
لماذا تدمج الشركات بين قسمي الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات؟
أدى ظهور الذكاء الاصطناعي إلى أن تعيد العديد من الشركات النظر في كيفية إتمام مهامها
حتى إن لم يسبق لك العمل في شركة كبيرة، فمن المرجح أن تكون لديك فكرة عمّا يقوم به قسم الموارد البشرية وقسم تكنولوجيا المعلومات.
تتعامل الموارد البشرية مع الأشخاص، بينما تتعامل تكنولوجيا المعلومات مع التقنية.
قد يبدو هذا تقسيماً إدارياً بديهياً، لكن بعض الشركات بدأت تدمج مسؤولية هذين القسمين تحت قيادة واحدة.
ويرتبط جزء كبير من ذلك بإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتقول تريسي فرانكلين، المديرة التنفيذية لشؤون الأفراد والتكنولوجيا الرقمية في شركة (موديرنا) للتكنولوجيا الحيوية، التي يعمل بها أكثر من 5 آلاف موظف: "أنا مسؤولة عن إدارة الموارد البشرية وإدارة تكنولوجيا المعلومات بالكامل".
وتضيف "يشمل ذلك ما يمكن أن نعتبره البُنيَة الأساسية لتقنية المعلومات في الشركة، إضافة إلى التكنولوجيا الرقمية اللازمة لتطوير الأدوية وتصنيعها وتسويقها".
وتوضح "تقليدياً، كانت أقسام الموارد البشرية تقول: 'سنضع خطة للقوى العاملة، أي سنحدد عدد الأشخاص اللازمين لإنجاز المهام'. ثم يتلقى فريق تكنولوجيا المعلومات الطلبات الخاصة بالأنظمة التي نحتاجها".
أما هي فترى دورها أقرب إلى تصميم الكيفية التي يُنجز بها العمل.
وتقول "الأمر يتعلق بكيفية تدفق العمل عبر المنظمة، وما ينبغي إنجازه بالتقنية - سواء كانت أجهزة أو برمجيات أو ذكاءً اصطناعياً- وكيف يمكن أن تكمل المهارات البشرية".
MODerna
تريسي فرانكلين هي المديرة التنفيذية لشؤون الأفراد والتكنولوجيا الرقمية في شركة "موديرنا"
لدى "موديرنا" شراكة مع "أوبن إيه آي"، الشركة التي طورت روبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، ودرّبت جميع موظفيها على استخدامه.
وتقول فرانكلين: "نقول للموظفين هذه هي الأدوات التي ستعيد صياغة طريقة إنجاز العمل. نعلّمهم كيف يتعلمون، وكيف يصبحون متمكنين من الذكاء الاصطناعي، ليعيدوا تصميم تدفق عملهم بأنفسهم".
قبل أن تتولى منصبها الحالي في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، كانت فرانكلين تدير قسم الموارد البشرية في الشركة. وتلقّت بعض التدريب في تكنولوجيا المعلومات استعداداً لدورها الجديد، ولديها مديران لقسم تكنولوجيا المعلومات يرفعان تقاريرهما إليها.
وتقول "لا أعتقد أن الشخص المنوط بهذا الدور يجب أن يكون خبيراً في أحد المجالين على حساب الآخر، لكن عليه أن يحدد الاتجاه، ويضع الرؤية، ويوزع رأس المال، ويزيل العقبات، ويضع الثقافة المؤسسية، ويعزز تفاعل الموظفين".
وعلى الرغم من تغير الهيكل القيادي، يواصل موظفو الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات أداء مهامهم التي يتقنونها. وتوضح فرانكلين "لم أحوّل موظف الموارد البشرية إلى مختص بتكنولوجيا المعلومات أو العكس".
Covisian
يقول فابيو ساتولو إن شركة كوفيسيان تطور التقنية والكوادر البشرية معاً
تقدم شركة "كوفيزيان" برمجيات وخدمات دعم العملاء. ويعمل غالبية موظفيها البالغ عددهم 27 ألفاً في مراكز اتصال، حيث يردون على مكالمات عملاء الشركة.
دمجت الشركة فريقي تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية في أبريل/نيسان 2023 تحت قيادة فابيو ساتولو، مدير شؤون الأفراد والتكنولوجيا، الذي كان يشغل سابقاً منصب المدير التقني.
ويقول ساتولو "نتحدث عن تطوير الأشخاص من جهة، وتطوير تكنولوجيا المعلومات من جهة أخرى".
إذا جمعنا هذين العنصرين معاً، فسنتمكن من تكوين رؤية مشتركة لكيفية تأثير التكنولوجيا على الناس، وكيف يمكنهم التكيف والتطور للاستفادة من التكنولوجيا الجديدة. ومن الأمثلة على ذلك مراكز الاتصال، إذ سيزداد استخدام الذكاء الاصطناعي. يقول ساتولو إن الموظفين سيظلون يردون على المكالمات ويحلون مشكلة العميل، لكنهم سيفوضون عملية حلها إلى الذكاء الاصطناعي.
ويضيف "نطوّر الذكاء الاصطناعي على أساس أن موظفاً بشرياً سيستخدمه. لكن علينا أيضاً تطوير الموظف البشري لضمان وعيه بكيفية استخدام هذه التكنولوجيا".
في السابق، كان من الممكن أن ينشأ خلاف بين قسمي الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات بشأن ما تريده الأولى، وما ترى الثانية أنه ممكن التنفيذ.
أما الآن، فهناك صاحب قرار واحد. ويقول ساتولو "فعالية وسرعة تطوير الأمور أصبحت أعلى بكثير".
وفي حال وجود عوائق تقنية، فإن ساتولو يستطيع غالباً، تكييف عملية الموارد البشرية كحل بديل.
وكان من أحد النجاحات، أداة داخلية لإعلانات الوظائف، تتيح لموظفي مراكز الاتصال فرصة الانتقال إلى وظائف أخرى في الشركة. وضاعفت الأداة الجديدة، التي طورتها إدارة الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات المشتركة، الردود على إعلانات الوظائف.
ويقول ساتولو "جعل الناس يتحدثون نفس اللغة كان الجزء الأصعب، لأن موظفي تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية مختلفون تماماً".
ويضيف أن موظفي الموارد البشرية بارعون في الاستماع، بينما لا يجيد موظفو تكنولوجيا المعلومات دائماً التحدث. "أتذكر اجتماعات كثيرة كنت أنا من يطرح الأسئلة لأنهم لم يكونوا يتحدثون مع بعضهم".
ولمساعدة الفريقين على العمل معاً، اختار أشخاصاً غير مرتبطين ارتباطاً وثيقاً بأي من التخصصين لقيادة فرق متعددة التخصصات. ويقول "الأمر أشبه بقاضٍ يجعلهم يتفاوضون للتوصل إلى الحل المناسب".
ويبدي ديفيد دي سوزا، مدير شؤون المهنة في "المعهد المهني لتنمية الأفراد" (CIPD)، وهو الهيئة المهنية للموارد البشرية وتنمية الأفراد، بعض التحفظ على هذا التوجه.
ويقول "المهارات في المجالين تكمل بعضها البعض، ولا يوجد بينها الكثير من التداخل. فالقضايا المعقدة المتعلقة بالأشخاص تتطلب فهماً لعوامل تنظيمية وظرفية، يختلف عن الخبرة المتخصصة المطلوبة في تكنولوجيا المعلومات".
ويضيف "التعاون الأكبر بين الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات أمر منطقي، لأنه يستفيد من نقاط القوة في كل تخصص، لكن دمج القسمين قد يؤدي إلى فقدان أو إضعاف الخبرة المتخصصة التي تحتاجها المؤسسات للنجاح".
Bunq
تقول بيانكا زوارت إن الذكاء الاصطناعي يعني أن الناس سيعملون "بطريقة مختلفة تماماً"
بيانكا زوارت هي رئيسة قسم الاستراتيجية في البنك الإلكتروني (Bunq-بنك)، حيث يجلس فريق تقنية المعلومات وفريق الموارد البشرية ضمن نفس الفريق الأكبر.
وترى أنه من المنطقي جمعهما لأن كليهما يبني أنظمة تدعم بقية أنشطة الشركة.
وكحال شركات كثيرة، تحاول "بنك" معرفة أفضل السبل لعمل الذكاء الاصطناعي والبشر معاً.
وتراهن الشركة على أن الطريقة الجيدة لتحقيق ذلك هي جعل فريقي تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية أقرب إلى بعضهما. وتقول "بهذا المعنى، هو اندماج طبيعي".
ولا يوجد شخص واحد في الشركة مسؤول عن تحديد ما إذا كان ينبغي إنجاز مهمة ما بواسطة إنسان أو ذكاء اصطناعي.
وتهدف الشركة إلى جعل موظفيها، البالغ عددهم أكثر من 700 شخص، مكتفين ذاتياً، بحيث يبنون بأنفسهم عمليات التشغيل الآلي، والعمليات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التي يحتاجون إليها.
وتتوقع "بنك" التشغيل الآلي، أو أتمتة 90 في المئة من عملياتها بحلول نهاية عام 2025، لكنها لم تسرّح موظفين وها هي تواصل التوظيف.
وتقول زوارت "في أي شركة، يحتاج الناس إلى أن يدركوا أنهم سيعملون بطريقة مختلفة تماماً في المستقبل. فالذكاء الاصطناعي سيتولى المهام المتكررة ليتفرغوا لحل المشكلات الأعقد".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 3 أيام
- الوسط
كيف تختار اسماً يحقق النجاح لمشروعك التجاري؟
Getty Images على الرغم من أن ويليام شكسبير كتب أن "الوردة ستظل رائحتها حلوة حتى لو أُطلق عليها أي اسم آخر"، فلن يكون من الجيد أبداً أن نطلق على خدمة جديدة لتوصيل الزهور عبر الإنترنت اسم "الأشواك ذات الرائحة الكريهة" مثلاً! فاختيار اسم جيد يُعد أمراً مهماً للغاية للشركات الجديدة التي ترغب في التميز عن الآخرين والتواصل مع العملاء. ومع انتقال عالمنا بشكل متزايد نحو الإنترنت، تحتاج الشركات الجديدة إلى اسم جذاب على شبكة الإنترنت، فلا يمكن لهذه الشركات أن تكتفي بتقديم منتج أو خدمة جيدة، بل يتعين عليها أن تختار اسماً يجعل المتسوق يجدها بسهولة ويتذكرها دائماً. وتمثل هذه القضية أهمية كبرى في الوقت الحالي، نظراً لارتفاع أعداد الشركات الجديدة التي أنشئت خلال فترة تفشي وباء كورونا. في المملكة المتحدة، قالت إحدى الدراسات إن 835,494 شركة جديدة قد سُجلت خلال عام انتهى في يناير/كانون الثاني 2021، بارتفاع قدره 41 في المئة مقارنة بالاثني عشر شهراً التي سبقته. وفي الوقت نفسه، شهد عام 2020 إنشاء 4.4 مليون شركة في الولايات المتحدة، بزيادة قدرها 24 في المئة عن عام 2019. وبالتالي، كان هناك تفكير في اختيار أسماء هذا العدد الكبير من الشركات المنشأة حديثاً. ويعود السبب الرئيسي في زيادة الشركات الجديدة على جانبي المحيط الأطلسي إلى حدوث طفرة في التجارة الإلكترونية بسبب لجوء عدد أكبر من الأشخاص للتسوق عبر الإنترنت. وظهرت مجموعة من المواقع الإلكترونية المتخصصة في مساعدة رواد الأعمال الذين قد يجدون صعوبة في التوصل إلى اسم جيد لشركاتهم الناشئة، ومن بين هذه المواقع "ألتر"، و"براند باكيت"، و"فروزين ليمون"، و"ويكس"، و"زيرو". يقول ديفين باتيل، مؤسس موقع "ألتر": "ارتفع الطلب على أسماء الشركات الجديدة خلال فترة الوباء، إذ كان رجال الأعمال يجلسون هناك ويفكرون فيما يتعين عليهم فعله بعد ذلك". ALTER سجل موقع "ألتر" الآلاف من أسماء نطاقات الإنترنت التي يمكن للشركات الجديدة شراؤها يقول باتيل: "يتعين على الشركة الجديدة أن تتميز عن الآخرين. فالمستهلكون عبر الإنترنت يرون 100 شركة تبيع المنتج نفسه، لكن الاسم الجيد هو الذي يساعد الشركة على التميز، وهذا يمنحك الآن ميزة أكثر بكثير مما كان عليه الأمر في الماضي". يبدأ موقع "ألتر" بمطالبة المستخدم بكتابة كلمة مرتبطة بنوع العمل الذي يريد إنشاءه، ثم يقدم عدداً من الاقتراحات التي سجلها بالفعل، ويوضح مقدار تكلفة شراء هذا الاسم ونطاق الإنترنت لتسجيله. ومع ذلك، لا تزال العديد من الشركات تبتكر أسماء جديدة خاصة بها، وهذا هو ما فعله مؤسسو شركة "كليكسبيو" النرويجية للتكنولوجيا الحيوية. ويشير المقطع "كليكس" إلى التكنولوجيا التي طورتها الشركة في مجال هندسة الأنسجة البشرية، في حين يشير المقطع "بيو" إلى أن الشركة تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية. وقال الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك للشركة، أرميند هاتي: "شعرنا أن هذا الاسم سيثير اهتمام المستثمرين ويسمح لنا بأن نعرض أنفسنا كشركة متخصصة في علوم الحياة". ويبدو أن اختيار هذا الاسم كان موفقاً للغاية، نظراً لأن الشركة تحقق نجاحاً كبيراً، على الأقل في مجال صناعتها. يقول هاتي: "نعم، كانت هذه هي النتيجة، وأعتقد أن وجودنا على الإنترنت، وخاصة وجودنا على منصة لينكدإن، قد ثبت أقدامنا كلاعب قوي في السوق". لكن ماذا يحدث إذا فكرت في اسم ما، ووجدت أن شخصاً ما يمتلك بالفعل نطاق الإنترنت الذي تريده؟ يمكن أن يكون هذا عملاً مكلفاً للغاية، كما اكتشف إيلون ماسك، رئيس شركة "تسلا" لتصنيع السيارات الكهربائية. لقد كشف ماسك في تغريدة نشرها في عام 2018 أن الشركة اضطرت إلى دفع 11 مليون دولار لشراء موقع من رجل من كاليفورنيا يُدعى ستيوارت غروسمان. وقبل ذلك، كان موقع تسلا هو CLEXBIO ابتكر أرميند هاتي وشركاؤه اسم شركتهم بأنفسهم وإذا كنت تعتقد أن لديك اسم نطاق رائع لشركة ما وسجّلته فعلاً، فيمكن لموقع مثل "ألتر" أن يحاول بيعه لك. ومع ذلك، لا تحاول تسجيل اسم تجاري قد يكون مسيئاً، نظراً لأنه سيُرفض من قبل الجهات المختصة مثل مؤسسة "كامبنيز هاوس" المسؤولة عن تسجيل الشركات في المملكة المتحدة. وهناك فرع آخر من عملية اختيار اسم الشركات، يتعلق بالشركات التي ترغب في تغيير اسمها. تقول سيمونا بوتي، أستاذة التسويق في كلية لندن للأعمال، إن هذا عمل محفوف بالمخاطر، وهو الأمر الذي قد تتفق معه تماماً شركة "أبردن" الأسكتلندية للاستثمار. أعلنت الشركة في أبريل/نيسان2021 أنها غيرت اسمها من "ستاندارد لايف أبيردين" إلى "أبردن"، وهو الإعلان الذي قوبل بسخرية واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت شركة "أبردن"، التي طورت اسمها الجديد بمساعدة وكالة "وولف أولينس" للتسويق، إن العلامة التجارية الجديدة ستجعل الشركة "حديثة" و"فعالة". Getty Images كانت شركة "ستاندارد لايف أبيردين" تريد شيئاً أكثر "عصرية" تقول بوتي إن هناك طريقتين يمكن للشركات من خلالها تغيير أسمائها. وتضيف: "يمكنك أن تفعل ذلك بطريقة علمية للغاية، من خلال مجموعة من الباحثين والتجارب والاختبارات، لمعرفة الأسماء التي يتفاعل معها الناس بشكل إيجابي". وتضرب بوتي مثالاً بشركة التكنولوجيا الكندية "بلاكبيري"، التي كانت تُعرف حتى عام 2013 باسم "ريسيرش إن موشن". تقول بوتي: "لقد أجرت الشركة الكثير من الأبحاث لمعرفة كيفية تفاعل الناس مع هذا الاسم الجديد". لكن رغم أن الجمهور كان سعيداً بتغيير اسم الشركة إلى "بلاكبيري"، وهو اسم المنتج الأكثر شهرة - الهاتف المحمول بلاكبيري - فإن ذلك لم يساعد على زيادة مبيعات الهواتف التي تنتجها الشركة، ولا تزال تتفوق عليها كل من آبل وأندرويد. وتشير بوتي إلى أن البديل عن البحث بعناية فيما إذا كان الاسم الجديد للشركة سينجح أم لا هو أن "تجرب الشركة حظها". وتقول: "بعد ذلك، يصبح هذا الاسم الجديد عبارة عن إناء فارغ تقريباً، ويكون المهم هو المنتج الذي تصنعه الشركة ليحمل هذا الاسم". شركات كبرى غيرت أسماءها • سلسلة متاجر "سابواي" العالمية كانت تحمل اسم "بيتس سوبر سابمارينز" في أول عامين من تأسيسها، بين عامي 1965 و1967 • فيسبوك كانت تسمى في البداية "ذا فيسبوك" • في عام 2018 غيرت شركة "ويت ووتشرز" اسمها إلى "دبليو دبليو" • في نفس العام، حذفت شركة "وول-مارت" الواصلة الصغيرة بين الكلمتين ليصبح اسم الشركة "وول مارت" • بيبسي كان اسمها في الأصل "براد درينك" • شركة نيسان لصناعة السيارات كان اسمها في السابق "داتسون" • شركة "إيباي" كان اسمها الأول هو "أوكشن ويب"


الوسط
منذ 4 أيام
- الوسط
لماذا تدمج الشركات بين قسمي الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات؟
Getty Images أدى ظهور الذكاء الاصطناعي إلى أن تعيد العديد من الشركات النظر في كيفية إتمام مهامها حتى إن لم يسبق لك العمل في شركة كبيرة، فمن المرجح أن تكون لديك فكرة عمّا يقوم به قسم الموارد البشرية وقسم تكنولوجيا المعلومات. تتعامل الموارد البشرية مع الأشخاص، بينما تتعامل تكنولوجيا المعلومات مع التقنية. قد يبدو هذا تقسيماً إدارياً بديهياً، لكن بعض الشركات بدأت تدمج مسؤولية هذين القسمين تحت قيادة واحدة. ويرتبط جزء كبير من ذلك بإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتقول تريسي فرانكلين، المديرة التنفيذية لشؤون الأفراد والتكنولوجيا الرقمية في شركة (موديرنا) للتكنولوجيا الحيوية، التي يعمل بها أكثر من 5 آلاف موظف: "أنا مسؤولة عن إدارة الموارد البشرية وإدارة تكنولوجيا المعلومات بالكامل". وتضيف "يشمل ذلك ما يمكن أن نعتبره البُنيَة الأساسية لتقنية المعلومات في الشركة، إضافة إلى التكنولوجيا الرقمية اللازمة لتطوير الأدوية وتصنيعها وتسويقها". وتوضح "تقليدياً، كانت أقسام الموارد البشرية تقول: 'سنضع خطة للقوى العاملة، أي سنحدد عدد الأشخاص اللازمين لإنجاز المهام'. ثم يتلقى فريق تكنولوجيا المعلومات الطلبات الخاصة بالأنظمة التي نحتاجها". أما هي فترى دورها أقرب إلى تصميم الكيفية التي يُنجز بها العمل. وتقول "الأمر يتعلق بكيفية تدفق العمل عبر المنظمة، وما ينبغي إنجازه بالتقنية - سواء كانت أجهزة أو برمجيات أو ذكاءً اصطناعياً- وكيف يمكن أن تكمل المهارات البشرية". MODerna تريسي فرانكلين هي المديرة التنفيذية لشؤون الأفراد والتكنولوجيا الرقمية في شركة "موديرنا" لدى "موديرنا" شراكة مع "أوبن إيه آي"، الشركة التي طورت روبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، ودرّبت جميع موظفيها على استخدامه. وتقول فرانكلين: "نقول للموظفين هذه هي الأدوات التي ستعيد صياغة طريقة إنجاز العمل. نعلّمهم كيف يتعلمون، وكيف يصبحون متمكنين من الذكاء الاصطناعي، ليعيدوا تصميم تدفق عملهم بأنفسهم". قبل أن تتولى منصبها الحالي في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، كانت فرانكلين تدير قسم الموارد البشرية في الشركة. وتلقّت بعض التدريب في تكنولوجيا المعلومات استعداداً لدورها الجديد، ولديها مديران لقسم تكنولوجيا المعلومات يرفعان تقاريرهما إليها. وتقول "لا أعتقد أن الشخص المنوط بهذا الدور يجب أن يكون خبيراً في أحد المجالين على حساب الآخر، لكن عليه أن يحدد الاتجاه، ويضع الرؤية، ويوزع رأس المال، ويزيل العقبات، ويضع الثقافة المؤسسية، ويعزز تفاعل الموظفين". وعلى الرغم من تغير الهيكل القيادي، يواصل موظفو الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات أداء مهامهم التي يتقنونها. وتوضح فرانكلين "لم أحوّل موظف الموارد البشرية إلى مختص بتكنولوجيا المعلومات أو العكس". Covisian يقول فابيو ساتولو إن شركة كوفيسيان تطور التقنية والكوادر البشرية معاً تقدم شركة "كوفيزيان" برمجيات وخدمات دعم العملاء. ويعمل غالبية موظفيها البالغ عددهم 27 ألفاً في مراكز اتصال، حيث يردون على مكالمات عملاء الشركة. دمجت الشركة فريقي تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية في أبريل/نيسان 2023 تحت قيادة فابيو ساتولو، مدير شؤون الأفراد والتكنولوجيا، الذي كان يشغل سابقاً منصب المدير التقني. ويقول ساتولو "نتحدث عن تطوير الأشخاص من جهة، وتطوير تكنولوجيا المعلومات من جهة أخرى". إذا جمعنا هذين العنصرين معاً، فسنتمكن من تكوين رؤية مشتركة لكيفية تأثير التكنولوجيا على الناس، وكيف يمكنهم التكيف والتطور للاستفادة من التكنولوجيا الجديدة. ومن الأمثلة على ذلك مراكز الاتصال، إذ سيزداد استخدام الذكاء الاصطناعي. يقول ساتولو إن الموظفين سيظلون يردون على المكالمات ويحلون مشكلة العميل، لكنهم سيفوضون عملية حلها إلى الذكاء الاصطناعي. ويضيف "نطوّر الذكاء الاصطناعي على أساس أن موظفاً بشرياً سيستخدمه. لكن علينا أيضاً تطوير الموظف البشري لضمان وعيه بكيفية استخدام هذه التكنولوجيا". في السابق، كان من الممكن أن ينشأ خلاف بين قسمي الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات بشأن ما تريده الأولى، وما ترى الثانية أنه ممكن التنفيذ. أما الآن، فهناك صاحب قرار واحد. ويقول ساتولو "فعالية وسرعة تطوير الأمور أصبحت أعلى بكثير". وفي حال وجود عوائق تقنية، فإن ساتولو يستطيع غالباً، تكييف عملية الموارد البشرية كحل بديل. وكان من أحد النجاحات، أداة داخلية لإعلانات الوظائف، تتيح لموظفي مراكز الاتصال فرصة الانتقال إلى وظائف أخرى في الشركة. وضاعفت الأداة الجديدة، التي طورتها إدارة الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات المشتركة، الردود على إعلانات الوظائف. ويقول ساتولو "جعل الناس يتحدثون نفس اللغة كان الجزء الأصعب، لأن موظفي تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية مختلفون تماماً". ويضيف أن موظفي الموارد البشرية بارعون في الاستماع، بينما لا يجيد موظفو تكنولوجيا المعلومات دائماً التحدث. "أتذكر اجتماعات كثيرة كنت أنا من يطرح الأسئلة لأنهم لم يكونوا يتحدثون مع بعضهم". ولمساعدة الفريقين على العمل معاً، اختار أشخاصاً غير مرتبطين ارتباطاً وثيقاً بأي من التخصصين لقيادة فرق متعددة التخصصات. ويقول "الأمر أشبه بقاضٍ يجعلهم يتفاوضون للتوصل إلى الحل المناسب". ويبدي ديفيد دي سوزا، مدير شؤون المهنة في "المعهد المهني لتنمية الأفراد" (CIPD)، وهو الهيئة المهنية للموارد البشرية وتنمية الأفراد، بعض التحفظ على هذا التوجه. ويقول "المهارات في المجالين تكمل بعضها البعض، ولا يوجد بينها الكثير من التداخل. فالقضايا المعقدة المتعلقة بالأشخاص تتطلب فهماً لعوامل تنظيمية وظرفية، يختلف عن الخبرة المتخصصة المطلوبة في تكنولوجيا المعلومات". ويضيف "التعاون الأكبر بين الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات أمر منطقي، لأنه يستفيد من نقاط القوة في كل تخصص، لكن دمج القسمين قد يؤدي إلى فقدان أو إضعاف الخبرة المتخصصة التي تحتاجها المؤسسات للنجاح". Bunq تقول بيانكا زوارت إن الذكاء الاصطناعي يعني أن الناس سيعملون "بطريقة مختلفة تماماً" بيانكا زوارت هي رئيسة قسم الاستراتيجية في البنك الإلكتروني (Bunq-بنك)، حيث يجلس فريق تقنية المعلومات وفريق الموارد البشرية ضمن نفس الفريق الأكبر. وترى أنه من المنطقي جمعهما لأن كليهما يبني أنظمة تدعم بقية أنشطة الشركة. وكحال شركات كثيرة، تحاول "بنك" معرفة أفضل السبل لعمل الذكاء الاصطناعي والبشر معاً. وتراهن الشركة على أن الطريقة الجيدة لتحقيق ذلك هي جعل فريقي تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية أقرب إلى بعضهما. وتقول "بهذا المعنى، هو اندماج طبيعي". ولا يوجد شخص واحد في الشركة مسؤول عن تحديد ما إذا كان ينبغي إنجاز مهمة ما بواسطة إنسان أو ذكاء اصطناعي. وتهدف الشركة إلى جعل موظفيها، البالغ عددهم أكثر من 700 شخص، مكتفين ذاتياً، بحيث يبنون بأنفسهم عمليات التشغيل الآلي، والعمليات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التي يحتاجون إليها. وتتوقع "بنك" التشغيل الآلي، أو أتمتة 90 في المئة من عملياتها بحلول نهاية عام 2025، لكنها لم تسرّح موظفين وها هي تواصل التوظيف. وتقول زوارت "في أي شركة، يحتاج الناس إلى أن يدركوا أنهم سيعملون بطريقة مختلفة تماماً في المستقبل. فالذكاء الاصطناعي سيتولى المهام المتكررة ليتفرغوا لحل المشكلات الأعقد".


الوسط
منذ 5 أيام
- الوسط
الخليج بين موسكو وواشنطن: حسابات السياسة و"براغماتية" الطاقة
Getty Images ارتفع حجم التبادل التجاري بين روسيا والسعودية من 2.2 مليار دولار عام 2021 إلى 3.7 مليار عام 2023 منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وجدت دول الخليج العربية نفسها أمام تحدٍّ دبلوماسي واقتصادي معقّد: كيف تحافظ على تحالفاتها الأمنية والتجارية مع الولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته تواصل تعزيز التعاون مع روسيا، خاصة في مجالات الطاقة والتجارة؟ الأكاديمي العُماني المختص في العلاقات الدولية وشؤون الخليج والشرق الأوسط، الدكتور عبد الله باعبود، رأى أن دول الخليج تبنّت بشكل عام نهجاً براغماتياً في إدارة علاقاتها مع موسكو وواشنطن. وأضاف في مقابلة مع بي بي سي عربي أن هذا النهج الذي وصفه بالمتوازن، يعكس رغبة تلك الدول في الحفاظ على ما اعتبره حياداً إيجابياً، مصحوباً باستقلالية استراتيجية، بعيداً عن الانحياز الحاد لأي من الدولتين القطبين، وهو توجّه مدفوع – بحسب باعبود - بالمصالح الاقتصادية والسياسية التي تتلاقى مع روسيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية، وهو ما يُظهر نضجاً في السياسة الخليجية، كما يقول. ويضيف باعبود لبي بي سي بالقول: "إن استراتيجية تعدّد الشراكات لدول الخليج سواء مع واشنطن أو موسكو أو بكين، هي استراتيجية ضرورية وليست خياراً، وهي تسهم في تعزيز الاستقلالية السياسية والاقتصادية، مع تقليل الاعتماد على قوّة عظمى واحدة، تجنّباً للمخاطر المحتملة المرتبطة بالتحالفات التقليدية، خصوصاً في ظل رغبة دول الخليج في لعب دور محوري على الساحة الدولية والاستفادة من توسّع ساحة المناورة"، على حدّ تعبيره. ورغم الضغوط الغربية الشديدة الرامية لفرض عزلة دولية على روسيا، تبنت دول الخليج العربية، ما يراه محللون سياسة توازن محسوبة ومتأنّية، مكّنتها من حماية مصالحها مع الطرفين، من خلال اعتمادها على أدوات توازن، تنوّعت بين السياسة والاقتصاد والدبلوماسية. في مقدّمة هذه الأدوات، الفصل بين ملفيْ الاقتصاد والأمن. فقد تمكّنت هذه الدول الخليجية حتى الآن، من الإبقاء على تعاونها العسكري والأمني مع الولايات المتحدة، وهو تعاون ازداد عمقاً بعد الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى السعودية وقطر والإمارات في مايو/أيار الماضي، من خلال العقود التي تم إبرامها خلال هذه الجولة. وشملت هذه الصفقات الأمنية والعسكرية: صفقات تخص الأسلحة والتدريب العسكري، من دون إغفال أهمية القواعد العسكرية الأمريكية في دول الخليج، وفي مقدّمتها قاعدة العُديد في قطر، وهي أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط. Getty Images العلاقات الخليجية الأمريكية ازدادت عمقاً بعد زيارة الرئيس ترامب الأخيرة إلى المنطقة وفي هذا السياق، يشير باعبود إلى أن الولايات المتحدة تظلّ الضامن الأساسي للأمن في دول الخليج، بينما يبقى التعاون الدفاعي مع روسيا محدوداً، ويقتصر على عدد قليل من صفقات شراء الأسلحة الروسية. وتتمحور الصفقات بين روسيا وبعض الدول الخليجية، مثل الإمارات والسعودية، حول أسلحة ومعدات، في مقدّمتها المروحيات والدبابات الروسية القتالية من طراز BMP-3 وأنظمة كورنيت المضادة للدبابات وأنظمة الدفاع الجوّي. غير أن كل هذه الصفقات تعتبر محدودة مقارنة مع الصفقات المبرمة مع دول الغرب وفي طليعتها الولايات المتحدة. أما فيما يخص العلاقة مع روسيا، فقد استمر التنسيق النفطي مع موسكو، لا سيما من قبل السعودية والإمارات، من خلال مجموعة "أوبك +" الهادفة لضبط أسعار النفط العالمية، حتّى عندما أدّى ذلك إلى تململ أمريكي في عهد الرئيس السابق جو بايدن. إضافة إلى التعاون النفطي، بدا لافتاً زيادة حجم التبادل التجاري بين دول الخليج العربية من جهة وروسيا من جهة ثانية، لا سيما بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا. فعلى سبيل المثال، بلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا والإمارات عام 2021 أي قبل نشوب هذه الحرب 5.36 مليار دولار أمريكي، فيما يبلغ حالياً 11 مليار دولار، وفق ما أعلن الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس الماضي، في موسكو. Getty Images يبلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا والإمارات 11 مليار دولار وفي السياق ذاته، ارتفع حجم التبادل التجاري بين روسيا والسعودية من 2.2 مليار دولار عام 2021 إلى 3.7 مليار عام 2023. أما على صعيد الدبلوماسية والعلاقات الثنائية، فقد تمكّنت الدول الخليجية من الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين الروسي والأوكراني، ولجأت دول مثل السعودية والإمارات، إلى إرسال مساعدات إنسانية لأوكرانيا من دون أن يؤثّر ذلك على علاقاتها مع روسيا. كما تجنّبت هذه الدول المشاركة في فرض عقوبات على موسكو، بل على العكس، أصبحت دولة مثل الإمارات، مركزاً مالياً للتعاملات الروسية بعد فرض العقوبات الغربية، إذ استقبلت أكثر من 3500 شركة روسية، منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب تصريحات سابقة لرئيس مجلس الأعمال الروسي الإماراتي سيرغي غوركوف، وهي شركات تعمل في قطاعات مختلفة، منها تكنولوجيا المعلومات والصناعات الدوائية والإنتاج الصناعي والنفط والغاز والبتروكيماويات. أضف إلى ذلك، بروز دبي كملاذ آمن للأثرياء الروس الراغبين في تفادي العقوبات الغربية المفروضة على بلادهم. دبلوماسياً أيضاً، لعبت كل من السعودية والإمارات دوراً كوسيط في سلسلة عمليات لتبادل الأسرى بين موسكو وكييف، إذ تميّزت الإمارات بدور بارز وشامل في هذا الملف. كما أسهمت قطر في وساطات عدة على مدى السنوات الماضية، نجحت من خلالها في إعادة عشرات الأطفال الأوكرانيين إلى عائلاتهم. Getty Images نجحت الوساطة القطرية في إعادة عشرات الأطفال الأوكرانيين إلى عائلاتهم وفي هذا الإطار، اعتبر الكاتب والباحث السعودي في العلاقات الدولية، الدكتور سالم اليامي، أن موضوع التزام الحياد يُعتبر من بين أصعب القضايا في بيئة دولية متغيّرة ومعقّدة، لكنه أضاف في مقابلة مع بي بي سي عربي، أن دول الخليج تميّزت بـ "مصداقيتها وسجلها النظيف" بين أعضاء المجتمع الدولي. وقال: "أرى أن جزءاً من نجاح المنظومة الخليجية في إقامة علاقات متوازنة مع القوى الكبرى يعود إلى تعدّد المصالح المشتركة مع مختلف الأطراف، والنهج الخليجي الذي أصبح نموذجاً مميّزاً للمنطقة، ويقوم على نسج علاقات مبنية على المصالح المتبادلة من دون المساس بمصالح أي طرف ثالث". ولكن هل ستتأثر العواصم الخليجية في حال ساءت العلاقة بين موسكو وواشنطن؟ الكاتب الإماراتي وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور عبد الخالق عبد الله، استبعد تفاقم الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا أكثر مما هي عليه حالياً، معتبراً في المقابل أن هناك حرصاً من جانب الإدارة الأمريكية الحالية، على تقليل الخلافات والتوصّل إلى تفاهمات، خصوصاً بشأن ملف الحرب في أوكرانيا. وأضاف في مقابلة مع بي بي سي عربي: "أتوقع أن يكون للإمارات دور مهم في تخفيف التوتّر والتوصّل إلى تهدئة، ولا أستبعد عقد لقاء ثلاثي أمريكي روسي أوكراني في العاصمة الإماراتية أبوظبي قبل نهاية هذا العام". كلام الكاتب الإماراتي جاء متناغماً مع ما سبق وأعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله نظيره الإماراتي في موسكو قبل أيام، حينما قال إن الإمارات مكانٌ محتمل لعقد القمة المرتقبة بينه وبين نظيره الأمريكي. بدوره، أشار اليامي إلى أن لا أحد في المجتمع الدولي يرغب في تصعيد الخلافات بين الجانبين الروسي والأمريكي، وأن هناك قناعة واسعة بأن لدى قيادات الطرفين القدرة على التوصّل إلى حلول سلمية، تقي الجميع ويلات الصراع. ورأى اليامي أن دول الخليج تتمتّع بإمكانات واسعة للعب أدوار إيجابية، تنطلق من دعم مسارات التسوية الودّية والمشاركة في إنجاز خطوات، تخفّف من حدّة النزاعات، لافتاً إلى المساعدات التي قدّمتها السعودية للشعب الأوكراني، والانخراط في عمليات الوساطة بشأن تبادل أسرى الحرب، بين روسيا وأوكرانيا. واعتبر اليامي أن اللقاء الذي احتضنته مدينة جدة في مارس/آذار الماضي، بين الجانبين الأمريكي والروسي تحت إشراف ورعاية سعودية، لعب دوراً مهمّاً، على حد تعبير الكاتب السعودي، في فتح نافذة جديدة لمسار علاقات أكثر سلمية بين الولايات المتحدة وروسيا. Getty Images استضافت السعودية محادثات بين الجانبين الأمريكي والروسي لتقريب وجهات النظر بشأن أوكرانيا في النهاية، يمكن اعتبار النهج الخليجي في تبني نهج متوازن فيما يتعلق بالعلاقات مع موسكو وواشنطن تحوّلاً واضحاً، من الاعتماد الحصري على الغرب، إلى سياسة تنويع الخيارات والعلاقات مع دول مختلفة، في إطار السعي لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية وأمنية. ومع ذلك، يبقى استقرار هذا التوازن مرتبطاً بمدى تصاعد حدّة الحرب بين روسيا وأوكرانيا أو تشديد العقوبات الغربية على موسكو. كما يبقى نجاح هذه الاستراتيجية مرهوناً بقدرة دول الخليج العربية، على الحفاظ على مصالحها الاقتصادية مع روسيا، مع الاستمرار في الاعتماد على الدعم الأمني الأمريكي، الذي يُوصف دائماً بأنه الركيزة الأساسية لأمن الخليج في المنطقة.