logo
كذبة صناعة الأعداء التحليل العميق

كذبة صناعة الأعداء التحليل العميق

صراحة نيوزمنذ 13 ساعات

صراحة نيوز – كتب الدكتور عديل الشرمان
(اقرأ جيدا حتى النهاية إذا كنت تريد معرفة حقيقة ما يجري، وما ستؤول إليه الأحداث في المنطقة)
على مدى عقود مضت تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لسلسة من الاختبارات، وحرب الاستنزاف من قبل ايران، ومارست ايران أشد أنواع الاستفزاز ضدها، وكان الرد الأمريكي على كل هذه الاستفزازات خجولا، وأقل من مستوى الحدث، بالرغم من امتلاكها لأدوات الحسم، مما يجعلنا أمام مشهد مثير للاستفهام، وأمام حالة ظاهرية من الغموض.
في نهاية السبعينات من القرن الماضي احتجزت ايران عددا من الأمريكيين كرهائن، وقُتل ثمانية جنود أمريكان في سقوط مروحية أثناء عملية تحرير الرهائن، وفي بداية الثمانينات من القرن الماضي قامت بتدبير التفجيرات التي استهدفت المصالح الأمريكية في الكويت، وتم تفجير مبنى قوات المارينز الأمريكية في لبنان أسفر عن مقتل أكثر من 240 جندي أمريكي واضطرها ذلك لسحب قواتها من لبنان.
وفي منتصف الثمانينات حصلت فضيحة (كونترا) عندما عُقدت صفقة تشتري بموجبها ايران السلاح من أمريكا مقابل إطلاق سراح الرهائن الغربيين المحتجزين في لبنان، وزرع الإيرانيون الألغام في مضيق هرمز، واستخدموا قوارب هجومية لإعاقة حركة السفن والناقلات الحربية الأمريكية، وأدى ذلك لإغراق واحدة من أكبر الناقلات الأمريكية عام 87 بعد اصطدامها بلغم ايراني، هذا بالإضافة إلى تعرض حلفاء أمريكيا في المنطقة لهجمات شبه يومية من خلال أذرع ايران وميليشياتها، وهناك الكثير من الاستفزازات التي تحتاج إلى بحث مطوّل.
أسئلة كثيرة يمكن أن تكون مثارا للجدل في هذا الصدد، فما هو سر الجرأة العالية، والتنمر الكبير الذي بات السلوك المميز لإيران في المنطقة، ولماذا لم تتعدى الولايات المتحدة حد التذمر من سياساتها، ومن هو الطرف الخاسر مما يحدث، ومن هو الرابح الأكبر مما يجري، وهل باتت إيران تملك عقولا بشرية خارقة تمكنها من إجادة فن اللعب على أوتار السياسة أكثر من غيرها، أم أنها صناعة العدو في الذهنية الأمريكية، تلك الصناعة التي تنعش الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الأمريكي، وهو سر الحياة والبقاء بالنسبة لأمريكا وإسرائيل.
بعد زوال خطر العدو اللدود للولايات المتحدة الأمريكية والمتمثل بالاتحاد السوفيتي والشيوعية، جاءت كذبة صناعة الإسلام كخطر قادم يهدد أمريكيا والعالم، لهذا برز مصطلح الإرهاب، وظهرت معه التنظيمات الإرهابية التي تبنت الأفكار المتطرفة كالقاعدة، وداعش، والنصرة وغيرها، وتحت ذريعة الخطر المتمثل بالتطرف الإسلامي تم احتلال أفغانستان، ومن ثم العراق، وتدمير سوريا.
وما أن ينتهي أو يضعف العدو المرعب والمخيف، حتى تبدأ صناعة عدو آخر، ولعل تهويل الخطر الإيراني والمد الشيعي هو الخصم والعدو البديل والمفترض، لكن ليس لأمريكا والعالم في المقام الأول هذه المرة، وإنما للمنطقة العربية على وجه الخصوص، وهذا الذي يجري تسويقه على هذا الأساس، وربما حصر خطر هذا العدو بالمنطقة على وجه التحديد يجعل الفوائد عظيمة للولايات المتحدة الأمريكية خاصة وأن (البودي جارد) المعتمد والموثوق للدفاع عن المنطقة هو الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الذي يتقاضى أعلى الامتيازات والأجور مقابل عمله والتي تصل حد التريليونات.
هل وقعت إيران في الفخ، والذي تم استدراجها اليه، يتضح من مجريات الأمور أنها على الأغلب لن تنجو منه في الوقت القريب مهما حاولت القيام بأعمال تسعى من خلالها إلى تحسين صورتها الذهنية، ومهما نفذت من شروط أمريكية، ومهما التزمت بالقانون الدولي، حتى وإن وافقت على كل الشروط الأمريكية والاسرائيلية المتعلقة ببرنامجها النووي، لأن الأولويات باتت متعلقة ومرهونة بهدف أمريكي بالمقام الأول، وعالمي ثانيا، يتوافق مع نظريات صناعة الأعداء والخصوم في الفكر والذهنية الأمريكية ودوائر التخطيط فيها، ويلتقي مع أهداف إسرائيل الاستراتيجية في المنطقة.
والسؤال، لماذا يحتاج المرء إلى عدو أو خصم ظاهر في الوقت الذي يبحث فيه أو يدعي البحث عن السلم والسلام، ببساطة فإن وجود عدو بشكل دائم ومستمر يعني أن تكون يقظا ومتأهبا، ومستعدا، وتعمل على تطوير قدراتك والارتقاء بوسائلك، ويخلق لديك نوعا من التحدي يجنبك الانهيار، ويبعد الأنظار عن ما تعانيه من مشاكل داخلية، كما يقوي اللحمة بين أفراد المجتمع لمواجهة العدو المصطنع، وإليه أي للعدو المصطنع ممكن أن تعزو معاناتك وألَمك، وتجعله هدفا تنتقم منه في كل مرة تتعرض فيها لخيبات الأمل، كما أن وجود عدو مستمر يجعل الآخرين في حالة دائمة للبحث عن مضلة آمنة تحميهم مهما كلف ذلك من تريليونات ومن أثمان باهضة.
لذلك تجد أن من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية عدم التوصل لأي اتفاق مع ايران بخصوص برنامجها النووي، فالمصلحة تكمن في بقاء خطر ايران لكن دون تمكنها من امتلاك السلاح النووي، وهذا يعني أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية من خلال يدها اللئيمة الوسخة في المنطقة بضرب المفاعلات النووية لإعادتها إلى الوراء خمس إلى عشر سنوات أو أكثر، وبمساعدة العملاء في إيران وبعضهم من منتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية، ثم ما أن تعيد ترميم ما خلفته الضربات، تبدأ معها جولة أخرى من الضغط والمفاوضات تفضي إلى ضربات أخرى متكررة بحيث يبقى الخطر الإيراني قائما ومستمرا، ومن ورائه تحقق الولايات المتحدة الأمريكية المكاسب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سميح المعايطة : الأردن عقدة هؤلاء
سميح المعايطة : الأردن عقدة هؤلاء

أخبارنا

timeمنذ 4 ساعات

  • أخبارنا

سميح المعايطة : الأردن عقدة هؤلاء

أخبارنا : نعرف جميعا أن قصة الاردن مع بعض التنظيمات والجماعات الاردنية والاقليمية ومن يحتضنها ليست وليدة حدث قريب أو حرب او احتلال لكنه قصة تتعلق بعداء تلك الجهات بمخالبها الاردنية والاقليمية لهذا البلد وقيادته وفرحة الاردني باي انجاز او مناسبة لكن مايجري هو استغلال للأحداث لفتح ابواب السوء والاتهامات بحق الاردن. الاردن لم يقصف ايران، والاردن لا يمنع ايران من تحرير فلسطين وقت ان كانت ميليشياتها تنتقل من طهران الى دمشق وبغداد وبيروت، والاردن لم يمنع ايران من مناصرة حزب الله يوم ان تركته في مواجهة اسرائيل. والاردن لم يكن اسماعيل هنية في ضيافته يوم ان قتلته اسرائيل بل كان في أحضان الحرس الثوري وفي أحد مقراته، كذلك الرجل الثاني في حماس صالح العاروري قتلته اسرائيل وهو في احد مباني حزب الله في الضاحية الجنوبية في بيروت. والاردن ليس طرفا في حرب المشروعين الصهيوني والفارسي حتى يسمح لاي منهما ان يتحرك في أجواء الاردن، والغريب ان العراق قدم شكوى لمجلس الامن لان اسرائيل عبرت من اجواءه لقصف ايران بينما مؤسسات جماعة الطهر وحملة رسالة الإسلام يتهمون الاردن بفتح اجوائه لطيران الاحتلال. الاردن ادان القصف الاسرائيلي لايران وأغلق اجواءه امام الطرفين وبقي رجال الجيش وسلاح الجو في سماء الاردن حفاظا على سلامة الاردنيين وليس لاننا جزء من هذه المواجهة. الاردن واضح لكن عدو الاردن جماعة الطهر وحملة الإسلام لديهم عقدة هي الاردن لهذا نراهم في مؤسساتهم الاعلامية ومن يتبعون لهم من المناضلين يتركون اسرائيل وايران وعيونهم فقط على كذبة على الاردن. الاردن ليس من اعاد غزة للاحتلال وليس من قصف طهران وليس من قضى على نفوذ حزب الله لكنه البلد الواضح الذي لايحمل وجوها متعددة، ومع كل ازمة في المنطقة سنرى حملة الإسلام وحلفاءهم يتركون كل شيء ويخوضون حرب شتائم واتهامات ضد هذا البلد، وستبقى ارض هذا البلد محرمة عليهم... ــ الراي

العمق الاستراتيجي للنزاع الإيراني الإسرائيلي !
العمق الاستراتيجي للنزاع الإيراني الإسرائيلي !

عمون

timeمنذ 7 ساعات

  • عمون

العمق الاستراتيجي للنزاع الإيراني الإسرائيلي !

بعد الضربات الإسرائيلية لأصول عسكرية كمصانع الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي ومراكز القيادة في إيران، بالإضافة إلى أحياء سكنية يقطنها بعض كبار قادة حرس الثورة وقيادات عسكرية وسياسية وعلماء نوويون ايرانيون، وبعد الرد التقليدي لإيران الذي إنحصر في الصواريخ الباليستية والمسيرات، حيث تمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية متوسطة وبعيدة المدى، فضلاً عن مسيرات هجومية متنوعة، طرح الكثيرون العديد من التساؤلات، من أبرزها ما هو العمق الاستراتيجي للنزاع الإيراني الإسرائيلي ؟؟ لطالما إتسم الصراع الإيراني الإسرائيلي بطابع استراتيجي معقد تجاوز الجغرافيا ليأخذ أبعادًا إقليمية ودولية، هذا الصراع، وإن لم يتحول حتى الآن إلى مواجهة شاملة، إلا أنه يشهد تصاعدًا مستمرًا في التوترات عبر عمليات عسكرية غير مباشرة، وهجمات سيبرانية متنوعة، ودعماً لتنظيميات عسكرية أو سياسية متفرقة، فما هو البعد الاستراتيجي لهذا الصراع الإقليمي؟ وما الذي يمكن أن يحمله المستقبل في ظل التصعيدات الأخيرة ...! تاريخياً، بعد ظهور مفهوم الإسلام السياسي "الإسلاموية" التي جاء أعقاب سقوط نظام الشاه (محمد رضا بهلوي) وصعود الخميني للسلطة في إيران العام 1979، سعت إيران منذ بداية الثمانينيات إلى تحقيق نفوذ إقليمي في منطقة الشرق الأوسط، خاصة عبر محور المقاومة (حزب الله، حماس، الحوثيين، ميليشيات العراق)، وكان لمشاركة أيدلوجيات مختلفة مثل الإشتراكية والليبرالية والقومية دور في ترسيخ فكرة هذا النفوذ، لتتطور الأفكار الإيرانية إلى تطوير القدرات النووية كأداة ردع ولتحقيق مكانة استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط. في مقابل ذلك كان لإسرائيل رأي آخر، حيث رأت أنه من غير الممكن أن تسمح لإيران بإمتلاك أية قدرات عسكرية نووية مهما كان الثمن، وسعت إلى إضعاف أو تفكيك بنية "الممر الشيعي" الذي إمتد من طهران إلى بيروت مروراً في دمشق وبغداد، والمحافظة على تفوقها العسكري والتكنولوجي والاستخباراتي في منطقة الشرق الأوسط. إسرائيل حققت العديد من الأهداف الإستراتيجية خلال السنوات الماضية، فاغتالت العديد من القيادات العسكرية والسياسية في إيران وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين، كما وقامت بتنفيذ مئات الغارات ضد أهداف إيرانية أو تابعة لها في سوريا والعراق ولبنان، رافق كل ذلك هجوم سيبراني وإلكتروني متطور للعديد من المنشآت الحيوية في المنطقة. في خضم هذا النزاع رآى الكثير من المحللين في الجانب السياسي والعسكري إلى أن هنالك عدداً من السيناريوهات التي يمكن طرحها للنزاع الإيراني الإسرائيلي بشكله الحالي، كالتصعيد المحدود من خلال استمرار الغارات الإسرائيلية على إيران، يقابل ذلك ردود محسوبة من إيران عبر المسيرات والصواريخ أوعبر حلفائها دون الإنزلاق لحرب شاملة، هذا السيناريو مرجح في الوقت الراهن، نظراً لحسابات الربح والخسارة للطرفين، بينما يرى البعض أن حرباً إقليمية متعددة الجبهات، قد تفجر الأوضاع في المنطقة، يشعل أكثر من جبهة في المنطقة تستدعي تدخلاً دولياً لمحاولة احتواء الموقف، كما قد يكون لإتفاق ضمني أو صفقة غير مباشرة، بوساطة دولية يتم التوصل من خلالها لتفاهمات لخفض التصعيد العسكري، يشمل الإتفاق تقييد النفوذ الإيراني مقابل عدم استهدافه المباشر، هذا السيناريو ضعيف في المدى القريب بسبب غياب الثقة بين الأطراف ..! الصراع الإيراني الإسرائيلي مرشح للبقاء كواحد من أعقد النزاعات غير المعلنة في الشرق الأوسط، البعد الاستراتيجي له لا يقتصر على الأمن القومي، بل يمتد إلى مستقبل النفوذ الإقليمي وهيكل النظام العالمي المتغير، ليبقى التساؤل بشأن التصعيد القادم الذي لا محالة منه إن لم يتم كبح الديناميكيات المتسارعة للطرفين، لكن حربًا شاملة تظل خيارًا مرًا للجميع، سيُسعى لتجنبه الدول التي تمتع بالحكمة والموضوعية كالأردن الذي لطالما كانت دعوته تنصب على ضبط النفس واللجوء للتفاوض البناء المبني على تبادل المصالح المشتركة، مع تأكيد الأردن المستمر بعدم السماح بإختراق أجواءه تحت أي ظرف أو غاية.

كذبة صناعة الأعداء التحليل العميق
كذبة صناعة الأعداء التحليل العميق

صراحة نيوز

timeمنذ 13 ساعات

  • صراحة نيوز

كذبة صناعة الأعداء التحليل العميق

صراحة نيوز – كتب الدكتور عديل الشرمان (اقرأ جيدا حتى النهاية إذا كنت تريد معرفة حقيقة ما يجري، وما ستؤول إليه الأحداث في المنطقة) على مدى عقود مضت تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لسلسة من الاختبارات، وحرب الاستنزاف من قبل ايران، ومارست ايران أشد أنواع الاستفزاز ضدها، وكان الرد الأمريكي على كل هذه الاستفزازات خجولا، وأقل من مستوى الحدث، بالرغم من امتلاكها لأدوات الحسم، مما يجعلنا أمام مشهد مثير للاستفهام، وأمام حالة ظاهرية من الغموض. في نهاية السبعينات من القرن الماضي احتجزت ايران عددا من الأمريكيين كرهائن، وقُتل ثمانية جنود أمريكان في سقوط مروحية أثناء عملية تحرير الرهائن، وفي بداية الثمانينات من القرن الماضي قامت بتدبير التفجيرات التي استهدفت المصالح الأمريكية في الكويت، وتم تفجير مبنى قوات المارينز الأمريكية في لبنان أسفر عن مقتل أكثر من 240 جندي أمريكي واضطرها ذلك لسحب قواتها من لبنان. وفي منتصف الثمانينات حصلت فضيحة (كونترا) عندما عُقدت صفقة تشتري بموجبها ايران السلاح من أمريكا مقابل إطلاق سراح الرهائن الغربيين المحتجزين في لبنان، وزرع الإيرانيون الألغام في مضيق هرمز، واستخدموا قوارب هجومية لإعاقة حركة السفن والناقلات الحربية الأمريكية، وأدى ذلك لإغراق واحدة من أكبر الناقلات الأمريكية عام 87 بعد اصطدامها بلغم ايراني، هذا بالإضافة إلى تعرض حلفاء أمريكيا في المنطقة لهجمات شبه يومية من خلال أذرع ايران وميليشياتها، وهناك الكثير من الاستفزازات التي تحتاج إلى بحث مطوّل. أسئلة كثيرة يمكن أن تكون مثارا للجدل في هذا الصدد، فما هو سر الجرأة العالية، والتنمر الكبير الذي بات السلوك المميز لإيران في المنطقة، ولماذا لم تتعدى الولايات المتحدة حد التذمر من سياساتها، ومن هو الطرف الخاسر مما يحدث، ومن هو الرابح الأكبر مما يجري، وهل باتت إيران تملك عقولا بشرية خارقة تمكنها من إجادة فن اللعب على أوتار السياسة أكثر من غيرها، أم أنها صناعة العدو في الذهنية الأمريكية، تلك الصناعة التي تنعش الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الأمريكي، وهو سر الحياة والبقاء بالنسبة لأمريكا وإسرائيل. بعد زوال خطر العدو اللدود للولايات المتحدة الأمريكية والمتمثل بالاتحاد السوفيتي والشيوعية، جاءت كذبة صناعة الإسلام كخطر قادم يهدد أمريكيا والعالم، لهذا برز مصطلح الإرهاب، وظهرت معه التنظيمات الإرهابية التي تبنت الأفكار المتطرفة كالقاعدة، وداعش، والنصرة وغيرها، وتحت ذريعة الخطر المتمثل بالتطرف الإسلامي تم احتلال أفغانستان، ومن ثم العراق، وتدمير سوريا. وما أن ينتهي أو يضعف العدو المرعب والمخيف، حتى تبدأ صناعة عدو آخر، ولعل تهويل الخطر الإيراني والمد الشيعي هو الخصم والعدو البديل والمفترض، لكن ليس لأمريكا والعالم في المقام الأول هذه المرة، وإنما للمنطقة العربية على وجه الخصوص، وهذا الذي يجري تسويقه على هذا الأساس، وربما حصر خطر هذا العدو بالمنطقة على وجه التحديد يجعل الفوائد عظيمة للولايات المتحدة الأمريكية خاصة وأن (البودي جارد) المعتمد والموثوق للدفاع عن المنطقة هو الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الذي يتقاضى أعلى الامتيازات والأجور مقابل عمله والتي تصل حد التريليونات. هل وقعت إيران في الفخ، والذي تم استدراجها اليه، يتضح من مجريات الأمور أنها على الأغلب لن تنجو منه في الوقت القريب مهما حاولت القيام بأعمال تسعى من خلالها إلى تحسين صورتها الذهنية، ومهما نفذت من شروط أمريكية، ومهما التزمت بالقانون الدولي، حتى وإن وافقت على كل الشروط الأمريكية والاسرائيلية المتعلقة ببرنامجها النووي، لأن الأولويات باتت متعلقة ومرهونة بهدف أمريكي بالمقام الأول، وعالمي ثانيا، يتوافق مع نظريات صناعة الأعداء والخصوم في الفكر والذهنية الأمريكية ودوائر التخطيط فيها، ويلتقي مع أهداف إسرائيل الاستراتيجية في المنطقة. والسؤال، لماذا يحتاج المرء إلى عدو أو خصم ظاهر في الوقت الذي يبحث فيه أو يدعي البحث عن السلم والسلام، ببساطة فإن وجود عدو بشكل دائم ومستمر يعني أن تكون يقظا ومتأهبا، ومستعدا، وتعمل على تطوير قدراتك والارتقاء بوسائلك، ويخلق لديك نوعا من التحدي يجنبك الانهيار، ويبعد الأنظار عن ما تعانيه من مشاكل داخلية، كما يقوي اللحمة بين أفراد المجتمع لمواجهة العدو المصطنع، وإليه أي للعدو المصطنع ممكن أن تعزو معاناتك وألَمك، وتجعله هدفا تنتقم منه في كل مرة تتعرض فيها لخيبات الأمل، كما أن وجود عدو مستمر يجعل الآخرين في حالة دائمة للبحث عن مضلة آمنة تحميهم مهما كلف ذلك من تريليونات ومن أثمان باهضة. لذلك تجد أن من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية عدم التوصل لأي اتفاق مع ايران بخصوص برنامجها النووي، فالمصلحة تكمن في بقاء خطر ايران لكن دون تمكنها من امتلاك السلاح النووي، وهذا يعني أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية من خلال يدها اللئيمة الوسخة في المنطقة بضرب المفاعلات النووية لإعادتها إلى الوراء خمس إلى عشر سنوات أو أكثر، وبمساعدة العملاء في إيران وبعضهم من منتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية، ثم ما أن تعيد ترميم ما خلفته الضربات، تبدأ معها جولة أخرى من الضغط والمفاوضات تفضي إلى ضربات أخرى متكررة بحيث يبقى الخطر الإيراني قائما ومستمرا، ومن ورائه تحقق الولايات المتحدة الأمريكية المكاسب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store