
تحذيرات دولية: سيناريو الحرب الخاطفة قد يتكرر في لبنان
لارا يزبك - نداء الوطن
سكتت المدافع بين إسرائيل وإيران بعد حرب الـ 12 يومًا. هي حقّقت، وفق واشنطن وتل أبيب، الأهداف التي حددتها العاصمتان، لها، وتتمثّل في إنهاء برنامج إيران النووي، وإجلاس طهران، ضعيفة منهكة إلى طاولة المفاوضات، فيكون أقصى ما يمكن أن تحققه عبرها: السماحُ لها بالعمل في المجال "النووي" لكن مع صفر تخصيب لليورانيوم وتخفيفُ بعض العقوبات الاقتصادية عنها، ربّما.
"الحزب" الأولوية الجديدة
طيُّ صفحة الهمّ النووي الإيراني الذي كان يشغل بالَ الولايات المتحدة وإسرائيل، حصل إذًا، وبسرعة قياسية، بخطةٍ منسّقة بين الحليفتين ستكشف الأيام والسنوات المقبلة، تفاصيلَها. لكن مع تحقيق هذا التطوُّر النوعي، فإن الأولوية الإسرائيلية - الأميركية ستتجه من جديد نحو ما يراه الطرفان، التهديدَ الأكبر الثاني، لأمن تل أبيب والشرق الأوسط، واسمُه "حزب الله".
اعتبرت واشنطن وتل أبيب، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية غربية مطلعة لـ "نداء الوطن"، أنهما قضتا على خطر "الحزب" بعد الخسائر التي ألحقها الجيش الإسرائيلي بترسانته وكوادره خلال "حرب الإسناد"، وبعد اتفاق وقف النار الذي أعقبها، ونصّ على تفكيك الدولة اللبنانية، بنيةَ "الحزب" العسكرية. لكن مع مرور أكثر من نصف عام على دخول الاتفاق، الذي وقّعت عليه بيروت، حيزَ التنفيذ، تبيّن أنه لم يُنفَذ إلا في جنوب الليطاني وبصورة جزئية، حيث لا يزال الجيش الإسرائيلي يقصف، في شكل شبه يومي، أهدافًا في الداخل اللبناني يقول إنها لـ "الحزب"، وإن وجودها خرقٌ لاتفاق وقف النار الذي يطلب حصرَ السلاح بيد الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية، جنوب الليطاني وشماله.
التراخي يجب أن ينتهي
على أي حال، يجاهر "حزبُ الله" بأنه يُعيد بناءَ قدراته، ولا يخفي أمينُه العام الشيخ نعيم قاسم أن "الحزب" يتحضّر لكل الاحتمالات إذا فشلت الدولة في تحرير الجنوب. إزاء هذه المعطيات، تشير المصادر إلى أنه تم إبلاغ لبنان الرسمي، في الساعات الماضية، أن زمن التراخي في معالجة معضلة السلاح، يجب أن ينتهي، وأن "المناظير" الأميركية - الإسرائيلية التي انحرفت نحو طهران في الأيام الماضية، انعطفت من جديد، نحو بيروت، منذ لحظة دخول وقف النار بين إسرائيل وإيران، حيز التنفيذ، وبات سلاحُ "الحزب" يتصدّر لائحة أهداف واشنطن وتل أبيب.
جدول زمني واضح
الرسالة هذه، تم إبلاغها إلى المسؤولين اللبنانيين عبر الأميركيين والقطريين (وقد زار رئيس الحكومة نواف سلام الدوحة أمس) والفرنسيين، وفحواها: ما قبل حرب الـ 12 يومًا ليس كما بعدها. فإما أن يتم وضع جدول زمني واضح لجمع سلاح "الحزب" ويُقرّ رسميًّا، ويَطّلع عليه المبعوثُ الرئاسي الأميركي توم برّاك خلال زيارته لبنان في الأسبوعين المقبلين، فتُلاقى هذه الخطة بضغط دولي على إسرائيل لتبدأ بالانسحاب من الجنوب، وإما فإن سيناريو الحرب الخاطفة التي شُنت على إيران وقضت على برنامجها النووي، قد يتكرر على المسرح اللبناني، لإنهاء سلاح "حزب الله"، مرة لكل المرات. فللرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة للمنطقة عنوانها السلام والهدوء والازدهار، ويريدها أن تنطلق سريعًا، وهو جاهز لاقتلاع كل ما يعرقلها أو يؤخّرها، تمامًا كما فعل في إيران.
الطابة إذا في ملعب أهل الحكم. ترامب أمهلهم، حذّرهم، وخيّرهم: فهل سيتّخذون القرار الكبير الذي يساعد في بناء دولة تليق بأبنائها وتُجاري محيطها، أم سيفضّلون الاستمرار في المسايرة إلى أن يقوم بنيامين نتنياهو، وبالقوّة، بتطبيق بند نزع سلاح "الحزب" الوارد في اتفاق وقف النار، وحينَها، قد يدير ظهرَه أيضًا لفكرة الانسحاب من الجنوب؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المركزية
منذ 26 دقائق
- المركزية
في العراق كما لبنان.. الأمن بيد طهران طالما فصائلها مسلّحة!
المركزية - قبل القصف الاميركي لايران فجر الاحد، هدد المسؤول الأمني في "كتائب حزب الله العراقي" أبو علي العسكري، بإغلاق مضيقي هرمز وباب المندب في حال دخلت الولايات المتحدة في الحرب بين إيران وإسرائيل. وقال في تدوينة على "إكس": نؤكد مجدداً، بلا ريب ستتحول قواعد أميركا في المنطقة إلى ما يشبه ميادين صيد البط، وسيغلق مضيق هرمز وباب المندب، وتتوقف الموانئ النفطية في البحر الأحمر، ناهيك بالمفاجآت التي قد تحدث لطائراتها في السماء. ايضا، ردّ الأمين العام لـ"حركة النجباء" العراقيّة أكرم الكعبي، على تصريح الرّئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"أنّنا نعرف تمامًا مكان اختباء المرشد الإيراني السيّد علي خامنئي، قائلًا: خبت وخسئت وفي فمك التّراب أيّها المجرم ترامب، فليس لمثلك أن يتوعّد مرجعًا من مراجع الأمّة الإسلاميّة بالقتل! بدوره، حذّر الناطق باسم جماعة "عصائب أهل الحق" جواد الطليباوي من أنهم سيدخلون على خط المواجهة الحالية في حال تدخلت واشنطن. وقال الطليباوي، في بيان: نحذر الإدارة الأميركية من تبعات أي مشاركة عسكرية إلى جانب حليفها الإسرائيلي في استهداف إيران، مضيفاً أن "الحقائق قد انجلت ولم يعد هناك مجال للتراجع". وتابع "نجدد إعلان البيعة والعهد الثابت لنائب الإمام المهدي أرواحنا فداه ولي أمر المسلمين (المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي) وقائد المقاومة ضد الاستكبار العالمي، نقدّم أرواحنا دفاعاً عن الإسلام وأهله ضد المعتدين الصهاينة". اما بعد التدخل الاميركي، فقد اتخذت هذه التهديدات بعدا اكبر، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، حيث كان من غير المستبعد ان يأتي الرد الإيراني الذي هددت به طهران، عبر هذه الفصائل الموالية لها في العراق وان يستهدف قواعدَ الاميركيين في العراق. من هنا، بدأت هذه الاذرع تتحسب لضربات استباقية (إسرائيلية او اميركية) لها، تتابع المصادر، حيث اتخذت إجراءات وقائية على الارض لحماية نفسها، كما ان بغداد باشرت سلسلة اتصالات مع دول القرار ومع طهران والفصائل، لعدم اقحام العراق في الحرب الدائرة ومنع تمدد نيرانها الى اراضيه. هذا الواقع يشبه الى حد كبير، الواقعَ اللبناني اليوم، مع وجود حزب الله، مسلّحا، على اراضيه. لحسن الحظ، الرد الايراني لم يحصل عبر العراق، ونجحت الحكومة العراقية في مساعيها لتحييد بلاد الرافدين عن الحرب التي انتهت فجر الثلثاء. لكن وفق المصادر، فإن شعوب الدول التي لإيران أذرع عسكرية او فصائل مسلّحة فوق اراضيها، ستبقى تعيش كلما تعرضت طهران لاي تهديد، هاجسَ اشتعال اراضيها واهتزاز امنها، ولا حلّ لهذا الوضع غير الطبيعي الا من خلال تجريد هذه القوى من سلاحها بحيث يُحصر بالقوى الشرعية، فهل يلحظ اتفاق وقف النار بين اسرائيل وايران تخلّي الاخيرة عن هذه الاذرع كأدوات مسلّحة؟ على الارجح، نعم، لكن اذا لم يكن الامر كذلك، فإن معاناة شعوب هذه الدول، ستستمر، تختم المصادر.


المركزية
منذ 26 دقائق
- المركزية
الجيش الاسرائيلي: القضاء على الآلية الإيرانية لتحويل الأموال إلى حزب الله
كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر اكس اليوم الاربعاء: "أغارت طائرات سلاح الجو أمس بتوجيه استخباري دقيق في منطقة جنوب لبنان وقضت على هيثم عبد الله بكري، رئيس شبكة "الصادق" للصرافة. وكان المدعو بكري يعمل بوعي كامل مع حزب الله الإرهابي لتحويل الأموال لدعم الأنشطة الإرهابية للتنطيم". وكشف عن أن "شبكة 'الصادق" للصرافة تُستخدم كبنية تحتية لتخزين وتحويل الأموال بهدف تمويل أنشطة حزب الله الإرهابية، بتمويل وتوجيه من فيلق القدس الإيراني، تُستخدم هذه الأموال لأغراض عسكرية تشمل شراء وسائل قتالية، معدات إنتاج، ودفع رواتب العناصر، إلى جانب تمويل العمليات الإرهابية واستمرار أنشطة حزب الله الإرهابية". كما تابع: "خلال نهاية الأسبوع الماضي، قضى جيش الدفاع في إيران على المدعو بهنام شهرياري، قائد الوحدة 190 التابعة لفيلق القدس الإيراني والذي كان يدير بشكل حصري اجهزة نقل مئات ملايين الدولارات سنويًا إلى فيلق القدس وأذرعه والتي تضمنت محاور لتحويل الأموال من فيلق القدس إلى حزب الله، عبر تسويات بين مكاتب صرافة في تركيا، العراق، والإمارات مع شبكات صرافة لبنانية. يشكل القضاء على المدعو هيثم بكري وعلى المدعو بهنام شهرياري ضربة قاسية لمسارات تمويل إيران لمنظمة حزب الله الإرهابية".


بيروت نيوز
منذ 36 دقائق
- بيروت نيوز
عطية يتحدث عن أمر سينعكس إيجابياً على لبنان!
اعتبر النائب سجيع عطية في حديث الى 'صوت كل لبنان' ،أن 'التوافق على الملف الأميركي–الإيراني–الإسرائيلي تم لإنهاء الصراع حول الملف النووي وقد نفّذوا 'مسرحية' دامت 12 يومًا وأعلنوا السلام ومن الطبيعي ان ينعكس ذلك إيجابًيا على لبنان لأن إيران ستقوم بتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة مما سينعكس على واقع حزب الله'. ]]> وأشار عطية في حديثه الى أن 'الحوار بين رئيس الجمهورية جوزاف عون وحزب الله في هذه المرحلة سيكون أسهل وأسرع فحزب الله حزب عقلاني ومنطقي وملف تسليم سلاحه أصبح في خواتيمه'.