logo
سلطان الحطاب يكتب : البطريرك يلقي كلمة الملك

سلطان الحطاب يكتب : البطريرك يلقي كلمة الملك

أخبارنامنذ 3 أيام
أخبارنا :
الأردن بلد المسيحية الأول، اليه لجأت حين كانت مضطهدة ومطاردة وعلى أرضه وجدت الحماية وتأدية الرسالة واتساعاً لها، وقد مرّ من الأردن طريق الحج المسيحي، الذي بدأ من كنيسة القيامة التي بنتها الامبرطورة هيلانة في زمن ابنها الملك قسطنطين، ومن القيامة الى المهد حيث ولد المسيح، وحيث تتكرر الاعتداءات الاسرائيلية الآن امتداداً للعدوان المتأصل في اليهودية الصهيونية. من كراهية وحقد وتميز.
على هذه الأرض استكملت المسيحية عباداتها وخاصة الصوم الذي امر به في طبقة فحل في شمال غور الأردن، وفي المحطات الأخرى على طريق الحج كان المغطس مكان عماد المسيح الذي أعاد الأردن في هذا الزمن المعاصر انتاجه وأفرح العالم به.
ومن مكان العماد وامتد الطريق الى منطقة مكاور حيث قتل يحيى المعمدان في مكيدة وغدر و على هذا الطريق وخارجاً منه كان الطريق الى كنيسة رحاب كنيسة القديس جورجيوس في محافظة المفرق والتي هي من اقدم الكنائس وفوقها كهف اختبأ به المسيحيون الاوائل من الاضطهاد عام 230 ميلادي والى كنيسة عجلون سيدة الجبل في عنجرةً وهي معتمدة من الفاتيكان كاحدى محطات الحج المسيحي وام الجمال، حيث كنيسة يوليانوس بنيت في 557 ميلادية وكنائس متفرعة، ثم كان الطريق طريق للحج المسيحي قد بلغ طوله 62 كم، قد وصل من مكاور الى أم الرصاص وانتهى في برج الزعفران واهمها في ان الرصاص كنيسة القديس اسطيفان وأقيمت في القرن الثامن ميلادي حيث بنيت 14كنيسة في مربع واحد واستحق المكان أن يسمى بفاتيكان الشرق تميزاً له عن فاتيكان الغرب في روما.
كنت اقترحت كما غيري أن يحيي هذا الطريق بالخدمة والمرافق وأماكن السكن والنزول والاستراحات والكنائس، وأن يصبح سالكاً للمسيحيين من كل انحاء العالم وقد حجوا وعرفوا الطريق الذي سلكه المسيح، ومنه خرج الى شمال الأردن الى كهف في بيت ايدس بالكورة كهف المعصرة في الشمال يقال أن المسيح اختبأ فيه عن العيون ومن المطاردة والاضطهاد.
أحب الأردن المسيحية وأحبته وجاء في وصية الرسول لجيش أسامة أن يحافظ على اماكن العبادة للأديان الأخرى وخاصة المسيحية في كنائسها وأديرتها وفيها أوصى الرسول بعدم الغدر والخيانة وعدم قتل النساء والشيوخ والأطفال وبالرفق بالرهبان في صوامعهم وعدم التعرض لهم وعلى أرضه في ايله العقبة كانت العهدة المحمدية لأهل ايليا بين الرسول (ص) وامير أيلة حنة بن رؤبة العربي الغساني الذي التقاه الرسول في تبوك اثناء غزوته وكتبوا بينهم عهداً (آمنة) ظلت سارية حتى عام 93 للهجرة زمن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، وهذه الوثيقة حمت المسيحيين العرب الغساسنة في جنوب الأردن وكفلت حقوقهم وكشفت عن تسامح واخاء.
مازال الأردن يرى في المسيحية ديانة سماوية موازية للاسلام ويعتز ويعترف بها كشرط لإيمان المسلم وباتباعها العرب والأردنيين، فقد جاء في بيان للثورة العربية الكبرى التي أطلقها الشريف حسين في جريدة "القبلة" ما يدعو الى الاخاء والمحبة، ومعاملة المسيحيين الاردنيين واعتبارهم أرومة في العروبة وقد خاطبهم بذلك، فهم ملح هذه الأرض، دافعوا عن الثقافة الاسلامية باعتبارها ثقافتهم وهبّوا للدفاع عنها حين أراد الغرب الصهيوني وحلفاؤه شيطنة الاسلام والصاق تهمة الإرهاب به بعد الحادي عشر من أيلول 2001، يومها كان الملك الراحل الحسين، والأمير الحسن بن طلال، أطال الله في عمره، قد كلفوا وفوداً أردنية معظمها من المسيحيين ليجوبوا اوروبا والعالم في دعوات مخلصة للدفاع عن الاسلام وثقافته المشتركة معهم، وأذكر أن أبا عمر ميشيل الحمارنة كان يقود إحدى هذه المجموعات، فقد استبسل هؤلاء بواجبهم في الدفاع عن أمتهم الواحدة، وكانوا يومها قد تمثلوا رسالة عمان الشهيرة.
اليوم لفت الانتباه الرسالة القوية التي أطلقها الملك عبد الله الثاني، قبل يومين حين كلف غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، بالقاء كلمة الملك نيابة عنه، وذلك خلال الزيارة التضامنية الى منطقة الطيبة شرق مدينة رام الله، حيث دوت كلمة الملك واصابت الأسماع وهي تدين أعمال الاجرام والقتل والتحريض الصهيوني، التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين العزل، وقد استنكرت هذه الكلمة الوثيقة التي تستحق ان تترجم ويروج لها عبر العالم، ففي الوقت الذي تدعوا الأديان السماوية إلى التآخي والحوار والكلمة السواء، تمارس عصابات الاجرام الصهيونية اعتداءتها الهمجية على كنيسة الخضر القديس جاورجيوس والمقبرة المسيحية التاريخية في بلدة الطيبة، واسمها قديما إفرام. وقد اختبأ بها المسيح من اليهود الذي اذوه قبل أن يعود إلى القدس ليصلب فيها وحيث أقدم المجرمون الصهاينة محميين من الشرطة الاسرائيلية باضرام النار في اشجار المقبرة.
الملك طالب بلغة واضحة لا اعوجاج فيها، بحماية المقدسات المسيحية ووقف العدوان الممنهج عن عشرات القرى والمدن والمخيمات.
وطالب ايضاً بموقف دولي ملازم وقوي وواضح للجم العدوان واستنكاره وأدانته عملياً وبكل الوسائل حتى لا ترتع.... أدوات القتل واصحاب النفوس المريضة وتستمر في استباحة الدم الفلسطيني البريء.
إن الرسالة الملكية واضحة سواء في نصها أو في التكليف للبطريرك ثيفلوس الثالث بالقائها باسم الملك، تضامناً مع الشعب الفلسطيني ومقدساته الاسلامية المسيحية، وهي تحمل معاني سياسية يجب التأكيد عليها والتفكير بها ولفت العالم اليها.
فالأردن مع الشعب الفلسطيني ومع قضيته ومع حماية مقدساته الاسلامية والمسيحية، وستبقى الكلمة في الطيبة زماناً ومكاناً ذات دلالات عميقة لا بد من البناء عليها امام العالم الذي انحطت قيمه وأخلاقياته وتركت الهمجية الاسرائيلية تقتل الأطفال وتنتهك كل مقدس ونبيل. ــ الراي
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكنيسة الكاثوليكية تحيي يوم الحج إلى مزار مار إلياس في عجلون
الكنيسة الكاثوليكية تحيي يوم الحج إلى مزار مار إلياس في عجلون

خبرني

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبرني

الكنيسة الكاثوليكية تحيي يوم الحج إلى مزار مار إلياس في عجلون

خبرني - أحيت الكنيسة الكاثوليكيّة في الأردن، الجمعة، يوم الحج إلى مزار مار إلياس في عجلون، أحد المواقع الرئيسيّة للحج المسيحيّ في المملكة. وأحيي قداس احتفالي ترأسه النائب البطريركي المطران إياد الطوال، بمشاركة أبناء رعايا وكنائس المحافظة، إلى جانب كهنة كنائس الوهادنة الأب سلام حداد، وعجلون الأب جوني بحبح، وعنجرة الأب يوسف فرنسيس. وقبل القداس، ألقى مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر كلمة رحّب فيها باسم كهنة المنطقة بالمشاركين في الحج، مشيرا إلى أهميّة هذا المزار الواقع في منطقة "لستب" كونه المكان الذي ولد فيه النبي إيليا. وقال، إنّنا نُحيي في هذا العام مرور 25 سنة على الحج المسيحيّ إلى هذا المكان المقدّس، مستذكرا النشاطات التي أقامتها الكنائس على مدار ربع قرن. كما حيّا الأب منويل بدر الذي يحتفل بهذا القداس بيوبيل كهنوته الماسي، حيث سيم كاهنا عام 1965 واحتفل بالقداس الإلهي لأوّل مرّة في هذه المنطقة منذ ستين عاما. ورفع الأب بدر الصلاة من أجل أرواح الشهداء الثلاثة الذين استشهدوا في القصف على كنيسة العائلة المقدّسة في غزة، الخميس، ومن أجل الجرحى والمصابين، لا سيما كاهن الرعيّة الأب جبرائيل رومانيلي،ومن أجل الشهداء المُصلّين الذين سقطوا في الهجوم الإرهابي على كنيسة مار إلياس في دمشق. وفي هذا السياق، دعا الأب بدر الحضور إلى رفع الأدعيّة لكلّ من يعمل من أجل السلام، وخاصة ملك السلام ورجل السلام وصانع السلام جلالة الملك عبد الله الثاني، وأمير السلام ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني. وقال: "ليمدّنا الرّب بعزيمة إيليا النبي لكي لا نقع في اليأس أو في تجربة الاستسلام بأنّ الشرّ سينتصر، وخاصة في هذا الزمن المليء بالحروب والعنف، بل لنبقى دائمًا حُجّاج الرّجاء بامتياز". وألقى المطران إياد الطوال عظة القداس وفيها تطرّق إلى المعاني الروحيّة لعيد مار إلياس ويوم الحج إلى موقعه المقدّس. وقال: "نحن هنا اليوم في مقاربة سريعة في مسيرة حج لهذا المكان المقدّس حيث يلتقي الزمان والمكان، يسير الزمان ويتغيّر ونتنقل في المكان، ولكن نبقى دائمًا ملح الأرض ونور العالم". وعبّر النائب البطريركي عن الفخر بأن نكون أبناء الأرض المقدّسة، الأرض التي شهدت تاريخ الخلاص، وقال إنّ هذا مدعاة للفخر ونعمة من إله المحبّة، ولكنها في الوقت عينه رسالة ودعوة مختلفة عن كل بقاع العالم في بركاتها وفي صعوباتها. وسطّر سيادته عددًا من الدروس التي يعلّمها النبي إيليا لإنسان اليوم، وهي: الشجاعة والوقوف في الحقيقة، الإيمان بالعناية الإلهيّة، قوّة الصلاة، حضور الله في الحياة اليوميّة، التواضع والاستمراريّة، والرجاء في الحياة الأبديّة. وفي ختام القداس، ألقى الأب سلام حداد، راعي كنيسة مار إلياس في الوهادنة، كلمة شكر فيها مترأس الاحتفال وجميع الفعاليات التي تضافرت جهودها من أجل إنجاح يوم الحج، وعلى رأسها محافظة عجلون والأجهزة الأمنيّة ووزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، بالإضافة إلى اللجان الكنسيّة من جوقة القديس بولس في عجلون ومار الياس في الوهادنة، وخدام الهيكل ومجموعة كشافة ومرشدات قلب يسوع الأقدس في تلاع العلي. كما ألقى الأب منويل بدر كلمة عبّر فيها عن فخره في أن يكون ابن منطقة مار إلياس، وأول كاهن يُسام فيها منذ 60 عامًا، شاكرًا البطريركيّة اللاتينيّة ومطرانيّة اللاتين وكل من هنأه بمناسبة اليوبيل الماسي لسيامته الكهنوتيّة.

بالصور … آل عبيدات وآل الغول نسايب .. الف الف مبارك
بالصور … آل عبيدات وآل الغول نسايب .. الف الف مبارك

سرايا الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • سرايا الإخبارية

بالصور … آل عبيدات وآل الغول نسايب .. الف الف مبارك

سرايا - في أجواء من الألفة والاحترام، تمت اليوم الجمعة الموافق 18/7/2025، الجاهة الكريمة التي تقدمت بها عشيرة عبيدات لطلب يد الآنسة لمى إياد الغول، كريمة السيد إياد الغول، للمهندس عدنان عبيدات نجل المهندس علاء عدنان عبيدات. وقد ترأس الجاهة النائب السابق جمال عبيدات، الذي ألقى كلمة نيابة عن أهل العريس، طالبًا القَبول والمصاهرة، فيما تفضل الدكتور حذيفة العزام بالإجابة والقبول باسم أهل العروس، بكلمة طيّبة عبّرت عن التقدير والاحترام. أقيمت الجاهة في قاعة الريحاني المقابلة لمسجد الهمشري في منطقة خلدا، بحضور جمع من الأهل والأصدقاء ووجهاء المجتمع من مختلف العشائر الأردنية. نسأل الله أن يتمم على العروسين بخير، ويبارك لهما ويجمع بينهما في خير.

الشباب اكسير الحياة
الشباب اكسير الحياة

عمون

timeمنذ 2 ساعات

  • عمون

الشباب اكسير الحياة

قالت العرب وهم اهل الحكمة والبلاغة والفصاحة ، ( ما يحفظ حقوق القوم الا جهالها ) . ونحن نقول بل شبابها ، ذلك لأن الشباب هم اكثر من يضحوا بأنفسهم على مذبح حرية الاوطان. انطلاقاً من ايمانهم وقناعتهم ، ان الافراد يأتون ويذهبون ولا يهمهم على اي جنب يقتلون ، لكن المهم والاهم عندهم ان يبقى الوطن في امن وامان ، وكما ان رايات السلام لا ترتفع الا بلميع السيوف ، فالشعوب ايضاً لا تنهض الا بسواعد ابناءها الشباب ، وما نحن من تاريخ اسامة بن زيد ببعيدين ولا لمحمد بن قاسم الثقفي متناسين ، فلقد سطروا ببواكير شبابهم اروع الملاحم في تاريخ العرب والمسلمين. لذا فالشباب هم امل الامة ومستقبلها ، والقوة التي تنبض في جسدها ، وما فعله الرئيس الروسي الراحل ( يالتسين ) عندما رفض ان يسلم الزر النووي الذي يتحكم في مصير البشرية ولا لأي من القادة الروس وهم كثر الا للذي هو اكثرهم شباباً ، واكثرهم توقداً وحيويه الا وهو الرئيس ( بوتين ). هذه نظرة العظماء من القادة لمستقبل شعوبهم. ان تكون بأيدي شابة امينة ، مثقفةً مفعمه بالحيويه والنشاط ، منافحة عن مستقبل اجيالها . وانه لفخر لكل اردني ما ذكره الرئيس الاميركي ( ايزنهاور ) في مذكراته خمسينيات القرن الماضي بعد العدوان الثلاثي على مصر حيث كتب ، انه كان معجباً كثيراً بموقف الملك الحسين رحمه الله رغم صغر سنه . ( وهذه شهادة تؤكد ان للشباب مواقف يعتد بها ، يسجلها التاريخ وبشهادة كبار قادة ألعالم) ذلك لأن في الشباب دائماً سراً مكنون ، لا بد من حسن استثماره لصالح الوطن ، ولهذا كثيراً ما يستحثنا جلالة الملك عبدالله في هذا الاتجاه موصياً بعنصر الشباب ، للاستثمار بوهجه وعنفوانه ، ولكن بخطوات محسوبة متأنية لأنه الخيار الافضل من ان يدفن شبابه خلف الاسوار الشائكة. فيا ويح ويح التاريخ ، الذي لن يرحم اذا لم ينل الشباب فرصتهم في خدمة اوطانهم . لأنهم امل الامة ورجائها والمنافحين عن مستقبلها ، فالشباب هم من يحركون دائماً عقارب الزمن الى الامام . زاحم وسر الى الامام ….. فانما الدنيا زِحام فَسِّرُ النجاح على الدوام ….. هو ان تسير الى الامام سيروا يا شباب الاردن بوطنكم الى الامام ، فالاردن يستحق ذلك ، لكن بخطاً ثابتةً محسوبه ، سيروا به يا شباب نحو المجد ، فموعدكم مع غمامةً تفوح عطراً ، ومجداً ، وآلقاً ، وكبرياء ، في ظل ملك لطالما اوصى بكم . عاش ابا الحسين ، وعاش ولي عهده الشاب الامين ، حفظ الله الاردن وشعبه الطيب المعطاء والسلام. عضو المجلس المركزي - حزب الميثاق الوطني

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store