"حماس" تدين جريمة الاحتلال بحق سفينة "مادلين"
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أدانت الحركة جريمة قرصنة الاحتلال بحق سفينة "مادلين" في المياه الدولية التي كانت متوجهة إلى ساحل غزّة لكسر الحصار الصهيوني. وأكدت أن اعتراضها ومنع إيصال المساعدات لغزّة يشكل عدوانا جديدا وسط حرب إبادة منظمة.وحيّت المتضامنين الأحرار من مختلف الجنسيات، الذين واجهوا التهديدات بثبات وأكدوا أن غزّة ليست وحدها، وأن ضمير الإنسانية ما زال حيا في مواجهة الاحتلال الفاشي، وأن غزّة ليست وحدها بل تحظى بإسناد من أحرار العالم.
وأكدت "حماس" أن اعتراض "مادلين" في عرض البحر ومنعها من إيصال مساعدات رمزية إلى الشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب إبادة جماعية، يُعد إرهاب دولة منظم وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي، واعتداء على متطوعين مدنيين تحركوا بدافع إنساني. وطالب بإطلاق سراح المتضامنين فورا ونحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامتهم. ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى إدانة هذه الجريمة والتحرك العاجل لكسر الحصار. وبينما أكدت أن الحصار جريمة لا تسقط بالتقادم وسيبقى العالم يواجهها بكل الوسائل، ثمّنت "حماس" كل المبادرات الدولية لكسر الحصار الظالم المفروض على غزّة منذ أكثر من 17 عاما.واعترضت قوات الاحتلال سفينة "مادلين" المتضامنة مع غزّة في عرض المياه الدولية، ومنعتها بالقوة من الوصول إلى قطاع غزّة واقتيادها إلى ميناء أسدود واحتجاز من على متنها من متضامنين دوليين، قدموا في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار وفضح جريمة التجويع.
وأثار ذلك موجة إدانة دولية أعربت على إثرها عواصم غربية على غرار مدريد وباريس عن تضامنها مع المتطوعين المعتقلين وطالبت بالإفراج الفوري عنهم. من جانبه قال نائب رئيس الوزراء الأيرلندي، سيمون هاريس، إن أي استخدام للقوة ضد سفينة "مادلين" التابعة لتحالف أسطول الحرية والتي أبحرت لكسر الحصار عن غزّة "يعد انتهاكا للقانون الدولي". ولفت إلى أن "مادلين" تمثل "جهدا مدنيا سلميا وغير مسلّح يهدف إلى تقديم الخير فقط في مواجهة الدمار والكارثة الإنسانية التي تعيشها غزّة".كما أدانت وزارة الخارجية التركية، هجوم قوات الاحتلال الصهيوني على سفينة "مادلين" ووصفته بأنه "عمل شنيع" و"انتهاك صارخ للقانون الدولي".
ورغم الهجمات الصهيونية التي تطال قوافل المساعدات الإنسانية مع غزّة، فإن ذلك لا يثبّط من عزيمة المتضامنين الذين يواصلون التوافد في جماعات وفرادى إلى العريش المصرية من أجل الاحتجاج أمام معبر رفح، للضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة المتواصلة فصولها وكسر الحصار الصهيوني على غزّة.
وفي هذا السياق، انطلقت أمس، من العاصمة تونس "قافلة الصمود" الإنسانية في رحلتها باتجاه قطاع غزّة وذلك بمشاركة عدد من الفاعلين والنشطاء من تونس والجزائر وجنسيات أخرى.
وتجمع المشاركون في القافلة أمام مقر وزارة السياحة قبل الاتجاه نحو معبر "رأس جدير" رافعين الأعلام الفلسطينية والشعارات المندّدة بجرائم الإبادة الصهيونية منذ 7 أكتوبر 2023.
وقال المتحدث الرسمي باسم "قافلة الصمود" التي تنظمها "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، وائل نوار، إن هذه القافلة البرية "تحمل رسالة إلى كل أحرار العالم للتحرك من أجل الحق الفلسطيني المسلوب، وضد كل أوجه الاحتلال والإبادة الجماعية". كما أنها محاولة ل"فتح قنوات التنسيق مع منظمات إنسانية عربية ودولية لتسهيل عمليات الإغاثة". وأضاف أن القافلة "ستمر بعديد المناطق والولايات التونسية قبل دخول ليبيا وذلك بالتنسيق مع منظمات إنسانية ليبية، ليكون بعد ذلك التوجه لمعبر السلوم بالشرق الليبي وبعدها الدخول إلى الأراضي المصرية".
وذكر نوار، أن القافلة ستقوم بالتنسيق مع منظمات إنسانية مصرية من أجل الوصول إلى معبر رفح لكسر الحصار والدخول إلى قطاع غزّة الذي قال إنه "يعيش أبشع عمليات القتل والتهجير والإبادة وسط صمت عربي غير مقبول"، معتبرا أن "معنى كسر الحصار لا يتوقف فقط على إدخال المساعدات وإنما تسهيل خروج جرحى الإبادة للعلاج خارج فلسطين".من جانبها أوضحت عضو التنسيقية، جواهر شمة، أن هذه القافلة ستحاول بكل الجهود المتضامنة إدخال المساعدات الإنسانية المتكدسة في معبر رفح إلى غزّة.
"حماس" تشيد ب قافلة الصمود" الجزائرية
أشاد ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالجزائر، يوسف حمدان، أمس، ب"قافلة الصمود" التي "انطلقت من جزائر الشهداء إلى غزّة الشاهدة، ليرافقوا جموع المبادرين من دول شمال إفريقيا وبقاع شتى حول العالم يحملون معهم ثقل المسؤولية وشهادة التاريخ، على المظلمة التي تتعرض لها غزّة منذ أكثر من 20 شهراً على مرأى ومسمع من الجميع".
وقال حمدان، إن "قافلة الصمود التي انطلقت من الجزائر حملت معها نبض ومشاعر إخوانهم الجزائريين والجزائريات الرافضين للظلم والمتألمين لألم إخوانهم، مستذكرين تضحيات أجدادهم ورافعين أمانة الشهداء والمجاهدين تجاه القدس وفلسطين".
وأكد أن حضور ومشاركة الجزائر في هذه المبادرة العابرة للجغرافيا، يُمثل رافعة هامة وقيمة مضافة لجهود الجميع التي يجب أن تبلغ مداها في رفع الصوت عاليا وكسر جدار العزلة وفرض مسارات ميدانية من شأنها التأثير في الواقع، والدفع باتجاه كسر الحصار ورفض حالة الاستفراد بغزّة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 2 ساعات
- الشروق
التحالف العالمي لمناهضة الاحتلال يناشد مصر تسهيل دخول 'قافلة الصمود'
ناشد التحالف العالمي لمناهضة الاحتلال في فلسطين، السلطات المصرية تسهيل دخول أكثر من أربعة آلاف متضامن دولي من 54 دولة حول العالم، من بينهم وفد برلماني أوروبي، يعتزمون التوجه إلى مدينة العريش ثم إلى معبر رفح للمشاركة في اعتصام سلمي يوم الأحد الموافق 15 يونيو 2025، ضمن فعاليات المسيرة العالمية من أجل غزة. وقال التحالف في بيان، إن هذا التحرك الجماهيري الواسع جاء للمطالبة برفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الغذائية والطبية العاجلة إلى أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من الجوع والإبادة الجماعية في ظل عدوان متواصل، وأضاف أن تسهيل مهمة هذا الوفد الدولي يمثل رسالة واضحة بأن مصر ليست شريكة في الحصار، بل ترفضه وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في وجه سياسات الاحتلال القائمة على العقاب الجماعي والتطهير العرقي والتهجير القسري. كما يُعدّ هذا الموقف دعما مباشرا للموقف المصري الرسمي الرافض لجريمة الإبادة، والمتشبث برفض أي مساس بوحدة الأرض الفلسطينية أو تهجير سكانها، وفق البيان. كما أكد التحالف العالمي لمناهضة الاحتلال في فلسطين أن هذه المسيرة التضامنية تحمل طابعًا سلميًا إنسانيًا، وتعكس ضميرًا عالميًا حيًا يقف في وجه الظلم. ونأمل من السلطات المصرية أن تدعم هذا الموقف النبيل وتتيح الفرصة لوصول الوفد إلى معبر رفح، حيث يعبّر عن تضامنه الحضاري والأخلاقي مع الشعب الفلسطيني. وأعلن منظمو 'قافلة الصمود' المغاربية لفك الحصار عن قطاع غزة التي ياشكر فيها وفد من الجزائر، أنه من المرتقب وصول القافلة البرية إلى العاصمة المصرية القاهرة، الخميس، بينما تصل مدينة رفح المصرية الحدودية، الأحد الذي يليه. وقال المنسق الإعلامي للقافلة ياسين القايدي: ' الخميس تصل القافلة إلى القاهرة، ويوم 15 من الشهر نفسه نكون في رفح المصرية، وفي القاهرة سيكون لنا لقاء مع ناشطي المسيرة نحو غزة ومجموعات أخرى'، بحسب ما نقلت وكالة 'الأناضول'. وأكد المنسق الطبي للقافلة محمد أمين بالنور: 'القافلة برية تضامنية شعبية، انطلقت من ناشطين يعملون من أجل القضية الفلسطينية منذ سنوات، وبدأت المبادرة من تونس ثم توسعت لتصبح مبادرة مغاربية تضم مواطنين من تونس الجزائر والمغرب وموريتانيا، ثم يلتحق الإخوة من ليبيا ومصر'. من جانبه، أصدر اتحاد العلماء المسلمين، علماء بيانًا حازمًا أدانوا فيه الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، مؤكدين أن كسر الحصار فريضة شرعية لا تسقط بالتقادم، وأن نصرة الشعب الفلسطيني وإغاثة أهالي القطاع المستضعفين واجب ديني وإنساني لا يجوز التهاون فيه. وشدد البيان، الذي حمل توقيع عدد من كبار العلماء والمجامع الفقهية، على أن دعم غزة فريضة تستند إلى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، محذرين من مغبة التخاذل، الذي وصفوه بأنه شكل من أشكال التواطؤ مع الجريمة وموالاة للظالمين. ودعا البيان المسلمين حول العالم إلى المشاركة الفاعلة في دعم جهود كسر الحصار، من خلال تشجيع قوافل الإغاثة والحرية: حث المسلمين على الانخراط في القوافل البرية والبحرية المتجهة إلى غزة، واعتبارها جهادًا سلميًا مشروعًا للدفاع عن الحق وكشف الظلم. و أشاد البيان بالمبادرات العالمية التي تهدف إلى كسر الحصار، مطالبًا بالإفراج الفوري عن المعتقلين من طاقم سفينة 'مادلين'، الذين تم توقيفهم في المياه الدولية أثناء تأديتهم لمهمة إنسانية. وطالب العلماء بضرورة فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، داعين الحكومات إلى الانحياز إلى شعوبها ومبادئها، كما شدد البيان على أهمية توجيه الدعم المالي إلى المبادرات الإغاثية، والارتقاء بالخطاب الإعلامي لكشف جرائم الحصار وممارسات الاحتلال أمام الرأي العام العالمي، ووصف البيان أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال بأنه خيانة للأمة وتواطؤ في الظلم، داعيًا إلى مواجهته شعبيًا وسياسيًا. وختم العلماء بيانهم بتوجيه نداء إلى الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم بضرورة الانخراط في حملات المقاطعة والتظاهر والضغط السياسي على الحكومات، دعماً لغزة ورفضًا للحصار، مؤكدين أن السكوت الدولي على جرائم الاحتلال يُفقد المجتمع الدولي مصداقيته، ويجرد شعاراته الحقوقية من معناها الحقيقي. وتزامنت هذه المواقف، مع هجوم من إعلاميون وكتاب مصريين على قافلة الصمود، ومن بينهذه الأصوات الإعلامي أحمد موسى، الذي قال في منشور على إكس، 'اليقظة مطلوبة من الجميع لمواجهة هذا الفخ الذي يستهدف وضع مصر في موقف محرج للغاية، سواء سمحت بالدخول او منعت القافلة، وتداعيات ما قد يحدث والحملات المجهزة سلفا ضد الدولة المصرية'. وأضاف، 'هل القافلة ستنقذ غزة أم هدفها الشو الإعلامي، الموضوع ليس سهلا بل مخطط بعناية والهدف هو إحراج مصر وليس إسرائيل، ولو افترضنا وصولهم رفح ورفض جيش الاحتلال دخولهم غزة مثلما رفض وصول السفينة مادلين شواطئ غزة واعتقل كل من عليها بمن فيهم نواب في البرلمان الأوروبي، هل سيعود هؤلاء النشطاء لبلدانهم أم سيحولون منطقة الحدود مع فلسطين لقنبلة موقوتة وبؤرة للأحداث والضغط على مصر'.


التلفزيون الجزائري
منذ 5 ساعات
- التلفزيون الجزائري
لجنة الـ24 الأممية: المرافعة بقوة من أجل حق تقرير مصير الشعب الصحراوي – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري
رافع عديد المتدخلين في نيويورك, امام لجنة الأمم المتحدة الخاصة بتصفية الاستعمار (لجنة 24), من أجل حق تقرير مصير الشعب الصحراوي, مجددين التأكيد على تمسكهم بتسوية هذا النزاع في اطار المواثيق الأممية و عبر بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو). فقد اكدت جنوب إفريقيا, ان تسوية النزاع في الصحراء الغربية يجب ان تتم طبقا للشرعية الدولية, منددة بالمبادرات الانتهازية لبعض الأطراف من اجل انهاء هذا النزاع. كما أوضحت انه 'ليست الانتهازية السياسية التي يجب أن تكون أساسا للحل في الصحراء الغربية و إنما الشرعية الدولية'. من جانبها, أكدت ممثلة المنظمة غير الحكومية Global Directives LLC, كاثلين توماس, أن تنظيم استفتاء لتقرير المصير يعد الحل الوحيد لهذا النزاع, موضحة ان 'الخطة المغربية لا تعطي أي حكم ذاتي حقيقي و تديم الوضع القائم'. من جانبه, أوضح ممثل المنظمة غير الحكومية SKC, ,كريس ساسي, أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صادقت في شهر ديسمبر على لائحة تؤكد على صفة الإقليم غير المستقل للصحراء الغربية, مؤكدا في ذات السياق على قرار محكمة العدل للاتحاد الأوروبي التي قضت بان 'اتفاقات التجارة و الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي و المغرب لا يمكن تطبيقها في الصحراء الغربية و على مواردها الطبيعية لأنها تنتهك مبادئ تقرير المصير'. أما النشطة الصحراوية, نيات ادوه جاتري, فقد شددت على أن الأمم المتحدة 'تعتبر الصحراء الغربية إقليما لا يتمتع بالاستقلال مع مسار غير مكتمل لتصفية الاستعمار وشعب صحراوي يرزح تحت الاحتلال'. وأضافت المتدخلة قائلة 'أنها آخر مستعمرة في إفريقيا رغم اللائحة 1514 للجمعية العامة الأممية و الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لسنة 1975 و القرارات ذات الصلة للاتحاد الإفريقي, ان قضية الصحراء الغربية يجب أن تبقى في جدول أعمال هذه اللجنة إلى غاية تمكين شعبها من ممارسة حقه في تقرير المصير'. من جانبه, أعرب ممثل المنظمة غير الحكومية, شمس الحرية لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان الصحراويين, محمد عبادي, عن شجبه لمناورات نظام المخزن, مشيرا إلى أن 'حوالي 25 ملاحظا دوليا قد منعوا منذ يناير 2025, من دخول الإقليم المحتل من اجل تقييم وضعية حقوق الإنسان و الوضع الاجتماعي و الاقتصادي'.


الشروق
منذ 7 ساعات
- الشروق
غوارديولا.. غزة وصناعة الوعي
يزداد يوما بعد يوم وعي الشعوب بحقيقة ما يحدث في غزة، التي تتعرض إلى إبادة فضيعة أمام الشاشات. إبادة يقوم بها الصهاينة اليهود، بكل خسة ونذالة وبدعم مباشر مادي ومعنوي أمريكي غير خفي. ورغم صمت الحكومات وتواطؤ الدول الشقيقة والقريبة قبل البعيدة، تتحرك القوى الحية من شعوب المعمورة معبّرة عن رفضها لما يحدث من تقتيل وحصار وتجويع للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة والذي يخضع، منذ سنتين تقريبا، إلى أبشع أنواع الحروب والاعتداءات، وتصب فوق رأسه حمم من القنابل المحرّمة دوليا في النزاعات. فقد خرج في فرنسا الآلاف، الاثنين، تزامنا مع احتجاز الجيش الصهيوني لسفينة 'مادلين' ضمن أسطول 'الحرية' ومن فيها من نشطاء وبينهم النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريمة حسن. خرجوا إلى العاصمة باريس مندّدين بما يحدث في القطاع وتضامنا مع نشطاء السفينة المحتجزة. إن وعي الشعوب الذي تخافه الأنظمة الحاكمة وتقمعه بشدة تزلفا للصهيونية العالمية التي تتحكّم في دواليب القرار بها، كان أكبر من أن توقفه الحملات القمعية التي شهدتها باريس وتشهدها كلما تعلق الأمر بغزة، رغم تغيّر نبرة الرئاسة الفرنسية مؤخرا، لصالح قيام الدولة الفلسطينية. وكما في فرنسا، تقمع الشرطة الإنجليزية المتظاهرين المساندين لغزة والمندّدين بفضاعة الإبادة الصهيونية. ورغم التعتيم الذي تمارسه وسائل الإعلام الفرنسية والكثير من وسائل الإعلام الدولية، التي انحازت منذ البداية إلى السرديات الصهيونية ورفع نغمة 'لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها' التي تغلف الحق بالباطل، عبر جعل المعتدي في موقف المدافع والعكس حين يتعلق الأمر بالمقاومة الفلسطينية، التي تدافع عن الأرض والعرض، فإن حالة الكذب المستمر وصلت إلى نهايتها، وها هي تصطدم بوعي الكثير من الشعوب التي تجهر في الشوارع بوقف العدوان، والذي ترجمه مجلس الأمن في آخر جلسة له خصّصت لما يحدث في غزة، إلى واقع كشف وفضح أمريكا التي تقف مع الصهاينة في حرب الإبادة القائمة بفلسطين المحتلة. وفي سياق هذا التغيير الواعي، انتقل بيرس مرجان، المذيع المعروف، من الترويج للسردية الصهيونية حول السابع من أكتوبر إلى نقيض ذلك، وبدأ يطرح الأسئلة التي يجب أن تطرح على المدافعين عن الكيان، فيما فضّل غوارديولا، أحد أفضل المدربين في عالم كرة القدم، وهو ينال الدكتوراه الفخرية، أن يكون إنسانا ويوجّه رسالة، لا شك في أن من يتلقفها كثر، رسالة تعبّر عن وعي الإنسان في الانتقال من المشاهدة والسكوت عن الجريمة، إلى الإدانة والوقوف مع الحق، وبعيدا عن غوارديولا وبيرس، هناك الآلاف من الشخصيات الفنية والسينمائية التي جعلت من هذا الوعي مسارا لكشف الحقيقة، حقيقة أن هناك شعب يباد في أرض فلسطين، بلا رحمة ولا شفقة وبسادية نازية غير مسبوقة في تاريخ البشرية الحديث. 'إنه مؤلم جدا ما يحدث في غزة'، هكذا صرخ غوارديولا، ألم لا شك أنه انتقل إلى ساحات المقاومة في أوروبا، كما في غيرها من بقاع هذا العالم، وهكذا صرخت حناجر الملايين من الناس ضد الصهيونية التي لم تعد بكائياتها تنطلي على أحد، باستثناء إعلام فانسون بولوري في فرنسا طبعا.