logo
الريم المزروعي.. احتضان للتراث وصناعة المستقبل

الريم المزروعي.. احتضان للتراث وصناعة المستقبل

صحيفة الخليج١٧-٠٥-٢٠٢٥

كتبت: سارة المزروعي
المرأة الإماراتية العمود الفقري في المجتمع والأسرة، تلقت دعماً قيادياً متميزاً أقر بقدراتها الاستثنائية ومهَّد لها فرصاً واسعة في شتى المجالات، لم تقتصر مساهماتها على الأدوار التقليدية فحسب، بل تجاوزتها لتصبح ركيزة أساسية في ترسيخ قيم المجتمع وتنميته، ما ساهم في تعزيز الوحدة والتماسك الأسري والاجتماعي.
تجسّد الريم بنت سلطان المزروعي، مثالاً حياً للمرأة الإماراتية والعربية التي تُتقن مختلف المهارات التراثية وتدمجها في حياتها اليومية، محافظة بذلك على أصالتها ومستثمرة هذه المهارات في توفير احتياجات أسرتها ومجتمعها، ورغم عدم التحاقها رسمياً بالتعليم المدرسي، فإن قدراتها الفطرية في التعلم والمعرفة ساهمت في إدارة شؤونها بكفاءة عالية، حيث تعتبر المرأة الإماراتية ركيزة أساسية لبناء المجتمع، والمصدر الرئيسي للحفاظ على التقاليد والقيم، وتنظيم شؤون الأسرة بمهارة ودقة، هذا الدور التاريخي المتميز انعكس في قدرتها على التكيّف مع تحديات الحياة، وفي استثمار خبراتها التراثية لتوفير بيئة مستقرة وآمنة لأفراد المجتمع، ما جعلها رمزاً للثبات والإبداع في آنٍ واحد.
تتميز المزروعي بقدرتها الفائقة في إدارة شؤون تربية الماشية ورعايتها الصحية، حيث تُظهر دقة في متابعة مواعيد الولادة واحتياجات كل حيوان من الغذاء والماء والعلاج، وتعمل باستمرار على تنظيف المواشي وتقديم العلاج المناسب باستخدام الأعشاب والنباتات الشعبية، كما تراقب الأعراض المبكرة لأي مرض وتعمل على معالجته فور ظهوره. وتساهم جهودها الحثيثة في الحفاظ على صحة الماشية من خلال البحث الدؤوب عن أماكن الرعي وقص الحشائش، التي تُعد الغذاء الطبيعي لها، كما تُظهر المرأة براعة في تحديد أفضل الأراضي لتوفير الأعلاف الغنية بالعناصر الغذائية، ما يعكس مكانتها الأساسية في دعم هذا القطاع الحيوي.
تروي الريم تجربتها في حلب المواشي واستخدام حليبها لإعداد منتجات غذائية متنوعة، وتقول: «نحلب البقر ونسوّي منه الجبن والروب واللبن والجامي والسمن، كل شي نعتمد فيه على نفسنا باستخدام أساليب تقليدية توارثناها عبر الأجيال».
ولا ينتهي دورها عند هذا الحد، إذ تتقن أيضاً فنون استغلال الخوص (سعف النخيل) في صناعة المخرافة والسرود والحصير وغيرها من الأدوات المنزلية التقليدية التي لا تزال تُستخدم في البيوت الإماراتية للحفاظ على الأطعمة والأغراض الصغيرة، ما يجسد روح الاعتماد على الذات والحرفية العريقة التي تميز الإماراتية في الحفاظ على تراثها وتطوير مهاراتها التقليدية.
تراث شفهي وقصصي
تحمل المزروعي في جعبتها ثروة من القصص الشعبية، المعروفة محلياً باسم «الخراريف» أو «الحزاوي»، التي توارثتها عن أجدادها وترويها لأبنائها وأحفادها. ومن بين أبرز هذه الحزاوي حزواة «شليف شليف» التي تعكس بساطة الحياة القديمة وروح الألفة بين أفراد الأسرة، إلى جانب قصة «جعيدان»، وقصة شجرة «أم ريل» التي تدور حول سبع بنات يعشن مع والدهن، ما يجسد قيم التعاون والترابط الأسري، كما تضم مجموعة متنوعة من القصص المليئة بالعبر والحكم، والتي تتخللها طرائف مسلية كانت جدتهم ترويها لهم وما زالت تُذكَر وتُحكى حتى اليوم.
قيم ومهارات متوارثة
تشير الريم إلى أن الأهالي قديماً، وحتى في بعض المناطق اليوم، كانوا يستخدمون السدر بديلاً للشامبو، يتم تحضيره بتجفيف أوراقه وطحنها حتى تظهر منه رغوة عند إضافة الماء، لتتحول إلى عجينة تُستعمل في غسل الشعر وإزالة الشوائب، وتؤكد أن للسدر خصائص طبيعية مفيدة لفروة الرأس، حيث تجسد هذه الطريقة ارتباط المرأة الإماراتية ببيئتها وتقاليدها واستفادة الأسر من خيرات النخيل والأشجار البرية في صناعة مستلزمات الحياة اليومية بطريقة آمنة وصديقة للبيئة.
وتستذكر الريم كيف كانت النساء يستعنّ بالورد والياس لتزيين الشعر، إلى جانب استخدام ورق الهمبا وجذع السدر الذي يُقشر ويُنخل ليُستخدم كمسحوق معطّر ومنظّف، وفيما يتعلق بالتقاليد الاجتماعية، تشير إلى أنه عند بلوغ الفتاة سناً معينة، كانت تتبرقع وتغطي وجهها، وعند سؤالها عن سبب ذلك كانت تجيب بعبارة «مرمده عيوني»، معبرة بذلك عن قيم الحشمة والحياء التي لا تزال محل تقدير واحترام.
لا يقتصر مخزون الريم على المعارف الشفهية أو وصفات الجمال فحسب، بل يشمل أيضاً الملابس والأزياء التقليدية والمجوهرات، إلى جانب أدوات العناية القديمة مثل الكُحل (الإثمد) والنيلة، فقد كانت الأزياء في السابق تعتمد على اللون الأبيض وبعض الخامات مثل «بوطيرة» و«بو قليم»، أما من كان يرغب في إضافة لون آخر فكان يستخدم ورق البيذام (اللوز) لتلوين القماش باللون الأصفر، أما اليوم فقد تنوعت الخامات والألوان الزاهية مع الحفاظ على الطابع التراثي، وتضيف قائلة: «تعودنا دايماً أن نخيط ملابسنا بأنفسنا، فكل واحدة كانت تخيط لباسها وعباءتها وملابس عيالها، واللي عندها «الكرخانة» (آلة الخياطة) كانت تساعد اللي ما عندها، وتخيط لها أو تعطيها الكرخانة تخيط لعمرها، ما عندنا خيايط نفس اليوم».
في مجال الطب الشعبي، تُعدّ الريم مرجعاً موثوقاً لعلاج الأمراض الشائعة، فهي تستخدم اليعدة التي تُغلى مع الماء لتخفيف آلام المعدة وخفض درجة حرارة الجسم، وغالباً ما يُضاف إليها الليمون اليابس أو اللبان لتحسين المذاق المر. كما تؤكد أهمية الحرمل في مكافحة الفطريات والميكروبات وفق ما يتناقله الأهالي، وتستحضر طرقاً تقليدية لعلاج ألم الأسنان من خلال ضرب وطحن المسمار والناريل لتنعيمه وفركه على الأسنان.
في ضوء كل هذه المهارات المتنوعة والمعارف المتوارثة، تُثبت الريم بنت سلطان المزروعي أن الجلوس في المنزل لا يعني الراحة، بل يظهر أن المرأة الإماراتية والعربية قادرة على الإبداع في مختلف المجالات، فهي تجسّد قيم الأصالة والاستدامة والابتكار، ما يجعل تراثها وثقافتها نبراساً ينير درب الأجيال القادمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عرس ثقافي لـ100 كاتب إماراتي في مؤسسة العويس
عرس ثقافي لـ100 كاتب إماراتي في مؤسسة العويس

صحيفة الخليج

timeمنذ 43 دقائق

  • صحيفة الخليج

عرس ثقافي لـ100 كاتب إماراتي في مؤسسة العويس

وسط حضور ثقافي مميز احتفت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي، مساء أمس الثلاثاء بيوم الكاتب الإماراتي، الذي يصادف 26 مايو من كل عام، وذلك بتنظيم حفل كبير لتوقيع الكتب المحلية الصادرة حديثاً (2024 و2025) حيث غصت قاعة المعارض الكبرى في المؤسسة بـ100 من الأدباء والكتاب والمثقفين الإماراتيين الذين توافدوا إلى مقر المؤسسة. حضر حفل التوقيع عبد الحميد أحمد الأمين العام للمؤسسة والدكتورة فاطمة الصايغ وناصر الظاهري وعبد الله العويس أعضاء مجلس أمناء المؤسسة. ووقع عدد كبير من الكتاب المخضرمين كتبهم الجديدة في مقدمتهم محمد سعيد الضنحاني وظاعن شاهين وعلي عبيد الهاملي ومحمد الجوكر وكريم معتوق وعائشة سلطان وعلي العبدان وناصر الظاهري وشيخة الجابري وخالد البدور ونجوم الغانم وباسمة يونس وأسماء الزرعوني ومحمد الحبسي وإيمان يوسف وصالحة عبيد وسعاد راشد المرزوقي وفهد المعمري وعبيد بوملحة وسعاد زايد المرزوقي وغيرهم من كبار الأدباء أصحاب الطيف الفكري الواسع إماراتياً. وتصادف هذه الاحتفالية مرور 100 عام على ولادة الشاعر سلطان العويس، ووجهت المؤسسة الدعوة إلى 100 كاتب إماراتي من أجيال مختلفة لتوقيع إصداراتهم، حيث تعرف الأدباء المخضرمون إلى الأدباء الشباب وعاشوا معاً جواً من التثاقف وتبادل الأفكار والآراء في ألفة أسرية عكست حالة ثقافية اجتماعية لحملة القلم، وعكست أيضاً توجه المؤسسة نحو الأقلام الجادة التي تلعب دوراً في تنمية الوعي. وقال عبد الحميد أحمد: «إن مبادرتنا في دعوة كُتاب الإمارات إلى هذا الحفل تأتي احتراماً لكل مبدع قدم نتاجاً ثقافياً للمكتبة، وعزز من حضور الشخصية الإماراتية في المحافل الثقافية داخل وخارج الدولة. وهذه الاحتفالية تنظم للعام الثاني على التوالي حيث نظمت المؤسسة في العام الماضي حفلاً مماثلاً كان له صداه الإيجابي بين مثقفي الإمارات، ومن خلاله تعارَف الكتاب وتبادلوا إصداراتهم وتواصلوا ثقافياً واستمعوا بشكل مباشر إلى الآراء ووجهات النظر. وأضاف الأمين العام: إن دعوة مئة كاتب من أجيال مختلفة بمناسبة مرور مئة عام على ولادة سلطان العويس جاءت تزامناً مع احتفالات المؤسسة بهذه المناسبة الكبيرة حيث يعد سلطان العويس أحد أبرز الشخصيات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية محلياً وعربياً وتعد الجائزة التي تحمل اسمه من ألمع الجوائز الثقافية العربية. وبدورهم تقدم الأدباء والكتاب بالشكر للمؤسسة على هذه المبادرة الكبيرة وثمنوا دورها في تعزيز حضور الكتاب المحليين، كما ثمن الكتاب اللفتة الكريمة من المؤسسة في إعطاء الفرصة للأدباء الشباب واحتضان أفكارهم وكتبهم وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في حدث كبير إلى جانب أدباء مخضرمين على الساحة ما غذى طموحاتهم ليكملوا مسيرتهم الأدبية والإبداعية مستلهمين من الشخصيات المشهورة نهجاً واعياً لتقديم المزيد من الإبداعات. «الخليج» كانت حاضرة، والتقت عدداً من المشاركين الذين عبروا عن انطباعاتهم حول هذه اللحظة، وتحدثوا عن جديدهم الأدبي، وعن سلطان العويس الذي لايزال حاضراً في الذاكرة الثقافية باعتباره أحد رموزها المؤسسة. قال الشاعر كريم معتوق إن مبادرة المؤسسة بتجميع 100 كاتب إماراتي لتوقيع إصداراتهم الجديدة، تعد من المبادرات النوعية والاستثنائية في المشهد الثقافي المحلي، مشيراً إلى أنها نجحت في جمع الأدباء من مختلف التخصصات، وهو أمر غير معتاد في الفعاليات الأدبية التي غالباً ما تقتصر على تخصص معين. وأضاف معتوق: عادة ما يعرف الشعراء بعضهم بعضاً، وكذلك كتاب الرواية أو القصة، لكن هذه المبادرة أتاحت لنا التعارف والتفاعل بين الكتاب من مختلف الاتجاهات، وهو ما يشكل إثراء للمشهد، وفرصة للتقارب الفكري والأدبي. وحول مشاركته، وقع معتوق ديوانه الجديد قصائد من وادي عبقر، وهو الإصدار الثاني والعشرون في مسيرته الشعرية، ويضم مجموعة من القصائد التي تعكس تأملاته في الذات والوجود واللغة، في أسلوبه الشعري المعروف بالتكثيف والعمق. من جانبها قالت الكاتبة فاطمة المزروعي إن مشاركتها في يوم الكاتب الإماراتي تمثل لحظة فخر واعتزاز بالهوية الثقافية والوطنية، وتجسد إيمانها العميق بأهمية الكلمة ودورها الحيوي في بناء الإنسان والمجتمع. وأكدت أن هذه المناسبة لا تحتفي بالأدباء وحسب، بل تكرم المسيرة الفكرية للإمارات، وتعبر عن تقدير الدولة للإبداع كجزء من مشروعها الحضاري الشامل. وأضافت المزروعي: أن يجتمع مئة كاتب إماراتي لتوقيع إصداراتهم، بين الشعر والرواية والقصة والسيرة والتاريخ، هو حدث استثنائي يعكس تنوع المشهد الثقافي، ويظهر حرص مؤسساتنا على دعم الإنتاج المحلي وتوسيع حضوره عربياً وعالمياً. وعن روايتها الجديدة لعبة الخلود، وهي عمل روائي موجه لليافعين، أوضحت أنها تسلط الضوء على أثر الألعاب الإلكترونية الذكية في المراهقين، من خلال قصة مجموعة من الشباب يدخلون عالماً افتراضياً للعب، ليكتشفو أسراراً وكوارث غير متوقعة، وقالت: أردت أن أثير تساؤلات حول سيطرة التكنولوجيا واحتمالات التلاعب بالعقول، وكيف قد تتحول اللعبة إلى واقع قاتم دون وعي منا. وتختم: الرواية رحلة مثيرة داخل صراع الآلة والإنسان، حيث نكتشف من الأقوى، ومن الأذكى، في نهاية المطاف. تفاعل فكري بدوره قال الكاتب محمد سعيد الظنحاني إن مشاركته في حفل التوقيع تعد لحظة فخر، معرباً عن تقديره العميق للمؤسسة التي نظمت هذا اللقاء المميز من نوعه، الذي جمع كتاب الإمارات من أجيال مختلفة في مكان واحد. وأضاف: الفعالية تتيح تواصلًا مباشرًا بين الكتاب والجمهور، وتزيد من فرص انتشار الكتاب الإماراتي، كما تمنحنا نحن الكتاب فرصة للتفاعل مع قرائنا وتبادل الخبرات. وقد وقع الظنحاني روايته الأولى ابن سارة، وهي رواية اجتماعية تسلط الضوء على دور المرأة الإماراتية في مرحلة ما قبل الاتحاد، وتظهر كيف ساهمت المرأة في بناء المجتمع وتشكيل الوعي المحلي في ظل التحديات الاجتماعية آنذاك. من جهتها بينت الكاتبة صالحة عبيد أن هذه الفعالية تجسد التزام مؤسسة العويس بدعم الإبداع المحلي والكتاب الإماراتيين، مؤكدة أن اللقاء بين الكتاب بهذه الصورة يعزز روح الشغف التي تجمعهم، ويمنحهم فرصة للقراءة المتبادلة والتفاعل الثقافي الحقيقي. وتابعت عبيد: من الجميل أن نلتقي ككتاب، لا كأسماء فقط، بل كأفراد يكتبون ويحلمون ويشاركون تجاربهم.. لقاءات كهذه تمنحنا طاقة إضافية للاستمرار. وحول إصدارها الجديد، وقّعت رواية إلا جدتك كانت تغني، التي تستكشف الغناء الشعبي في الإمارات، وعلاقة الجسد بالموسيقى، حيث تتقاطع التجربة الصوتية مع الإحساس الإنساني العميق. وتقول: الرواية تنبش في علاقة الجسد بالصوت، والذاكرة باللحن، وهي محاولة لرصد تحولات ثقافية واجتماعية من خلال الموسيقى. مشروع بدورها قالت الكاتبة والإعلامية عائشة سلطان: إن الاحتفاء بالكاتب الإماراتي في هذه المناسبة هو تأكيد على دعم القيادة للعمل الثقافي والإبداعي، مشيرة إلى أن هذا النوع من الفعاليات يعكس السياسة الوطنية الواضحة في دعم المثقفين. ولفتت إلى أن ما نراه اليوم من اجتماع هذا العدد من الكتاب في مكان واحد، هو مؤشر إيجابي لاهتمام الدولة بالمشهد الثقافي، والتأكيد على أن الثقافة جزء لا يتجزأ من مشروع التنمية الشاملة. ووقعت سلطان مجموعتها القصصية الأولى خوف بارد، التي تنوعت أساليبها بين الواقعية والواقعية السحرية والفانتازيا، وجميعها تدور حول شعور واحد هو الخوف، باعتباره أحد أعمق المشاعر الإنسانية وأكثرها تحكماً في سلوك الإنسان. أما الكاتب والخطاط خالد الجلاف فأوضح أن اجتماع مئة كاتب في فعالية واحدة هو بمثابة رسالة محبة ووفاء للراحل سلطان بن علي العويس، الذي يعد من أبرز الرموز الثقافية في الإمارات والمنطقة، مشيراً إلى أن مبادرة الاحتفاء بمئويته تمثل عرفاناً لدوره وتأثيره. ونوه بأن العويس ليس مجرد شاعر، بل هو ذاكرة ثقافية إماراتية، وكل احتفاء به هو احتفاء بذاتنا الجمعية. ووقع الجلاف كتابه من هنا وهناك، وهو مجموعة من القصص المستلهمة من أدب الرحلات، تعكس مشاهداته وتأملاته خلال سنوات من السفر والتأمل في تجارب الآخرين والذات. من جانبه عبر د.محمد راشد النقبي عن سعادته بالتواجد في هذه الاحتفالية المميزة التي تحتفي بالكاتب الاماراتي والابدع الثقافي الوطني، وحول كتابه الطيور المحلية والمستوطنة في دولة الإمارات العربية المتحدة قال: ركزت في كتابي على الطيور المحلية قديماً من حيث أماكن تواجدها، وطرق الصيد المتنوعة التي كانت متبعة في تلك الفترة. بدره أكد الكاتب عبد الله مسعود أن فعالية يوم الكاتب الإماراتي تعبر عن وفاء حقيقي للكاتب المحلي، واحتفاء بالإنتاج الأدبي بكل تنوعه، من مختلف الأجيال والمدارس الأدبية. وأضاف: ليس من السهل جمع هذا العدد الكبير من الكتاب في مكان واحد، لكن مؤسسة العويس أنجزت ذلك بكل احترافية، وهو ما يضيف للساحة الثقافية الإماراتية زخماً وحيوية. وقد وقع مسعود مجموعته القصصية بقايا وجوه، وهي نصوص مستلهمة من البيئة الشعبية الإماراتية، تسلط الضوء على القيم والعلاقات والعادات اليومية التي تشكل جوهر الحياة المحلية. من جهة أخرى أوضحت الكاتبة الشابة هجون الزيودي أنها تشعر بفخر كبير لكونها ضمن هذا العرس الثقافي الذي جمع كتاباً مرموقين من مختلف الأجيال، مشيرة إلى أن اللقاءات المباشرة مع كتاب من ذوي الخبرة منحتها دفعة قوية للاستمرار. وأكدت أن وجود هذا الكم من الخبرات في مكان واحد، والتفاعل معهم، فتح لها آفاقاً جديدة في بداية مشوارها الأدبي، وأتاح لها التعرف إلى تجارب ملهمة. وقد وقعت روايتها الواقعية ملاكي الصغير، التي تسرد قصة مؤثرة لطفلة أصيبت بمرض مناعي نادر بعد إصابتها بفيروس كوفيد-19، وتتناول الرواية التحديات الطبية والإنسانية التي مرت بها الطفلة وأسرتها، في سردية حافلة بالأمل والمشاعر الإنسانية العميقة. مبادرة ملهمة يذكر أن هذا التقدير للكاتب الإماراتي جاء بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، إذ يوافق يوم 26 مايو تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في 1984، وذلك تقديراً لجهود الكاتب الفكرية والإنسانية ولدوره الرائد في الأدب والتنمية المجتمعية، وترسيخ حب الثقافة في أذهان أبنائه، وإعلاء مكانته، ويعد هذا اليوم مناسبة عزيزة على قلب كل كاتب إماراتي يعتز بالكلمة ويوليها اهتمامه.

لطيفة بنت محمد: بحثنا مع مورغان وقرقاش سبل تطوير المشهد الإعلامي
لطيفة بنت محمد: بحثنا مع مورغان وقرقاش سبل تطوير المشهد الإعلامي

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

لطيفة بنت محمد: بحثنا مع مورغان وقرقاش سبل تطوير المشهد الإعلامي

قالت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عبر منصة «إكس»: «على هامش قمة الإعلام العربي، سعدت بلقاء الإﻋﻼﻣﻲ وﻣﻘﺪم اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺑﻴﺮس ﻣﻮرﻏﺎن، بحضور الدكتور أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، حيث ناقشنا في حوار ملهم وعفوي، سبل لتطوير مشهد إعلامي أكثر عمقاً وتأثيراً في دبي والمنطقة، وبحثنا أهمية دعم وتمكين الشباب العربي ليكونوا هم قادة التغيير الإيجابي الذي نطمح إليه».

تجارب عائلية في العيد داخل حديقة الإمارات للحيوانات
تجارب عائلية في العيد داخل حديقة الإمارات للحيوانات

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

تجارب عائلية في العيد داخل حديقة الإمارات للحيوانات

توفر حديقة الإمارات للحيوانات باقة من الفعاليات لكل أفراد الأسرة للاحتفاء بعيد الأضحى المبارك في أحضان الحياة البرية. وتتيح الحديقة للزوار خوض تجربة احتفالية، تتضمن لقاءات مع الحيوانات، ومغامرات ترفيهية في المناطق الداخلية المكيّفة، إلى جانب عروض تفاعلية مشوقة الحياة البرية. ويمكن للأطفال الاستمتاع بالمرح والانتعاش في حوض السباحة المخصص لهم، بالإضافة إلى أجواء مليئة بالفقاعات والتسلية المتواصلة لجميع أفراد العائلة. ولإضفاء مزيد من البهجة على أجواء المناسبة، يحظى جميع الزوار الحاصلين على تذكرتي العيد أو «إكسبلورر» بهدايا عند دخول الحديقة وعلى مدار اليوم. يأتي احتفال عيد الأضحى هذا العام ليجمع العائلات في أجواء مفعمة بالمرح والتفاعل، من خلال عروض للحيوانات وتجارب إطعام. وتوفر الحديقة ملاذاً رائعاً من حرارة الصيف، إذ يمكن للزوار التوجه إلى المناطق الداخلية المكيفة بالكامل، والاستمتاع بأنشطة ترفيهية وتعليمية، بما في ذلك جلسات توعوية. ويُضيف برنامج تربية نحل العسل لدى الحديقة لمسة تعليمية للاحتفال بعيد الأضحى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store