
بعد توقف المساعدات الأميركية .. الأمم المتحدة تحذر من عودة 'جائحة الإيدز' وتوجه رسالة لترمب
وكالات- كتابات:
حذّر برنامج 'الأمم المتحدة' المعني بـ (الإيدز)، من عودة: 'جائحة الإيدز' على الصعيد العالمي، إذا ما علقت 'الولايات المتحدة الأميركية' مساعداتها التنموية للبرنامج، داعية إدارة الرئيس؛ 'دونالد ترمب'، إلى استئناف المساعدات الخارجية.
وخلال مؤتمر صحافي في 'جنيف'؛ قالت مديرة 'برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية'؛ (الإيدز)؛ 'ويني بيانيما'، إن: 'الاقتطاعات المالية الأميركية جعلت اليوم (27) بلدًا إفريقيًا يشهد نقصًا في الطواقم واضطرابات في أنظمة التشخيص والعلاج، فضلًا عن انهيار أنظمة الترصّد'.
وأضافت 'بيانيما': 'على المدى الطويل، نشهد عودة لجائحة (الإيدز) على الصعيد العالمي، ليس فحسّب في البلدان المنخفضة الدخل. في إفريقيا، بل أيضًا في أوساط الفئات الرئيسة في أوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية'.
ودقت ناقوس الخطر، قائلة إن خفض المساعدات المقدمة من 'الوكالة الأميركية للتنمية'؛ قد يتسبب في تسجيل ألفي إصابة جديدة بالفيروس يوميًا على مستوى العالم.
وأثار تعليق 'الولايات المتحدة' مساعداتها إلى الخارج لعدّة أشهر ارتباكًا واضطرابًا في الشبكة العالمية لمكافحة (الإيدز)، بالرغم من إعفاء بعض البرامج من هذا التدبير.
ويقدّر البرنامج الأممي المموّل بنسبة: (50%) من 'الولايات المتحدة'؛ عدد الوفيات الإضافية الناجمة عن المرض في خلال السنوات الأربع المقبلة: بـ (6.3) ملايين، إذا لم تُعدّ 'الولايات المتحدة' تقديم مساعداتها التي لم تُعلن أيّ دولة أخرى عن نيّتها تعويضها.
وحذّرت 'ويني بيانيما'؛ من: 'أننا سنشهد تفشّيًا فعليًا لهذا المرض'، موجّهة نداءً مباشرًا إلى الرئيس؛ 'دونالد ترمب'، حتى: 'يعقد صفقة' بشأن الوقاية من المرض منافعها أكبر من تكاليفها.
وقالت 'ويني بيانيما' إن هذه الوفيات الإضافية: 'هي أكثر بعشر مرّات' من تلك المسجلة في 2023، محذرة من: 'خطر خسارة التقدّم المنجز في خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية'.
واعتبرت أنه: 'من الصائب أن تسعى الولايات المتحدة إلى خفض تمويلها على مرّ الوقت'، لكنّ: 'الإعلان المباغت عن سحب مساعدة حيوية له تداعيات وخيمة على كلّ البلدان، وخصوصًا في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية'.
وفور إعلان 'ترمب' عزمه خفض المساعدات التنموية الأميركية، قالت 'منظمة الصحة العالمية' إن قرار الرئيس الأميركي سيؤدي إلى انتكاسات هائلة في مكافحة الأمراض المميتة مثل (الملاريا والإيدز).
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية؛ 'تيدروس أدهانوم غيبريسوس'، إن تجميّد التمويل الأميركي قد تسبب في: 'وقف فوري لخدمات علاج فيروس نقص المناعة البشرية، واختباره والوقاية منه في أكثر من: (50) دولة'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 5 أيام
- شفق نيوز
كارثة تهدد مدينة عراقية بأكلمها بسبب النفط
شفق نيوز/ في ظل تصاعد التحذيرات من الآثار الصحية والبيئية الخطيرة الناجمة عن التوسع المستمر للأنشطة النفطية، يعيش سكان شمال البصرة، وخصوصًا المناطق القريبة من الحقول النفطية، واقعًا مأساويًا يتجسد بتلوث قاتل، وبيئة طاردة للحياة، وسط غياب واضح للإجراءات الوقائية من قبل الجهات المعنية، تسبب بارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية، وتسمم مصادر المياه، وتلف التربة. وعن هذه الأزمة، قال ممثل حراك قضاء الصادق الشيخ هيثم المنصوري، لوكالة شفق نيوز، إن "التلوث القاتل الناتج عن النشاطات النفطية وتوسعها في مناطق المدينة، بلغ حداً لا يمكن من خلاله التعايش مع البيئة، فالضرر الصحي والبيئي بات يهدد الحياة بشكل مباشر ومستمر، حتى أصبحت البيئة غير صالحة للعيش البشري، بسبب الانبعاثات السامة الناتجة عن استخراج النفط وحرق الغاز، دون أدنى مراعاة للمعايير البيئية". وأضاف المنصوري، أن "ما يجري يمثل قتلًا مع سبق الإصرار والترصد، عبر الاستمرار في أنشطة نفطية ملوثة، رغم علم الجهات المسؤولة بخطورة ما يحدث، دون اتخاذ أي إجراءات وقائية أو تعويضية، وكأن حياة المواطنين قرب الحقول النفطية لا تندرج ضمن مسؤوليات الدولة". وأوضح أن "أبناء هذه المناطق لم يعد أمامهم سوى اللجوء إلى الوسائل القانونية الدولية لوقف نزيف الموت"، داعيًا إلى "تظافر الجهود وجمع الأدلة وتقديم شكوى في المحاكم الدولية ضد الجهات المسؤولة والشركات النفطية العاملة، لانتهاكها معايير الصحة والسلامة وعدم مراعاتها لسلامة السكان القريبين من مواقع الإنتاج". وأشار المنصوري، إلى أن "أهمية إشراك المختصين في مجالات البيئة والصحة والإعلام الاستقصائي لجمع الأدلة والبراهين التي تثبت حصول الضرر على الإنسان والكائنات الحية نتيجة عمليات استخراج النفط". وأكد أن "هذه التحركات ستستند إلى مجموعة من الوثائق والتقارير، أبرزها تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) نُشر في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كشف أن من بين الملوثات الناتجة عن حرق الغاز: جسيمات (PM2.5)، والأوزون، وثاني أكسيد النيتروجين، والبنزوبيرين (BaP)، والتي ترتبط مباشرة بأمراض القلب، والسكتات الدماغية، والسرطان، والربو". وتابع ممثل حراك قضاء الصادق في البصرة: "التقرير ذاته أشار إلى أن العراق يحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد روسيا في حرق الغاز، بواقع 18 مليار متر مكعب سنويًا، وهي كمية تكفي لتوفير الكهرباء لنحو 20 مليون منزل أوروبي سنويًا. وأوضح أن مستويات جسيمات (PM2.5) في القرى القريبة من مناطق الحرق في العراق وصلت إلى 100 ميكروغرام لكل متر مكعب في الساعة، وهو رقم مقلق للغاية". وبيّن المنصوري، أن "المادة 33 من الدستور العراقي تنص على حق الفرد في العيش في بيئة سليمة، وتُلزم الدولة بحمايتها، كما أن قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009 يمنع الجهات الحكومية والخاصة من القيام بأي نشاط يؤدي إلى تلوث الهواء أو المياه أو التربة" ونوّه إلى أن "المادة 17 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وكذلك مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، تلزم الحكومات بحماية مواطنيها من الانتهاكات البيئية الناتجة عن أنشطة الشركات" واختتم حديثه بالتأكيد على أن "تجاهل هذه الحقوق والتشريعات، والاكتفاء باستمرار الاستخراج النفطي في المناطق السكنية، يُعد خرقًا واضحًا لواجب الدولة، ويضع الجهات المسؤولة أمام مسؤولية قانونية داخلية ودولية".


شفق نيوز
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- شفق نيوز
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "مركز قيادة لحماس داخل مستشفى" في غزة، وتقرير أممي يحذر من مجاعة بالقطاع
Reuters أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، أنه قصف "مركز قيادة وسيطرة" لحماس داخل مستشفى في غزة كانت الحركة تستخدمه للقيام بـ"أنشطة إرهابية". وقال الجيش في منشور عبر تطبيق تلغرام إنه "قصف بدقة مركز قيادة وسيطرة يقع داخل مستشفى ناصر في خان يونس" جنوبي القطاع. وأضاف أن "كبار مسؤولي حماس يواصلون استخدام المستشفى للقيام بأنشطة إرهابية، ويستغلّون السكان المدنيين داخل المستشفى وحوله بشكل سافر ووحشي". بدورها، لم تُعلق حركة حماس حول تواجدها في المستشفى من عدمه حتى الآن. واستأنف الجيش الاسرائيلي القصف الجوي والمدفعي على مناطق شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، بعد انتهاء تسلمه الرهينة الإسرائيلي الأمريكي عيدان الكسندر. وأدانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ما وصفته بالـ "الجريمة النكراء التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء بحق المرضى والجرحى وذلك باستهدافه المباشر لمبنى الجراحات بمجمع ناصر الطبي". وقالت في بيان لها، إن "القصف أدى الى استشهاد اثنين وإصابة آخرين من المرضى والجرحى أثناء تلقيهم العلاج بالإضافة إلى الطواقم الطبية العاملة". "الاستهداف المتكرر للمستشفيات وملاحقة الجرحى وقتلهم داخل غرف العلاج، يؤكد تعمد الاحتلال إلحاق الضرر الأكبر بمنظومة الخدمات الصحية وتهديد فرص علاج الجرحى والمرضى حتى على أسرة المستشفيات"، وفق الوزارة. خطر مجاعة عامة EPA من ناحية أخرى، أفاد تقرير أممي جديد بأن جميع سكان غزة مُعرّضون لخطر المجاعة، بالتزامن مع بيان لحماس يؤكد اشتداد المجاعة "بشكل كارثي"، بعد تسعة عشر شهراً من الحرب والنزوح الجماعي وحصار المساعدات الإنسانية الضرورية. ووفقاً لمقياس الجوع العالمي، الذي تستخدمه الأمم المتحدة والعديد من هيئات الإغاثة، يواجه نصف مليون فلسطيني في القطاع خطر المجاعة. وأفاد التقرير الصادر عن النظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي (IPC)، المدعوم من الأمم المتحدة ومنظمات غير الحكومية، أن 22 في المئة من سكان غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، يواجهون "كارثة إنسانية"، بينما سيواجه جميع السكان خطر أزمة غذائية "أو أسوأ" بحلول سبتمبر/أيلول المقبل. وأضاف التقرير أن "جميع السكان يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث يواجه نصف مليون المجاعة، بمعدل واحد من كل خمسة". ويعتمد نظام تصنيف الأمن الغذائي على خمسة مستويات. وقد أوضحت المقاييس أنه في الفترة من 1 أبريل/نيسان إلى 10 مايو/أيار، كان 244 ألف فلسطيني في غزة يعانون من أشد حالات الأمن الغذائي خطورة، بما يصل إلى المستوى الخامس، بمعنى أنهم يواجهون كارثة المجاعة. كما جرى تصنيف 925 ألفاً آخرين على أنهم في المستوى الرابع، أو يواجهون "حالة طوارئ". وحذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن الزراعة في غزة "على شفا الانهيار التام"، داعية إلى رفع الحصار "فورًا". وقالت المنظمة إن مساعدات كأعلاف الحيوانات والمستلزمات البيطرية، ضرورية بشكل عاجل للحفاظ على إنتاج سلع ثمينة كالحليب والبيض، والتي غالباً ما تكون آخر ما تبقى من الغذاء. وأكدت بيث بيكدول، نائبة مدير منظمة الفاو استمرار تصاعد عدد من يواجهون المجاعة حالياً، مضيفة أن "مستويات سوء التغذية مرتفعة"، وموضحة أن هذا المقياس مؤشر على اتجاه "أي بلد في نهاية المطاف إلى حالة المجاعة". من جهتها، حذرت حماس من أن "المجاعة في غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء". وشددت في بيان لها، الاثنين، على أن الجهات الوحيدة المخوّلة بإدارة وتوزيع المساعدات هي المؤسسات الأممية والحكومية المختصة، "وليس الاحتلال أو وكلاؤه". ودعا البيان الفلسطيني إلى كسر الحصار، وفتح المعابر أمام تدفق المساعدات، تحت إشراف الأمم المتحدة وبعيداً عن أي تدخلات من السلطات الإسرائيلية. وقد منعت إسرائيل دخول أي مساعدات إلى غزة منذ أوائل مارس/أذار، قائلة إنها تضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين. وارتفعت حصيلة حرب غزة المستمرة إلى 52.862 قتيلاً فلسطينياً، و119.648 مصاباً، بحسب وزارة الصحة في غزة، بعد مقتل نحو 1200 من الجانب الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.


شفق نيوز
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- شفق نيوز
"الجوع هو الشعور الأقذر في الكون"، فلسطينيون يقضون أياماً بلا طعام في قطاع غزة
في قطاع غزة، يحل الظلام وتحاول أمل النوم بعد انتهاء يومها بدون تناول أي وجبة طعام. إنها جائعة ولا يمكنها أن تغفو، حالها كحال معظم سكان القطاع المحاصر الذين يشتهون الغذاء ويحتاجونه. "مش عارفة أنام من الجوع، وانتهى اليوم بلا أي وجبة" تقول أمل أنور الموجودة في منطقة الشجاعية لبي بي سي مع ابتسامة ساخرة. تعتقد أمل أن الجوع هو الشعور الأقذر في الكون، مفضلةً الموت قصفاً، بقولها: "الموت بالقصف أرحم لأنك تموت مرة وحدة وينتهي الأمر، لكن الموت جوعاً مخيف أكثر وأكثر لأن الإنسان يموت مليون مرة كلما شعر بالجوع". أما حواء - اسم مستعار - تقول لبي بي سي، إنها "تعيش أسوأ أيام العمر، ونتمنى كثيراً الموت بدلاً من هذه الحياة المتعبة"، خلال تعليقها على ظروف الحرب والجوع. يعيش قرابة 2.4 مليون شخص في قطاع صغير يعاني ظروفاً كارثية، بعد 18 شهراً من الحرب التي أدت إلى مقتل أكثر من 52500 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين. وتمنع السلطات الإسرائيلية دخول أي مساعدات منذ الثاني من مارس/آذار. وتتهم إسرائيل حماس بالسيطرة على مساعدات القطاع، وهو ما نفته الحركة الفلسطينية. وقالت إيناس حمدان القائمة بأعمال مدير مكتب الإعلام في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) في غزة لبي بي سي، إن فرق الوكالة أجرت مطلع الأسبوع الحالي مقابلات مع 50 ربّ أسرة يقيمون في مراكز الإيواء التابعة للأونروا في جميع أنحاء القطاع. وركّزت المقابلات على أنماط استهلاك الغذاء، وآليات التكيّف. وتبين أن 74 في المئة مرّ عليهم يوم كامل بدون طعام خلال الأسبوع الماضي، وفق حمدان. يحتاجون الغذاء ويتلقون القنابل قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركه، الأربعاء، "الخلاصة هي أنه لم يعد هناك مساعدات لتوزيعها، لأن عملية إيصال المساعدات تعرضت لشلل تام ... لم يعد هناك ما يُعطَى". وأضاف لاركه، "في غزة، هناك حاجة ماسة لإيصال الغذاء (للأهالي)، لكنهم يتلقون القنابل. يحتاجون إلى الماء، ويتلقون القنابل. يحتاجون إلى الرعاية الصحية، ويتلقون القنابل". خبز مكرونة وأعلاف دواجن EPA لم يتبقَّ طحين أو غذاء معلب لدى ميساء أم محمد وعائلتها، التي تتغذى على العدس المحمص، في ظل عدم وجود مساعدات. تحصل عائلة ميساء وهي محامية ومتزوجة من مهندس ولديها خمسة أطفال - على وجبة من مطبخ خيري كل أسبوع وهي عبارة عن مكرونة أو عدس. وفي ظل انقطاع الطحين، تتحدث ميساء لبي بي سي عن صنعها للخبز من المكرونة بعد طحنها. "لا توجد سكريات ولحوم ودجاج وفواكه وطحين وأجبان وبيض وسكر في حياتنا ... نشعر بجوع شديد والمجاعة فتكت بأجساد الناس"، بحسب ميساء التي تسكن مدينة خان يونس في جنوب القطاع. أما حواء التي تسكن الشجاعية، تحاول تخزين كميات طعام كافية منذ بدء الحرب، لكن كل ما يُخزن ينفد. وخلال الحرب، تحاول حواء إيجاد بدائل للطحين من الشعير وأعلاف الدواجن التي كانت تباع بأسعار مرتفعة وكانت هي وآخرون مضطرين لشرائها "لسد رمق أطفالنا من الجوع ومن الموت". وتبيّن من مقابلات وكالة الأونروا، أن النظام الغذائي الأساسي، يقتصر على الخبز والأرز والخضراوات المعلبة، بدون وجود بروتين حيواني أو فواكه. تقول ميساء التي تشعر بالجوع الشديد والهزال، إن الغالبية تعيش على وجبة واحدة وهي الغداء (مكرونة أو فاصولياء أو عدس)، أو وجبتي إفطار (شطيرة صغيرة). وتتحدث ميساء عن وجود أشخاص كُثر لا يأكلون طيلة يوم كامل. ووفق مقابلات الأونروا، فإنّ 62 في المئة يتناولون وجبة واحدة يومياً، و38 في المئة يتناولون وجبتين، و0 في المئة يتناولون ثلاث وجبات يومياً. وقلل 94 في المئة من الخاضعين للمقابلات حجم الوجبات، فيما تخطى 98 في المئة وجبات، وتناول 98 في المئة منهم نوعاً واحداً فقط من الطعام بدون أي تنوع. وبحسب المقابلات يشعر 100 في المئة بقلق شديد من نفاد الطعام، كما اعتمد 100 في المئة منهم على مطابخ مجتمعية. في حال توفر المساعدات والطحين والسكّر تأكل حواء وعائلتها وجبتين في اليوم، أما حالياً خلال إغلاق المعابر وانقطاع المساعدات، فإنهم يأكلون وجبة واحدة يومياً. "أحياناً كثيرة كنا لا نجد طعاماً ... يمر يومنا بدون كسرة خبز، ونحاول أن نكثر من شرب الماء والشاي"، بحسب حواء. "مجاعة من صنع الإنسان" أدان مفوض الأونروا فيليب لازاريني، استمرار إسرائيل في منع وصول المساعدات إلى قطاع غزة، ووصفه بأنه "مجاعة من صنع الإنسان ذات دوافع سياسية". وقال فيليب لازاريني عبر منصة إكس في 25 أبريل/نيسان، بعد ساعات من إعلان برنامج الأغذية العالمي نفاد مخزوناته في غزة، "تواصل حكومة إسرائيل منع دخول الغذاء وغيره من المواد الأساسية"، مضيفاً "إنها مجاعة من صنع الإنسان ذات دوافع سياسية". وقالت مديرة الإعلام والتواصل في الأونروا جولييت توما ل بي بي سي ، إن سكان غزة يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية، ومع استمرار الحصار، يُدفع الناس نحو موتهم". "إنه حُكم بالإعدام يتسارع بشكل رهيب. إنه عقاب جماعي"، وفق توما. ووصف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر في بيان بداية الشهر الحالي الحصار بـ"الوحشي". EPA "سأشتري لك تفاحة" EPA تتحدث ميساء عن طلب أولادها للطعام والحلويات بكثرة، لكن "لا يوجد في غزة طحين أو سكّر، وإن وُجد فإن أسعاره مرتفعة جداً جداً لا يقدر المواطن على شرائها". وتروي حواء كيف "اعتاد الأطفال" على "الحرمان"، فلم يعودوا يطلبون الطعام مثل الأوقات السابقة. حواء أم لطفلة، وتعمل على إكسابها طاقة حتى لا يتمكن منها الجوع ويصيبها سوء التغذية. "أشتري لها الخضار من السوق ... خيارة واحدة فقط أو حبة بندورة واحدة لغلاء الأسعار"، تقول حواء. تقول حواء لطفلتها (5 سنوات)، سأشتري لك تفاحة من السوق، ثم "تنظر (الطفلة) وتضحك في وجهي باستحياء وتقول لا أريد، لا يوجد في السوق بسبب الحرب". "الوضع حالياً مميت خصوصاً للأطفال، وهناك حالات كثيرة تموت بسبب قلة الطعام وسوء التغذية"، وفق حواء. وتفيد وكالة الأونروا بأن 92 في المئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهراً والنساء الحوامل والمرضعات لا يستوفون احتياجاتهم من المغذيات. خطة إسرائيلية لتوزيع المساعدات بعد أكثر من شهرين من منع دخول أي مساعدات، وافق المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر على "إمكان توزيع المساعدات الإنسانية" في غزة. وأفاد مصدر إسرائيلي الاثنين الماضي لوكالة فرانس برس، بأن المجلس الأمني الإسرائيلي يرى أن في غزة "ما يكفي من طعام". وأبلغ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير مجموعة من الوزراء الشهر الماضي بأن القوات الإسرائيلية لن توزع المساعدات وأنه لن يسمح بحدوث مجاعة في غزة، مما أثار غضب وزراء مثل وزير المال بتسلئيل سموتريتش، وفق وكالة رويترز. وتخطط إسرائيل لإعادة توزيع المساعدات الإنسانية على قطاع غزة عبر "شركات أجنبية". وقد يبدأ دخول المساعدات "بين الشهر المقبل والأشهر الثلاثة المقبلة" إلى مجمعات ستُنشأ في جنوب قطاع غزة سيؤمّنها الجيش الإسرائيلي. Reuters وستوزِع المساعداتِ شركةٌ أمريكيةٌ وربما منظمات دولية. ولن يشارك الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر في عملية التوزيع، في ظل اعتراض زامير. وقال سموتريتش إن "الخطة تشمل إجلاء سكان قطاع غزة إلى جنوب محور موراغ، وإنشاء منطقة واحدة لتوزيع المساعدات الإنسانية تحت إشراف وتأمين إسرائيلي". وتخطط إسرائيل لأن تكون عملية التوزيع دفعة واحدة في الأسبوع ستحصل خلالها كل عائلة على 70 كيلوغراماً من المساعدات. وتريد إسرائيل إدخال 100 شاحنة يومياً للقطاع مقارنة بـ600 شاحنة يومياً خلال فترة وقف إطلاق النار، بهدف إدخال الحد الأدنى الذي يحتاجه سكان قطاع غزة دون أن يتمكنوا من تخزينه، وفق القناة 14 الإسرائيلية. وأصدرت وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن تنسيق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بياناً رسمياً ترفض فيه الخطة قائلةً إنها "تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية". وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، إن "المسؤولين الإسرائيليين يسعون إلى إنهاء نظام توزيع المساعدات الحالي الذي تديره الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني، ودفعنا إلى الموافقة على إيصال الإمدادات عبر مراكز إسرائيلية بشروطٍ وضعها الجيش الإسرائيلي، بمجرد موافقة الحكومة على إعادة فتح المعابر". وأضاف أن الخطة المعروضة لن تغطي أجزاء كبيرة من غزة، لا سيما الفئات الأضعف وغير القادرين على الحركة. وتراها الهيئة الأممية خطة تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية، وتعزز السيطرة على المواد الضرورية للحياة "كأسلوب ضغط، يمثل جزءاً من استراتيجية عسكرية". ويشير البيان الأممي إلى أن الخطة تدفع المدنيين إلى المناطق العسكرية للحصول على حصصهم الغذائية، مما يمثل تهديداً على حياتهم، وحياة العاملين في المجال الإنساني، كما يزيد من ترسيخ النزوح القسري. وأوضح البيان أن الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة الطارئة أكدا عدم المشاركة في أي خطة لا تلتزم بالمبادئ الإنسانية العالمية المتمثلة في الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد.