
شيخهم مات حزنًا بعد حلق شاربه.. ماذا تعرف عن طائفة الدروز في سوريا؟
ونقلت شبكة "السويداء 24" عن مقربين من الشيخ مرهج شاهين، الذي تعرض للإهانة وحلق شاربه، أنه فارق الحياة متأثراً بحالة من الحزن الشديد، لا سيما أنه في العقد الثامن من عمره.
وأفادت مصادر بأن الشيخ شاهين لازم منزله منذ وقوع الحادثة، ولم يغادره عقب دخول قوات الأمن السوري إلى قريته الواقعة في ريف السويداء الغربي، بحسب ما ذكرت الشبكة نفسها.
من هم الدروز والطائفة الدرزية؟
الدروز في سوريا هم ثالث أكبر جماعة دينية في البلاد، ويشكلون حوالي 3.2% من السكان. يتركز وجودهم في منطقة جبل الدروز (محافظة السويداء) والمناطق الريفية والجبلية شرق وجنوب دمشق. الدروز هم طائفة إبراهيمية توحيدية، ويُعرفون أيضًا باسم "الموحدون" أو "بنو معروف".
يعود تاريخ وجود الدروز في سوريا إلى قرون مضت، حيث هاجروا من لبنان في القرن الثامن عشر واستقروا في منطقة جبل الدروز، ويتركز وجودهم بشكل رئيسي في محافظة السويداء، حيث يشكلون الأغلبية. كما يتواجدون في مناطق أخرى مثل جرمانا وصحنايا بالقرب من دمشق، وجبل السماق في إدلب.
يعتنق الدروز ديانة التوحيد، وهي ديانة باطنية مشتقة من الإسماعيلية، لكن بعضهم لا يعتبرون أنفسهم مسلمين، حيث يركزون على التوحيد والتقية (إخفاء المعتقدات لأسباب أمنية).
ولدى الدروز طبقة رجال دين تسمى "العقال"، ورئيسهم يُعرف بشيخ العقل. كما يوجد زعماء دينيون واجتماعيون يحظون بالاحترام، مثل مشايخ العقل الثلاثة في سوريا: الشيخ حكمت الهجري، والشيخ حمود الحناوي، والشيخ يوسف جربوع، وفقًا لبي بي سي.
دورهم في الصراع السوري: كان للدروز دور في الصراع السوري، حيث انقسموا بين مؤيد للنظام ومعارض له. يقول موقع BBC عربي إن بعضهم رفض الخدمة العسكرية أو الانضمام للميليشيات الموالية للحكومة، بينما أكد آخرون ولاءهم للنظام السوري السابق لبشار الأسد، بحسب موقع CNN Arabic.
ويعيش بعض الدروز في الجولان السوري المحتل، وهناك علاقات مع إسرائيل، حيث يرفض بعضهم الجنسية الإسرائيلية، ويقيم نحو 150 ألف درزي في إسرائيل، الغالبية منهم يعتبرون أنفسهم إسرائيليين واندمجوا بالفعل في المجتمع الإسرائيلي وجيشه. بينما يقيم 23 ألف درزي في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، ويتسمك غالبيتهم بالهوية السورية، رافضين الجنسية الإسرائيلية.
عقيدة الطائفة الدرزية
تعد الطائفة الدرزية في سوريا، والمعروفة أيضًا باسم "الموحدين"، هي أقلية دينية تتبع مذهباً خاصاً يسمى "التوحيد" وهو مزيج من عناصر إسلامية (تحديداً من المذهب الشيعي الإسماعيلي) وفلسفات أخرى مثل الغنوصية والأفلاطونية والمسيحية.
يؤمن الدروز بوحدانية الله المطلقة وأنه خالق الكون، وأن العقل البشري قاصر عن إدراك حقيقة الله، ويعتقدون بتناسخ الأرواح، حيث تنتقل الروح بعد الموت إلى جسد مولود جديد، وتقتصر هذه العملية على انتقال الروح بين الذكور والإناث الدروز فقط.
يعتمد الدروز، في منهجهم، على كتاب "رسائل الحكمة" الذي يحتوي على تعاليمهم الدينية، وهو ما يعتبرونه تفسيراً باطنياً للقرآن الكريم، ويقتصر تداول هذا الكتاب على رجال الدين الدروز.
يلتزم الدروز بعدم التبشير بعقيدتهم وعدم قبول أي شخص من خارج الطائفة، ويسمحون فقط لأبناء الطائفة بالاطلاع على تعاليمهم الدينية بعد بلوغهم سن الأربعين.
وتتميز العقيدة الدرزية بالسرية في بعض جوانبها، حيث يرون أن هذا الأمر يساهم في الحفاظ على هويتهم، وفي بعض الحالات، قد يلجأ الدروز إلى التقيّة (إخفاء المعتقدات لأسباب أمنية) تجنباً للمشاكل أو الصراعات مع الديانات الأخرى.
يؤمن الدروز بسبع وصايا أساسية، منها "صدق اللسان" و"حفظ الإخوان" و"البراءة من الأبالسة والطغيان".
ويفضل الدروز الزواج من داخل الطائفة، ولكنهم لا يمانعون الزواج من أتباع الديانات الأخرى إذا كان هناك قبول ورضا من الطرفين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مستقبل وطن
منذ ساعة واحدة
- مستقبل وطن
خطبة الجمعة بعنوان «الاتحاد قوة».. دعوة للتلاحم والوحدة وتحذير من الفُرقة
أعلنت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم تحت عنوان "الاتحاد قوة"، في رسالة تهدف إلى تعزيز وحدة المجتمع وتماسك أفراده في مواجهة التحديات المختلفة، وذلك عبر استثمار القيم الإسلامية السامية التي تؤكد على ضرورة الاجتماع والتكاتف بين المؤمنين. وأكدت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير. وألا يزيد أداء الخطبة عن خمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية. خطبة الجمعة اليوم وجاء نص خطبة اليوم الجمعة كالتالي: الحمدُ للهِ الذي ألَّفَ بينَ قلوبِ المؤمنين فأصبحوا بنعمتِه إخوانًا، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، حذَّرّ من التفريقِ والعدوانِ، ووعدَ المعتصمين بحبلِهِ فضلًا منه ورضوانًا، وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَنَا محمدًا عبدُه ورسولُه، الذي بنى أمةً كانت بالاتحادِ خيرَ الأممِ بنيانًا، وبالتآخي أصفاها وِجدانًا، صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبِه وسلم تسليمًا كثيرًا ما تعاقبِ الزمانُ والمكانُ. أما بعد: فإن للكونِ سُننًا لا تتبدلُ، وقوانينَ لا تتغيرُ، ومن أثبتِ هذه السننِ وأوضحِها بيانًا، وأصدقِها بُرهانًا، أن الاجتماعَ قوةٌ والافتراقَ هوانٌ، وأن الوحدةَ صرحٌ يعلو به البنيانُ، والفُرقةَ صدعٌ يوهِي الأركانَ، فما اجتمعت قطراتُ المطرِ إلا شكلتْ سيلًا جارفًا، ولا تلاقتْ ذراتُ الرملِ إلا وصنعتْ جبلًا راسخًا، ولا تضامتْ أيدي المؤمنين إلا بَنتْ مجدًا شامخًا، بل إن الجنابَ المعظمَ صلى الله عليه وسلم يرتقي بالصورةِ إلى مستوى الجسدِ الواحدِ الذي ينبضُ بحياةٍ واحدةٍ، فيقولُ صلواتُ ربي وسلامُه عليه: 'مثلُ الْمُؤْمنين في توادِّهمْ وترَاحُمِهمْ وتَعَاطُفِهم مَثلُ الجَسدِ، إذَا اشْتَكَى منْهُ عُضْوٌ تدَاعَى لَهُ سَائرُ الجَسَدِ بالسّهَرِ والحُمّى'. أيها الكرامُ، أيُّ مشاعرٍ تلك التي تجعلُ من ألمِ فردٍ في أقصى الأرضِ، حُمًى وسَهرًا لأخيه في أدناها، إنها الأخوةُ الحقةُ التي لا تعرفُ نزاعاتٍ عرقيةً، ولا فروقًا مذهبيةً، ولا جماعاتِ تكفيريةً، ولا قبائلَ متناحرةً، ولا أحقادَ متوارثةً، ولا أهواءَ متصارعةً، جمعَهم تشبيكُ الأصابعِ النبوية، واللسان النبويُّ يسردُ هذا المعني الأدبي الرفيع في صورة حسية بليغة، فيقول: 'المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ يشد بعضُه بعضًا'. أيها النبلاءُ هلْ يقومُ بنيانٌ على أعمدةٍ متنافرةٍ؟ وهل تصمدُ جدرانٌ من لبناتٍ متباعدةٍ؟ إنما القوةُ في التماسكِ، والمتانةُ في التلاحمِ، كلُّ فردٍ في الأمةِ لبنةٌ، لا غنى عنها، ولا يكتملُ الصرحُ إلا بها، فلم يكنْ هذا الاتحادُ خيارًا يتركُ، أو فضيلةٌ يستحبُّ فعلُها، بل كان أمرًا إلهيًا صارمًا، وواجبًا شرعيًا لازمًا، وحاديك هذا البيانُ الإلهيُّ: {وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا} [آل عمران: ١٠٣]، فهذا هو مناطُ قوةِ الأمةِ، وسرُ المنعةِ، فمن كانَ يتخيلُ أن تتحولَ العداوةُ إلى إخاءٍ، والتناحرُ إلى تراحمٍ، إنَّ السرَّ في تلك الجملةِ {فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا}. أيها الكرامُ، كونوا جميعًا كما أرادَ لكم ربُّكم، بنيانًا مرصوصًا، وجسدًا واحدًا، ليعطفْ غنيُّكم على فقيرِكم، وليرحمْ قويُّكم ضعيفُكم، وليتجاوزْ محسنُكم عن مسيئِكم، فاحذروا من أسبابِ الفُرقةِ مثلَ: التعصبِ للرأيِ، والانتصارِ للنفسِ، واتِّباعِ الهوى، والغرقِ في الجزئياتِ على حسابِ الكلياتِ؛ ففي الاتحادِ قوةٌ الحياةِ، وفي التفرقِ الضعفُ المميتُ، فتلامسوا حالَ مدينةِ سيدِنا رسولِ اللهِ -صلى اللهُ عليه وآله وسلم- الفاضلةِ كيفَ كانت مجمعَ الفرقاءِ، ومأوى الأحبابِ، وتذكروا هذا النهيَ الإلهيَ {وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ}، وتأملوا في هذا الربطِ الدقيقِ: 'تنازعوا'، فتكونَ النتيجةُ الحتميةُ 'تفشلوا'، والأدهى من ذلك 'وتذهبَ ريحُكم'، تذهبَ قوتُكم وهيبتُكم ومنعتُكم، فتصبحوا غثاءً كغثاءِ السيلِ، فهذا هو موطنُ الداءِ: الفرقةُ، وما أحكمَ قولَ الشاعرِ الحكيمِ الذي لخصَ هذه السُنةَ الكونيةَ في أبياتٍ خالدةٍ، فقال: تأبى الرماحُ إذا اجتمعن تكسرًا * وإذا افترقنَ تكسرتْ آحادٌا الخطبة الثانية : مواجهة العنف الأسري الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدُنا محمدٌ (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين، وبعد: فإنَّ العنفَ الأسريّ، تلك الآفةَ المدمرةَ، التي تتسللُ خلسةً إلى البيوتِ، لتزرعُ بذورَ الشقاقِ، وتغرسُ أشواكَ البغضاءِ، وتحولُ السكنَ إلى جحيمٍ، والمودةَ إلى عداءٍ، والرحمةَ إلى قسوةٍ، وتمزقُ النسيجَ الاجتماعيَ، وتهدمُ الثقةَ، وتورثُ الخوفَ والقلقَ، وتنشئُ أجيالًا مشوهةً نفسيًّا، قد تحملُ بذورَ العنفِ لتزرعَها في أجيالٍ قادمةٍ، وقد غابَ عنها هذا المنهجُ الربانيُّ المتشبعُ بالحبِّ والمودةِ، قال تعالى: {وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: ٢١]. عبادَ اللهِ، إنَّ العنفَ الأسريَّ يتجلىَ في صورٍ متعددةٍ، لا تقتصرُ على الضربِ والإيذاءِ الجسديِّ فحسبُ، بل يمتدُ ليشملَ الإيذاءَ اللفظيَّ بالسبِّ والشتمِ والتهديدِ، والإيذاءِ النفسيِّ بالإهمالِ والتهميشِ والتحقيرِ، والإيذاءَ الاقتصاديَّ بالحرمانِ والتضييقِ، كلُّ هذه الصورِ وجوهٌ أُخرُ للعنفِ، لا تقلُّ خطورةً عن العنفِ الجسديِّ، بل قد تكونُ أشدُّ فتكًا بالنفسِ، وأعمقُ جرحًا للروحِ؛ فدينُنا الحنيفُ دينُ الرحمةِ والعدلِ والإحسانِ، قد حَذَّرَ أشدَ التحذيرَ من العنفِ بشتى صورِه، فكيفَ بالعنفِ داخلَ الأسرةِ الواحدةِ ؟ لقد قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلِي»، فنعمتْ تلك الخيريةُ. اللهم ألفْ بينَ قلوبِنا، وأصلحْ ذاتَ بيننا، واجعلْ بيوتَنَا واحاتِ أمنٍ وسلامٍ ومحبةٍ آمين.


بوابة ماسبيرو
منذ 2 ساعات
- بوابة ماسبيرو
الحصار ومقاطعة النبي وأصحابه.. دروس وعبر
قال الدكتور أشرف الفيل إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية: لقد واجه المشركين دعوة النبى بأساليب مختلفة للقضاء على هذا الدين وأتباعه وقد باءت تلك الوسائل بالفشل فلجأوا إلى نظام المحاصرة والتجويع الذين لجأوا إليه فى صحيفتهم الآثمة وهذا الأسلوب يلجأ إليه الأعداء فى جميع الأزمنة الذين لا يستطيعون مواجهة الحجة والهدف منه القضاء على الدعوة الإسلامية أو أن ينزلوا المسلمين عند شروطهم الظالمة. وذكر في حديثه ببرنامج ( من كنوز المعرفة ) أن المسلمين كانوا يتحلون بالصبر والثبات على الحق كما ثبت النبى وأصحابه أمام هذه الصحيفة، فبعد سبع سنوات من بعثة النبى تعاهد أئمة الكفر على مقاطعة بنى هاشم وبني عبد المطلب لأنهم آزروا النبى وكتبوا صحيفة بذلك وعلقوها على الكعبة واتفقوا على ألا يجالسوهم ولا يبايعوهم ولا يتزاوجوا منهم حتى يسلموا رسول الله ليقتلوه، وكتبوا صحيفة بذلك وعلقوها فى جوف الكعبة ليعطوها معنى القداسة. وأوضح أن هذه الصحيفة قد شملت مناحى الحياة ولم تكن قاصرة على الجوانب الاقتصادية فقط بل شملت الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وقد أنشد أبو طالب قصيدته الشهيرة فى ذلك ولقد كان لتلك القصيدة مفعولها فى حشد همم بنى هاشم وبني عبد المطلب ودخولهم جميعا فى حلف الحماية والنصرة للنبى، مع العلم أن هذه النصرة كانت عصبية للقبيلة لا لنصرة الإسلام والدعوة، ومع ذلك قبل النبى تلك الحماية ليبين لنا جواز الاستفادة من الأعراف والتقاليد فى الجاهلية من أجل خدمة الإسلام لتكون وسيلة من وسائل النصرة لدين الله. وتابع حديثه موضحا أن قريش قاطعت النبى ومن معه ومنعت عنهم الطعام والشراب واشتد الأمر عليهم وأكلوا أوراق الشجر وكل شئ رطب وكان صياح الصبيان يسمع من وراء الشعب، ومر على الرسول الكريم ومن معه ثلاث سنوات حتى سخر الله من مشركي مكة أنفسهم من مشى فى نقض هذه الصحيفة الجائرة على يد نفر من أهل قريش أمثال هشام بن عمرو بن الحارث وزهير بن أبي أمية والمطعم بن عدي وأبي البختري بن هشام وزمعة بن الأسود. واتفقوا على ذلك ليلاً، فلما أصبحوا غدا زهير وعليه حلّة، فطاف بالبيت ثم أقبل على الناس، فقال: يا أهل مكة أنأكل الطعام ونَلْبَسُ الثياب وبنو هاشم والمطلب هَلْكى لا يبيعون ولا يبتاعون؟ والله لا أقعد حتى تُشَق هذه الصحيفة الظالمة القاطعة الظالمة. وذكر أن الله كان قد أطلع رسوله أن الله قد أرسل على هذه الصحيفة الأرضة وهى حشرة تشبه النملة فأكلت ما فيها من جور وقطيعة إلا ذكر الله فأخبر بذلك عمه فخرج إلى قريش أن ابن أخيه قال كذا وكذا فإن كان كاذبا خلينا بينكم وبينه وان كان صادقا رجعتم عن قطيعتنا ثم قاموا لشقها فوجدوا أن الأرضة أكلتها إلا "باسمك اللهم". برنامج (من كنوز المعرفة) يذاع عبر إذاعة القرآن الكريم يوميا إعداد الإذاعية أمل سعد.


النهار نيوز
منذ 3 ساعات
- النهار نيوز
الكاتب الصحفي ياسر حمدي يكتب: عمرو أبو السعود السياسي والإنسان
سياسي محترف وخدمي مخضرم، تربى في بيت نيابي عريق تعلم فيه معاني الإنسانية والوفاء في خدمة الوطن والمواطنين، يتمتع برجاحة العقل ويقظة الضمير وصفاء النفس وبياض الرأس، منصف للحق، وللعدل سند، يقتحم الأهوال ويخوض المهالك ويدفع بالمفاوز لتحقيق مطالب الناس، متواجد بين أبناء الفيوم يشاركهم أفراحهم ويشاطرهم أحزانهم، ويمضي دائمًا في طريق خدمتهم حتى تتحقق مطالبهم، وتنهض بمجهوداته بلدانهم. المهندس عمرو أبو السعود، هذا السياسي الذي تجتمع فيه كل الصفات الإنسانية «خدمي من طراز فريد، معطاء لأبعد الحدود، كالريح العاتيه في تلبية مطالب الناس، خدوم، خير، محسن، ملبي، متواجد»، وفوق كل هذا وذاك ذو أصل عريق، من عائلة لها باع سياسي وخدمي ليس له مثيل، فجده كان نائبًا في البرلمان من قبل ثورة يوليو، وأستكمل والده نبيل أبو السعود المسيرة من بعده وظل عضوًا بمجلس الشعب حتى وفاته عام 1997. النائب عمرو أبو السعود، نشأ في أسرة سياسية تمارس العمل العام منذ زمن بعيد، تعلم منها متى يجب أن يكون قادرًا كنائب برلماني على إتخاذ موقف لمحاسبة الحكومة ومراقبة أدائها، والقيام بالمهام والأدوار المطلوبة منه تحت قبة المجلس وهي: «المشاركة في مناقشة القوانين، وتقديم مشروعات قوانين، وطلبات إحاطة، واستجوابات»، وتمتعه بالثقافة القانونية جعلته أكثر النواب وعيًا وفهمًا وإدراكًا ونجاحًا بهذه المهام وميّزته عن غيره من النواب. يتمتع أبو السعود، بصفات كثيرة تجعله من النواب القليلين في الحياة النيابية المصرية الناجحة في أداء مهامهم، فهو يتميز بثقافة قانونية وعلى دراية تامة بالقانون والدستور، وسمعته طيبة ونظيفة، ولم يتورط قط في قضايا مخلة للشرف والاداب العامة كقضايا الفساد على سبيل المثال، وعلى مدار تاريخه العريق في العمل السياسي والبرلماني لم يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية على حساب الغير، بل يسعى إلى تحقيق مطالب الناس بجدية، ويضع مصلحة الوطن والشعب نصب عينيه دائمًا. يتميز المهندس عمرو أبو السعود، بالمرونة والجدية والقدرة على تطوير الأداء، كما يتمتع بشعبية كبيرة وهو ما جعله يحصل على أعلى الأصوات في انتخابات مجلس الشيوخ السابقة بفارق كبير عن كل زملائه ومنافسيه، والأهم أنه يتمتع بظهير سياسي عريق، فهو يستكمل مسيرة عائلته السياسية التي تركت له تاريخ مشرف من العطاء والعمل العام، بالإضافة إلى دراسته للسياسة بعد تفوقه بإمتياز في الهندسة. أبو السعود، متابع جيد للأحداث السياسية والمجتمعية، ومرتبطًا بدائرته وله تواجد جماهيري عريض، فهو متواجد وسط الناس ويشاركهم كافة مناسباتهم، ومنزله مفتوح للجميع في أي وقت، متى تذهب لزيارته تجد نفسك أمام محفل سياسي من أهالي الدائرة وخصوصًا يوم الجمعة، تجد أبناء الفيوم من كل مكان والجميع يقدم طلباته وهو يستقبلها بحفاوة وسعادة غامرة متمنيًا من الله أن يُعينه على قضائها. نائب فريد من نوعه، فهو يؤدي دورًا تشريعيًا رقابيًا بشكل محترف، بإلإضافة إلى دوره الخدمي، وفي هذا الدور حدث ولا حرج، فإذا أردنا أن نرصد خدماته نحتاج إلى كتب ومجلدات، فخدماته تتحدث عن نفسها في جميع أنحاء المحافظة، وبمنتهى الأمانة لا يهدئ له بال حتى يجعله الله سببًا في تنفيذ أي خدمة عامة أو مطلب شعبي من المطالب. كفاءته العالية جعلته يُلقب بعملاق السياسة في محافظة الفيوم، ووجهتها السياسية المشرفة، فهو متفهم للواقع السياسي، ويتسم بالجدية والقدرة على تطوير أدائه، وهو ما جعله يتربع على الكرسي النيابي منذ عام 1997 حتى الآن، فكان أصغر عضو في مجلس الشعب وقتها، وظل عضوًا فيه واكتسب منه خبرات كثيرة جدًا ومتنوعة، وبعد ثورة 30 يونيو تحول مجلس الشعب لمجلس النواب واستحدث مجلس الشيوخ، وكان من أوائل السياسيين البارزين في هذا المجلس العريق، وظل وكيلًا أول للجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ طول فترة إنعقاده. في عام 2000 سعى الحزب الوطني الديموقراطي أن يوقف مسيرة «أبو السعود» السياسية والنيابية خوفًا من شعبيته العارمة مستخدمًا كل نفوذه في ذلك الوقت، والجميع يعلم من هو هذا الحزب حينها، لكن القاعدة العريضة وحنكته السياسية التي يتمتع بها عمرو أبو السعود كانت حائل كبير بين تحقيق هذه المكيدة، وفي عام 2005 حاول نفس الحزب بكل هيمنته وسطوته وقوته الوهمية أن يسحب البساط من تحت قدميه، إلا أن أبناء الفيوم لقنوه درسًا قاسيًا وتربع عمرو على كرسي البرلمان بإكتساح منقطع النظير من الجولة الأولى بفضل خدماته الجلية. الغريب أن رغم محاولات هذا الحزب المستميتة في محاربة مجد عائلة أبو السعود السياسي، إلا أن العائلة حصلت على كرسيين نيابيين في دورة 2005، حيث حصل المهندس عمرو أبو السعود على كرسي مجلس الشعب بإكتساح من الجولة الأولى، كما حصد عمه العمدة عبدالرؤوف أبو السعود على كرسي مجلس الشورى، كما حصل عمه اللواء عبدالقوي عبيد على كرسي الشورى الثاني والثالث للعائلة في إنتخابات التجديد النصفي بالتزكية، وذلك بفضل عطاء أبو السعود وحنكته السياسية ورصيده الكبير من حب الناس وورث عائلته من العمل العام والسيرة الطيبة. مساهمة أبو السعود الفعالة والمستمرة في قطاعي الصحة والتعليم في المحافظة زادت من شعبيته وجماهيريته، وعلى الرغم من تبرعاته الضخمة في الخدمات الصحية والطبية وبالأخص في معهد أورام الفيوم الذي يعد أكبر مساهم فيه هو وعائلته إلا أن المهندس عمرو أبو السعود لا يحب الجهر بهذه الأعمال الخيرية، فهو يعتبرها من الأعمال الإنسانية التي تتعلق بالمتاجرة مع الله. في أي محفل خيري أو أي تجمع إنساني للأعمال الخيرية في المحافظة دائمًا ما تجد اسم «أبو السعود» من أوائل الحاضرين، سواء كانت جمعيات أهلية أو تجمعات خيرية تنظمها مديرية التضامن الإجتماعي أو محافل وفاعليات تقوم بها الدولة ممثلة في الوزارة أو المحافظة أو التحالف الوطني للعمل الأهلي، فهو دؤوب في عمل الخير ومساهم كبير في جبر خواطر الناس. وأخيرًا: نصيحة هامة لأبناء الفيوم الكرام.. «أصواتكم شهادة، فلا تكتموها أعطوها لمن يستحق، دققوا وأحسنوا الإختيار في من يمثلكم ومن يرعى مصالحكم وينقل أصواتكم بأمانة ويتخذ من النزاهة والحيدة دستور عمل وحياة، من يكون لكم عونًا ولآمالكم محققًا ولوطنكم حافظًا أمينًا».