logo
ترمب يحظر دخول مواطني 12 دولة منها إيران وليبيا واليمن

ترمب يحظر دخول مواطني 12 دولة منها إيران وليبيا واليمن

Independent عربيةمنذ يوم واحد

وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الأربعاء إعلاناً يحظر دخول مواطني بعض الدول وعزا ذلك إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
أعلن ترمب أنه وقع حظر سفر جديدا يشمل رعايا 12 دولة، مشيراً إلى أنه اتخذ هذه الخطوة بسبب الهجوم الذي استهدف تظاهرة يهودية في ولاية كولورادو ونفذه رجل قالت السلطات إنه دخل البلاد بشكل غير قانوني.
وقال الرئيس الأميركي في رسالة مصورة إن "الهجوم الإرهابي الأخير في بولدر، كولورادو، سلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها بلدنا بسبب دخول رعايا أجانب من دون فحص دقيق".
ويفرض الإعلان قيوداً بشكل كامل ويحد من دخول مواطني 12 دولة هي أفغانستان وميانمار وتشاد والكونغو وغينيا الاستوائية وإريتريا وهايتي وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن.
وقال البيت الأبيض إن الإعلان يفرض قيوداً بشكل جزئي على دخول الأشخاص من سبع دول أخرى هي بوروندي وكوبا ولاوس وسيراليون وتوجو وتركمانستان وفنزويلا.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت شبكة "سي بي إس نيوز" أول من أورد أنباء عن هذا الإعلان.
وكتبت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيجيل جاكسون على إكس "يفي الرئيس ترمب بوعده بحماية الأميركيين من الجهات الأجنبية الخطرة التي تريد القدوم إلى بلادنا وإلحاق الأذى بنا".
ووفقاً لبيان صادر عن البيت الأبيض، فإن الدول التي شملها الحظر الكلي "وجد أنها تعاني من قصور فيما يتعلق بالفحص والتدقيق، وتقرر أنها تشكل خطراً كبيراً جداً على الولايات المتحدة".
خلال فترة ولايته الأولى، أعلن ترمب حظراً على دخول المواطنين من سبع دول ذات غالبية مسلمة، وأيدت المحكمة العليا الحظر في عام 2018.
لكن الرئيس السابق جو بايدن، الديمقراطي الذي خلف ترمب، ألغى الحظر في عام 2021 واصفاً إياه بأنه "وصمة عار على ضميرنا الوطني".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوراق ترمب وماسك في المعركة.. ماذا تحوي جعبة الرئيس والملياردير؟
أوراق ترمب وماسك في المعركة.. ماذا تحوي جعبة الرئيس والملياردير؟

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

أوراق ترمب وماسك في المعركة.. ماذا تحوي جعبة الرئيس والملياردير؟

اندلع خلاف علني حاد، الخميس، بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحليفه السابق، الملياردير إيلون ماسك، الذي كان عضواً رئيسياً في الدائرة الداخلية للرئيس، ومانحاً أساسياً لحملته الانتخابية. وأدى الخلاف إلى انهيار "تحالف هش" بين اثنين من أقوى رجال العالم، وقد يكون لخلافهما "عواقب وخيمة" إذا استمر أو حتى تصاعد، حسبما ذكرت "نيويورك تايمز". وبدأت التوترات تتصاعد الثلاثاء، عندما انتقد ماسك ما وصفه ترمب بـ"مشروع القانون الضخم والجميل"، إذ قال عنه الملياردير الأميركي إنه "عمل مقزز"، ما أثار دهشة قادة الجمهوريين. وصعّد ماسك الخلاف، الخميس، عندما دعا إلى عزل ترمب وسخر من علاقاته مع جيفري إبستين، المدان بارتكاب جرائم جنسية، في حين هدد الرئيس الأميركي بإلغاء العقود الفيدرالية والإعانات الضريبية لشركات ماسك. وكان ماسك، حتى وقت قريب، مؤيداً قوياً للرئيس وشخصية شبه دائمة في البيت الأبيض. وفي مناسبة تكريمه رسمياً لانتهاء فترة عمله الحكومي الأسبوع الماضي، قال ماسك إنه سيظل "صديقاً ومستشاراً" لإدارة ترمب. وتقدم صحيفة "نيويورك تامز" 8 طرق يمكن لماسك وترمب أن يلحقا بها الأذى ببعضهما البعض. ما يمكن أن يفعله ماسك تمويل حملات انتخابية تشير "نيويورك تايمز" إلى أن رجل الأعمال الأميركي يمكن أن يُوظّف ملياراته ضد ترمب وحلفائه وأجندته. وأضافت" بعد إنفاق أكثر من 250 مليون دولار في الحملة الانتخابية لترمب، يُمكن لماسك بسهولة تمويل حملات انتخابية ضد الجمهوريين". ووصف ماسك مشروع قانون السياسة الداخلية لترمب بأنه "عمل بغيض مُقزز". وهاجم قادة الكونجرس الجمهوريين، الخميس، على شبكته للتواصل الاجتماعي "إكس". كما يمكن أن يحجب ماسك أيضاً 100 مليون دولار متبقية من تعهده بدعم ترمب. مصدر إزعاج بعد ظهر الخميس، نشر ماسك استطلاع رأي على منصة "إكس" يسأل فيه عما إذا كان الوقت قد حان "لإنشاء حزب سياسي جديد في أميركا. وقد صوّت أكثر من 80% من المشاركين، البالغ عددهم قرابة مليوني شخص، بـ"نعم". ورداً على منشور يُشير إلى "وجوب عزل ترمب"، قال ماسك: "نعم". (لم يكن واضحاً تماماً ما إذا كان يوافق على العزل أم على جزء آخر من المنشور). جرّ ترمب إلى الجدل بعد أن كانت علاقتهما وثيقة لأشهر، يمكن لماسك الآن إثارة المتاعب لترمب بادعائه امتلاك معلومات داخلية. وبدون تقديم أدلة، زعم ماسك، الخميس، أن إدارة ترمب أبطأت في إصدار ملفات تتعلق بجيفري إبستين، في إشارة إلى الممول الراحل جيفري إبستين المتهم بالاتجار الجنسي، لأن اسم ترمب ظهر فيها. وكتب: "اذكروا هذا المنشور للمستقبل. ستظهر الحقيقة". وسارع الديمقراطيون في مجلس النواب إلى استغلال منشور ماسك بشأن ملفات جيفري إبستين. استخدام شركاته ضد الإدارة كتب ماسك أنه سيُوقف "فوراً" تشغيل مركبة سبيس إكس (دراجون)، التي تنقل رواد فضاء "ناسا" والإمدادات من وإلى محطة الفضاء الدولية. دفع هذا التهديد ستيف بانون، حليف ترمب وأحد أبرز منتقدي ماسك، إلى اقتراح أن "يصادر ترمب سبيس إكس الليلة قبل منتصف الليل" عبر أمر تنفيذي. ما يمكن أن يفعله ترمب إلغاء العقود مع شركات ماسك على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، قال ترمب إن إنهاء العقود الحكومية مع شركات ماسك، بما في ذلك "سبيس إكس" و"تسلا"، سيكون "أسهل طريقة لتوفير المال في ميزانيتنا". في العام الماضي، وُعدت شركات ماسك بثلاثة مليارات دولار من خلال ما يقرب من 100 عقد مع 17 وكالة حكومية. تحقيقات بشأن الهجرة وتعاطي للمخدرات دعا بانون، الخميس، إلى تحقيق رسمي في وضع ماسك المتعلق بالهجرة، قائلاً إنه على قناعة راسخة بأن الملياردير الأميركي "أجنبي غير شرعي، ويجب ترحيله من البلاد فوراً". ماسك مواطن أميركي متجنس وُلد في جنوب إفريقيا. كما دعا بانون إلى التحقيق في تعاطي ماسك للمخدرات وجهوده للاطلاع على معلومات سرية حول الخطط العسكرية المتعلقة بالصين. إلغاء التصريح الأمني اقترح بانون تعليق تصريح ماسك السري للغاية أثناء التحقيقات مع ملياردير التكنولوجيا. لكن بإمكان ترمب أيضاً إلغاء تصريح ماسك بالكامل، والذي يتمتع به كجزء من العقود الحكومية المتعلقة بعمل سبيس إكس مع ناسا. هذا سيجعل من الصعب جداً على ماسك مواصلة العمل مع الحكومة. استخدام سلطة الرئاسة يتمتع ترمب بصلاحيات واسعة النطاق، منها توقيع أوامر تنفيذية لمعاقبة الخصوم السياسيين، وتوجيه وكالات مثل وزارة العدل لبدء التحقيقات. يمكنه إنهاء بعض مشاريع ماسك المفضلة، مثل ما يسمى بوزارة الكفاءة الحكومية، بالإضافة إلى احتضانه للبيض من جنوب إفريقيا، وهو من أولويات ماسك.

هل تكون كردفان مسرح الحسم للحرب السودانية؟
هل تكون كردفان مسرح الحسم للحرب السودانية؟

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

هل تكون كردفان مسرح الحسم للحرب السودانية؟

تتجه الأنظار وسط التمدد المستمر لنطاق الحرب، التي تعصف بالسودان منذ أبريل (نيسان) 2023، نحو إقليم كردفان، لا بوصفه إحدى ساحات القتال فحسب، بل كمنطقة قد تكون لها الكلمة الفصل في مسار الصراع. فالتصعيد العسكري الذي تشهده بعض مناطق الإقليم الذي يتوسط البلاد جغرافياً ويتماس تاريخياً واجتماعياً مع الأطراف المتنازعة في الأيام الأخيرة، لم يعد ينظر إليه كحلقة في سلسلة الحرب المتنقلة من مكان إلى آخر، بل بات يحمل دلالات أعمق تتعلق بتوازن القوى وإمكانات الحسم أو التجميد، وربما إعادة تشكيل خريطة النزاع. وما تشهده كردفان من تبادل الهجمات المسلحة التي طاولت مدناً وبلدات رئيسة، وما ترافق معه من ادعاءات متبادلة بالسيطرة والانتصار، في وقت يتدهور فيه الوضع الإنساني والاقتصادي، ينذر باتساع نطاق الاشتباكات على نحو يثير القلق من انزلاق الإقليم إلى مصير يشبه دارفور. لكن إقليم كردفان، بخلاف دارفور، يحتفظ بخصائص تجعله ذا أثر مضاعف في مستقبل الحرب والسلم في السودان. فهو يشكل نقطة التقاء بين المركز والهامش، ويعد بمثابة الجسر بين شمال البلاد وجنوبها، وبين الشرق والغرب، مما يمنحه ثقلاً استراتيجياً يتجاوز حجمه السكاني أو التنوع القبلي والإثني الذي يجعل من الإقليم مرآة لتركيبة الدولة السودانية ذاتها. كما أن قربه من مناطق الإنتاج الحيوي واحتضانه لتشابكات قبلية ونضالية سابقة وتداخل النفوذ السياسي والعسكري فيه، يعززان من أهميته كبيئة حساسة قد تسرع بانعطاف كبير في مجرى الحرب. أمام هذا الواقع، يطرح المشهد في كردفان نقاط نقاش جوهرية تتجاوز ما يحدث على الأرض من اشتباكات وتقدم أو تقهقر، حول إمكان أن يقود التصعيد العسكري في الإقليم إلى نقطة تحول قد تفضي إلى إضعاف أحد طرفي النزاع بصورة تفرض واقعاً جديداً، أو تنضم كردفان إلى مناطق "اللاحرب واللاسلم"، بما يعنيه ذلك من اتساع دائرة الانهيار، وزيادة تعقيد الحلول السياسية، وعدم الحسم العسكري، وحول إمكان لعب القوى المحلية والمجتمعية دوراً كابحاً أو وسيطاً، أو أن يكون ضحية لهذه الحرب التي لا يملك مفاتيح نهايتها أحد. ممرات السيطرة عكست التحولات العسكرية الدراماتيكية خلال الأسابيع الماضية، اشتداد الصراع على ممرات السيطرة والتموضع الاستراتيجي بين القوات المسلحة وقوات "الدعم السريع". ففي مدينة الأبيض، عاصمة الإقليم والمركز الحيوي لولاية شمال كردفان، أدى قصف عنيف إلى سقوط عشرات الضحايا، بينما يعيش آلاف النازحين في ظروف إنسانية متدهورة داخل مراكز إيواء تفتقر إلى أدنى مقومات الأمان. وعلى خط مواز، واصلت "الدعم السريع" توسيع نطاق هجماتها، فارضة حصاراً خانقاً على مدينة بارا، وعمدت إلى عزلها عبر السيطرة على طرق الإمداد وتقييد الاتصالات باعتقال عشرات المدنيين وتدمير واسع. وألقت هذه التحركات بظلالها على الوضع الاقتصادي الهش للمدينة، التي تعتمد على التحويلات الخارجية والأسواق المحلية، لتدخل في أزمة خانقة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في المقابل، شنت القوات المسلحة هجمات جوية مركزة على مواقع "الدعم السريع"، في محاولة لاستعادة السيطرة على الأرض. ومع تصاعد التوترات، شهدت مدن النهود والخوي والدبيبات تبدلاً متكرراً في السيطرة. فقد أعلنت "الدعم السريع" سيطرتها على هذه المدن، ووصفت الأمر بأنه نقطة تحول في ميزان المواجهة، قبل أن يعود الجيش ليؤكد استعادة بعضها ويعلن تكبيد "الدعم السريع" خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، مدعوماً بقوة مشتركة من الحركات المسلحة، إلا أن السيطرة على الأرض بقيت متقلبة، إذ سرعان ما عاودت "الدعم السريع" التقدم، معلنة مرة أخرى سيطرتها على منطقتي الدبيبات والخوي، مترافقة مع هجمات على منشآت حيوية في كوستي، أبرز شرايين إمداد الجيش نحو دارفور. وقد ترافقت هذه المعارك مع اتهامات متبادلة بارتكاب مجازر وانتهاكات جسيمة، وسط عجز تام عن التحقق المستقل من الوقائع في ظل انعدام التغطية الميدانية. أصبح النزوح الجماعي السمة الطاغية، إذ وثقت المنظمات الدولية فرار آلاف الأسر من الخوي والنهود، وتوزعهم بين ولايات كردفان. وبينما تتسابق أطراف الصراع للسيطرة على المناطق الجغرافية، تبدو كردفان ساحة مفتوحة لحرب استنزاف تتبدل فيها خطوط النار بلا نهاية قريبة تلوح في الأفق. شريان اقتصادي تعد منطقة كردفان، بشقيها الشمالي والغربي، من أغنى أقاليم السودان بالموارد الاقتصادية الطبيعية والأنشطة التجارية الحيوية، مما يجعلها مركزاً للصراع المحموم بين الجيش و"الدعم السريع". فالصراع الدائر ليس محض نزاع عسكري على الأرض فحسب، بل هو في جوهره صراع على الموارد والسيطرة على مفاتيح الاقتصاد في بلد تتهاوى مؤسساته بفعل الحرب. تمثل مدينة الأبيض نقطة ارتكاز في شبكة التجارة الحيوية للماشية، حيث تتقاطع القوافل القادمة من مختلف ولايات كردفان عابرة شمالاً إلى مصر، أو شرقاً عبر البحر الأحمر نحو موانئ السودان التي تعد بوابة لتصدير الماشية إلى السعودية ودول الخليج. هذه الحركة التجارية، المتجذرة منذ قرون، تمثل شرياناً اقتصادياً أساسياً لكثير من المجتمعات المحلية والجهات الفاعلة، وهو ما يجعل السيطرة على كردفان مكسباً اقتصادياً، يفوق قيمته الرمزية أو الجغرافية. في هذا السياق، تبرز تجارة الصمغ العربي بوصفها مورداً استراتيجياً آخر. فأشجار الهشاب المنتشرة في المساحات الشاسعة خارج مدينة الأبيض توفر الصمغ الذي يعد من أهم صادرات السودان، على رغم أن الدولة لا تمارس عليه سيطرة مباشرة بسبب الطبيعة التقليدية للإنتاج بواسطة المجتمعات الريفية. ومع ذلك، فإن موقع الأبيض كمركز لبورصة الصمغ العربي، وكمقر لعدد من المؤسسات الاقتصادية، يمنحها أهمية استثنائية. قيمة الصمغ العربي الاقتصادية كسلعة استراتيجية على المدى البعيد تدفع أطراف النزاع للتفكير في توظيفه كمصدر لتمويل الحرب، خصوصاً إذا طال أمد النزاع، والسيطرة عليه تمكن أحد طرفي النزاع من التأثير المباشر في تسعير وتوزيع هذه السلعة الحيوية. وفي الجنوب الغربي، تضاف معركة السيطرة على مدينة الفولة، عاصمة غرب كردفان، إلى خريطة الحرب الاقتصادية، نظراً إلى احتوائها على أحد أهم حقول النفط في السودان. كما أن التهديد الذي تفرضه قوات "الدعم السريع" على مصفاة الأبيض، وهي منشأة حيوية في شمال كردفان، يكشف عن نية إعادة تشكيل خريطة السيطرة على أصول الطاقة والبنية التحتية النفطية. توازن متأرجح في قلب الجغرافيا السودانية، تتربع كردفان كمنصة محورية تملي إحداثيات الحرب والسلام. وبمساحتها الشاسعة التي تربط الغرب بالوسط والشمال، وتموضعها بين دارفور وجنوب السودان، لا تعد كردفان مجرد إقليم إداري، بل رقعة استراتيجية ذات أثر حاسم في مستقبل الدولة السودانية الممزقة. تمتد كردفان عبر ثلاث ولايات، شمال وجنوب وغرب كردفان، وتتشكل من طيف متنوع من التضاريس، من السهول الرعوية شمالاً، إلى المرتفعات الوعرة جنوباً، حيث تترسخ مواقع "الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال"، بقيادة عبدالعزيز الحلو في كاودا، العاصمة المعلنة لما يسمى بـ"المناطق المحررة". هذه الجغرافيا الصلبة كثيراً ما شكلت مأوى للقوى المسلحة، بما في ذلك الجيش والحركات، والآن قوات "الدعم السريع" التي اقتحمت مدينة الفولة عاصمة غرب كردفان، لتكسر بذلك حاجز التوزع الجغرافي وتفرض وجوداً فعلياً على الأرض. تتجاوز التقاطعات العسكرية في كردفان السيطرة على المدن، فطرق الإمداد التي تخترق الأبيض والنهود وأبو زبد تمثل الشرايين اللوجستية التي تربط الخرطوم بالغرب، وتجعل من كردفان محوراً مهماً لأي تموضع استراتيجي. كما يعد الإقليم نقطة ارتكاز رمزية في خطاب الهوية الوطنية، والسيطرة عليه تمنح الأطراف المتحاربة قدرة على ادعاء تمثيل "السودان العميق"، في الامتداد القبلي والثقافي المتشابك بين قبائل المسيرية والبقارة والنوبة وغيرها. هذه التعددية، وإن كانت مصدراً للثقل السياسي، فإنها أيضاً هشاشة محتملة قد تفجر صراعات إثنية ما لم تدر بحكمة. أما على مستوى توازن القوى، فإن المشهد في كردفان لا يقوم على حياد الحركة الشعبية كما يبدو ظاهرياً، بل يتوزع ولاؤها بين جناحين متعارضين، فالحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو تميل ميدانياً وسياسياً إلى التنسيق مع قوات "الدعم السريع"، فيما ترتبط الحركة جناح مالك عقار من مضاربها في الأنقسنا على تخوم الإقليم، بتحالف معلن مع الجيش السوداني، بذلك تتمدد الحركة الشعبية على مسرح عسكري أكبر من حدود الإقليم. هذا التوازن المتأرجح لا ينبئ فقط باستمرار الحرب، بل يفتح الباب أمام احتمالات توسعها إلى صراع إقليمي إذا ما استغلت التناقضات الداخلية من أطراف خارجية، خصوصاً عبر الحدود المفتوحة مع جنوب السودان. سيناريوهات محتملة من هذا المشهد المركب، يمكن تصور ثلاثة سيناريوهات: الأول، ذو الطابع العسكري التقليدي، يفترض أن الجيش السوداني أو "الدعم السريع" سيحسم المعركة في كردفان عبر تحركات مباشرة وتكتيك هجومي منظم، لكن طبيعة الأرض المفتوحة في شمال كردفان، وتحصينات الجيش في الأبيض، وتماسك بعض المكونات القبلية، تجعل من هذا الحسم مكلفاً وغير مرجح في المدى المنظور. أما السيناريو الثاني، فيقوم على حال توازن ميداني هش، إذ تتقاسم القوى الثلاث: الجيش، و"الدعم السريع"، والحركة الشعبية، مناطق النفوذ في كردفان، ضمن خطوط تماس غير مستقرة. في هذا التصور، يصبح الإقليم بمثابة منطقة "تجميد صراع"، تستخدم في رهانات سياسية أو ترتيبات ما بعد الحرب. السيناريو الثالث، وهو الأكثر ترجيحاً، يتمثل في تفكك تدريجي في نسيج كردفان الأهلي، يتحول معه الإقليم إلى مسرح لصراع متعدد الأطراف، تغذيه التحالفات القبلية المتبدلة، والنزوح الكثيف، والفراغات الأمنية الناتجة من تراجع هيبة الدولة. دخول "الدعم السريع" إلى الفولة وبابنوسة، وسط احتجاج اجتماعي متصاعد، يكشف عن ديناميكيات داخلية قابلة للانفجار. ومع وجود نازحين من بابنوسة داخل الفولة التي سقطت بيد "الدعم السريع"، تتضاعف احتمالات الانفلات الأهلي، خصوصاً إذا اندفعت بعض القبائل نحو التسلح الذاتي أو انخرطت في تحالفات ظرفية مع أحد طرفي الحرب. في هذا السيناريو، يدخل إقليم كردفان مرحلة يتراجع خلالها منطق الدولة، وتظهر مناطق نفوذ لا مركزية، فيما تبرز احتمالات تدخل إقليمي عبر بوابة جنوب السودان. وهنا لا تحسم الحرب عسكرياً بقدر ما تستهلك في صراع أهلي مفتوح، ينسف الخرائط القديمة ويعيد تعريف مركز الثقل في السودان.

مصالح اقتصادية تربط "غزة الإنسانية" بشركة استثمار في شيكاغو
مصالح اقتصادية تربط "غزة الإنسانية" بشركة استثمار في شيكاغو

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

مصالح اقتصادية تربط "غزة الإنسانية" بشركة استثمار في شيكاغو

تملك شركة استثمار خاص مقرها شيكاغو، يسيطر عليها أحد أفراد العائلة التي أسست شركة النشر الأميركية "راند ماكنالي"، "مصالح اقتصادية" في شركة خدمات لوجستية تشارك في عملية توزيع المساعدات الجديدة المثيرة للجدل في غزة. وقال متحدث باسم "ماكنالي كابيتال"، التي أسسها وارد ماكنالي عام 2008، لـ"رويترز"، إن الشركة ساعدت في "دعم تأسيس" شركة "سيف ريتش سولوشنز". وهي شركة هادفة للربح تأسست في ولاية وايومنج في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحسب ما تظهر سجلات التسجيل في الولاية. قرب مراكز التوزيع وهي في دائرة الضوء بسبب ارتباطها بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، التي بدأت الأسبوع الماضي توزيع المساعدات في القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب. وعلقت المؤسسة عملها الأربعاء الماضي، بعد وقائع إطلاق نار أسقطت عشرات القتلى كانوا في طريقهم لتسلم المساعدات قرب مراكز التوزيع التابعة لها، واستقال مديرها الشهر الماضي قبيل بدء عملياتها. وقال المتحدث باسم الشركة "قدمت (ماكنالي كابيتال) المشورة الإدارية لـ(سيف ريتش سولوشنز)، وعملت بالتعاون مع أطراف متعددة لتمكين الأخيرة من تنفيذ مهمتها". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضاف "في حين أن (ماكنالي كابيتال) لديها مصالح اقتصادية في (سيف ريتش سولوشنز)، فإن الشركة لا تديرها فعلياً، وليس لها دور تشغيلي يومي". يدير "سيف ريتش سولوشنز" مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية اسمه فيل رايلي، لكن لم يكشف عن ملكيتها من قبل، ولم تتمكن "رويترز" من تحديد الجهة التي تمول المؤسسة المنشأة حديثاً. ولم يقدم المتحدث تفاصيل عن حجم الاستثمار في "سيف ريتش سولوشنز" من شركة "ماكنالي كابيتال"، التي تقول إنها تدير استثمارات بقيمة 380 مليون دولار. وارد مؤسس "ماكنالي كابيتال" هو من سلالة المؤسس المشارك لشركة "راند ماكنالي"، وباعت العائلة شركة النشر عام 1997. وأكد متحدث باسم "سيف ريتش سولوشنز"، أنها تعمل مع "مؤسسة غزة الإنسانية"، لكنه أحجم عن الرد على أسئلة محددة حول ملكيتها. ولم ترد "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي استأنفت توزيع المساعدات اليوم الخميس، على طلب للتعليق. وفي حين قالت كل من إسرائيل والولايات المتحدة إنهما لا تمولان المؤسسة، وإنهما تريدان من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية العمل معها، وقالتا إن المساعدات الموزعة عبر شبكة الأمم المتحدة القائمة منذ فترة طويلة يتحول مسارها لتصل إلى "حماس"، التي بدورها تنفي ذلك. فوضى وإراقة دماء ومنعت إسرائيل دخول جميع المساعدات تقريباً إلى غزة لمدة 11 أسبوعاً حتى الـ19 من مايو (أيار)، وسمحت منذ ذلك الحين بدخول شحنات محدودة، معظمها تحت إشراف "مؤسسة غزة الإنسانية". وضغطت المؤسسة هذا الأسبوع على إسرائيل لتعزيز سلامة المدنيين في محيط مواقع التوزيع، بعد أن قال مسؤولو الصحة في غزة إن 27 فلسطينياً في الأقل قتلوا وأصيب عشرات بنيران إسرائيلية بالقرب من أحد مواقع توزيع المساعدات يوم الثلاثاء الماضي، وهو ثالث يوم على التوالي يشهد فوضى وإراقة دماء تعصفان بعملية المساعدات. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته فتحت النار يوم الثلاثاء على أشخاص اعتبرت أنهم يشكلون تهديداً بعد خروجهم عن طريق محدد بالقرب من مركز التوزيع في رفح، وأضاف أنه يحقق في الواقعة. ورفضت الأمم المتحدة ومعظم منظمات الإغاثة الأخرى العمل مع المؤسسة، وعزت ذلك إلى الافتقار للحياد وإضفاء الطابع العسكري على توزيع المساعدات وإجبار السكان على النزوح. وقال مصدران مطلعان على العمليات إن "سيف ريتش سولوشنز" تتعاقد فرعياً مع شركة الأمن الأميركية الخاصة "يو. جي سولوشنز"، التي توفر أفراداً من عسكريين سابقين في الجيش الأميركي لحراسة مواقع التوزيع ونقل المساعدات، ولم تستجب "يو. جي سولوشنز" لطلب للتعليق. وقال المتحدث باسم "سيف ريتش سولوشنز" في بيان إنه تحت قيادة رايلي، "تجمع الشركة فريقاً متعدد التخصصات من الخبراء في الأمن وإدارة سلاسل التوريد والشؤون الإنسانية". ولدى "ماكنالي كابيتال" استثمارات في شركات للتعاقد في مجال الدفاع، ومن بين الشركات التي استحوذت عليها "أوربيس أوبيريشنز" المتخصصة في توظيف ضباط سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. ولم ترد "أوربيس" على مكالمات هاتفية للتعليق، وكان رايلي يعمل لدى "أوربيس".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store