
"من المنتصر في الحرب العالمية؟"- مقال رأي في نيويورك تايمز
في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، يستعرض الكاتب روس داوثات ملامح السياسة الخارجية الأمريكية، مشيراً إلى انسحاب الولايات المتحدة "الفوضوي" من أفغانستان، وغزو روسيا لأوكرانيا، وتصاعد الصراعات بين إسرائيل وكل من غزة ولبنان وإيران، ليصل في تحليله إلى الصين التي يصفها بـ"أشد خصوم أمريكا".
ويشير داوثات إلى أنه في حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة والصين، فإن هذه الأزمات الإقليمية، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، ستُعاد قراءتها في كتب التاريخ "كمقدمات لحرب عالمية ثالثة".
ورغم أن الكاتب يرى أن الوضع الحالي لم يبلغ بعد مستوى "الانفجار الكارثي"، إلا أنه يؤكد على أهمية النظر إلى واقع الولايات المتحدة من منظور عالمي، حيث تشكّل كل من روسيا وإيران والصين، في رأيه، تحالفاً يسعى لاختبار النفوذ الأمريكي.
يشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة شهدت تقلبات ملحوظة في السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أن الفترة بين عامي 2021 -2022 أظهرت الولايات المتحدة في موقع "الضعف"، خاصة بعد انسحابها من أفغانستان و"المبالغة"، حسب تعبيره، في الوعود المقدّمة لأوكرانيا.
في المقابل يرى داوثات أن "الانتكاسات" التي تعرضت لها روسيا في أوكرانيا، إلى جانب النجاحات الأمريكية وقدرتها على حشد الدعم الدولي لأوكرانيا، قادت إلى موجة من الفخر وتجدد الثقة في استمرار الهيمنة الأمريكية، على حد تعبيره.
غير أن هذا التفاؤل استمر حتى "فشل" آخر هجوم أوكراني، وهجمات حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث عاد المزاج العام إلى التشاؤم.
ويفسر المقال النظرة التشاؤمية بتراجع قدرة أمريكا على حماية حلفائها، تحت قيادة رئيس "منهك بسبب تقدمه في السن"، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.
يرى الكاتب أن الشعور بالأزمة ساهم في عودة ترامب إلى السلطة، لكن بداية ولايته أثارت مخاوف من إنهائه الصراع العالمي عبر التخلي عن الحلفاء وعقد صفقات مع "الطغاة".
يقول داوثات إن قصف ترامب للبرنامج النووي الإيراني جاء تتويجاً لفترة تراجع فيها نفوذ طهران، لكن التهديد لايزال قائماً، كما أن أزمة غزة مستمرة بلا حل. و تراجع ترامب عن تقنين السلاح لأوكرانيا لا يخفي محدودية الترسانة الأمريكية، ولا يلغي استمرار روسيا في كسب الأراضي ببطء.
ويرى الكاتب أن الصين تمثل خصماً أكثر جدية من روسيا أو إيران، لكنها في الوقت نفسه لاعب شديد الحذر، يكتفي بمراقبة تحركات حلفائها دون أن تتدخل مباشرة، بحسب ما جاء في المقال.
يخلص الكاتب إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية بحاجة إلى استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة الصين، بالإضافة إلى مرونة قصيرة الأجل، تجمع بين الانفتاح على السلام والاستعداد للحرب، في ظل صراع عالمي، على حد تعبيره.
"ماذا لو سقطت أوكرانيا؟"
نقرأ مقالاً للكاتب سيمون تيسدال، مختص بالشؤون الخارجية في صحيفة الغارديان البريطانية، ويطرح في مقاله تساؤلاً "ماذا لو سقطت أوكرانيا؟ ويشير من خلاله إلى أن هذا السيناريو لم يعد مجرد احتمال نظري، و يتطلب إجابة عاجلة.
يفتتح الكاتب مقاله بالقول إن أوكرانيا تقاتل، على مدار 40 شهراً الغزو الروسي، ما تسبب في خسائر بشرية هائلة وتدمير واسع، وسط فشل عالمي في إيقاف المأساة.
ويشير المقال إلى أن التصعيد الروسي في الحرب، إلى جانب تعثر الدعم الأمريكي وجهود السلام، ما يجعل التراخي في الردود يبدو غير مبرر. ويستدعي طرح سؤال: ماذا لو سقطت أوكرانيا؟.
يجيب تيسدال بأن سقوط أوكرانيا سيكون "فشلاً استراتيجياً ملحمياً للغرب، يعادل أو يتجاوز كوارث أفغانستان والعراق"، مشيراً إلى أن العواقب السلبية على أوروبا وبريطانيا والتحالف الأطلسي والقانون الدولي ستكون كبيرة ومقلقة.
يذكر المقال أنه منذ أواخر عام 2023، مع توقف الهجمات المضادة الأوكرانية، بات واضحاً أن أوكرانيا "لم تحقق نصراً"، في حين تقدمت القوات الروسية ببطء وثبات، بحسب وجهة نظر الكاتب.
يستعرض تيسدال تقديرات تشير إلى أن الخسائر الروسية تجاوزت مؤخراً "مليون قتيل وجريح"، لكنه يوضح أن القوات الروسية تستمر في الهجوم رغم ذلك.
ويعبر الكاتب عن قلقه إزاء قدرة أوكرانيا على الصمود لفترة أطول، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو السياسي، ويشير إلى أن مستقبل صمودها أصبح محل شك، حسب قوله.
في المقابل، يشير المقال إلى أن أوكرانيا تعاني من نقص الدول الصديقة التي يمكنها الاعتماد عليها، حيث جمع بوتين تحالفاته من الصين وإيران وكوريا الشمالية لدعم ما وصفه بآلة الحرب، بينما يعاني تحالف الغرب بقيادة بريطانيا وفرنسا من حالة جمود.
يتوصل الكاتب في تحليله إلى نتيجتين يراهما الأكثر ترجيحاً، إما حرب بلا نهاية، أو انهيار أوكرانيا، مشدداً على أن الهزيمة وتسوية الصراع وفق الشروط الروسية ستُعد هزيمة للغرب بأكمله، ولن تمثل أي من النتيجتين نصراً حقيقياً، لأي من الطرفين.
ويدعو المقال إلى بذل جهود أكبر لإقناع السياسيين والجمهور الروسي بأن هذه الحرب، التي كلفت بلادهم غالياً من الأرواح والموارد، يمكن إنهاؤها من خلال التفاوض، وأن المخاوف الأمنية المشروعة سيتم التعامل معها، وأن البدائل أسوأ بكثير.
ويختتم تيسدال بالقول إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين هو من يجب أن يسقط وليست أوكرانيا" بحسب ما جاء في المقال .
حزن الصيف... هل هو حقيقي؟
وفي صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية، نطالع مقالاً بقلم جيميما كيلي، وتشير الكاتبة إلى أن الصيف، رغم متعته وإجازاته، قد يصاحب شعور بالكآبة والقلق لدى كثيرين، بسبب الشعور بالضغط لمواكبة حياة الآخرين، والشعور بعدم الرضا عن أجسادهم، بالإضافة إلى القلق من سرعة انتهاء الموسم.
توضح الكاتبة أن الانقلاب الصيفي يشير إلى بداية الصيف فلكياً وليس منتصفه، لكن قصر الأيام تدريجياً بعده يخلق شعوراً بانتهاء الصيف بسرعة. وتضيف أن القلق من نهاية الصيف هو شعور عالمي، حيث يشعر الكثيرون به حتى قبل بداية الصيف.
يشير المقال إلى أن هناك من لا يتحمل حرارة الصيف أو حتى فكرة الصيف نفسها، فهم يعدّون الأيام لأسباب مختلفة، مثل كرههم للشمس، والتواصل الاجتماعي، والملابس الخفيفة، ويفضلون الطقس البارد والمعتدل.
تقول كيلي: "لا شيء أكثر كآبة من أن تشعر بالحزن عندما يُفترض بك أن تكون سعيداً." وتشير إلى أن الشتاء يوفر عذراً مريحاً للكآبة بسبب جوه المظلم والكئيب، ويمكننا التعبير عن ذلك مع الآخرين. أما الحزن في يوم مشمس، فهو أكثر إزعاجاً وعزلة عاطفية، لكنه في الواقع أكثر شيوعاً مما نعتقد.
تلفت الكاتبة إلى أن الأبحاث تظهر باستمرار أن معدلات الانتحار في البلدان ذات المناخ المعتدل، تصل إلى ذروتها في أواخر الربيع أو أوائل الصيف، وتكون في أدنى مستوياتها خلال الشتاء.
"أظهر تحليل أُجري عام 2019 وشمل 19 دراسة من دول متعددة أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة مرتبط بزيادة معدلات الانتحار بنسبة 1.7 في المئة."
توضح الكاتبة أن الصيف في ظل المناخ المتغير لا يجلب فقط ضغوطاً اجتماعية، بل يؤثر أيضاً جسدياً بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما يسبب أعراضاً مشابهة للقلق مثل تسارع ضربات القلب والدوار.
ترى الكاتبة في مقالها أن الحزن لا يقتصر على الأيام الباردة فقط، وأن الصيف ليس فترة سعادة دائمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 18 ساعات
- القدس العربي
الغارديان: شركة صواريخ أوروبية تورد مكونات قنابل قتلت مئات الأطفال في غزة
لندن- 'القدس العربي': نشرت صحيفة 'الغارديان' تحقيقًا أعدّته كلٌّ من جولييت غارسايد، ومانيشا جانجولي، وأريان لافريلو، كشفت فيه أن شركة 'إم بي دي إي' (MBDA)، أكبر شركة لتصنيع الصواريخ في أوروبا، تبيع مكونات رئيسية لقنابل شُحنت منها آلاف القطع إلى إسرائيل، واستخدمت في غارات جوية متعدّدة أسفرت، بحسب التحقيق، عن مقتل أطفال فلسطينيين ومدنيين آخرين. ومع تصاعد المخاوف بشأن أرباح الشركات الأوروبية من دمار غزة، سلط التحقيق – الذي أُنجز بالتعاون مع غرفتي الأخبار المستقلتين 'ديكلوز' و'فولو ذي موني' – الضوء على سلسلة التوريد الخاصة بقنبلة 'جي بي يو-39' وكيفية استخدامها في الحرب. وتملك شركة 'إم بي دي إي' مصنعًا في ولاية ألاباما الأمريكية ينتج أجنحة تركّب على قنبلة 'جي بي يو-39' التي تصنّعها شركة 'بوينغ'. وتُفتح هذه الأجنحة بعد الإطلاق لتوجّه القنبلة نحو هدفها بدقة. وأبرز التحقيق كيف تتدفق أرباح 'إم بي دي إي' عبر فرعها في بريطانيا، ومقرّه هيرتفوردشاير، إنكلترا، والذي يحوّل الأرباح إلى المجموعة الأم في فرنسا. ووزّعت الشركة نحو 350 مليون جنيه إسترليني كأرباح العام الماضي على مساهميها الثلاثة: 'بي إي إي سيستمز' البريطانية، و'إيرباص' الفرنسية، و'ليوناردو' الإيطالية. وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، علّق وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بعض تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرًا إلى خطر وقوع 'انتهاكات جسيمة' للقانون الإنساني الدولي. وأوضح أن هذا التعليق يستهدف 'العناصر التي يمكن استخدامها في النزاع الجاري في غزة'. وبالاستناد إلى معلومات مفتوحة المصدر وتحليلات خبراء التسلّح، تأكد التحقيق من 24 حالة استُخدمت فيها قنابل 'جي بي يو-39' في هجمات أدّت إلى مقتل مدنيين، بينهم أطفال في كل حالة. تأكد التحقيق من 24 حالة استُخدمت فيها قنابل 'جي بي يو-39' في هجمات أدّت إلى مقتل مدنيين، بينهم أطفال في كل حالة وأكدت شركة 'إم بي دي إي' تعاقدها مع 'بوينغ' لتزويدها بالأجنحة، مشيرة إلى أنها 'تلتزم بكافة القوانين الوطنية والدولية المنظمة لتجارة السلاح في الدول التي تعمل فيها'، مؤكدة أن جميع هذه الدول لديها سياسات صارمة لضوابط التصدير. وقال نشطاء إن هذه القضية تُبرز حدود تحرّك بريطانيا لوقف بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. فرغم الانتقادات الموجهة لاستثناء طائرات 'إف-35' المقاتلة، فإن الإجراءات الحكومية تقتصر على المعدات العسكرية المصدَّرة من بريطانيا فقط، ما يعني أن فرع 'إم بي دي إي' الأمريكي يمكنه مواصلة توريد الأجنحة لشركة 'بوينغ' من مصنعه في ألاباما. وفي حوالي الساعة الثانية فجر يوم 26 أيار/ مايو من هذا العام، انفجرت قنبلة اخترقت سقف مدرسة فهمي الجرجاوي في الحي التاريخي بمدينة غزة، بينما كانت عشرات العائلات التي لجأت إليها نائمة. وقالت خدمات الطوارئ المحلية إن 36 شخصًا – نصفهم أطفال – قُتلوا في تلك الليلة، بينما التهمت النيران المبنى. وفي مقطع فيديو صوّره أحد المارة، ظهرت طفلة صغيرة يتقاطع ظلّها مع ألسنة اللهب وهي تتعثر باحثة عن مخرج. كانت الطفلة حنين الوادي، البالغة من العمر خمس سنوات، قد نجت – بالكاد. وبعد أسابيع، كانت لا تزال في المستشفى تعاني من حروق من الدرجة الثانية والثالثة، وصدمة نفسية شديدة. وقُتل والداها وشقيقتها الوحيدة في الهجوم نفسه. ويحظر القانون الإنساني الدولي شنّ هجمات على البنية التحتية المدنية مثل المدارس، ويلزم الأطراف المتحاربة باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل الضرر على المدنيين. وقالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة المحققين في 'أمنستي إنترناشونال': 'على من يشنّون الهجمات واجب قانوني باتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنّب إيذاء المدنيين، حتى لو وُجد هدف عسكري في الموقع – بما في ذلك الامتناع عن قصف مناطق مكتظّة بالمدنيين'. تزن قنبلة 'جي بي يو-39' حوالي 250 رطلا، وتكفي لتدمير طابق أو طابقين من مبنى مع إبقاء بقية الهيكل قائما. غير أنها في الأماكن المغلقة تولّد كرة نارية قاتلة بدوره، جمع تريفور بول، الزميل في 'خدمات أبحاث الأسلحة' – وهي مؤسسة تتلقى تمويلا جزئيا من الاتحاد الأوروبي – قائمة خاصة بالضربات التي استُخدمت فيها هذه القنبلة. وأوضح أنه يمكن التعرف عليها عبر أجنحتها التي تحمل عبارة 'ممنوع رفع الأجنحة' وذيلها المزود بفتحات زعانف ومسامير مميزة. وقدّرت الولايات المتحدة أنها شحنت نحو 4,800 قنبلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بينما أُعلن عن أحدث شحنة – تضم 2,166 قنبلة – في شباط/ فبراير الماضي، في الوقت الذي قالت فيه الأمم المتحدة إن نحو 70% من غزة بات ركاما. وتزن قنبلة 'جي بي يو-39' حوالي 250 رطلاً، وتكفي لتدمير طابق أو طابقين من مبنى مع إبقاء بقية الهيكل قائما. غير أنها في الأماكن المغلقة تولّد كرة نارية قاتلة. وفي الحالات الـ24 التي تم التحقّق منها بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 وأيار/ مايو 2024، تجاوز عدد القتلى الموثقين 500 شخص، بينهم ما لا يقل عن 100 طفل. وسُجلت أول حالة مؤكدة لاستخدام هذه القنبلة منذ بدء الحرب في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر في مخيم البريج المكتظ بالسكان، حين انهارت عدة مبانٍ نتيجة قصف يُعتقد أن أربع قنابل أُطلقت خلاله. وأعلنت سلطات غزة حينها عن مقتل 15 شخصا، بينهم تسعة أطفال، قبل أن يرتفع العدد مع مرور الأيام. زاد الجيش الإسرائيلي بشكل كبير من استخدام قنابل 'جي بي يو-39' في عام 2024. وكان من أكثر الهجمات تدميرا ليلة 26 مايو الماضي، حين قصفت الطائرات مخيم السلام الكويتي 1 في رفح، مما تسبّب بحريق هائل أتى على صفوف من الخيام وتُظهر البيانات أن الجيش الإسرائيلي زاد بشكل كبير من استخدام قنابل 'جي بي يو-39' في عام 2024. وكان من أكثر الهجمات تدميرًا ليلة 26 أيار/ مايو الماضي، حين قصفت الطائرات مخيم السلام الكويتي 1 في رفح، مما تسبّب بحريق هائل أتى على صفوف من الخيام. وأكدت 'أمنستي' أن طفلًا رضيعًا وامرأة قُطعت رأسيهما بشظايا القنبلة، بينما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 45 شخصًا وإصابة 249 آخرين. وقال بول: 'استُخدمت قنابل جي بي يو-39 بكثرة لاستهداف المدارس والمناطق التي احتمى فيها النازحون'. وبيّن أن من بين الهجمات التي تم التحقق منها وُجهت 16 ضربة ضد مدارس، ورغم أن تلك المباني لم تعد تُستخدم كمرافق تعليمية، فإنها تحولت إلى ملاجئ لنازحي غزة. أما الضربات الأخرى فقد استهدفت مخيمات ومنازل عائلات ومسجدا أثناء صلاة الفجر.


BBC عربية
منذ 19 ساعات
- BBC عربية
ماذا قال الشرع عن مجازر السويداء والدروز والبدو والضربات الإسرائيلية؟
انقسمت الآراء على خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع الذي بين من وصفه بالخطاب العقلاني مشيدا بقوله إن "سوريا هي دولة الجميع"، وبين من رأى فيه خطاب محاولة لحفظ ماء الوجه. فيما يبدو أن الكثيرين يتفقون على أن الشعب هو الخاسر الأكبر في تبعات أحداث دامية شهدتها السويداء. وقال الشرع إن السوريين لا يخشون الحرب، وأن الموقف كان بين خيارين، إما "مواجهة مفتوحة مع إسرائيل على حساب أمن الدروز... وإما فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية على من يريد تشويه سمعة أهل الجبل". وبينما شدد الشرع على أن الدولة غلّبت مصلحة السوريين في تجنب الدمار، قال إنّها نجحت بإعادة الاستقرار و"طرد الفصائل الخارجة عن القانون في السويداء، رغم التدخلات الإسرائيلية". وعقب انسحاب قوات الأمن والمجموعات المسلحة من مستشفى السويداء الوطني، عثر على عشرات الجثث داخله في ظل استمرار الغموض حول هويات الضحايا والظروف التي قتلوا فيها. ويثير هذا التطور المتسارع موجة من القلق بشأن تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين، خصوصاً أبناء المجتمع البدوي الذين يخشون أعمال انتقامية واعتقالات جماعية في ظل الفوضى الأمنية التي تعيشها المدينة بعد المواجهات الدامية الأخيرة. يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.


BBC عربية
منذ يوم واحد
- BBC عربية
"هذا هو الهدف الاستراتيجي الأكبر لإسرائيل في سوريا" - مقال رأي في مجلة بريطانية
حظيتْ الأحداث في سوريا باهتمام كُتاب الرأي حول العالم، وفي جولة الصحافة اليوم نستعرض عدداً من تلك الآراء. ونستهل جولتنا من مجلة نيوستيتسمان البريطانية، والتي نشرت مقالا بعنوان: "حسابات إسرائيل في سوريا" للباحثَين راجان مينون ودانيال ديبيتريس. وقال الباحثان إن إسرائيل ربّما تبرّر اختراقها الأخير لسوريا بأنه "عملية إنسانية"؛ ففي إسرائيل يعيش حوالي 150 ألف دُرزي، متمركزين في الشمال. ويمثّل الدروز نحو 1.6 في المئة من إجمالي تعداد إسرائيل، كما أنهم يعتبرون مواطنين مخلصين يخضع شبابهم للتجنيد العسكري. لكن الهدف الاستراتيجي الأكبر لإسرائيل واضح، وفقاً للباحثَين، وهو يتمثل في استغلال ضَعف النظام السوري الجديد لفَرض منطقة أمنية منزوعة السلاح في الجنوب السوري لا وجود فيها لقوات مسلحة سورية، بما يطلق يدَ إسرائيل. "ثم وقعتْ صدامات السويداء، ليمضي نتنياهو قُدماً في تنفيذ هذه الاستراتيجية"، بحسب الباحثين، لا سيما وأنه يقدّم نفسه بوصفه "حامي الدروز". ووفقاً للباحثَين، يمكن تعقُّب هذه الاستراتيجية الإسرائيلية المتشددة منذ سقوط نظام الأسد، حين سارعتْ إسرائيل بضرب مئات الأهداف العسكرية السورية بينما السوريون يتخبّطون، وسرعان ما عبر الجيش الإسرائيلي الخط الحدودي مع سوريا الذي حددّته الأمم المتحدة في عام 1974، متوغلاً في الأراضي السورية. وتؤمن إسرائيل، بحسب الباحثَين، بأنّ الأوضاع الإقليمية الراهنة مواتية لتنفيذ استراتيجيتها في سوريا؛ في ظل تراجُع النفوذ الإيراني، وسقوط النظام المحالف لإيران في دمشق، واستغراق النظام السوري الجديد في دوامة من التحديات العسكرية والاقتصادية والطائفية. وعليه، فإن التدخل الإسرائيلي الأخير في سوريا، لم يكن بدافعٍ إنسانيّ فقط، وإنما جاء في إطار استراتيجية قائمة على أساس الواقع السياسي بهدف السيطرة على جارتها الشمالية – سوريا، وفقاً للباحثَين. ورأى الباحثان أن إسرائيل يمكن أن تساعد في إبرام اتفاق بين الدروز والحكومة المركزية السورية، يكون قائماً على أساس الحُكم الذاتي، أمّا بخلاف ذلك، فقد تترك إسرائيل للسوريين حَلّ مشاكلهم بأنفسهم. وخلُص الباحثان إلى أن هذا الضَعف السوري قد يؤكّد عُلوّ اليد الإسرائيلية في الوقت الراهن، لكنه يُجذّر لعدوانٍ ولتهديد أمني مستقبليّ من الجارة الشمالية. "بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، من الصعب أن نرى إلا أنّ إسرائيل تمضي قُدماً في تنفيذ استراتيجيها الراهنة – وهي استراتيجية لا مكان فيها للدبلوماسية"، وفقاً للباحثين. "قصة السويداء هي قصّتنا نحن أيضا في إسرائيل" وإلى صحيفة معاريف الإسرائيلية، التي نشرت مقالا بعنوان "مذبحة السويداء هي السابع من أكتوبر/تشرين الأول بالنسبة للدروز، وإسرائيل لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي"، بقلم الجنرال الإسرائيلي منير ضاهر. ورأى ضاهر أن اللحظة الراهنة هي "لحظة للصِدق" بالنسبة لدولة إسرائيل؛ فالدروز في إسرائيل يحاربون "كتفاً لكتف" مع الجنود الإسرائيليين، ويدفعون ثمناً غاليا من دمائهم. لكن هذا التحالف ليس أحاديّ الجانب؛ فعندما يصرخ الدروز في سوريا، لا يمكن لإسرائيل أن تخفض رأسها وتقول: "إن هذا الأمر لا يخصّني" – إنّ إسرائيل عليها واجب أخلاقي بأن تتحرك، وفقاً لصاحب المقال. "وتتحمّل إسرائيل مسؤولية استراتيجية بوقف المدّ الجهادي على حدودها الشمالية الشرقية، كما أنها ترتبط بروابط الدم والمصير مع الدروز الذين يُعتبرون حليفاً تاريخيا"، على حدّ تعبير الكاتب. وفي ضوء ما تقدّم، تساءل الجنرال الإسرائيلي عمّا يتعيّن فِعله الآن؟ ورأى ضاهر أنه يتعين على الخارجية الإسرائيلية القيام بعمل دبلوماسي فوريّ لمنْع وقوع مذبحة في جبل الدروز جنوبي سوريا، وتسخير كافة الوسائل الدبلوماسية للضغط على روسيا والأردن والولايات المتحدة في هذا الاتجاه. وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، رأى صاحب المقال أنه، يتعين تدشين إطار عمل دُرزي-إسرائيلي-دوليّ لنقل المساعدات للدروز. أيضاً، رأى الكاتب أنه يجب على المجتمع الإسرائيلي أنْ يعرف أنّ قصة السويداء هي أيضاً قصتنا نحن الإسرائيليين. "هذا ليس صراعاً يخوضه آخرون، وإنما هو صراع يخوضه حلفاؤنا، ورُفَقاء سلاحنا، ورِفاق دَربِنا"، على حدّ تعبيره. وخلص الكاتب إلى القول إنه "يجب على الجيش الإسرائيلي تدمير كل القوات التي تقترب من منطقة السويداء"؛ فنحن لم نقف صامتين في وجه معاداة السامية في أوروبا، ولم نكتفِ بموقف المتفرّج إزاء مذبحة اليزيديين – فلماذا ينبغي علينا الصمت عندما يقاتل إخواننا الدروز دفاعاً عن وجودهم؟ واختتم الجنرال الإسرائيلي بالقول: "إذا كانت إسرائيل تمتلك قلباً، فهذا هو الوقت لكي تُظهر ذلك. إن عليها دَيناً حان وقتُ الوفاء به". "إرث ترامب السياسي في سوريا" ونختتم جولتنا من مجلة الفورين بوليسي الأمريكية، والتي نشرت مقالا بعنوان: "في سوريا، يقف ترامب في مواجهة ترامب"، بقلم الباحث آرون لوند. ورأى الكاتب أن الرئيس الأمريكي ترامب يبدو تارةً وقد تبنّى موقفاً براغماتياً إزاء سوريا؛ محاولاً إبعادها عن حافة الهاوية عبر تقديم الدعم لقائدها الجديد، وعبررفْع العقوبات عنها في خطوة غير مسبوقة. وتارةً أخرى، وفقاً للكاتب، يبدو ترامب وهو يتّخذ قرارات تضرِب في صميم القاعدة الاجتماعية والاقتصادية التي يقوم عليها الاستقرار في سوريا. ومن هذه القرارات: تدمير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، المسؤولة عن إدارة المساعدات الخارجية المقدّمَة للمدنيين. ورأى الباحث آرون لوند أن خطوة تدمير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تتردّد أصداؤها الآن بقوة على صعيد القطاع الإنساني في سوريا. ولفت الباحث إلى تقديرات الأمم المتحدة بأن "نحو ثُلثَي السوريين في حاجة إلى مساعدات خارجية في 2025". واعتبر لوند أن الولايات المتحدة، في ظل ترامب حتى الآن على الأقل، اكتشفتْ مُجدداً مذهب البراغماتية وتحاول إنقاذ بلد عربيّ كبير من السقوط في دوّامة "الدولة الفاشلة" – في خطوة كفيلة بجَعل المنطقة أفضل مما هي عليه الآن. ولكي تنجح هذه الخطوة، بحسب الباحث، يتعيّن على ترامب تغليب كفّة الاستقرار في سوريا على أي عقبات قد تقف في طريق ذلك ويمكن أن تنجُم عن سياسات أخرى يتخذها ترامب نفسُه. واختتم الباحث بالقول إن "إرث ترامب السياسي في سوريا لا يزال مرتَهناً بما سيُقْدم عليه لاحقاً: وعمّا إذا كان سيُعطي السوريين فرصة حقيقية للانتقال إلى ما بعد نظام الأسد، أم أنه سيُخرّب هذا الانتقال".