
حلّ الدولتين.. وإمكانات السلام
حين نحلّل المعنى الكلّي للإقليم والتطوّرات العلمية والتقنية، والتحولات الجغرافية نعلم أننا أمام مشهدٍ صعب، وطريقٍ وعرة. الموضوعات التي تدار حالياً في اللقاءات جلّها يدور حول إطفاء الحرائق وترسيخ السلام، والتفهّم والاستيعاب، والتمرحل ضمن أفكارٍ استراتيجيةٍ مرسومة وهذا من الحكمة.
لكنني أتوقّع أن مفهوم الدولة بمعناه العميق هو الذي يجب أن نركّز عليه في ظل الانفجار الإقليمي غير المضبوط. الحيويّة الدبلوماسية أساسية في لجم النزاعات، وما جرى منذ أحداث 7 أكتوبر لم يعد حدثاً محيطاً بنا، وإنما أثار الكثير من التحوّلات بالعالم وآية ذلك أن موضوعات التهجير، أو تخوّف الأقليّات، أو تنامي العنف، وصعود الطائفيّة بات ملحوظاً.
على سبيل المثال، تؤكد دول الاعتدال في المنتديات الدولية على ضرورة حلّ الدولتين الذي يكاد يصبح من الماضي. قبل أيام عنوّن مركز المسبار للدراسات والبحوث عنوان كتابه الجديد بـ«طوفان الأقصى وتذويب حل الدولتين» وهو عنوانٌ مهم وراهن وصائب ويجب أن نركّز عليه. إن الفرص تضيع مثل الزمن، فالزمن لا يعود مرتين كما يقول الفلاسفة. وبالعودة إلى كتاب المسبار المهم أعرض بعضاً من نقاطه المهمة.
تناول الكتاب التحوّلات التي أفرزتها، هجمات 7 أكتوبر 2023، على حركة «حماس»، وعلى مسار السلام في المنطقة. بل ويستكمل الكتاب دراسة الحِقب التي تحورت فيها حركة «حماس»، منذ انقلاب 2007 وحتى مسارعتها لإطلاق عمليّة 2023، التي أفرزت تداعيات إنسانية وسياسية مهولة، مقابل تفجير للجسور المفضية إلى حلّ الدولتين، وتعزيز أراضي الرافضين له.
رفض «حماس» حل الدولتين، ليس جديداً، ولكنّ موقعه من الأحداث هو المتغيّر. وبتقديري أن الكتاب رصد المحطات الأساسية التي تجلّى فيها، سلوك «حماس» كخيارٍ احتكاري، يرفض الدولة التي لا تحكمها حركة «حماس».
على سبيل المثال تناول الباحث العراقي في مجال مكافحة الإرهاب عمر ضبيان الثابت والمتحوّل في خطاب «حماس» من جيل التأسيس الذي بقي منه بعد موت يحيى السنوار، خالد مشعل وخليل الحية، وألمح إلى أنّ التغيرات الداخلية (2010-2023) كانت صراعاً بين التيارات التي انتهت بتعزيز قبضة ما أسماه بالقيادة العسكرية المتشددة.
لعب السنوار دوراً بارزاً بعد خروجه من السجن ضمن صفقة «وفاء الأحرار» في 2011، حيث أصبح القائد الفعلي للجناح العسكري وطور استراتيجيته المسلحة. بلغ هذا الدور ذروته في هجوم السابع من أكتوبر 2023، الحدث الذي وظفته إيران في تعزيز مشروعها الإقليمي، ضد مسار التنمية والسلام التكاملي. يشير الباحث إلى أنّ الدعم الإيراني والتدريب مع «حزب الله» ساهما في تطوير قدرات وتكتيكات «حماس» البرية والجوية والبحرية. ويشير إلى استخدام «حماس» الآلة الإعلامية ذاتها، لتجيير الدعم الدولي لفلسطين، ليصوّر على أنّه دعم لـ«حماس».
الخلاصة، أن المزايدات على دول الاعتدال ليست مجدية، فحلّ الدولتين أساسيّ ومنطقي على المستويين الإنساني والسياسي، والفرصة الآن سانحة ويجب ألا تفوّت، فالمعنى الحقيقي لأيّ سلامٍ يرتبط بميثاق، وأسّ المواثيق هو الموافقة على حلّ يضمن تأسيس الدولة بمفهومها الشامل، ولكن الخوف كل الخوف أن تضيع هذه الفرص وتصدر أفكار دولية أخرى تجعل البعض يعضّون أصابع الندم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
مكالمات تثير ذعرا بين الإسرائيليين.. "أصوات أسرى يصرخون
شاعت حالة من الذعر في صفوف إسرائيليين، إثر تأكيد عدد منهم تلقيهم مكالمات هاتفية من أرقام مجهولة، قالوا إنها تبث عليهم تسجيلات لأسرى يصرخون في قطاع غزة. فقد أبلغ عدة إسرائيليين ليل أمس عن تلقيهم مكالمات من أرقام إسرائيلية مجهولة، سُمعت فيها أصوات أسرى، وصفارات إنذار، وانفجارات في الخلفية، فق ما نقلت "صحيفة يديعوت أحرونوت". وأشارت إلى أنه في أحد تسجيلات المكالمات سُمع مقطع من الفيديو الذي بثته حماس في العاشر من مايو/ آيار الجاري، يظهر فيه يوسف حاييم أوحانا وهو يصرخ وإلى جانبه الأسير إلكانا بوحبوت الذي حاول الانتحار وظهر في حالة صحية متدهورة. كما سُمعت في المكالمات صرخات بالعبرية لأشخاص يقولون: يا شعب إسرائيل، لا يزال هناك عدد من المختطفين أحياء. لماذا تنتظرون؟ كذلك تلقت الشرطة العديد من البلاغات من مواطنين بشأن هذه المكالمات، وفق صحيفة "إسرائيل هيوم". "إثارة الذعر" من جهتها، اعتبرت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الإسرائيلي (حكومية) في بيان أن المكالمات ما هي إلا محاولة لإثارة الذعر. وطالبت الإسرائيليين في حال تلقي مكالمات من هذا النوع بقطع الاتصال فورا، وحظر الرقم على الهاتف المحمول، مبينة أن المسألة قيد المعالجة والتحقيق. يأتي الحديث عن تلك المكالمات المجهولة بعدما سحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وفد التفاوض من الدوحة، وصعّد وتيرة الحرب في غزة ، سواء من خلال الغارات أو العمليات القتالية البرية. في حين تصاعدت مطالبات آلاف الإسرائيليين بينهم عائلات الأسرى لحكومة نتنياهو، بوقف التصعيد وإعادة كافة المحتجزين. يشار إلى أن نتنياهو كان أعلن خلال مؤتمر صحافي في مكتبه بالقدس الغربية يوم الأربعاء الماضي أن 20 محتجزا إسرائيلياً ما زالوا على قيد الحياة في غزة، ونحو 38 آخرين يُعتقد أنهم قُتلوا. بينما كان تقدير الجيش الإسرائيلي سابقا أعلى من ذلك.


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
الخطة تنطلق منتصف يونيو ..لبنان يجمع سلاح الفصائل الفلسطينية
تابعوا عكاظ على شرعت الدولة اللبنانية في بسط سيادتها وسلطتها على مختلف أرجاء البلاد، في وقت أفصحت مصادر رسمية أن الحكومة أقرت خطة متدرّجة خلال الاجتماع الأول للجنة التنفيذية المشتركة اللبنانية الفلسطينية لسحب كل أنواع السلاح من المخيمات الفلسطينية. ووفق المصادر، فإن عدم التجاوب مع هذه الإجراءات سيعرّض الفصائل المعرقلة لسلسلة إجراءات تشمل إلغاء تأشيرات الدخول إلى لبنان ومطالبتها بمغادرة الأراضي اللبنانية. وأفادت المصادر ذاتها بأن الجيش اللبناني والأمن العام سيبدآن جمع السلاح من المخيمات الفلسطينية ابتداء من منتصف شهر يونيو القادم. وذكرت أن المرحلة الأولى ستنطلق من المخيمات في العاصمة بيروت وهي: برج البراجنة، وشاتيلا، ومار الياس. على أن يبدأ مطلع شهر يوليو نزع السلاح من مخيمات البقاع (الجليل في مدينة بعلبك) والشمال-مخيم البداوي، وبعدها مخيمات الجنوب التي تقع ضمن منطقة جنوب الليطاني، أي مخيمات الرشيدية (هو الأكبر)، والبرج الشمالي، والبصّ، وكلها مخيمات تخضع لسلطة حركة فتح. وفي مخيم «عين الحلوة»، سيتم تقسيم الفصائل فيه إلى 3 أجزاء، الأول «منظمة التحرير الفلسطينية»، الثاني «حماس» و«الجهاد»، والثالث «الإسلاميون المتطرفون». وكشفت المصادر أنه سيتم إبلاغ حركتي حماس والجهاد وغيرهما من الفصائل خلال اليومين القادمين بمضمون اتفاق نزع السلاح بين الجانبين الفلسطيني واللبناني وبمواعيد البدء بتنفيذ الخطة. ويتوزّع أكثر من 235 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان على 12 مخيماً، موزّعة بين محافظات عدة، إضافة إلى 57 نقطة تجمّع. وتتوزع خريطة السلاح بشكل متفاوت بين المخيمات، باستثناء مخيم نهر البارد شمالاً الخالي كلياً من السلاح، ويقع تحت سلطات الجيش اللبناني منذ العام 2007، بعد معارك عنيفة استمرت لأكثر من 3 أشهر دارت في شوارعه ضد تنظيم «فتح الإسلام» الذي كان يشن هجمات ضد الدولة والجيش قُتل وأُصيب فيها العشرات. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} أكثر من 235 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان موزعين على 12 مخيماً.


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
حرب الإبادة تتواصل .. 79قتيلاً فلسطينيا خلال 24 ساعة
تابعوا عكاظ على فيما يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة على غزة، أعلن الدفاع المدني في القطاع الفلسطيني المنكوب مقتل 79 فلسطينياً خلال الساعات الـ24 الماضية، في سلسلة غارات عنيفة إسرائيلية استهدفت شققاً سكنية وخياماً ومنازل تؤوي نازحين. وأكدت مصادر فلسطينية وشهود عيان أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت شقة سكنية في مدينة خان يونس جنوب غزة، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا والمصابين. وأفادت بأن القصف استهدف منازل ومباني يقطنها نازحون في بلدة جباليا شمالي القطاع. وطالت الغارات غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، في سياق التصعيد العسكري المستمر. وتواصل المدفعية الإسرائيلية قصفها المكثف في مناطق مكتظة بالنازحين، منها حي الصفطاوي، حي السلاطين، تل الزعتر، ومحيط مستشفى الإندونيسي، ومستشفى العودة شمالي القطاع، ويفرض الجيش حصاراً على المصابين والعاملين فيهما لليوم الرابع على التوالي، ما يعيق تقديم الرعاية الطبية. وأكدت المصادر أن الجيش الإسرائيلي وسع عملياته البرية في مناطق التوغل شمال القطاع، مطالباً سكان منطقة الصفطاوي شمال غرب غزة بالإخلاء الفوري، في خطوة تشير إلى التمهيد لإنشاء محور عسكري جديد مشابه لما يُعرف بـ«محور موراج» الذي أنشئ في جنوب القطاع في وقت سابق. في المقابل، سمح جيش الاحتلال بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم، في وقت تتزايد فيه النداءات الدولية والأممية بضرورة فتح المعبر بشكل كامل لتسهيل إدخال الإمدادات الإغاثية. ومنذ شهر مارس الماضي، استأنفت إسرائيل الحرب على القطاع المدمر، مطلقة مرحلة جديدة من عمليات التوغل، بهدف الضغط على حركة حماس ودفعها إلى تقديم تنازلات خلال مفاوضات متعثرة، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. وكشف مسؤولون إسرائيليون أن الخطة تقضي بالسيطرة على أغلب المناطق في غزة، وعدم الانسحاب منها. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} خطة إسرائيلية بالسيطرة على أغلب المناطق في غزة