logo
نتنياهو (الخاسر).. كارثة على ترامب وإسرائيل معًا!

نتنياهو (الخاسر).. كارثة على ترامب وإسرائيل معًا!

الدستورمنذ 2 أيام

يرى الكثيرون، خصوصًا في الشرق الأوسط، أن المُعلن عن علاقة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي تمر بأسوأ مراحلها، ويوشك ترامب على اتخاذ موقف لإزاحة نتنياهو عن منصبه، مجرد تمثيلية، يضحكون بها على العرب، ويدرأون بها آثار ضغط دول العالم، التي ترفض المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة.. إلا أن البعض ممن هم قريبون من دوائر صنع القرار في كل من واشنطن وتل أبيب، يؤكدون أن ترامب يرى في نتنياهو (شخصًا يحتاج إلى صيانة عالية)، وهو تعبير أمريكي يطلق على من يتطلب جهدًا كبيرًا للحفاظ على العلاقة معه.. كما كتب الخبير والأكاديمي الإسرائيلي، عيران يشيب، أستاذ الاقتصاد بجامعة تل أبيب والرئيس السابق لبرنامج الاقتصاد والأمن بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، في صحيفة (هآرتس) العبرية، الذي يرى أن ترامب، الذي يتعامل مع إسرائيل بمنطق (الاستثمار)، لم يعد مهتمًا بضخ المزيد من الأموال في مشاريع لا تعود عليه أو على بلاده بنفع مباشر، بعد أن تلقت إسرائيل العام الماضي مساعدات عسكرية أمريكية بنحو ثمانية عشر مليار دولار.
(ترامب لا يريد مواصلة الاستثمار في أوكرانيا أو إسرائيل)، يتابع يشيب، ولا يرى في التصعيد بالشرق الأوسط جزءًا من أجندته.. (بل على العكس، هو يسعى إلى اتفاقيات اقتصادية تضمن له ولعائلته مكاسب شخصية، على غرار ما حدث مع اتفاقيات إبراهام، ويرى أن نتنياهو يعيق هذه المساعي).. يريد ترامب التوصل إلى اتفاق مع السعودية يعزز مصالحه الاقتصادية، لكن نتنياهو، بسياساته التصعيدية تجاه إيران وغزة، يشكل عائقًا أمام هذا الطموح.
باتت واشنطن تدرك، أن نتنياهو يمنع بقاء أي بديل سياسي واقعي في قطاع غزة، وهو ما يزيد الفوضى التي لا يريد ترامب أن يتورط فيها.. وعلى المستوى الدولي، فإن نتنياهو بات معزولًا بشكل شبه كامل، حيث لا يحظى بأي دعم حقيقي من قادة الغرب التقليديين، ولا حتى من شخصيات، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اللذين يُعدان من الشخصيات المقبولة لدى ترامب.. وبعد صدور مذكرات اعتقال دولية بحق نتنياهو في عدد من الدول الأوروبية، أصبح عبئًا حتى على أقرب الحلفاء.. ويدرك المسئولون في الإدارة الأمريكية الحالية، أن نتنياهو ضعيف وعرضة للابتزاز السياسي، وأنه يماطلهم باستمرار، بل ويخدعهم أحيانًا.. وقد بدأت واشنطن بالفعل دراسة بدائل سياسية إسرائيلية، يمكن الترويج لها في الفترة المقبلة، وسط دعم متزايد في الداخل الإسرائيلي لإجراء انتخابات مبكرة.
في هذا السياق، فإن لدى الولايات المتحدة نفوذًا كبيرًا على الأحزاب الدينية اليهودية، وهي قوى قد تلعب دورًا حاسمًا في المرحلة المقبلة، ويمكنها إسقاط الحكومة لو أرادت، وهو ما يتطلب تعاون تلك الأحزاب من أجل تأمين مصالحها في الحكومة القادمة، لأن تعنتها قد يقودها إلى الخسارة بسبب (قصر نظر قادتها).. وقد يترافق سيناريو إقالة نتنياهو مع انتقاله إلى الولايات المتحدة، في إطار صفقة قانونية تُغلق ملفاته القضائية.. لقد بدأ ترامب يفقد صبره، ولا يريد ربط إرثه السياسي بنتنياهو (الخاسر)، الذي قد يجرّ إنجازاته إلى التآكل، مما يعني أن لحظة إزاحة نتنياهو باتت وشيكة.
●●●
في (نيويورك تايمز)، كتب توماس فريدمان، أنه قضى أسبوعًا في إسرائيل، ورغم أن الوضع قد لا يبدو كما لو أن الكثير قد تغير، إذ لا تزال حرب غزة الطاحنة مستمرة، إلا أنه شعر بشيء جديد هناك، لأول مرة منذ السابع من أكتوبر 2023.. يقول، إنه من السابق لأوانه وصفها بأنها حركة مناهضة للحرب واسعة النطاق، وهو أمر لا يمكن أن يتحقق إلا بعودة جميع الرهائن الإسرائيليين.. (لكنني رأيتُ إشارات خاطفة، تُشير إلى أن المزيد من الإسرائيليين، من اليسار إلى الوسط، وحتى بعض اليمين، يدركون أن استمرار هذه الحرب كارثة على إسرائيل: أخلاقيًا، ودبلوماسيًا، واستراتيجيًا.
من الوسط السياسي، كتب رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، مقالًا في صحيفة (هآرتس)، لم يتردد فيه عن مهاجمة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وائتلافه، قائلًا، (تخوض حكومة إسرائيل حاليًا حربًا بلا هدف، ولا أهداف، ولا تخطيط واضح، ولا فرص للنجاح.. ما نفعله في غزة الآن هو حرب إبادة: قتل عشوائي، بلا حدود، وحشي، وإجرامي للمدنيين).. وخلص أولمرت إلى القول، (نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب).. ومن اليمين، نجد أمثال أميت هاليفي، عضو حزب الليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو، وهو مؤيد شرس للحرب، لكنه يعتقد أن تنفيذها قد أُفسد.. وقد علّق ائتلاف نتنياهو عضوية هاليفي في لجنة الشئون الخارجية والدفاع بالكنيست، بعد تصويته ضد اقتراح بتمديد صلاحية الحكومة، في إصدار أوامر استدعاء طارئة لجنود الاحتياط الإسرائيليين.. وفي مقابلة مع صحيفة (يديعوت أحرونوت) عقب إقالته، قال هاليفي، (هذه الحرب خدعة.. لقد كذبوا علينا بشأن إنجازاتها.. إن إسرائيل تخوض حربًا منذ عشرين شهرًا بخطط فاشلة، وأنها لم تنجح في تدمير حماس).
ومن اليسار، صرّح يائير جولان، زعيم التحالف الليبرالي الإسرائيلي، الملقب بالديمقراطيين، في مقابلة مع إذاعة إسرائيل، (إسرائيل في طريقها إلى أن تصبح دولة منبوذة، إذا لم نعد إلى التصرف كدولة عاقلة.. فالدولة العاقلة لا تحارب المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تهدف إلى تهجير السكان).. وبعد أن أثار تعليق (الهواية) استنكارًا واسعًا، أوضح جولان، بطل حرب غزة، أنه لا يلوم الجيش، بل السياسيين الذين يُطيلون أمد الحرب، لأسباب لا علاقة لها باحتياجات الأمن القومي الإسرائيلي.. ويرى توماس، أنه كان من الأفضل لجولان استخدام كلمة مختلفة، حتى لا يُتيح لليمينيين الإسرائيليين فرصةً سهلةً لتشويه سمعته، إلا أن الحقيقة هي: لم يُسمح تقريبًا لأي صحفي أجنبي مستقل بالتغطية المباشرة من غزة، دون حراسة من الجيش الإسرائيلي.. عندما تنتهي هذه الحرب وتمتلئ غزة بالمراسلين والمصورين الدوليين الذين يتجولون بحرية، سيتم تغطية وتصوير حجم الموت والدمار بشكل كامل، وستكون هذه فترةً عصيبةً للغاية على إسرائيل ويهود العالم.. إذن، كان جولان مُحقًا في تحذير شعبه ـ بصراحة ـ بالتوقف الآن، والتوصل إلى وقف إطلاق نار، واستعادة الرهائن، وإرسال قوة دولية وعربية إلى غزة، والتعامل مع فلول حماس لاحقًا.
●●●
يقولون (عندما تقع في حفرة، توقف عن الحفر).. لكن للأسف، أصر نتنياهو على مواصلة الحفر، مدعيًا أنه يستطيع قصف حماس لإرغامها على تسليم ما تبقى لديها من رهائن إسرائيليين أحياء، وعددهم حوالي عشرين.. ولأن أعضاء ائتلافه المتدينين ـ القوميين قد أخبروه عمليًا، أنه إذا أوقف الحرب، فسوف يُسقطونه.. لذا، يسعى الجيش الإسرائيلي جاهدًا لاستهداف المزيد والمزيد من الأهداف الثانوية، والنتيجة هي مقتل مدنيين غزيين يوميًا.
شرح عاموس هاريل، المحلل العسكري في صحيفة (هآرتس)، السبب قائلًا، (العديد من عمليات القصف، هي في الواقع محاولات اغتيال لقادة حماس، وغالبًا ما تكون مع عائلاتهم.. ولم يعد هؤلاء المسئولون يعيشون في منازل خاصة أو مبانٍ سكنية، بل يقطنون عادةً في مخيمات مكتظة تضم آلاف المدنيين.. وحتى عندما يُعلن الجيش عن عدة خطوات احترازية، تُسفر هذه الهجمات عن قتل جماعي)..
ليس ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة هو السبب الوحيد، بل وليس في الغالب، الذي يُثير غضب المزيد من الإسرائيليين ضد الحرب.. بل ببساطة، إن الحرب أنهكت المجتمع الإسرائيلي بأسره.. ويشير هاريل إلى أن مؤشرات ذلك تشمل كل شيء، بدءًا من (تزايد حالات الانتحار التي لا يُبلغ عنها الجيش، وتفكك العائلات وانهيار الشركات.. تتجاهل الحكومة هذه التطورات ببساطة وتُبدد وعود النصر).
وليست فقط أصوات السياسيين البالغين، هي التي تخبرك بأن إسرائيل في حالة حرب طويلة جدًا، بل أيضًا أفعال بريئة لأطفال في الرابعة من العمر.. خلال رحلة توماس فريدمان إلى تل أبيب، سمع قصة من المذيعة الإسرائيلية الشهيرة، لوسي أهريش، أول مذيعة أخبار عربية مسلمة إسرائيلية على التلفزيون العبري.. يقول، (وصلنا أنا وهي إلى حوار أجريناه معًا في تل أبيب وعينانا مغمضتان بعض الشيء، لأنه حوالي الساعة الثالثة صباحًا استيقظ كل منا على دوي صفارات الإنذار الجوية، التي تأمرنا بالاحتماء من هجوم صاروخي للحوثيين.. هناك شيء مميز ومثير للأعصاب بشكل خاص في صفارة الإنذار هذه، ولكن يجب أن تكون بالغًا لتكتشفه).
لماذا يقول فريدمان ذلك؟.. في كل عام، تُحيي إسرائيل ذكرى الجنود والمدنيين الذين سقطوا في حروبها، بسماع دوي صفارة الإنذار لمدة دقيقتين.. أينما كانوا، يتوقف الإسرائيليون، ويتوقفون على جانب الطريق، ويقفون في صمتٍ لسماع هذه الصفارة، وهي دويّ مستمرّ، وليست الموجة المستخدمة لتحذيرات الغارات الجوية.. في ذكرى هذا العام، أخبرته أهريش، أن صفارة الإنذار الوطنية انطلقت في الوقت المحدد، و(بدأ ابني آدم، البالغ من العمر أربع سنوات، والذي كان يلعب على الأرض، بالذعر، وبدأ على الفور بجمع ألعابه للذهاب إلى الغرفة الآمنة في منزلنا.. قلت له: لا، لستَ مضطرًا لذلك. هذه صفارة إنذار مختلفة.. من أجل هذه الصفارة، نقف احترامًا للجنود الذين حافظوا على سلامتنا ولم يعودوا بيننا).. عندما يتعلم الأطفال في سن الرابعة التمييز بين عويل صفارات الإنذار ـ تلك التي نقف احترامًا لها وتلك التي نحتاج إلى جمع ألعابنا لها والهروب إلى غرفة بلا نوافذ ـ فأنتَ في حالة حرب طويلة جدًا.
إذا كان الكثير من الإسرائيليين يشعرون بأنهم محاصرون من قِبل قادتهم، فمن الواضح أن الكثير من سكان غزة يشعرون بالمثل.. من الواضح أن إجراء استطلاعات الرأي في غزة صعب، لكن يبدو أن الحركة المناهضة للحرب هناك تنشط أيضًا.. على الرغم من أن حماس قد تقتلك هناك لمجرد الاحتجاج.. أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني المستقل للبحوث السياسية والمسحية، ومقره رام الله، على سكان قطاع غزة، أن 48% أيدوا المظاهرات المناهضة لحماس، التي اندلعت في عدة أماكن في الأسابيع الأخيرة.
في الواقع، وكونوا على ثقة من ذلك ـ يؤكد فريدمان ـ ليس فقط بعض القادة الإسرائيليين هم من سيواجهون الحساب عندما تصمت مدافع غزة أخيرًا.. سيعيش قادة حماس في عار.. لقد هاجموا التجمعات السكانية الإسرائيلية الحدودية في السابع من أكتوبر 2023، وعندما ردت إسرائيل كما كان متوقعًا، قدموا مدنيي غزة كتضحية بشرية جماعية لكسب التعاطف العالمي مع قضيتهم، بينما اختبأ قادة حماس في الأنفاق وفي الخارج.. لا تزال حماس تعمل، لكن غزة الآن غير صالحة للعيش.. ومع ذلك، لا تزال قيادة حماس تُصرّ على رفضها تسليم جميع أسراها الأحياء المتبقين، ما لم توافق إسرائيل على مغادرة غزة والعودة إلى وقف إطلاق نار مفتوح.. حقًا؟.. هل يجب على إسرائيل مغادرة غزة بأكملها وقبول وقف إطلاق النار؟.. يا لها من فكرة رائعة.. إذا حققت حماس هذا (النصر)، فهذا يعني أنها خاضت هذه الحرب بأكملها ـ خسرت عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين ولم يتبقَّ سوى القليل من المباني في غزة ـ من أجل العودة إلى ما كانت عليه حماس في السادس من أكتوبر 2023: وقف إطلاق النار وخروج إسرائيل من غزة!!.
●●●
لهذا السبب وحده، سيُذكر التاريخ قادة حماس كأغبياء كاذبين.. ظنّوا أنهم يُطلقون العنان لنهاية العالم على إسرائيل، لكنهم بدلًا من ذلك أطلقوا نهاية العالم على شعبهم، والتي انتهت أيضًا بمنح نتنياهو ترخيصًا لتدمير حليفهم، حزب الله، في لبنان وسوريا، مما أضعف قبضة إيران على هاتين الدولتين، وكذلك على العراق، وساعد في إخراج روسيا من سوريا.. لقد كانت هزيمة نكراء لـ (شبكة المقاومة) التي تقودها إيران.. وهنا تكمن المشكلة.. نتيجةً لعمليات نتنياهو العسكرية، أصبح لبنان وسوريا والعراق والسلطة الفلسطينية في رام الله ـ ناهيك عن المملكة العربية السعودية ـ الآن أكثر حريةً للانضمام إلى اتفاقيات إبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بدرجة لم تكن عليها قط عندما كانت شبكة المرتزقة الإقليمية الإيرانية بهذه القوة.
نعم، لقد حقق نتنياهو ذلك!.. لكنه أيضًا لا يُفوّت فرصةً أبدًا لإضاعة فرصة السلام.. يرفض نتنياهو اليوم بشدة أن يحصد ما زرعه نتنياهو.. لن يفعل الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يُحرر سياسات المنطقة بأكملها: فتح الطريق، مهما طال الزمن، لحل الدولتين مع سلطة فلسطينية مُصلحة.. لذلك، لا عجب أن دونالد ترامب لا يريد إضاعة الوقت مع نتنياهو.. فهو لا يستطيع جني أي أموال منه، ونتنياهو لن يسمح لترامب بصنع أي تاريخ معه.. كلما ناقشت الإسرائيليين بأن نتنياهو يرتكب خطأً تاريخيًا ـ مقايضة السلام مع السعودية بالسلام مع المتطرفين اليمينيين الذين يُبقونه في السلطة ـ كلما سألوا: (هل تعتقد أن ترامب قادر على إنقاذنا؟).. هذا السؤال هو الدليل القاطع على أن ديمقراطيتهم في ورطة.
يقول فريدمان، كان عليّ أن أشرح أن ترامب يذهب إلى الدول التي تُقدم له أشياء ـ أموالًا، وطائرات بوينج 747، وعملة ترامب، ومبيعات ميم ميلانيا الرسمية، وشراء أسلحة، وصفقات فنادق، وملاعب جولف، ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي ـ وليس إلى الدول التي تطلب منه أشياء، مثل إسرائيل.. وإنصافًا لترامب، فإنه ربما لا يدرك مدى التغيير الداخلي الذي شهدته إسرائيل.. حتى أن العديد من اليهود الأمريكيين، لا يدركون مدى ضخامة وقوة المجتمع الأرثوذكسي المتطرف والقوميين المتدينين المستوطنين في إسرائيل، ومدى رؤيتهم لغزة كحرب دينية.. لقد أوضح أفروم بورج، الرئيس السابق للكنيست، في إشارة إلى اليمين القومي المتدين المستوطن في إسرائيل، أن (بيبي هو في الواقع بيدقهم، وليس اللاعب الحقيقي.. أُخبرهم أن بإمكان إسرائيل تحقيق السلام مع السعودية، فيتجاهلونك ويقولون لك إنهم ينتظرون المسيح.. أخبرهم أن بإمكانهم تحقيق السلام مع سوريا، فيقولون لك إن الشعب اليهودي يمتلك سوريا بالفعل.. إنها جزء من إسرائيل الكبرى.. أخبرهم عن القانون الدولي، فيقولون لك عن القانون التوراتي.. أخبرهم عن حماس، فيقولون لك عن عماليق).. استنتج بورج، الذي يُدرّس في العلاقات بين الدين والدولة، أن الانقسام الحقيقي في إسرائيل اليوم، ليس بين المحافظين والتقدميين، (إنه بين القبيلة اليهودية والقبيلة الديمقراطية.. والقبيلة اليهودية تنتصر الآن.. إذا كانت الصهيونية في الأصل انتصارًا للقومية العلمانية على اليهودية الدينية، فإن ما يحدث اليوم هو عودة ظهور اليهودية القومية الدينية على الديمقراطية).
وهكذا، بعد أسبوع، عدتُ إلى المنزل ـ يستطرد فريدمان ـ من مسرح (أوف برودواي) إسرائيل، لأكتشف أن المسرحية نفسها، وإن كانت أكبر حجمًا، تُعرض على مسرح (أوف برودواي) في أمريكا.. من المُثير للدهشة أن نرى ترامب ونتنياهو يستخدمان أسلوبًا مشابهًا لتقويض ديمقراطيتيهما.. سؤالي الوحيد هو: من سيُشعل دوافعه الاستبدادية أزمة دستورية شاملة أولًا؟. يُتهم كل زعيم بمحاولة تقويض محاكم بلاده و(الدولة العميقة)، أي جميع المؤسسات التي تُحافظ على سيادة القانون.. في حالة ترامب، الهدف هو إثراء نفسه شخصيًا ونقل ثروات البلاد من الأقل حظًا إلى الأكثر حظًا.. وفي حالة نتنياهو، الهدف هو التهرب من تهم الفساد العديدة الموجهة إليه، وتحويل السلطة والمال من الوسط الإسرائيلي الديمقراطي المعتدل إلى المستوطنين والمتدينين المتشددين.. ستحافظ هذه المجموعة على بقاء ائتلاف نتنياهو في السلطة، طالما أنه يعفي المتدينين المتشددين من القتال في غزة، ويسمح للمستوطنين بمواصلة مسيرتهم لضم الضفة الغربية اليوم وغزة غدًا.
عندما انتُخب نتنياهو في نوفمبر 2022 وبدأ بتشكيل ائتلافه المتعصب لليهود، كتب فريدمان مقالًا في صباح اليوم التالي، بعنوان (إسرائيل التي عرفناها قد زالت).. هنا يقول فريدمان، (آمل أن أكون قد تسرعتُ في ذلك، لكنني آمل أكثر ألا أضطر قريبًا لكتابة نفس المقال عن أمريكا.. سيكون لعام 2026 الكثير ليقوله، حول إمكانية احتواء طوائف نتنياهو وترامب.. في ذلك العام، سيتعين على نتنياهو إجراء انتخابات يرلمانية، وسيتعين على ترامب مواجهة انتخابات التجديد النصفي.. على الملتزمين بالديمقراطية والنزاهة في كلا البلدين مهمة واحدة من الآن وحتى ذلك الحين: التنظيم، التنظيم، التنظيم للفوز بالسلطة.. لا شيء آخر يهم.. وكل شيء يعتمد على ذلك).
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أمريكا تطلب من أستراليا زيادة إنفاقها الدفاعي إلى 3.5%
أمريكا تطلب من أستراليا زيادة إنفاقها الدفاعي إلى 3.5%

المشهد العربي

timeمنذ 35 دقائق

  • المشهد العربي

أمريكا تطلب من أستراليا زيادة إنفاقها الدفاعي إلى 3.5%

قال رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي اليوم الاثنين إن حكومته ستحدد احتياجاتها من القدرات الدفاعية قبل الإعلان عن الإنفاق الدفاعي، وذلك بعد أن طلب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث من أستراليا رفع ميزانية الدفاع إلى 3.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. أضاف ألبانيزي للصحفيين "ما يتعين فعله في مجال الدفاع هو تحديد الاحتياجات والقدرات ثم توفيرها"، مضيفا أن حكومته التزمت بالفعل بتسريع الإنفاق الدفاعي بمقدار 10 مليارات دولار أسترالي على مدى السنوات الأربع المقبلة.

الصين ترفض اتهام ترامب لها بانتهاك محادثات التجارة في جنيف
الصين ترفض اتهام ترامب لها بانتهاك محادثات التجارة في جنيف

الوفد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوفد

الصين ترفض اتهام ترامب لها بانتهاك محادثات التجارة في جنيف

قالت الصين اليوم الإثنين الموافق 2 يونيو، إن اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبكين بانتهاك الإجماع الذي تم التوصل إليه في محادثات التجارة في جنيف "لا أساس لها"، وتعهدت باتخاذ إجراءات قوية لحماية مصالحها.. وفقا لرويترز. فيما جاء تعليق وزارة التجارة ردا على تصريحات ترامب يوم الجمعة بأن الصين انتهكت اتفاقا ثنائيا لإلغاء الرسوم الجمركية. الصين حافظت على اتفاق جنيف والولايات المتحدة فرضت تدابير تقييدية تمييزية ضد بكين وقالت الوزارة إن الصين نفذت وحافظت بشكل فعال على الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي في جنيف، في حين فرضت الولايات المتحدة تدابير "تقييدية تمييزية" متعددة ضد الصين. وأضافت الوزارة أن هذه الإجراءات شملت إصدار توجيهات بشأن ضوابط تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي، ووقف مبيعات برامج تصميم الشرائح إلى الصين، وإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين. اضطراب العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وقالت الوزارة في بيان "إن الحكومة الأمريكية أثارت بشكل أحادي ومتكرر احتكاكات اقتصادية وتجارية جديدة، مما أدى إلى تفاقم حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار في العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية". ولم يوضح البيان ما هي التدابير القوية التي قد يتخذها ردا على ذلك. واتفقت بكين وواشنطن في منتصف مايو في جنيف على تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا. إضافةً إلى ذلك، وعدت الصين أيضًا برفع التدابير التجارية المضادة التي تقيّد صادراتها من المعادن الأساسية اللازمة لإنتاج أشباه الموصلات والإلكترونيات والدفاع في الولايات المتحدة. وأعلن ترامب يوم الجمعة أيضًا عن مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50٪. في حين أن الصين تُعدّ أكبر مُنتج ومُصدّر للصلب في العالم، كما أنها تحتل المرتبة الثالثة بين مُورّدي الألومنيوم، إلا أنها تُصدّر كميات قليلة جدًا إلى الولايات المتحدة بعد فرض رسوم جمركية بنسبة 25% عام 2018، مما أدى إلى استبعاد مُعظم واردات الصلب الصينية من السوق.

النفط يرتفع بعد تأجيل ترامب الرسوم الجمركية ضد أوروبا
النفط يرتفع بعد تأجيل ترامب الرسوم الجمركية ضد أوروبا

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

النفط يرتفع بعد تأجيل ترامب الرسوم الجمركية ضد أوروبا

ارتفعت أسعار النفط في مستهل التعاملات الآسيوية الإثنين، وذلك عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتمديد مهلة المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، مما ساهم في تهدئة المخاوف من فرض رسوم جمركية أمريكية محتملة تؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي والطلب على الوقود. تحرك الأسواقصعدت العقود الآجلة لخام برنت 37 سنتا بما يعادل 0.6 بالمئة إلى 65.15 دولار للبرميل بحلول الساعة 0001 بتوقيت غرينتش، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 34 سنتا بما يعادل 0.6 بالمئة ليصل إلى 61.87 دولار للبرميل، بحسب بيانات وكالة رويترز.وقال توني سيكامور محلل السوق لدى (آي.جي) "شهدنا ارتفاعا جيدا في أسعار النفط الخام والعقود الأمريكية الآجلة هذا الصباح بعد أن مدد الرئيس الأمريكي ترامب المهلة".وأعلن ترامب موافقته على تمديد مهلة المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي حتى التاسع من يوليو بعد أن أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد بحاجة إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق.وقال سيكامور إن عناوين الأخبار المتعلقة بالتجارة والرسوم الجمركية، إلى جانب المخاوف المالية المستمرة، عوامل حاسمة تؤثر على معنويات المخاطرة وأسعار النفط الخام خلال هذا الأسبوع.وواصل خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط مكاسبهما بعد أن أغلقا جلسة الجمعة على زيادة بنسبة 0.5 بالمئة، مع تراجع المخاوف بشأن عودة النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية إثر التقدم المحدود في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، بالإضافة إلى قيام المشترين الأميركيين بتغطية مراكزهم قبيل عطلة يوم الذكرى التي تستمر ثلاثة أيام.وقفزت الأسعار أيضا مدفوعة ببيانات شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز التي أظهرت أن الشركات الأميركية، تحت ضغط انخفاض أسعار النفط، قلصت عدد منصات التنقيب عن النفط بمقدار ثمانية ليصل إلى 465 خلال الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2021.ويعقد تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، اجتماعات الأسبوع المقبل من المتوقع أن تسفر عن زيادة أخرى في الإنتاج قدرها 411 ألف برميل يوميا لشهر يوليو.وأوضحت رويترز هذا الشهر أن المجموعة قد تتخلى عن باقي التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميا بحلول نهاية أكتوبر، بعد أن رفعت بالفعل أهداف الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا لأشهر أبريل ومايو ويونيو. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store