
إسرائيل تشن ضربات جوية "استباقية" ضد "أهداف عسكرية ونووية إيرانية"، وطهران تتوعد "برد قوي"
شن الجيش الإسرائيلي ضربة جوية وصفها بـ"الاستباقية"، ضد "أهداف عسكرية ونووية إيرانية"، في ساعات مبكرة من صباح يوم الجمعة، في حين توعدت القوات المسلحة الإيرانية إسرائيل بـ"ردّ قوي".
وقال أبو الفضل شكارجي، المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، إنّ "القوات المسلّحة ستردّ حتماً على هذا الهجوم الصهيوني"، مشدّداً على أنّ إسرائيل "ستدفع ثمناً باهظاً وعليها انتظار ردّ قويّ من القوات المسلّحة الإيرانية".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه "أنجز المرحلة الأولى" من هجومه ضدّ إيران، وقال في بيان "قبل قليل، أنجزنا المرحلة الأولى التي شملت غارات على عشرات الأهداف العسكرية، بما في ذلك أهداف نووية في مناطق مختلفة من إيران".
وفي إيران، أسفر الهجوم عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في الهجوم الإسرائيلي، واللواء غلام علي رشيد، قائد مقر "خاتم الأنبياء"، ومحمد مهدي طهرانجي، رئيس جامعة آزاد الإسلامية، والعالم النووي فريدون عباسي، وعدداً من المدنيين.
وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أنّ غارات جوية إسرائيلية استهدفت فجر الجمعة مرّات عدّة مفاعل نطنز، المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في وسط البلاد.
وعرض التلفزيون مشاهد لدخان كثيف يتصاعد من الموقع، قائلاً إنّ "منشأة نطنز للتخصيب أصيبت مرات عدة" بالقصف الجوي الإسرائيلي.
كما أفاد التلفزيون الرسمي بأن الدفاعات الجوية الإيرانية تعمل "بكامل طاقتها" بعد الانفجارات. كما أعلن توقف حركة الملاحة في مطار الإمام الخميني.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن فجر الجمعة بدء قصف عشرات الأهداف في أنحاء إيران المرتبطة بالبرنامج النووي ومنشآت عسكرية أخرى. وأطلق على العملية اسم "أمة الأسود".
وعقد في حينها، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.
وتأتي الضربة الإسرائيلية في وقت كان من المقرر فيه أن يعقد المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون جولة سادسة من المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني في العاصمة العمانية مسقط يوم الأحد، لكن المحادثات يبدو أنها دخلت طريقاً مسدوداً.
إعلان حالة الطوارئ في إسرائيل
وقال البيت الأبيض، إن ترامب سيرأس يوم الجمعة اجتماعاً لمجلس الأمن القومي بعد الضربات الإسرائيلية لإيران.
وفي السياق، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية في إيران.
وقال كاتس: "في أعقاب الضربة الاستباقية التي وجهتها دولة إسرائيل ضد إيران، من المتوقع شن هجوم صاروخي وطائرات مسيرة على إسرائيل وسكانها المدنيين في القريب العاجل".
وأضاف أنه وقّع "أمراً خاصاً، يُفرض بموجبه حالة طوارئ خاصة في الجبهة الداخلية في جميع أنحاء دولة إسرائيل. وعليكم الامتثال لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية والسلطات والبقاء في المناطق المحمية".
ودوّت صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، كما أعلن غلق المجال الجوي لإسرائيل أمام جميع الرحلات القادمة والمغادرة حتى إشعار آخر، وفق وزارة النقل الإسرائيلية.
واشنطن تقول إنها غير متورطة في الهجوم
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أنّ إسرائيل أبلغت الولايات المتّحدة بأنّ الضربة العسكرية التي وجّهتها إلى إيران كانت "ضرورية للدفاع عن نفسها"، محذّراً الجمهورية الإسلامية من "استهداف المصالح الأمريكية" في المنطقة.
وشدد في بيان على عدم ضلوع بلاده في الهجوم، مؤكداً أنّ "أولوية" الولايات المتحدة الآن هي حماية قواتها في المنطقة، بقوله "نحن غير ضالعين في ضربات ضد إيران وتتمثل أولوتينا المطلقة بحماية القوات الأمريكية في المنطقة".
وأضاف "أريد أن أكون واضحاً: يجب ألّا تستهدف إيران مصالح الولايات أو مواطنيها".
وفي وقت سابق الخميس، أكد الرئيس الأمريكي أنه لا "يزال ملتزماّ" بالكامل نحو إيجاد حل دبلوماسي للملف النووي الإيراني، داعياً إسرائيل إلى عدم مهاجمة إيران.
وانتقد كبير الأعضاء الديموقراطيين بلجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي جاك ريد إسرائيل، بسبب الغارات الجوية الواسعة النطاق التي نفّذتها ضدّ إيران، متهماً إياها بتعريض المنطقة والقوات الأمريكية للخطر.
وقال ريد في بيان إنّ "قرار إسرائيل المقلق بتنفيذ ضربات جوية على إيران هو تصعيد متهور قد يشعل العنف في المنطقة".
social media
وقال نتنياهو، في كلمة متلفزة فجر الجمعة، إن بلاده ضربت "قلب برنامج التخصيب النووي الإيراني"، مبيناً أن "إسرائيل ضربت في إيران منشأة نطنز النووية واستهدفت علماء".
وقال إن العملية العسكرية الإسرائيلية ضدّ إيران "ستستمر بقدر ما يلزم من الأيام. أيامٌ صعبةٌ تنتظرنا، لكنها أيضاً أيامٌ عظيمة".
وأضاف أن "إسرائيل تمرُّ بمرحلة حاسمة في تاريخها. طيارونا الشجعان يُهاجمون عدداً كبيراً من الأهداف في أنحاء إيران. وهدف العملية هو "ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية الإيرانية، والقدرات العسكرية الإيرانية".
وحذّر من أن إيران "تمتلك قدرات كبيرة لإلحاق الضرر بنا. لقد استعددنا لذلك أيضاً".
وأكد أن إيران قد خصبت ما يكفي من اليورانيوم لصنع 9 قنابل نووية، وقال إنها اتخذت في الأشهر الأخيرة خطوات غير مسبوقة نحو التسلح النووي.
يقول: "هذه الخطوات قرّبت إيران من امتلاك أسلحة نووية في وقت قصير".
ويتابع قائلاً: "قامت إيران أيضاً ببناء "مخزن ضخم" للصواريخ الباليستية. تصل هذه الصواريخ إلى إسرائيل من إيران في غضون دقائق. يحمل كل منها طناً من المتفجرات".
ويضيف أن إيران خططت لإنتاج 20 ألف صاروخ من هذا النوع في غضون ست سنوات. "لذلك نعمل على إزالتها أيضاً".
ويتابع: "لا يمكننا ترك هذه التهديدات للجيل القادم. لأنه إذا لم نتحرك الآن، فلن يكون هناك جيل آخر. إذا لم نتحرك الآن، فلن نكون هنا ببساطة".
وشكر نتنياهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على "موقفه الثابت ودعمه المستمر لبلدنا طوال سنوات رئاسته"، وقال "لقد أوضح مراراً وتكراراً: يجب ألا يُسمح لإيران أبداً بامتلاك أسلحة نووية".
وخاطب نتنياهو الشعب الإيراني بقوله: "نحن لا نكرهكم. أنتم لستم أعداءنا. لدينا عدو مشترك: نظام استبدادي يدوسكم".
ويقول نتنياهو: "على مدى ما يقرب من خمسين عاماً، حرمكم هذا النظام من فرصة الحياة الكريمة. لا شك لديّ في أن يوم تحرركم من هذا الاستبداد أقرب من أي وقت مضى. وعندما يأتي ذلك اليوم، سيجدد الإسرائيليون والإيرانيون التحالف بين شعبينا العريقين. معاً، سنبني مستقبلاً من الرخاء، مستقبلاً من السلام، مستقبلاً من الأمل".
وأكد نتنياهو أن إسرائيل تدافع عن الشرق الأوسط وشركائها الإقليميين.
وأضاف "ندافع عن العالم الحر من الإرهاب والهمجية التي ترعاها إيران وتصدرها إلى جميع أنحاء العالم. كثيرون حول العالم، حتى وإن لم يُصرّحوا بذلك صراحةً، يعلمون في قلوبهم: بفضل تصميمكم وشجاعتكم يا مواطني إسرائيل، وبفضل شجاعة مقاتلي إسرائيل، سيكون العالم أكثر أماناً".
وأشار إلى أن "ما نفعله اليوم سيُحفر في سجلات إسرائيل وجميع الأمم كنضالٍ من أجل انتصار الخير على الشر، وانتصار النور على الظلام".
توتر إقليمي
وأغلق العراق مجاله الجوي وعلّق حركة الملاحة الجوية في سائر أنحاء البلاد صباح الجمعة، بعد أن أعلنت إسرائيل أنّها شنّت غارات جوية ضد مواقع نووية وعسكرية في إيران.
وقالت وكالة الأنباء العراقية الرسمية إنّ "وزارة النقل أغلقت الأجواء العراقية وأوقفت حركة الطيران في جميع المطارات في البلاد".
وقفرت أسعار النفط بأكثر من 10 في المئة بعد الضربة الإسرائيلية على إيران.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الزمان
منذ 6 ساعات
- الزمان
وكالة الطاقة الذرية: تدمير قسم رئيسي من محطة نطنز
الأمم المتحدة (الولايات المتحدة), (أ ف ب) – أفادت إيران بأن قسما رئيسيا فوق الأرض لمنشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز قد دُمِر، وفق ما أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الجمعة. وقال غروسي في مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي 'في نطنز، دُمر القسم الواقع فوق الأرض من منشأة تجريبية لتخصيب الوقود حيث كانت إيران تنتج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة'.


موقع كتابات
منذ 6 ساعات
- موقع كتابات
هل تبقى إيران متماسكة بعد الضربة الأولى
ما يلاحظ في المشهد الأول من الهجوم على إيران، أن الضربة الأولى على الأرض الإيرانية كان مخطط لها مسبقا وليست وليدة طرف وأحد ' إسرائيل' بل الولايات المتحدة الأمريكية، كان لها الدور الكبير في الاستراتيجية المطروحة والدعم العسكري، وكيفية التنفيذ ومتى التنفيذ، وهذا يعطي للعيان أن البيت الأبيض منذ مجيء دونالد ترامب كان يخطط لهذا اليوم بوسائل وتوافقات دولية وإقليمية. ورغم الدبلوماسية التي اعتمدتها الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران وكانت سلطنة عمان مركز ووسيط للتفاوض النووي بين الأطراف، غير إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تريد نزع برنامج النووي الإيراني بالكامل وبالتالي تخلي، وتنازل إيران عن طموحاتها النووية بشكل كامل وبدون قيود. وهذا ما كان سائد عند أفكار دونالد ترامب الذي أمهل الإيرانيين 60 للموافق على الاتفاق أو الذهاب إلى خيار الحرب، وهو الذي أنهى الاتفاق النووي الذي ابرمته إيران مع الولايات المتحدة ودول أوروبية خلال ولايته الأولى، واليوم الرؤية واضحة وهي إذا لم تقبل إيران بالاتفاق المطروح على الطاولة في كما قال ستنتهي ' الإمبراطورية الإيرانية'. هذا لا شك، تطور خطير على مستوى الإقليمي والدولي ،ويحيل إلى التوجه إلى حرب مباشرة مع إيران، لكن بطريقة مخفية واجهتها إسرائيل غير أن التنفيذ والتنسيق والإستراتيجية المطروحة مقدمة من الويات المتحدة الأمريكية ، في الخطة الأمريكية استبدال الأقوال ،ولكنها لم تتغير في التنفيذ ،بمعنى إن 'دونالد ترامب ' لا يعطي الانطباع بالأقوال ، بأنه سيقوم بحرب ضد إيران كما فعل 'بوش الابن' اتجاه العراق أو أفغانستان ،ولكن دونالد ترامب يعتد على ما يبدو على استراتيجية الردع البعيدة ،وذلك بدعم ' إسرائيل' بكل ما تحتاجه من معدات عسكرية واستراتيجية و تخطيطية للحرب على إيران. وفي اتجاه أخر، يطرح السؤال: أين حلفاء إيران من هذه الموقعة؟ ، ونعني هنا روسيا الاتحادية والصين الشعبية التي تجمعهم مع طهران اتفاقيات استراتيجية في المجال العسكري والاستراتيجي؟ لماذا لم يساعدون إيران في صد الهجمات الإسرائيلية الممولة بالسلاح الأمريكي أم أن هناك تحالف خفي بين القوى العظمى لتقليص نفوذ إيران إقليمياً أو هناك توافق أمريكي روسيا في هذا الاتجاه تكون إيران مقابل أوكرانيا؟ هذه التساؤلات تبقى مطروحة ،وتعطي الانطباع إن القوى الكبرى بدأت تلعب لعبة عالمية من خلال رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط ،وهذا يمكن إدخاله في مجال التوازن الدولي بين القوى العظمى، ونعني هنا الولايات المتحدة الأمريكية و وروسيا والصين ،وتكون إيران خارج هذا الطرح الإقليمي داخل الشرق الأوسط .و بهذا الواقع الجديد ،تكون تابعة للتوجهات وهذا لن يأتي حتى يتم الموافق على تدمير قدراتها العسكرية والنووية ،هذا ما بدأ بالفعل العمل عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية من خلال دعمها الاستراتيجي والعسكري والأمني لإسرائيل لتنفيذ المأمورية.. وكما وقع لقيادة حزب الله، والضربة الإسرائيلية التي شلت حركة الحزب وأدت إلى توقف الحرب بشروط، حيث لم يكون يقبل بها الحزب الله لولا الاختراق والصدمة التي أصابت مواقعه ومحيطه وقتل هرم قياداته. لذلك، كانت ضربة صباح الجمعة مشابه وقوية على إيران من حيث عدد قتل العلماء وقتل القيادات والمواقع المستهدفة. وهذا أيضا، يطرح عدد من التأويلات أين كانت طهران من الناحية الأمنية والعسكرية، وهي تعرف أنها مندو زمن بعيد تواجه تهديدات حقيقية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، ولماذا لم تستطيع التصدي لهذا العدوان وحماية قياداتها في الصف الأول وعلماءها وبالتالي موافقة أقوالها مع أفعالها على الأرض.. وهذا يحلنا إلى طرح السؤال الأكبر هل فعلاً تنهض إيران بعد الضربة الأولى أم أننا أمام تغيير تاريخي سيغير معالم الصراع في الشرق الأوسط… في الختام، لا شك أن ما حدث صباح الجمعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو عامل أساسي لمعرفة هل فعلاً إيران تمتلك من القدرة العسكرية والبشرية، ما يمكنها من مواجهة هذه الضربات، وبالتالي مواجهة 'إسرائيل' ومحركها وداعمها الولايات المتحدة الأمريكية ورسم بذلك خريطة لتوازن القوى في الشرق الأوسط ،ومن جهة ثانية هو اختبار لحليف إيران (روسيا) هل تقوم بدعمها عسكرياً وأمنيا لمواجهة هذه الحرب أم ستتخلى عنها كما فعل مع ' بشار الأسد ' ونكون بذلك أمام إيران بواقع جديد؟ هذا ما سوف تجيب عليه الأيام القادمة.


موقع كتابات
منذ 6 ساعات
- موقع كتابات
عملية 'أسد الشعب/ الاسرائيلية
عملية 'أسد الشعب/ الاسرائيلية' كشفت زيف شعارات ولاية الفقيه الايرانية وكيف اغتالت احلام الشباب الشيعي العربي؟ *كان الشباب الشيعي الإيراني والعربي على موعد مع مستقبل مفعم بالأمل والحياة، قادر على إعادة بناء أوطانهم ودفع عجلة التنمية بمختلف المجالات، لكن نظام ولاية الفقيه في إيران أجهض طموحاتهم بشراسة، زاجًا إياهم في حروب عبثية خاسرة تُخدم أجندتها التوسعية. هذا النظام، الذي يتستر وراء شعارات دينية زائفة، لم يتورع عن التضحية بأحلام جيل بأكمله، مُستغلاً عاطفتهم الدينية لإطالة أمد بقاء رجال الدين المتشددين في السلطة، على حساب دماء الشباب الشيعة ومستقبل الأمة!. منذ الساعات الأولى لفجر الجمعة 13 حزيران 2025 عندما أطلقت إسرائيل عملية 'أسد الشعب' أو ' الاسد الصاعد' لضرب معظم المنشآت النووية والقواعد والمعسكرات العسكرية الإيرانية، وبدعم علني وصريح من البيت الأبيض. الرئيس الأمريكي 'ترامب'، في تصريح أثار صدمة عالمية، وصف الهجوم بأنه 'ممتاز' ومُعلناً أن واشنطن تريد إجبار إيران على توقيع اتفاق استسلام , ليُشبه ما وقّعته اليابان بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن لماذا يرفض الكثيرون استيعاب هذه الحقيقة الجلية؟ وكيف أدت سياسات إيران العنيدة إلى كارثة ودمار وخراب وما يزال مستمر , أزهقت معها أحلام شبابها وشباب الشيعة العراقيين ومن المنطقة؟ عملية 'شعب الأسد / الصاعد ' التي نفذتها القيادة العسكرية الإسرائيلية بدعم أمريكي واضح، كررت ببراعة سيناريو حرب 1967، عندما دمرت إسرائيل سلاح الجو المصري في ساعات. اليوم، استهدفت الضربات الإسرائيلية منشآت إيران النووية، مصانع صواريخ سجيل وخرمشهر، وقواعد الحرس الثوري، مُعطلة قدرات طهران العسكرية بنفس الدقة المدمرة. وبالاضافة وما وصلت لها اهميتها بأن عملاء الموساد، المنتشرين بالقرب من طهران، نفذوا اغتيالات متقنة بطائرات مسيرة استهدفت قادة عسكريين، علماء نوويين، ومسؤولي الحرس الثوري، ومُظهرين بالوقت نفسه وبصورة غير مباشرة الى ان إيران أصبحت مشلولة وعاجزة أمام الآلة التقنية العسكرية . هذا الاختراق المذهل يؤكد أن إسرائيل ليست مجرد حليف، بل امتداد استراتيجي لواشنطن، تُنفذ اجنداتها بدعم لوجستي واستخباراتي غير مسبوق وعصاها الغليضة التي تؤدب فيها المخالفين من دول منطقة الشرق الأوسط . إيران، بتعنتها وسوء تقديرها للوضع العسكري والسياسي، أهدرت فرصة ذهبية لتوقيع اتفاق نووي مع الولايات المتحدة، كما اقترح 'ترامب' لتجنب هذه الكارثة. لكن لو قبلت طهران المقترح الأمريكي، لكانت اليوم في طريقها للعودة تدريجياً إلى المجتمع الدولي، مُركزة على اعادة إعمار اقتصادها المنهار وتنمية شبابها. لكن، بدلاً من ذلك، اختارت المواجهة العبثية، مدفوعة بشعارات ما تزال تعتقد بها 'محور المقاومة' و'الممانعة' التي روّجتها عقوداً عبر غسل عقول مئات الآلاف من الشباب الشيعي العربي في العراق، لبنان، وسوريا. واليمن , هؤلاء الشباب، الذين سُرقت أحلامهم بشعارات 'المظلومية' و'تحرير القدس'، أصبحوا وقوداً لحرب إيرانية عبثية وخاسرة، تُبث اليوم على شاشات الأخبار العالمية، حيث تُظهر إيران مستباحة من الجو والأرض، عاجزة ومشلولة حتى عن صياغة رد فعل متماسك وما نراه هو الرد فقط يقتصر على شاشات التلفزة من قبل المسؤولين الإيرانيين. في العراق، قادة الفصائل الولائية الموالية لإيران، مثل كتائب سيد الشهداء، عصائب أهل الحق، وحركة النجباء، وحزب الله العراقي , هؤلاء القادة، الذين طالما هددوا بـ'عمليات استشهادية' كما أعلن أبو آلاء الولائي امس البارحة، تخلوا عن 'بطولاتهم'، مُستخدمين المدنيين كدروع بشرية، والتقائهم في بيوت امنة بالقرب ومُعرضين الأضرحة المقدسة لخطر الاستهداف. أن دروس التاريخ وصرخة للشباب إيران، التي صُورت في العقل الجمعي الشيعي كحامية 'لشيعة الإمام علي'، أثبتت مدى عجزها وشللها أمام القوة العسكرية الإسرائيلية ، التي نفذت عملية 'شعب الأسد' بدعم أمريكي، مُعيدة إلى الأذهان هزيمة 1967. حيرة طهران في صياغة رد فعل تُظهر أن شعارات 'المقاومة' كانت أكذوبة، بينما شباب العراق ولبنان وسوريا يدفعون الثمن. التاريخ يحمل عبراً واضحة: إيران، كما العراق في الثمانينيات أو مصر في الستينيات، لا تستطيع مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية-الأمريكية. لكن، كما يقول المثل العربي، 'لا حياة لمن تنادي' الشباب الشيعي العربي، الذي أُغرق في شعارات 'تحرير القدس'، يستحق مستقبلاً مشرقاً، لا أن يكون وقوداً لحرب عبثية اغتالت أحلامه. هذا الذل الإيراني، الذي يُبث مباشرة حاليا ويشاهده الراي العام العالمي من على شاشات القنوات الاخبارية ، يكشف زيف شعارات 'محور المقاومة'. إيران، التي روّجت لنفسها كقوة لا تُقهر، تتهاوى اليوم تحت هذه الضربات الموجعة والتي ما تزال مستمرة وبكثافة لغاية الآن ، وبدعم أمريكي يُثبت أن تل أبيب هي بالفعل 'الولاية الواحدة والخمسون' الشباب الشيعي العربي، الذي سُرقت أحلامه بشعارات 'تحرير القدس'، يدفع ثمن حرب عبثية، بينما العراق يواجه خطر التحول إلى ساحة صراع. فهل ستستيقظ الدولة العراقية لإنقاذ شعبها من هذه الهاوية؟ أم ستظل أرض الرافدين رهينة أجندات إيران وأطماع إسرائيل؟ لماذا يُضحي بشبابها تحت عباءة الدين وولاية الفقيه , منذ انقلاب 1979 الذي أطاح بنظام الشاه ليُتوّج رجال دين متعصبين بقيادة ولاية الفقيه، تحوّلت إيران إلى سجن مظلم ينضح بالقمع والإرهاب والخداع. هذا النظام الدموي، الذي يتخفى خلف عباءة آل البيت، اعتمد على ثلاثية شيطانية لضمان بقائه: سحق الشعب الإيراني تحت وطأة الفقر والقهر والجوع، تصدير الفوضى والإرهاب عبر فصائل مسلحة كـ'حزب الله' و'عصائب أهل الحق'، ومراوغة المجتمع الدولي بأكاذيب نووية . ولي الفقيه، هذا الطاغية المستبد، لا يتورع عن التضحية بكل شيء – من نفط إيران وثرواتها إلى دماء شبابها – ليبقى متمسكًا بكرسي السلطة، حتى لو كان الثمن إغراق المنطقة في جحيم حروب عبثية تُروّج بشعارات كاذبة مثل 'تحرير القدس' و'نصرة كربلاء لغرض البقاء على امبراطورية ولاية الفقيه الشيعية. أن سرقة أحلام جيل الشباب الإيراني المتعلم، الذي كان يُفترض أن يكون نواة نهضة وطنية، أُلقي في أتون حروب ولاية الفقيه الخاسرة، مُستغلاً عاطفته الدينية بحب آل البيت ليُحوّله إلى وقود لصراعات لا طائل منها. هؤلاء الشباب، بدلاً من بناء مستقبل مشرق، زُجوا في مستنقعات العراق وسوريا ولبنان مُسلحين بشعارات جوفاء عن 'المقاومة'، بينما ينهب رجال الدين ثروات البلاد، مُترفين في قصورهم بينما الشعب يتضور جوعًا. نظام ولاية الفقيه، في سعيه المقيت للبقاء، أنشأ جيشًا موازيًا – الحرس الثوري وفصائله العميلة – ليس للدفاع عن إيران، بل لقمع أبنائها المثقفين، إعدام المعارضين، وسحق أي صوت يجرؤ على انتقاد هذا الاستبداد المقنّع بعمامة دينية.ولم يكتف هذا النظام الخبيث بقمع شعبه، بل امتدت أذرعه السامة لتهديد الأمن الإقليمي والعالمي عبر شبكات إرهابية كـ'محور المقاومة'، وهي في الحقيقة محور الخراب والدمار. فصائل مثل كتائب سيد الشهداء وحركة النجباء في العراق، و'حزب الله' في لبنان، ليست سوى أدوات طهران لنشر الفوضى، مُمولة بدماء الشعب الإيراني المسروقة. هذه الفصائل، التي يقودها جبناء مثل قيس الخزعلي وأبو آلاء الولائي، فرّت اليوم إلى أضرحة النجف وكربلاء، مُتخفية بعقالات وأغطية رأس كاللصوص، خوفًا من ضربة إسرائيلية في عملية 'شعب الأسد'، تاركة الشعب العراقي درعًا بشريًا لحماية أسيادها في طهران ووسط هذا الجحيم، ظل صوت الشعب الإيراني الحقيقي يصدح عبر المقاومة الإيرانية، التي كشفت بلا كلل على مدى عقود الوجه القبيح لولاية الفقيه. هذه المقاومة، التي واجهت الإعدامات، الاغتيالات، والملاحقات حتى في المنفى، فضحت جرائم النظام – من سرقة ثروات الشعب إلى إرهابه العابر للقارات – مُقدمة أدلة دامغة في المحافل الدولية. بينما يتخفى ولي الفقيه خلف شعارات 'آل البيت'، تُظهر المقاومة أن هذا النظام ليس سوى عصابة إجرامية تُلوث سمعة الدين، مُستعدة لإبادة شعبها للحفاظ على سلطتها المزيفة. فضحت عملية 'شعب الأسد / الأسد الصاعد' عجز إيران المخزي، حيث دُمرت منشآتها النووية وقواعدها العسكرية، واغتيال قادتها وعلمائها بطائرات الموساد المسيرة بالقرب من طهران، يقف النظام في حيرة وعجز، عاجزًا عن رد فعل يُنقذ ما تبقى له من ماء وجهه. هذا الذل، الذي يُبث مباشرة على شاشات العالم، يكشف كذبة 'محور المقاومة'، التي لم تكن سوى أداة لنهب الشعوب وإغراقها في حروب عبثية. إيران، التي رفضت اتفاقًا نوويًا كان سيُعيدها إلى المجتمع الدولي، تدفع الآن ثمن تعنتها الأحمق، بينما شبابها وشباب العراق يُذبحون على مذبح ولاية الفقيه. أيها الشعب الإيراني والعراقي، متى ستستيقظون من كابوس هذا النظام الإرهابي؟ متى ستُدركون أن ولاية الفقيه ليست سوى عصابة تُتاجر بدمائكم وأحلامكم؟ الشباب، الذي كان يُفترض أن يبني مستقبلًا مشرقًا، يُضحى اليوم في حروب لا قيمة لها، بينما رجال الدين يعيشون في ترف القصور. إيران اليوم مستباحة، فصائلها جبانة، وشعوب المنطقة تدفع ثمن خداع ولاية الفقيه. فهل ستظل أرض الرافدين والفرس رهينة هذا الجحيم، أم ستنتفض لتُسقط هذا النظام الخبيث وتبني مستقبلًا يليق بكرامتها؟.