logo
الريم المزروعي.. احتضان للتراث وصناعة المستقبل

الريم المزروعي.. احتضان للتراث وصناعة المستقبل

صحيفة الخليج١٧-٠٥-٢٠٢٥

كتبت: سارة المزروعي
المرأة الإماراتية العمود الفقري في المجتمع والأسرة، تلقت دعماً قيادياً متميزاً أقر بقدراتها الاستثنائية ومهَّد لها فرصاً واسعة في شتى المجالات، لم تقتصر مساهماتها على الأدوار التقليدية فحسب، بل تجاوزتها لتصبح ركيزة أساسية في ترسيخ قيم المجتمع وتنميته، ما ساهم في تعزيز الوحدة والتماسك الأسري والاجتماعي.
تجسّد الريم بنت سلطان المزروعي، مثالاً حياً للمرأة الإماراتية والعربية التي تُتقن مختلف المهارات التراثية وتدمجها في حياتها اليومية، محافظة بذلك على أصالتها ومستثمرة هذه المهارات في توفير احتياجات أسرتها ومجتمعها، ورغم عدم التحاقها رسمياً بالتعليم المدرسي، فإن قدراتها الفطرية في التعلم والمعرفة ساهمت في إدارة شؤونها بكفاءة عالية، حيث تعتبر المرأة الإماراتية ركيزة أساسية لبناء المجتمع، والمصدر الرئيسي للحفاظ على التقاليد والقيم، وتنظيم شؤون الأسرة بمهارة ودقة، هذا الدور التاريخي المتميز انعكس في قدرتها على التكيّف مع تحديات الحياة، وفي استثمار خبراتها التراثية لتوفير بيئة مستقرة وآمنة لأفراد المجتمع، ما جعلها رمزاً للثبات والإبداع في آنٍ واحد.
تتميز المزروعي بقدرتها الفائقة في إدارة شؤون تربية الماشية ورعايتها الصحية، حيث تُظهر دقة في متابعة مواعيد الولادة واحتياجات كل حيوان من الغذاء والماء والعلاج، وتعمل باستمرار على تنظيف المواشي وتقديم العلاج المناسب باستخدام الأعشاب والنباتات الشعبية، كما تراقب الأعراض المبكرة لأي مرض وتعمل على معالجته فور ظهوره. وتساهم جهودها الحثيثة في الحفاظ على صحة الماشية من خلال البحث الدؤوب عن أماكن الرعي وقص الحشائش، التي تُعد الغذاء الطبيعي لها، كما تُظهر المرأة براعة في تحديد أفضل الأراضي لتوفير الأعلاف الغنية بالعناصر الغذائية، ما يعكس مكانتها الأساسية في دعم هذا القطاع الحيوي.
تروي الريم تجربتها في حلب المواشي واستخدام حليبها لإعداد منتجات غذائية متنوعة، وتقول: «نحلب البقر ونسوّي منه الجبن والروب واللبن والجامي والسمن، كل شي نعتمد فيه على نفسنا باستخدام أساليب تقليدية توارثناها عبر الأجيال».
ولا ينتهي دورها عند هذا الحد، إذ تتقن أيضاً فنون استغلال الخوص (سعف النخيل) في صناعة المخرافة والسرود والحصير وغيرها من الأدوات المنزلية التقليدية التي لا تزال تُستخدم في البيوت الإماراتية للحفاظ على الأطعمة والأغراض الصغيرة، ما يجسد روح الاعتماد على الذات والحرفية العريقة التي تميز الإماراتية في الحفاظ على تراثها وتطوير مهاراتها التقليدية.
تراث شفهي وقصصي
تحمل المزروعي في جعبتها ثروة من القصص الشعبية، المعروفة محلياً باسم «الخراريف» أو «الحزاوي»، التي توارثتها عن أجدادها وترويها لأبنائها وأحفادها. ومن بين أبرز هذه الحزاوي حزواة «شليف شليف» التي تعكس بساطة الحياة القديمة وروح الألفة بين أفراد الأسرة، إلى جانب قصة «جعيدان»، وقصة شجرة «أم ريل» التي تدور حول سبع بنات يعشن مع والدهن، ما يجسد قيم التعاون والترابط الأسري، كما تضم مجموعة متنوعة من القصص المليئة بالعبر والحكم، والتي تتخللها طرائف مسلية كانت جدتهم ترويها لهم وما زالت تُذكَر وتُحكى حتى اليوم.
قيم ومهارات متوارثة
تشير الريم إلى أن الأهالي قديماً، وحتى في بعض المناطق اليوم، كانوا يستخدمون السدر بديلاً للشامبو، يتم تحضيره بتجفيف أوراقه وطحنها حتى تظهر منه رغوة عند إضافة الماء، لتتحول إلى عجينة تُستعمل في غسل الشعر وإزالة الشوائب، وتؤكد أن للسدر خصائص طبيعية مفيدة لفروة الرأس، حيث تجسد هذه الطريقة ارتباط المرأة الإماراتية ببيئتها وتقاليدها واستفادة الأسر من خيرات النخيل والأشجار البرية في صناعة مستلزمات الحياة اليومية بطريقة آمنة وصديقة للبيئة.
وتستذكر الريم كيف كانت النساء يستعنّ بالورد والياس لتزيين الشعر، إلى جانب استخدام ورق الهمبا وجذع السدر الذي يُقشر ويُنخل ليُستخدم كمسحوق معطّر ومنظّف، وفيما يتعلق بالتقاليد الاجتماعية، تشير إلى أنه عند بلوغ الفتاة سناً معينة، كانت تتبرقع وتغطي وجهها، وعند سؤالها عن سبب ذلك كانت تجيب بعبارة «مرمده عيوني»، معبرة بذلك عن قيم الحشمة والحياء التي لا تزال محل تقدير واحترام.
لا يقتصر مخزون الريم على المعارف الشفهية أو وصفات الجمال فحسب، بل يشمل أيضاً الملابس والأزياء التقليدية والمجوهرات، إلى جانب أدوات العناية القديمة مثل الكُحل (الإثمد) والنيلة، فقد كانت الأزياء في السابق تعتمد على اللون الأبيض وبعض الخامات مثل «بوطيرة» و«بو قليم»، أما من كان يرغب في إضافة لون آخر فكان يستخدم ورق البيذام (اللوز) لتلوين القماش باللون الأصفر، أما اليوم فقد تنوعت الخامات والألوان الزاهية مع الحفاظ على الطابع التراثي، وتضيف قائلة: «تعودنا دايماً أن نخيط ملابسنا بأنفسنا، فكل واحدة كانت تخيط لباسها وعباءتها وملابس عيالها، واللي عندها «الكرخانة» (آلة الخياطة) كانت تساعد اللي ما عندها، وتخيط لها أو تعطيها الكرخانة تخيط لعمرها، ما عندنا خيايط نفس اليوم».
في مجال الطب الشعبي، تُعدّ الريم مرجعاً موثوقاً لعلاج الأمراض الشائعة، فهي تستخدم اليعدة التي تُغلى مع الماء لتخفيف آلام المعدة وخفض درجة حرارة الجسم، وغالباً ما يُضاف إليها الليمون اليابس أو اللبان لتحسين المذاق المر. كما تؤكد أهمية الحرمل في مكافحة الفطريات والميكروبات وفق ما يتناقله الأهالي، وتستحضر طرقاً تقليدية لعلاج ألم الأسنان من خلال ضرب وطحن المسمار والناريل لتنعيمه وفركه على الأسنان.
في ضوء كل هذه المهارات المتنوعة والمعارف المتوارثة، تُثبت الريم بنت سلطان المزروعي أن الجلوس في المنزل لا يعني الراحة، بل يظهر أن المرأة الإماراتية والعربية قادرة على الإبداع في مختلف المجالات، فهي تجسّد قيم الأصالة والاستدامة والابتكار، ما يجعل تراثها وثقافتها نبراساً ينير درب الأجيال القادمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«ماستر كلاس» تدعم صناع المحتوى بأدوات الجذب البصري والسرد التفاعلي
«ماستر كلاس» تدعم صناع المحتوى بأدوات الجذب البصري والسرد التفاعلي

الإمارات اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • الإمارات اليوم

«ماستر كلاس» تدعم صناع المحتوى بأدوات الجذب البصري والسرد التفاعلي

اختتمت منصة نادي دبي للصحافة، أمس، جلسات «ماستر كلاس» التي تخللت فعاليات «قمة الإعلام العربي 2025»، حيث جمعت في اليوم الختامي للقمة خمس جلسات بين رواد المنصات الرقمية العالمية والمبدعين، وركزت موضوعاتها على تمكين صُنّاع المحتوى من أدوات عملية وتطبيقية للجذب البصري والسرد التفاعلي لتعزيز حضورهم وتأثيرهم في فضاء الإعلام الجديد، كما تنوعت الجلسات الخمس بين قضايا الإبداع الفردي، وأدوات الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الواقع المعزز، والسرد القصصي القصير، كما عرضت بعض التجارب الواعدة للإخراج السينمائي، ضمن محاور متكاملة جمعت المهارة بالرؤية والهوية بالتكنولوجيا. «تيك توك» افتتحت الجلسات مديرة فريق المبدعين في «تيك توك»، دنيا أبي ناصيف، بجلسة حملت عنوان «إبداع يتجاوز الحدود: رحلة الشباب نحو التأثير»، تناولت فيها كيفية استخدام المنصات الرقمية كوسيلة تمكين ثقافي واجتماعي، كما سلطت الضوء على تجارب عربية شابة تجاوزت الترفيه لنشر القيم، والتوعية، والتفاعل الحقيقي مع قضايا المجتمع. وقال رئيس عمليات المحتوى لدى تيك توك في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باسل عنبتاوي: «الإبداع ليس حكرا على فئة أو مكان، وإنما هو انعكاس صادق للتجارب والمواهب الإنسانية، وفي تيك توك نرى يومياً أمثلة على شباب عرب حوّلوا هواتفهم المحمولة إلى منابر للتعبير والتأثير الإيجابي، وهو ما لمسناه اليوم من خلال مشاركتنا في قمة الإعلام العربي، ونعمل في إطار رؤيتنا على دعم المبدعين، وتمكينهم من الأدوات التي تساعدهم على الوصول إلى جمهورهم بمحتوى هادف يخدم المجتمع، وأن تكون منصتنا حاضنة لأفكار ومشاريع تدعم الإبداع بمختلف صوره». «ميتا» وأدار مدير الشراكات الاستراتيجية في «ميتا»، محمد عمر، ورشة عمل بعنوان «ميتا: آخر المستجدات وأفضل الممارسات»، بمشاركة مدير حلول الشراكات والشركات العالمية في «ميتا»، عبدالرحمن السبكي، وقدّم محمد عمر خلال هذه الورشة مجموعة من النصائح القيّمة لمساعدة صنّاع المحتوى على إيصال الأفكار بفاعلية للفئات المستهدفة خلال دقيقة واحدة فقط من دون التأثير على المعنى أو التفاصيل أو الأثر العام لكلّ فكرة، وقد استعرض في هذه الجلسة كذلك أمثلة نموذجية عن حملات سابقة حقّقت نجاحاً ملحوظاً باستخدام عناصر الجذب البصري والسرد التفاعلي. وقال محمد عمر: «كل ثانية قد تصنع فرقاً ملحوظاً في عصرنا الرقمي اليوم، حيث بات الجمهور المستهدف دائماً في عجلة من أمره لتلقّي المحتوى بأقصر وقت ممكن. وهنا تزداد الحاجة لإيصال الرسائل المنشودة بصدقٍ وخلال فترة قصيرة مقارنةً بممارسات نشر المحتوى المعتمدة سابقاً. ولهذه الغاية بات من الضروري على صنّاع المحتوى اكتساب العديد من المهارات الجديدة وتنمية قدراتهم الرقمية وتطويع الأدوات الحديثة، للتمكّن من سرد القصص بأساليب بصرية ذكية تضمن أفضل أثر ممكن في ظلّ الحفاظ على جوهر الأفكار الرئيسة وإيصالها كاملةً للجمهور المستهدف بأساليب سهلة وسريعة». «سناب شات» واستعرض مسؤول شراكات الإعلام والرياضة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى شركة «سناب»، مجد أبي علي، خلال جلسة تم تخصيصها لبحث سبل تمكين شركاء المحتوى من توسيع نطاق حضورهم وتعزيز فرص تحقيق الإيرادات، الدور المحوري لملفات التعريف العامة في دعم نمو المجتمعات الرقمية وتفعيل التفاعل البناء على المنصة. وقال أبي علي، إن ملفات التعريف العامة تمثل عاملاً استراتيجياً لشركاء المحتوى، إذ تسهم في إطلاق العنان للإبداع، وتوسيع نطاق الوصول، وتوفير مسارات فعالة لتحقيق العائدات. وأكد التزام منصة سناب بتمكين الشركاء من خلال تزويدهم بالأدوات والموارد التي تتيح لهم بناء قصص ذات مغزى، تُلامس وجدان الجمهور وتفتح آفاقاً جديدة للإيرادات المستدامة. «أخبار Google» سلّط فريق مبادرة أخبار Google خلال القمة الضوء على مجموعة من الأدوات الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تساعد الصحافيين في عملهم اليومي من خلال توفير الوقت للتركيز على إنشاء التقارير الأصلية. وتحدث الفريق عن Gemini كمساعد للتخطيط والتعلم بفضل ميزاته المتعددة وعن Notebook LM كمساعد شخصي للعثور على المعلومات وتلخيصها بشكل أسرع إلى جانب إنشاء المحتوى. وإضافة إلى هذه الأدوات، ذكر الفريق أداة بحث Pinpoint التي تساعد الصحافيين في استكشاف وتحليل مجموعات كبيرة من البيانات. وقال مدير شراكات الأخبار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في Google، مازن صباغ: «يُعزز تعاوننا مع نادي دبي للصحافة خلال قمة الإعلام العربي 2025 التزامنا الراسخ بتمكين صناعة الأخبار في المنطقة، نحن ملتزمون بتزويد الصحافيين والإعلاميين بأدوات رقمية متطورة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لدفع عجلة الابتكار والتحول في منظومة الأخبار في المنطقة». «الورشة» واستضافت منصة نادي دبي للصحافة خلال قمة الإعلام العربي جلسة بعنوان كواليس الفيلم الأول، استعرضت خلالها المخرجة والصحافية المصرية الشابة، منة غزالة، تجربتها في إخراج الفيلم القصير «غسق»، ضمن ورشة تفاعلية بالتعاون مع منصة «الورشة». تناولت الجلسة كيف يمكن لموهبة فردية أن تُنتج عملاً سينمائياً مؤثراً في ظل الإمكانات المحدودة، وكيف يمكن أن يكون الفيلم القصير مساحة للتعبير الصادق عن الذات والمجتمع. وقالت غزالة: «يمثل فيلم (غسق) محاولتي الأولى للتعبير عن التجارب الإنسانية بلغة سينمائية، بعيداً عن التعقيد، حيث عبرتُ من خلاله عن رؤية شخصية، أردت أن يراها الناس من زاوية قريبة، تشبههم، وأشكر قمة الإعلام العربي على هذه الفرصة التي أتاحتها لي لمشاركة هذه التجربة مع الجمهور». محتوى تفاعلي وقالت عضو اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي 2025، محفوظة عبدالله: «حرصنا من خلال سلسلة جلسات (ماستر كلاس)، التي قدمها نادي دبي للصحافة ضمن القمة هذا العام على تقديم نموذج تطبيقي لتلاقي الخبرة العالمية مع الطاقات العربية الصاعدة. لقد صممنا البرنامج ليكون مساحة استكشاف عملية ونقاش حقيقي حول صناعة محتوى إعلامي هادف في عصر تتسارع فيه الأدوات وتتغير فيه أنماط الجمهور». وأضافت: «نؤمن في نادي دبي للصحافة بأن بناء مستقبل الإعلام لا يمكن أن يتحقق إلا بتمكين المبدعين الشباب، ومنحهم المعرفة والمهارات التي تجعلهم فاعلين في تشكيل هذا المستقبل. وقد جاءت جلسات ماستر كلاس لترجمة هذه الرؤية عملياً من خلال محتوى تدريبي عالي المستوى، قدمه شركاء عالميون، وتفاعل معه الجمهور بطريقة تعكس الحاجة للتطوير المستمر». وعكست جلسات «ماستر كلاس» في يومها الختامي التزام قمة الإعلام العربي بتقديم محتوى تدريبي تفاعلي يجمع بين الممارسة والخبرة والتقنية، ويوفر منصة حقيقية للتعلم المهني والتبادل المعرفي بين صنّاع الإعلام الجدد والروّاد. وقد شكلت الجلسات مجتمعةً مرآةً صادقة لتحولات البيئة الإعلامية، وحافزاً لمواصلة الابتكار في صناعة المحتوى العربي بجميع أشكاله. . «غوغل» تقدم أدوات متقدمة للتحقق من المعلومات، وتحليل السرديات الإعلامية، بسرعة عالية. . «ميتا» تقدم نصائح لمساعدة صنّاع المحتوى على إيصال الأفكار بفاعلية خلال دقيقة واحدة. . «تيك توك» تعرض تجارب عربية شبابية، تجاوزت الترفيه للتفاعل الحقيقي مع قضايا المجتمع. محفوظة عبدالله: . «ماستر كلاس» منصة تفاعلية للتعلّم المهني والتبادل المعرفي بين صُنّاع المحتوى وروّاد القطاع.

منصور بن محمد ولطيفة بنت محمد يكرّمان الفائزين بجائزة «رواد التواصل الاجتماعي»
منصور بن محمد ولطيفة بنت محمد يكرّمان الفائزين بجائزة «رواد التواصل الاجتماعي»

الإمارات اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • الإمارات اليوم

منصور بن محمد ولطيفة بنت محمد يكرّمان الفائزين بجائزة «رواد التواصل الاجتماعي»

برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبتوجيهات سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، كرّم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، وسموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أمس، الفائزين ضمن الدورة الخامسة من جائزة «رواد التواصل الاجتماعي العرب»، وذلك في إطار فعاليات اليوم الختامي لـ«قمة الإعلام العربي 2025» في دبي. وخلال الحفل، كرّم سموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، لفوزه بجائزة «شخصية العام المؤثرة»، لدوره البارز في دعم الخطاب الإعلامي المتزن، وجهوده في تعزيز الحضور الإماراتي والعربي على الساحة الدولية. وتم خلال حفل التكريم الذي عُقد ضمن فعاليات «قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب»، إعلان أسماء الفائزين وصناع المحتوى الأكثر تميزاً في نشر التأثير الإيجابي في المجتمعات العربية، وذلك بعد عملية تحكيم دقيقة ومفصلة لأعمال المرشحين ومدى تأثيرهم الإيجابي وابتكارهم في مختلف منصات التواصل الاجتماعي، بحضور نخبة من أبرز الشخصيات الإعلامية، والمؤثرين، وصناع المحتوى، وممثلي أهم المنصات الرقمية، ولفيف من صنّاع القرار في مجال الإعلام الجديد. وكرّم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى جانبه نائب الرئيس العضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيسة نادي دبي للصحافة رئيسة اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي، منى غانم المرّي، منصة «تعلّم مع زكريا» الفائزة بجائزة أفضل منصة للطفل، لتميزها في تقديم محتوى تعليمي ترفيهي باللغة العربية بأسلوب مبسط ومحبب للأطفال، كما كرّم سموه، محمد النوفلي من سلطنة عمان، الفائز بالجائزة عن فئة الرياضة لتفاعله الرياضي المُلهم وأعماله التي أسهمت في تحفيز فئة الشباب، وكرّم سموه منصة «بلينكس» الفائزة بفئة أفضل منصة إخبارية، لما تقدمه من محتوى إخباري مبتكر موجّه لجيل الشباب. وسلّم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، أحمد الزامل من دولة الكويت الجائزة عن فئة ريادة الأعمال، عن مبادراته الرقمية التي دعمت تمكين الشباب في مجالات الابتكار والاستثمار، كما سلم سموه، أحمد المرزوقي، من دولة الإمارات، الجائزة عن فئة الاقتصاد، تقديراً لمحتواه التوعوي الذي يبسط المفاهيم المالية والاقتصادية بأسلوب سلس وجذاب. كما كرّم سموّه، عمر فاروق من مملكة البحرين، لفوزه بالجائزة عن فئة السياحة، تقديراً لمحتواه الملهم الذي سلط الضوء على ثقافات الشعوب، وأبرز الوجه الإنساني للسفر بأسلوب تفاعلي ومميز. وكرّمت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، الفائزة بفئة المجتمع، بيبي الخضري، من دولة الكويت، لجهودها في نشر التوعية المجتمعية وتعزيز ثقافة الدعم الإنساني، كما كرّمت سموها الدكتور طلال المحيسن من دولة الكويت، لفوزه بالجائزة عن فئة الصحة، وسلمت سموها صانع المحتوى أنس بوخش من دولة الإمارات، الجائزة عن فئة البودكاست، عن برنامجه الحواري الذي نجح في استقطاب نخبة من الشخصيات المؤثرة، وطرح موضوعات تعكس واقع الشباب العربي وتطلعاته. إلى ذلك كرّمت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم منصة «شاهد» من المملكة العربية السعودية، لفوزها بالجائزة عن فئة الفنون والترفيه، لما تقدمه من محتوى رقمي متنوع، يُسهم في تعزيز الإنتاج العربي المرئي، كما سلمت سموها الجائزة إلى أحمد النشيط من مملكة البحرين، لفوزه بالجائزة عن فئة الثقافة، وذلك لإسهاماته المؤثرة في نشر الوعي الثقافي وتعزيز المحتوى الهادف على منصات التواصل الاجتماعي. وفي ختام الحفل، التقطت لسموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم صورة جماعية تذكارية مع الفائزين والمكرمين في مختلف الفئات. وفي هذه المناسبة، هنّأت منى غانم المرّي جميع الفائزين بجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دورتها الخامسة، وثمّنت ما قدموه من إبداعات في مختلف مجالات التأثير الرقمي، وقالت: «في عالم تتسارع فيه المتغيرات، وتزداد فيه قوة التأثير الرقمي، تأتي جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب لتُجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتسخير الإعلام الرقمي كأداة تنموية تعزز القيم الإنسانية، وترسّخ الإيجابية والتأثير المسؤول في الفضاء الرقمي، من خلال تمكين الأصوات المُلهمة، وتعزيز الدور الإيجابي للمحتوى الرقمي في مجتمعاتنا العربية». وأضافت: «حرصنا في نادي دبي للصحافة، بتوجيهات سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، على أن تكون الجائزة منصة لتكريم صنّاع التغيير الحقيقي، ممن قدموا نماذج استثنائية في التأثير، والابتكار، والمسؤولية المجتمعية عبر منصات التواصل الاجتماعي». وقالت: «تأتي الدورة الخامسة من الجائزة في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى محتوى مسؤول يواكب التحديات، ويعزز القيم الإنسانية، ويُسهم في ترسيخ ثقافة الحوار والبناء. وما شهدناه اليوم من تكريم لكوكبة من المبدعين والمؤثرين، يؤكد أن العالم العربي يزخر بكفاءات قادرة على تحويل وسائل التواصل الاجتماعي إلى أدوات للتنمية والتغيير الإيجابي». وتسعى جائزة «رواد التواصل الاجتماعي العرب»، وهي إحدى مبادرات نادي دبي للصحافة، إلى تعزيز الدور المجتمعي للمحتوى الرقمي، وتشجيع الشباب العربي على تبني رسائل بنّاءة، وتقديم نماذج تُحتذى في الاستخدام المسؤول والإبداعي لمنصات التواصل الاجتماعي. وكان نادي دبي للصحافة قد كشف عن إضافة فئات جديدة للجائزة في دورتها الخامسة، لتواكب المتغيرات المستجدة في فضاء الإعلام الرقمي، لتصل إلى 12 فئة، وذلك في إطار عملية التطوير المستمر التي تخضع لها كل مبادراته ومشاريعه، حيث تمت إضافة فئات الاقتصاد، والبودكاست (أفضل منصة إخبارية)، وفئة (أفضل منصة للطفل)، إضافة إلى فئات الجائزة التي شملتها الدورات السابقة، وهي: شخصية العام المؤثرة، ريادة الأعمال، خدمة المجتمع والصحة، الرياضة، الثقافة، السياحة، الفنون والترفيه. تحفيز المؤثرين تأتي النسخة الخامسة من «جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب» في وقت تتسارع تطورات التكنولوجيا الرقمية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وأدوات التحليل الرقمي، وصناعة المحتوى، حيث تواصل الجائزة تحفيز المؤثرين على المبادرة إلى تطوير مهاراتهم، والابتعاد عن المحتوى السطحي أو المثير للجدل أو أي محتوى لا تكون له قيمة حقيقية، ولا مردود ذو تأثير إيجابي، والتركيز على تقديم الأفكار التي تخدم المجتمعات، وتقدم لها قيمة مضافة حقيقية في مختلف المجالات. . أنور قرقاش شخصية العام المؤثرة، لدوره البارز في دعم الخطاب الإعلامي المتزن، وجهوده في تعزيز الحضور الإماراتي والعربي على الساحة الدولية. منى المرّي: . جائزة رواد التواصل الاجتماعي تُجسد رؤية محمد بن راشد لتسخير الإعلام الرقمي أداة تنموية تعزز القيم الإنسانية والتأثير المسؤول في الفضاء الرقمي.

فنانون: مستقبل الدراما العربية مرهون باحترام المتلقي
فنانون: مستقبل الدراما العربية مرهون باحترام المتلقي

الإمارات اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • الإمارات اليوم

فنانون: مستقبل الدراما العربية مرهون باحترام المتلقي

اختتمت، أمس، في دبي أعمال الدورة الأولى من منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية الذي نظمه «مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية» على مدار ثلاثة أيام، تحت مظلة «قمة الإعلام العربي 2025» التي انتهت فعالياتها أمس. وعقدت جلسات «منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية» بالتعاون مع مجموعة من أكبر المؤسسات العالمية المعنية بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وقدمت جلسات المنتدى رؤى ملهمة حول سبل الارتقاء بهذا الإنتاج على الصعيدين المحلي والعربي. وأجمع المشاركون - في جلسة حوارية بعنوان «مستقبل الدراما والإعلام.. من الترفيه إلى التأثير»، عقدت ضمن فعاليات «منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية» في إطار اليوم الختامي لقمة الإعلام العربي 2025 التي عقدت في مركز دبي التجاري العالمي - على أن مستقبل الدراما العربية مرهون باحترام المتلقي وتقديم محتوى درامي يُسهم في صناعة وعي عربي أصيل. وشارك في الجلسة الحوارية، التي حضرتها نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيسة نادي دبي للصحافة رئيسة اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي، منى غانم المرّي، كل من النجم أحمد السقا والممثل وكاتب السيناريو جورج خباز والممثلة هدى حسين، حيث تحدثوا حول تجربتهم على الشاشة الصغيرة والسينما، وكيف أثرت أعمالهم المختلفة سواء كدراما تلفزيونية أو أفلام سينمائية على الجمهور، وحاورهم الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان. وطرحت الجلسة تساؤلات جوهرية حول العلاقة المتبادلة بين الدراما والمتلقي، وتأثير الدراما على الجمهور، ومدى مساهمتها في تشكيل الوعي المجتمعي. وتحدث الفنان أحمد السقا عن فيلميه «إبراهيم الأبيض» و«تيمور وشفيقة»، موضحاً أن كليهما طرح قضايا إنسانية واجتماعية أثارت تفاعل الجمهور من العنف المجتمعي إلى العلاقات العاطفية والاختيارات المصيرية. وأضاف أن الفن مسؤولية ورسالة، قائلاً إن «الفن عندما يكون صادقاً يعيش داخل الناس ويؤثر في قراراتهم ومشاعرهم»، مضيفاً: «التأثير والفتنة بينهما فاصل رفيع على الفنان الحفاظ عليه.. الدراما هي الحدوتة.. والحياة عبارة عن أحداث تدور في إطار الصراع بين الخير والشر». وأكد الفنان أحمد السقا أن الدراما اليوم باتت جزءاً لا يتجزأ من التأثير المجتمعي، مشيراً إلى أن التناول الدرامي للعمل قد يضخّم حدثاً بسيطاً أو يقلل من أهمية إنجاز حقيقي، وهو ما يضع الفنان أمام تحد مستمر في الحفاظ على تميز أعماله الفنية، وأضاف: «الدراما ليست فقط مرآة المجتمع، بل هي أيضاً مسؤولية.. ما نقدمه على الشاشة يمكن أن يلهم أو يُضلل، ولذلك نحن مطالبون بالصدق والوعي في كل ما نختار تقديمه»، وأضاف أحمد السقا: «سأعتزل الفن عندما أقوم بأعمال فنية لا تؤثر في الجمهور. أعتبر نفسي في رحلة أحاول من خلالها الوصول إلى تحقيق التأثير الإيجابي في الجمهور، فالفن وسيلة لمحاربة الشر وكشف أساليبه». أما الفنانة هدى حسين فقد سلطت الضوء على دورها في المسلسل الاجتماعي «زوجة واحدة لا تكفي»، الذي تناول قضايا حساسة تمس حياة المجتمع الخليجي والعربي، مشيرة إلى أن المسلسل أثار الجدل عند عرضه، وقدم قضايا واقعية قائمة في العالم العربي يحاول البعض إنكار وجودها. وأكدت في هذا الصدد أن معالجة أي قضية تحفّز الجمهور للبحث عن عواقبها السلبية ولا تكون دعوة للاقتداء بها، فكاتبة المسلسل هبة مشاري حمادة عرضت في هذا العمل القضايا المجتمعية بأسلوب متوازن هدفه معالجته. أما جورج خباز فتحدث عن فيلم «أصحاب ولا أعز»، مشيراً إلى أن العمل أثار نقاشات واسعة لطرحة أسئلة جريئة عن العلاقات بين الناس والخصوصية والتواصل بين الأصدقاء، وقال: «إن الدراما أداة تطرح الأسئلة وتترك للناس حرية التأمل والإجابة». وشدد خباز على أن الدراما الحقيقية لا تكتفي بالإجابات الجاهزة، والإعلام الجيد عليه أن يُحفّز هذا النوع من الطرح لا أن يروّج للسطحية. وتطرق خباز إلى الحديث عن دوره في المسلسل الرمضاني «النار بالنار». وأوضح خباز أن العمل برمته يحمل رسالة إنسانية جريئة في تناولها. وأجمع المشاركون في الجلسة على أن مستقبل الدراما يكمن في الجرأة على طرح الموضوعات الواقعية التي تمس الناس بصدق وفي بناء علاقة وجدانية مع الجمهور من خلال نصوص تكتب بروح إنسانية صادقة. واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن أهمية دعم المحتوى العربي الهادف وتشجيع الأعمال التي تعكس تنوع المجتمعات وتجاربها لما للدراما من دور محوري في التأثير على الفكر والوجدان ليس فقط بوصفها وسيلة ترفيه بل باعتبارها قوة ناعمة تصنع الوعي وتغير الواقع. وخلال جلسات اليوم الختامي لمنتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية، سلّطت الممثلة ليلى عبدالله الضوء على تجربتها الشخصية مع وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «ما وراء الحقيقة في التواصل الاجتماعي»، عقدت ضمن فعاليات منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية في اليوم الختامي من قمة الإعلام العربي 2025.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store