logo
بين تضرر سوق السندات والاستراتيجية الجديدة .. حقيقة تراجع 'ترمب' عن تعريفاته الجمركية

بين تضرر سوق السندات والاستراتيجية الجديدة .. حقيقة تراجع 'ترمب' عن تعريفاته الجمركية

موقع كتابات١٢-٠٤-٢٠٢٥

خاص: كتبت- نشوى الحفني:
فيما يبدو اصطفافًا ضد سياسات الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، كثّف الديمقراطيون هجومهم عليه، مستَّغلين ارتباكه الاقتصادي الأخير وتداعيات قراراته الجمركية المثَّيرة للجدل، بحسّب تقرير نشرته صحيفة (بوليتيكو) الأميركية.
وركّز التقرير على تحرّك واسع داخل الحزب (الديمقراطي)، حيث بدأ مشرّعون واستراتيجيون إعلاميون بتحضير حملات إعلانية تستهدف 'ترمب' مباشرة، متّهمين إياه بالفشل في الوفاء بوعده الرئيس بتحسّين الاقتصاد.
وقالت الصحيفة إن هذا التصعيد الديمقراطي يأتي في وقتٍ شهد فيه 'ترمب' تراجعًا في شعبيته، خصوصًا في استطلاعات الرأي المرتبطة بإدارته للاقتصاد ومواجهة التضخّم.
وأشارت (بوليتيكو) إلى أن قرار 'ترمب' الأخير بتعليق بعض الرسوم الجمركية لم ينجح في تهدئة الأسواق، حيث أعلن الخميس أن إجمالي الرسوم المفروضة على البضائع الصينية بلغ: (145%)، بينما حافظت معظم الدول الأخرى على تعرفة أساسية بنسبة: (10%). هذا القرار أثار ذعر الأسواق، حيث هبطت الأسهم الأميركية بشكلٍ حاد.
فرصة تاريخية للديمقراطيين..
واعتبر الديمقراطيون؛ بحسّب الصحيفة الأميركية، أن حالة التخبّط هذه تمثّل: 'ثغرة انتخابية نادرة'، يمكن من خلالها تقويض الصورة التقليدية للجمهوريين كحزب قوي اقتصاديًا.
وأكد 'كورنيل بيلتشر'؛ خبير الاستطلاعات لدى الحزب، أن: 'ترمب يمنح الديمقراطيين فرصة تاريخية لضرب أهم نقاط قوته'.
ولم يقتصر التصعيد على التصريحات، إذ أطلقت مجموعات سياسية موالية للحزب إعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف ترمب، وتنتقد قراراته الضريبية والجمركية، إلى جانب دعوات لعقد فعاليات في دوائر انتخابية يُسيّطر عليها الجمهوريون.
وذكرت الصحيفة أن هذه الاستراتيجية الدعائية تُبنى على مشاعر القلق لدى الأميركيين من التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.
كما نقلت عن المستشار الإعلامي؛ 'جوليان مولفي'، دعوته للحفاظ على بساطة الرسائل السياسية: 'الناس لا يريدون تعقيدات اقتصادية، فقط أخبرهم أن ترمب سبب في ارتفاع الأسعار وعدم الاستقرار'.
انخفاض نسبة التأييد لـ'ترمب'..
وأبرز التقرير استطلاعات أظهرت انخفاضًا في التأييد لـ'ترمب'، منها استطلاع لـ (يوغوف/ إيكونوميست)، كشف تراجعًا في شعبيته بنسبة (05) نقاط، واستطلاع آخر من (نافيغيتور) أظهر أن: (55%) من الناخبين المسجلين يرفضون طريقة إدارته للاقتصاد.
وفي ردّ مباشر؛ قال المتحدث باسم البيت الأبيض؛ 'كوش ديزاي'، إن: 'الرئيس ترمب؛ هو أول رئيس في التاريخ الحديث يتخذ خطوات جادة لمواجهة الصين'، مضيفًا أن الديمقراطيين: 'يُفسّرون حماية الأميركيين على أنها نقطة ضعف، وهو ما سيُكلفهم نتائج الانتخابات المقبلة'.
وختمت (بوليتيكو) بأن الديمقراطيين يُراهنون على استمرار الانكماش الاقتصادي لتثبيّت سرديتهم بأن 'ترمب'، رغم خلفيته كرجل أعمال، لا يمتلك الحلول التي تمكّنه من معالجة هموم المواطن الأميركي العادي، خاصة في ما يتعلق بتكاليف المعيشة والتجارة العالمية.
يتأثر بردود الفعل..
كذلك؛ تناول تقرير مشترك لـ'جيمس بوليتي'، و'ستيف تشافيز'، و'أيمي ويليامز'، في صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية: 'الخطوة المفاجئة' للرئيس الأميركي؛ حين تراجع عن: 'أقسى الرسوم الجمركية' التي فرضها على شركاء التجارة الأميركيين، باستثناء 'الصين'، معلنًا عن فترة توقف مدتها (90 يومًا)، لإعطاء الأسواق فسحة لالتقاط الأنفاس وفتح المجال أمام المفاوضات.
وبحسّب التقرير؛ مثّل هذا التراجع نكسة واقعية لرئيس قال إنه كان: 'يُحرّر' الأميركيين من نظام تجاري عالمي غير عادل، على حد تعبيره، مدعيًا أنه وحده يمتلك الشجاعة لإعادة ترتيبه.
ووفق التقرير؛ فإن قرار الرئيس الأميركي بالتراجع، ولو جزئيًا، يُعدّ إشارة إلى أن 'ترمب' لا يزال يتأثر بردود الفعل القادمة من المستثمرين والمشرعين والمتبرعين حتى في ما يخص أحد أبرز وعوده السياسية.
وقال 'ترمب' إنه كان يُفكر في هذه المهلة: 'على مدار الأيام القليلة الماضية'، وإن هذه الخطوة بدأت تتبلور: 'في وقتٍ مبكر من صباح الأربعاء الماضي'، وبرر تراجعه عن فرض الرسوم بأن الناس: 'بدأوا يشعرون… بقليل من الخوف'.
وأضاف: 'أعتقد أن البعض بدأ يتصرف خارج السياق قليلًا، كانوا يبدون توترًا مفرطًا'. وفي نهاية المطاف قال إن هذا التوقف: 'صدر من القلب'.
ويقول 'ديك مولاركي'؛ رئيس شركة (SLC) لإدارة الأصول: 'أعتقد أن هذا يثبَّت أنه يصَّغي للأسواق ويدرك متى تجاوز الحد، أرى أن هذه إشارة إيجابية على أن هناك آليات كبح لا تزال قائمة، وأن السوق لا يزال يحتفظ بقوته ولا يمكن ترهيبه'.
وحتى يوم الأحد الماضي؛ ورغم عمليتي بيع قاسيتين في أسواق الأسهم الأميركية، تعهد 'ترمب' بالاستمرار على نهجه المتشدَّد.
وقضى ساكن 'البيت الأبيض' معظم عطلة نهاية الأسبوع في 'فلوريدا' يلعب الغولف، ووضع شروطًا صعبة لأي مفاوضات مع شركاء تجاريين قلقين، متجاهلًا التقلبات في الأسواق باعتبارها مجرد هزة مؤقتة، ولكن الضغوط بدأت تظهر بوضوح.
فحتى الجمهوريون في 'الكونغرس'، الذين يدعمون 'ترمب' في معظم الأمور، بدأوا فجأة في التعبير عن انتقاداتهم.
وقد اشتدت موجة التمرد ضد سياسة 'ترمب' الحمائية من قبل المستثمرين وبعض كبار داعميه في عالم الأعمال، من بينهم 'إيلون ماسك'، الملياردير التكنولوجي وأحد كبار مستشاري 'البيت الأبيض'.
بداية التراجع..
وبحلول يوم الإثنين الماضي؛ بدأ 'ترمب' في تعديل موقفه. وأطلق محادثات تجارية مع 'اليابان وكوريا الجنوبية'، وعيّن وزير الخزانة؛ 'سكوت بيسنت'، الذي يُعتبّر الأوفر مصداقية في (وول ستريت) بين مساعدي الرئيس لقيادة المفاوضات مع الشركاء التجاريين.
وأما 'بيتر نافارو'؛ المعروف بموقفه المتشدَّد في القضايا التجارية، والذي نشر مقال رأي في صحيفة (فايننشال تايمز)، يُحذر فيه الشركاء من أن 'ترمب' لا يتفاوض على الإطلاق، بالتزامن مع تصريحات 'بيسنت'؛ التي تؤكد عكس ذلك فقد بدا أن نفوذه بدأ يتراجع.
وقال 'ترمب' إنه حين كان يُفكر في المهلة، ناقش الأمر مع 'بيسنت' ووزير التجارة؛ 'هوارد لوتنيك'، ولم يذكر 'نافارو'.
تضرر سوق السنّدات..
ولكن لم يتخذ القرار الحقيقي بالتراجع؛ إلا بعد أن امتدت الأزمة إلى سوق السندات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، ما دفع اقتصاديين مثل وزير الخزانة السابق؛ 'لورانس سامرز'، إلى التحذير من أزمة مالية محتملة، وهنا فقط رضخ 'ترمب' وأوقف معظم الرسوم الجديدة المرتبطة: بـ'يوم التحرير'.
وقال أحد المقربين من 'البيت الأبيض': 'ترمب لا يُمانع أن تتلقى (وول ستريت) ضربة، لكنه لا يُريد أن ينهار البيت بالكامل'.
وكرجل أعمال كانت مسّيرته في تطوير العقارات قائمة على استخدام الديون، فقد أدرك 'ترمب' الإشارات التحذيرية في سوق السنّدات الأميركية. وقال الرئيس الأميركي موضحًا تغييّره للموقف: 'سوق السنّدات صعب جدًا، كنت أراقبه… والناس بدأوا يشعرون بالغثيان قليلًا'.
وأشار أيضًا إلى أنه تأثر بمقابلة أجراها؛ 'جيمي ديمون'، الرئيس التنفيذي لبنك (JPMorgan)، على قناة (Fox Business)، حيث حذر من أن 'الولايات المتحدة' تتجه على الأرجح نحو ركود اقتصادي.
رواية 'البيت الأبيض '..
وسعى مسؤولو 'البيت الأبيض'؛ إلى تقديم التراجع الكبير لـ'ترمب' على أنه جزء من خطة استراتيجية كبرى.
ففي حديث للصحافيين أمام 'البيت الأبيض'؛ بعد ظهر الأربعاء، قال 'بيسنت' إنه قضى جزءًا من يوم الأحد مع 'ترمب' في 'فلوريدا'، واصفًا أحداث الأسبوع الماضي؛ بأنها تعكس: 'استراتيجية الرئيس منذ البداية'. وأوضح أن 'الولايات المتحدة' ستدخل الآن في محادثات: 'بنية حسنة'، مضيفًا: 'نحن مستعدون للاستماع إليكم'.
وكان 'بيسنت' قد أشاد قبل أيام بخطط 'ترمب' بشأن الرسوم الجمركية في مقابلة مع 'تاكر كارلسون'، مدعيًا أنها ستساعد 'الولايات المتحدة' على تحقيق عدالة أكبر في السوق العالمية، وإعادة التصنيع، ومعالجة: 'مشكلات توزيع الثروة الهائلة' في الاقتصاد الأميركي.
ولكن مسؤولًا تنفيذيًا من (وول ستريت) مقربًا من 'البيت الأبيض'، قال إن 'بيسنت' ساعد 'ترمب' في التوصل إلى قرار يقضي بضرورة تعليق زيادة الرسوم الجمركية، على الدول ذات العلاقات التاريخية الجيدة مع 'الولايات المتحدة'، وحصر العقوبات الأشد على 'الصين' فقط.
مخاوف من تذبذب سياسة 'ترمب'..
وشعرت مجموعات الأعمال بالارتياح؛ لكنها أكدت أن التذبذب في سياسة 'ترمب' لا يزال قائمًا وفق ما ذكر التقرير. فأشاروا إلى أن الرسوم الجمركية بنسبة (10%) لا تزال مفروضة على معظم الدول، وأن 'الولايات المتحدة' قد صعّدت من حربها التجارية مع 'الصين'، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما أن الرسوم المحتملة على قطاعات محددة مثل السيارات والأدوية لا تزال غامضة.
وقال رئيس مجلس التجارة الخارجية الوطني؛ 'جيك كولفين': 'رغم أن هذه المهلة المؤقتة قد تخفف الألم الفوري، إلا أنها لا تقلل من حالة عدم اليقين التي تشل حسابات الشركات بشأن التجارة والتوريد والاستثمار'.
وأضاف: 'نشجع الإدارة على الاستمرار في التهدئة وتحديد مسارات دائمة للمضي قدمًا لإلغاء هذه الرسوم، واستعادة الثقة، وتقليل عدم اليقين المستقبلي مع شركائنا الاقتصاديين'.
خلق فوضى عالمية..
ورغم التراجع؛ واصل الديمقراطيون انتقاداتهم اللاذعة للرئيس. وقال السناتور 'ديك دوربين'، من ولاية 'إلينوي'، في بيان: 'الفوضى، وحالة عدم اليقين، والضرر الحقيقي الناتج عن ضريبة الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب لن تختفي خلال (90 يومًا). الخلاصة: الرئيس خلق فوضى عالمية على حساب العائلات والشركات الأميركية'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تكذيبًا لتصريحات نتانياهو .. 'رويترز' تكشف مبادرة الشرع بتسليم أرشيف 'كوهين' لإسرائيل
تكذيبًا لتصريحات نتانياهو .. 'رويترز' تكشف مبادرة الشرع بتسليم أرشيف 'كوهين' لإسرائيل

موقع كتابات

timeمنذ 6 ساعات

  • موقع كتابات

تكذيبًا لتصريحات نتانياهو .. 'رويترز' تكشف مبادرة الشرع بتسليم أرشيف 'كوهين' لإسرائيل

وكالات- كتابات: ذكرت وكالة (رويترز)؛ نقلًا عن ثلاثة مصادر مطلعة، أنّ القيادة السورية وافقت على تسليم وثائق ومتعلّقات الجاسوس الإسرائيلي؛ 'إيلي كوهين'، إلى كيان الاحتلال: 'في محاولة لخفض حدة التوتر مع واشنطن، كبادرة حسَّن النوايا تجاه الرئيس الأميركي؛ دونالد ترمب'. وقبل يومين؛ استرجعت 'إسرائيل' نحو: (2500) وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية تعود لـ'كوهين'، كانت ضمن: 'الأرشيف السوري الرسمي'، واحتُفظ بها لعقود من الزمن تحت حراسة مشدّدة. وزعم مكتب رئيس وزراء الاحتلال؛ 'بنيامين نتانياهو'، في بيان، أنّ (الموساد) نفّذ: 'عملية سرية معقّدة بالتعاون مع جهة استخباراتية شريكة'؛ لاسترجاع تلك الموادّ. وأضاف أنّ: 'الأرشيف يحتوي على آلاف الوثائق التي احتفظت بها الاستخبارات السورية'. ورُغم هذا الإعلان؛ ذكرت الوكالة أنّ مصدرًا أمنيًا سوريًا، ومستشارًا لرئيس المرحلة الانتقالية في سورية؛ 'أحمد الشرع'، إلى جانب شخص ثالت مطّلع على محادثات سرية، أكدوا أنّ تلك الموادّ: 'عُرضت على إسرائيل ضمن مبادرة غير مباشرة من الشرع'، وذلك في سيّاق مسّاعٍ: 'لتهدئة التوترات وبناء الثقة مع إدارة الرئيس الأميركي؛ دونالد ترمب'. وتعليقًا على الخطوة؛ وصف جهاز (الموساد) استعادة المتعلّقات بأنها: 'إنجاز أخلاقي رفيع'، بينما اعتبر 'نتانياهو'، 'كوهين': 'أسطورة'، و'أعظم عميل استخبارات في تاريخ إسرائيل'. يُذكر أنّ 'كوهين'، الذي تسلّل إلى 'سورية' تحت اسم: 'كامل أمين ثابت'، رجل أعمال من أصول سورية، أُعدم شنقًا في 'ساحة المرجة'؛ وسط 'دمشق'، في 18 أيار/مايو 1965، بعد أن كُشف أمره في إثر اختراقه للنخبة السياسية والعسكرية في البلاد. ولا تزال 'إسرائيل' تسعى منذ سنوات لاستعادة رُفاته. في المقابل؛ لم يُصدّر أيّ تعليق رسمي من مكتب 'نتانياهو' أو السلطات السورية أو 'البيت الأبيض' بشأن الدور السوري في هذه العملية. من جهتها؛ نفت القناة (12) الإسرائيلية ما أوردته (رويترز)؛ بشأن وجود: 'دور للجولاني في تسليم الأرشيف'. وكانت 'إسرائيل' قد بدأت، منذ أواخر عام 2024، اتصالات مع جهات خارجية وسوريين في محاولة للوصول إلى مكان دفن 'كوهين'.

أمام الكونغرس .. بيترز يكشف المهاجر يكلف واشنطن 100 ألف دولار يوميًا بمعتقل غوانتانامو
أمام الكونغرس .. بيترز يكشف المهاجر يكلف واشنطن 100 ألف دولار يوميًا بمعتقل غوانتانامو

موقع كتابات

timeمنذ 6 ساعات

  • موقع كتابات

أمام الكونغرس .. بيترز يكشف المهاجر يكلف واشنطن 100 ألف دولار يوميًا بمعتقل غوانتانامو

وكالات- كتابات: تفجّرت موجة من الجدل داخل أروقة 'الكونغرس' الأميركي بعد تصريحات صادمة أطلقها السيناتور الديمقراطي؛ 'جاري بيترز'، كشف فيها أن الحكومة الأميركية تنُفق ما يصل إلى: (100) ألف دولار يوميًا على كل مهاجر محتَّجز في قاعدة (غوانتانامو) البحرية، مقارنة: بـ (165) دولارًا فقط للمحتجزين داخل 'الولايات المتحدة'. وجاءت تصريحات 'بيترز'؛ الذي يشغل منصب العضو الديمقراطي الأبرز في لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية بـ'مجلس الشيوخ'، خلال جلسة مسَّاءلة شهدت توجيه انتقادات حادة لسياسات الهجرة المعتمدة في عهد الرئيس؛ 'دونالد ترمب'، والتي تشمل نقل بعض المهاجرين إلى القاعدة الأميركية في 'كوبا'. وقال 'بيترز': 'نبُقي المهاجرين في (غوانتانامو) مقابل: (100) ألف دولار يوميًا، ثم نُعيّدهم إلى الولايات المتحدة جوًا على حساب دافعي الضرائب، في حين يُمكننا احتجازهم هنا بكلفة أقل بأضعاف. هذا أمر شائن'. وقالت الوزيرة 'كريستي نويم'، التي مثَّلت أمام اللجنة للدفاع عن موازنة 'وزارة الأمن الداخلي' للعام 2026، والتي بدت غير مطلعة على الأرقام الدقيقة، إنها لا تعرف التكلفة اليومية للاحتجاز في (غوانتانامو). وكانت إدارة 'ترمب' قد طلبت بالفعل زيادة قدرها (44) مليار دولار لتمويل عمليات إنفاذ الهجرة، ضمن خطط تستهدف عمليات ترحيل جماعي. من جهة أخرى؛ أثار الأمر مخاوف حقوقية متزايدة، إذ رفع 'الاتحاد الأميركي للحريات المدنية' دعوى قضائية؛ في آذار/مارس، لمنع نقل عشرة مهاجرين إلى (غوانتانامو)، متهمًاً السلطات بانتهاك حقوق المحتجزين. وأشارت الدعوى إلى أن بعض المهاجرين يُحتجزون في غرف بلا نوافذ، وتُفرض عليهم عمليات تفتيش مهينة، مع حرمانهم من التواصل مع أسرهم. ووفقًا لمصادر حكومية، فإن نحو (70) مهاجرًا يُحتجزون حاليًا في القاعدة، وبينما تُصّر إدارة 'ترمب' على أن الإجراءات تهدف لحماية الأمن القومي، يرى معارضوها أن التكلفة المرتفعة والمعاملة القاسية تكشف عن سياسة قاسية وغير فعالة في التعامل مع ملف الهجرة.

ماذا يفعل بنا العدو الأمريكي ؟محمد سيد أحمد
ماذا يفعل بنا العدو الأمريكي ؟محمد سيد أحمد

ساحة التحرير

timeمنذ 8 ساعات

  • ساحة التحرير

ماذا يفعل بنا العدو الأمريكي ؟محمد سيد أحمد

ماذا يفعل بنا العدو الأمريكي ؟! بقلم / د. محمد سيد أحمد منذ اندلاع موجة الربيع العربي المزعوم في نهاية العام 2010 وبداية العام 2011 ونحن نكتب ونتحدث ونحذر من ألاعيب العدو الأمريكي، ولم نترك منبر إعلامي سواء مقروء أو مسموع أو مرئي أتيحت لنا من خلاله فرصة الكتابة أو الحديث إلا وأكدنا على أن العدو الأمريكي هو الذي يخطط لهذه المؤامرة الكبرى على منطقتنا العربية، وأن هذا العدو لديه مشروع استعماري جديد يحمل مسمى الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، وهو مشروع يستهدف إعادة تقسيم وتفتيت منطقتنا العربية، وهذا المشروع الاستراتيجي للعدو الأمريكي ليس بجديد، فقد وضع مخططاته مستشار الأمن القومي الأمريكي في حكومة الرئيس جمي كارتر، المفكر الاستراتيجي بريجينسكي في الفترة من ١٩٧٧ حتى ١٩٨١، والذي استعان بالمفكر الصهيوني برنارد لويس ليرسم له خرائط تقسيم المنطقة على أسس طائفية ومذهبية وعرقية، وتم اعتماد المشروع وميزانيته في جلسة سرية بالكونجرس الأمريكي في عام ١٩٨٣، وهذا المشروع الاستراتيجي للعدو الأمريكي تم تنفيذ بعض أجزائه في العراق والسودان وليبيا واليمن وسورية، ولا زال يواصل تنفيذه ولا يمكن أن تتراجع عنه الإدارة الأمريكية أبداً، وكل من يأتي إلى البيت الأبيض عليه أن يسير نحو تحقيق الهدف المنشود. وبنظرة سريعة على ما تم انجازه من مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد يمكننا القول أن العدو الأمريكي الذي بدء مشروعه مبكراً في العراق أحد أهم الدول العربية النفطية والتي كانت تمتلك كل مقومات النهوض والتنمية والتقدم، حيث وجد العدو الأمريكي ضآلته في الرئيس العراقي صدام حسين الذي استلم الحكم في ١٦ يوليو ١٩٧٩، وبعد ما يقرب من أربعة عشر شهر أوعزوا له بغزو إيران ودخل في حرب طويلة استمرت من ٢٢ سبتمبر ١٩٨٠ وحتى ٢٠ أغسطس ١٩٨٨، وعرفت هذه الحرب بحرب الخليج الأولى، ولم يمضي سوى عامين حتى أوعز العدو الأمريكي مرة ثانية لصدام حسين بغزو الكويت في ٢ أغسطس ١٩٩٠، وكانت هذه الجريمة بداية التدخل العسكري الأمريكي المباشر في المنطقة، حيث بدأت حرب الخليج الثانية لاسترداد الكويت في ١٧ يناير ١٩٩١، وبحلول ٢٨ فبراير ١٩٩١ كان الجيش العراقي قد دمر واستعيد استقلال الكويت، وبذلك تحقق جزء من حلم الصهاينة بالقضاء على أحد أهم وأكبر جيوش المنطقة، وظل التربص بالعراق مستمر حتى جاء الغزو الأمريكي للعراق في ١٩ مارس ٢٠٠٣ والذي عرف بحرب الخليج الثالثة والتي على أثرها انتهت العراق وقسمت فعلياً، ولم تعد حتى اليوم. مع انطلاق موجة الربيع العربي المزعوم وفي ظل النيران المشتعلة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، يتفاجأ الجميع في ٩ يوليو ٢٠١١ بإعلان جنوب السودان دولة مستقلة في أعقاب الاستفتاء الذي حصل على موافقة بنسبة ٩٨.٨٣٪ من الأصوات، وبالطبع دعم هذه الخطوة العدو الأمريكي الذي يسعى لتقسيم وتفتيت الوطن العربي، وبذلك أصبحت جنوب السودان دولة عضو في الأمم المتحدة، ودولة عضو في الاتحاد الأفريقي، وفي يوليو ٢٠١٢ وقعت جنوب السودان على اتفاقيات جنيف، ومنذ إعلان الاستقلال وجنوب السودان يعاني من الصراع الداخلي، واعتباراً من ٢٠١٦ لديها ثاني أعلى درجة على مؤشر الدول الهشة (الدول الفاشلة)، ولم يكتفي العدو الأمريكي بذلك بل دعم في ١٠ أبريل ٢٠١٩ الانقلاب العسكري على حكم الرئيس عمر البشير أحد أدواتهم المساهمة في تقسيم السودان وانفصال الجنوب، ولم تستقر الأوضاع حيث اشتعلت النيران من جديد في ١٥ إبريل ٢٠٢٣ بين شركاء الأمس وأعداء اليوم القوات المسلحة السودانية التي يقودها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع تحت قيادة قاطع الطريق محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، والتي تحولت لحرب أهلية مدمرة لازالت تأكل الأخضر واليابس، وترشح السودان لانقسامات جديدة. وفي قلب الربيع العربي المزعوم قام العدو الأمريكي باستهداف ليبيا العربية، حيث قام بانتزاع قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) عسكرياً في ليبيا، وبدأ الهجوم في ١٩ مارس ٢٠١١، وصمدت ليبيا ثمانية أشهر تحت القصف الصاروخي المجرم، وفي ٢٠ أكتوبر ٢٠١١ تم اغتيال القائد الليبي معمر القذافي والتمثيل بجثته أمام الرأي العام العالمي في مشهد مأساوي يندى له الجبين الإنساني، ومنذ ذلك التاريخ اندلعت أعمال العنف بين مليشيات مختلفة تابعة للعدو الأمريكي وأعضاء حلف الناتو المتصارعين على تقسيم الكعكة الليبية، وقسمت ليبيا فعلياً على الأرض، ولازالت النيران مشتعلة حتى اليوم، وأصبحت ليبيا التي كانت أحد أهم الدول العربية النفطية تصنف على أنها دولة فاشلة، بفضل التدخل العسكري الكارثي لحلف الناتو بقيادة العدو الأمريكي. وفي إطار الربيع العربي المزعوم كانت اليمن مستهدفة بقوة، ففي ١١ فبراير ٢٠١١ حرك العدو الأمريكي النشطاء الحقوقيين في صنعاء مطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، واستمرت النيران مشتعلة لمدة عام تقريباً، انتهت باتفاق برعاية مجلس التعاون الخليجي وبدعم من مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بنقل السلطة لنائب الرئيس عبد ربه منصور الهادي مقابل حصانة علي عبدالله صالح ومساعديه من الملاحقة على الجرائم المرتكبة أثناء رئاسته، وفي ٢١ فبراير ٢٠١٢ انتخب عبد ربه منصور الهادي رئيساً انتقالياً لمدة عامين، ولم تستقر الأوضاع في اليمن واندلعت الحرب الأهلية وفي ٢٠ يناير ٢٠١٥ فرض الحوثيون على عبد ربه منصور الهادي إقامة جبرية بعد سيطرتهم على صنعاء، ثم تمكن من الفرار، ثم بدأ التحالف العربي هجوماً عسكرياً في ٢٦ مارس ٢٠١٥ ضد الحوثيين عرف بعاصفة الحزم التي انتهت بهدنة وقعت في ٢ إبريل ٢٠٢٢ برعاية الأمم المتحدة، ولازالت النيران مشتعلة بالداخل اليمني وشبح التقسيم يطارد أهلها، وتصنف اليمن بأنها دولة فاشلة. وفي سياق الربيع المزعوم ذاته خاضت سورية العربية أعنف معركة في تاريخها وتاريخ أمتنا العربية، فعلى مدار ١٤ عام صمدت خلالها صموداً أسطورياً في مواجهة العدو الأمريكي وأدواته، وتمكن الجيش العربي السوري من تجفيف منابع الإرهاب المدعوم أمريكياً، لكن الحصار الاقتصادي الرهيب كان أكثر فاعلية، حيث أدى في النهاية مع تخلي الحلفاء إلى سقوط الدولة بشكل دراماتيكي غريب وسريع، ومنذ إعلان سقوط النظام في ٨ ديسمبر ٢٠٢٤، تحرك العدو الصهيوني للقضاء على الجيش العربي السوري، وفي ذات الوقت احتلال الجنوب السوري، وقسمت سورية فعلياً بين العدو الأمريكي والصهيوني والتركي. ولم يكتفي العدو الأمريكي بما فعله بنا خلال السنوات الماضية، بل جاء رئيسه في زيارة للمنطقة خلال هذا الأسبوع، وتسابقت الدول التي قام بزيارتها بمنحه جزء من ثروات شعوبهم، ووقف هو بمنتهى الوقاحة والبجاحة ليفرض شروطه على الجميع، ولعل أهم ما أسفرت عنه زيارته هو التأكيد على الصفقة السورية، فقد أحضر الإرهابي الدولي أبو محمد الجولاني الذي كانت بلاده قد أعلنت أن تنظيمه تنظيماً إرهابياً وأنها سوف تمنح من يدل على مكانه ١٠ ملايين دولار، وذلك في عام ٢٠١٧ أثناء ولاية المعتوه ترامب الأولى، واليوم يستقبله ويصفه بأنه 'رائع وشاب يافع وماضيه قوي جداً'، وبذلك تنكشف الجريمة في حق سورية، فالجولاني سينفذ تعليمات ترامب، حيث أكد على قبوله الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية وتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، وبذلك يكون العدو الأمريكي قد تمكن من تحقيق جزء كبير من مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، فهل سنقف متفرجين حتى يستكمل ما تبقى من مشروعه ؟!، أم أن المارد العربي سوف تكون له كلمة أخرى، كما حدث في محطات كثيرة عبر التاريخ، اللهم بلغت اللهم فاشهد. ‎2025-‎05-‎21

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store