
هذه العدوى تتسبب بسرطان المعدة فكيف تحمي نفسك منها؟
وعلى رغم أن الغالبية العظمى من الحالات الجديدة ستكون في آسيا، وبخاصة الهند والصين، إلا أن نحو مليوني حالة قد تسجل في الأميركيتين، و1.7 مليون حالة في أفريقيا، و1.2 مليون في أوروبا، وفقاً للوكالة التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
وتصيب بكتيريا" هيليكوباكتر بيلوري" بطانة المعدة وتنتقل من خلال الطعام والماء الملوثين أو عبر البشر، وعادة ما تعالج بالمضادات الحيوية، ولا تزال الأبحاث جارية حول كيفية انتشارها وتسببها بالسرطان.
وأفادت صحيفة "اندبندنت" بأن العدوى البكتيرية لا تسبب مشكلات لكثير من الأشخاص وقد لا يحتاجون إلى العلاج بالمضادات الحيوية، لكنها قد تكون السبب وراء عسر الهضم المزمن أو الانتفاخ أو الغثيان، ويمكن الكشف عنها من خلال فحص الدم أو النفس أو عينة من البراز.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبها تقول مؤسسة "أبحاث السرطان في المملكة المتحدة" إن معدلات سرطان المعدة فيها انخفضت 26 في المئة خلال العقد الماضي، ومن المتوقع أن تواصل الانخفاض حتى عام 2040، وذكرت مديرة المعلومات الصحية في المؤسسة، الدكتورة رايتشل أوريت، أن الإصابة بهذه العدوى البكتيرية تزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة، لكنها ليست شائعة في المملكة المتحدة.
وتشمل الأعراض الرئيسية لسرطان المعدة الحموضة أو ارتجاع الحمض، وصعوبة البلع والشعور بالغثيان أو التقيؤ وعسر الهضم والتجشؤ أو الشعور بالشبع بسرعة عند تناول الطعام، وهذه الأعراض شائعة وغالباً ما تكون ناجمة عن حالات صحية أخرى، أما بقية الأعراض فتشمل فقدان الشهية والوزن من دون محاولة، وآلاماً في المعدة مع الإحساس بوجود كتلة في أعلاها، إضافة إلى الشعور بالإرهاق الشديد.
ووفقاً لـ "اندبندنت" فإن من وسائل تقليل خطر الإصابة بالسرطان التوقف عن التدخين والحفاظ على وزن صحي وتقليل استهلاك الكحول وتناول طعام صحي ومتوازن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
إدارة ترمب تسقط عن طبيب تهم إتلاف لقاحات كوفيد
أعلنت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي أمس السبت أنها أمرت بإسقاط التهم الموجهة إلى طبيب متهم بإتلاف لقاحات كوفيد وإصدار شهادات تطعيم كاذبة. ويأتي هذا الوقف المفاجئ للإجراءات بعد أيام معدودة من بدء محاكمة الطبيب، ما يشكل أحدث بادرة دعم من إدارة الرئيس دونالد ترمب لحركة المشككين في اللقاحات. وكانت وزارة العدل قد وجهت عام 2023 اتهامات إلى جراح التجميل مايكل كيرك مور وثلاثة أشخاص آخرين بـ"إدارة مخطط" للاحتيال على الحكومة. واتهم مور بإتلاف أو التخلص من لقاحات كوفيد تابعة للحكومة تزيد قيمتها على 28 ألف دولار، وتوزيع ما لا يقل عن 1937 بطاقة تطعيم كاذبة مقابل مبالغ مالية. كما اتهم مور الذي يواجه عقوبة بالسجن لعقود، بإعطاء محلول ملحي للأطفال بناء على طلب آبائهم ليعتقدوا أنهم تلقوا لقاح كوفيد. وبدأت محاكمة مور هذا الأسبوع في محكمة فيدرالية بمدينة سولت ليك سيتي. والثلاثاء صرحت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين المحسوبة على اليمين المتطرف والمؤيدة لترمب، أنها طالبت بوندي بإسقاط التهم الموجهة إلى مور. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكتبت بوندي على منصة "إكس"، "منح الدكتور مور مرضاه خياراً عندما رفضت الحكومة الفيدرالية فعل ذلك. لم يكن يستحق سنوات السجن التي كان يواجهها. هذا الأمر ينتهي اليوم". يأتي قرار بوندي أيضاً في الوقت الذي تواجه فيه انتقادات من نشطاء يمينيين بسبب طريقة تعاملها مع التحقيق في قضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين. وشكرت وزيرة العدل النائبة غرين وعضو مجلس الشيوخ اليميني المتشدد مايك لي، على دعوتهما لإسقاط التهم ضد مور. وأثار وباء كوفيد انقساماً سياسياً حاداً في الولايات المتحدة بين مؤيدي الإغلاق وحملات التطعيم، ومن اعتبروا هذه الإجراءات مقيدة للحرية. كما أن ترمب الذي تلقى هو نفسه لقاح كوفيد، قام بتعيين روبرت أف كينيدي جونيور وزيراً للصحة، وقد أطلق الأخير إصلاحاً شاملا لسياسة اللقاحات الأميركية. وقال كينيدي في منشور على منصة "إكس" في أبريل (نيسان) إن مور "يستحق وساماً لشجاعته". وفي نهاية مايو (أيار)، أعلن كينيدي أن السلطات الفيدرالية لن توصي بعد الآن بتطعيم الأطفال والنساء الحوامل ضد كوفيد. وكينيدي متهم بنشر معلومات مضللة حول اللقاحات، ومن بينها لقاح الحصبة، في الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة أسوأ وباء حصبة تشهده منذ 30 عاماً.


Independent عربية
منذ 11 ساعات
- Independent عربية
حامل في غزة تكافح الجوع والهزال ولا ترجو سوى مولود سليم
بالنسبة إلى امرأة حامل في شهرها السادس، كان من الطبيعي أن تمضي فاطمة عرفة أوقاتها في اختيار ملابس وألعاب انتظاراً لليوم الذي تضع فيه مولوداً معافى ومحاطاً بالأمان، لكن الوضع ليس كذلك بالنسبة إلى امرأة فلسطينية نازحة. فهي بدلاً من ذلك، تمضي معظم الوقت في تلمس المساعدة الطبية في قطاع غزة الذي تعصف به الحرب، وهو ما جعلها تعاني الهزال وتخشى من تأثير سوء التغذية على حملها في وقت تواصل إسرائيل حملتها العسكرية التي ألقت بالأطفال والبالغين في براثن الجوع ودمرت معظم القطاع. لا تتطلع فاطمة سوى لأطعمة بسيطة مثل الحليب والبيض واللحوم الحمراء التي يمكن أن تحسن صحتها وتزيد من فرص ولادة طفل معافى. لكن مجرد محاولة التغلب على أبسط التحديات أمر مرهق ومحفوف بالأخطار تحت القصف المستمر. وبينما كانت تحدق في صورة لجنينها الذي لم يولد بعد التقطتها الأجهزة الطبية، قالت فاطمة البالغة من العمر 34 سنة، "جئت من مكان بعيد... سيراً على الأقدام أيضاً... لأنني في حاجة إلى نقل دم بسبب نقص ناجم عن سوء تغذية كبير". الحاج للغذاء كان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد حذر في يونيو (حزيران) الماضي من أن التقديرات تشير إلى أن الأخطار الصحية التي تهدد نحو 55 ألف امرأة حامل في غزة تتزايد، منها الإجهاض أو ولادة أجنة ميتة أو وضع أطفال مصابين بسوء التغذية. والتعامل مع هذه الحقائق القاسية يشكل تحدياً بالنسبة إلى لأطباء الذين يواجهون نقصاً حاداً في الأدوية والوقود للحفاظ على عمل المستشفيات التي صارت في حال يرثى لها مع احتدام الحرب المستمرة منذ عامين تقريباً بين إسرائيل وحركة "حماس". وبينما كان مدير العيادات الخارجية في مستشفى الحلو فتحي الدحدوح يجري فحصاً لفاطمة، اطلع على وثائق تتعلق بحالتها الصحية. وقال إنها مصابة بالأنيميا، وعبر عن أمله في أن تتمكن من تلقي وحدتين من الدم، وقال إنها تحتاج إلى دخول المستشفى لأنها لا تستطيع أن تعيش حياة طبيعية مع انخفاض مستوى الطاقة أو مع المشي. وأضاف، "نأمل من الله أن تتوقف هذه الحرب وتفتح المعابر لتدخل المواد الغذائية... الخضراوات والفاكهة والفيتامينات والأمور هذه". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) بحث من دون جدوى يتضور الآلاف من سكان غزة جوعاً ويلوحون بأواني الطعام بصورة مثيرة للشفقة في مراكز تلقي المواد الغذائية، وذلك في وقت يهددهم خطر التعرض لأعمال العنف لمجرد السير إلى تلك المناطق. فالغارات الجوية الإسرائيلية يمكن أن تصيبهم في أي لحظة، وقد أصبح معظم سكان غزة نازحين. ولا يزيد مرور الأيام فاطمة إلا هزالاً على هزالها، فحصول الجسم على ما يكفيه من الطاقة صعب جداً مع غياب نظام غذائي بدرجة من الجودة. وقالت وهي تجلس في خيمة بدائية قرب أطفالها، "الأمر صعب جداً... وفي عز الحر الشديد أترك أطفالاً صغاراً في بيتي وحتى الآن ربما لم يفطروا... ولا حتى أنا"، متسائلة كيف ستتمكن من إعالتهم هي وزوجها زاهي. وشكا زاهي البالغ من العمر 40 سنة من أن معظم سكان غزة يعتمدون على العدس في الغالب. ويعمد أحياناً إلى التجوال في الأحياء المدمرة بحثاً عن طحين أو أي شيء يمكن أن يمد زوجته بالقوة اللازمة لحملها في قطاع قتلت فيه الغارات الإسرائيلية أكثر من 57 ألف شخص بحسب إحصاءات السلطات في غزة. وقال زاهي، "أكثر من مرة تعرضت للموت... وفشلت في كل المرات في الحصول ولو على علبة تونة... لو علبة بازلاء للأولاد... لم أستطع".


Independent عربية
منذ 2 أيام
- Independent عربية
المجاعة تطرق أبواب نيجيريا مع نفاد الإمدادات وتراجع الدعم الدولي
علمت "اندبندنت" أن مخزون "برنامج الأغذية العالمي" في نيجيريا شارف على النفاد هذا الشهر بعد الخفض الحاد في المساعدات الدولية، الأمر الذي من شأنه أن يعرض أكثر من مليون شخص لخطر المجاعة. وكان رئيس البلاد بولا أحمد تينوبو قد أعلن في إبريل (نيسان) الماضي حال طوارئ تتعلق بالأمن الغذائي في البلاد، فيما حذر تقرير مشترك صدر في يونيو (حزيران) الماضي عن كل من "برنامج الأغذية العالمي" و"منظمة الأغذية والزراعة" التابعة للأمم المتحدة FAO، من أن 3.6 مليون شخص في مختلف أنحاء نيجيريا يواجهون الآن أزمة غذائية أو انعداماً كبيراً في الأمن الغذائي. ولفت التقرير أيضاً إلى أن 5.4 مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد نتيجة تصاعد النزاعات والصعوبات الاقتصادية وتفاقم آثار تغير المناخ، وأعلن أخيراً "برنامج الأغذية العالمي"، وهو الوكالة التابعة للأمم المتحدة التي تُعد خط الدفاع الأخير في مواجهة المجاعة، أنه لم يعد يمتلك التمويل اللازم لمواصلة عملياته في نيجيريا. المتحدثة باسم البرنامج في نيجيريا تشي لييل قالت إن "لدينا من الموارد ما يكفي فقط حتى نهاية هذا الشهر، ومع استمرار الوضع على هذا النحو فإن الناس يواجهون خطر المجاعة فعلاً"، مضيفة "ليست لدينا خطة طوارئ ولا نملك أي احتياط مالي، ونحن نستخدم آخر ما بقي من التمويل المتاح الذي لن يكفينا إلا حتى شهر يوليو (تموز) الجاري، ومكتبنا هو في حال من الذهول التام خلال الوقت الراهن". وأوضحت لييل التي تعمل مع "برنامج الأغذية العالمي" منذ عام 2018 أن هذه الأزمة تختلف عن "دورات الصعود والهبوط المعتادة في تمويل المنظمات الإنسانية، لكنها حذرت قائلة "في هذه المرة لا توجد أية جهة مستعدة للتدخل". ومن المقرر أن يتلقى نحو 1.3 مليون شخص مساعدات غذائية من "برنامج الأغذية العالمي" خلال هذا الشهر، لكن ابتداء من أغسطس (آب) المقبل من المتوقع أن ينخفض هذا العدد إلى الصفر، كما تستعد شبكة عيادات تابعة للبرنامج ومتخصصة في علاج سوء التغذية وإنقاذ الأرواح للإغلاق الكامل، إذ أقفلت 150 عيادة خلال هذا الشهر وحده مما أدى إلى توقف فوري في علاج نحو 300 ألف طفل يعانون سوء التغذية. وعلى رغم أن البرنامج يعد شريان حياة أساساً لكثير من المحتاجين، فإنه لم يتمكن خلال الأشهر الأخيرة من تقديم الدعم الغذائي إلا لجزء محدود من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه، وكشف تقييم لسوء التغذية صدر في وقت سابق من هذا العام عن "نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" Integrated Food Security Phase Classification (IPC)، وهو آلية تحليلية مدعومة من الأمم المتحدة لرصد انعدام الأمن الغذائي، عن أن 20 في المئة فقط من الأطفال الذين يعانون سوء التغذية في نيجيريا حصلوا على العلاج اللازم بين (أيار) 2024 وإبريل (نيسان) 2025، ويعد سوء التغذية بالفعل مسبباً لـ 45 في المئة من حالات وفاة الأطفال ما دون سن الخامسة. متضررون من الفيضانات يجري إجلاؤهم على متن قارب عسكري وسط مياه الفيضانات في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو العام الماضي (أ ف ب/ غيتي) وبحسب المتحدثة باسم "برنامج الأغذية العالمي" فإن توقف عمله في البلاد سيدفع بالناس إلى مواجهة خيارات صعبة، فإما البقاء والمخاطرة بالموت جوعاً، أو النزوح إلى مناطق أخرى لا توفر بالضرورة فرصاً أفضل، أو الوقوع تحت سلطة جماعة "بوكو حرام" الإرهابية التي تقف وراء التمرد المسلح في شمال نيجيريا منذ عام 2009، وتقول محذرة "إن جميع هذه الخيارات مروعة". وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ألغت أكثر من 80 في المئة من عقود المساعدات التي تشرف عليها "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" USAID التي كانت حتى هذا العام من أكبر الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية في نيجيريا، وقبل إلغاء تلك العقود كانت الوكالة تسهم بنحو نصف التمويل المخصص لـ "برنامج الأغذية العالمي" في نيجيريا، ومع ذلك تؤكد تشي لييل أن الأزمة الراهنة كانت آخذة في التفاقم منذ أعوام. المتحدثة باسم "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" في نيجيريا، خديجة نكسدلانا، ترى هي أيضاً أن خفض المساعدات ليس بالأمر الطارئ، وتقول إنه "على مدى الأعوام القليلة الماضية شهدنا تراجعاً مطرداً في حجم التمويل مما اضطر المنظمات إلى إعادة ترتيب أولوياتها". لكن الإنهاء الفوري للمشاريع في إطار برنامج "وزارة الكفاءة الحكومية" الأميركية DOGE التي تولاها قطب الأعمال إيلون ماسك، والتي خفضت التمويلات المخصصة لنيجيريا بنحو 200 مليون دولار، تسبب بفوضى داخل الوكالات الإنسانية ومنعها من الاستمرار في تخصيص الموارد بحسب الأولويات، وتتزامن التطورات المقلقة في نيجيريا مع صدور دراسة جديدة نشرت في مجلة "ذا لانسيت" هذا الأسبوع تحذر من أن الخفض الذي أجرته الولايات المتحدة على المساعدات الإنسانية في عهد الرئيس دونالد ترمب قد يؤدي إلى وفاة 14 مليون شخص إضافي بحلول عام 2030، يشكل الأطفال ثلثهم تقريباً. وبعيداً من مظاهر الثراء والازدهار في مدينة لاغوس، العاصمة التجارية الواقعة على الساحل، فإن أزمة الغذاء تتركز أساساً في شمال نيجيريا، وتعد أنماط الأمطار غير المنتظمة التي أصبحت أكثر تقلباً بفعل تفاقم أزمة المناخ، أحد المحركات الأساس لهذه الأزمة، فعلى سبيل المثال توقعت تقارير الأرصاد الجوية في شهر يونيو الماضي هطول أمطار أقل من المعدل في عدد من المناطق الزراعية وسط البلاد وشمالها، وهو ما ينذر بتراجع كبير في إنتاج المحاصيل. لكن الأثر الأكثر تدميراً خلال الأعوام الأخيرة لم يكن الجفاف بل الفيضانات المتكررة التي ضربت البلاد خلال عامي 2022 و2024، والآن تعود مجدداً هذا العام إذ يعتقد أن أكثر من 700 شخص لقوا حتفهم في بلدة موكوا بولاية النيجر نتيجة الفيضانات التي اجتاحت المنطقة في أواخر شهر مايو (أيار) الماضي. وتشير لييل إلى أنه "في عام 2022 قال الناس إنهم لم يشهدوا أمطاراً كتلك التي هطلت منذ عقد من الزمن، ثم في عام 2024 قالوا إنها لم تكن بهذه الغزارة منذ نحو 30 عاماً، أما هذا العام فشهدت ولاية النيجر أسوأ فيضانات عرفتها منذ 60 عاماً، ويبدو أن موسم الأمطار قد تحول ببساطة إلى موسم فيضانات". تجرف مياه هذه الفيضانات الأراضي الزراعية وتدمر المنازل والبنى التحتية الحيوية مخلفة وراءها دماراً هائلاً، وتضيف المتحدثة باسم "برنامج الأغذية العالمي" في نيجيريا أن "المشكلة الحقيقية الآن هي غياب الوقت الكافي للتعافي، فالعام الواحد لا يكفي لإعادة بناء مجتمعات بأكملها أو إعادة جميع الناس لمزارعهم". صياد تشادي يعرض صيده على ضفاف "بحيرة تشاد" (أ ف ب/ غيتي) الوضع الهش في "حوض بحيرة تشاد" يعيش معظم سكان المجتمعات الأكثر عرضة لتأثيرات المناخ في نيجيريا داخل ولايات بورنو ويوبي وغومبي في الشمال الشرقي للبلاد الذي يشكل جزءاً من "حوض بحيرة تشاد"، المنطقة الخصبة الممتدة عبر النيجر والكاميرون وتشاد، والمتمركزة حول البحيرة الشهيرة، وتواجه المنطقة أزمة إنسانية مستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن، حيث يوجد في الوقت الراهن ما لا يقل عن 3 ملايين نازح داخلياً في مختلف أنحاء الحوض، وذلك وفقاً لأرقام جمعها "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية" Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (OCHA) التابع للأمم المتحدة. ولطالما اعتبرت "بحيرة تشاد" نموذجاً لتدهور البيئة خلال القرن الـ 20، إذ فقدت نحو 90 في المئة من مساحتها خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي نتيجة انخفاض معدلات هطول الأمطار وسوء إدارة الأراضي، وعلى رغم أن منسوب المياه استقر نسبياً منذ ذلك الحين لكن نحو 3 ملايين شخص لا يزالون يعتمدون على مخزون الأسماك في البحيرة والأراضي الزراعية في المنطقة كمصدر للرزق. واليوم باتت الفيضانات تمثل التهديد المناخي الأكبر للمنطقة بعدما تسببت موجات الجفاف الشديدة خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بتصلب التربة وفقدانها القدرة على امتصاص المياه، فقد أدت فيضانات عامي 2022 و2024 إلى نزوح ملايين في الدول الأربع المحيطة بالحوض، كما غمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. في غضون ذلك تواصل جماعة "بوكو حرام" نشر الرعب في البلدات والقرى المحيطة بـ "بحيرة تشاد"، إذ تشير تقارير إلى تجدد أعمال العنف بمعدلات مرتفعة في شمال شرقي نيجيريا خلال الأشهر الأخيرة، بعد فترة من التراجع النسبي في الهجمات. ومن الأمثلة على ذلك ما حصل ليلة الـ 21 من يونيو الماضي عندما قضت امرأة بانفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع كانت تخبئها تحت حجابها، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً في الأقل داخل سوق أسماك مكتظ في بلدة كوندوغا بولاية بورنو النيجيرية، وتقول المتحدثة تشي لييل في وصف تلك الأحداث "إنها هجمات وحشية ومرعبة لأناس يعيشون تحت وطأة الخوف المستمر، فقد تكون واقفاً في أحد الأسواق ولا تعرف ما إذا كان الشخص الذي يقف إلى جوارك يحمل قنبلة". وينبه خبراء في الشؤون الإنسانية في دول حوض "بحيرة تشاد"، أجرت "اندبندنت" مقابلات معهم، من أن هذه الأزمة تواجه خطر الإهمال والنسيان على المستوى العالمي، مع انشغال وسائل الإعلام بأزمات أكثر أهمية، في وقت يزيد خفض المساعدات الإنسانية الضغوط على وضع هش أساساً. وترى لييل أن "حوض 'بحيرة تشاد' يبدو كأنه أزمة منسية، ليس فقط لأن العالم ينسى حجم المعاناة الإنسانية في دول الحوض، بل أيضاً لأنه يتجاهل أهمية الاستقرار في نيجيريا بالنسبة إلى استقرار المنطقة برمتها"، ويقول مدير البرامج في "التحالف الأفريقي من أجل طاقة مستدامة وإتاحة الوصول إليها" يوجين نفورنغوا، ومقره في ياوندي عاصمة الكاميرون، إن "هناك انطباعاً عاماً بأن 'بحيرة تشاد' لم تحظ قط باهتمام كبير من الجهات الدولية المانحة، وقد زاد خفض المساعدات تفاقم هذا التهميش، واختارت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إعطاء الأولوية لأزمات أخرى". ويلفت نفورنغوا أيضاً إلى أن الكاميرون، حيث يقدر وجود 3.3 مليون شخص ممن هم بأمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، تعاني عواقب مماثلة جراء خفض المساعدات الدولية أخيراً، لا سيما من جانب الولايات المتحدة. موركا (40 سنة) نازحة وأم لـ 10 أطفال، تقف خارج منزلها في ولاية يوبي، نيجيريا (برنامج الأغذية العالمي) ويوضح قائلاً "لقد جرى تقليص البرامج وجرى إغلاق مرافق وفقد كثير من العاملين وظائفهم، وبتنا نشهد الآن عدداً كبيراً من المنظمات تتنافس على موارد تمويلية محدودة للغاية". أما في تشاد، على الجانب الآخر من الحدود، فقد شهدت هي الأخرى خفضاً كبيراً في المساعدات، وأفاد مصدر محلي لـ "اندبندنت" بأن "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" UNHCR واجهت خفضاً هذه العام في موازنتها بنسبة 40 في المئة، على رغم تزايد أعداد اللاجئين الفارين من النزاع الدائر في السودان. ويقول المحلل في "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة" والمقيم في تشاد، أوغوستين زوسان، إنه "على صعيد المناخ أحياناً يكون هناك شح في الأمطار، وأحياناً أخرى تهطل الأمطار بغزارة"، مضيفاً "في الوقت نفسه لا تزال التهديدات الأمنية التي تمثلها جماعة 'بوكو حرام' في محيط 'بحيرة تشاد' قائمة وتشكل مصدر قلق دائم". وبحسب زوسان فإن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدها "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية" في تشاد والتي تمثل إجمال التمويل المطلوب لتلبية الحاجات الإنسانية في البلاد، لم يمول منها حتى الآن سوى 11 في المئة فقط، مشيراً إلى أن النسبة المعتادة في مثل هذا الوقت من العام تتفاوت عادة ما بين 20 و30 في المئة. وخلال مؤتمر نظمه "المعهد الدولي للبيئة والتنمية" Institute for Environment and Development في لندن الأسبوع الماضي، قدم وزير البيئة التشادي بخيت جاموس حسن تقييماً شاملاً للوضع الإنساني المتدهور في بلاده، وقال "تواجه مجتمعاتنا تحدياً ثلاثي الأبعاد يتعاظم يوماً بعد يوم، فآثار تغير المناخ المدمرة واستمرار انعدام الأمن والتزايد المضطرد في الحاجات الإنسانية"، مضيفاً "إننا نكابد تصحراً متسارعاً وجفافاً وشيكاً تتبعه فيضانات مدمرة، بينما نواصل استضافة أكثر من مليون لاجئ ونازح داخلي"، مشيراً إلى أن "تشابك هذه الأزمات لا يختزل في أرقام بل هو واقع يعيشه الملايين يومياً في صراعهم المستمر من أجل البقاء". عائلات على خط المواجهة وفي نيجيريا يتحدث العاملون في المجال الإنساني عن تفاقم حال الإرهاق واليأس بين المتضررين من الأزمة الإنسانية الممتدة منذ أعوام عدة، خصوصاً بين 3.7 مليون نازح داخلي في البلاد، يعيش أكثر من نصفهم في ولاية بورنو شمال شرق البلاد. وتقول تشي لييل إن "سكان الشمال الشرقي يعانون آثار عنف جماعة 'بوكو حرام' منذ أكثر من 15 عاماً، ويقيم كثير منهم في مخيمات للنازحين، لكن الذين ظلوا خارجها فإنهم غالباً ما يعتمدون على المساعدات الغذائية لتغطية ما تعجز عنه زراعتهم المحدودة"، مضيفة "إنهم منهكون تماماً، جسدياً ونفسيا". هؤلاء هم أشخاص مثل موركا (40 سنة) التي تتحمل بمفردها عبء إعالة 10 أطفال، إضافة إلى والدَي زوجها المفقود، وهي تعتمد على المساعدات الغذائية التي يقدمها لها "برنامج الأغذية العالمي" منذ أكثر من خمسة أعوام. وفي حديث معها خلال مهمة تقصي حقائق أجراها "برنامج الأغذية العالمي" أخيراً قالت إن "حصة الغذاء التي نتلقاها لا تكفينا سوى 15 يوماً، وبعد ذلك نعود للمعاناة من جديد، وأحياناً أمتنع من الأكل كي أضمن أن يحصل والدا زوجي المسنان وأطفالي على طعام يسد جوعهم". أما ياغانا بوكار (25 سنة) والمقيمة في ولاية بورنو مع أطفالها الأربعة، فتروي معاناة مماثلة في ظل شح الطعام على رغم ما تتلقاه من دعم من "برنامج الأغذية العالمي"، وتقول "لا نملك سوى الماء أضعه على النار ليظل يغلي، وذلك كي أطمئن أطفالي إلى أن الطعام سيكون جاهزاً قريباً، ثم يغلبهم النعاس فينامون". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في المهمة نفسها تحدث "برنامج الأغذية العالمي" مع ياكاكا التي تتلقى علاجاً لسوء التغذية لطفلها الرضيع (ثمانية أشهر)، وروت ياكاكا (25 سنة) كيف اختطفت وهي في سن الـ 18 على يد جماعة مسلحة وأجبرت على الزواج من أحد مقاتلي الجماعة، ثم أرغمت على إنجاب طفل قبل أن تتمكن من الفرار لاحقاً، وتقول "أدعو الله أن يرفع عني هذا الألم، أريد أن أنسى كل ما مررت به وكل ما لا يزال يطارد ذهني". وعلى رغم ما يقدمه "برنامج الأغذية العالمي" ومنظمات الإغاثة الأخرى من دعم فلا يزال من الصعب على كثير من الناس التخطيط للمستقبل، ويشير تقرير حديث صادر عن "مركز رصد النزوح الداخلي" Internal Displacement Monitoring Centre إلى ظاهرة لافتة، إذ يبقى عدد كبير من النازحين داخلياً في المخيمات حتى بعد انحسار مياه الفيضانات، إذ يشعرون بعدم قدرتهم على استعادة حياتهم الطبيعية نتيجة التحديات المستمرة. وبحسب تشي لييل فإنه بالنسبة إلى النازحين فإنهم "لا يرون في حياتهم سوى بارقة أمل وحيدة تتمثل في المساعدات الغذائية"، لكن مع تضاؤل هذا الدعم تتبدد تدريجاً آمال الخروج من دوامة المعاناة، وتبدو فرص حل أزمة 'حوض بحيرة تشاد' أبعد من أي وقت مضى". هذه المادة هي جزء من سلسلة "إعادة التفكير في المساعدات العالمية" Rethinking Global Aid التي تنشرها "اندبندنت"