logo
155 عاما على دار الكتب المصرية و60 عاما من تراجع الدور الثقافي

155 عاما على دار الكتب المصرية و60 عاما من تراجع الدور الثقافي

الجزيرةمنذ يوم واحد

دار الكتب المصرية واحدة من كبريات مؤسسات المعرفة في عالمنا العربي. كانت حتى منتصف القرن الـ20 الجامعة الحرة لمصر بكفاءة وجدارة، يلتقي فيها أعلام مصر الذين كانوا ملء السمع والبصر، ويقدر العارفون قدر هذه الدار بحق أنها ذاكرة مصر الفكرية، ومدخر التراث العربي الإسلامي الذي حفظته لأكثر من قرن ونصف، وأنزلته خير المنازل.
في القرنين الـ17 والـ18 الميلاديين، كانت تجارة الكتب القديمة والمخطوطات من التجارات الرائجة، وحيث لم تكن هناك قوانين أو تشريعات تحمي الممتلكات الثقافية الوطنية، أدى ذلك إلى تسرب جزء كبير من المخطوطات وأوراق البردي والآثار من القاهرة، حتى ملأت مكتبات أوروبا وتركيا والولايات المتحدة الأميركية.
في عام 1824، عثر أحد الفلاحين في مكان قريب من هرم سقارة على جرة صغيرة مختومة، وقام بعرضها للبيع بثمن بخس بعد أن خاب أمله في العثور على كنز من الذهب. لكن هذه الجرة وصلت إلى المستشرق الفرنسي المعروف "سلفستر دي ساسي"، الذي نشر أول مقال عن محتواها من الكتابات، وكانت أول إشارة عرف بها العالم أمر أوراق البردي العربية، أو "القراطيس المصرية" كما أطلق عليها ابن النديم في الفهرست.
وفي لقاء لـ"الجزيرة نت" مع الدكتور أيمن فؤاد سيد، أستاذ المخطوطات والمحقق لكثير من عيون التراث، ومدير دار الكتب المصرية الأسبق، قال: "لم تكن أهمية هذا الاكتشاف في أنه أعلن عن وجود أوراق البردي لأول مرة، بل كانت الإشارة الأهم أن هذا الحادث نبه المسؤولين، وعلى رأسهم علي باشا مبارك، مدير ديوان المدارس، الذي سافر ضمن البعثة التي أوفدها محمد علي باشا إلى فرنسا عام 1844 لدراسة العلوم العسكرية، وشاهد عن كثب المكتبة الوطنية في باريس".
ويكمل: "عندما عاد علي باشا مبارك إلى مصر، اقترح على الخديوي إسماعيل إنشاء دار كتب على نمط دور الكتب الوطنية في أوروبا، واستصدر منه قرارا في 23 مارس/آذار 1870، أسند إليه فيه الخديوي جمع المخطوطات النفيسة التي لم تصل إليها يد التبديد من المساجد والأضرحة ومعاهد العلم، ليكون من مجموع هذا الشتات نواة لمكتبة عامة.
ويقول أستاذ المخطوطات: "ضمت تلك المكتبة في أول عهدها نحو 20 ألفا من المجلدات والمراجع ومجاميع الخرائط، وضم إليها المكتبة الأهلية القديمة "الكتبخانة" التي أنشأها محمد علي باشا بالقلعة، ومكتبتي وزارة الأشغال والمعارف العمومية، فضلا عن المجموعة الأجنبية التي تكونت من 1272 عنوانا، وكلف رفاعة الطهطاوي بشراء ما ينقص الكتبخانة من المطبوعات الأوروبية، بالإضافة إلى مكتبات أخرى بالمساجد من مجموعات ديوان الأوقاف".
ومن هذه المجموعات تكونت "الكتبخانة الخديوية" من نحو 20 ألف مجلد، وكان مقرها الطابق الأرضي بسراي الأمير مصطفى فاضل باشا، شقيق الخديوي إسماعيل، بدرب الجماميز بجوار "ديوان المدارس"، وأصبحت الكتبخانة متاحة لجمهور القراء في 24 سبتمبر/أيلول 1874م، وتعد بذلك أول وأقدم مكتبة وطنية في الشرق الأوسط.
ولما ضاقت دار الأمير مصطفى فاضل بالكتب، قام الخديوي عباس حلمي الثاني بوضع حجر أساس الكتبخانة الخديوية ودار الآثار العربية في ميدان باب الخلق عام 1899م، وانتقلت إليها الدار في عام 1903م، وفي العام التالي فتحت الدار أبوابها للجمهور.
نفائس دار الكتب
استطاعت "الكتبخانة" خلال سنوات قليلة الاستحواذ على مجموعات نادرة من المخطوطات العربية والشرقية، وأوراق البردي، والمسكوكات الإسلامية، ولوحات الخط العربي. وتمتاز هذه المجموعات بندرتها وأصالتها، حيث تبلغ المخطوطات العربية والشرقية في مصر نحو 125 ألف مخطوط، وهي تأتي في المرتبة الثانية بعد مجموعة مخطوطات تركيا.
أما مجموعة دار الكتب، فتبلغ نحو 60 ألف مخطوط، وتعد من أقيم وأنفس المجموعات العالمية لتنوع موضوعاتها، واحتوائها على عدد ضخم من المصاحف الشريفة والربعات، وبعضها مكتوب على الرق، ويرجع أقدمها إلى عام 77هـ، وهو مصحف منسوب إلى الإمام البصري، إضافة إلى مجموعة نادرة من المصاحف المملوكية التي أوقفها سلاطين المماليك على المدارس التي أنشؤوها في القاهرة، والتي نقلت إلى الدار في نهاية القرن الـ19، وكذلك مجموعة نادرة من المخطوطات الفارسية المزينة بالصور (المنمنمات) وبماء الذهب، وبالألوان الطبيعية.
ويشير الدكتور أيمن فؤاد إلى أن رصيد دار الكتب من المخطوطات حتى أول أبريل/نيسان عام 1916م كان عبارة عن 19 ألف مخطوط، بينها 345 مخطوطا موقوفا، بالإضافة إلى 189 مصحفا، منها 27 مصحفا مكتوبا بالقلم الكوفي على رق غزال، وكذلك مخطوطات علي باشا مبارك التي أضيفت إلى الدار عام 1895، بعد سنتين من وفاته.
ومن نوادر ما تحتفظ به الدار: المصحف الذي كان في جامع عمرو بن العاص، المكتوب في أوائل القرن الثاني الهجري بالخط الكوفي على رق غزال، من غير شكل ولا نقط، ولا كتابة لأسماء السور أو عدد الآيات، وكان من مجموعة الحاج محمد علي باشا.
يوجد أيضا في الدار عدد من المصاحف المملوكية التي كانت بحيازة المساجد المملوكية بالقاهرة، منها مصاحف السلطان الناصر الأشرف شعبان، والسلطان برقوق، والسلطان الناصر حسن، والسلطان الأشرف برسباي، والسلطان خشقدم، والسلطان قايتباي، والسيدة خوند بركة والدة السلطان شعبان.
أما المخطوطات الفارسية في دار الكتب، فمن بينها 71 مخطوطا مزينا بالصور (المنمنمات)، يتراوح تاريخها بين القرن الثامن الهجري والقرن الـ14 الهجري. ومن أقدم هذه المخطوطات نسخة من كتاب كليلة ودمنة، تتضمن 112 صورة مرسومة بالألوان تعبر عن محتوى الكتاب من حكايات وعجائب، ونسخة من الشاهنامة للشاعر الفارسي الفردوسي، المتوفى عام 416هـ، التي نظمها في 30 عاما وأتمها عام 384هـ، وقدمها للسلطان محمود الغزنوي. وقد كتبت هذه النسخة في مدينة شيراز عام 796هـ، وتتخللها 67 صورة بالألوان تصور الأبطال والمعارك، حسب ما ذكره الدكتور أيمن فؤاد.
المسكوكات والدوريات
في عام 1877م، اكتشفت كمية كبيرة من أوراق البردي في شمال محافظة الفيوم، خرجت من مصر إلى برلين وأوكسفورد وفيينا، حيث اشترى أرشيدوق نمساوي ألف قطعة منها، والتي نمت مع الوقت حتى أصبحت أشهر مجموعة عالمية. كما اكتشفت مجموعات أخرى وجدها الباحثون بين تلال أهناسيا، وأخميم، والأشمونين، والبهنسا، وميت رهينة، وإدفو في صعيد مصر، واستقرت هذه المجموعات في هامبورغ، وهايدلبرغ، وستراسبورغ، وأماكن أخرى في أوروبا.
وتوجد مجموعة ضخمة من النقود العربية والإسلامية اشترتها الحكومة المصرية وأودعتها دار الآثار العربية، ثم نقلت إلى الكتبخانة عام 1894م. وفي الفهرس الوصفي للمجموعة، وجد في آخر فحص أجري عام 1980 عدد 6400 قطعة، تمثل 5300 قطعة نقود، و890 صنجة زجاجية، و20 ميدالية، و130 قالب سك وأختاما زجاجية. ولا تزال هذه المجموعة محفوظة في "خزانة النقود الأثرية" في مبنى باب الخلق، مرتبة في أدراج حسب تواريخ ضربها.
كما تمتلك دار الكتب مجموعة نادرة من الخرائط بلغت 28 ألفا و540 خريطة، ولوحات للخط العربي بلغ عددها أكثر من 500 لوحة، تنتمي للمدرستين التركية العثمانية والإيرانية الفارسية، معظمها بحالة جيدة، ويتراوح زمن كتابتها بين القرنين الـتاسع والـ14 الهجريين. والكثير من هذه المخطوطات النفيسة والمصاحف الرائعة يعود إلى تركة السلطان عبد الحميد الثاني.
وتحتفظ دار الكتب أيضا بمجموعة لا نظير لها من الدوريات والصحف والمجلات العربية والأجنبية، الصادرة في مصر والبلاد العربية والإسلامية وأوروبا. ويبلغ عدد الدوريات العربية 4200 عنوان، وعدد الدوريات الأجنبية 5812 عنوانا، تقع في 156 ألفا و431 مجلدا (حسب د. أيمن فؤاد).
تراجع الدور الثقافي
ويقول: كانت دار الكتب بمثابة "جامعة الهواء" في مصر، وكان روادها من كبار الكتاب والمثقفين، أمثال الشاعر حافظ إبراهيم، وأستاذ الجيل أحمد لطفي السيد، والكاتب توفيق الحكيم، وأبو الفضل إبراهيم. أما الخبراء العاملون بها فكانوا من أفضل ما أنجبته الحضارة العربية في مجال الحفظ والتحقيق.
وفي عام 1965، بدأت أزمة دار الكتب عندما ضمت إليها دار الوثائق القومية، مما وضع عبئا على دار الكتب، وتسبب في تهميش دار الوثائق. ثم جاء ضم الهيئة المصرية العامة للكتاب ليمثل بداية التدهور الذي عانت منه دار الكتب طوال أكثر من نصف قرن، حيث فقدت شخصيتها الاعتبارية واستقلاليتها، وأصبحت مجرد إدارة مركزية تابعة لهيئة الكتاب.
وتراجع دورها الثقافي، وأصبحت غير قادرة على متابعة الحركة الثقافية، ولا على اقتناء أهم المطبوعات المنشورة خارج مصر، كما أصبحت شبه عاجزة عن تقديم الخدمة المكتبية اللازمة للمترددين عليها، بسبب نقص إمكاناتها المادية والبشرية، في حين شهد العالم في هذه الفترة تقدما علميا كبيرا في مجال التحديث الإلكتروني، والرقمنة، وإتاحة مقتنيات الدور من مطبوعات وخرائط وصور وغيرها.
وفي عام 1992، اجتمعنا -مجموعة من المثقفين الذين آلمهم الوضع المتردي الذي آلت إليه دار الكتب- وعرضنا الفكرة على الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة، وكان ترحيبه كبيرا، لأنه -كما قال- كان يفكر في تطوير دار الكتب لتكون لمصر مكتبتها الوطنية المستقلة، مثل بقية الأمم المتقدمة.
وقد أصدر الوزير قرارا في مايو 1992 بتشكيل لجنة استشارية عليا لتطوير دار الكتب، لوضع إستراتيجية عمل تحقق استقلال الدار، وترفع مستوى الأداء فيها، للوصول بها إلى أفضل مستوى للأداء.
ويضيف الدكتور أيمن فؤاد: تم اختياري مديرا لمشروع تطوير دار الكتب، وقمت بدراسة وضع الدار، وتعرفت على المعوقات، وكانت نقطة الانطلاق الأساسية هي إعادة الدور التاريخي لمبنى دار الكتب بباب الخلق ليكون مكتبة للدراسات الشرقية، وأن تستقل الدار عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، إذ إن مهمة دار الكتب هي جمع التراث الفكري الوطني -المخطوط والمطبوع- وتيسير الانتفاع به للعلماء والباحثين، وحفظه سليما للأجيال القادمة، وهو نشاط خدمي ذو طابع بحثي أكاديمي، بينما تضطلع الهيئة العامة للكتاب بنشاط إنتاجي ثقافي خاص بالتأليف والترجمة والنشر، باعتبارها دار النشر القومية لمصر. لذلك كان لا بد من الفصل بين الهيئة العامة للكتاب ودار الكتب، حتى يتمكن كل منهما من أداء دوره تبعا لطبيعة النشاط الذي يؤديه.
لكن، ولأسباب إدارية بحتة، رُئي الإبقاء على دار الكتب مع دار الوثائق، لتقارب نشاطيهما، إذ تهتم دار الوثائق بجمع المحفوظات والأرشيف التاريخي وتيسيره للمؤرخين والباحثين، على أن يتحقق استقلال دار الوثائق في وقت لاحق، نظرا لاحتياجها إلى فنيين وخبراء متخصصين في مجال الأرشيف والوثائق، على خلاف المكتبيين الذين يعملون في دار الكتب.
الذكاء والرقمنة
أساليب صيانة المخطوطات وحفظها بالوسائل القديمة لم تعد تتواءم مع واقعنا الحالي، إذ نجد أنفسنا أمام تقنيات عالية لحماية المخطوطات، وقراءتها، وفك رموزها، وإتاحتها للجمهور بواسطة الرقمنة. ويعد الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي من أهم الوسائل التقنية التي تبشر بعصر جديد في التعامل مع المخطوطات وحمايتها.
يقول الدكتور خالد عزب، الخبير الثقافي للجزيرة نت: "المخطوطات لم تلق الاهتمام اللازم من قبل الباحثين العرب والمسلمين، إذ ارتكز اهتمامهم على المتون دون النظر إلى المخطوطة باعتبارها وثيقة أثرية وحضارية. وعلى الرغم من ذلك، فقد كان اهتمامهم كبيرا بالمخطوطات التي تناولت موضوعات القرآن الكريم وأحاديث النبي ﷺ، فتعاملوا معها كتحف فنية، وتركوا لنا تراثا فنيا فريدا نراه منتشرا الآن في كثير من متاحف ومكتبات العالم".
وعلى الرغم من أن معظم المخطوطات العربية القديمة قد تم إتلافها بالحرق أو الإهمال خلال فترات الحروب التي شهدها العالم الإسلامي، كالحروب الصليبية، والفتن الداخلية، وحروب التتار، وغيرها، والتي ألحقت أكبر الضرر بآلاف من المخطوطات، فإن العقل الإنساني لا ينسى ما فعله هولاكو عندما اجتاح بغداد، حاضرة العالم الإسلامي ودرة تاجه الفكري والثقافي عام 1258م، حيث ألقيت ملايين المخطوطات في نهر دجلة حتى تعكرت مياهه.
وفي ظل هذا الإهمال الطويل لتراثنا المخطوط، ظهرت الآن دعوات لما يسمى ب "إعادة الاعتبار للتراث الوطني" باستخدام الرقمنة الحديثة، وإتاحة هذا التراث لأكبر عدد من المستفيدين، وهي خطوات تسهم في حماية المخطوطات من الاندثار والضياع.
وتكمن أهمية الرقمنة في إنشاء قاعدة بيانات رقمية تواكب التطور التقني، وتساعد في حفظ وصيانة المخطوطات، فضلا عن أنها تتيح الاطلاع على المخطوطات دون الحاجة إلى الرجوع إلى النسخة الأصلية إلا في حالات نادرة، مما يسهم في الحفاظ على المخطوط.
وهذا يتطلب ضرورة وضع خطة منهجية، مع توافر المعدات اللازمة من أجهزة الحاسوب والماسحات الضوئية، وقبل ذلك، ضرورة توفير الموارد المالية الخاصة بتكلفة البرمجيات، والمعدات، والإجراءات الفنية اللازمة لتحويل المخطوطات إلى مواد رقمية.
ويضيف الدكتور عزب: "ومع ذلك، يبقى العنصر البشري المؤهل والمدرب جيدا من أهم عوامل نجاح عملية الرقمنة. فعملية الرقمنة لا تحتاج إلى عدد كبير من العاملين، بقدر ما تحتاج إلى عمالة ذات كفاءة عالية يقع على عاتقها تنفيذ المشروعات الكبرى".
ولا ينبغي أن ننسى أن مرحلة الرقمنة ليست عملية تقنية بحتة، بل تتخللها مراحل يدوية في غاية الأهمية، أبرزها صيانة وترميم المخطوطات، وهي تتطلب مهارات دقيقة وتحكما عاليا. ثم تأتي عملية الرقمنة، والتي تأخذ نمطين مختلفين: الرقمنة على شكل صورة، والرقمنة على شكل نص. وغالبا ما يتم التعامل مع المخطوط العربي بالرقمنة على شكل صورة، نظرا لخصوصية الخط العربي، ثم تأتي مرحلة المعالجة وتحويل الصور إلى صيغة الكتب على هيئة ملفات PDF.
المعجزة الرقمية
وحول المزيد من التميز في مجال الترجمة من اللغة العربية وإليها، فضلا عن تصوير اللغة العربية وتحويل النصوص إلى مرئيات، ومحاولات إضافة المزيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة العربية، يقول الدكتور أيمن أحمد شاهين، عميد كلية الهندسة بجامعة الفيوم السابق وعضو مجمع اللغة العربية، لـ"الجزيرة نت":
إن مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي بلغ أوجا عظيما من التقدم، من حيث تحويل النص المكتوب إلى نص مسموع أو مرئي، وهي مسألة أصبحت سهلة في معظم اللغات العالمية الآن. أما في مجال النصوص التراثية، فقد أحرز الذكاء الاصطناعي ما يشبه المعجزة في فك رموز كثير من المخطوطات وقراءتها بشكل ميسر.
لكن اللغة العربية تعد من اللغات المعقدة بنيويا، حيث تتكون مفرداتها من نحو 12 مليون كلمة، أي ما يعادل 20 ضعف مفردات اللغة الإنجليزية. ورغم أن التطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي يبشر بإمكانيات واعدة، فإن هذا يتطلب بذل المزيد من الجهود من قبل اللغويين وخبراء الذكاء الاصطناعي، وذلك لأن اللغة العربية تمتلك خصائص فريدة مثل الاشتقاق والتصريف وتعدد المعاني والتنوع اللهجي، مما يستلزم تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متخصصة قادرة على التعامل مع هذه التعقيدات.
ويعد الدكتور شاهين من الباحثين الذين يحاولون توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في خدمة التراث العربي، وتحويله من نصوص إلى مرئيات فيلمية. وتحدث الدكتور شاهين عن تقنية "شبكة الخصومة التوليدية" (GAN) وتطورها.
وقال شاهين: خضعت تقنية (GAN) لمزيد من البحث والتطوير، وقد فاجأتنا شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) في أوائل عام 2024 بإطلاق النسخة الرابعة من محركها التوليدي "جي بي تي-4" (GPT-4)، والذي انبثق منه تطبيق "Sora"، وقد أثبت هذا التطبيق قدرات مبهرة، يكفي أن تكتب له نصا وتطلب منه أن يقدمه كقصة مصورة في شكل فيديو، فيحول النص إلى صورة فيلمية فائقة الإبهار والدقة المتناهية.
وقد استطاع هذا البرنامج أن يحقق نتائج مذهلة عندما طلب منه العمل باللغة الإنجليزية. ولكن عندما طلبنا منه النتائج نفسها باللغة العربية، وبدأنا بتحليل النصوص وإعرابها دون تشكيل، وأعطيته جملة عربية بسيطة غير مٌشَكّلة، قام بإعرابها وتشكيلها بسهولة. إلا أنه عندما انتقلنا إلى جمل أكثر تعقيدا، مثل الجمل التي يكون فيها الخبر مقدما أو يتضمن شبه جملة، وطلبنا منه إعرابها، كانت أخطاؤه واضحة، ولم يعط نتائج دقيقة بنسبة كبيرة.
ويعلق الدكتور أيمن شاهين قائلا: هذا بالطبع يرجع إلى أن قاعدة البيانات الخاصة برقمنة اللغة العربية لم تكتمل بعد بما يكفي لتعمل بكفاءة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ولهذا تأتي المخرجات غير صحيحة. وهذا يرجع -بطبيعة الحال- إلى أننا كعرب لم نلتفت بسرعة إلى الثورة التي أحدثتها تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ويضيف د. شاهين: من ناحية أخرى، قمت بتجربة على نص عربي باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث أعطيت التطبيق نصا باللغة العربية، وتخوفت من أن لا يفهم النص، فقمت بشرح مضمونه تفصيلا، ثم ترجمت النص إلى اللغة الإنجليزية لضمان الفهم.
وقد استطاع الذكاء الاصطناعي تنفيذ ما أردت، فأنشأ مقطع فيديو مدته دقيقة واحدة بناء على النص. ومن خلال هذا التطبيق، نستطيع توثيق كتب التراث الكبرى، مثل سيرة ابن هشام، وطبقات ابن سعد، والأغاني للأصفهاني، وعرضها على الشاشة باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لماذا تريد إسرائيل تجنيد مرضى نفسيين في جيشها؟
لماذا تريد إسرائيل تجنيد مرضى نفسيين في جيشها؟

الجزيرة

timeمنذ 33 دقائق

  • الجزيرة

لماذا تريد إسرائيل تجنيد مرضى نفسيين في جيشها؟

أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الجيش توجّه لجنود يعانون من اضطرابات نفسية للمشاركة في العمليات القتالية في قطاع غزة. في كتابها الصادر عام 2012، بعنوان: "كأنه كان جرحًا مستترًا"، تشير الباحثة الإسرائيلية عيريت كينان إلى أنّ الاعتراف بالاضطرابات النفسية وصدمة الحرب في صفوف الجنود بدأ يظهر بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأوّل 1973. وبدأ المجتمع الإسرائيلي والجيش يتعامل بشكل جادّ من الاضطرابات النفسية للجنود كأنها إصابات يطلق على من يعانيها بالجرحى، كما الجنود الذين يتعرّضون لإصابات جسديّة بمراحل مختلفة. تأسّست في إسرائيل هيئات مدنية وحكومية وعسكرية تعالج الجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية وحالة صدمة، وما بعد الصدمة، والأخيرة تم الاعتراف بها مؤخرًا في أدبيات الجيش الإسرائيلي العلاجية، واعتبرت حالة ما بعد الصدمة جرحًا نفسيًا يرافق الجنود الإسرائيليين، ويؤثر على حياتهم العملية والشخصية. وأصبح التصنيف النفسي للأفراد عاملًا في الإعفاء من الخدمة العسكرية، أو الاستمرار بها، أو الالتحاق بصفوف الاحتياط في الجيش الإسرائيليّ. هذه المقدّمة هامة لفهم المعلومة التي بدأنا بها المقال، والتي تتحدّث عن توجّه الجيش لجنود يعانون من اضطرابات نفسية للمشاركة في الخدمة العسكرية، وهو يدلّ على حالة الأزمة التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي في مسألة تجنيد جنود للعمليات العسكرية في قطاع غزة وجبهات أخرى. في هذا الصدد، هنالك حاجة لمقال منفرد لتحليل أسباب الاضطرابات النفسية لدى الجنود، هل هي نابعة من قتل المدنيين الفلسطينيين والأطفال خاصة، أم بسبب موت رفاقهم في الوحدات العسكرية، أم حالة الخوف التي تعتريهم؛ بسبب العمليات العسكرية في قطاع غزة؟، هذا سؤال يحتاج للكثير من التمحيص والتحليل، وهو ليس سياق هذا المقال. جهود الجيش لتجنيد جنود في الخدمة العسكرية في خضم العدوان على غزة، دفعه ذلك إلى اتخاذ قرار بوضع شروط أصعب على التحرّر من الخدمة العسكرية؛ بسبب الحالات النفسية. تفيد معطيات الجيش أن واحدًا من ستة جنود يتسرّبون من الخدمة العسكرية ولا يكملون خدمتهم الإلزامية لمدة ثلاث سنوات، 50% من أسباب ذلك تعود لمشاكل نفسية تظهر في الفحص الطبي الذي يجرَى للجنود، ففي العام 2023 وصل عدد الجنود الذين تسرّبوا من الجيش بسبب مشاكل نفسية إلى حوالي 16.5%. لم يلتفت الجيش لهذه الظاهرة في السابق، وكان متساهلًا مع التصنيف الطبي العسكري حول المشاكل النفسية التي تسمح للجنود بعدم إكمال الخدمة العسكرية. ولكن بسبب الحرب على غزة والنقص الحاد في الجنود، قرَّر الجيش وضع قيود وشروط قاسية على التصنيف الطبي الذي يسمح للجنود بالإعفاء من الخدمة، كما توجّه لجنودٍ خدموا في الحرب على غزة ويعانون من مشاكل نفسية، للخدمة مرّة أخرى في الجيش. تؤكد هذه الحالة حاجة الجيش للجنود بأي ثمنٍ، وفقط بعد الضغط الاجتماعي على الجيش تراجع عن قراره بتجنيد الجنود ذوي الاضطرابات النفسية والذين خدموا قبل ذلك في الحرب، وكان الجيش يحضّر مسارات خاصة لتأهيلهم للعمل العسكري في غزة، ولكنه تراجع عن ذلك لأسباب عديدة، أهمها الضغط الشعبي عليه، وإظهاره بأنه يتخلّى عن تجنيد المتدينين اليهود (الحريديم)، وفي المقابل يزيد العبء على جنود خدموا في الحرب وصُنفوا كجنود ذوي اضطرابات نفسية، وهم يعتبرون كجنود جرحى، حسب التّصنيف الطبي العسكري. تكشف هذه القضيّة- على الرّغم من تراجع الجيش عنها- عن حاجة الجيش للجنود، فمعدّل التزام جنود الاحتياط يصل في بعض الوَحدات إلى 50%، والفرق العسكريّة الخمس الفاعلة في قطاع غزّة لا تعمل بكامل عديدها العسكريّ من الجنود، وهنالك عبء كبير بدأ يظهر في صفوف الجنود النظاميين الذين يتواجدون في الجبهات المختلفة. ومن أجل عدم الكشف عن الأزمة المستفحلة في منظومة الاحتياط، يحاول الجيش إرسال أوامر استدعاء قليلة، مما يؤكد أن نسبة عدم الالتزام هي أكبر من النسبة المعلنة. وتشير معطيات الجيش إلى أن 85% من قوات الاحتياط التزمت بالخدمة في العام 2024، وأدّى ذلك إلى ارتفاع 1500% في عدد الأيام التي خدم بها الجنود والضبّاط خلال العام الماضي، حيث وصل معدّل عدد الأيام للجنود إلى 136 يومًا، وللضبّاط إلى 168 يومًا. يدرك الجيش معضلة قوّات الاحتياط، لذلك استدعى وحدات قليلة من منها في هذه المرحلة لاستبدال القوات النظامية في سوريا، ولبنان والضفة الغربية، والتي ستنتقل للقتال في قطاع غزّة. التوجه لجنود ذوي اضطرابات نفسية، وتعقيد شروط التحرّر من الخدمة؛ بسبب مشاكل نفسية يكشفان عن جانب آخر من أزمة الجيش التي ظهرت في الحرب على غزة، وهي أزمة تتطور مع غياب الشرعيّة الاجتماعية عن العمليات العسكرية في غزة.

تراها بعينيك.. إليك 6 أحداث فلكية ممتعة في شهر يونيو 2025
تراها بعينيك.. إليك 6 أحداث فلكية ممتعة في شهر يونيو 2025

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

تراها بعينيك.. إليك 6 أحداث فلكية ممتعة في شهر يونيو 2025

شيئا فشيئا نتحرك نحو الصيف، الذي يبدأ فلكيا في شهر يونيو/حزيران من كل عام، وفي تلك الأثناء تتغير مواقع النجوم والكواكب في سماء الليل، ومن ثم فإن هواة الفلك على موعد مع شاشة عرض سماوية تتغير كل شهر، وخلال يونيو/حزيران 2025 هناك مجموعة من الأحداث الفلكية الرائعة التي يمكن أن تراها بعينيك بسهولة. القمر بين المريخ وقلب الأسد ولنبدأ من مساء أول أيام شهر يونيو/حزيران إذ يمكن لك مساء أن ترى القمر واقفا إلى جوار جرم أحمر لامع بوضوح، هذا الجرم هو كوكب المريخ. يتميز كوكب المريخ بلونه الأحمر الذي طالما نُسب إلى وجود معدن الهيماتيت، وهو أكسيد حديد يتشكل في ظروف جافة، إلا أن دراسة حديثة نُشرت في فبراير 2025 اقترحت أن المعدن المسؤول عن هذا اللون قد يكون الفيريهيدريت، وهو أكسيد حديد يحتوي على الماء ويتشكل في بيئات باردة ورطبة.​ يشير هذا الاكتشاف إلى أن المريخ قد شهد في الماضي بيئة باردة ورطبة، مما يعزز الفرضية بأن الكوكب كان يحتوي على مياه سائلة، وهي عنصر أساسي للحياة. في مساء اليوم التالي مباشرا (2 يونيو/حزيران) يقف القمر إلى جوار ألمع نجوم كوكبة الأسد ويسمى "قلب الأسد"، يحتل هذا النجم المرتبة 21 من حيث اللمعان بقدر ظاهري يبلغ 1.35، ويبتعد عن الأرض نحو 79 سنة ضوئية، ويُعتبر من النجوم البارزة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. نجوم لامعة أما في مساء يوم 6 يونيو/حزيران، فإن القمر يقف إلى جوار نجم السماك الأعزل، وهو ألمع نجوم كوكبة العذراء، هذا النجم يبتعد عن الأرض مسافة نحو 250 ألف سنة ضوئية. وعلى الرغم من كل تلك المسافة الهائلة، فإن هذا النجم لامع في سماء الأرض بوضوح، والسبب في ذلك يتعلق بضخامته (بقطر أكبر من 7 أضعاف الشمس) ومن ثم ضيائيته، حيث يمكن له –لو وضع مكان الشمس- أن يشرق بأكثر من 20 ألف ضعف. أما في مساء 11 يونيو/حزيران، فإن القمر يقف إلى جوار نجم لامع آخر مثير للانتباه وهو قلب العقرب، ألمع نجوم كوكبة العقرب والتي تمثل بالنسبة لهواة الفلك علامة أساسية من علامات فصل الصيف الفلكية. قلب العقرب هو عملاق فائق في نهاية عمره، وهو من الضخامة بحيث إن كان بحجم كرة قدم لكانت الشمس ربما بحجم حبة أرز، يعتقد أن هذا النجم قد ينفجر في أية لحظة بين الآن وعدة ملايين من السنوات. عودة للكواكب أما في فجر يوم 19 يونيو/حزيران فإن القمر يقف إلى جوار كوكب زحل، الذي يبدو في السماء بلون أبيض مائل للأصفر، وفي تلسكوب صغير يمكن لك بوضوح أن تميز حلقاته الرائعة. وبوصولنا إلى فجر يوم 22 يونيو/حزيران، يمكن لك بوضوح أن ترى القمر واقفا إلى جوار كوكب الزهرة، والذي يلمع في السماء مثل مصباح منير، والواقع أنه كوكب الزهرة من أول أيام الشهر يكون في أفضل وضع لرصده، حيث يصل إلى أقصى استطالة في اليوم الأول من الشهر. أما في يوم 29 يونيو/حزيران، فإن القمر يعود إلى سابق موضعه في أول الشهر، حيث يقف إلى جوار كوكب المريخ الأحمر اللامع مساء.

عمليات "حجارة داود" سلسلة كمائن لكتائب القسام
عمليات "حجارة داود" سلسلة كمائن لكتائب القسام

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

عمليات "حجارة داود" سلسلة كمائن لكتائب القسام

ردت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على عملية " عربات جدعون" بإطلاقها سلسلة عمليات وكمائن في مناطق عدة بغزة، ومنها كمائن "حجارة داود" التي استهدفت القوات والآليات الإسرائيلية في قطاع غزة. وكان المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر " الكابينت" قد أقر خطة عملية "عربات جدعون" مطلع مايو/أيار 2025، بهدف تحقيق حسم عسكري وسياسي في قطاع غزة واحتلاله بالكامل، وسعيا لإجبار حماس على القبول بصفقة تبادل. التسمية اختارت إسرائيل اسما توراتيا لعمليتها العسكرية ضد المقاومة في غزة، في مسعى واضح لـ"إضفاء شرعية دينية" على العدوان، وترويج سردية مفادها أن "القلة المؤمنة" تنتصر على "الأغلبية المتفوقة عددا وعدة". واستوحت اسم العملية من شخصية جدعون التوراتية، وهو قائد خاض معركة حاسمة بعدد محدود من الجنود وانتصر على جيش يفوقه حجما (المديانيين وهم بدو من الحجاز) وفقا لسفر القضاة في العهد القديم، في محاولة منها لتغليف الحرب بطابع ديني مقدّس. وبالمقابل ردّت كتائب القسام باختيار تسمية تنهل من الحقل الرمزي الديني نفسه، فأطلقت على عملياتها اسم "حجارة داود" في إحالة إلى القصة التي هزم فيها النبي داود عليه السلام خصمه جالوت بالمقلاع والحجر، في رسالة مفادها أن الإرادة الصلبة والمقاومة والعقيدة الراسخة كفيلتان بقلب موازين القوة، حتى في وجه ترسانة متطورة. بثت كتائب القسام في 28 مايو/أيار 2025 مشاهد من أولى عمليات "حجارة داود" في بيت لاهيا (شمالي قطاع غزة) تزامنا مع إعلانها تنفيذ مقاتليها هجمات وكمائن مركبة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في مختلف مناطق القطاع. وتضمنت المشاهد استهداف دبابة من طراز " ميركافا" بقذيفة " الياسين 105" المضادة للدروع، واشتعلت النيران داخل هذه الآلية بعد استهدافها. كما أظهرت قصف قوة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد. وكذلك، أعلنت القسام استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "بي-29" في منطقة الفخاري شرقي خان يونس (جنوبي القطاع) في حين فجرت حقل ألغام بقوة هندسية تسللت ليلا في حي الشجاعية (شرقي غزة) واستهدفت دبابتي "ميركافا" وقنصت جنديا إسرائيليا. العملية الثانية وفي 29 مايو/أيار من العام نفسه، بثت كتائب القسام ثانية عمليات "حجارة داود" وتضمنت مشاهدها استهداف جنود وآليات جيش الاحتلال في منطقة مدرسة الأقصى ببلدة القرارة (شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع). وقالت الكتائب -في بداية الفيديو- إن مقاتليها خدعوا جيش الاحتلال باستخدام تكتيك "عواء الذئب" واستدرجوا جنوده إلى عين نفق مفخخة. وأوضحت أن المقاتلين فجّروا عين النفق بجنود الاحتلال وأطبقوا عليهم من المسافة صفر، ثم استدرجوا قوات الإنقاذ وفجروا عبوتين مضادتين للأفراد بها. وعقب ذلك، فجّر مقاتلو القسام 3 مبانٍ تحصّنت بها قوات الاحتلال، وذلك بعد عملية رصد دقيقة لتقدم الآليات الإسرائيلية نحو منطقة الكمين. وقد علت تكبيرات المقاتلين بعد تفجير عين النفق بالقوات الإسرائيلية، قبل أن يختتم فيديو القسام بتوثيق إطلاق النار على أحد الجنود وفراره. وفي 30 مايو/أيار 2025 بثت كتائب القسام ثالثة عمليات "حجارة داود" وتضمن المقطع مشاهد قنص جندي إسرائيلي واستهداف قوة راجلة من جيش الاحتلال في حي الشجاعية بمدينة غزة (شمالي القطاع). وأظهر المقطع في بدايته 3 جنود وهم إلى جوار جرافة إسرائيلية قبل أن يسقط أحدهم بعد أن قنصه أحد مقاتلي القسام ببندقية "الغول" وفرّ زملاؤه من حوله قبل عودتهم لأخذ سلاحه وسحبه من مكان الاستهداف. وتلت ذلك مشاهد عملية استدراج قوة إسرائيلية راجلة إلى منطقة كمين بعبوتين ناسفتين، وتم تفجيرهما في 3 جنود.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store