logo
العدوان الصهيوني على إيران.. ماذا عن التاريخ والدين؟

العدوان الصهيوني على إيران.. ماذا عن التاريخ والدين؟

الميادينمنذ 4 ساعات

يشهد الشارع التركي، السياسي منه والشعبي، نقاشاً مثيراً حول احتمالات أن تكون تركيا الهدف التالي للكيان الصهيوني الذي تشهد علاقاته مع أنقرة ومنذ قيامه عام 1947 حالات من المد والجزر، وهي امتداد لدور اليهود في الدولة العثمانية إذ لعبوا ومنظماتهم الصهيونية دوراً مهماً في إسقاطها.
فعلى الرغم من التضامن الشعبي الواسع مع إيران في تصديها للعدوان الصهيوني، الذي يتعرض لهجوم عنيف من جميع أحزاب المعارضة، وبشكل خاص "الشعب الجمهوري" وحزب "المستقبل" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو، تهرّب المسؤولون الأتراك من توجيه انتقادات عنيفة للكيان العبري وحليفته الاستراتيجية واشنطن ومعها العواصم الغربية التي أعلنت تأييدها للكيان المذكور في حربه "العقائدية والدينية" ضد إيران.
وفسّر المراقبون هذا الموقف الرسمي بتهرب الرئيس إردوغان من إغضاب الرئيس ترامب، الذي قال مؤخراً بأنه سيدعو إردوغان إلى زيارة البيت الأبيض قريباً، بعد أن وصفه بـ"الذكي والعاقل، وأنه معجب به جداً".
ويعقد الرئيس إردوغان آمالاً كبيرة على هذا اللقاء المحتمل الذي يتمنى له أن يساعده على معالجة أزمته الاقتصادية الخطيرة، وتحقيق أهدافه الإقليمية عبر سوريا، وقال ترامب "إن إردوغان قد أرسل رجاله إليها وسيطر عليها بشكل غير لبق" ودعا نتنياهو إلى "التنسيق والتعاون معه في ما يتعلق بالوضع في سوريا وعبرها في المنطقة".
موقف نتنياهو هذا أعاد إلى الأذهان موقف واشنطن التي أعلنت عن تأييدها لعقيدة "تحالف المحيط" التي اعتمدها رئيس الكيان العبري بن غوريون عام 1957، وبعد أشهر قليلة من حرب السويس 1956.
وتعتمد هذه العقيدة على إقامة تحالفات استراتيجية مع دول الإقليم غير العربية، وهي: تركيا وإيران وإثيوبيا. وجاءت التطورات اللاحقة لتساعد بن غوريون في مساعيه لإقناع حكام هذه الدول بعد أن أعلنت أنقرة، العضو في حلف بغداد والحلف الأطلسي، عن قلقها من الوحدة بين مصر وجارتها سوريا (شباط/ فبراير 1958) كما لم يخفِ الشاه قلقه من إطاحة النظام الملكي في بغداد في تموز/ يوليو 1958 وهي حال إمبراطور الحبشة هيلا سيلاسي الذي كان قلقاً من مساعي عبد الناصر للانفتاح على القارة السمراء.
20 حزيران 18:42
20 حزيران 11:33
ومع أن عقيدة بن غوريون لم تهمل الكرد بزعامة الملا مصطفى البرزاني كعنصر إضافي في تحالفاته مع الدول غير العربية التي عدّها بن غوريون "الرئة التي تتنفس عبرها إسرائيل في محيط عربي معاد له"، فقد حققت أهدافها في التحالف الاستراتيجي مع أنقرة التي زارها بن غوريون سراً صيف 1958، كما سعى لضمّ السودان أيضاً إلى هذا التحالف الذي سقط بالانقلاب الذي أطاح حكومة عدنان مندرس في تركيا ولحق به الانقلاب الذي أطاح هيلا سيلاسي عام 1975 ثم الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 والتي قلبت موازين القوى برمتها في المنطقة.
ودفع ذلك "تل أبيب" وعبر التحالف مع بعض من الموارنة إلى جر لبنان إلى حرب أهلية عام 1975 ثم التوقيع على اتفاقية "كامب ديفيد" الخطيرة مع أنور السادات الذي فتح الطريق أمام الكيان الصهيوني للتطبيع مع عديد من الدول العربية بدءاً من الأردن (1994) وانتهاءً بالاتفاقيات الإبراهيمية التي ساعدت "تل أبيب" في تحقيق أهدافها الاستراتيجية خلال الحرب في غزة ثم لبنان، وبالتالي إسقاط النظام في سوريا، والآن العدوان على إيران التي فشل الكيان الصهيوني في إعادتها إلى دائرة "تحالف المحيط"، فقرر الانتقام منها، وأياً كان السبب والمبرر.
وعادت إثيوبيا إلى هذا التحالف بشكل استراتيجي مع حكم رئيس الوزراء آبي أحمد الذي حقق أهداف الصهاينة في الانتقام من مصر، وذلك بالسدود التي بناها على النيل الأزرق وفروعه بهدف التحكم بالمياه واستخدامها كسلاح فعّال ضد السودان ومصر بذكرياته الفرعونية " السيئة" بالنسبة إلى المقولات والأساطير اليهودية.
وربما لهذا السبب وقفت "تل أبيب"، ولو بشكل غير مباشر، إلى جانب تركيا خلال الأزمة القبرصية بعد أن وقفت القاهرة إلى جانب اليونان والقبارصة اليونانيين قبل وخلال التدخل العسكري التركي في الجزيرة في تموز/ يوليو 1974.
وشهدت علاقات "تل أبيب" بعد ذلك التاريخ مع أنقرة حالات من المد والجزر، وبشكل خاص خلال حكم حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي، الذي اتخذ العديد من المواقف المتناقضة في علاقاته مع الكيان الصهيوني الذي انضم إلى الحلف الأطلسي (كمراقب) ومنظمة التعاون الأطلسي والتنمية OECD بضوء أخضر من تركيا، الحليف الاستراتيجي لأميركا، والتي يوجد فيها ما لا يقل عن عشرين قاعدة صغيرة وكبيرة أهمها قاعدة كوراجيك التي ترصد كل التحركات العسكرية الإيرانية، وتبلّغ قطع الأسطول السادس الأميركية شرق الأبيض المتوسط بانطلاق أي صاروخ إيراني صوب "إسرائيل" حتى تقوم بالتصدي له قبل دخول أجوائها، وهو ما فشلت وتفشل فيه أمام تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية.
وتستنفر أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا كل إمكانياتها للتصدي لها عبر أقمارها الصناعية وقواعدها العسكرية في جميع الدول المحيطة بإيران.
وسعى الكيان الصهيوني لتعويض خسارته لها بإقامة تحالفات إقليمية مع أنظمة الخليج والهند وأخيراً مع اليونان وقبرص، ويرى فيها الصهاينة بوابة للخروج من فلسطين في حال المواجهة الاستراتيجية الحتمية بينهم وبين العرب والمسلمين وكما كانت محطتهم خلال غزوهم لفلسطين الآن وخلال الانتداب البريطاني للجزيرة التي تخلت عنها الدولة العثمانية عام 1897 مقابل أن تحميها بريطانيا ضد "الأطماع الروسية ".
ويبقى الرهان في نهاية المطاف على وعي وحنكة القيادات السياسية وكوادرها من المثقفين والإعلاميين التي ما عليها إلا أن تستخلص الدروس الكافية من الماضي القريب والبعيد، والتي علمتنا جميعاً أن كل ما فعله ويفعله الصهاينة كان وسيبقى إلى الأبد في إطار أوامر وتوجيهات الدين (المحرّف) والأساطير التي يمكن تلخيصها بجملة واحدة ألا وهي "استعداء واستعباد كل من هم غير يهود" في هذه المنطقة، وأياً كانت انتماءاتهم العرقية والدينية والطائفية والسياسية، ولا خيار أمامهم إلا الاستسلام والرضوخ أو الصمود والتصدي والمقاومة وهو ما تفعله إيران الآن ومعها كل الشرفاء والمخلصين باسم كل الدول والشعوب الإسلامية والعربية، ويبدو واضحاً أنها أمام التحدي الأكبر الذي سيقرر مصير المنطقة برمتها، ليس فقط سياسياً وجغرافياً بل تاريخياً ودينياً، كما ورد في كل الكتب المقدسة وخاتمتها القرآن الكريم!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائب الرئيس الأميركي: ترامب سيتخذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء تخصيب اليورانيوم في إيران عندما يجد أن المسار الدبلوماسي قد استنفد بالكامل
نائب الرئيس الأميركي: ترامب سيتخذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء تخصيب اليورانيوم في إيران عندما يجد أن المسار الدبلوماسي قد استنفد بالكامل

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

نائب الرئيس الأميركي: ترامب سيتخذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء تخصيب اليورانيوم في إيران عندما يجد أن المسار الدبلوماسي قد استنفد بالكامل

نائب الرئيس الأميركي: ترامب سيتخذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء تخصيب اليورانيوم في إيران عندما يجد أن المسار الدبلوماسي قد استنفد بالكامل Lebanon 24

الكفّ الإيراني في مواجهة المخرز "الإسرائيلي".. لمن تكون الغلبة؟
الكفّ الإيراني في مواجهة المخرز "الإسرائيلي".. لمن تكون الغلبة؟

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

الكفّ الإيراني في مواجهة المخرز "الإسرائيلي".. لمن تكون الغلبة؟

قد يبدو العدوان الغادر الذي تعرّضت له الجمهورية الإسلامية في إيران، ولا سيّما الجزء المتعلّق منه باغتيال كبار قادة الحرس الثوري، إلى جانب عدد من العلماء النوويين المخضرمين، قد يبدو خارقاً للعادة، ويمكن له أن يُصيب "دولة" الكيان الصهيوني بكثير من النشوة بعد هذا النجاح اللافت. وفي حقيقة الأمر كان يُمكن لنا ولغيرنا أن نعتبر هذا الفعل مُبهراً ومُذهلاً لو أن "الدولة" العبرية قامت به وحدها، أو أنها لم تتلقّ أي مساعدة استخبارية أو عسكرية قبل وأثناء تنفيذه، وحتى أثناء محاولة التصدّي للرد الإيراني الذي كما يبدو ما زال في بداياته. إلا أنه وفي حقيقة الأمر، وكما تشير كل الدلائل والمؤشرات، وفي مقدمتها تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإدارته الصهيونية بامتياز، فإن "إسرائيل" لم تكن سوى رأس الحربة في هذا العدوان ليس أكثر، وأن جبهة كاملة من دول وجماعات محور الشر شاركت في التخطيط والتنفيذ لهذا العدوان الغادر، والذي كما يبدو تم التجهيز له منذ ولاية الرئيس الأميركي المنصرف جو بايدن، وجُنّدت من أجله دول إقليمية وعالمية، إلى جانب مجموعات محلية ارتبطت منذ سنوات طويلة بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية والبريطانية. في مثل هذه الأوضاع المعقّدة والمفتوحة على كل الاحتمالات، والتي تتطلّب حكمة ورصانة في مواجهة التداعيات الناشئة عنها، تبدو الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة مجموعة من التحدّيات التي لا نراها أقلّ خطورة من تلك التي تعرّضت لها بعد ثورة الإمام الخميني رضوان الله عليه، بل ربما تكون أكثر خطراً منها، إذ إن التغيّرات التي نشأت خلال السنتين الأخيرتين على وجه التحديد، ولا سيّما بعد انطلاق معركة طوفان الأقصى، والتي كان من أهمّها حالة "الهيجان" الممنهجة التي أصابت المجتمع الإسرائيلي وقيادته السياسية والعسكرية، والتي جعلتها تستخدم كل ما في جعبتها من أسلحة وقدرات عسكرية هائلة ضد مئات الآلاف من المدنيين العزل في قطاع غزة، إلى جانب توجيه جزء من تلك الإمكانيات من أجل تنفيذ مخطّطات تم وضعها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وعلى رأسها تهجير الفلسطينيين من أرضهم، إضافة إلى إحداث تغيير ديمغرافي عبر قتل عشرات الآلاف منهم ،ولا سيّما من فئتي النساء والأطفال، تلك التغيّرات المدعومة من كل محور الشر في العالم، والذي شرّع أبواب مخازن سلاحه على مصاريعها لتنهل منه "دولة" الاحتلال كما شاءت، وجيّر كل إمكانياته المادية والإعلامية والسياسية من أجل الدفاع عن جرائمها ومذابحها، تُحيط المواجهة الحالية بمروحة واسعة من التحدّيات، وتجعلها على قدر عالٍ من المخاطر، خصوصاً في ظل افتقار إيران لبعض مصادر قوتها السابقة، والتي كان يوفرها لها وجود دولة صديقة مثل سوريا في عهد النظام السابق، إضافة إلى حزب الله اللبناني، حليفها القوي والموثوق، والذي يمر بمرحلة تعافٍ بعد ما تعرّض له هو الآخر من خسائر بعد تدشين جبهته المساندة لقطاع غزة . أمام هذه الوقائع التي تضع إيران شبه وحيدة في مواجهة حلف واسع من القتلة والمجرمين وشذّاذ الآفاق، يعتقد البعض أن فرص الجمهورية الإسلامية في تحقيق الانتصار، أو على أقل تقدير الخروج بأقل قدر من الخسائر ضئيلة، وأن قدرتها على الفعل لن تكون بالشكل الذي يمنحها القدرة على إحداث الفارق المطلوب، ولا سيّما في ظل اختلال موازين القوى الواضح لمصلحة الطرف الآخر، إضافة إلى جملة من العوائق والأزمات التي خلقها الحصار الطويل الذي تتعرّض له منذ أكثر من ستة وأربعين عاماً. إلا أنه بقليل من التحليل الموضوعي الهادئ، والبعيد عن التأثّر ببروباغاندا الإعلام الموجّه، والذي اجتهد منذ بداية العدوان لبثّ الكثير من سمومه كما جرت العادة، لإشاعة حالة من الهزيمة النفسية في أوساط الشعب الإيراني العزيز، مضافاً إليه أنصار محور المقاومة في المنطقة، يمكن لنا أن نرى الكثير من بقع الضوء في خضم هذا المشهد المُظلم، والتي من المؤكد انها تُمثّل أوراق قوة في أيدي القيادة والشعب الإيرانيين، وبإمكانها المساعدة في صناعة نصر تاريخي وغير مسبوق للأمة الإيرانية العظيمة، ومن خلفها النظام الإسلامي الصلب ،والذي قاد سفينة البلاد طوال هذه السنوات الصعاب إلى بر الأمان، رغم ما تعرّضت له من عقبات وأزمات. 20 حزيران 18:42 20 حزيران 11:33 في مقدّمة هذه الأوراق يأتي الشعب الإيراني العظيم، والذي كان على الدوام الجدار الصلب الذي تتحطّم عليه كل مخطّطات الأعداء، وتتوقّف أمام صموده وعنفوانه كل مغامرات الأشرار وسفاكي الدماء. فالشعب في إيران يكاد يختلف عن كل شعوب العالم، إذ إنه ومنذ انحيازه لثورة الإمام الراحل رضوان الله عليه، وبعد أن دفع ثمناً كبيراً من دماء شبابه في مواجهة عصابات "السافاك" المجرمة، ما أدّى في نهاية الأمر إلى سقوط نظام الشاه العميل، وإلى انتصار واحدة من أعظم الثورات خلال التاريخ الحديث، والتي شكّلت حجر الأساس للعديد من الثورات الأخرى، وكتبت تاريخاً جديداً في المنطقة، كان عنوانه الأساس رفض الظلم، وتحرير الشعوب والأوطان، وتقديم خيار المقاومة في وجه أعداء الأمة على ما سواه من خيارات، منذ ذلك الوقت وهذا الشعب ما زال متمسّكاً بخياراته التي عاهد عليها الله منذ انطلاق ثورته العظيمة، ولم يتراجع رغم حملات التخويف والتهديد المتلاحقة، والتي لو وُجهّت إلى شعب آخر لرفع رايات الاستسلام منذ أمد بعيد. ثانية أوراق القوّة في إيران تتمثّل في قيادتها الحكيمة والرصينة، والتي وإن كانت تضم بين جنباتها أعراقاً شتّى، وتوجّهات عدّة، ولا تخلو في كثير من الأحيان من الاختلافات والاجتهادات، إلا أنها تُعتبر من أكثر القيادات كفاءة على مستوى العالم، كيف لا وقد استطاعت أن تقود البلاد في أحلك الظروف وأكثرها صعوبة، وأن تواجه بما تملكه من ذكاء وحسن إدارة سيلاً من الأزمات المفتعلة ،والضغوط المختلقة، بل إنها تمكنت خلال سنوات الحصار التي كانت تبدو للبعض بأنها سنوات عِجاف، من تحويل الدولة الإيرانية إلى واحدة من أهم دول العالم على الكثير من الصُعد، وإلى نقل الجمهورية الإسلامية إلى مصاف الدول المتقدّمة علمياً وطبّياً وثقافياً وعسكرياً ،إضافة إلى المجال الاقتصادي الذي شهد بدوره نقلة نوعية، ولولا الحصار الظالم لباتت إيران واحدة من أغنى دول العالم . الجغرافيا في إيران هي الأخرى تُعتبر واحدة من أكثر نقاط القوة التي تتمتّع بها الجمهورية الإسلامية ،إذ إن مساحتها الواسعة التي تزيد على المليون كيلومتر مربع، إضافة إلى طبيعة الأرض التي تتنوّع بين الجبال والوديان، إلى جانب ما تحتويه تلك الجغرافيا من مصادر هائلة على مستوى الثروة المائية، والزراعية، كل ذلك إلى جانب الكثير من المميزات الأخرى تضع إيران في مصاف الدول الكبرى الضاربة جذورها في عمق اليابسة، وهذا الأمر تحديداً يمكنه أن يمنحها الكثير من عوامل القوة في مواجهة أي عدوان خارجي، أو أي تحرّكات داخلية قد يقوم بها أعداء الدولة المتحالفين مع قوى الشر، وهو الأمر الذي جرى في مراحل متعددة من عمر الدولة، ولم يحقق أي نجاح يُذكر خلال كل تلك المحاولات . الجغرافيا الإيرانية المتنوّعة، والواسعة، تمنح إيران كذلك مساحة واسعة لاستيعاب أي ضربة حتى لو كانت كبيرة ونوعية، وتُعطيها القدرة على امتصاصها بأقل الخسائر الممكنة، بل وتحويل تلك الضربة إلى قوة دفع في الاتجاه العكسي، بما يمكّنها من الرد عليها، وتحويل التهديد إلى فرصة أكيدة لرد العدوان وإسقاط مخطّطاته. أوراق أخرى من قبيل التطوّر العسكري والحنكة السياسية، والتي لا تقلّ أهمية عن سابقاتها التي استعرضناها أعلاه، تجعل الجمهورية الإسلامية في إيران تملك كل المقوّمات التي تجعلها تواجه العدوان بكل قوة واقتدار، وتمكّنها من إفشال كل ما يخطّط له أعداؤها، والذين كما يبدو يسعون لتحقيق ما عجزوا عنه طوال السنوات الست والأربعين الماضية، مستخدمين مروحة واسعة من الإمكانيات، ومعتمدين على تشكيلة متعدّدة من التحالفات. قبل حوالى ثلاثة عشر عاماً تقريباً، قُدّر لي ان أزور الجمهورية الإسلامية في إيران لحضور مؤتمر أُقيم خصّيصاً لنصرة الشعب الفلسطيني، ومساندته في الحصول على حقوقه المشروعة، في ذلك الوقت أُصبت بالدهشة من قدرة هذه الدولة العظيمة على التكيّف مع تداعيات الحصار، والذي أصاب كل مناحي الحياة فيها، ومن قدرة هذا الشعب العزيز وقيادته المقتدرة على استغلال هذا الحصار للانطلاق نحو نهضة علمية وثقافية وصناعية وعسكرية قل نظيرها، بل والذهاب بعيداً في تأسيس دولة تضاهي بل وتتفوّق على كثير من دول المنطقة والعالم. هذه الدولة العظيمة بشعبها وقيادتها، يكاد يكون من المستحيل أن تسقط او تنكسر أمام شرذمة من القتلة والمجرمين وصنّاع الحروب، وهي تملك كل المؤهلات التي تجعلها تخرج من هذه الأزمة أكثر قوة، وقدرة، وتصميماً على مواصلة المشوار.

حرس الثورة في إيران عن الموجة الـ18: دك أهداف عسكرية ومراكز الدعم العملياتي للاحتلال
حرس الثورة في إيران عن الموجة الـ18: دك أهداف عسكرية ومراكز الدعم العملياتي للاحتلال

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

حرس الثورة في إيران عن الموجة الـ18: دك أهداف عسكرية ومراكز الدعم العملياتي للاحتلال

أعلن حرس الثورة في إيران عن استهدافه نقاطاً عسكرية ومراكز دعم عملياتي لـ"جيش" الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في العملية التي انطلقت منتصف ليل الجمعة - السبت. وفي بيان حمل "الرقم 15"، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على إيران، أشار حرس الثورة إلى أنّ "الموجة الثامنة عشرة من عملية الوعد الصادق 3، "وُجهت ضد الأهداف العسكرية ومراكز الدعم العملياتي لجيش الكيان الصهيوني، من خلال وابل كثيف من الطائرات المسيّرة الانتحارية والهجومية من طراز شاهد 136 إضافة إلى صواريخ دقيقة الإصابة تعمل بالوقود السائل والصلب". وأكّد حرس الثورة في بيانه، نجاح العملية في تدمير الأهداف المحددة سلفاً بشكل كامل. 17 حزيران 16 حزيران "غالبية الصواريخ التي أطلقتها إيران خلال الأيام المكاضية أصابت أهدافها بدقة"مراسل الميادين في إيران أحمد البحراني #إيران #الوعد_الصادق_٣ إلى أنّ عدة أسراب من طائرات "شاهد 136" نفذت "مهماتها بشكل متواصل في أجواء الأراضي المحتلة الليلة، وفشلت أحدث منظومات الدفاع الجوي في اعتراضها، مما اضطر الصهاينة، كعادتهم، للفرار إلى الملاجئ". وأكد أنّ "عمليات القصف المركّبة بين الصواريخ والطائرات المسيّرة ستستمر بشكل منتظم ودقيق". وكانت "تل أبيب" وضواحيها شهدت منتصف ليل الجمعة - السبت، أصوات انفجارات عنيفة، في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق إيران لـ10 صواريخ باليستية، استهدفت بشكل مركّز منطقة الوسط. ونقلت "القناة 12" الإسرائيلية أن أحد الصواريخ سقط على مبنى في "تل أبيب الكبرى"، وتحديداً في مدينة "حولون" جنوبي "تل أبيب"، ما تسبب باندلاع حريق كبير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store