logo
"اليمن" تنهي مستقبل أهم "سلاح أمريكي" وتجبر "ترومان" على مغادرة البحر الأحمر

"اليمن" تنهي مستقبل أهم "سلاح أمريكي" وتجبر "ترومان" على مغادرة البحر الأحمر

كشف موقع 'بيزنس إنسايدر' الأمريكي في تقرير حديث أن طائرات MQ-9 Reaper التي لطالما اعتُبرت رمزًا للهيمنة الجوية الأمريكية باتت تواجه نهاية وشيكة بعدما تحولت من سلاح مرعب إلى هدف سهل في ساحات القتال الحديثة خاصة في اليمن.
وأشار التقرير إلى أن الريبر التي كانت تسيطر على الأجواء في الشرق الأوسط خلال سنوات 'الحرب على الإرهاب' أصبحت عاجزة عن الصمود في ظل تطور الدفاعات الجوية لدى خصوم الولايات المتحدة حتى تلك التي تعتمد على تقنيات قديمة.
وفيما زعم التقرير أن القوات اليمنية أسقطت ما لا يقل عن 15 طائرة من هذا النوع منذ أكتوبر 2023 سبع منها خلال شهري مارس وأبريل 2025 أشارت مصادر ميدانية إلى أن العدد الحقيقي يفوق ذلك بكثير إذ تم إسقاط 22 طائرة على الأقل خلال نفس الفترة ما يمثل خسائر مباشرة تُقدّر بنحو 500 مليون دولار.
ويُحاول التقرير نسب هذه الخسائر إلى منظومات دفاعية سوفييتية قديمة مثل SA-2 وSA-6، إلا أن معلومات مستقلة تؤكد أن دفاعات صنعاء تعتمد على منظومات محلية الصنع يمنية بالكامل، بعضها مستوحى من أنظمة سابقة، لكن جرى تطويرها بقدرات ذاتية داخلية وفق هندسة حديثة غير مُعلنة.
وتبقى منظومات الدفاع الجوي اليمنية من أكثر الملفات سرية في ترسانة صنعاء، حيث لم يُكشف حتى الآن سوى عن أسماء محدودة وتفاصيل فنية ضئيلة تعود لمنظومات قد كُشف عنها قبل أكثر من 3 سنوات، فيما تبقى الأنظمة الجديدة التي نجحت في اعتراض مقاتلات متقدمة من طراز F-35 والقاذفات الشبحية B-2 طي الكتمان.
ويرى مراقبون أن انهيار هيبة طائرات الريبر أمام الدفاعات اليمنية يوجّه رسالة قوية لواشنطن بأن التفوق التكنولوجي لم يعد ضمانًا للهيمنة في ساحة القتال، خاصة حين تواجه خصمًا يعتمد على الابتكار والاستفادة القصوى من كل قدراته. 'ترومان' خارج البحر الأحمر
على ذات السياق، انهت الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، وجودها العسكري بالبحر الأحمر بعد نحو شهرين من المواجهات العسكرية مع اليمن.
واظهرت صور أقمار صناعية وصول حاملة الطائرات الامريكية 'يو اس اس هاري ترومان' إلى البحر المتوسط. وكان ناشطون مصريون تداولوا صورا لترومان خلال عبورها قناة السويس مطلع الأسبوع الجاري.
وجاء سحب الولايات المتحدة لأسطولها من البحر الأحمر مع دخول الاتفاق مع اليمن اسبوعه الثاني.
واعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منتصف الأسبوع الماضي قرار بلاده وقف اطلاق النار مع اليمن وذلك عقب تعرض الأسطول البحري الأمريكي لسلسلة هجمات تجاوزت الـ30 وكان اخطرها في اخر أسبوع حيث تعرضت ترومان لسلسلة هجمات خسرت بموجبها مقاتلي اف -18 من جناحها الجوي.
وبسحب 'ترومان' تكون الولايات المتحدة قد انهت وجودها العسكري في البحر الأحمر والذي بدأت التحشيد له مطلع العام الماضي وحاولت خلاله وقف العمليات اليمنية المساندة لغزة.
وترومان تعد واحدة من 5 اساطيل أمريكية اجبرتها اليمن على الانسحاب من البحر الأحمر خلال نحو عام ونيف من المواجهة اذ سبق لأمريكا سحب ترومان ذاتها للصيانة وقبلها 'ايزنهاور' و 'روزفلت ' و 'لينكولن'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"اليمن" تنهي مستقبل أهم "سلاح أمريكي" وتجبر "ترومان" على مغادرة البحر الأحمر
"اليمن" تنهي مستقبل أهم "سلاح أمريكي" وتجبر "ترومان" على مغادرة البحر الأحمر

المشهد اليمني الأول

timeمنذ 4 ساعات

  • المشهد اليمني الأول

"اليمن" تنهي مستقبل أهم "سلاح أمريكي" وتجبر "ترومان" على مغادرة البحر الأحمر

كشف موقع 'بيزنس إنسايدر' الأمريكي في تقرير حديث أن طائرات MQ-9 Reaper التي لطالما اعتُبرت رمزًا للهيمنة الجوية الأمريكية باتت تواجه نهاية وشيكة بعدما تحولت من سلاح مرعب إلى هدف سهل في ساحات القتال الحديثة خاصة في اليمن. وأشار التقرير إلى أن الريبر التي كانت تسيطر على الأجواء في الشرق الأوسط خلال سنوات 'الحرب على الإرهاب' أصبحت عاجزة عن الصمود في ظل تطور الدفاعات الجوية لدى خصوم الولايات المتحدة حتى تلك التي تعتمد على تقنيات قديمة. وفيما زعم التقرير أن القوات اليمنية أسقطت ما لا يقل عن 15 طائرة من هذا النوع منذ أكتوبر 2023 سبع منها خلال شهري مارس وأبريل 2025 أشارت مصادر ميدانية إلى أن العدد الحقيقي يفوق ذلك بكثير إذ تم إسقاط 22 طائرة على الأقل خلال نفس الفترة ما يمثل خسائر مباشرة تُقدّر بنحو 500 مليون دولار. ويُحاول التقرير نسب هذه الخسائر إلى منظومات دفاعية سوفييتية قديمة مثل SA-2 وSA-6، إلا أن معلومات مستقلة تؤكد أن دفاعات صنعاء تعتمد على منظومات محلية الصنع يمنية بالكامل، بعضها مستوحى من أنظمة سابقة، لكن جرى تطويرها بقدرات ذاتية داخلية وفق هندسة حديثة غير مُعلنة. وتبقى منظومات الدفاع الجوي اليمنية من أكثر الملفات سرية في ترسانة صنعاء، حيث لم يُكشف حتى الآن سوى عن أسماء محدودة وتفاصيل فنية ضئيلة تعود لمنظومات قد كُشف عنها قبل أكثر من 3 سنوات، فيما تبقى الأنظمة الجديدة التي نجحت في اعتراض مقاتلات متقدمة من طراز F-35 والقاذفات الشبحية B-2 طي الكتمان. ويرى مراقبون أن انهيار هيبة طائرات الريبر أمام الدفاعات اليمنية يوجّه رسالة قوية لواشنطن بأن التفوق التكنولوجي لم يعد ضمانًا للهيمنة في ساحة القتال، خاصة حين تواجه خصمًا يعتمد على الابتكار والاستفادة القصوى من كل قدراته. 'ترومان' خارج البحر الأحمر على ذات السياق، انهت الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، وجودها العسكري بالبحر الأحمر بعد نحو شهرين من المواجهات العسكرية مع اليمن. واظهرت صور أقمار صناعية وصول حاملة الطائرات الامريكية 'يو اس اس هاري ترومان' إلى البحر المتوسط. وكان ناشطون مصريون تداولوا صورا لترومان خلال عبورها قناة السويس مطلع الأسبوع الجاري. وجاء سحب الولايات المتحدة لأسطولها من البحر الأحمر مع دخول الاتفاق مع اليمن اسبوعه الثاني. واعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منتصف الأسبوع الماضي قرار بلاده وقف اطلاق النار مع اليمن وذلك عقب تعرض الأسطول البحري الأمريكي لسلسلة هجمات تجاوزت الـ30 وكان اخطرها في اخر أسبوع حيث تعرضت ترومان لسلسلة هجمات خسرت بموجبها مقاتلي اف -18 من جناحها الجوي. وبسحب 'ترومان' تكون الولايات المتحدة قد انهت وجودها العسكري في البحر الأحمر والذي بدأت التحشيد له مطلع العام الماضي وحاولت خلاله وقف العمليات اليمنية المساندة لغزة. وترومان تعد واحدة من 5 اساطيل أمريكية اجبرتها اليمن على الانسحاب من البحر الأحمر خلال نحو عام ونيف من المواجهة اذ سبق لأمريكا سحب ترومان ذاتها للصيانة وقبلها 'ايزنهاور' و 'روزفلت ' و 'لينكولن'.

ذعر بواشنطن.. ناشونال إنترست: الحوثيون كادوا يُسقطون طائرة إف-35
ذعر بواشنطن.. ناشونال إنترست: الحوثيون كادوا يُسقطون طائرة إف-35

اليمن الآن

timeمنذ 2 أيام

  • اليمن الآن

ذعر بواشنطن.. ناشونال إنترست: الحوثيون كادوا يُسقطون طائرة إف-35

قال موقع ناشونال إنترست إن صاروخا أطلقه الحوثيون كاد يسقط جوهرة التاج في ترسانة المقاتلات الأميركية إف-35، لولا اتخاذها إجراء مراوغا، وتساءل: كيف يمكن لأميركا تنفيذ عمليات جوية فعالة ضد خصم أكثر تطورا، إذا كانت "الجماعة المتخلفة" في اليمن قادرة على تعطيل عملياتها بهذه السهولة؟ وأوضح الموقع -في تقرير بقلم المتخصص في الدفاع والأمن هاريسون كاس- أن هذا الحادث أثار تساؤلات عن قدرة إحدى أكثر المقاتلات الأميركية تقدما على الصمود، كما خلق مخاوف تتعلق بمدى فاعلية نظام الدفاع الجوي الحوثي البسيط نسبيا في إعاقة العمل الأميركي. وكتب المحلل العسكري غريغوري برو على موقع إكس أن "الدفاعات الجوية الحوثية كادت تصيب طائرات أميركية عدة من طراز إف-16 وطائرة من طراز إف-35، مما زاد من احتمال وقوع خسائر بشرية أميركية". وأضاف أن الحوثيين نجحوا في إسقاط "7 طائرات أميركية مسيرة من طراز إم كيو-9، تبلغ قيمة كل منها حوالي 30 مليون دولار، مما أعاق قدرة القيادة المركزية على تتبع الجماعة وضربها". وتساءل الموقع عن مدى ضعف المقاتلات الأميركية أمام نظام الدفاع الجوي الحوثي الذي وصفه بأنه بدائي، ولكنه فعال، موضحا أنه سريع الحركة وأن بساطته تساعده على تجنب الكشف المبكر من قبل المعدات الأميركية المتقدمة. وقال موقع "ذا وور زون" إن الدفاعات الصاروخية الحوثية تشمل "العديد من صواريخ سام المرتجلة التي تستخدم أجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء السلبية غير التقليدية، وصواريخ جو-جو مجهزة بدقة، لا توفر سوى إنذار مبكر ضئيل أو معدوم للتهديد، فضلا عن الهجوم القادم". ويمتلك الحوثيون أيضا بعض الأنظمة الحديثة بفضل إيران -حسب ناشونال إنترست- مثل صواريخ سام "برق-1" و"برق-2″، ولا تزال القدرات الدقيقة لصواريخ سام الإيرانية غير واضحة، لكن الحوثيين يدّعون أن مداها الأقصى يبلغ 31 ميلا و44 ميلا، ويمكنها إصابة أهداف على ارتفاع 49 ألف قدم و65 ألف قدم على التوالي. وأشار الكاتب إلى أن أنظمة "برق" مبنية على عائلة صواريخ "تاير" الإيرانية، وبعضها مزود برادارات مدمجة"، حسب ما أفاد موقع "ذا وور زون"، "كما ورد أن بعض أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية القادرة على إطلاق نسخ مختلفة من تاير مزودة بكاميرات كهروضوئية، تعمل بالأشعة تحت الحمراء للمساعدة في رؤية الهدف وتحديده وتتبعه". نذير شؤم لصراع القوى العظمى وأثار الحادث بين طائرة إف-35 الأميركية وصاروخ سام الحوثي تساؤلات حول الصراعات الكبرى، فإذا نجحت جماعة متمردة متخلفة في تعطيل العمليات الجوية الأميركية فوق اليمن، فكيف تتوقع الولايات المتحدة إجراء عمليات جوية فعالة في المجال الجوي لعدو أكثر تطورا؟ وإذا كانت طائرة إف-35، وهي مقاتلة شبح من الجيل الخامس ذات مقطع راداري منخفض للغاية، عرضة لدفاعات صواريخ أرض-جو من حقبة الحرب الباردة، فكيف سيكون أداؤها هي وغيرها في مواجهة أنظمة الدفاع الجوي الحديثة؟ وخلص الموقع إلى أن امتلاك أنظمة أكثر تكلفة وتطورا، سواء في الجو أو على الأرض، لا يضمن حرية الوصول أو النجاح المتواصل، لأن الأنظمة المنخفضة التقنية قد تعيق فاعلية الأنظمة العالية التقنية بشكل موثوق.

كيف تستخدم أميركا كابلات الإنترنت في التجسس؟
كيف تستخدم أميركا كابلات الإنترنت في التجسس؟

اليمن الآن

timeمنذ 3 أيام

  • اليمن الآن

كيف تستخدم أميركا كابلات الإنترنت في التجسس؟

مشاهدات العالم اليوم يعتمدُ بشكلٍ متزايدٍ على الاتّصال الرقْمي، وتقفُ خلفَ هذا الاعتماد بنية تحتيّة حيوية لكنها غير مرئية تدير الإنترنت العالمي، وتؤمّن تدفق البيانات والمعاملات المالية على نحو مذهل. تتمثلُ هذه البنيةُ في كابلات الألياف الضوئية البحرية، التي تنقل أكثر من 95% من حركة البيانات الدوليّة، وتدعم معاملات مالية تُقدَّر بحوالي 10 تريليونات دولار يوميًا. ورغم هذا الدور الجوهريّ، تبقى هذه الشبكة الدقيقة والهائلة في طيّ النسيان، مهملة من حيث الحماية، رغم أنَّها تمثّل العصب الفعلي للاقتصاد الرقْمي العالمي. تمتدّ هذه الكابلات، التي لا يتجاوز قُطرها بوصتين، لمسافات تتجاوز 1.2 مليون كيلومتر عبر المحيطات، وتتكوّن من ألياف ضوئية رفيعة محاطة بطبقات من النحاس والبلاستيك والفولاذ، لحمايتها من الضغوط الهائلة والتيارات المائية. وبفضل هذا التصميم، تستطيع الكابلات البحرية نقل بيانات بسرعة تصل إلى التيرابايت في الثانية، ما يجعلها الخيار المثالي لتطبيقات تتطلب زمنَ انتقالٍ منخفضًا مثل الخدمات السحابية، البث الحي، والتعاملات المالية، وهي بذلك تتفوق بشكل واضح على الأقمار الصناعية التي تبقى سرعتها محدودة وزمن تأخيرها أكبر. رغم التصوّر الشائع، فإن الاعتماد على الأقمار الصناعيّة في نقل البيانات الدوليّة لا يتجاوز بضع نسب مئويّة، لأنّ الكابلات البحرية أكثر كفاءة وأقلّ تكلفة وأسرع استجابة. ويتمُّ تثبيت هذه الكابلات عبر سفن متخصّصة تُطلقها في أعماق المحيطات وفق مسارات مدروسة بعناية لتجنّب مناطق الزلازل والتيارات القوية والانهيارات الأرضية. لكن المفارقة أن أكثر من 70% من الأعطال التي تصيب هذه الكابلات سببها أنشطة بشرية مثل الصيد الجائر، أو إلقاء المراسي البحرية، وليس الكوارث الطبيعية، أو هجمات الحيوانات البحرية كما يُشاع. ورغم الطبيعة التقنية لهذا القطاع، فإن الجانب السياسي والأمني فيه حاضر بقوّة. فالكابلات البحرية تمثّل أصلًا إستراتيجيًا تمسّ الحاجة إلى حمايته في زمن التّوترات الجيوسياسيّة. فعلى سبيل المثال، أنشأت أستراليا مناطق بحريّة محمية حول مسارات الكابلات لمنع إلحاق الضرر بها، في حين تعتمد القوات المسلّحة الأميركية عليها بشكلٍ مباشرٍ لنقل بيانات استخباراتيّة بين قواعدها ومراكز القيادة. أي انقطاع في هذه الكابلات يمكن أن يؤدّي إلى شلل في الخدمات، وتأخير في العمليات العسكرية، وانهيار في الأسواق المالية، ولو لساعات. تاريخيًا، لم تكن هذه الكابلات بمعزل عن الحروب. ففي عام 1959، قطعت خمسة كابلات أميركية تحت المحيط الأطلسي في ظروف غامضة، واتّهمت واشنطن آنذاك السفن السوفياتية بالقيام بعملية تخريبية متعمدة. وفي العصر الحديث، كشفت تسريبات إدوارد سنودن عن قدرة وكالة الأمن القومي الأميركية على التنصت على البيانات العابرة من خلال نقاط التقاطع في الكابلات، وهو ما دفع بعض الدول مثل البرازيل إلى إنشاء كابلات جديدة تتفادى المرور عبر الولايات المتحدة. في السنوات الأخيرة، تصاعدت المخاوف من الهجمات المقصودة. ففي عامَي 2023 و2024، تضرّرت كابلات بحرية في بحر البلطيق والبحر الأحمر تحت ظروف اعتُبرت مشبوهة، ما أعاد طرح سؤال الأمن البحري في سياق الجغرافيا السياسية. هذه الحوادث، التي يبدو بعضها جزءًا من صراعات خفيّة، أكدت هشاشة هذه البنية الأساسية رغم قوتها التقنية. ولمواجهة هذه التحديات، لجأت شركات مثل غوغل وميتا إلى بناء كابلات خاصة بها، مثل الكابل البحري "Dunant" الذي يعبر الأطلسي وينقل 250 تيرابايت في الثانية، وهو ما يشير إلى سباق صامت بين القوى التكنولوجية العالمية لامتلاك شبكاتهم الخاصة والمحمية. ولا تقتصر أهمية هذه الكابلات على الدول المتقدمة فقط، بل تمتد إلى الدول ذات المواقع الجغرافية الحساسة. فمصر، على سبيل المثال، يمر بها أكثر من 16 كابلًا بحريًا رئيسيًا تربط بين آسيا وأوروبا، مما يمنحها موقعًا إستراتيجيًا عالي الأهمية في خريطة الاتصالات العالمية. ومع ذلك، فإن هذه الأهمية لا ترافقها دائمًا سياسات حماية أو استثمار تتناسب مع حجم الأصول "الجيوسيبرانية" التي تمتلكها. تبقى كابلات الإنترنت البحرية بمثابة شبكة الحياة الرقمية للعالم الحديث. فهي تحمل الاقتصاد العالمي، وتغذي المعاملات والمعلومات لحظة بلحظة، لكنها في الوقت نفسه تفتقر إلى الحماية الكافية، وتُدار غالبًا من قبل شركات خاصة، في غياب إطار دولي ملزم. وإذا ما استمرّ هذا الوضع، فإن السؤال لم يعد هل ستُستهدف هذه الكابلات، بل متى، وكيف سيؤثر ذلك على عالم يعتمد أكثر من أي وقت مضى على تدفق غير منقطع للبيانات. على ضوء ما تقدم وفي ظلّ تسارع التنافس الجيوسياسي والتقدم التكنولوجي، تبرز الكابلات البحرية ليس فقط كبنية تحتية رقمية، بل كأصل إستراتيجي ذي حساسية فائقة. ومع أن الاعتماد عليها سيستمر لعقود قادمة، فإن مستقبلها لن يُحدد فقط بتطور السرعات أو تحسين الطبقات العازلة، بل بمدى قدرة الدول والمنظمات الدولية على صياغة منظومات حوكمة وتأمين جماعيّة. فالعالم مقبل على مرحلة تصبح فيها السيطرة على البيانات، لا على الأرض، هي جوهر القوة. وفي هذا السياق، قد تتحول أعماق المحيطات إلى ساحة صراع جديدة، صامتة ولكنها شديدة التأثير. فالكابلات البحرية ليست مجرّد أنابيب بيانات، بل شرايين عالم معولم يُعاد تشكيله، حرفيًا، من تحت سطح البحر. عربيًا ما زال الحضور في مشهد حوكمة هذه البنية التحتية هامشيًا، إن لم يكن غائبًا تمامًا. فلا توجد إستراتيجية عربية موحدة لحماية هذه الكابلات، ولا رؤية واضحة للاستثمار فيها أو للمشاركة في تطوير معايير أمنها وتشغيلها. في عالم تُدار فيه القوة من خلال السيطرة على تدفق البيانات، فإن تجاهل العمق الإستراتيجي للكابلات البحرية يُعد نوعًا من القصور الإستراتيجي. فهل سيبقى العرب مجرد ممر عبور للكابلات، أم إن هناك من سيلتفت لهذا المشهد ويصبح طرفًا فاعلًا في رسم خريطة الأمن الرقمي العالمي!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store