logo
الملابس الواقية من الشمس.. هل حقا تحميك من الأشعة فوق البنفسجية؟

الملابس الواقية من الشمس.. هل حقا تحميك من الأشعة فوق البنفسجية؟

الجزيرة٢٦-٠٧-٢٠٢٥
مع تزايد الوعي العالمي بمخاطر التعرض المفرط لأشعة الشمس، خصوصا الأشعة فوق البنفسجية، بات البحث عن وسائل وقاية فعالة وآمنة أمرًا ضروريا لا يمكن تجاهله. ورغم أن واقيات الشمس التقليدية لا تزال الخيار الأكثر استخدامًا، بدأت الملابس الواقية من الشمس تفرض حضورها كبديل أو مكمل يحظى باهتمام متزايد. فبينما يراها البعض وسيلة أكثر كفاءة واستدامة في الحماية، يبدي آخرون شكوكًا حول فاعليتها الحقيقية.
ومع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وتزايد النشاطات في الهواء الطلق، يبرز التساؤل: هل توفر هذه الملابس حماية فعلية تتفوق على الكريمات؟ أم إنها مجرد موضة تسويقية عابرة؟
كيف تعمل الملابس الواقية من الشمس؟
تعتمد الملابس الواقية من الشمس على تصميم خاص ونسيج معالج يهدف إلى حجب الأشعة فوق البنفسجية ومنعها من اختراق الجلد، وتقاس مدى فاعليتها باستخدام مؤشر "يو بي إف" (UPF) اختصارا لعامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، وهو معيار عالمي يوازي عامل الحماية من الشمس "إس بي إف" (SPF) المستخدم في الكريمات الواقية، لكنه مخصص للمنسوجات. على سبيل المثال، فإن الملابس التي تحمل تصنيف UPF 50+ توفر حماية عالية جدا بحجبها نحو 98% من الأشعة فوق البنفسجية، وذلك يعني أنها تسمح بمرور 2% فقط، بينما الملابس بتصنيف UPF 30 تحجب حوالي 96.7%.
ووفقا للجمعية الأميركية للأمراض الجلدية، فإن الملابس الواقية من الشمس تعد أحد الطرق الأساسية للحماية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية، وتوصي بارتداء ملابس تحمل رقم عامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.
تتميّز الملابس الواقية من الشمس بأنها تحتفظ بفاعليتها لفترة طويلة، من دون أن تتأثر بالعرق أو الماء كما يحدث مع الكريمات الواقية، ما دامت في حالة جيدة وخالية من التمزق أو التآكل. ولهذا، تعد خيارا عمليا وموثوقا، خاصة خلال الأنشطة الخارجية الممتدة أو في المواقف التي يصعب فيها إعادة وضع الواقي الشمسي بشكل متكرر، مثل التمارين الرياضية أو الرحلات الطويلة.
كيف تختلف هذه الملابس عن الأقمشة العادية؟
ليس كل ما نرتديه يوفر حماية فعالة من أشعة الشمس، فكثير من الملابس اليومية المصنوعة من أقمشة خفيفة مثل القطن أو الكتان، على الرغم من كونها مريحة ومناسبة لأجواء الصيف، قد تتيح مرور نسبة كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية إلى الجلد، حتى إن لم تكن شفافة.
يقول الدكتور ديبورا سارجنت، أستاذ الأمراض الجلدية في جامعة يوتا، إن "كثيرا من الناس يعتقدون أن مجرد ارتداء الملابس يحمي من الشمس، لكن هذا اعتقاد خاطئ. فالأقمشة العادية قد توفر حماية مؤقتة أو محدودة، في حين أن الملابس الواقية مصممة خصيصا لحجب الأشعة بنسبة كبيرة، وتظل فعالة حتى بعد الغسيل المتكرر".
نعم، ملابسك قد تحميك من الشمس، لكن مستوى الحماية يختلف حسب عوامل متعددة، لذا يجب اختيارها بعناية:
نوع القماش وكثافته:
تعد الأقمشة الصناعية المعالجة أكثر فاعلية في الحماية من أشعة الشمس مقارنة بالأقمشة الطبيعية، وذلك بفضل كثافتها العالية وحياكتها المحكمة التي تحدّ من نفاذ الأشعة فوق البنفسجية. كذلك تسهم الملابس ذات النسج الضيق أو المتعددة الطبقات، مثل القمصان المزدوجة الطبقة، في تعزيز مستوى الوقاية بشكل ملحوظ، من خلال تقليص المساحات التي قد تسمح بمرور الأشعة الضارة إلى الجلد.
لون القماش:
توفر الألوان الداكنة مثل الأسود والأزرق الغامق حماية أفضل من الأشعة، بينما قد تؤمن بعض الألوان الفاتحة حماية جيدة إذا كانت مصنوعة من أقمشة معالجة ومتخصصة.
تأثير البلل والتمدد:
تفقد بعض الأقمشة، مثل القطن، جزءا من قدرتها على الحماية عند البلل، في حين تصمم بعض الملابس الواقية لتبقى فعالة حتى في الظروف الرطبة. أما الملابس المطاطية أو القابلة للتمدد فقد تقل فاعليتها إذ يسبب التمدد زيادة في مسامية النسيج، مما يسمح بنفاذ الأشعة فوق البنفسجية.
طريقة التصنيع:
بعض العلامات التجارية تستخدم تقنيات متقدمة لدمج مركبات واقية من الأشعة داخل الألياف نفسها، وليس فقط معالجتها على السطح، مما يجعل الحماية أكثر ديمومة بعد الغسل والتعرض للماء.
متى ينصح باستخدام الملابس الواقية من الشمس؟
تستخدم هذه الملابس في مجموعة واسعة من الأنشطة والمناسبات، وتشمل:
على الشاطئ أو أثناء السباحة: تستخدم الملابس المصنوعة من مواد تجف بسرعة وتحافظ على فاعليتها حتى بعد البلل.
أثناء الرياضة: مثل الجري وركوب الدراجات والتجديف، حيث يصعب إعادة استخدام واقي الشمس أثناء التمرين.
أثناء العمل أو النشاط الخارجي: مثل العمل في الزراعة، أو التنزه والمشي في الهواء الطلق، أو حتى القيادة لفترات طويلة.
في السفر: خاصة إلى المناطق الاستوائية أو الصحراوية ذات الشمس الساطعة طوال اليوم.
ويُجمع الخبراء على أن الملابس الواقية من الشمس تمثّل خط الدفاع الأول ضد الأشعة فوق البنفسجية، إذ توفّر القمصان والبناطيل والقبعات حماية فعالة للمناطق المغطاة من الجسم. ولأن مناطق الوجه واليدين والرقبة تبقى مكشوفة في العادة، فإن استخدام واقٍ شمسي واسع الطيف يظل ضروريا لضمان وقاية شاملة.
وتوضح الدكتورة شيلبي خيتاربال، اختصاصية الأمراض الجلدية في مستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأميركية، أن معظم الأقمشة المصممة للحماية من الشمس التي تحمل عامل حماية (UPF) يعادل 50 أو أكثر تكون غالبًا أكثر فاعلية من العديد من أنواع واقيات الشمس التقليدية. لكنها تشدد على أهمية الجمع بين الملابس الواقية والكريمات الواقية لتحقيق أفضل مستويات الحماية من الحروق الشمسية وسرطان الجلد.
كيفية اختيار الملابس الواقية المناسبة
عند شراء ملابس مقاومة للشمس، يُفضّل اختيار قطع تحمل تصنيف حماية من الأشعة فوق البنفسجية (UPF) لا يقل عن 30، ويفضّل أن يكون 50 أو أكثر. يُنصح أيضًا بالالتزام بتعليمات الغسيل المرفقة للحفاظ على فاعلية النسيج في صدّ الأشعة. وللحصول على منتج موثوق، يُستحسن اختيار ملابس تحمل ختم اعتماد من جهات معروفة مثل مؤسسة سرطان الجلد أو الجمعية الأميركية للأمراض الجلدية، مما يشير إلى أن القطعة خضعت لاختبارات صارمة وثبتت قدرتها على الحماية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التصاميم التي تعزز مستوى الوقاية هي تلك التي تغطي أكبر مساحة ممكنة من الجسم مثل القمصان ذات الأكمام الطويلة والبناطيل الخفيفة والقبعات الواسعة، كما تسهم الألوان الداكنة والأنسجة المحكمة في الحد من نفاذ الأشعة الضارة بشكل أكبر من الأقمشة الفاتحة أو الخفيفة.
وتشير الأدلة العلمية والطبية إلى أن الملابس الواقية من الشمس ليست مجرد موضة جديدة، بل أداة فعالة للحماية من الأشعة فوق البنفسجية، وتشكل عنصرا مهما ضمن خطة الحماية الكاملة من الشمس.
لكن للحصول على أفضل النتائج، يجب دمجها مع عناصر حماية أخرى، مثل البقاء في الظل، واستخدام نظارات شمسية والواقي الشمسي على المناطق المكشوفة.
وسواء كنت رياضيا، أو من محبي الشواطئ، أو حتى تعمل في الهواء الطلق، فإن الاستثمار في ملابس واقية من الشمس هو استثمار في صحة بشرتك وسلامتك على المدى البعيد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ذاكرة الجينات.. كيف يبقى أثر المجاعة في الجسد والدماغ أجيالا؟
ذاكرة الجينات.. كيف يبقى أثر المجاعة في الجسد والدماغ أجيالا؟

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

ذاكرة الجينات.. كيف يبقى أثر المجاعة في الجسد والدماغ أجيالا؟

يمر قطاع غزة حاليا بمجاعة ساحقة وصفت بأنها "الأسوأ" في العالم، لكن الأسوأ من ذلك أنها لا تتوقف، بل تتفاقم بشكل أسّي يوما بعد يوم. يدفعنا ذلك إلى تأمل آثار المجاعة طويلة الأمد على البشر، والواقع أن دراسة شتاء الجوع الهولندي، وهي فترة خلال الحرب العالمية الثانية التي شهدت انخفاضا شديدا للغذاء في هولندا، كانت من أشهر الدلائل على أن المجاعة لا تنتهي بإطعام الجائعين، بل تترك أثرا قد يمتد أجيالا مستقبلا. وجد الباحثون في هذا النطاق، أن الأطفال الذين كانوا في بطون أمهاتهم أثناء المجاعة، عانوا من آثار صحية طويلة الأمد، مثل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري واضطرابات الصحة النفسية في مراحل لاحقة من الحياة. ذاكرة الجينات ويُعتقد أن هذه التغيرات ناتجة عن تعديلات جينية، حصلت للأم وانتقلت للجنين، استجابةً لسوء التغذية أثناء نموه. ويشير مفهوم "الذاكرة الجينية" إلى إمكانية انتقال التجارب أو السلوكيات أو السمات عبر الأجيال من خلال المادة الوراثية، وبينما يُعتقد تقليديًا أن الذاكرة تجربة فردية مخزنة في الدماغ، اقترح بعض الباحثين أن تجارب خاصة جدا، مثل الجوع الشديد والمرض، قد تترك بصمات بيولوجية تنتقل عبر الأجيال. نعرف أن الجينات هي ببساطة شفيرة الحياة، توجد في الحمض النووي، وكأنه كتاب يحمل توجيهات لتصنيع كل شيء في جسم الكائن الحي، فتجد هنا مجموعة من الجينات المسؤولة عن لون الشعر، وأخرى مسؤولة عن طول الجسم، ويمتد الأمر وصولا إلى أدق التراكيب الخلوية في أجسامنا، وبقية الكائنات الحية. وتشير فكرة ذاكرة الجينات إلى أن جيناتنا قد تحمل علامات ضغوط بيئية (مثل المجاعة أو سوء التغذية) تؤثر على صحة الأجيال القادمة أو سلوكها أو وظائفها الفزيولوجية. التعبير الجيني ولا تعني الذاكرة الجينية أن الذكريات (مثل ذكريات أحداث معينة) تكون مشفّرة مباشرة في الحمض النووي. بل تشير إلى إمكانية تأثير العوامل البيئية على ما يسميه العلماء بعملية "التعبير الجيني"، وأن هذه التغييرات يمكن أن تنتقل عبر الأجيال. ويتم استكشاف هذا الأمر أساسًا من عملية تُعرف باسم علم التخلق. إعلان ويعرف التعبير الجيني بأنه عملية تترجم فيها المعلومات الموجودة في الجينات إلى بروتينات تؤدي وظائف في الجسم. ببساطة، يمكن التفكير في الجينات كخطط أو تعليمات موجودة في الحمض النووي، بينما البروتينات هي الأدوات أو الآلات التي تنفذ هذه الخطط. على سبيل المثال، إذا كان لديك جين مسؤول عن إنتاج الإنزيمات الهاضمة في المعدة، فهذا الجين يُعبِّر عن نفسه عندما تأكل الطعام، فينتج البروتين الخاص بالإنزيمات للمساعدة في الهضم. فوق الجينات في تلك النقطة يتدخل " علم الوراثة فوق الجينية"، ويرصد تغيرات في نشاط الجينات لا تتضمن تعديلات في تسلسل الحمض النووي نفسه، ولكنها تؤثر على كيفية التعبير الجيني. يمكن أن يحدث هذا من آليات مثل "مثيلة الحمض النووي"، وهي عملية إضافة مجموعة كيميائية تسمى الميثيل إلى الحمض النووي، مما يؤدي إلى تغييرات في كيفية تعبير الجينات دون تغيير تسلسلها، حيث يمكن أن تؤثر المِثْيَلَة في تنشيط أو إيقاف الجينات، مما يؤثر على وظائف الخلايا وتطور الكائنات الحية. عندما يعاني الكائن الحي من الجوع أو سوء التغذية فترات طويلة، يتكيف جسمه من خلال تغيرات فوق جينية تساعده على التعامل مع الإجهاد. يمكن أن تشمل هذه التغيرات تغيير المسارات الأيضية، بجعلها مركزة ومختصرة للحفاظ على الطاقة وإعطاء الأولوية للوظائف الأساسية. كما يمكن أن يؤدي الجوع إلى تغيرات في كيفية التعبير عن بعض الجينات المشاركة في تخزين الدهون، وتنظيم الجوع، أو أيض الجلوكوز، وإذا ساعدت هذه التغيرات الكائن الحي على البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف قاسية، فقد تنتقل إلى الأبناء. من جانب آخر، يعد الجوع شكلا من أشكال الإجهاد الشديد، ومن ثم قد يؤدي الجوع المزمن إلى تغيرات طويلة الأمد في جينات الاستجابة للإجهاد، مما قد يؤثر على كيفية استجابة الأجيال القادمة للضغوطات البيئية مثل ندرة الغذاء. كما يمكن أن يؤدي الجوع إلى ضعف الجهاز المناعي، مما قد يُغيّر الجينات المسؤولة عن الاستجابات المناعية، ومن ثم فإذا مر الفرد بهذه التجربة، رغم ضعف جهازه المناعي، فقد تنتقل التكيفات الجينية التي مكّنته من التأقلم إلى أبنائه. حتى الدماغ ويجري ذلك على كل شيء، حيث يمكن أن يؤثر الجوع، وخاصةً خلال المراحل المبكرة من الحياة، على نمو الدماغ، بشكل يظهر مستقبلا على المزاج والوظيفة الإدراكية في الأطفال الذين لم يختبروا المجاعة أصلا، ولكنّ آباءهم اختبروها. يظهر ذلك أيضا في تجارب النماذج الحيوانية، حيث أظهر الباحثون أن التوتر الغذائي يمكن أن يؤدي فعلا إلى وراثة التغيرات الجينية عبر الأجيال. على سبيل المثال، أظهرت الفئران التي تعرضت لنظام غذائي محدود أثناء الحمل تغيرات سلوكية في ذريتها، مثل زيادة القلق أو تغير سلوكيات التغذية، والتي ارتبطت بتعديلات جينية في جينات معينة. ويبدو أن هذه التغيرات السلوكية قد وُرثت للجيل التالي، على الرغم من أن الأحفاد لم يتعرضوا لنفس القيود الغذائية. يؤثر على كل شيء بل ويجري الأمر على الآباء والأمهات أنفسهم كما يفترض فريق من العلماء، أجرى تجارب على الفئران في عام 2017، إذ قام باحثون من جامعة سانت ماري في تكساس بتقييد تناول الطعام لدى الفئران البالغة بشكل كبير في ثلاث مناسبات منفصلة خلال حياتها. وفي أول فترتين من المجاعة، فقدت الحيوانات 20% من كتلة أجسامها. وفي فترة المجاعة الثالثة، وهي الأطول، فقدت 30%. وقد وجد الفريق البحثي أن الفئران التي عانت من المجاعة كانت درجة حرارة أجسامها ومستويات سكر الدم لديها أقل مقارنةً بفئران سليمة خضعت لمجموعة التحكم. ويعني ذلك أن التكيفات الفسيولوجية خلال فترات الجوع أثرت على حالة الفئران بعد ذلك، وكأنها جهزتها للمجاعة القادمة، حيث كان جهدها يحتفظ بالدهون المخزنة للحصول على الطاقة، بشكل أفضل. وتشير الدراسة، التي أعلن عنها في الاجتماع السنوي للجمعية الفسيولوجية الأميركية في معرض الأحياء التجريبية 2017 في شيكاغو، إلى أن فترات الجوع الشديد السابقة أثرت على الإستراتيجيات التي اتبعتها الفئران في فترات الجوع التالية. يشير ذلك إلى أن الجوع يتخطى زمن المجاعة، ويترك ندبا تظل مستمرة وذات أثر في حياة الذين عانوا منه، بل وذريتهم المستقبلية.

هل تعاني من الأرق؟ الحل قد يكون في اليوغا والمشي والتاي تشي
هل تعاني من الأرق؟ الحل قد يكون في اليوغا والمشي والتاي تشي

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

هل تعاني من الأرق؟ الحل قد يكون في اليوغا والمشي والتاي تشي

يعاني كثير من الناس من صعوبات في النوم تؤثر سلبا على صحتهم النفسية والجسدية. وبينما يلجأ البعض إلى الأدوية أو العلاجات التقليدية، تشير دراسات حديثة إلى أن ممارسة الرياضة قد تكون وسيلة طبيعية وفعالة للتغلب على الأرق وتحسين جودة النوم. فقد أظهرت أبحاث أبرزها موقع "أبونيت.دي" أن أنشطة مثل اليوغا، والتاي تشي، والمشي، والركض، تترك أثرا ملموسا على مدة النوم وجودته، بل وتتفوق في بعض الحالات على وسائل العلاج الدوائي. وفي هذا السياق، قام فريق بحثي بتحليل نتائج 22 دراسة علمية شارك فيها ما مجموعه 1348 شخصا يعانون من الأرق، وتضمنت الدراسات 13 نوعا من العلاجات المختلفة، كان من بينها أنشطة بدنية مثل اليوغا، والتاي تشي، والمشي، والركض، إلى جانب تمارين لتقوية العضلات وزيادة القدرة على التحمل. نتائج فعالة للرياضة في تحسين النوم نتائج التحليل أظهرت أن بعض الأنشطة الرياضية أسهمت في تحسين مؤشرات النوم لدى المشاركين بشكل يفوق ما حققته بعض الأساليب التقليدية، وجاءت أبرز النتائج كالتالي: اليوغا: ساعدت على زيادة إجمالي مدة النوم بنحو ساعتين، وقللت من الوقت الذي يحتاجه الشخص للخلود إلى النوم بحوالي 30 دقيقة. المشي والركض: أسهما في تقليل شدة الأرق بوضوح، وساعدا على تحسين نوعية النوم لدى المشاركين. التاي تشي: أدى إلى زيادة مدة النوم بما يزيد عن 50 دقيقة، وقلل الوقت اللازم للغفوة بحوالي 25 دقيقة، كما خفف من فترات الاستيقاظ أثناء الليل. ما سر فعالية هذه الرياضات تحديدا؟ الباحثون سعوا إلى فهم الأسباب الكامنة وراء هذا التأثير الإيجابي، وأوضحوا أن كل نوع من هذه الرياضات يمتاز بخصائص فسيولوجية ونفسية تسهم في تحسين النوم بعدة آليات: اليوغا تحفّز الوعي الجسدي، وتعزز التحكم في التنفس والانتباه، مما يُحدث تغييرات إيجابية في نشاط الدماغ. كما تساعد على تخفيف أعراض القلق والاكتئاب، وهما من أبرز العوامل التي تؤثر سلبا على النوم العميق والمريح. المشي والركض يرفعان مستوى استهلاك الطاقة ويخفضان إنتاج هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول، كما يعززان إنتاج هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم إيقاع النوم. التاي تشي يجمع بين حركات تأملية وتنفس منتظم يؤدي إلى خفض نشاط الجهاز العصبي الودي، المسؤول عن فرط اليقظة. هذا التأثير يساهم في الاسترخاء الذهني والجسدي، ويقلل من اجترار الأفكار السلبية، كما يساعد على تنظيم المشاعر وتقليل إنتاج المواد المحفزة للالتهابات، والتي قد تكون مرتبطة باضطرابات النوم المزمنة.

واقي الشمس ليس للوجه فقط.. فروة رأسك بحاجة إلى حماية
واقي الشمس ليس للوجه فقط.. فروة رأسك بحاجة إلى حماية

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

واقي الشمس ليس للوجه فقط.. فروة رأسك بحاجة إلى حماية

رغم أن معظم الناس يحرصون على حماية بشرتهم من أشعة الشمس، فإن أغلبهم يهملون فروة الرأس، مع أنها من أكثر المناطق عُرضة للإصابة بالحروق الشمسية بسبب تعرضها المباشر والمستمر للأشعة، لا سيما عندما تكون غير مغطاة أو عند إغفال استخدام واقي الشمس. مجلة "ستايل بوك" المتخصصة بالموضة والجمال أشارت إلى أن حروق الشمس على فروة الرأس تبدأ غالبا بأعراض تشمل الاحمرار، والشعور بالحرقة والوخز، مصحوبة بألم شديد، يعقبه تقشر في الجلد. تأثيرات صحية تمتد إلى تساقط الشعر المجلة أوضحت أن هذه الحروق لا تُسبب فقط إزعاجا موضعيا، بل تمثل عبئا كبيرا على صحة فروة الرأس. فالجفاف الناتج عن التعرض المفرط للشمس يمكن أن يؤدي إلى نقص العناصر الغذائية في الجلد، مما قد يسفر عن تساقط الشعر في المنطقة المصابة. وذكّرت "ستايل بوك" بأن الحروق الشمسية تُعد خطرة في أي موضع بالجسم؛ فهي لا تكتفي بإحداث التهابات سطحية، بل قد تصل إلى الطبقات العميقة من الجلد، مسببة أضرارا طويلة الأمد، مثل تسريع شيخوخة الجلد، وفي بعض الحالات الحادة قد ترفع من خطر الإصابة بسرطان الجلد. العلاج يكمن في الترطيب والتبريد للتعامل مع الحروق الشمسية في فروة الرأس، تنصح المجلة بضرورة ترطيب الجسم جيدا من الداخل، من خلال شرب كميات كافية من الماء والمشروبات غير المحلاة، لتعويض نقص الرطوبة في الجلد. ويمكن اللجوء إلى بعض العلاجات المنزلية ذات التأثير المبرد والمهدئ، مثل استخدام اللبن الرائب أو الزبادي، بوضعه على قطعة من قماش الكتان المبللة، ثم تبريد المنطقة المصابة بها. وإذا كانت الحروق شديدة، يُوصى باستخدام كريمات أو رغوات تحتوي على الكورتيزون، تُطبّق موضعيا لتقليل الالتهاب وتحسين الحالة. ورغم هذه التدابير، تشدد المجلة على أهمية مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض إضافية مقلقة، مثل الحمى، أو الصداع الحاد، أو تشكل بثور كبيرة لا تلتئم. الوقاية أساس السلامة من الشمس للوقاية من الحروق الشمسية على فروة الرأس، توصي "ستايل بوك" باستخدام كريم واقٍ من الشمس مخصص لفروة الرأس، يحتوي على عامل حماية لا يقل عن إس بي إف 50، ويُفضّل أن يكون خاليا من الدهون وذا قوام شفاف حتى لا يترك أثرا ظاهرا. إعلان كما تنصح بتجنب فرق الشعر في المنتصف أو الجانب قدر الإمكان، واستبداله بتصفيفات تحمي الجلد المكشوف. وتبقى القبعة أو غطاء الرأس الوسيلة الأنجع لحماية فروة الرأس من الأشعة الضارة خلال فترات التعرض الطويلة للشمس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store