محمد خروب يكتب: ما الذي «تغيّر» بعد 3 سنوات على العملية الروسية في أوكرانيا؟
بقلم :
في مثل هذا اليوم 24/2/2022 وبعد رفض «الثلاثي» الغربي.. واشنطن/بايدن, حلف الناتو وبروكسل/الاتحاد الأوروبي, الاستجابة لدعوات موسكو تقديم «ضمانات أمنِيّة» لها, تشمل عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو, بدأ الجيش الروسي عملية عسكرية خاصة, أراد من خلالها إحباط مساعي «حزب الحرب» في البنتاغون/الأميركي، كما جنرالات الناتو وخصوصاً أصحاب الرؤوس الحامية في كييف, تحويل أوكرانيا (الخاصرة الرخوة لروسيا), إلى منصة ليس فقط مُعادية للاتحاد الروسي, بل خصوصاً لاستكمال تطويق روسيا «ناتوياً», بعد نجاح واشنطن منذ اوائل تسعينيات ?لقرن الماضي, (إثر انتهاء الحرب الباردة وتفكّك حلف وارسو وانهيار الاتحاد السوفياتي) في ضم معظم جمهوريات أوروبا الشرقية, خاصة منها تلك «المُلاصقة» لروسيا, وبالذات دول البلطيق الثلات وبولندا... إلى حلف الناتو.
منذ 24 شباط 2022 وبعدما أنجزت الولايات المتحدة بقواتها ومشاركة الناتو «مهمة» شطب وإلغاء كل ما ترتب على الحرب العالمية الثانية من نتائج لصالح الاتحاد السوفياتي, مثل تقسيم الاتحاد اليوغسلافي إلى سبع جمهوريات, وقبلها تفكيك منظومة الدول الاشتراكية (دول أوروبا الشرقية), وخصوصاً «توحيد المانيا» والمُسارعة إلى ضمها لحلف الناتو, بدا مشهد استهداف روسيا والعمل على تقسيمها, واضحاً على نحو لا تخطئه العين, خاصة بعد انقلاب الميدان الأوروبي/ شباط 2014 على الرئيس الأوكراني المُنتخب/فيكتور يانوكوفيتش.
دون إهمال المساعي الجادة التي بذلتها موسكو لاستدراك الأمور قبل الوصول إلى نقطة اللاعودة, عندما عمِلت (عبر ما سُمي «اتفاق أو تفاهمات مينسك», بين الثلاثي.... الروسي/بوتين, الألماني/ميركل والفرنسي/هولاند) لإيجاد «حل سلمي» للأزمة, التي سارعت واشنطن/بايدن كما الاتحاد الأوروبي والناتو, إلى «استثمارها», وقرع طبول الحرب ورفع شعار «الخطر الروسي» وأطماع بوتين, لـ«إحياء» الإمبراطورية السوفياتية, وغيرها من مُصطلحات التضليل الأنجلو ساكسوني, خاصة بعد «هزيمة الإشتراكية» لصالح الرأسمالية, بما هي الخيار الضامن رفاهية الشعو? ومستقبلها في العيش الرغيد, على ما واظبت الدعاية الغربية الاستعمارية ترويجه. كما تجلى ذلك في ما إعترف به لاحقاً وعلناً الرئيس الفرنسي/هولاند والمستشارة الألمانية/ميركل, من أنهما كانا «يُعطلان» تنفيذ اتفاقيتيّ «مينسك» ويشتريان الوقت, من أجل تسليح وتقوية الجيش الأوكراني, لمواجهة الجيش الروسي, الذي ضم شبه جزيرة القرم, واعترف بـ«جموريتَيّ» الدونباس.. لوغانسك ودونيتسك.
والحال هذه فقد اصطف المعسكر الغربي خلف إدارة بايدن, والتقى الاتحاد الأوروبي الذي باتت معظم دوله في حلف الناتو مع زعيمة العالم الحر, لإلحاق «هزيمة استراتيجية» بروسيا, رافضاً/الغرب أي مبادرة لوقف هذه الحرب التي كانت مرشحة للانزلاق إلى حرب نووية, في حال حدوث «خطر وجودي» على روسيا, خاصة بعد انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو, ليصبح عديد هذا الحلف (32) دولة, والذي قيل في ديباجة قيامه عام 1949, (مُدشناً الحرب الباردة) إنه للدفاع عن دول الحلف (من الخطر السوفياتي الذي يُهدد «الديموقراطيات الغربية»).
قبل وصول ترامب للبيت الأبيض, كانت أوكرانيا في وضع لا تُحسد عليه, إن على مستوى جيشها المنهك الذي يفتقر إلى العديد والعدة, أم خصوصاً انهيار معنوياته والسقوط المُتسارع لمدنه وقراه, سواء في جمهورية دونيتسك أم باقي جبهات القتال, رغم الضخ الذي لا يتوقف من الأموال والسلاح الغربي وخصوصاً الأميركي لقواته البرية والبحرية ناهيك عن الجوية.. دفاعات وطائرات مُقاتلة وصواريخ بعيدة المدى تضرب العمق الروسي, لكن ذلك كله لم يُجدِ نفعاً, بل فاقم الأزمة وخلخل نظام زيلنسكي, على نحو بات الشباب الأوكراني يتهرّب من الخدمة العسكرية.?فضلاً عن كشف المزيد من حالات الفساد الإداري والمالي وبخاصة في المؤسستين العسكرية والاستخبارية, إضافة إلى انتهاء ولاية زيلنسكي في شهر آيار الماضي ورفضه إجراء الانتخابات بذريعة أن البلاد في «حال طوارئ».
قدوم ترامب شكّلَ «صدمة» في كييف وعواصم الاتحاد الأوروبي, بروكسل, باريس, برلين ولندن, سواء في ما خص تصريحاته الغاضبة وغير المُسبوقة في حدّتها ومباشرتها, والداعية إلى وضع حد لهذا الحرب التي ما كان لها أن تقع لو كان في الحكم, أم تحميله كييف مسؤولية اندلاعها. واتهام رئيسها «المُنتهية ولايته» أو «الديكتاتور بلا انتخابات» كما قال ترامب حرفيا, بـ«الفساد».
زد على ذلك كله المباحثات التي جرت بين وفديْن روسي وأميركي في الرياض, بعد مكالمتين هاتفيتيْن «طويلتين», جاءتا بمبادرة من ترامب مع الرئيس/بوتين, ما بدا وكأن العلاقات بين موسكو وواشنطن في طريقها إلى التطبيع الكامل, بدلالة ما بات موضع دهشة وترقب في العالم أجمع, وهو «مشروع القرار» الذي تستعد واشنطن لطرحه للتصويت في الجمعية العامة ومجلس الأمن, (الخالي) من عبارة «حدود أوكرانيا المُعترف بها دولياً عام/1992», في مواجهة «مشروع أوروبي» يتضمن «العبارة» التي يخلو منها المشروع الأميركي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ 42 دقائق
- خبرني
نائب أميركي يدعو إلى قصف غزة بالنووي
خبرني - دعا عضو مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الجمهوري راندي فاين إلى قصف قطاع غزة بالسلاح النووي، ووصف القضية الفلسطينية بـ"الشريرة". وخلال مقابلة عبر قناة "فوكس نيوز"، قال فاين إن "الحقيقة أن القضية الفلسطينية هي قضية شريرة"، وجاء ذلك تعليقا على حادثة إطلاق النار التي وقعت مساء أمس، وأسفرت عن إصابة اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية أثناء وجودهما خارج متحف التراث اليهودي قرب مبنى الكابيتول في واشنطن، حيث كانت تعقد فعالية للجنة اليهودية الأمريكية. وأضاف فاين أن "النهاية الوحيدة للصراع في غزة تتمثل في الاستسلام الكامل والتام من قبل كل من يدعم الإرهاب الإسلامي"، على حد تعبيره. وتابع قائلا: "في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض على استسلام مع النازيين، ولم نتفاوض مع اليابانيين. لقد استخدمنا القنابل النووية مرتين ضد اليابان من أجل تحقيق استسلام غير مشروط". وأردف: "ينبغي أن يكون الموقف ذاته في هذا السياق، فهناك خلل عميق جداً في هذه الثقافة ويجب القضاء عليه".


جفرا نيوز
منذ ساعة واحدة
- جفرا نيوز
نائب أمريكي يدعو إلى ضرب غزة بالنووي
جفرا نيوز - دعا عضو مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الجمهوري راندي فاين إلى قصف قطاع غزة بالسلاح النووي، ووصف القضية الفلسطينية بـ"الشريرة". وخلال مقابلة عبر قناة "فوكس نيوز"، قال فاين إن "الحقيقة أن القضية الفلسطينية هي قضية شريرة"، وجاء ذلك تعليقا على حادثة إطلاق النار التي وقعت مساء أمس، وأسفرت عن إصابة اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية أثناء وجودهما خارج متحف التراث اليهودي قرب مبنى الكابيتول في واشنطن، حيث كانت تعقد فعالية للجنة اليهودية الأمريكية. وأضاف فاين أن "النهاية الوحيدة للصراع في غزة تتمثل في الاستسلام الكامل والتام من قبل كل من يدعم الإرهاب الإسلامي"، على حد تعبيره. وتابع قائلا: "في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض على استسلام مع النازيين، ولم نتفاوض مع اليابانيين؛ لقد استخدمنا القنابل النووية مرتين ضد اليابان من أجل تحقيق استسلام غير مشروط".

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
بدء مناورات أمريكية بريطانية فنلندية قرب حدود روسيا
عمون - أعلنت القوات الفنلندية بدء تدريبات عسكرية بالقرب من الحدود مع روسيا بمشاركة نحو 5000 جندي من فنلندا والولايات المتحدة وبريطانيا. وتأتي هذه التدريبات ضمن سلسلة مناورات مكثفة تشهدها البلاد بعد انضمامها إلى حلف الناتو العام الماضي. وكما أعلنت القوات البرية الفنلندية سابقا، ستجرى مناورات "سيف كاريليا 25" تحت قيادة لواء كاريليا في منطقة كيمينلاكسو خلال الفترة من 23 مايو إلى 1 يونيو. تقع هذه المنطقة جنوب فنلندا متاخمة الحدود الروسية. وبحسب بيانات القوات البرية، سيشارك في المناورات أكثر من خمسة آلاف جندي، بينهم عسكريون من بريطانيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى نحو 700 قطعة عسكرية. كما ستساهم في المناورات وحدة هليكوبتر قتالية تابعة للقوات البرية البريطانية. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، بدأت في فنلندا مناورات برية أخرى بعنوان "ليفلي سابر 25" بمشاركة 3.5 ألف عسكري، تجري أيضا بالقرب من الحدود الروسية. فيما بدأت البحرية الفنلندية مناورات "نارو ووترز" في بحر الأرخبيل وخليج فنلندا وعلى الساحل الجنوبي للبلاد. وكان سفير روسيا في هلسنكي بافيل كوزنيتسوف قد صرح لوكالة "نوفوستي" بأن فنلندا بعد انضمامها لحلف الناتو في أبريل 2023 تزيد من عدد مناوراتها العسكرية، حيث تم التخطيط لعقد 115 مناورة في 2025. وأضاف الدبلوماسي أنه في 2024 استخدمت الأراضي الفنلندية لأول مرة في مناورات كبرى للحلف. المصدر: نوفوستي