طرف من الفاعلين الرئيسيين في الصراع الروسي الغربي، في أوكرانيا وحولها، اختراقات كبرى في جولة المفاوضات المباشرة الأولى من نوعها منذ ثلاث سنوات. إذ ذهبت الوفود إلى إسطنبول، تسبقها سجالات حادة حول مستوى التمثيل، وأجندة الحوار المنتظرة، وسقف التقدم الذي قد يسمح للبعض بالحديث عن نجاح محدود. ومع أن الضغط المباشر الذي مارسته إدارة الرئيس دونالد ترمب على الطرفين الروسي والأوكراني لعب دوراً حاسماً في انعقاد الجولة الخاطفة، لكنها لم تستمر سوى ساعتين. وأثمرت اتفاقاً محدوداً على تبادل الأسرى، وتفاهماً على العودة إلى طاولة المفاوضات بـ«ورقتي عمل»، يحدد كل طرف فيها رؤيته لآفاق السلام. بيد أن هذه النتيجة ليست كافية لإعلان انطلاق مسار السلام في أسوأ أزمة سياسية وعسكرية منذ الحرب العالمية الثانية، زلزت أوروبا ورمت بثقلها على العالم كله. لقد اتضح أن وعود الرئيس دونالد ترمب الانتخابية بوقف الحرب الأوكرانية في 24 ساعة، لم تكن خيالية فقط، بل عكست تجاهلاً مريعاً لأبعاد الصراع وتعقيداته الكثيرة. كذلك أظهر اللقاء المحدود مستوى التباعد، الذي خلقته الحرب خلال السنوات الثلاث الماضية بين الروس والأوكرانيين، ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على صعيدي البُعدين النفسي والإنساني أيضاً، لدرجة أن الوفدين اللذين يتقن كلاهما جيداً اللغة الروسية تكلما بالإنجليزية عبر مترجمين. ثم إن الأهم من ذلك برز مع اتضاح مستوى التباين في أولويات الطرفين، إذ مقابل «شروط بوتين» للوصول إلى تسوية شاملة ونهائية، التي وصفها الأوكرانيون بأنها «تعجيزية»، هدفها إحباط أي تقدم محتمل، أصرّ الجانب الأوكراني على التمسك بورقة الهدنة المؤقتة التي تحظى بدعم أوروبي كامل. بوتين كان قد أعلن قبل أسبوع أنه مستعد لمفاوضات «من دون شروط» رداً على طلب مُلِحّ من جانب قادة أوروبيين، وبدعم أميركي، بإعلان هدنة مؤقتة لمدة شهر، ولكن في الواقع جرت جولة المفاوضات بشروط وضعها بوتين بنفسه. فهو حدّد «الخطوط الحمراء» التي لا يمكن تجاوزها عند التطرق إلى أي حوار مباشر مع الأوكرانيين، أولها أنه لا كلام مسبقاً عن هدنة، وأي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون نتيجة الحوار، وليس مقدمة له. أيضاً، بوتين اختار مكان وزمان عقد المفاوضات. وبالذات، في إسطنبول في القصر الرئاسي الذي استضاف المفاوضات قبل 3 سنوات، ليقول للأوكرانيين: رفضتم عروضاً سابقة هنا، والآن تعودون للمكان ذاته وأنتم أضعف ونحن أقوى. لكن شروط بوتين، التي يمكن وصفها بأنها تشكل «استراتيجية التفاوض» الروسية لا تقتصر على ذلك. إذ إن المفاوضات الحالية تنطلق من المكان نفسه الذي توقفت فيه المفاوضات في مارس (آذار) 2022، ولكن مع مراعاة التغيرات الميدانية التي وقعت خلال السنوات الثلاث الماضية. المغزى الواضح أنه لا مكان للكلام عن تراجع روسيا عن ضم 4 مقاطعات أوكرانية، فضلاً عن ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، والاحتمال التفاوضي قد يتعلق بالحدود الإدارية لهذه المقاطعات فقط، التي لا تسيطر عليها روسيا بشكل كامل عسكرياً. والمقصود أن هامش المناورة يراوح عند خطوط التماس الحالية، وتستحيل تماماً العودة إلى حدود عام 1991 عندما أعلنت أوكرانيا استقلالها بعد تفكّك الاتحاد السوفياتي. الشرط الثاني الرئيسي لبوتين اتضح مع رفض أي وجود لأوروبا على طاولة الحوار. وتمسك وزير الخارجية برفض التكلم مع الأوروبيين الذين يواصلون «السعي إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بموسكو». وهذه العبارات أوضحتها لاحقاً الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عندما قالت إن موسكو ترفض بحزم مشاركة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا في المفاوضات، انطلاقاً من مواقف هذه العواصم في الدعم العسكري لكييف. هنا يقول مقرّبون من الكرملين إن بوتين يرفض أي مشاركة لأوروبا في جولات التفاوض، وإن عرضه للمفاوضات اقتصر على قبول رعاية تركية أميركية. طبعاً، يدرك الكرملين أن الحضور الأوروبي سيكون مطلوباً في مرحلة لاحقة عند التطرق إلى ملفات الأمن في أوروبا وقضايا التسلح في إطار اتفاقية سلام شاملة، لكن رفض المشاركة الأوروبية حالياً هدفه الضغط لتقليص الدعم العسكري لأوكرانيا، ورفض أفكار أوروبية حول هدنات مؤقتة يمكن استخدامها لتسريع عمليات التسليح وإعادة تأهيل الجيش الأوكراني. وأيضاً، رفض الحضور الأوروبي مرتبط بأهمية إفشال أي افكار قد تؤسس لاحقاً لطرح فكرة وجود قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا، وهو أمر ترفضه موسكو بشكل قاطع. الشرط الثالث المهم لبوتين هو ضمان موضوع حياد أوكرانيا المستقبلي، ورفض إعادة تسليح جيشها. وهنا يقول الرئيس الروسي إنه يريد وثيقة مكتوبة وموقعة بهذا الشأن. وهذا يتعارض مع المطالب الأوروبية بضمانات أمنية مستقبلية، ومع تعهدات أميركية بمواصلة حماية مصالح أوكرانيا. الخطاب التفاوضي الصارم للروس، الذي تجسد في الجلسة الخاطفة، بمطلب انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق التي ضمّتها روسيا ولم تنجح لتاريخه في السيطرة عليها عسكرياً بالكامل، تعاملت معه أوكرانيا وأوروبا بأنه مطلب للاستسلام. وأصرّت على أولوية الهدنة المؤقتة لتمهيد الطريق لأي جولات تفاوضية حقيقية في المستقبل. الرئيس الروسي فاديمير بوتين (آ ب) لكن تباين الأولويات لم يظهر في الشقّ المتعلق بالعلاقة الروسية الأوكرانية، والرؤية المطروحة لشكل التسوية المحتملة فقط. بل ظهر أيضاً في آلية تعامل كل من موسكو وواشنطن مع ملف التسوية ومع أولويات الحوار الروسي الأميركي كله. واتضح هذا مع انطلاق جولة المفاوضات. ففي حين ركّز ترمب على أهمية عقد لقاء سريع «يدفع عملية السلام في أوكرانيا»، فضّل الكرملين التأكيد على ضرورة «إطلاق تحضيرات وإعداد دقيق لقمة شاملة تبحث كل الملفات المطروحة على الطاولة، وبينها الوضع في أوكرانيا». وجاء ردّ الكرملين سريعاً على دعوة ترمب لعقد لقاء عاجل مع بوتين. فأعرب الرئيس الأميركي عن قناعته بأن «العالم سيصبح أكثر أماناً خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع» بمجرد ترتيب اللقاء المنتظر مع بوتين. لكن الكرملين رأى أن «مثل هذه اللقاءات يتطلب تحضيراً واسعاً وإعداداً دقيقاً»، وبدا أن التباين بين الطرفين ينحصر برؤية كل طرف للأهداف المتوخاة من القمة المنتظرة طويلاً. وفي حين ركّز ترمب على ملف أوكرانيا وقضايا الأمن، رأى الكرملين وجوب أن تكون القمة شاملة، وتناقش كل الملفات المطروحة على أجندة الطرفين. أكثر من ذلك، وجّهت موسكو رسالة مباشرة لترمب بأن حضوره الشخصي عملية التفاوض «ليس ضرورياً، بل قد يأتي بنتائج عكسية». وقلّل روديون ميروشنيك، سفير المهام الخاصة في الخارجية الروسية، من أهمية تدخل ترمب بشكل مباشر في ملف التسوية في أوكرانيا. وأوضح السفير المكلف بإدارة ملف «الانتهاكات وجرائم نظام كييف» أن موسكو «تثمن عالياً رغبة إدارة الرئيس الأميركي بحلّ الصراع في أوكرانيا سلمياً، لكننا نحتاج إلى تفاصيل ومناهج عملية وعمل دؤوب وجادّ، ونحن مستعدون لهذا العمل». كذلك علق على قول إنه «من دونه لن ينجح شيء»، بالتأكيد على أنه «يمكن إجراء المفاوضات ببساطة من دون مشاركة ترمب. ولم تكن مشاركة ترمب الشخصية متوقعة، طبعاً، لأن هذه مبادرة روسية. إنها مفاوضات عمل يجب أن تُشكّل موقفاً موحداً، وأن تجد خيارات تسوية، وتصنفها، وتضعها على الورق، وتبلوِر مشاريع. مثلما حدث مع جولة المفاوضات السابقة في 2022، عندما ظهرت وثيقة معيّنة وقّع عليها الطرفان بالأحرف الأولى. ولذا، فإن فريقي التفاوض حالياً مدعوان لإنجاز هذه المهمة». خلف هذا السجال، تظهر فكرة أميركية رفضها الروس بشدة. فواشنطن عملت لدفع «تسوية إلزامية» بطريقة ترمب، أي عبر ترتيب لقاء رئاسي أولاً، يجمع بوتين وترمب، ثم بوتين وترمب وزيلينسكي، ربما بحضور الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ما يضع إطاراً تفاوضياً إلزامياً يسبق شروط الطرفين. لقاء من هذا النوع كان ليمنح دفعة جدية للجهود المبذولة، ويضع العملية التفاوضية على مسار لا رجعة فيه. لكن الكرملين فضّل التريث لحين اتضاح الملامح الأولية للعملية التفاوضية، بعد أن يقدم الجانبان الروسي والأوكراني رؤيتيهما لشكل الحوار وأولويات كل طرف فيه. أمر مهم هنا، أن بوتين لو ذهب فعلاً إلى إسطنبول، فسيذهب للقاء ترمب وإردوغان، وليس للجلوس على طاولة مفاوضات مع زيلينسكي. ولقد عكس تصريح وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي وصف كلام زيلينسكي عن ضرورة حضور بوتين اللقاء، أن مستوى الفهم الروسي للعلاقة مع الرئيس الأوكراني حالياً «مثير للشفقة». لذا، حرص ترمب بعد الجولة التفاوضية مباشرة على إجراء اتصال هاتفي حاسم مع بوتين. وسبق الاتصال تلميحات أميركية لتدابير محددة، بينها الموافقة على رزمة عقوبات قاسية اقترحها أعضاء في الكونغرس، من شأنها وضع قيود صارمة على الأطراف والبلدان التي ما زالت تنتهك العقوبات الحالية وتتعامل مع روسيا. وأيضاً لوّحت واشنطن بانسحاب أميركي من العملية التفاوضية إذا فشلت جهودها الحالية. هذا التطور دفع بوتين للموافقة على فكرة «الهدنة المؤقتة» بشروط محددة. على رأسها؛ إعداد مذكرة تفاهم توضح آليات الهدنة المقترحة، وطريقة التعامل مع الرقابة عليها. هذه المناورة وُصفت في كييف بأنها محاولة لكسب الوقت والمماطلة. لكن ترمب تمسك بها، ودعا الطرفين الروسي والأوكراني إلى بدء المفاوضات فوراً، ومن دون وسطاء، للتوصل إلى تفاهم في هذا الشأن. ولاحقاً، أعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أنّه يتوقع أن تعرض روسيا «خلال أيام» شروطها لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا، معتبراً أنّ هذه الخطوة ستسمح لواشنطن بتقييم مدى جدّية موسكو في سعيها للسلام. في المقابل، بدا الموقف الأوروبي أكثر تحفّظاً وتشكيكاً بنيّات موسكو. وأقرّ الاتحاد الأوروبي رسمياً الحزمة السابعة عشرة من العقوبات على موسكو، مستهدفاً 200 سفينة من أسطول «الشبح». وأيضاً هاجم كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، والمفاوض الاقتصادي الرئيس مع واشنطن، هذا القرار بالقول: «يبذل السياسيون ووسائل الإعلام الغربية جهوداً جبارة لتعطيل الحوار البنّاء بين روسيا والولايات المتحدة». روبيو قال إن ترمب يعارض حالياً فرض عقوبات جديدة خشية امتناع روسيا عن المجيء إلى طاولة المفاوضات. وأبلغ مصدر مطلع «رويترز» أن ترمب اتصل بزعماء أوكرانيا وأوروبا إثر مكالمته مع بوتين وأخبرهم بأنه لا يريد فرض عقوبات الآن، بل إتاحة الوقت للمباحثات. تزامناً، أعلنت أوكرانيا أنها ستطلب من الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل بحث خطوات جديدة كبيرة لعزل موسكو، تشمل مصادرة أصول روسية وفرض عقوبات على بعض مشتري النفط الروسي. وستُقدم وثيقة أوكرانية إلى التكتل الذي يضم 27 دولة لاتخاذ موقف مستقل أكثر صرامةً بشأن فرض العقوبات في ظل الضبابية التي تكتنف دور واشنطن مستقبلاً. وستشمل الوثيقة المتضمنة 40 صفحة من التوصيات، دعوات لتبني تشريع «يسرِّع» مصادرة الاتحاد الأوروبي أصول الأفراد الخاضعين للعقوبات وإرسالها إلى أوكرانيا. ويمكن حينئذٍ للخاضعين للعقوبات المطالبة بتعويضات من روسيا. عموماً، تظهر تحركات اللاعبين الأساسيين مستوى التباين في الأهداف والآليات المقترحة لتسوية الصراع، وتؤكد صعوبة التوصل إلى تدابير سريعة لوقف الحرب وإطلاق عملية سياسية جادة. في غضون ذلك، بدا أن الاستعدادات الجارية لتسريع وتيرة المفاوضات وتقريب احتمال إعلان «هدنة مؤقتة» تمهد الطريق لمفاوضات السلام النهائية، تجري بالتزامن مع تصعيد الطرفين الروسي والأوكراني استعداداتهما لتصعيد ميداني في حال فشلت جهود التهدئة الحالية. كييف تزعم أن موسكو تواصل حشد آلاف الجنود على طول الحدود بالقرب من منطقتي سومي وخاركيف، مع توقع محاولة توغل واسعة في المنطقة. ووفق خبراء عسكريين، وضعت موسكو خططاً لإنشاء «منطقة عازلة» على طول الحدود مع المنطقتين اللتين شكَّلتا نقطة انطلاق مهمة للقوات الأوكرانية التي هاجمت كورسك ومناطق مجاورة ونجحت الصيف الماضي في السيطرة على أجزاء واسعة من المقاطعة الروسية، قبل نجاح الروس في طرد القوات الأوكرانية منها قبل أسابيع بعد معارك ضارية استمرت لأشهر. وتشير مصادر أوكرانية إلى أن بوتين قد يضع بين أهدافه، في حال انهارت جهود الهدنة، محاولة فرض سيطرة مطلقة على مدينة خاركيف، التي تقول السردية الروسية إنها بين أبرز «المدن الروسية» في أوكرانيا الحالية. وكان بوتين قد زار قبل يومين منطقة كورسك للمرة الأولى منذ إعادة فرض سيطرة الجيش الروسي عليها الشهر الماضي. والتقى حاكمها بالإنابة ألكسندر خينشتين، وممثلي منظمات تطوعية. ونقل بيان الكرملين عن خينشتين قوله إن «عملية لإزالة الألغام» تجري حالياً في منطقة كورسك، حيث «تُزال عشرات العبوات الناسفة يومياً». هذا، وبثّ الكرملين صوراً للقاء بين بوتين ومتطوعين، حول طاولة كبيرة وهم يتناولون الشاي والسكاكر. واقترح إنشاء متحف مخصص «للأحداث التي وقعت في منطقة كورسك خلال 2024 و2025 من أجل الحفاظ على ذكرى ما جرى هنا، وذكرى بطولة المدافعين عنا»، وهي فكرة حظيت بدعم بوتين. أيضاً، أعلن الرئيس الروسي خلال الزيارة خططاً لإعادة الإعمار في المنطقة. وتجول في محطة الطاقة النووية «كورسك 2» قرب المدينة، مذكّراً بـ«ذراع روسيا النووية الطويلة» إذا تعرض أمنها ووجودها لخطر أو تهديد. في المقابل، تقول مصادر روسية إن أوكرانيا تؤدي دورها بتحضيرات لتصعيد عسكري في حال فشل جهود التهدئة. ووفق تقارير، فإن كييف تواصل تجهيز أفواج من طائرات مسيَّرة حديثة لمهاجمة المدن الروسية. ويبدو أن الضغط العسكري من الجانبين يواكب مسار التحضير للمفاوضات، إذ تبادلت موسكو وكييف ضربات جوية خلال اليومين الماضيين، وشنّت مسيَّرات أوكرانية هجمات قوية على موسكو ومدن أخرى خلال الأيام الأخيرة، بينما تعرضت مدن أوكرانية لهجمات صاروخية ومدفعية مكثفة في الفترة نفسها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store