logo
بنك إنكلترا يطلب من البنوك تقييم قدراتها تحسباً لمخاطر مرتبطة بالدولار

بنك إنكلترا يطلب من البنوك تقييم قدراتها تحسباً لمخاطر مرتبطة بالدولار

النهار١٨-٠٧-٢٠٢٥
أفادت ثلاثة مصادر بأن بنك إنكلترا طلب من بعض البنوك اختبار قدراتها على الصمود أمام صدمات محتملة تتعلق بالدولار، وذلك في أحدث مؤشر على أن سياسات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تؤدي إلى تآكل الثقة في الولايات المتحدة باعتبارها حجر الأساس للاستقرار المالي.
وباعتباره العملة الرئيسية للتجارة العالمية وتدفقات رؤوس الأموال، فإن الدولار هو شريان الحياة للتمويل العالمي.
ومع ذلك، فإن ابتعاد ترامب عن السياسة الأميركية الراسخة منذ زمن بعدة مجالات منها التجارة الحرة والدفاع قد أجبر صناع السياسات على النظر فيما إذا كان من الممكن الاعتماد على التوفير الطارئ للدولار في أوقات الأزمات المالية.
وفي حين قال مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إنَّ البنك يريد الاستمرار في توفير الدولار في النظام المالي، دفعت تحولات سياسة ترامب الحلفاء الأوروبيين إلى إعادة النظر في اعتمادهم على واشنطن.
وقال مصدر مطلع لوكالة "رويترز" إنَّه في أعقاب مطالب مماثلة من مشرفين أوروبيين، طلب بنك إنكلترا من بعض البنوك تقييم خططها التمويلية بالدولار ودرجة اعتمادها على العملة الأميركية، بما في ذلك الاحتياجات قصيرة الأجل.
وأشار مصدر آخر إلى أنه في إحدى الحالات، طُلب من أحد البنوك العالمية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها في الأسابيع الماضية إجراء اختبارات داخلية تتضمن سيناريوهات يمكن أن تجف فيها سوق مقايضة الدولار تماما.
في السياق، قال ريتشارد بورتس، أستاذ الاقتصاد في كلية لندن للأعمال والرئيس السابق للجنة العلمية الاستشارية للمخاطر النظامية الأوروبية التابعة للمجلس الأوروبي للمخاطر النظامية: "في حالة حدوث أزمة تمويل عالمية بالدولار، ربما يتردد البنك المركزي الأميركي في تقديم مقايضات خوفا من رد فعل ترامب القوي؛ فأولوية المجلس هي استقلال السياسة النقدية في نهاية المطاف".
وأضاف: "يجب على المشرفين على البنوك الأجنبية أن يدفعوا بنوكهم على وجه السرعة للحد بقوة من الانكشاف على الدولار".
وأوضح المصدر أن الذراع الإشرافية لبنك إنكلترا، وهي هيئة التنظيم الاحترازي، قدمت الطلبات بشكل فردي إلى بعض البنوك.
وطلبت جميع المصادر المطلعة على طلبات هيئة التنظيم الاحترازي عدم الكشف عن هوياتها لكون المناقشات مع بنك إنجلترا سرية. وأحجم متحدث باسم بنك إنكلترا عن التعليق على هذا التقرير.
ورفض التعليق أيضاً ممثلو أكبر البنوك البريطانية ذات الأعمال التجارية الدولية ومنها باركليز وإتش.إس.بي.سي وستاندرد تشارترد.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض لـ"رويترز" عبر البريد الإلكتروني: "ارتفاعات الأسهم والسندات بالإضافة إلى تريليونات الدولارات من الالتزامات الاستثمارية التاريخية منذ يوم الانتخابات كلها تشير إلى حقيقة أن الأسواق والمستثمرين قد أكدوا مجدداً ثقتهم في الدولار الأميركي والاقتصاد الأمريكي في عهد الرئيس ترامب".
ولم يرد متحدث باسم البنك المركزي الأميركي على طلب للتعليق.
ووفقا لأحد المصادر، لا يمكن لأي بنك أن يتحمل صدمة كبيرة في المعروض من الدولار لأكثر من بضعة أيام نظرا لهيمنة العملة على النظام المالي العالمي واعتماد البنوك عليها.
وفي حال أصبح الحصول على الاقتراض بالدولار أكثر صعوبة وأكثر تكلفة بالنسبة للبنوك، فقد يؤدي ذلك إلى إعاقة قدرتها على الاستمرار في تلبية الطلب على النقد.
وفي نهاية المطاف، فإن البنك الذي يواجه صعوبة في الحصول على الدولار ربما يفشل في تلبية طلبات المودعين، مما يقوض الثقة ويؤدي إلى مزيد من التدفقات الخارجة.
وعلى الرغم من أن هذا السيناريو يُنظر إليه على أنه متطرف وغير محتمل، فإن الجهات التنظيمية والبنوك لم تعد تعتبر الوصول إلى الدولار أمرا مفروغاً منه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"بلومبرغ": هجوم ترامب الاقتصادي على الهند قد يدفعها إلى تعزيز علاقاتها مع الصين
"بلومبرغ": هجوم ترامب الاقتصادي على الهند قد يدفعها إلى تعزيز علاقاتها مع الصين

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

"بلومبرغ": هجوم ترامب الاقتصادي على الهند قد يدفعها إلى تعزيز علاقاتها مع الصين

أفادت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، بأن الهجوم الاقتصادي الذي يشنّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الهند، بسبب استمرارها في شراء النفط الروسي، يهدد بإهدار عقود من الدبلوماسية الأميركية الدقيقة مع نيودلهي، ويفتح المجال أمام تقارب هندي محتمل مع الصين، رغم التوتر التاريخي بين الجانبين. وترى "بلومبرغ" أن دوافع ترامب تعود إلى إحباطه من فشله في إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث اختار أن يضغط على الهند بوصفها "هدفاً سهلاً"، بعد أن استفادت الأخيرة من العقوبات الغربية على روسيا لشراء النفط الخام بأسعار مخفّضة. وتشير الوكالة إلى أن هذه المشتريات لم تكن جديدة، بل كانت تتم بعلم وموافقة الولايات المتحدة في السنوات الماضية، غير أن الهند، بحسب التقرير، رفضت الرضوخ لمطالب ترامب، ووصفت وارداتها من روسيا بأنها "ضرورة وطنية". وفي وقتٍ سابق، هدّد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الهندية، ما أثار ارتدادات سلبية في السوق المالية في مومباي، وسط تراجع في مؤشر بورصة بومباي ومخاوف من تصعيد تجاري شامل بين البلدين. اليوم 17:25 اليوم 14:16 كما ترافق هذا التصعيد مع انهيار محادثات اتفاق تجاري، وزيادة تقارب ترامب مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير، ما أثار قلقاً متزايداً لدى صناع القرار في نيودلهي، بحسب التقرير. ورغم أن العلاقات بين الهند والصين تشهد بروداً واضحاً منذ الاشتباكات الحدودية عام 2020، ودعم بكين لباكستان عسكرياً واستخبارياً في حربها الأخيرة مع الهند، إلا أن تقرير "بلومبرغ" أشار إلى بوادر انفتاح حذر، خاصة في ظل حاجة الهند إلى واردات تكنولوجية وصناعية من الصين لتطوير قاعدتها الإنتاجية. وفي هذا الإطار، خففت الحكومة الهندية قيود التأشيرات على الصينيين، كما أرسلت وفوداً رفيعة المستوى إلى بكين في الأشهر الأخيرة. ولفت التقرير إلى أن التهديدات الأميركية، بدلاً من أن تردع نيودلهي، قد تجعل خيار التفاهم مع بكين أكثر جاذبية من الناحية السياسية والاقتصادية، خاصة أن هذه التحولات لا تقتصر على الحالة الهندية، بل تشمل تغيراً أوسع في علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها التقليديين. وأوضح أنه في حين تتقارب كندا أكثر مع أوروبا، تعزز البرازيل التزامها بمجموعة "بريكس"، وتسعى جنوب أفريقيا إلى توسيع أسواقها داخل القارة لتعويض التراجع في التعاون الأميركي. وترى الوكالة في تقريرها أن كثيراً من المسؤولين الهنود لطالما اعتبروا واشنطن حليفاً متقلباً، وأن الأساس الحقيقي للتقارب بين الهند والولايات المتحدة كان قائماً على عدائهما المشترك للصين. أما اليوم، ومع ميل ترامب إلى تجاهل مصالح نيودلهي والتقارب مع باكستان، فقد يصبح الانفتاح على الصين خياراً واقعياً للهند، حتى إن لم يكن تحالفاً صريحاً، بحسب التقرير. ويختم تقرير الوكالة بالإشارة إلى أن الدينامية الجديدة في العلاقات الهندية- الصينية لا تزال في بدايتها، لكنها تعكس اتجاهاً أوسع في السياسة الدولية، حيث تُسهم خيارات واشنطن المتقلبة في إعادة رسم خطوط التحالفات العالمية.

مصادر "رويترز": بوتين لن ينصاع لتهديدات ترامب ويتمسك بأهدافه في أوكرانيا
مصادر "رويترز": بوتين لن ينصاع لتهديدات ترامب ويتمسك بأهدافه في أوكرانيا

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

مصادر "رويترز": بوتين لن ينصاع لتهديدات ترامب ويتمسك بأهدافه في أوكرانيا

استبعدت مصادر مقرّبة من الكرملين، في تصريحات لوكالة "رويترز"، انصياع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات في حال لم تنتهِ الحرب في أوكرانيا قبل المهلة المحددة التي تنتهي يوم الجمعة المقبل. ورجّحت المصادر أن يتمسّك بوتين بهدف السيطرة الكاملة على 4 مناطق، هي: دونيتسك، لوغانسك، زاباروجيا، وخيرسون، والتي تعتبرها موسكو أراضي روسية، قبل الانخراط في أي تسوية سياسية نهائية ومناقشة اتفاقية سلام. اليوم 10:01 4 اب وكان ترامب قد هدّد بفرض عقوبات جديدة على روسيا، إلى جانب رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول التي تشتري النفط الروسي، وعلى رأسها الصين والهند، ما لم توافق موسكو على وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وأكدت ثلاثة مصادر مطلعة على نقاشات في الكرملين أنّ "بوتين متمسّك بأهداف العملية العسكرية، انطلاقاً من قناعته بأنّ روسيا ستنتصر، وبأنّ أيّ عقوبات جديدة لن يكون لها تأثير كبير بعد موجات متتالية من العقوبات الاقتصادية". لكنّ اثنين من المصادر أوضحا أنّ بوتين "لا يريد إغضاب ترامب"، ويدرك أنه قد يهدر فرصة لتحسين العلاقات مع واشنطن والغرب، إلا أنّ "الأهداف العسكرية تظل أولوية لا يمكن التراجع عنها في هذه المرحلة". ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من الكرملين على ما ورد في تقرير "رويترز"، فيما شدّدت المصادر على عدم كشف هوياتها بسبب حساسية الوضع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store