
الحرب التجارية وتداعياتها على وول ستريت: هل بدأ عهد جديد؟
كتبت المحللة الأولى للأسواق في مجموعة Equiti ، فرح مراد، لـ"النهار":
أصبحت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أكثر من مجرد نزاع اقتصادي؛ بل تحولت إلى معركة استراتيجية تعيد رسم ملامح الأسواق المالية العالمية. ولم يكن مؤشر ناسداك 100 بمنأى عن هذه التداعيات، حيث أصبح أول ساحة اختبار لانعكاسات التعريفات الجمركية المشددة التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. لكن ما يجعل الجولة الأخيرة من التصعيد أكثر خطورة، هو استهدافها المدروس لصناعة أشباه الموصلات، العمود الفقري لقطاع التكنولوجيا الحديث.
التصعيد الجمركي وضرب مركز التكنولوجيا
في خطوة مفاجئة، فرضت الولايات المتحدة تعرفة جمركية بنسبة 32% على تايوان، التي تعتبر المحور الرئيسي لصناعة أشباه الموصلات عالميًا. هذه الخطوة جاءت بمثابة ضربة موجعة لشركات التكنولوجيا، وعلى رأسها Nvidia، التي افتتحت التداول بارتفاع 2% لكنها سرعان ما انخفضت بنحو 6%، مما يعكس حالة القلق العميقة التي تسود بين المستثمرين. لم يعد السوق يتعامل مع تأثيرات قصيرة الأمد، بل أصبح أمام واقع جديد حيث تلعب السياسات الحمائية دورًا رئيسيًا في تحديد مستقبل القطاع.
انهيار مؤشر ناسداك 100: إشارة إلى أزمة أعمق
شهد مؤشر US100 كسرًا لمستوى قاع شباط (فبراير)، ما أدى إلى موجة تراجع واسعة شملت أسهم شركات "السبعة العظام"، حيث هبطت تسلا (-8%)، آبل (-7%)، أمازون (-6%). هذه التراجعات لا تعكس فقط عمليات بيع اعتيادية، بل تعكس إعادة تسعير جوهرية لمكانة الريادة التكنولوجية الأميركية، والتي أصبحت مهددة بفعل العوامل التالية:
- تصاعد التضخم واضطراب سلاسل التوريد.
- تصاعد التوترات الجيوسياسية ومحاولات فك الارتباط القسري بين الاقتصادات الكبرى.
- تزايد القيود على تصدير التكنولوجيا المتقدمة، مما يحد من قدرة الشركات الأميركية على الابتكار والنمو.
وول ستريت أمام واقع اقتصادي جديد
تشير التوقعات إلى أن التضخم الأساسي قد يرتفع بنسبة 2.5% في حال استمرار التصعيد، بينما قد يتجاوز الانكماش الاقتصادي حاجز 4% وفق تقديرات بلومبرغ. لم تعد الأسواق تتفاعل مع الأرقام فقط، بل بدأت فعليًا في تسعير مرحلة اقتصادية أميركية جديدة:
- اقتصاد أكثر انعزالًا بسبب سياسات فك الارتباط.
- تكاليف إنتاج وتشغيل أعلى، مما يؤثر على هوامش أرباح الشركات.
- انخفاض القدرة التنافسية الأميركية في قطاع التكنولوجيا بسبب قيود التصدير والحمائية.
يبدو أن ما يحدث في الأسواق اليوم يتجاوز مجرد تصحيح مؤقت للأسعار، بل قد يكون مؤشرًا على بداية عصر جديد تُفرض فيه حدود على الهيمنة التكنولوجية الأميركية. إن استمرار الحرب التجارية بهذا الشكل قد يدفع الأسواق إلى تبنّي نموذج جديد من الريادة، حيث لم تعد القوة التكنولوجية وحدها كافية، بل أصبح الاستقرار الاقتصادي والسياسي عنصرًا أساسيًا في تحديد مستقبل الشركات الكبرى. والسؤال الأهم الآن: هل تقود هذه التغيرات إلى ولادة قوة تكنولوجية بديلة، أم أن الولايات المتحدة ستجد طريقًا لاستعادة زمام الأمور قبل فوات الأوان؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
الديون الأميركية تضغط على وول ستريت وتهوي بالأسواق الآسيوية
تراجعت مؤشرات الأسهم الآسيوية، اليوم الخميس، متأثرة بالهبوط الحاد في 'وول ستريت'، وسط ضغوط من سوق سندات الخزانة الأميركية ومخاوف متزايدة بشأن ارتفاع الدين العام الأميركي. وسجّل مؤشر 'نيكي 225' الياباني تراجعًا بنسبة 0.8% ليغلق عند 36,988.36 نقطة، فيما هبط مؤشر 'هانغ سنغ' في هونغ كونغ بنسبة 0.5% إلى 23,711.58 نقطة. وفي المقابل، شهد مؤشر 'شنغهاي المركب' ارتفاعًا طفيفًا بأقل من 0.1% ليصل إلى 3,387.58 نقطة. أما في أستراليا، فانخفض مؤشر 'ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200' بنسبة 0.5% ليغلق عند 8,348.10 نقطة، وتراجع مؤشر 'كوسبي' في كوريا الجنوبية بنسبة 1.3% إلى 2,591.95 نقطة. وجاءت هذه التراجعات بعد أن أغلقت الأسواق الأميركية، أمس الأربعاء، على انخفاضات حادة عقب إعلان نتائج مزاد سندات الخزانة لأجل 20 عامًا، والتي عززت القلق بشأن عبء الديون الأميركي المتفاقم. فقد هبط مؤشر 'ستاندرد آند بورز 500' بنسبة 1.6% ليصل إلى 5,844.61 نقطة، مسجلاً ثاني تراجع يومي على التوالي، فيما تراجع 'داو جونز الصناعي' بنسبة 1.9% إلى 41,860.44 نقطة، وانخفض 'ناسداك المركب' بنسبة 1.4% إلى 18,872.64 نقطة. وفي أسواق العملات، تراجع الدولار الأميركي مقابل الين الياباني ليصل إلى 143.25 ين، بينما ارتفع اليورو إلى 1.1434 دولار. (روسيا اليوم)


ليبانون 24
منذ 4 ساعات
- ليبانون 24
الديون الأميركية تضغط على "وول ستريت" وتهوي بالأسواق الآسيوية
تراجعت مؤشرات الأسهم الآسيوية، اليوم الخميس، متأثرة بالهبوط الحاد في " وول ستريت"، وسط ضغوط من سوق سندات الخزانة الأميركية ومخاوف متزايدة بشأن ارتفاع الدين العام الأميركي. وسجّل مؤشر "نيكي 225" الياباني تراجعًا بنسبة 0.8% ليغلق عند 36,988.36 نقطة، فيما هبط مؤشر " هانغ سنغ" في هونغ كونغ بنسبة 0.5% إلى 23,711.58 نقطة. وفي المقابل، شهد مؤشر "شنغهاي المركب" ارتفاعًا طفيفًا بأقل من 0.1% ليصل إلى 3,387.58 نقطة. أما في أستراليا ، فانخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200" بنسبة 0.5% ليغلق عند 8,348.10 نقطة، وتراجع مؤشر "كوسبي" في كوريا الجنوبية بنسبة 1.3% إلى 2,591.95 نقطة. وجاءت هذه التراجعات بعد أن أغلقت الأسواق الأميركية، أمس الأربعاء، على انخفاضات حادة عقب إعلان نتائج مزاد سندات الخزانة لأجل 20 عامًا، والتي عززت القلق بشأن عبء الديون الأميركي المتفاقم. فقد هبط مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.6% ليصل إلى 5,844.61 نقطة، مسجلاً ثاني تراجع يومي على التوالي، فيما تراجع " داو جونز الصناعي" بنسبة 1.9% إلى 41,860.44 نقطة، وانخفض "ناسداك المركب" بنسبة 1.4% إلى 18,872.64 نقطة.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 5 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
الذهب عند أعلى مستوى في أسبوعين وسط قلق حيال الدين الأميركي
ارتفعت أسعار الذهب اليوم الخميس إلى أعلى مستوى في أسبوعين وسط إقبال المستثمرين على الملاذ الآمن نتيجة لتزايد المخاوف إزاء مستويات الدين الحكومي الأميركي وضعف الطلب على سندات الخزانة لأجل 20 عاما، مما يسلط الضوء على انخفاض الإقبال على الأصول الأميركية. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.7 بالمئة إلى 3336.43 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0446 بتوقيت جرينتش، بعدما سجل أعلى مستوى منذ التاسع من أيار. وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.7 بالمئة أيضا إلى 3337.60 دولار. ويحوم الدولار قرب أدنى مستوى في أسبوعين الذي سجله في الجلسة السابقة، مما يجعل الذهب المقوم بالعملة الأميركية أرخص لحاملي العملات الأخرى. وقال كلفن وونج كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادي لدى أواندا 'الانعكاس الصعودي للذهب مدعوم بضعف الدولار ومخاطر الركود التضخمي المستمرة في الاقتصاد الأميركي'. وصوتت لجنة في مجلس النواب الأميركي أمس الأربعاء لصالح المضي قدما في مشروع القانون الشامل الذي يتبناه الرئيس دونالد ترامب للإنفاق وخفض الضرائب، مما يمهد الطريق للتصويت عليه في المجلس خلال الساعات المقبلة. وشهدت وزارة الخزانة الأميركية طلبا ضعيفا على بيع سندات بقيمة 16 مليار دولار لأجل 20 عاما أمس الأربعاء.ولا يثقل ذلك كاهل الدولار فحسب بل وول ستريت أيضا، مع شعور المتعاملين بالقلق بالفعل بعد خفض وكالة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأسبوع الماضي. وقال إيليا سبيفاك رئيس قسم الاقتصاد الكلي في تيستي لايف 'يبدو أن الذهب يستأنف اتجاهه الصعودي طويل الأمد بعد فشله في الصمود دون مستوى 3200 دولار. أتوقع عاما من المستويات المرتفعة حول 3450-3500 دولار'. وعادة ما يُنظر إلى الذهب على أنه استثمار آمن في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية. وعلى الصعيد الجيوسياسي، قال وزير الخارجية العماني أمس الأربعاء إن الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة ستعقد في 23 أيار في روما. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية قرابة واحد بالمئة إلى 33.66 دولار للأوقية، وانخفض البلاتين 0.4 بالمئة إلى 1072.43 دولار، وهبط البلاديوم 1.4 بالمئة إلى 1023.50 دولار. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News