
تلومون المملكة.. وأنتم المذنبون !
يسعى سمو الأمير محمد بن سلمان لنقل الشرق الأوسط إلى مرحلة جديدة من الحداثة والازدهار، مستلهمًا النماذج الأوروبية في الحكم الرشيد، والاستثمار في الإنسان، والاعتماد العلمي والتكنولوجي.
أطلق سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المملكة تهدف إلى تنويع الاقتصاد، وتحسين بيئة الاستثمار، وتمكين المرأة، والحد من سلطة المؤسسات التقليدية التي تعرقل التنمية.
شنّ حملات غير مسبوقة لمواجهة الفساد المالي والإداري، وطالت شخصيات نافذة في الدولة، وأُعيدت أموال كبيرة إلى الخزينة العامة، ما عزّز الثقة في المسار الإصلاحي.
يطالب الأمير محمد بن سلمان علنًا قادة المنطقة باتخاذ خطوات مماثلة في الإصلاح ومحاربة الفساد، مؤكداً أن التنمية المستدامة لا يمكن أن تتحقق في ظل الفوضى والفساد والمحسوبيات.
أصبح دعم السعودية ومساعدتها مرهونين بتنفيذ إصلاحات جدية، وليس مجرد وعود أو تغييرات شكلية، سواء في الاقتصاد أو السياسة أو الإدارة.
يبرز لبنان مثالاً واضحًا على هذا المنهج، حيث جعل ولي العهد أي دعم سعودي مشروطًا بتحقيق الإصلاحات الحقيقية، وانطلاق مسار شفاف لمحاربة الفساد.
المملكة العربية السعودية أكدت أنها لن تقدم مساعدات للبنان ما لم تُجرَ إصلاحات حقيقية وجدية على المستويات الاقتصادية والمالية والقضائية، بالإضافة إلى ضرورة حصر السلاح غير الشرعي بيد الدولة فقط ومحاربة الفساد بشكل فعّال ومحاسبة الفاسدين، باعتبار أن السلاح خارج الشرعية يمثل حاجزًا أساسيًا أمام الاستقرار.
هذه الشروط وضعتها السعودية لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه وعدم استغلاله من قبل جهات فاسدة أو مليشيات خارج إطار الدولة، خصوصًا في ظل التدهور الاقتصادي الحاد والفساد المستشري في لبنان. المملكة ترى أن هذه الإصلاحات شرط أساسي لاستقرار لبنان وتنميته، ولتمكينه من استعادة دوره الطبيعي في المنطقة، كما أكد قادة السعودية خلال لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين.
كما حدث داخلياً في المملكة، تلتزم السعودية بتحويل المساعدات ودعم بناء الدول القوية فقط بعد التزامها بالإصلاح الحقيقي وتخطي المعوقات السيادية.
السعودية لا تعارض دعم أي دولة عربية أو مساعدة شعب شقيق، لكنها تصر على أن الأموال لا تضيع في الفساد أو تعزيز المليشيات على حساب الدول.
التقاعس عن الإصلاح واتخاذ المواقف الحاسمة السبب الحقيقي للأزمات المستمرة، وليس موقف المملكة المشروط والداعي لبناء أنظمة رأسمالية مستدامة.
طموح سمو الأمير محمد بن سلمان لجعل الشرق الأوسط أوروبا الجديدة ليس حلماً فردياً، بل رؤية عصرية تتطلب شجاعة في اتخاذ القرارات وتطبيق الإصلاحات. ومن يلوم المملكة عليه أن يدقق في بيته الداخلي أولاً: فعهد الهبات والدعم غير المشروط انتهى، وأصبح مفتاح التنمية هو الجرأة في مواجهة الفساد، وتسليم القرار لقوة الدولة الشرعية لا للمليشيات والفاسدين.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 11 دقائق
- صحيفة سبق
امتدادًا لمواقف المملكة الثابتة.. 725 مليون ريال تقدمها السعودية إغاثةً للشعب الفلسطيني
تجاوز حجم التبرعات الإغاثية التي قدمتها المملكة العربية السعودية لصالح الشعب الفلسطيني 725 مليون ريال سعودي، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحتى الآن. وتأتي هذه الجهود امتدادًا لمواقف المملكة الثابتة تجاه دعم الأشقاء الفلسطينيين في مختلف الظروف، وتأكيدًا على الدور الريادي الذي تضطلع به السعودية في تقديم العون والمساعدة للدول والشعوب المتضررة من الكوارث والأزمات. وأعلنت المملكة، ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أن حجم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة المقدمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة بلغ حتى نهاية يوليو 2025 أكثر من 7,538.97 طنًا، شملت مواد غذائية وطبية وإيوائية، إضافة إلى إمدادات لوجستية وكهربائية. وأوضح المركز أن الدعم تم عبر 58 طائرة إغاثية و8 بواخر محملة بالاحتياجات الأساسية، كما تم إرسال 20 سيارة إسعاف و10 مشارح متنقلة، إلى جانب 30 مولدًا كهربائيًا و500 أداة لإزالة الأنقاض لضمان استمرار جهود الإنقاذ والإغاثة. وشملت المساعدات كذلك 39,200 وجبة غذائية جاهزة للأكل، و62 شاحنة لوجستية، مما يعكس حجم الجهود المتكاملة التي تبذلها المملكة للتخفيف من معاناة المدنيين في غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر. وتأتي هذه المبادرات امتدادًا للنهج الإنساني الثابت للمملكة، وموقفها الداعم للقضية الفلسطينية، حيث تستمر في تقديم الدعم العاجل والتنسيق مع الجهات الدولية لتأمين وصول المساعدات إلى مستحقيها بكل كفاءة وسرعة.


صحيفة سبق
منذ 11 دقائق
- صحيفة سبق
وزير الدفاع الإيطالي: سنبدأ في إسقاط المساعدات جوًا على غزة
ذكر وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو، أن بلاده ستبدأ في إسقاط المساعدات جوًا على قطاع غزة اعتبارًا من يوم السبت المقبل 9 أغسطس الجاري. وأضاف وزير الدفاع الإيطالي -في تصريحات أوردتها وكالة أنباء "أنسا" الإيطالية اليوم- "لقد أعطيت الضوء الأخضر لتنفيذ مهمة ستشمل موارد من الجيش والقوات الجوية وبموجبها سيتم نقل وإسقاط السلع الأساسية للمدنيين في غزة الذين تضرروا بشدة من الصراع الدائر هناك". وأوضح كروسيتو أن "العملية من المتوقع أن تبدأ خلال الساعات المقبلة، إذ سيتم إرسال فريق يتولى الأنشطة التحضيرية"، مشيرًا إلى أنه يمكن أن يتم تنفيذ أولى عمليات الإنزال الجوي السبت المقبل، مما يتيح لوزارة الخارجية الإيطالية الوقت لاستكمال شراء المواد الغذائية ونقلها إلى الأردن.


صحيفة سبق
منذ 41 دقائق
- صحيفة سبق
"الأمر أصعب بكثير مما تشاهدونه عبر الشاشات".. "اليونيسيف": أطفال غزة يموتون بمعدل غير مسبوق
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من أن أطفال قطاع غزة يموتون بمعدل غير مسبوق وسط المجاعة وتدهور الأوضاع؛ بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023. وقال نائب المدير التنفيذي لـ"اليونيسيف" تيد شيبان -في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"- :"إن أطفال غزة يموتون بمعدل غير مسبوق، وعلامات المعاناة العميقة والجوع واضحة على وجوههم". وأضاف "نحن على مفترق طرق، والخيارات المتخذة الآن ستحدد ما إذا كان عشرات الآلاف من الأطفال سيعيشون أم سيموتون". وبعد زيارته الرابعة إلى غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، ذكر المسؤول الأممي "تشاهدون الصور في الأخبار، وتعرفون ما حدث، لكن الأمر أصعب بكثير عندما تكونوا هناك، فعلامات المعاناة العميقة والجوع واضحة على وجوه العائلات والأطفال"، مؤكدًا أن أكثر من 18 ألف طفل قُتلوا في غزة منذ بداية الحرب. وجدد التأكيد على ضرورة إدخال 500 شاحنة يوميًا على الأقل للقطاع عبر جميع الطرق، وهذا يشمل المساعدات الإنسانية والغذائية.