logo
3 محطات نحو الانهيار.. كيف تتخطى المجاعة حدود الجسد؟

3 محطات نحو الانهيار.. كيف تتخطى المجاعة حدود الجسد؟

يقف آلاف الفلسطينيين في مشهد معتاد أمام المطابخ الخيرية في غزة، ينتظرون وجبات لسد الرمق.
تحذّر إدارات هذه المطابخ من نفاد مخزونها خلال أيام، بينما تواصل الأمم المتحدة دق ناقوس الخطر، فهناك نصف مليون إنسان في القطاع يواجهون المجاعة، وكل السكان بلا استثناء تحت تهديدها، بعد شهور طويلة من الصراع.
هذا المشهد ليس مجرد مأساة لحظة، بل مقدمة لسلسلة من التحولات الجسدية والنفسية التي تمتد آثارها.
الجوع تحت الأنقاض
الأشخاص الأكثر تعرضاً للآثار المادية للمجاعة هم العالقون في ظروف قاسية مثل الأنقاض أو الحصار.
هؤلاء يواجهون مشاكل قاتلة، من بينها الجوع الممتد لأيام، وهو ما يطلق سلسلة من التغيرات البيولوجية داخل أجسادهم.
يوضح أوزدن أوركتشو، أخصائي التغذية والنظام الغذائي في مستشفى NPISTANBUL للدماغ، أن بقاء الإنسان بلا طعام لمدة 72 ساعة قد يقوده إلى انهيار الأنسجة العضلية، نقص حاد في الفيتامينات والمعادن، واضطرابات خطيرة في الجهاز الهضمي.
مراحل الجوع
يشرح أوركتشو أن الجوع الناتج عن الحرمان القسري يمر بثلاث مراحل رئيسية.
في المرحلة الأولى، يحافظ الجسم على مستويات الجلوكوز عبر تكسير الجليكوجين المخزن في الكبد، لكن هذا المخزون لا يكفي سوى لساعات قليلة.
بعدها يبدأ الجسم في استهلاك الدهون والبروتينات لإنتاج الطاقة، بينما يحاول الدماغ تقليل استخدامه للجلوكوز لحماية موارده المحدودة.
أما المرحلة الثانية، التي قد تمتد لأسابيع، فيتحول خلالها الجسم إلى استخدام الدهون كمصدر رئيسي للطاقة، وتنتج الكبد أجساماً كيتونية يستعين بها الدماغ.
لكن هذه العملية تأتي على حساب البروتينات "غير الأساسية"، ما يؤدي تدريجياً إلى تدهور العضلات.
وفي المرحلة الثالثة، بعد نفاد مخزون الدهون، يصبح البروتين المصدر الأساسي للطاقة. هنا تبدأ العضلات - وهي أكبر مخزون بروتيني في الجسم - في التلاشي سريعاً، ويتدهور عمل الخلايا، فتظهر أعراض مثل فقدان الوزن الحاد، الارتباك الذهني، وزيادة القابلية للأمراض المعدية.
يرافق هذه المرحلة علامات جسدية واضحة: تقشر الجلد، تساقط الشعر، تغير لونه، ووذمة كبيرة تؤدي إلى تورم الأطراف السفلية والبطن.
ماذا يحدث إذا لم تأكل شيئاً لثلاثة أيام؟
بعد ست إلى عشر ساعات من الصيام، يستهلك الجسم معظم مخزون الجلوكوز.
خلال 12 إلى 16 ساعة، يتزايد الاعتماد على الأجسام الكيتونية، بينما يدخل الجسم في عملية "الالتهام الذاتي"، وهي إعادة تدوير الخلايا التالفة والبكتيريا لإنتاج خلايا أكثر صحة.
لكن بعد 24 إلى 32 ساعة، يتوقف الجسم عن استخدام الجليكوجين ويعتمد كلياً على الدهون، ويزداد إفراز هرمون النمو لحماية العضلات.
عند الوصول إلى 72 ساعة، تبدأ السلبيات بالتفوق: انهيار الأنسجة العضلية، نقص حاد في الفيتامينات والمعادن، واضطرابات معوية يصعب تداركها دون تدخل طبي.
خطر الشبع بعد الجوع
حين يحصل الجسم على الغذاء بعد فترة تجويع طويلة، قد تحدث "متلازمة إعادة التغذية"، وهي حالة خطيرة تحدث خلال أيام قليلة.
تتسبب في ضعف، تشنجات عضلية، نوبات، وأحياناً وفاة، نتيجة دخول الغلوكوز بسرعة إلى الخلايا وسحب الفوسفات والبوتاسيوم والمغنيسيوم وفيتامين B1 من الدم.
للوقاية منها، ينصح أوركتشو بإعادة التغذية ببطء: 20 سعرة حرارية لكل كيلوجرام من وزن الجسم في الأسبوع الأول، مع مكملات الفيتامينات، وتجنب السكريات السريعة الامتصاص.
الأمراض الناتجة عن المجاعة
الجوع الطويل لا يقتل مباشرة، بل يفتح الباب لأمراض خطيرة. ضعف المناعة الناتج عن نقص الفيتامينات والمعادن يجعل العدوى القاتل الأكبر. في المرحلة النهائية، قد يصاب الجسم بمرضين رئيسيين:
• الكواشيوركور: ينتج عن نقص البروتين، ويسبب تورماً في الأطراف وانتفاخ البطن، مع تغيّر لون الشعر إلى الأصفر المحمر.
• الماراسموس: نقص شديد في السعرات الحرارية والبروتين يؤدي إلى هزال حاد، انكماش الجلد، وجحوظ العينين.
كما تزداد احتمالات الإصابة بفقر الدم، النكاف الناتج عن نقص اليود، وأمراض نقص الفيتامينات مثل العشى الليلي (فيتامين أ)، مرض بري بري (فيتامين ب1)، والاسقربوط (فيتامين ج). أما نقص فيتامين د، فيؤدي إلى تلين العظام، وإن كان نادراً أثناء المجاعة لاعتماده على الشمس أكثر من الغذاء.
ذاكرة الجوع
المجاعة ليست حدثاً يختفي بانتهاء الجوع. أظهرت دراسة "شتاء الجوع الهولندي" خلال الحرب العالمية الثانية أن الأطفال الذين عاشوا في أرحام أمهاتهم أثناء المجاعة عانوا لاحقاً من أمراض القلب والسكري واضطرابات نفسية، رغم أنهم كبروا في بيئات غذائية كافية. يفسر العلماء ذلك بـ"الذاكرة الجينية"، أي أن ضغوط المجاعة تترك تعديلات في التعبير الجيني تنتقل إلى الأجيال اللاحقة.
هذه التغيرات لا تغيّر تسلسل الحمض النووي، لكنها تؤثر في نشاط الجينات عبر آليات مثل "مثيلة الحمض النووي"، التي قد توقف بعض الجينات أو تنشطها. هكذا يتكيف الجسم مع الإجهاد عبر تغيير مسارات الأيض وتنظيم تخزين الدهون والجلوكوز. لكن هذه التكيفات، المفيدة للبقاء في بيئة قاسية، قد تصبح عبئاً في بيئات طبيعية، مسببة أمراضاً مزمنة.
الجوع يترك بصماته
لا يقتصر أثر المجاعة على الجسد؛ بل يمتد إلى الدماغ. نقص الغذاء أثناء الحمل والطفولة المبكرة يغير من نمو الدماغ ووظائفه، ما ينعكس على القدرات الإدراكية والمزاج في أجيال لم تعش المجاعة نفسها.
التجارب على الحيوانات دعمت هذه الفرضية: الفئران التي تعرضت لنظام غذائي محدود أثناء الحمل أنجبت ذرية أظهرت قلقاً أكبر وسلوكيات تغذية مضطربة، وهي تغيرات جينية وراثية رغم أن الأحفاد لم يمروا بالمجاعة.
استراتيجيات البقاء
حتى الأجيال التي نجت من الجوع تحمل ندوبه. في تجربة أجرتها جامعة سانت ماري في تكساس عام 2017، خضعت فئران بالغة لفترات مجاعة متقطعة، ففقدت 20% من كتلتها في الفترتين الأوليين و30% في الثالثة.
أظهرت الفئران تكيفات فسيولوجية مثل انخفاض حرارة الجسم ومستويات السكر، وكأنها "تهيئ نفسها" للمجاعة التالية. يشير ذلك إلى أن الجوع لا يغيّر فقط الأفراد، بل يعيد تشكيل استراتيجيات أجسادهم وأحفادهم للتعامل مع الأزمات المقبلة.
المجاعة كتهديد عالمي
وفق منظمة الصحة العالمية، يعد الجوع أخطر تهديد على البشر اليوم. عندما تضرب المجاعة، ترتفع الوفيات بشكل كبير، خصوصاً بين الأطفال، ليس فقط بسبب نقص الطعام، بل أيضاً بسبب الأمراض المعدية، فقدان وظائف الأعضاء، وضعف الاستجابة المناعية.
الجوع في غزة
ما يحدث في غزة اليوم ليس فقط مأساة إنسانية آنية، بل حدث سيترك بصماته على الصحة العامة والوراثة في المنطقة لعقود قادمة.
الأجساد التي تفقد عضلاتها تحت الحصار، والأطفال الذين يولدون لأمهات جائعات، قد يحملون في حمضهم النووي "ذاكرة جوع" ستحدد مسارات حياتهم وحياة أبنائهم.
المجاعة، إذن، ليست مجرد حرمان من الطعام، بل عملية بيولوجية ونفسية ووراثية معقدة، تبدأ بفقدان الوزن، وتنتهي بإعادة تشكيل الإنسان نفسه. وفي غزة، كما في تجارب التاريخ، يثبت الجوع أنه يتخطى حدود اللحظة، ليصبح جزءاً من الحكاية الممتدة
GB
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هذه الأطعمة تغنيكِ عن «المكمّلات الفيتامينية»
هذه الأطعمة تغنيكِ عن «المكمّلات الفيتامينية»

زهرة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • زهرة الخليج

هذه الأطعمة تغنيكِ عن «المكمّلات الفيتامينية»

#تغذية وريجيم بلا شك تُعد الفيتامينات ضرورية لصحة الجسم، ووظائفه الحيوية، فهي تساهم في تعزيز المناعة، وتحسين صحة العظام والأسنان، والحفاظ على صحة الجلد والشعر، وزيادة مستويات الطاقة، ودعم وظائف الجهاز العصبي، والمساعدة في عمليات الأيض، فضلًا عن أهميتها القصوى في دعم الجهاز المناعي، مثل: فيتامينَيْ: (C، وD)، اللذَين يلعبان دورًا حاسمًا في تعزيز وظائف الجهاز المناعي، ما يساعد الجسم على مقاومة الأمراض والعدوى. وتشكّل الفيتامينات حلًا سريعًا لاستعادة الطاقة وتقوية مناعة الجسم وحيويته. لكن، لماذا لا نفكر في الاستفادة من الفيتامينات الطبيعية عن طريق بعض الأطعمة، التي تحقق الغرض ذاته؟ يشير خبراء الصحة، في موقع «مايو كلينك»، إلى مجموعة من الأطعمة التي تحقق هذا الهدف، فهي غنية بالفيتامينات الطبيعية، ولها فوائد جمة، ومن أبرزها: هذه الأطعمة تغنيكِ عن «المكمّلات الفيتامينية» - التوت: جميع أنواع التوت بألوانها وأشكالها مفيدة لصحة الجسم، فهي تحتوي على معظم أنواع الفيتامينات، ويمكن أن تُحدث فرقًا إيجابيًا في صحة الجسم، كما تحتوي على مضادات أكسدة قوية تدعم صحة القلب، وتحارب الالتهابات. - العدس: كثيرة هي الفيتامينات التي يحتويها العدس، مثل: «B1»، و«B2»، و«B5»، و«B6»، و«B9»، لذلك يُحسِّن عمليات الأيض، ويخفض الكوليسترول الضار، ويخفف الالتهابات، ويقوم بالدور الفيتاميني ذاته الذي يؤديه الحمص والفاصوليا في خدمة صحة الجسم. هذه الأطعمة تغنيكِ عن «المكمّلات الفيتامينية» - البابايا: تُعد ثمرة البابايا الاستوائية مصدرًا ممتازًا لفيتامينات: «A»، و«C»، و«B5»، و«B9»، و«E»، وهي توفّر حمض الفوليك للجسم، وتدعم صحة الهرمونات والخلايا، وتقوّي المناعة، وتساعد في تسهيل عملية الهضم، وتقلل الالتهابات، كما تُعزّز صحة القلب والدماغ. - الأسماك الدهنية: تغطّي الأسماك الدهنية، مثل: السلمون والسردين، الاحتياجات اليومية الغذائية؛ لاحتوائها على أحماض «أوميغا 3» المفيدة لصحة القلب والدماغ. هذه الأطعمة تغنيكِ عن «المكمّلات الفيتامينية» - السبانخ: تُعد من الخضروات الورقية الغنية بالعناصر الغذائية الفيتامينية الضرورية، وتحتوي على فيتامينات: «A»، و«C»، و«B1»، و«B2»، و«B3»، فتُساهم في خفض ارتفاع ضغط الدم، وتقي السكتات الدماغية المفاجئة. وإذا استعرضنا أين توجد الفيتامينات الرئيسية في الأطعمة، فسنجد مثلًا: فيتامين (A) في الجزر، والبطاطا الحلوة، والسبانخ، والكبدة. أما فيتامين (C)، فهو موجود في البرتقال، والليمون، والفلفل الأحمر، والبروكلي. وفيتامين (D) يتوافر في الأسماك الدهنية كالسلمون والسردين، والبيض، والحليب المدعّم. بينما يوجد فيتامين (E) في المكسرات، خاصة اللوز والبندق، وبذور دوار الشمس، والزيوت النباتية.

مستقبل غزة البائس.. الاعتماد على المساعدات ومواجهة الدمار.. 30 مليار دولار الأضرار المادية للحرب.. و19 مليار دولار خسارة فى الناتج الاقتصادى
مستقبل غزة البائس.. الاعتماد على المساعدات ومواجهة الدمار.. 30 مليار دولار الأضرار المادية للحرب.. و19 مليار دولار خسارة فى الناتج الاقتصادى

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

مستقبل غزة البائس.. الاعتماد على المساعدات ومواجهة الدمار.. 30 مليار دولار الأضرار المادية للحرب.. و19 مليار دولار خسارة فى الناتج الاقتصادى

على مدار أسبوعين، انصبّ اهتمام العالم على إنهاء الجوع المتفشي في غزة، حيث حثّت الأمم المتحدة إسرائيل على السماح بدخول المزيد من المساعدات، ولجأت بعض الدول العربية والغربية إلى الإنزال الجوي. حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن دور أمريكي أكبر في توزيع الغذاء، وإن كان بتفاصيل شحيحة. إلا أن سكان غزة أفادوا بأن القليل لم يتغير على أرض الواقع: فالطعام لا يزال شحيحًا للغاية، وانعدام القانون يعيق التوزيع، وازدهار السوق السوداء يجعل المواد الغذائية الأساسية بعيدة عن متناول معظم الناس. المساعدات التي تصل بالكاد تكفي لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السعرات الحرارية. ويقدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن سكان غزة، البالغ عددهم مليوني نسمة، يحتاجون إلى ٦٢ ألف طن من الغذاء شهريًا للبقاء على قيد الحياة، لكن إسرائيل لم تسمح بدخول سوى حوالي ٣٢٪ من تلك الكمية منذ مارس. وتُنهب قوافل المساعدات بشكل روتيني قبل وصولها إلى وجهاتها. وارتفعت الأسعار في السوق السوداء بشكل حاد: إذ بلغ سعر كيس الدقيق الآن ما يقرب من ١٨ ضعفًا من قيمته قبل الحرب، بينما تُباع المنتجات البسيطة بأسعار باهظة. وبالنسبة للكثيرين، يُعدّ الحصول على حبة بطاطس واحدة ترفًا. أزمة صحية ذات آثار مدى الحياة تقع العواقب وخيمة على أطفال غزة. وتشير ليلى بيكر، من وكالة تنظيم الأسرة التابعة للأمم المتحدة، إلى أن واحدة من كل ثلاث حالات حمل أصبحت الآن عالية الخطورة، وأن واحدًا من كل خمسة أطفال يولد قبل أوانه أو يعاني من نقص الوزن - وهي زيادة حادة عن أرقام ما قبل الحرب. وقد أدى سوء التغذية الحاد، الذي يتتبعه التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) المدعوم من الأمم المتحدة، إلى إدخال ٢٠ ألف طفل إلى المستشفيات في غضون ثلاثة أشهر فقط. وحتى أولئك الذين لم يدخلوا المستشفيات يعانون: فالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والمشاكل الصحية طويلة الأمد، بما في ذلك أمراض القلب وضعف الإدراك. يُهدد نقص الفيتامينات والأغذية الطازجة، الذي تفاقم بسبب إغلاق معظم المخابز، نمو أدمغة الأطفال. وكما يُظهر التاريخ والأبحاث الطبية، فإن آثار هذا الحرمان تستمر مدى الحياة، حتى لو زادت تدفقات المساعدات في المستقبل. انهيار اقتصاد غزة وبنيتها التحتية قبل الحرب، كان اقتصاد غزة يعاني بالفعل من حصار فُرض بعد سيطرة حركة حماس على السلطة عام ٢٠٠٧. كان نصف القوى العاملة عاطلة عن العمل؛ بينما كان أكثر من ٦٠٪ يعتمدون على المساعدات. ومع ذلك، كان القطاع قادرًا في السابق على تلبية بعض احتياجاته الأساسية - فقد وفرت المزارع المحلية والمصانع الصغيرة الغذاء وفرص العمل، واستمر النظام الهش. لقد حطم ما يقرب من عامين من الحرب ما تبقى. ستكون إعادة الإعمار مهمة جسيمة. تُقدر الأمم المتحدة أن الحرب تسببت في أضرار مادية بقيمة ٣٠ مليار دولار وخسارة في الناتج الاقتصادي بقيمة ١٩ مليار دولار - ومن المرجح أن ترتفع هذه الأرقام. مع وجود ٥٣ مليون طن من الأنقاض المتناثرة في غزة - أي ما يعادل ٣٠ ضعفًا من حطام هجمات ١١ سبتمبر - قد يستغرق تطهيرها وحده عقودًا. لقد دُمّرت الزراعة بشكل كبير: دُمّرت ٨٠٪ من الأراضي الزراعية و٨٤٪ من الدفيئات الزراعية، وكادت الماشية أن تُفقَد. الطرق المتضررة تجعل نقل أي منتج يمكن زراعته شبه مستحيل. وبالمثل، المدارس والمستشفيات والمصانع في حالة خراب. مستقبل لا يُطاق وشعب محاصر حتى لو وصلت مساعدات واسعة النطاق، فإنها لا تستطيع إصلاح الضرر العميق وطويل الأمد. تُؤكّد اتفاقيات جنيف على حق المدنيين في الفرار من الحرب، لكن العديد من الفلسطينيين يخشون النفي الدائم. في الحكومة الإسرائيلية أصواتٌ تدعو علنًا إلى إعادة توطين اليهود وإخراج الفلسطينيين من غزة. ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إعادة احتلال القطاع، ويحلم ائتلافه اليميني المتطرف بإعادة بناء المستوطنات. حتى لو تعثرت هذه الطموحات، فإن الدمار الذي حل بالفعل يترك سكان غزة أمام خيار قاتم: إما البقاء في أرضٍ أصبحت شبه غير صالحة للسكن، أو السعي للفرار، غير متأكدين من إمكانية العودة يومًا ما. أزمة إنسانية بلا نهاية في الأفق إن أزمة غزة الحالية ليست مجرد نتيجة للحرب، بل هي لمحة عن مستقبلٍ يسوده التبعية واليأس. ما لم يُقدّم العالم مساعداتٍ كبيرةً وطويلة الأمد، ويواصل الضغط من أجل حلٍّ سياسي، ستبقى غزة تحت رحمة القوى الخارجية لسنواتٍ قادمة - مكانًا يكون فيه البقاء اليومي، وليس التعافي، هو الاحتمال الواقعي الوحيد. الدبلوماسية الاستعراضية وعواقبها غير المقصودة..لماذا الاعتراف بفلسطين لا معنى له وضار؟ مع اقتراب حرب غزة من عامها الثاني، دفع الإحباط الدولي قادة فرنسا وبريطانيا وكندا إلى التعهد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. بالنسبة للكثيرين، تبدو هذه الخطوة موقفًا أخلاقيًا، وفعلًا طال انتظاره لتحقيق العدالة وسط سفك دماء متواصل وجمود سياسي. ومع ذلك، وكما يُجادل ستيفن أ. كوك من مجلس العلاقات الخارجية، فإن هذه الإعلانات هي في معظمها استعراضية، ومن غير المرجح أن تُحقق تقدمًا ملموسًا للفلسطينيين، بل قد تُفاقم الأمور في بعض النواحي. الاعتراف المشروط والحسابات السياسية في حين عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاعتراف دون شروط مسبقة صريحة، ربطت الحكومتان البريطانية والكندية الاعتراف بمعايير محددة، مثل تحسين الظروف الإنسانية وانتخابات السلطة الفلسطينية التي تُستبعد حماس. ويُشير كوك إلى أن مثل هذه الشروط تُقوّض الأساس الأخلاقي، وتكشف عن حسابات سياسية بدلًا من التزام حقيقي بإقامة دولة فلسطينية. بالنسبة لقادة مثل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، لعبت الضغوط السياسية الداخلية - وخاصة من الدوائر الانتخابية الصاخبة التي تنتقد إسرائيل - دورًا مهمًا. على الرغم من الثقل الرمزي لهذه اللفتات، فإن تأثيرها على أرض الواقع ضئيل. من غير المرجح أن يُغير اعتراف فرنسا والمملكة المتحدة وكندا الحقائق على الأرض أو يضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات، وكما يشير كوك، أثارت هذه الإعلانات ردود فعل عنيفة من المسئولين الإسرائيليين، حيث دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى ضم الضفة الغربية ردًا على ذلك، ومن الجمهوريين الأمريكيين، الذين حذروا من توتر العلاقات عبر الأطلسي وهددوا بجعل المفاوضات التجارية أكثر صعوبة. الخلافات الدبلوماسية والمفارقة السياسية أدى الجدل الدائر حول الاعتراف إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين الحلفاء الغربيين. لجأ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى وسائل التواصل الاجتماعي مهددًا بعواقب وخيمة على موقف كندا، بينما انتقد الجمهوريون داخل الولايات المتحدة هذه الخطوة باعتبارها مكافأة لحماس. حتى بعض الديمقراطيين، رغم دعمهم، يُقرّون بمحدودية التأثير العملي. يُسلّط كوك الضوء على المفارقة: إذا كان الاعتراف "الصواب والأخلاقي"، فلماذا الانتظار حتى الآن، بعد عقود من الفرص الضائعة؟ كان بإمكان المملكة المتحدة وفرنسا وكندا الاعتراف بفلسطين خلال عملية أوسلو في التسعينيات، أو بعد خطاب جورج دبليو بوش حول سياسة الدولتين عام ٢٠٠٢، أو خلال محطات دبلوماسية رئيسية أخرى. لكن بدلاً من ذلك، تأتي هذه البادرة في لحظة استقطاب عميق وانعدام ثقة متبادل - وهو ما يُمكن القول إنه أقل الأوقات ملاءمةً لإحراز تقدم حقيقي. لا دولة للاعتراف بها - ولا طريق للمضي قدمًا في نهاية المطاف، يكمن جوهر حجة كوك في أن الاعتراف الرمزي لا يُمكن أن يُغني عن التقدم الفعلي نحو حل الدولتين. وبينما اعترفت ١٤٧ دولة عضوًا في الأمم المتحدة بفلسطين بالفعل، فإن الاعتراف الوحيد المهم حقًا هو اعتراف إسرائيل - وقد ابتعد الرأي العام والسياسي الإسرائيلي بشكل حاسم عن دعم الدولة الفلسطينية. تُظهر استطلاعات الرأي أن ٢٣٪ فقط من الإسرائيليين اليهود يؤيدون حل الدولتين، وأن الحكومة الإسرائيلية تُركز على الضم أكثر من تركيزها على المفاوضات. يخلص كوك إلى أن الدعم الرمزي من المجتمع الدولي، وإن كان حسن النية ربما، إلا أنه لا يُغيّر واقع القوة والسياسة. قد يُجادل الفلسطينيون - وهم مُحقّون من حيث المبدأ - بأن حقهم في الدولة لا يتطلب موافقة خارجية. لكن في الوضع الراهن، فإن اعتراف العواصم الغربية ليس أكثر من سراب دبلوماسي. فبدون قبول إسرائيلي ومسار حقيقي للسلام، "لن يكون هناك حل دولتين، وبالتالي لن تكون هناك فلسطين للاعتراف بها". ما وراء التلويح بالفضيلة في حين أن الرغبة في "فعل شيء ما" حيال مأساة غزة أمر مفهوم، يُحذّر كوك من أن التلويح بالفضيلة من قِبَل الحكومات الغربية يُخاطر ليس فقط بعدم الأهمية، بل بضرر محتمل - إذ يُؤجج ردود الفعل الدبلوماسية، ويُصلّب المواقف الإسرائيلية، ويُعمّق الانقسامات السياسية دون تحقيق التطلعات الفلسطينية. ويشير إلى أن التقدم الحقيقي سوف يتطلب أكثر من مجرد الاعتراف الرمزي: فهو يتطلب مشاركة مستدامة وموثوقة مع الحقائق الصعبة التي تحدد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. غزة تحت الأنقاض.. لكن الأمل لا يموت..حجم الدمار فى القطاع.. تقديرات غير مؤكدة وصور الأقمار الصناعية تكشف الحقيقة بعد مرور ما يقارب العام على اندلاع الحرب، لا يزال حجم الدمار الحقيقي في غزة ضخمًا ومبهمًا. بينما تصدر السلطات المحلية التابعة لحركة حماس أرقامًا يومية حول القتلى، إلا أن مصداقيتها مشكوك فيها على نطاق واسع بسبب قلة وجود المراقبين المستقلين، حيث يُمنع الصحفيون الأجانب عادة من دخول القطاع إلا إذا كانوا برفقة القوات الإسرائيلية. في غياب البيانات الموثوقة، لجأ الباحثون إلى استخدام صور الأقمار الصناعية وتقنيات النمذجة المتقدمة لتقييم الخسائر، وكشفوا أن حجم الدمار قد يتجاوز بكثير حتى أسوأ التقديرات الرسمية. تقدّر وكالة يونوسات، التابعة للأمم المتحدة والمتخصصة في تحليل الأقمار الصناعية، أنه بحلول أوائل أبريل ٢٠٢٥، سيتعرض أكثر من ١٩٠٫٠٠٠ مبنى في غزة، أي ما يعادل حوالي ٧٠٪ من إجمالي المباني في القطاع قبل الحرب، لأضرار. من بين هذه المباني، دُمّر ما يقارب ١٠٢٫٠٠٠ بشكل كامل. وبحسب البنك الدولي، يعني هذا فقدان نحو ٣٠٠٫٠٠٠ منزل، بما في ذلك ٧٧٪ من المباني السكنية في غزة. من جهة أخرى، يعتمد برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) على حساب كمية الأنقاض لتقدير حجم الأضرار، حيث تشير أحدث الأرقام إلى أن غزة تحتوي الآن على ٥٣.٥ مليون طن من الأنقاض، بزيادة قدرها ١٣٣٪ خلال ١٥ شهرًا فقط. إزالة هذه الأنقاض قد يستغرق عقودًا، ويُعد تحديًا لوجستيًا غير مسبوق في التاريخ الحديث. النزوح الجماعي والطوارئ الإنسانية قبل اندلاع الحرب، كان سكان غزة، الذين يقدر عددهم بحوالي مليوني نسمة - نصفهم من الأطفال - يعيشون في منطقة مساحتها ٣٦٥ كيلومترًا مربعًا فقط، ما يعكس كثافة سكانية مماثلة لتلك الموجودة في مدريد. وبحلول أواخر يوليو ٢٠٢٥، أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية والنزوح الجماعي إلى حشر السكان في ١٢.٧٪ فقط من مساحة القطاع، حيث أصبحوا مضطرين للعيش في خيام مؤقتة. أصبحت هذه المناطق الآن من بين أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم. تكاد الخدمات الأساسية تختفي تمامًا، فقد أفادت الأمم المتحدة أنه بحلول الأول من أغسطس/آب، تم قصف ٧٦٪ من مدارس غزة، وتعرضت ٩٥٪ من المستشفيات لأضرار كبيرة. وتسبب انهيار الرعاية الصحية، والصرف الصحي، وإمدادات الغذاء في حدوث آلاف الوفيات غير المباشرة، مما زاد من عدد الضحايا نتيجة القصف والاشتباكات. يصعب استيعاب حجم الخسائر البشرية، إذ تشير دراسة رئيسية أجراها مايكل سباغات من جامعة رويال هولواي وزملاؤه إلى أن ما بين ٤٥٠٠ و١٢٥٠٠ من سكان غزة قد لقوا حتفهم بحلول يناير/كانون الثاني ٢٠٢٥ بسبب أسباب غير مرتبطة مباشرة بالعنف، مثل المرض والجوع ونقص الرعاية الصحية. وفيما يتعلق بالوفيات الناتجة عن العنف، يتراوح العدد بين ٦٠٫٠٠٠ و٩٠٫٠٠٠ شخص حتى أوائل عام ٢٠٢٥، وهو ما يتجاوز بكثير الأرقام الرسمية التي كانت تشير إلى ٤٧٫٥٠٠ شخص في ذلك الوقت. وقد بلغ عدد الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن أكثر من نصف إجمالي الوفيات. إذا استمرت الفجوة بين التقديرات الأكاديمية والإحصاءات الرسمية، قد يصل عدد الضحايا إلى ٤-٥٪ من سكان غزة قبل الحرب. وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد ضحايا الإصابات المباشرة قد يتراوح بين ٥٥٫٠٠٠ و٧٩٫٠٠٠ شخص بحلول يونيو/حزيران ٢٠٢٤. إلى جانب الخسائر المباشرة، خلّفت الحرب أثرًا ديموغرافيًا صادمًا، حيث انخفض متوسط العمر المتوقع في غزة بأكثر من ٣٥ عامًا. هذا الانخفاض المدمر يُشبه إلى حد كبير آثار الإبادة الجماعية في رواندا، ويتجاوز من حيث النسبة الخسائر التي تكبدتها الصين خلال "القفزة الكبرى للأمام". بالنسبة للناجين، تظل التوقعات قاتمة: فمع تدمير البنية التحتية وندرة الخدمات المتبقية، أصبحت الحياة اليومية مليئة بالمعاناة وانعدام الأمان. ستكون عملية إعادة الإعمار ضخمة للغاية. يُقدّر البنك الدولي تكلفتها بنحو ٥٣ مليار دولار، أي أكثر من ضعف إجمالي الناتج المحلي لقطاع غزة والضفة الغربية قبل الحرب. ومع هذا الدمار الهائل في البنية التحتية وتشريد ملايين الأشخاص، من المحتمل أن تستغرق عملية التعافي عقودًا، حتى في أفضل الظروف. البيانات المتوفرة حاليًا، رغم كونها غير كاملة، تشير إلى أن غزة تعد واحدة من أكثر المناطق تدميرًا في التاريخ الحديث. ومع استمرار القتال، تظل مهمة إجراء تقييم شامل صعبة. لكن التحليلات المستقلة التي أُجريت حتى الآن تكشف أن هذا الصراع ليس فقط من أكثر الحروب تدميرًا في العقود الأخيرة، بل هو أيضًا صراع ذو تداعيات إنسانية واقتصادية طويلة الأمد، ستؤثر بشكل كبير على مستقبل غزة لأجيال قادمة.

ارتفاع عدد الضحايا إلى 197 شخصا.. 4 وفيات نتيجة المجاعة خلال الـ24 ساعة الماضية في غزة
ارتفاع عدد الضحايا إلى 197 شخصا.. 4 وفيات نتيجة المجاعة خلال الـ24 ساعة الماضية في غزة

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 2 أيام

  • سبوتنيك بالعربية

ارتفاع عدد الضحايا إلى 197 شخصا.. 4 وفيات نتيجة المجاعة خلال الـ24 ساعة الماضية في غزة

ارتفاع عدد الضحايا إلى 197 شخصا.. 4 وفيات نتيجة المجاعة خلال الـ24 ساعة الماضية في غزة ارتفاع عدد الضحايا إلى 197 شخصا.. 4 وفيات نتيجة المجاعة خلال الـ24 ساعة الماضية في غزة سبوتنيك عربي أعلنت مصادر طبية في غزة، اليوم الخميس، وفاة 4 مواطنين فلسطينيين، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، سجلتها مستشفيات القطاع، خلال الساعات الـ24 الماضية. 07.08.2025, سبوتنيك عربي 2025-08-07T11:50+0000 2025-08-07T11:50+0000 2025-08-07T11:51+0000 غزة أخبار إسرائيل اليوم العالم العربي الأخبار ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، مساء اليوم الخميس، عن المصادر الطبية أنه من بين الوفيات طفلين، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 197 قتيلا، من بينهم 96 طفلا.يذكر أن الأزمة الإنسانية والغذائية في قطاع غزة مستمرة في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية والمجاعة بين الأطفال دون سن الخامسة في قطاع غزة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة لاستمرار الحصار.وفي السياق نفسه، من المقرر أن يجتمع "الكابنيت" الإسرائيلي، في وقت لاحق من مساء اليوم الخميس، للمصادقة على خطة مقترحة لاحتلال قطاع غزة بالكامل، من خلال حملة برية جديدة للسيطرة على مدينة غزة.ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين، قولهم إن "أي اقتراح سيطرحه نتنياهو على الكابينت الليلة بشأن غزة سيحظى بأغلبية كبيرة، وخطة نتنياهو لاحتلال قطاع غزة قائمة على إجلاء السكان إلى الجنوب واحتلال الوسط ومدينة غزة"، مؤكدين أن "القتال في غزة سيستمر أربعة أشهر على الأقل بحسب خطة نتنياهو".وأوضحوا أن "القتال في القطاع سيكون بمشاركة 4 إلى 6 فرق عسكرية"، مشيرين إلى أن "رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يرفض تحويل الجيش إلى أداة لإضاعة الوقت والقتال بلا جدوى".وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت سابق، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة رغم الخلافات مع الجيش.ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية، فإن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لشن عملية عسكرية مكثفة على حماس"، مشيرة إلى أن هناك صفقة جزئية كانت على بعد خطوة فقط، لكن إسرائيل تخلت عنها بسرعة كبيرة.وتشهد غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا هي الأعنف في تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بعد أن شنّت إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق ردا على هجوم مفاجئ نفذته حركة حماس الفلسطينية على جنوب إسرائيل. غزة سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي غزة, أخبار إسرائيل اليوم, العالم العربي, الأخبار

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store