
بأية حال عُدت يا يوم الصحافة؟
بأية حال عُدت يا يوم الصحافة؟
قبل 1 دقيقة
قبل يومين، كان العالم يحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من مايو (أيار) من كل عام. ولكن هذا الاحتفال يأتي هذه المرة بينما تبلغ حرية الصحافة «أسوأ مستوياتها على الإطلاق»، وتواجه «تهديداً غير مسبوق»، في الوقت الذي يُهيمن فيه الغموض على مستقبلها.
لذلك، لن يكون مُستغرباً إذا استدعى الصحافيون، والمؤمنون بحرية الصحافة عموماً، بيت المتنبي الشهير الذي قال فيه: عيد بأية حال عُدت يا عيد... بما مضى أم بأمر فيك تجديد.
في هذا اليوم، يحتفي الصحافيون، والمؤمنون بالمعايير الإنسانية والمهنية والأخلاقية التي تحكم عمل الصحافة، بيومها العالمي، بينما تعاني من أوضاع كارثية؛ إذ يستمر قتل الصحافيين في غزة بلا هوادة، ليخرق الأسقف كلها، ويبلغ مستويات قياسية، وتنتقل الضغوط التي يواجهها الصحافيون ومؤسساتهم من العالم الثالث، لتظهر بوضوح في ديمقراطيات عريقة، بينما تستمر وسائل «التواصل الاجتماعي»، ومعها مُستحدثات الذكاء الاصطناعي، في تغيير عالم الإعلام، وإرباك مستقبله.
يقول الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في الرسالة التي وجهها احتفاء بتلك المناسبة: «تواجه حرية الصحافة في الوقت الراهن تهديداً غير مسبوق، بينما يزداد عمل الصحافيين صعوبة وخطورة عاماً تلو الآخر؛ حيث يتعرضون للاعتداءات والاحتجاز والرقابة والترهيب والعنف والموت، لمجرد قيامهم بعملهم، ويزداد عدد القتلى في صفوفهم في مناطق النزاع، ولا سيما في غزة».
تظل غزة أكبر بؤرة للعنف ضد الصحافيين، منذ اندلاع هجوم «طوفان الأقصى»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ حيث تُقدِّر المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة عدد القتلى من الصحافيين في تلك المنطقة، بما يراوح بين 170 و220، وهو رقم ضخم وغير مسبوق، وستزيد تكلفته عندما نعرف أن بعض هؤلاء الصحافيين قُتلوا مع أفراد من عائلاتهم.
وفضلاً عن عمليات القتل المنهجية ضد الصحافيين، عمدت السلطات الإسرائيلية إلى غل أيدي الصحافيين الدوليين عن تغطية تفاعلات الصراع على الأرض، بينما واصلت شن هجمات قضائية وبوليسية على الصحافيين المحليين، لتجعل من عملية التغطية المُستقلة والمُتوازنة مسألة مستحيلة.
ليست تلك هي كل الأنباء السيئة؛ إذ واصلت الولايات المتحدة الأميركية تحولاتها الصادمة إزاء حرية الرأي والتعبير؛ ليس فقط من خلال الأوامر التنفيذية التي استهدفت مؤسسات الإعلام العمومية، بغرض تفكيكها وقطع التمويل الحكومي عنها، ولكن أيضاً عبر تقييد عمل بعض المؤسسات الكبرى، ومنعها من أداء مهامها، فضلاً عن ممارسة ضغوط اقتصادية عليها، لجعلها غير قادرة على الاستمرار في الوفاء بدورها.
تأتي تلك الأنباء السيئة كلها، في وقت يبدو مستقبل الصحافة فيه غامضاً كما لم يكن من قبل، أو هذا -على الأقل- ما أظهرته نتائج استطلاع للرأي أجراه «معهد (رويترز) لدراسات الصحافة» في وقت سابق من العام الحالي؛ حيث تراجع معدل الثقة في مستقبل الصحافة ليبلغ 41 في المائة في 2025، مقابل 47 في المائة في 2024.
كان من المفترض أن ترفد وسائل «التواصل الاجتماعي» العمل الإعلامي بزخم إيجابي متجدد؛ إذ صُممت تلك الوسائل لتعزز أدوار الانفتاح والتدفق المعلوماتي، ولتمنح صوتاً لمن لا صوت له، كما قيل لنا في بدايات ظهورها. ولكن التجربة العملية أفادت بأن تلك الوسائل خضعت لعملية تحكم مركزية، عبر شركات التكنولوجيا الكبرى المُشغِّلة لها، وأنها وظفت ديناميات التفاعل، والخوارزميات، ومعايير الاستخدام، لكي تُحد من حرية الكلام، أو تؤطره، في الوقت الذي لم تُحد فيه من السطو على الوظيفة الإخبارية لوسائل الإعلام المؤسساتية، ولم تحمها من الاعتداء على ملكيتها الفكرية، عبر استخدام منتجاتها من دون تعويض مالي مناسب.
أما الذكاء الاصطناعي، فبدا كسَيفٍ ذي حدين في علاقته بالصحافة؛ أحدهما نعرف إيجابياته جيداً؛ ومنها تسريع انتقال الأخبار، وتقليص التكلفة المالية لإنتاجها، وتحسين المُنتج الإخباري، ولكن حده الآخر كان مؤلماً وضاراً؛ إذ عزز ممكنات التضليل ونشر الأكاذيب، وروَّج خطاب الكراهية على أوسع النطاقات، وعمَّق خطورة عمل الخوارزميات، وضاعف أضرارها.
ولذلك، فقد أفاد تقرير منظمة «مراسلون بلا حدود» السنوي، في نسخته الأخيرة، بأن وضع حرية الصحافة «يبلغ أسوأ مستوياته على الإطلاق في 2025؛ حيث يعيش أكثر من نصف سكان العالم في دول يُصنَّف وضعها الصحافي بأنه خطير للغاية».
لم يتوقع أكثر المتشائمين إزاء مستقبل حرية الصحافة هذا السيناريو الكارثي في أسواء الكوابيس وأكثرها سوداوية، ولكن هذا ما جرى، وهكذا أضحت حرية الصحافة في بداية الربع الثاني من القرن الحادي والعشرين، وهو أمر ستكون له عواقب خطيرة.
نقلا عن الشرق الاوسط

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 19 ساعات
- وكالة الصحافة اليمنية
محذرا من موت 14 ألف رضيع في غزة.. مسؤول أممي يخرج عن صمته ويكشف جملة من جرائم 'إسرائيل'
متابعات / وكالة الصحافة اليمنية // حذر المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، اليوم الخميس، من موت 14 ألف رضيع في قطاع غزة ما لم تدخل المساعدات إلى القطاع الآن. ودعا فخري في مقال له في صحيفة 'الغارديان' البريطانية، الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى كسر الحصار غير القانوني ووقف تجويع 2.3 مليون فلسطيني. وأشار فخري، إلى أن مخزون برنامج الغذاء العالمي من الطعام المخصص لمطابخ غزة نفد في 25 أبريل/نيسان، فيما أغلق مطبخ 'وورلد سنترال' عملياته في 7 مايو/أيار. وأكد أن هذا الأمر ليس جديداً، إذ تستخدم 'إسرائيل' الجوع كسلاح ضد المدنيين في غزة منذ عام 2000. عندما أعلن بنيامين نتنياهو في الأول من مارس أن 'دخول جميع السلع والإمدادات إلى قطاع غزة [سيتم] إيقافه'. وأشار إلى نتنياهو كان يتحدى القانون الدولي بشكل صارخ، متجاهلاً مذكرة المحكمة الجنائية الدولية التي تدعو إلى اعتقاله بتهمة ارتكاب جريمة حرب التجويع والتدابير المؤقتة التي اتخذتها محكمة العدل الدولية في مارس 2024، والتي تعترف بأن المجاعة والموت جوعاً منتشران في غزة، ما يخلق خطر الإبادة الجماعية. وأكد أن المسؤولين الإسرائيليين، إلى جانب السفير الأميركي لدى 'إسرائيل' مايك هاكابي، اشترطوا إطلاق حماس سراح الرهائن لتوفير الإغاثة الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين. وأضاف: 'في حين أن أخذ الرهائن محظور بموجب القانون الدولي، فلا توجد حالة يمكن فيها استخدام المساعدات الإنسانية للمدنيين كورقة مساومة'. ولفت إلى أن 50% من سكان غزة كانوا يعانون من الجوع قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكان 80% منهم يعتمدون على الإغاثة الإنسانية، في الوقت الذي كانت تصل فيه 500 شاحنة مُحمّلة بالإمدادات يومياً. وأكد أن الفلسطينيين في غزة، بعد 19 شهراً من حملة التجويع، يحتاجون إلى أكثر بكثير من 500 شاحنة يومياً. وأشار إلى أن 'إسرائيل' قدمت خطة مساعدات لغزة وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بأنها لا تستند إلى المبادئ القانونية الدولية للإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد، بل هي نظام 'السيطرة على المساعدات وتقييدها بلا رحمة حتى آخر سعرة حرارية وحبة دقيق'. محاولة 'لتسليح المساعدات' وأقر بأن خطة المساعدات الإسرائيلية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسراً وجمعهم في جنوب غزة، تحت مراقبة دقيقة من مرتزقة أو قوات إسرائيلية مسلحة، مذكراً بأن الأمم المتحدة وصفت هذه الخطة بأنها ' استراتيجية عسكرية' و'محاولة متعمدة لتسليح المساعدات'. وذكر أيضاً بتصريح 'اليونيسف' وقولها إن 'إسرائيل تستخدم المساعدات طُعماً لجذب المدنيين إلى المناطق العسكرية، ما يُجبرهم على الاختيار بين النزوح والموت'. وأشار إلى أن الولايات المتحدة قد تتولى خطة المساعدة في 'إسرائيل'، ولكن ستدير عملية الحكومة الأميركية مؤسسة خاصة، وهي مؤسسة غزة الإنسانية، وبدعم من الحماية العسكرية الإسرائيلية. وانتقد المؤسسة، مشيراً إلى أنها غامضة ولا توجد تفاصيل واضحة حول مصدر تمويلها أو كيفية عملها في غزة. وبغض النظر عمن يديرها، فقد رفضت الأمم المتحدة هذه الخطة 'صنع في إسرائيل'، وقرر خبراء تدعمهم الأمم المتحدة أنها خطة لن تمنع المجاعة. وأوضح المقرر الأممي أن كل هذا يحدث في حين أن مئات الشاحنات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة موجودة على حدود غزة مستعدة للدخول والاستفادة من شبكات الإغاثة القائمة منذ فترة طويلة، مذكراً بقصف الاحتلال سفينة مدنية غير مسلحة عندما حاولت إحضار مساعدات إنسانية إلى غزة. وتابع فخري: 'بينما تتوافق وحشية إسرائيل وقسوة الولايات المتحدة مع تصريحاتهما العلنية، كان رد الفعل الدولي بطيئاً ومروعاً'، واستعاد في هذا السياق تصريح المملكة المتحدة وفرنسا وكندا: 'إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ إجراءات ملموسة أخرى رداً على ذلك'. وأشار إلى أن المملكة المتحدة علقت المفاوضات التجارية مع 'إسرائيل'، مضيفاً: 'على مدى 19 شهراً، تابعتُ من كثب الوضع في غزة، وشهدتُ كيف جوعت إسرائيل مليون طفل في غزة. في هذه المرحلة، تبدو التهديدات السياسية الواهية وتعليق المفاوضات التجارية مجرد هراء'. وقال: 'عندما يعجز مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء بشأن تهديد للسلام أو الأمن بسبب استخدام حق النقض (الفيتو)، يُخول ميثاق الأمم المتحدة الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتدخل من خلال ما يُسمى بند الاتحاد من أجل السلام' الذي يمكّن من إصدار قرار يدعو قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى مرافقة القوافل الإنسانية وإيصال المساعدات اللازمة إلى غزة. واتهم 'إسرائيل' بأنها تخطط لإلحاق أكبر قدر ممكن من الألم والضرر بجميع سكان غزة، بعدما شنّت هجوماً برياً مكثفاً أُطلق عليه اسم 'عملية عربات جدعون'. وأوضح أن تصاعد عنف 'إسرائيل' في الأراضي الفلسطينية المحتلة يأتي بعدما منعت دخول جميع المواد الغذائية والمياه والإمدادات إلى غزة لأكثر من 75 يوماً، مشيراً إلى أن معدلات سوء التغذية الحاد ارتفعت لدى الأطفال بأكثر من 80% في مارس، فيما ارتفع سعر دقيق القمح بنسبة 3000% منذ فبراير.


المشهد اليمني الأول
منذ 2 أيام
- المشهد اليمني الأول
"الرئيس المشاط" بذكرى الوحدة اليمنية: الوحدة خيار إيماني وعقائدي.. والعدوان لن يمر دون حساب
أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، أن الذكرى الخامسة والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية تُمثل مناسبة وطنية عظيمة يستلهم فيها الشعب اليمني الإرادة والعزم لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تحاول النيل من كيانه واستقلاله. وجدد خلال خطابه بهذه المناسبة التهنئة للشعب اليمني ولقيادة الثورة والعلماء والنخب والقوات المسلحة والأمن وقبائل اليمن العظيمة، مشيدًا بإنجاز الوحدة الذي لم يكن مجرد اتحاد جغرافي بل كان وحدة قلوب ومصير وثوابت. وقال المشاط إن الوحدة ليست مجرد حدث تاريخي أو شعارات نظرية، بل هي ضمانة الشعب اليمني لعزته وسيادته، وهي السبيل الوحيد لتجاوز الصعوبات والانحرافات التي مر بها الوطن، مؤكداً أن أي محاولة لإصلاح الأخطاء عبر التقسيم والمطالبات الانفصالية هي مسار خاطئ لا يؤدي إلا إلى تمزيق النسيج الوطني وتقويض الأمن والاستقرار. وأشار إلى أن الشعب اليمني أثبت عبر التاريخ أنه قادر على الحفاظ على وحدته حتى في أحلك الظروف، سواء في وجه الاستعمار البريطاني الذي احتل الجنوب، أو في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي والإماراتي الحالي، مؤكدًا أن كل من خانوا الوحدة وانحازوا للمحتل يعيشون اليوم في فنادق الخارج، بينما يتحمل المواطن البسيط في المناطق المحتلة آثار هذا الخيانة من انعدام الخدمات وضياع الحقوق. وشدد على أن الوحدة ليست خيارًا عاطفيًا فقط، بل هي رؤية إيمانية ووطنية وعقلانية قائمة على إدراك عميق بأن التفتيت ليس حلاً، بل هو دمار شامل يهدد الكيان الوطني ويُضعف الأمة العربية والإسلامية. وأكد أن الروابط الدينية والقومية بين أبناء الشعب اليمني أقوى بكثير من المؤامرات التي تحاك من بعض القوى المرتبطة بالأجنبي والتي تسعى لتفكيك الدولة وتمزيق النسيج الاجتماعي. وأشاد الرئيس المشاط بموقف الشعب اليمني الموحد في دعمه اللامحدود للقضية الفلسطينية، وقال إن ما جسده اليمن خلال معركة 'طوفان الأقصى' من إجماع وطني ضد العدوان الصهيوني الأمريكي يُعد نموذجًا حيًا لوحدة المصير العربي والإسلامي، مضيفًا أن صدى اسم 'اليمن' في المحافل الدولية وب mouths العدو والصديق دليلٌ قاطعٌ على أن الوحدة اليمنية باقية ولن تنكسر رغم كل المؤامرات. وأعلن أن مشروع التقسيم والانفصال قد فشل أمام إرادة الشعب اليمني الذي أثبت عبر التاريخ أنه قادر على حماية وطنه من كل محاولات التفتيت، مشيرًا إلى أن شعبنا الذي طرد الاحتلال البريطاني في الجنوب وحقق استقلاله لن يسمح لأي قوة خارجية بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء أو المس بسيادته الوطنية. وحذر دول العدوان والميليشيات التابعة لها من أي محاولة للمساس بوحدة اليمن الجغرافية والسياسية، مؤكداً أن القوات المسلحة والأمن ستظل على أهبة الاستعداد لمواجهة أي اعتداء، وأن الجهاد والنضال سيستمران حتى تحرير آخر شبر من الأرض اليمنية وطرد الغزاة والاحتلال. وفي الشأن الفلسطيني، جدد المشاط موقف اليمن الثابت في دعم الشعب الفلسطيني وأهلنا في قطاع غزة، قائلاً: 'لا يضركم خذلان الخاذلين، فالله معكم ونحن معكم، ودمكم دمنا وألمكم ألمنا'، مؤكدًا أن القرار اليمني بالاستمرار في عمليات الإسناد العسكري والميداني لغزة سيظل مستمراً مهما كانت التبعات، وأن كل المقدرات العسكرية والبشرية في خدمة المقاومة الفلسطينية حتى يرفع الحصار ويُوقف العدوان. ووجه المشاط رسالة مباشرة للشعب الفلسطيني في غزة، قال فيها إن اليمن سيبقى إلى جانبهم، وأن كل ما يملكه الشعب اليمني سيكون في خدمتهم حتى يتحقق النصر، مؤكداً أن ثروات الأمة الإسلامية والعربية التي تذهب اليوم لخدمة أعدائها لن تكون إلا سببًا في تعزيز المقاومة ودعم المظلومين. وعن العلاقات الدولية، أكد أن الوعود الأمريكية، خاصة من الإدارة السابقة برئاسة ترامب، لم تكن سوى سراب، وراءه المصالح والخداع والحقد، مشيرًا إلى أن التجربة اليمنية مع الولايات المتحدة كشفت للعالم أن الخطر الحقيقي على الملاحة الدولية والسلم العالمي ليس في البحر الأحمر، بل في دعم أمريكا وإسرائيل للإرهاب والاحتلال. وانتقد المشاط الصمت العربي الرسمي إزاء ما يجري في فلسطين، وذكر أن القمة العربية في بغداد كان يمكن أن تكون فرصة لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، لكنها فشلت في تقديم موقف عملي يعكس حجم المسؤولية تجاه القضية الأم للأمة. واختتم كلمته بتذكير الجميع بأن الصراع القائم اليوم ليس فقط مع الشعب الفلسطيني، بل هو صراع عربي وإسلامي عام، حيث تستهدف إسرائيل ومن يقف خلفها ليس فقط غزة أو لبنان أو اليمن، بل تستهدف الأمة بأكملها، وبالتالي فإن مواجهتها مسؤولية جماعية تفرضها وحدة المصير والتاريخ والدين.


اليمن الآن
منذ 2 أيام
- اليمن الآن
دعم أوروبي.. الإعلان عن تخصيص 80 مليون يورو للأعمال الإنسانية في اليمن
أعلنت المفوضية الأوروبية، الأربعاء، عن تخصيص 80 مليون يورو كمساعدات إنسانية لليمن خلال عام 2025، وذلك في إطار التزام الاتحاد الأوروبي المستمر بدعم الشعب اليمني في مواجهة التحديات الإنسانية المتفاقمة. وأوضحت المفوضية، في بيان رسمي، أنها خصصت 80 مليون يورو (نحو 90.624 مليون دولار أمريكي) كمساعدات إنسانية ستُنفذ من خلال شركاء الاتحاد الأوروبي في العمل الإنساني، ومن بينهم وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، ممن يواصلون تقديم الدعم للفئات الأكثر تضررًا من النزاع المسلح، والنزوح، وتداعيات الأزمات المناخية المتكررة. وبحسب البيان، تتضمن المساعدات المقررة دعماً لبرامج الحماية الإنسانية، بما يشمل أنشطة إزالة الألغام والتوعية بمخاطرها، بهدف حماية المدنيين وتعزيز سلامتهم في المناطق المتأثرة بالصراع. ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع انعقاد الاجتماع السابع لكبار المسؤولين المعنيين بالأوضاع الإنسانية في اليمن، والذي تستضيفه العاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة مفوضة الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية، وحاجة لحبيب، إلى جانب ممثلين عن عدد من الدول والجهات المانحة. وفي اليوم نفسه، حذّر معهد DT الأمريكي، من أن أي تقليص كبير في تمويل المساعدات الإنسانية لليمن قد يُفضي إلى تداعيات إنسانية وخيمة، داعياً الدول المانحة إلى تجديد التزاماتها المالية لضمان استمرار العمليات الإغاثية دون انقطاع. وكانت دعت 116 منظمة إغاثية دولية ومحلية، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، المجتمع الدولي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، محذرة من أن البلاد على شفا كارثة غير مسبوقة بسبب استمرار حرب المليشيا والانهيار الاقتصادي والصدمات المناخية. وأكدت المنظمات، في بيان مشترك قبيل اجتماع كبار المسؤولين، أن نقص التمويل الحاد يهدد بتفاقم الوضع، حيث لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 سوى بنسبة أقل من 10% بعد خمسة أشهر من العام، مما أدى إلى تقليص المساعدات الحيوية لملايين اليمنيين، بمن في ذلك النساء والأطفال والنازحون واللاجئون.