logo
على مدار 80 عامًا.. توثيق أدبي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي

على مدار 80 عامًا.. توثيق أدبي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي

مصرسمنذ 10 ساعات

منذ نشأة الكيان الصهيوني كالسرطان الخطير فى قلب العالم العربى، وجرائم جيش الاحتلال تتوالي، فالمذابح للعزل وجرائم الحرب والإبادة العنصرية كلها باتت مفردات أساسية لقاموس الجيش الإسرائيلي، الأمر الذى وثقته عشرات الأعمال الروائية والشعرية العربية، وكشفت عن الوجه القبيح والحقيقي لجيش الصهيونية الذي لطخ الأرض الطيبة بالدم، ورسمت معالم وحشية بلا حد في إبادة العرب في كل مكان دخل فيه.
◄ المصريون وثّقوا الوحشية في التعامل مع الأسرى◄ الفلسطينيون سجلوا المذابح بأشعار عن الإبادةرسم الأدب والشعر العربي صورة واضحة المعالم للجيش الإسرائيلى، فهو جيش احتلال لا يتورع عن استخدام كل وسائل الوحشية واللا إنسانية، وهى صورة يصفها عادل الأسطة فى دراسته (اليهود فى الرواية العربية: جدل الذات والآخر)، بقوله إن الإسرائيلي رُسم فى هذه النصوص باعتباره فظا بلا رحمة، يقتل الفلسطينيين أفرادًا وجماعات، إذ تسجل الأعمال الأدبية العربية كيف قُتل اليهود على يد النازيين، إبان الحرب العالمية الثانية، ثم تبنوا النموذج النازي وطبقوه على الفلسطينيين الذين لا علاقة لهم بما جرى لليهود فى أوروبا، يحضر هنا شعر الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش، الذى يعبر عن هذا التحول: «ضحية قتلت ضحيتها، وصارت لى هويتها»، الأمر الذى فهمته النصوص الأدبية على مستوى الرواية والشعر مبكرا وعبرت عنه بكل وضوح.وتعد رواية (الأسرى يقيمون المتاريس) للأديب المصرى فؤاد حجازى، واحدة من أهم النصوص الأدبية التى تفضح الجيش الإسرائيلى، فالرواية التى نُشرت العام 1976، توثق تجربة حجازى الذى وقع فى أسر الجيش الإسرائيلى عقب هزيمة يونيو 1967، التى كشف فيها عن جرائم جيش الاحتلال فى حق الأسرى المصريين، عبر إهانتهم وتعذيبهم، فضلا عن قتل الكثير من المجندين بأسلوب أقرب للتسلية وبعيدا عن أى حقوق دولية للأسير، لكنه كشف أيضًا عن روح المقاومة فى الأسر وكيف قاوم الأسرى العدو الغاشم رغم محاولات تجويعهم ومنع مياه الشرب عنهم، وعبرت الرواية عن روح المقاومة التى استمرت حية رغم الهزيمة وقادت بعد ذلك لنصر أكتوبر 1973 المجيد، وهى نفس الروح التى نراها فى رواية (خطوات على الأرض المحبوسة) لمحمد حسين يونس، التى وصف فيها بالتفصيل ظروف الأسر القاسية والمعاملة السيئة التى تلقاها الأسرى المصريون فى معسكر عتليت.بدوره، وثق الشعر المصرى جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلى، وهو ما نجده بوضوح فى التعاطى مع مجزرة مدرسة بحر البقر أبريل 1970، حيث استشهد 30 طفلًا وأصيب 50 آخرون، فى هجوم وحشى يتنافى تمامًا مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية الدولية، الأمر الذى وثّقه الشاعر المصري صلاح جاهين، فى قصيدة (الدرس انتهى لموا الكراريس)، التى لحنها سيد مكاوى وغنتها شادية.◄ اقرأ أيضًا | رواية «شرفة الرمال».. إرادة الحياة تتحدى الألمالروايات الفلسطينية واللبنانية التي ترصد جرائم الجيش الإسرائيلى كجيش متورط فى جرائم حرب وتنفيذ مذابح ضد الفلسطينيين العزل، كثيرة، ربما تكون فى مقدمتها رواية (باب الشمس) للروائى اللبناني إلياس خوري، التى تعد واحدة من أهم الأعمال الروائية المكتوبة بالعربية على الإطلاق، فقد ذكر خورى العديد من جرائم الإسرائيليين بداية من عصابات الصهيونية فى العام 1948، وهى أول محاولة لرسم معالم شخصية أفراد الجيش الإسرائيلي الوحشية، وهى صورة ثبتتها العديد من الروايات العربية، التى تحدثت بوضوح وصراحة عن جرائم الإسرائيليين ومدى وحشيتهم فى تنفيذ مذابح لا نهائية، وهو ما نراه في رواية (الطنطورية) للروائية المصرية رضوى عاشور.ونجد تلك الروح فى أعمال عدة أخرى، تظل أحدثها رواية (تفصيل ثانوى) للروائية الفلسطينية عدنية شلبي، التي صدرت عام 2017، التى تركز صراحة على تأصيل جرائم جنود الجيش الإسرائيلى بشكل واضح وصادم، وكيف عملت آلة الدعاية الإسرائيلية المدعومة غربيا على التغطية على هذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، فالرواية تنطلق من حدث تاريخي يتعلق باغتصاب شابة بدوية فلسطينية ثم قتلها على يد جنود إسرائيليين فى صحراء النقب عام 1949، الجريمة القذرة التى مرت دون عقاب، حتى تمر عقود حتى عصرنا الحالى وتقع قصاصة صحفية فى يد فتاة من رام الله، تبدأ عملية البحث وتوثيق عملية الاغتصاب والقتل البشعة.والشعر الفلسطيني قام بدور هائل في توثيق جرائم الجيش الإسرائيلي، خصوصًا مع ما يتميز به الشعر من حيوية وارتباط بالحدث اليومى، كونه تجربة انفعالية بالأساس، لذا وثق الشعر الفلسطيني والعربى مذابح الجيش الإسرائيلي ورسم صورة المجند الإسرائيلي كشخص يقتل بلا ضوابط ولا رادع ولا احترام للقوانين الدولية والإنسانية، وهو ما نجده مثلا عند الشاعر الفلسطيني عبد الوهاب زاهدة، الذى رصد فى قصيدته (لوحة تشكيلية من جنين)، جريمة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب مجزرة جنين أبريل 2002، التى راح ضحيتها 500 شخص من الفلسطينيين العزل فى جريمة تؤكد وحشية العدو، وهو ما عبر عنه زاهدة فى قصيدته بقوله: «أنا من جنين. اسمى أمين. فى البارحة. عبرت وحوش كالحة. ذات الشمال مع اليمين قتلت أبى فى لحظة.وسحقت زهور الياسمين. لم تبق سقفًا قائمًا. لم تبق زيتونًا وتين، فى كل زاوية دم. حتى الأنين له أنين. فحبوت أسعى جاهدًا، ما بين أشلاء وطين. كى ألقى أمى ربما. غابت تُعد لنا العجين، إنى افتقدت حليبها، وحنوها فى كل حين، وظللتُ أحبو حائرًا، حتى وصلتُ المقبرة. فإذا بأمى جثة. فوق التراب مبعثرة. الرأس كان مهشمًا. والصدر منها لم أره. حاولتُ أجمعها معًا. بعظامها المتكسرة. أقبلتُ أرضع ثديها. فأتت على مجنزرة. خلطت بعظمى عظمها. صرخت بأعلى صوتها. هى مجزرة هى مجزرة».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

على مدار 80 عامًا.. توثيق أدبي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي
على مدار 80 عامًا.. توثيق أدبي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي

مصرس

timeمنذ 10 ساعات

  • مصرس

على مدار 80 عامًا.. توثيق أدبي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي

منذ نشأة الكيان الصهيوني كالسرطان الخطير فى قلب العالم العربى، وجرائم جيش الاحتلال تتوالي، فالمذابح للعزل وجرائم الحرب والإبادة العنصرية كلها باتت مفردات أساسية لقاموس الجيش الإسرائيلي، الأمر الذى وثقته عشرات الأعمال الروائية والشعرية العربية، وكشفت عن الوجه القبيح والحقيقي لجيش الصهيونية الذي لطخ الأرض الطيبة بالدم، ورسمت معالم وحشية بلا حد في إبادة العرب في كل مكان دخل فيه. ◄ المصريون وثّقوا الوحشية في التعامل مع الأسرى◄ الفلسطينيون سجلوا المذابح بأشعار عن الإبادةرسم الأدب والشعر العربي صورة واضحة المعالم للجيش الإسرائيلى، فهو جيش احتلال لا يتورع عن استخدام كل وسائل الوحشية واللا إنسانية، وهى صورة يصفها عادل الأسطة فى دراسته (اليهود فى الرواية العربية: جدل الذات والآخر)، بقوله إن الإسرائيلي رُسم فى هذه النصوص باعتباره فظا بلا رحمة، يقتل الفلسطينيين أفرادًا وجماعات، إذ تسجل الأعمال الأدبية العربية كيف قُتل اليهود على يد النازيين، إبان الحرب العالمية الثانية، ثم تبنوا النموذج النازي وطبقوه على الفلسطينيين الذين لا علاقة لهم بما جرى لليهود فى أوروبا، يحضر هنا شعر الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش، الذى يعبر عن هذا التحول: «ضحية قتلت ضحيتها، وصارت لى هويتها»، الأمر الذى فهمته النصوص الأدبية على مستوى الرواية والشعر مبكرا وعبرت عنه بكل وضوح.وتعد رواية (الأسرى يقيمون المتاريس) للأديب المصرى فؤاد حجازى، واحدة من أهم النصوص الأدبية التى تفضح الجيش الإسرائيلى، فالرواية التى نُشرت العام 1976، توثق تجربة حجازى الذى وقع فى أسر الجيش الإسرائيلى عقب هزيمة يونيو 1967، التى كشف فيها عن جرائم جيش الاحتلال فى حق الأسرى المصريين، عبر إهانتهم وتعذيبهم، فضلا عن قتل الكثير من المجندين بأسلوب أقرب للتسلية وبعيدا عن أى حقوق دولية للأسير، لكنه كشف أيضًا عن روح المقاومة فى الأسر وكيف قاوم الأسرى العدو الغاشم رغم محاولات تجويعهم ومنع مياه الشرب عنهم، وعبرت الرواية عن روح المقاومة التى استمرت حية رغم الهزيمة وقادت بعد ذلك لنصر أكتوبر 1973 المجيد، وهى نفس الروح التى نراها فى رواية (خطوات على الأرض المحبوسة) لمحمد حسين يونس، التى وصف فيها بالتفصيل ظروف الأسر القاسية والمعاملة السيئة التى تلقاها الأسرى المصريون فى معسكر عتليت.بدوره، وثق الشعر المصرى جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلى، وهو ما نجده بوضوح فى التعاطى مع مجزرة مدرسة بحر البقر أبريل 1970، حيث استشهد 30 طفلًا وأصيب 50 آخرون، فى هجوم وحشى يتنافى تمامًا مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية الدولية، الأمر الذى وثّقه الشاعر المصري صلاح جاهين، فى قصيدة (الدرس انتهى لموا الكراريس)، التى لحنها سيد مكاوى وغنتها شادية.◄ اقرأ أيضًا | رواية «شرفة الرمال».. إرادة الحياة تتحدى الألمالروايات الفلسطينية واللبنانية التي ترصد جرائم الجيش الإسرائيلى كجيش متورط فى جرائم حرب وتنفيذ مذابح ضد الفلسطينيين العزل، كثيرة، ربما تكون فى مقدمتها رواية (باب الشمس) للروائى اللبناني إلياس خوري، التى تعد واحدة من أهم الأعمال الروائية المكتوبة بالعربية على الإطلاق، فقد ذكر خورى العديد من جرائم الإسرائيليين بداية من عصابات الصهيونية فى العام 1948، وهى أول محاولة لرسم معالم شخصية أفراد الجيش الإسرائيلي الوحشية، وهى صورة ثبتتها العديد من الروايات العربية، التى تحدثت بوضوح وصراحة عن جرائم الإسرائيليين ومدى وحشيتهم فى تنفيذ مذابح لا نهائية، وهو ما نراه في رواية (الطنطورية) للروائية المصرية رضوى عاشور.ونجد تلك الروح فى أعمال عدة أخرى، تظل أحدثها رواية (تفصيل ثانوى) للروائية الفلسطينية عدنية شلبي، التي صدرت عام 2017، التى تركز صراحة على تأصيل جرائم جنود الجيش الإسرائيلى بشكل واضح وصادم، وكيف عملت آلة الدعاية الإسرائيلية المدعومة غربيا على التغطية على هذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، فالرواية تنطلق من حدث تاريخي يتعلق باغتصاب شابة بدوية فلسطينية ثم قتلها على يد جنود إسرائيليين فى صحراء النقب عام 1949، الجريمة القذرة التى مرت دون عقاب، حتى تمر عقود حتى عصرنا الحالى وتقع قصاصة صحفية فى يد فتاة من رام الله، تبدأ عملية البحث وتوثيق عملية الاغتصاب والقتل البشعة.والشعر الفلسطيني قام بدور هائل في توثيق جرائم الجيش الإسرائيلي، خصوصًا مع ما يتميز به الشعر من حيوية وارتباط بالحدث اليومى، كونه تجربة انفعالية بالأساس، لذا وثق الشعر الفلسطيني والعربى مذابح الجيش الإسرائيلي ورسم صورة المجند الإسرائيلي كشخص يقتل بلا ضوابط ولا رادع ولا احترام للقوانين الدولية والإنسانية، وهو ما نجده مثلا عند الشاعر الفلسطيني عبد الوهاب زاهدة، الذى رصد فى قصيدته (لوحة تشكيلية من جنين)، جريمة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب مجزرة جنين أبريل 2002، التى راح ضحيتها 500 شخص من الفلسطينيين العزل فى جريمة تؤكد وحشية العدو، وهو ما عبر عنه زاهدة فى قصيدته بقوله: «أنا من جنين. اسمى أمين. فى البارحة. عبرت وحوش كالحة. ذات الشمال مع اليمين قتلت أبى فى لحظة.وسحقت زهور الياسمين. لم تبق سقفًا قائمًا. لم تبق زيتونًا وتين، فى كل زاوية دم. حتى الأنين له أنين. فحبوت أسعى جاهدًا، ما بين أشلاء وطين. كى ألقى أمى ربما. غابت تُعد لنا العجين، إنى افتقدت حليبها، وحنوها فى كل حين، وظللتُ أحبو حائرًا، حتى وصلتُ المقبرة. فإذا بأمى جثة. فوق التراب مبعثرة. الرأس كان مهشمًا. والصدر منها لم أره. حاولتُ أجمعها معًا. بعظامها المتكسرة. أقبلتُ أرضع ثديها. فأتت على مجنزرة. خلطت بعظمى عظمها. صرخت بأعلى صوتها. هى مجزرة هى مجزرة».

فيديو يثير الجدل حول ميلوني وخبراء نفس يوضحون حقيقة تعبيرات وجهها
فيديو يثير الجدل حول ميلوني وخبراء نفس يوضحون حقيقة تعبيرات وجهها

مصراوي

timeمنذ 13 ساعات

  • مصراوي

فيديو يثير الجدل حول ميلوني وخبراء نفس يوضحون حقيقة تعبيرات وجهها

وكالات في مشهد أثار تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، تداول ناشطون مقطع فيديو يظهر رئيسة وزراء إيطاليا، جورجا ميلوني، بملامح وتعابير وجه غريبة خلال مؤتمر صحفي عُقد على هامش قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو". وظهرت ميلوني، زعيمة حزب "إخوة إيطاليا"، في الفيديو الذي حظي بانتشار واسع عبر المنصات الرقمية ووسائل الإعلام، وهي تحدق بعينين واسعتين، وتبدو فاقدة للتركيز والانتباه، إذ بدت مستمرة في عض شفتيها ولعقهما، فضلًا عن تنفسها بصوت مرتفع من أنفها ولمسه بشكل متكرر. لكن ظهور ميلوني، التي دخلت التاريخ الإيطالي كأول امرأة تتولى رئاسة الحكومة بعد الحرب العالمية الثانية، بهذا الشكل المثير للجدل والذي دفع البعض بالقول إنها تتعاطى مواد مخدرة لم يكن الأول من نوعه بين المسؤولين الأوروبيين، حيث سبقتها مشاهد مشابهة أثارت التكهنات، كان أبرزها للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير الماضي. وظهر زيلينسكي في مقطع مصور وهو يحرك عينيه بشكل متوتر من جهة إلى أخرى، ويغير وضعية يديه ورأسه بعشوائية، إضافة إلى تغيرات واضحة في تعابير وجهه، إذ بدا وكأنه يفتح فمه ويغلقه دون تركيز أثناء الاستماع إلى أسئلة الصحفيين. وقبل واقعة زيلينسكي، لاحقت الشكوك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والزعيم الألماني فريدريش ميرتس، خلال رحلة عودتهما من زيارة إلى العاصمة الأوكرانية كييف. وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنه يظهر لحظة ضبطهما وهما يتعاطيان مواد مخدرة داخل مقصورة قطار. إلا أن قصر الإليزيه سارع إلى نفي هذه المزاعم جملة وتفصيلًا، مؤكدًا في بيان رسمي أن ما أمسكه الرئيس ماكرون لم يكن سوى منديلًا ورقيًا مستخدمًا. وعلق عدد من أساتذة الطب النفسي على الفيديو المتداول لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني والذي ظهرت فيه خلال بتعبيرات وجه غريبة، حيث قال رواد مواقع التواصل الاجتماعي إن هذه التعبيرات جاءت نتيجة تعاطي المواد المخدرة، الأمر الذي نفاه الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي. وقال استشاري الطب النفسي إن التعبيرات التي ظهرت على وجه رئيسة الوزراء الإيطالية خلال مؤتمر حلف الناتو لا تحمل أي دلالة على أنها تتعاطى المواد المخدرة كما رجح البعض. وأوضح فرويز خلال تصريحاته لمصراوي أن تعبيرات وجه رئيسة وزراء إيطاليا جاءت نتيجة تعرضها لرد فعل غير متوقع تجاه موقف معين أو حدث ما مؤكدا على أنها لا تمت بصلة بأعراض متعاطي المخدرات. وفي سياق متصل أكد الدكتور هشام رامي استشاري الطب النفسي على أن مدمني المواد المخدرة لا تظهر على وجههم أي من التعبيرات التي ظهرت على وجه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني. وأوضح رامي في تصريحاته لمصراوي أن رئيسة الوزراء الإيطالية تفاجأت من أحد المواقف مما دفعها للظهور بتعبيرات الوجه المثيرة للجدل مؤكدا على اتزانها وعدم تعاطيها للمواد المخدرة على الإطلاق. وفي سياق آخر قالت الدكتورة رضوى السعيد استاذة الطب النفسي إن تعبيرات الوجه التي ظهرت على رئيسة الوزراء الإيطالية خلال مؤتمر حلف الناتو يحمل عدة احتمالات قد تكون تعرضت لها. وأوضحت السعيد خلال تصريحاتها لمصراوي أن من الوارد أن تكون رئيسة الوزراء الإيطالية قد تناولت كحول قبل بدء المؤتمر أو تعاني من آلام بالمعدة مما جعلها تظهر بذلك الشكل المفاجئ. وأضافت السعيد قائلا " من الوارد أيضا أن تكون رئيسة الوزراء الإيطالية قد تعرضت لنتيجة مفاجأة تجاه موقف معين". يبدو أن الشقراء الأوروبية انتشت أكثر من اللازم.. 🤷‍♂ June 27, 2025

«الأطلسيون» والحرب الدائمة
«الأطلسيون» والحرب الدائمة

بوابة الأهرام

timeمنذ 13 ساعات

  • بوابة الأهرام

«الأطلسيون» والحرب الدائمة

انتهت، مؤخرا، قمة حلف شمال الأطلسى (الناتو)، التى عُقدت بمدينة لاهاى الهولندية يومى 23و 24 يونيو،بإجماع الدول الأعضاء فى الحلف على زيادة إنفاقها العسكرى بنسبة 5%، وهى النسبة التى تم التوافق على أنها تحافظ على القدرات الدفاعية للحلف فى مواجهة ما يهدده خاصة التهديد الروسى المتزايد حسب ما ورد فى الاجتماع. ما عده ترامب انتصارا رائعا لدول الحلف العتيد. ويشار، فى هذا المقام، إلى أن توجه «الأطلسيون» إلى زيادة حجم الإنفاق العسكرى ابتكارا وإنتاجا ــ بنسبة 5%، إنما يعنى انحياز الحلف إلى «العسكرة». أخذا فى الاعتبار أن حجم الانفاق على التسليح لدول الحلف مجتمعة لسنة 2024 كان يقترب من التريليون ونصف التريليون دولار. ونذكر هنا بما كتبناه قبل أسابيع عن عسكرة أوروبا. وإذا ما أضفنا ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية بضربات مباشرة على إيران بأسلحة تنفرد بها، غاية فى التقدم، تطلقها من قواعدها المنتشرة فى أرجاء المعمورة فإننا نجد أنفسنا أمام لحظة تاريخية تتسم بالعسكرة. وقد رأينا كيف دفعت هذه العسكرة إلى اشتعال أكثر من حرب فى العديد من المواقع فى العالم. وأنها ــ يقينا ــ سوف تدفع إلى الحرب مستقبلا فى مواقع أخري، ومجددا فى مواضع كنا نعتقد أن الحرب توقفت فيها. ويبدو لى أن ما أجمع عليه «الأطلسيون» فى اجتماعهم الأخير يمكن اعتباره إعادة إحياء للمبدأ التاريخى الذى تأسس وفقه الحلف سنة 1949 القائل: «الواحد للكل والكل للواحد». ورد هذا المبدأ فى الوثيقة التأسيسية لحلف شمال الأطلسى وكان مقصودا به تحالف وتعبئة موارد دول المعسكر الغربى الرأسمالى الأطلسى فى مواجهة المعسكر الشرقى الاشتراكي. وها هو اليوم يتم تجديد العمل به لمواجهة الأقطاب ــ القوى البازغة التى باتت تتنافس مع دول الحلف على تقاسم العالم جيو ـ سياسيا من أجل الهيمنة على الثروات والموارد. كذلك تفعيل ما ورد فى الفقرة 13 من وثيقة «المفهوم الاستراتيجي» Strategic Concept؛ التى صدرت فى يونيو 2022 عشية احتفاله بيوبيله الماسى (الذكرى ال 75 سنة على تأسيسه) التى تنص على الآتي: التحدى الذى تمثله الصين (وروسيا التى ورد ذكرها فى هذا السياق فى أكثر من موضع لاحق ومن خلال الأحاديث الشفاهية لقيادات الحلف) لمصالح وأمن وقيم دول حلف الأطلسى وذلك من خلال الوجود المادي: الاقتصادي، والعسكري، والسياسي، فى كثير من الدول والمناطق الحيوية فى العالم «بغرض السيطرة (حسب الوثيقة وإن كنت أميل إلى استخدام كلمة الاحتكار) على القطاعات التكنولوجية والصناعية والبنية التحتية الحيوية والمواد الإستراتيجية وسلاسل التوريد». ذلك لأن فوز هذه القوى بالسيطرة (الاحتكار) سوف يؤدى إلى «تدمير» subvert القواعد التى يقوم عليها النظام الدولى الراهن». وقد علقنا عليها فى حينها بقولنا إننا بصدد سياق دولى جديد يحل فيه: «الصدام الإمبريالي» محل «الصراع الأيديولوجي». وبالرغم من أن هناك اختلافا ــ لا شك ــ نوعيا بين الصراع الأيديولوجى الذى عرفه السياق الدولى عقب الحرب العالمية الثانية وبين الصدام الإمبريالى الدائر اليوم فإن الأهداف النهائية لكل من الصراع والصدام واحدة ألا وهي: إحكام السيطرة الاقتصادية على السياقات الجيو ــ سياسية المختلفة، واحتكار الثروات والموارد الطاقوية والمعدنية، والتكنولوجيا الرقمية بقطاعاتها المختلفة. ولا تختلف كثيرا «الهندسات» التى تمارسها إمبرياليات هذا العصر عن تلك الهندسات التى مارستها الإمبرياليات التاريخية قديما. وإذا ما رجعنا إلى دليل أكسفورد للاقتصاد الامبريالى Oxford Handbook of Economic Imperialism؛ (700 صفحة ــ 2022)، سوف يتأكد لنا كيف أن الحصاد النهائى لكل من: الإمبرياليات التاريخية والمعاصرة، على السواء، قد أسهمت وتسهم فى تعميق فجوة اللامساواة التاريخية بين القلة الثروية، (الأوليجاركية) المحركة لإمبرياليات المركز: الغربية ــ الأطلسية من جهة، والإمبراطورية ــ الشرقية من جهة أخري، وبين الكثرة المواطنية فى العالم. وذلك داخل البلد الواحد ــ أخذا فى الاعتبار ان دول المركز الغنية غير مستثناة ــ وبين الدول وبعضها البعض. ولا غرابة أن يواكب تلك اللامساواة التاريخية الظواهر المزمنة ــ المحتقنة التالية: الفقر الشديد، والجوع، والبطالة، والديون، وانتهاك وإنهاك للبيئة وللمناخ، وتجدد السلب والاستغلال للبشر فيما بات يُعرف بالعبودية الجديدة، وتأجيج للصراع الطبقي. ويضاف إلى ما سبق أن الإمبرياليات الحالية قد أضافت مثالب لم تكن تعرفها الامبرياليات التاريخية تتعلق بالتسابق على ترقية القدرات النووية والتهديد بها تكتيكيا واستراتيجيا من أجل ردع المنافسين، كذلك دعم الإرهاب العابر للحدود لتأمين المصالح، وتأسيس الشركات العسكرية الخاصة التى تقوم بالأعمال «القذرة» فى أنحاء العالم. ولعل مراجعة نوعية وكم التبادل التجارى اللامتكافئ بين الامبرياليات الحالية ودول العالم توضح ما آلت إليه أوضاع العالم. المفارقة الجديرة بالانتباه هى أنه فى الوقت الذى يتضامن فيه الأطلسيون بدعم الإنفاق العسكرى من أجل امتلاك الردع المطلوب تجاه الخصوم، نجد فى المقابل تقاعسا ــ بدرجات متفاوتة ــ عن الوفاء بالالتزامات الإنسانية، والبيئية / المناخية،...،إلخ، التى من شأنها حماية الكوكب ومواطنيه من الكثير من الأخطار الكارثية. والأخطر هو وضع العالم على حافة الخطر يعانى كابوس الإسراع بنهايته. لذا يعتبر بعض المعلقين، أن ما خلص إليه لقاء الأطلسى بلاهاى هو بمثابة إعلان حرب خاصة مع تحديد الخصم (الخصوم ضمنا) الذي/ الذين عليهم مجابهته / مجابهتهم. يمثل هذا الإعلان الأطلسى وصلا للحرب التى ظن العالم أنها توقفت عقب الحرب العالمية الثانية إلا أن الواقع يؤكد أنها لا تزال ممتدة إلى اليوم، وإن اختلفت التوجهات (من الأيديولوجى إلى الإمبريالى الصريح) إلا أن الأهداف لم تزل هى هى دون تغيير. إنها حرب ممتدة منذ القدم، ولكن بتجليات مختلفة. حرب صارت دائمة ليس بين أقطاب متعددة توازن بين مصالح أقطابها دون توافق تام فى المصالح حسب المستشار الألمانى الشهر «أوتو فون بسمارك» (1815 ــ 1898) وإنما بين أعداء يعملون على ردع بعضهم البعض. إنها حرب سيدفع ثمنها الكثرة المواطنية التى تعاني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store