الجولة الرابعة من المحادثات الإيرانية الأميركية مشجعة ومستمرة
قبل يوم من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقبة إلى المملكة العربية السعودية، شهدت العاصمة العمانية مسقط أمس الأحد، الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بعد أسبوع من التوتر والغموض حول مصيرها.
الموقف المتقلب الأميركي
وشهد الأسبوع الماضي تغييراً في الموقف الأميركي تجاه إيران النووية، كان من شأنه أن يغير مسار المحادثات التي لم ترق بعد إلى مستوى المفاوضات المباشرة. وقال الوزير الخارجية الأميركية مايك روبيو الأسبوع الماضي إن الدول التي تقوم بتخصيب اليورانيوم هي تلك التي إما تمتلك أسلحة نووية، أو تسعى لامتلاكها في إشارة إلى إيران التي تخصب اليورانيوم ولا تمتلك السلاح النووي.
وقدم روبيو حلاً لهذه المشكلة قائلاً: "يمكن لإيران أن تمتلك محطات طاقة نووية سلمية دون تخصيب محلي، يكفي أن تتخلى عن التخصيب وتستورد الوقود اللازم من مصادر موثوقة. هذه فرصة كبيرة لإيران لإثبات التزامها بالطاقة النووية السلمية وعدم امتلاك أهداف عسكرية". هذا وقال الرئيس ترامب في وقت سابق إنه غير متأكد ما إذا كان سيسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم لاستخدامات غير عسكرية أم لا.
ولكن في المقلب الآخر تقول إيران بأنها ليست الدولة الوحيدة التي تُخصب اليورانيوم دون امتلاك السلاح النووي.
جاء رد إيران على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، على لسان بهروز كمال وندي النائب في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الذي قال: "هذا الكلام يُظهر أن وزير الخارجية الأميركية لم يطَّلِع حتى على ملفات بلاده! من المؤكد أن موظفي وزارة الخارجية يشعرون بالحرج لتصريحاته غير المدروسة حيث أن دولاً أخرى تخصب اليورانيوم دون أسلحة نووية، مثل بلجيكا وهولندا وكوريا الجنوبية واليابان والأرجنتين وألمانيا.إذن، القول إن إيران هي الوحيدة التي تُخصب اليورانيوم وليست لديها أسلحة نووية ادعاء باطل".
ستيف ويتكوف دخل على الخط
دخول مندوب الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف على الخط وتكرار ما تفوه به الوزير روبيو، أظهر بأن تصريحات وزير الخارجية لم تكن زلة لسان بل هي موقف الولايات المتحدة، وقال ويتكوف: "برنامج التخصيب لا ينبغي أن يوجد أبداً في إيران. هذا هو الخط الأحمر لدينا: لا نقبل بأي تخصيب على الإطلاق. وهذا يعني التفكيك الكامل، أي عدم تحويله إلى أسلحة، وأن منشآت نطنز وفوردو وأصفهان - وهي المراكز الرئيسية الثلاثة للتخصيب - يجب تفكيكها". تصريحات ويتكوف هذه تركت أثرها على سوق العملة الإيرانية حيث تراجعت قيمتها أمام الدولار قليلاً كما أثارت أستغراب الخبراء والمحللين، حيث أن ويتكوف سبق له أن قال بأنه يُسمح لايران بالتخصيب دون مستوى 3/67 في المئة وهو ما لقي قبولاً إيرانياً.
بدوره، رد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي على ويتكوف بالقول: "للأسف، نسمع تصريحات متناقضة ومتضادة كثيرة من الطرف الآخر، سواء في المقابلات أو في المواقف التي يتخذونها. هناك تناقض بين ما يطرح داخل المفاوضات وخارجها في وسائل الإعلام، حيث تتغير مواقفهم باستمرار، وهذا أحد تحديات المفاوضات".
وأضاف عراقجي بأنه "على عكس الطرف الآخر، فإن إيران لديها مواقف معروفة وواضحة تماماً. البرنامج النووي الإيراني يقوم على أسس قانونية قوية، وهو جزء من حقوق الشعب الإيراني التي لا تُمس وهي غير قابلة للمساومة. كما أن التخصيب يعد من إنجازات الشعب الإيراني الذي دفعوا ثمناً باهظاً من أجله".
وأضاف عراقجي أننا قدمنا إلى الأطراف المعنية مقترحاً يمكن أن يضمن بقاء البرنامج النووي سلمياً. هم أيضاً قدموا مقترحاتهم.
ويأمل عراقجي أن تشهد هذه الجولة من المفاوضات تقدماً إيجابياً، وحدد موقف بلاده بأنه إذا كان الهدف هو التأكد من عدم امتلاك إيران لأسلحة نووية، فهذا أمر قابل للتحقيق بالكامل.
أما إذا تقدم الطرف الآخر بمطالب غير معقولة تتجاوز ذلك، فستواجه المفاوضات صعوبات.
المحادثات تستمر
بعد الانتهاء من الجولة الرابعة من المحادثات، نقلت "أكسيوس" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله: "تم الاتفاق على أن تستمر المفاوضات مع إيران لاستكمال الجوانب الفنية. مضيفاً أن النتائج كانت مشجعة وننتظر بفارغ الصبر اجتماعنا القادم الذي سيعقد في القريب العاجل".
وقال عراقجي: "يمكنني القول إنها كانت أكثر جدية وصراحة مقارنة بالجولات الثلاث السابقة. ابتعدنا قليلاً عن النقاشات العامة وبدأنا في الدخول إلى التفاصيل. في مثل هذه الظروف، تصبح المفاوضات أكثر صعوبة".
وأضاف: "أُجريت مناقشات مفيدة للغاية، وكل طرف فهم مواقف الطرف الآخر بشكل أفضل. تم توضيح الكثير من جوانب القضايا الخلافية، وتقاربت المواقف إلى حد ما. يمكن تقييم الحوارات بأنها تتقدم للأمام".
وتابع عراقجي: "تم الاتفاق على عقد اجتماع قادم، لكن تحديد يومه ومكانه يقع على عاتق وزير الخارجية العُماني. أعتقد أنها ستُعقد بعد أسبوع تقريباً".
رضا الطرف الأميركي عن نتائج الجولة الرابعة من المحادثات يدل على أن المواقف المتناقضة للبيت الأبيض يهدف إلى خداع وتضليل إسرائيل التي تحاول عرقلة مسار التفاوض مع إيران.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 2 ساعات
- ليبانون 24
تقرير جديد.. هذا ما على إيران الانتباه له في المنطقة
نشر موقع "thenationalnews" تقريراً جديداً قال فيه إنه ينبغي لإيران أن تنتبه من أولويات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المُتغيرة في الشرق الأوسط. ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إن "جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي في السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، وُصفت بأنها شراكة دبلوماسية واقتصادية، رافقتها صفقات استثمارية واجتماعات رفيعة المستوى"، وأردف: "لكن وراء هذا الاستعراض، حملت الزيارة رسالة أعمق مفادها أن الولايات المتحدة تعيد تأكيد حضورها في الخليج لصالح البراغماتية الإقليمية". وتابع: "لسنوات، أعربت عواصم الخليج عن إحباطها مما اعتبرته حضوراً متذبذباً لواشنطن في المنطقة، يتميز بالتزامات خطابية تفتقر إلى الاتساق الاستراتيجي. أما الآن، فقد سعت زيارة السيد ترامب إلى عكس هذا التصور من خلال تعزيز رؤية تُعطي الأولوية للانخراط الاقتصادي والاحتواء الاستراتيجي على التورطات العسكرية المفتوحة أو قضايا تعزيز الديمقراطية غير المُنجزة والمكلفة. وفعلياً، لم يتجلى هذا بوضوح إلا في الملفين الإيراني والسوري المتشابكين". وأكمل: "لقد مثّلت زيارة السيد ترامب أبرز تحوّل ملموس في الشأن السوري. ففي خطوةٍ لم تكن لتخطر على بال قبل عام، التقى الرئيس الأميركي بالرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع ، وتُوّج هذا اللقاء شهوراً من الضغط الذي مارسته دول الخليج، التي دعت بشكل متزايد إلى تسويةٍ لما بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد ، تستند إلى رعاية عربية. وفي أعقاب اللقاء، تعهّد السيد ترامب برفع العقوبات الأميركية عن دمشق، ممهداً الطريق أمام إعادة دمج واستثمار دولي أوسع نطاقاً، من شأنهما إنعاش الاقتصاد السوري". وأردف: "من المؤكد أن هذا التأييد الأميركي سيُسرّع الجهود الخليجية المبذولة بالفعل، فقد أعلنت الرياض والدوحة عن تسوية متأخرات سوريا للبنك الدولي، وتعهدت الإمارات العربية المتحدة بتقديم الدعم الكامل لتعافي البلاد، وأعادت الدوحة فتح سفارتها، وعرضت تمويل رواتب القطاع العام. تعكس هذه الخطوات رؤية مشتركة مفادها أن إعادة بناء دولة سورية مركزية فاعلة، بدعم خليجي، هي السبيل الأكثر فعالية لكبح جماح التمدد الإيراني في بلاد الشام". واستكمل: "في ما يتعلق بإيران، كان موقف السيد ترامب أكثر غموضاً، ولكنه ليس أقل أهمية. فبعد عودته إلى منصبه، أعاد ترامب بسرعة فرض حملة الضغط الأقصى، فأعاد فرض العقوبات وقلّص صادرات النفط الإيرانية. تهدف هذه الخطوة إلى إجبار طهران على إبرام اتفاق نووي جديد. في المقابل، يجادل المنتقدون بأن هذه الاستراتيجية لم تُسفر إلا عن تقوية عزيمة إيران ، ودفعها إلى تخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى، وتعميق عدم الاستقرار الإقليمي. ومع ذلك، أوضحت الإدارة أنها لا تنظر إلى هذه الإجراءات كوسيلة لإسقاط الحكومة الإيرانية، بل كأدوات ضغط لانتزاع شروط أكثر ملاءمة لاتفاق أكبر وأفضل من خطة العمل الشاملة المشتركة، التي تم التخلي عنها عام 2018". وتابع: "في الوقت نفسه، أعاد ترامب تفعيل المسار الدبلوماسي بدعم خليجي ملحوظ. لقد بدأت المفاوضات غير المباشرة مع طهران في آذار، عقب تسليم الإمارات رسالة خاصة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وركزت المحادثات، التي توسطت فيها عُمان، على الحد من تخصيب اليورانيوم، وتهدف إلى معالجة مسألة خفض التصعيد الإقليمي، وهو أمر أساسي للأمن الإقليمي الأوسع. بالنسبة لدول الخليج، يعكس النهج الأميركي ثنائي المسار تقييمها الخاص بأن الضغط وحده غير كافٍ، وأن التوصل إلى شكل من أشكال التسوية التفاوضية ضروري لمنع أي تصعيد قد يزعزع استقرار المنطقة". ورأى التقرير أنَّ "تأييد ترامب للمبادرات الدبلوماسية الخليجية، من التحول السياسي في سوريا إلى المحادثات مع إيران، يشير إلى نهج أميركي قائم على تقاسم الأعباء في العمل"، وتابع: "إن عودة إيران إلى المفاوضات غير المباشرة مدفوعة بضغوط داخلية وخارجية. على الصعيد المحلي، أدى الاقتصاد المتعثر المتأثر بارتفاع معدلات التضخم والبطالة وأزمة المناخ والسخط العام المتزايد إلى تضييق خيارات الحكومة. وربما خوفاً من جولة أخرى من الاحتجاجات على مستوى البلاد التي شوهدت آخر مرة في 2022-23 بعد وفاة محسا أميني ، فقد جاء المرشد الأعلى لإيران ليدعم التعامل مع إدارة ترامب لدرء الاضطرابات الداخلية. ومن المثير للاهتمام أن القيادة الإيرانية تناشد دوافع السيد ترامب في عقد الصفقات من خلال الظهور بمظهر منفتح على الفرص التجارية الأميركية. وفي خضم هذه التحديات، فإن قضية خلافة ما بعد خامنئي معلقة أيضًا على صنع القرار المحلي. وعلى الصعيد الخارجي، أضافت تحذيرات ترامب من العمل العسكري المحتمل والعزلة الدولية المتزايدة إلحاحًا إلى حسابات طهران". وتابع: "رغم أن دول الخليج ليست طرفاً محورياً في المحادثات النووية، إلا أنها قدّمت نفسها كوسيط بنّاء يسعى إلى تجنّب أي مواجهة بين إيران والولايات المتحدة. وباعتبارها مستثمرة اقتصادية محتملة في حال التوصل إلى اتفاق، تلعب دول الخليج هذه المرة دوراً ضامناً مهماً". وأكمل: "مع ذلك، لا يزال الطريق إلى اتفاق جديد محفوفًا بالعقبات. فقد أصرّ بعض أعضاء إدارة ترامب على الوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم، وهو مطلب رفضته طهران مراراً وتكراراً باعتباره انتهاكاً لحقوقها السيادية. في غضون ذلك، يمرّ الوقت سريعاً، إذ هددت الدول الأوروبية الموقعة على خطة العمل الشاملة المشتركة الأصلية بإعادة فرض العقوبات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي المحدد في تشرين الأول لإعادة فرض العقوبات. ولا يزال الجانبان متمسكين بموقفهما علناً، لكن دبلوماسيين يقولون إن إطاراً قائماً على المبادئ من شأنه أن يُمهّد الطريق لاتفاق فني يتبلور خلف الأبواب المغلقة". وأضاف التقرير: "خلال زيارته الخليجية، اتسمت زيارة السيد ترامب بالتفاؤل، وصرح للصحفيين بأن إيران وافقت نوعًا ما على شروط الحد من أنشطتها النووية، كما أكد أن جميع الخيارات لا تزال مطروحة. من جهتهم، رحب قادة الخليج بهذه الرسالة، معتبرينها مزيجاً من الردع والدبلوماسية. أما أكثر ما يخشونه فهو عدم القدرة على التنبؤ، وتُعتبر زيارة ترامب، على الرغم من سمعته المتقلبة التي أثرت على دول الخليج خلال إدارته السابقة، خطوة نحو التماسك الاستراتيجي". واستكمل: "كان لطريقة ترامب في تصوير المنطقة أهمية مماثلة. فخلال رحلته، أشاد بالتحول الاقتصادي في الخليج - ولا سيما رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وجهود الإمارات العربية المتحدة للتنويع الاقتصادي - كنماذج للحكم الرشيد. في المقابل، انتقد القيادة الإيرانية بشدة ووصفها بالجمود الأيديولوجي والتدمير الذاتي اقتصاديًا. لم يكن هذا التناقض الخطابي عرضياً، بل عزز روايةً تُصوّر الخليج كركيزة للاستقرار الإقليمي، وإيران كمصدر للاضطرابات". وختم: "بهذا المعنى، لم تكن زيارة الخليج مجرد استعراضات أو صفقات دفاعية، بل كانت بمثابة بيان استراتيجي حول رؤية الولايات المتحدة لمستقبل أمن الشرق الأوسط. يشير تأييد ترامب للمبادرات الدبلوماسية الخليجية، من الانتقال السياسي في سوريا إلى محادثات إيران، إلى نهج أميركي قائم على تقاسم الأعباء. مع هذا، من المؤكد أن هذا النموذج سيُختبر خلال السنوات القادمة وخلال الدورات الانتخابية الأميركية المقبلة، وفي الوقت الحالي، يعتمد الكثير على نتائج محادثات إيران، وترسيخ الحكومة السورية الجديدة، والتأثير المستمر للحرب الدائرة في غزة ، والتي - على عكس الأزمات الأخرى - لا يبدو أن لها نهاية في الأفق".


النهار
منذ 4 ساعات
- النهار
إيران: مكان وموعد جولة المفاوضات المقبلة لم يُحدد بعد
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الأحد، أن مكان وموعد جولة المباحثات النووية المقبلة مع واشنطن لم يُحدد بعد. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن "الأنباء المتداولة حول موعد ومكان الجولة المقبلة من المباحثات لا تعدو كونها تكهنات إعلامية"، مؤكداً أن تاريخ الجولة التالية لم يُحدَّد بعد. وفي ما يتعلق بالمنشور المنسوب إلى وزارة الخارجية العمانية بهذا الخصوص، شدد بقائي على أن "هذه التغريدة مفبركة ولا صحة لها". وكانت منصات ناطقة بالفارسية قد تداولت تغريدة منسوبة إلى الخارجية العمانية تشير إلى يوم الأربعاء المقبل كموعد للجولة السادسة من المباحثات بين إيران والولايات المتحدة. إلى ذلك، شدد بقائي على عدم تنازل طهران عن استمرارها بتخصيب اليورانيوم في داخل البلاد. وقد عقدت إيران والولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي في روما جولة خامسة من المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني. وغادر وفدا البلدين من دون إحراز تقدم ملحوظ، لكنهما أبديا استعدادهما لإجراء مباحثات جديدة.


صدى البلد
منذ 4 ساعات
- صدى البلد
إيران تتمسك بحقها في التخصيب النووي.. وتنفي تحديد موعد جولة مفاوضات جديدة
نفت مصادر إيرانية، الأنباء التي تم تداولها مؤخرًا حول تحديد موعد الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة. وأكدت المصادر، عبر التلفزيون الإيراني، مساء السبت، أن جميع التقارير المنشورة بشأن توقيت الجولة القادمة "غير دقيقة"، وأنه لم يتم الاتفاق رسميًا بعد على الزمان أو المكان الذي ستُعقد فيه الجولة التالية. ونقل التليفزيون الإيراني عن تلك المصادر، قولها: إن العاصمة الإيطالية روما، التي استضافت الجولة الخامسة يوم الجمعة الماضي، كانت قد شهدت أجواء إيجابية، لكن لا تزال التحضيرات للجولة القادمة جارية ولم تُحسم بعد. وكانت مواقع إخبارية إيرانية، من بينها وكالة "الأخبار العاجلة"، قد ذكرت في وقت سابق أن الجولة الجديدة ستُعقد في سلطنة عمان مطلع الأسبوع المقبل، وهو ما تم نفيه لاحقًا. وبينما تتواصل الجهود الدبلوماسية لبلورة تفاهمات تمهّد لاتفاق نووي شامل؛ تبقى ملفات جوهرية عالقة، أبرزها مسألة تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات، إذ تصر واشنطن على ضرورة أن تحد طهران من مستوى التخصيب، فيما تؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي، ولا يجوز فرض قيود على حقها السيادي في التخصيب، خاصة عند نسبة 60%. وفي هذا السياق، أوضح أمير حسين ظهره وند، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أن المرشد الأعلى علي خامنئي وجّه موقفًا حازمًا بشأن هذه النقطة، رافضًا الطروحات الأمريكية التي تشكك في "الحق المشروع لإيران" في التخصيب النووي. ونقل ظهره وند، عن خامنئي، قوله: إن إيران ليست في موقع ضعف، ولن تقدّم تنازلات تتعلق بسيادتها أو حقوقها التقنية. وأشار ظهره وند، في تصريح لوكالة "خانه ملت" التابعة للبرلمان، إلى أن الموقف الأمريكي شهد تباينات ملحوظة بين الجولات الأولى والرابعة، حيث بدأت واشنطن مفاوضاتها من منطلق أن إيران ستقدّم تنازلات كبرى، وهو تصور خاطئ، على حد تعبيره. وشدد على أن إنتاج قنبلة نووية "ليس مطروحًا إطلاقًا" على جدول إيران، وأن المخاوف الأمريكية في هذا الشأن "غير واقعية". واختتم النائب الإيراني بالقول، إن بلاده لا تعتبر المفاوضات مسألة مصيرية لمستقبلها السياسي أو الاقتصادي، محذرًا من أن استمرار الولايات المتحدة في ما وصفه بـ"التركيز الأحادي على مزاعم التخصيب"؛ قد يؤدي إلى فشل المسار التفاوضي بالكامل، في وقتٍ تتزايد فيه الحاجة لحلول دبلوماسية لاحتواء التوتر المتصاعد في المنطقة.