
صحيفة أمريكية: هكذا هز الحوثيون البحرية الأمريكية وغيروا شكل الحرب البحرية
شهارة نت – تقرير
كشفت صحيفةٌ أمريكية، عن عمق التحول الذي أحدثه 'الحوثيون' في مفاهيم الحرب البحرية، بعد سلسلة من المواجهات المباشرة مع الأسطول الأميركي في البحر الأحمر، وصفها مسؤولون أميركيون بأنها 'الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية'.
وأكدت صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأمريكية، في تقرير مطوّل حمل عنوان 'كيف هز الحوثيون البحرية الأميركية — وغيروا شكل الحرب البحرية' أن القوات البحرية الأميركية واجهت تحديات غير مسبوقة من قبل الحوثيين، رغم فارق التسليح والتكنولوجيا، معتبرة أن واشنطن 'فشلت حتى الآن في تحقيق هدفها الاستراتيجي بإعادة تأمين الملاحة في البحر الأحمر'، بعد أكثر من عام من التصعيد العسكري.
وأتى التقريرُ بعد أسابيعَ من إعلان واشنطن فقدان طائرة مقاتلة ثالثة من طراز F/A-18 على متن حاملة الطائرات 'ترومان'، التي تم الدفع بها منذ ديسمبر 2024 ضمن الحملة الأميركية ضد الحوثيين في البحر الأحمر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البحرية الأميركية وصفه للحادث بـ'غير المسبوق'، في إشارة إلى حجم الخسائر والارتباك التقني المصاحب.
ووفقًا للتقرير، فقد أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 1.5 مليار دولار من الذخائر على حملة عسكرية ضخمة لم تؤتِ أُكلها، بينما أثبت الحوثيون قدرتهم على التكيف السريع ومباغتة القوات الأميركية، من خلال استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وهو تطور نادر الحدوث في تاريخ الحروب البحرية الحديثة.
ونقلت وول ستريت جورنال عن نائب الأدميرال براد كوبر، نائب قائد القيادة المركزية الأميركية، تفاصيل ليلة من المواجهات على متن المدمرة 'ستوكيديل' في أواخر 2024، حين أُجبرت السفينة على إطفاء أضوائها، والتحرك بمناورات متعرجة لتفادي صواريخ حوثية باليستية كانت تحلق بسرعة تقارب 4000 ميل في الساعة.
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة اضطرت لتغيير أساليبها وتحديث قدراتها الدفاعية، بعدما كشفت المعارك عن ثغرات فادحة في منظومة الرادارات والرد السريع، واضطرت إلى نشر حوالي 30 سفينة في البحر الأحمر، أي ما يعادل 10% من أسطولها العامل، في مهمة أنهكت القدرات اللوجستية والجاهزية العالمية للأسطول الأميركي.
كما أكدت الصحيفة الأميركية أن الحوثيين تمكنوا من إسقاط أكثر من 12 طائرة أميركية من طراز 'ريبر' تبلغ قيمة الواحدة منها نحو 30 مليون دولار، واستمروا في شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة بطرق متطورة أرهقت منظومة الدفاعات الأميركية.
ورغم الإعلان عن تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي لحماية الملاحة، وتكثيف الضربات الجوية الأميركية في اليمن، إلا أن الحوثيين تمكنوا من مواصلة هجماتهم وإفشال جهود الردع، حيث أُجبرت القوات الأميركية في مرات عديدة على الانسحاب التكتيكي أو التراجع بسبب ضغط العمليات المستمر، بحسب ما ورد في التقرير.
وقالت الصحيفة إن الضغط العملياتي كلف البحرية الأميركية كثيرًا من الموارد والتضحيات، وأدى إلى تأخير جداول الصيانة لحاملات الطائرات، مما يهدد بوجود 'فجوات حرجة' في توازن القوى البحري الأميركي خلال السنوات المقبلة، خاصة مع اتساع التزامات واشنطن في مواجهة الصين بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأكدت وول ستريت جورنال، نقلاً عن مصادر في البنتاغون، أن حملة 'رَافِر رايدر' التي شنتها الولايات المتحدة في مارس 2025، والتي شملت استخدام قاذفات B-2 ومقاتلات F-35، أدّت إلى مقتل مئات المقاتلين اليمنيين وتدمير عدد من البنى التحتية، إلا أنها فشلت في كسر إرادة الحوثيين، الذين واصلوا استهداف السفن الإسرائيلية، بينما تجنّبوا استهداف السفن الأميركية بعد دخول هدنة حيز التنفيذ نهاية مايو.
وفيما يستمر التحقيق في أسباب فشل البحرية الأميركية في إسقاط عدد كبير من الطائرات والصواريخ في الوقت المناسب، قالت الصحيفة إن الدرس الأبرز الذي خرج به قادة البنتاغون هو أن جماعة صغيرة تعمل من كهوف وبنية تحتية بدائية استطاعت أن تعيد كتابة قواعد الاشتباك البحري، وتحدث تصدعًا استراتيجياً في الهيمنة الأميركية البحرية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد اليمني الأول
منذ ساعة واحدة
- المشهد اليمني الأول
هزيمة مذلة.. كيف أذل الحوثيون البحرية الأمريكية في البحر الأحمر
في تقرير لها، أوضحت صحيفة 'وول ستريت جورنال' كيف تمكنت حركة 'أنصار الله' اليمنية (الحوثيون) من إرباك البحرية الأمريكية، وتغيير قواعد الحرب البحرية. وجاء في التقرير: في مساء السادس من مايو، كان مقاتلة من طراز 'F/A-18 سوبر هورنت' تستعد للهبوط على حاملة الطائرات الأمريكية 'هاري إس. ترومان' في البحر الأحمر. وأدى فشل في آلية التباطؤ على متن الحاملة إلى انزلاق الطائرة، التي تبلغ قيمتها 67 مليون دولار، عن المدرج وسقوطها في المياه. كانت هذه ثالث طائرة مقاتلة تخسرها الحاملة 'ترومان' في أقل من خمسة أشهر، وجاء الحادث بعد ساعات فقط من إعلان الرئيس دونالد ترامب، بشكل مفاجئ لمسؤولي البنتاغون، التوصل إلى هدنة مع الحوثيين في اليمن. وقد وصلت 'ترومان' إلى البحر الأحمر في ديسمبر 2024 للمشاركة في حملة ضد المقاتلين الحوثيين المدعومين من إيران، في صراع شهد تبادلات نارية كثيفة ومواقف حرجة أثقلت كاهل البحرية الأمريكية. ويعمل المسؤولون حاليا على تحليل كيفية تمكن خصم صغير الحجم من اختبار قدرات أقوى أسطول بحري في العالم. فقد شكّل الحوثيون خصما صعبا على نحو مفاجئ، حيث خاضوا معارك هي الأشرس منذ الحرب العالمية الثانية، رغم اعتمادهم على مواقع بدائية وكهوف في واحدة من أفقر دول العالم. وقد استفاد الحوثيون من انتشار التكنولوجيا الرخيصة في مجال الطائرات المسيّرة والصواريخ المقدمة من إيران. فأطلقوا صواريخ باليستية مضادة للسفن في أول استخدام قتالي معروف لهذا النوع من الأسلحة منذ الحرب الباردة، كما طوروا طرقاً جديدة في نشر هذه الأسلحة. وغيّرت هذه التقنيات الحديثة من طبيعة الحرب البحرية.. ما أجبر الجيوش على التكيف فوراً معها. ورغم أن الولايات المتحدة تطور حاليا وسائل جديدة لاعتراض هذه المسيّرات والصواريخ، فإنها لا تزال تعتمد إلى حد كبير على أنظمة دفاعية باهظة التكاليف. شارك نحو 30 سفينة في العمليات القتالية بالبحر الأحمر منذ أواخر 2023 وحتى العام الجاري، وهو ما يمثل نحو 10% من الأسطول الأمريكي الفعّال. وخلال هذه الفترة، أسقطت الولايات المتحدة ذخائر بقيمة لا تقل عن 1.5 مليار دولار على الحوثيين، بحسب مسؤول أمريكي. ورغم 'نجاح البحرية الأمريكية في تدمير معظم ترسانة الحوثيين'، إلا أن الهدف الاستراتيجي المتمثل في تأمين حركة الملاحة في البحر الأحمر لم يتحقق بعد، إذ لا يزال الحوثيون يطلقون الصواريخ بانتظام باتجاه إسرائيل. ويخشى قادة عسكريون وأعضاء في الكونغرس، بدأوا بالفعل دراسة الحملة لاستخلاص الدروس منها، من تأثير هذه العمليات المجهدة على الجاهزية العامة للقوات. كما يُحقق البنتاغون حاليا في حوادث الطائرات المفقودة وحادث تصادم آخر في البحر، وكلها مرتبطة بمجموعة 'ترومان' القتالية، ومن المتوقع صدور نتائج هذه التحقيقات خلال الأشهر المقبلة. ورفضت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، التعليق على التحقيقات الجارية أو على أداء وتأثير الحملة. ويُتوقع أن تترك هذه الحملة آثارا تمتد لسنوات، إذ سحبت موارد من جهود الردع ضد الصين في آسيا، وأخرت جداول صيانة حاملات الطائرات، ما قد يؤدي إلى فجوات حرجة في النصف الثاني من العقد الحالي، حيث ستكون هذه السفن الضخمة بحاجة إلى التوقف عن العمل لإجراء الصيانة. وعلى الرغم من الإجهاد والتكاليف، أشار مسؤولون في البحرية إلى أن القتال ضد الحوثيين وفر تجربة قتالية لا تقدر بثمن، وأنه يُنظر إلى النزاع في البحر الأحمر داخل البنتاغون على أنه تدريب تمهيدي محتمل لصراع أكبر مستقبلا مع الصين. هجوم مباغت أصبح الحوثيون قوة نافذة منذ أن تمكنوا، قبل نحو عقد، من السيطرة على معظم مناطق اليمن.. ومع اندلاع الحرب في غزة، بدأ الحوثيون، الذين يرفعون شعار 'الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل' ويعتبرون أنفسهم مدافعين عن الفلسطينيين، في مهاجمة مدن إسرائيلية وسفن تمر عبر البحر الأحمر. وفي 19 أكتوبر 2023، وبينما كانت المدمرة الأمريكية 'يو إس إس كارني' في البحر الأحمر، شن الحوثيون أول وابل من الطائرات المسيّرة والصواريخ، مباغتين الطاقم. وخلال اشتباك دام عشر ساعات، خاض الطاقم واحدة من أشرس المعارك التي شهدتها سفينة حربية أمريكية منذ قرابة قرن، وأسقطوا أكثر من 12 طائرة مسيّرة وأربع صواريخ كروز. ومع تعهد الحوثيين بتكثيف الهجمات، واجه الجيش الأمريكي تحديا لوجستيا: فكل مدمرة مثل 'كارني' كانت تضطر للانسحاب من المعركة لمدة تصل إلى أسبوعين للتزود بالذخيرة من البحر المتوسط، بينما كانت دول المنطقة تتخوف من التحول إلى أهداف حوثية. وفي نهاية المطاف، حصل البنتاغون على إذن باستخدام ميناء وصفه أحد المسؤولين بأنه 'محوري'، سمح للسفن بإعادة التسلح دون مغادرة المنطقة. وفي ديسمبر، شكّل الرئيس السابق جو بايدن تحالفا دوليا لحماية أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم، ثم أطلق حملة جوية بقيادة أمريكية. وخلال معظم فترات الحملة، أبقى البنتاغون على مجموعتي حاملات الطائرات في المنطقة، لتضم كل واحدة خمس سفن ونحو 7,000 بحار. وعلى مدار عام 2024، شن الحوثيون عشرات الهجمات على السفن التجارية، وردت الولايات المتحدة بضربات في اليمن لمنع هجمات وشيكة أو لتقويض ترسانة الحوثيين. وفي فبراير، تعرضت سفينة شحن مملوكة لبريطانيا لهجوم وغرقت بحمولتها من السماد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على متن سفينة ترفع علم باربادوس في مارس. وتُركت سفينتان أخريان مهجورتين في يونيو بعد تعرضهما لهجمات صاروخية. وقد أنهكت وتيرة العمليات طواقم السفن الأمريكية، الذين ظلوا في مرمى نيران الحوثيين على مدار الساعة. وخلال سبعة أشهر من القتال، توقفت حاملة الطائرات 'يو إس إس دوايت أيزنهاور' لميناء واحد فقط ولمدة قصيرة. وفي يوم مزدحم بشكل خاص في نوفمبر الماضي، نجحت السفن الأمريكية في التصدي لثماني طائرات مسيّرة هجومية، وخمس صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربع صواريخ كروز، دون وقوع إصابات أو أضرار. وخلال ندوة بحرية مؤخرا، روى نائب قائد القيادة المركزية، الأميرال براد كوبر، ليلة قضاها على متن المدمرة 'يو إس إس ستوكدايل' أثناء عبورها 'نقطة اختناق' في جنوب البحر الأحمر. أطفأ الطاقم الأضواء، واتبعوا مسارا متعرجا تحسبا لهجوم. وعند منتصف الليل، أطلق الحوثيون أربعة صواريخ باليستية، فزادت المدمرة سرعتها وردت بإطلاق صواريخ أرض-جو. وكان أحد الصواريخ الحوثية قريبا جدا عند اعتراضه، لدرجة أن الطاقم اضطر للتعرض للحطام المتساقط أيضاً. وبعد عشر دقائق، أطلق الحوثيون صاروخ كروز مضادا للسفن، أسقطته طائرات مقاتلة من حاملة طائرات قريبة. كما تم اعتراض صاروخ كروز آخر وعدة طائرات مسيّرة مفخخة، بينما استهدفت طائرات أخرى مواقع حوثية داخل اليمن. وبحلول الساعة الثانية فجرا، التقط الرادار طائرة مسيّرة أخرى تحلق على ارتفاع منخفض نحو المدمرة. ولم يكن أمام الطاقم سوى استخدام المدفعية الأوتوماتيكية. وعندما سقطت المسيّرة في البحر، عمّت الفرحة بين أفراد الطاقم. فريسة سهلة من الناحية الميدانية، كان الحوثيون في موقف أفضل. فالمياه الضيقة للبحر الأحمر، التي لا يتجاوز عرضها 200 ميل، تُقيد حركة السفن الكبيرة وتُبقيها في مرمى الرصد البري. وكان أمام الطواقم دقيقة أو اثنتان فقط لرصد الصواريخ والطائرات المسيّرة، و15 ثانية فقط لاتخاذ قرار بالرد. وقد أسقطت السفن الأمريكية مئات الطائرات والصواريخ الحوثية. وقال بريان كلارك، وهو استراتيجي بحري سابق وزميل في معهد هدسون: 'عندما ترسل حاملة طائرات إلى هناك، فأنت تجعلها هدفا سهلا في مرمى أسلحة الحوثيين'. فالولايات المتحدة اعتادت العمل في ظروف مشابهة في الخليج، حيث تترصدها إيران عن قرب. لكن جماعات مثل الحوثيين أصعب في الردع من الدول، وقد أصبحت أكثر خطورة بفضل انتشار الصواريخ والطائرات المسيّرة. وأشار كلارك إلى أن البحرية كانت تعتمد على توقع عدم مهاجمة حاملات الطائرات، خوفا من العواقب، لكن هذا التوقع لم يعد قائما. وكان على طواقم السفن ضبط حساسية الرادارات بشكل دقيق لرصد التهديدات دون الحصول على إنذارات كاذبة، وهي مهمة شكلت ضغطاً كبيراً على المشغلين، بحسب ضابط أمضى ستة أشهر في البحر الأحمر. اختبارات 'ترومان' التحقيقات لا تزال جارية في أسباب فقدان ثلاث طائرات مقاتلة من على متن 'ترومان'، وقال مسؤول في البحرية: 'هذا أمر غير مسبوق. قد يكون مجرد سوء حظ، أو ربما هناك مشكلات كامنة'. وفقدت البحرية اثنين من عناصر قوات النخبة (نيفي سيل) في بداية العام الماضي في أثناء محاولة اعتراض سفينة كانت تحمل مكونات صواريخ باليستية وكروز من إيران إلى اليمن. سقط أحدهما في الماء في أثناء التسلق إلى السفينة، وقفز زميله لإنقاذه. استمرت عمليات البحث عشرة أيام قبل إعلان وفاتهما. وقال النائب الجمهوري كين كالفرت، رئيس اللجنة الفرعية للدفاع في مجلس النواب، في جلسة استماع بتاريخ 14 مايو: 'خلال العام الماضي، عملت البحرية في ظروف قتال بحرية مكثفة ومستدامة لم نشهد مثلها منذ جيل… لكن هذا الإيقاع التشغيلي المتواصل يأتي بثمن'. تغيير في التكتيكات رغم أن الحوثيين لم يصيبوا أيا من السفن الأمريكية، فإنهم تحسنوا في تتبع الأهداف المتحركة. في البداية، كانوا يطلقون صواريخ وطائرات على ارتفاعات عالية يسهل اعتراضها. لاحقا، بدأوا الهجمات ليلا، وراحوا يطلقون المقذوفات على ارتفاع منخفض قريب من سطح الماء، ما يصعّب تعقبها. كما غيّروا أنماط الهجمات بدمج الصواريخ والطائرات المسيّرة. ونجحوا في إسقاط أكثر من 12 طائرة أمريكية مسيّرة من طراز 'ريبر'، تبلغ تكلفة الواحدة منها نحو 30 مليون دولار. وذكر مسؤول أمريكي أن القيادة المركزية أرادت في البداية شن هجمات قوية لتقويض قدرات الحوثيين، لكن إدارة بايدن كانت تخشى التصعيد. وبحلول وقت الموافقة على الضربات، كان الحوثيون قد غيروا مواقعهم أو أساليبهم، مما جعل كثيرا من المعلومات الاستخبارية غير فعالة. وبعد تولي ترامب الرئاسة، منح الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية، صلاحية تنفيذ الضربات مباشرة، ما مكّن من استجابة أسرع للمعلومات الاستخبارية. ورفضت القيادة المركزية التعليق على قرارات الرئاسة. وفي مارس، أطلقت الولايات المتحدة عملية 'روُف رايدر' التي شملت حاملة طائرات ثانية، ونحو ست قاذفات 'بي-2″، وسربا من مقاتلات 'إف-35″، ومدمرات مزودة بصواريخ موجهة. وبعد 53 يوما من القصف، تضرر الحوثيون بشدة، لكنهم لم يُهزموا. قتلت الضربات الأمريكية المئات منهم، بينهم قياديون كبار، ودمرت ميناء حيويا للوقود وكميات كبيرة من الأسلحة. وإلى ذلك، لم يتمكنوا من إصابة أي سفينة أمريكية (وفق التقرير). وأفاد 'مشروع بيانات اليمن'، وهو جهة رقابية مستقلة، بسقوط مئات الضحايا المدنيين اليمنيين نتيجة تصعيد الضربات الأمريكية. وأكدت القيادة المركزية أنها تحقق في هذه المعلومات. وقبل أسبوع من إعلان الهدنة، عبّر أحد الضباط المطلعين على العمليات الحوثية عن دهشته من قدرة الحوثيين على التكيف، قائلا: 'صواريخهم أصبحت أكثر تطورا، وهذا جنون… البحرية الأمريكية ما تزال تصد كل شيء، ولكن إلى متى؟' وفي النهاية، قَبِل ترامب هدنة بسيطة: يتوقف الحوثيون عن استهداف السفن الأمريكية، وتتوقف الولايات المتحدة عن قصفهم. وأثناء عبور 'ترومان' قناة السويس وخروجها من البحر المتوسط، واصل الحوثيون إطلاق الصواريخ على إسرائيل.


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
إيران تستورد مواد كيميائية من الصين لتعزيز برنامجها الصاروخي
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن قيام إيران بطلب آلاف الأطنان من مادة بيركلورات الأمونيوم من الصين، وهي مادة أساسية في تصنيع وقود الصواريخ ذات الوقود الصلب، بهدف تعزيز قدراتها الصاروخية في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي. وأشارت الصحيفة إلى أن شركة إيرانية تُدعى "بيشغمان تجارت رفيع نوين" تقدمت بطلب إلى شركة صينية مقرها هونغ كونغ تُدعى "لاين كوموديتيز هولدينغز"، إلا أن الطرفين امتنعا عن الرد على استفسارات الصحيفة. وتُظهر هذه التحركات سعي إيران لتعزيز حلفائها الإقليميين وإعادة تشكيل ما يُعرف بـ"محور المقاومة"، في ظل الضربات العسكرية التي أضعفت مواقعهم، خاصة في سوريا ولبنان وغزة واليمن. وتؤكد تقديرات استخبارية أن شحنات سابقة من بيركلورات الصوديوم – وهي مادة تستخدم في تصنيع نترات الأمونيوم – وصلت إلى إيران عبر سفن راسية في موانئ صينية، وكانت كافية لتأمين وقود نحو 260 صاروخًا قصير المدى، فيما يُرجّح أن تكفي الصفقة الجديدة لتزويد نحو 800 صاروخ بالوقود. وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إيران تخصيب اليورانيوم وترفض الحد من برنامجها الصاروخي، مما يزيد من تعقيد المفاوضات النووية ويشير إلى نية طهران في تعزيز نفوذها العسكري الإقليمي.


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
ترامب يلوّح بالتخلي عن إحدى مقتنياته.. هل بدأ فعلاً الانتقام من ماسك؟
في تطور مفاجئ يعكس تصاعد التوتر بين اثنين من أكبر الأسماء في عالم السياسة والتكنولوجيا، كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه يفكر جديًا في التخلص من سيارته الكهربائية من نوع "تسلا"، التي أنتجتها شركة الملياردير الشهير إيلون ماسك. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مقربة من ترامب أن هذه الخطوة تعكس حجم الاستياء الشخصي المتراكم لدى الرئيس السابق تجاه ماسك، في ظل ما بات يُوصف بـ**"حرب باردة" مفتوحة** بين الرجلين. صداقة انتهت بضجيج إعلامي: وكانت العلاقة بين ترامب وماسك قد بدأت منذ أشهر باعتبارها "تحالفًا غريبًا" بين السياسة والمال، ووصفتها بعض الصحف الأمريكية بأنها "صداقة استثنائية وغير متوقعة"، خصوصًا مع إشارات التقارب التي ظهرت خلال حملات ترامب الانتخابية السابقة. لكن سرعان ما انهار هذا التحالف بشكل دراماتيكي، بعد خلافات متراكمة، بلغت ذروتها الأسبوع الماضي، عندما هاجم ماسك مشروع قانون اقتصادي ضخم يدعمه ترامب، واصفًا إياه بـ"العبء على الاقتصاد"، بينما يراه ترامب مشروعًا "كبيرًا وجميلاً" لإنقاذ أمريكا. من السياسة إلى السخرية: ما زاد حدة الخلاف أن تبادل الانتقادات بين الطرفين خرج من القنوات الرسمية إلى المنصات الرقمية والإعلامية، حيث لم يتردد ترامب في وصف ماسك بـ"المتقلب والناكر للجميل"، فيما ألمح ماسك إلى أن ترامب "لا يفهم الاقتصاد الحديث". ونقلت صحيفة نيويورك تايمز أن الهجمات المتبادلة بين الطرفين شملت كل شيء، من الملفات الجادة كالتشريعات والسياسة، إلى التفاصيل التافهة كسلوكيات التواصل و"طريقة قيادة السيارة". تسلا في مرمى نيران ترامب: وفي مؤشر على أن الخلاف لم يعد مجرد سجال سياسي، أشار ترامب خلال حديث خاص إلى أنه يفكر في بيع أو استبدال سيارة "تسلا" الخاصة به، مضيفًا بحسب مصادر إعلامية: "لا يمكنني القيادة بسيارة صنعتها يد ماسك، بينما يهاجم مشروعي بهذا الشكل." هذا التصريح يعكس تحول العلاقة من تحالف مصلحي إلى عداء شخصي علني، في وقت يستعد فيه مستشارو ترامب، بحسب مصادر مطلعة، إلى "معركة طويلة الأمد" ضد ماسك، قد تشمل حملات إعلامية مضادة وملفات سياسية معقدة. خلفيات الخلاف: يرتبط جزء من الخلاف بمشروع قانون ضخم للإنفاق، يحاول ترامب تمريره عبر الكونغرس، ويهدف إلى تحفيز الاقتصاد الأمريكي، في حين يرى ماسك أن المشروع سيفتح أبواب الهدر المالي ويضر بالاستثمار والتكنولوجيا، وهو ما اعتبره ترامب "خيانة لدعم كان يجب أن يكون واضحًا من ماسك". المصدر مساحة نت ـ رزق أحمد