
عقوبات أوروبية على قائدين تابعين للجيش السوداني و«الدعم السريع»
وشملت القائمة، القائد العسكري، التابع للقوات المسلحة السودانية، أبو عاقلة محمد كيكل، والقائد الميداني لــ«قوات الدعم السريع»، حسين برشم، وذلك لدورهما في عمليات قتل وجرائم تطهير عرقي وتهجير قسري وعنف ضد المدنيين، حسب ما جاء في بيان للاتحاد الأوروبي. كما شملت العقوبات كيانين هما بنك الخليج التابع لـ«الدعم السريع»، وشركة رد روك التابعة للجيش.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيانه ليل الجمعة - السبت، إن بنك الخليج، يلعب دوراً أساسياً في تمويل عمليات «قوات الدعم السريع»، كما أن شركة «رد روك» تشارك في تسهيل إنتاج الأسلحة والمركبات للقوات المسلحة السودانية.
وتشمل العقوبات تجميد الأصول، وحظر تقديم أي أموال أو موارد اقتصادية، بشكل مباشر أو غير مباشر، لهم أو لصالحهم، إضافة إلى تطبيق حظر على الأشخاص المدرجين في قائمة العقوبات من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي. وأوضح البيان أن شركة «ريد روك» التي تعمل في مجال التعدين والاستكشاف، تخضع شركتها الأم لتدابير تقييدية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وتشارك في تسهيل إنتاج الأسلحة والمركبات للقوات المسلحة السودانية. وأشار إلى أن قطاع التعدين يساهم في تأجيج الصراع في السودان.
وترتبط مناطق التعدين بمناطق حرب، وتمثل مواقع استراتيجية بالغة الأهمية لأطراف النزاع، مما يزيد من حدة المنافسة والتوترات حسب البيان الأوروبي.
وذكر أن بنك الخليج مملوك بشكل كبير لشركات مرتبطة بأفراد من عائلة، قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، ويلعب دوراً أساسياً في تمويل عمليات «قوات الدعم السريع».
وفرض الاتحاد الأوروبي قيوداً على القائد العسكري للقوات المسلحة السودانية، أبو عاقلة محمد كيكل، الذي كان يشغل منصب الحاكم لولاية الجزيرة بوسط السودان، بعد استيلاء «قوات الدعم السريع» عليها، قبل أن ينشق منها، وينضم للجيش السوداني في ديسمبر (كانون الأول) نهاية 2024.
وعدّ الأوروبي أن كيكل الذي يقود حركة مسلحة باسم «قوات درع السودان»، مسؤول عن استهداف «سكان الكنابي» وهي مجموعات عرقية تسكن قرى مهمشة في ولاية الجزيرة. ويتحدر سكانها، من قبائل أفريقية، جاءوا من مناطق مختلفة من السودان، خصوصاً من الغرب، للعمل في المشاريع الزراعية، واستوطنوا في تلك «الكنابي» وحوَّلوها إلى قرى وتجمعات سكانية. والكنابي مفردة سودانية مأخوذة من الكلمة الإنجليزية camp.
كما أدرج الأوروبي القائد الميداني العسكري بــ«قوات الدعم السريع، حسين برشم، الذي لعب دوراً قيادياً في عمليات «الدعم السريع» التي أسفرت عن فظائع جماعية، وعمليات قتل وعنف عرقي وتهجير قسري ضد المدنيين في إقليم دارفور وغيرها من المناطق المتضررة من النزاع في السودان.
وأكد الاتحاد الأوروبي أن فرض هذه الإجراءات التقييدية لدعم السلام والمساءلة في السودان، ولإيجاد حل سلمي للصراع، ومعالجة الوضع الإنساني الخطير في البلاد، وتعزيز عملية سياسية سودانية شاملة ودائمة.
من جانبها رفضت «قوات درع السودان» بشدة ما سمته القرار «الجائر» الصادر عن مجلس الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على قائدها اللواء أبو عاقلة كيكل، لانعدام الأساس القانوني والسياسي.
أبو عاقلة كيكل قائد قوات درع السودان التابعة للجيش (أرشيفية متداولة)
وقال المتحدث باسم «درع السودان»، العقيد يوسف حسب الدائم عمر، إن القرار فشل في تقديم أدلة موثوقة تثبت الادعاءات الموجهة ضد كيكل وقواته، كما اعتمد على تقارير إعلامية مضللة صادرة عن جهات موالية لــ«ميليشيا الدعم السريع الإرهابية».
وأضاف في بيان صحافي السبت: «تم إصدار العقوبات دون إخطار القائد أو تمكينه من الدفاع عن نفسه، أو الاطلاع على أي أدلة، مما يعد خرقاً صريحاً للمادة (6) من لائحة العقوبات الأوروبية». وأشار إلى أن عمليات قوات «درع السودان» تهدف إلى تأمين المدنيين ومكافحة التمرد المسلح، و تنطلق من واجبات دستورية كفلها الدستور الانتقالي 2019، ومواثيق الشرعية الدولية، والمادة (4.2) من ميثاق الأمم المتحدة، و«من المؤسف أن تفسر هذه الجهود النبيلة بأنها تهديد للاستقرار». وعدّ عمر القرار خرقاً لمعايير العدالة، وأنه لن يثني قوات «درع السودان» عن أداء واجبها الوطني.
بدورها، رحبت مركزية مؤتمر الكنابي، (تجمع أهلي) بالعقوبات الأوروبية على قائد «ميليشيا درع السودان»، وعدّتها تطوراً مهماً في اتجاه تحقيق العدالة الدولية. وقالت في بيان على موقع «فيسبوك»، إن قوات كيكل ارتكبت جرائم وحشية وجرائم تطهير عرقي ترقى للإبادة الجماعية وانتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان ضد العمال الزراعيين وسكان الكنابي في وسط السودان. وأكد البيان أنه لا سلام ولا عدالة ستتحقق دون محاسبة الجناة، وعلى رأسهم «كيكل» الذي يجب أن يقدم إلى محاكمة عادلة تضمن إنصاف الضحايا والمجتمعات المتضررة من سكان الكنابي.
الحرب أجبرت الآلاف على الفرار من ولاية الجزيرة إلى ولايات مجاورة (أرشيفية - أ.ف.ب)
واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في يناير (كانون الثاني) الماضي «قوات درع السودان»، التي تقاتل بجانب الجيش السوداني، بارتكاب انتهاكات عنيفة ضد المدنيين، مستهدفة بتعمد سكان «الكنابي».
وقتل في الهجمات التي شنتها «قوات الدرع» أكثر من 26 شخصاً، بينهم طفل، وجرح آخرون، في قرية (كمبو طيبة) تبعد 30 كيلومتراً شرق مدينة ود مدني عاصمة الجزيرة، كما نهبت الممتلكات المدنية للسكان، وأحرقت منازلهم.
وعقب استرداد الجيش السوداني ولاية الجزيرة من قبضة «قوات الدعم السريع» شهدت أعمال قتل وذبح وحرق للقرى والكنابي في مناطق واسعة من الولاية، لكن الجيش قلّل من تلك الجرائم وعدّها «تجاوزات فردية».
ومع تصاعد حملات التنديد بالفظائع والاتهامات الموجهة للجيش والقوات المتحالفة معه «قوات درع السودان والقوة المشتركة»، شّكل قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، «لجنة تحقيق» حدد لها فترة أسبوع لاكتمال التحقيقات، وتتضمن جمع الأدلة والشهادات والأقوال واستدعاء الأشخاص المعنيين، لكن إلى الآن لم تصدر نتائجها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
الصين تنتقد «التأثير السلبي الخطير» للعقوبات الأوروبية على روسيا
انتقدت وزارة التجارة الصينية العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا وشملت كيانات صينية بهدف تقييد النشاط العسكري الروسي، وفقاً لبيان صدر، الاثنين، ووصف هذه الإجراءات بأنها «خاطئة». وحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال متحدث باسم وزارة التجارة إن «إجراءات الاتحاد الأوروبي تتناقض مع الإجماع الذي توصل إليه قادتها مع الصين، وكان لها تأثير سلبي خطير على العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون المالي بين الصين والاتحاد الأوروبي». ووافق الاتحاد الأوروبي، الجمعة، على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد موسكو والتي تستهدف المصارف وخفض سقف أسعار صادرات النفط، في محاولة للحد من قدرة روسيا على تمويل الحرب ضد أوكرانيا. ومن المقرر أن يزور كبار قادة الاتحاد الأوروبي الصين، الخميس، لعقد قمة تبحث تسوية سلسلة من النزاعات التجارية بين الشريكين الرئيسيين.


الاقتصادية
منذ 4 ساعات
- الاقتصادية
القلق من السياسات المرتبطة بالدولار يدفع الدول الناشئة نحو سندات اليورو
يتجه المقترضون في الأسواق الناشئة، إلى سوق السندات المقومة باليورو بأسرع وتيرة منذ أكثر من عقد، مستفيدين من تنامي الطلب على التنويع بعيدا عن الدولار. عزز هذا الطلب القوي على ديون الدول النامية، مع تعاظم دور مستثمرين لا يخصصون استثماراتهم عادة لهذه السوق، في ظل تحسن جودة الائتمان، ورغم أن السندات المقومة باليورو ما تزال تمثل حصة صغيرة من إجمالي إصدارات الأسواق الناشئة، فإن حجمها مرشح للبقاء مرتفعا، سواء من حيث القيمة المطلقة أو مقارنة بنظيرتها المقومة بالدولار. رئيس أسواق رأس المال في "جيه بي مورجان" لمنطقة أوروبا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا ستيفان فايلر قال "إذا كنت تخطط لإصدار سندات باليورو، فهذه هي اللحظة المناسبة. لقد أصبح المقترضون أكثر نشاطاً بشكل واضح في التنويع واستكشاف الأسواق المتخصصة". انخفض مؤشر الدولار 8% هذا العام، في ظل إعادة مديري الأموال النظر في تعرضهم الكبير للأصول الأمريكية، مع تسبب سياسات ترمب الجمركية وهجماته على الفيدرالي في تقلبات الأسواق. هناك مؤشرات متزايدة على تراجع الطلب على الدولار، فيما تُظهر نسب التحوط المنخفضة ضد تقلبات العملات أن هناك مجالاً لمزيد من الانخفاض. إصدارات قياسية من الأسواق الناشئة باعت الشركات والحكومات من الاقتصادات النامية ما قيمته 89 مليار يورو من السندات المقومة باليورو هذا العام حتى 18 يوليو، وهو أعلى رقم للفترة نفسها منذ 2014 على الأقل، وفق بيانات جمعتها "بلومبرغ". وقد تجاوزت الإصدارات الحكومية وحدها إجمالي ما تم إصداره في 2024 بالكامل. رغم أن معظم الإصدارات جاءت من أوروبا الشرقية، حيث شكلت بولندا ورومانيا معا 21 مليار يورو، دخل مقترضون آخرون من تشيلي وكوريا والصين السوق في الأشهر الأخيرة. في اقتصادات أوروبا الناشئة، أدى فوز مرشح وسطي في الانتخابات الرئاسية في مايو إلى انتعاش السندات الرومانية، ما مكن البلاد من تنفيذ ثالث إصدار لها هذا العام، أما بلغاريا فقد جمعت 3.2 مليار يورو بعد حصولها على ترقية في التصنيف الائتماني، مدفوعة بانضمامها المرتقب إلى اليورو العام المقبل، واستفادت بولندا من أسرع نمو اقتصادي في أوروبا الشرقية لإصدار أول سندات خضراء لها منذ 7 سنوات. "أصبحنا أكثر نشاطا في البحث عن فرص خارج سندات الدولار"، حسبما صرح مدير محفظة استثمارية لدى "بي بي إم أمريكا" ماثيو غريفز، والذي أضاف أنه يفضل سندات اليورو الصادرة عن ساحل العاج على نظيرتها الدولارية نظرا للفارق الجذاب في العائد"، وقال "نفضل حاليا الاحتفاظ باليورو على حساب الدولار من حيث التوجه الاستثماري". تفوق سندات اليورو أجرى استراتيجيون في "جولدمان ساكس" مقارنة بين السندات المقومة باليورو ونظيرتها المقومة بالدولار التي أصدرتها نفس الدول في نفس اليوم هذا العام، وتوصلوا إلى أن السندات المقومة باليورو تفوقت بشكل طفيف على المؤشرات المرجعية، بدرجة أعلى من نظيرتها المقومة بالدولار بعد أسبوع من الإصدار. كتب استراتيجيو البنك في تقرير صدر مطلع هذا الشهر: "الزيادة في إصدارات السندات المقومة باليورو تم استيعابها جيداً عموماً من قبل السوق"، مضيفين أن هذا الارتفاع في بيع الديون المقومة باليورو "من المرجح أن يستمر في ظل توقعاتنا بانحسار المرحلة الاستثنائية من النمو الاقتصادي في أميركا وبانخفاض إضافي في قيمة الدولار". القيمة النسبية تشجع المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي المستثمرين على تنفيذ صفقات قائمة على القيمة النسبية. على سبيل المثال، يفضل "بنك أوف أمريكا" المراهنة على ارتفاع قيمة سندات اليورو الرومانية المستحقة في 2044، مقابل موقف سلبي من السندات الدولارية التي تستحق في نفس العام. في "جي بي مورجان"، يرى الاستراتيجيون أن السندات المقومة باليورو الصادرة عن بولندا والمغرب والمجر والمكسيك هي الأكثر جاذبية ضمن نظرائهم، للمستثمرين الساعين للخروج من ديون الدولار. الطلب على ديون الأسواق الناشئة كان قويا هذا العام مع سعي المستثمرين إلى حماية أنفسهم من ضبابية السياسات الأمريكية، حسبما رأى الرئيس المشارك في "تي سي دبليو إيميرجينغ ماركتس" والمخضرم في هذا المجال منذ 4 عقود ديفيد روبينز، مضيفا "الفارق النسبي في العوائد الذي توفره الناشئة مقارنة بالأسواق الأخرى لا يزال جذابا". هذا الإقبال ساعد على تغذية موجة إصدارات ديون عبر جميع الفئات، حيث بلغ إصدار سندات الدولار أسرع وتيرة له منذ 2021، ورغم تنويع المقترضين بعيدا عن الدولار، إلا أنه من غير المرجح أن يضعف ذلك هيمنته، إذ إن هذه السندات تبقى جزءا من مؤشر "جيه بي مورجان" لسندات الأسواق الناشئة، وبالتالي تمثل مكونا أساسيا لمحافظ المستثمرين. دول جديدة بينها مصر تدخل سوق اليورو مع استمرار بحث المستثمرين عن فرص للقيمة النسبية، قد يتجه المقترضون الذين لديهم ديون قائمة بالدولار إلى سوق اليورو لتنويع مصادر تمويلهم، وفقا لما ذكرته رئيسة ديون الأسواق الناشئة لدى "بي جي آي إم" كاثي هيبروث. البرازيل التي أصدرت بالفعل سندات تجاوزت قيمتها 5 مليارات دولار هذا العام، تبدي اهتماما بإصدار أول سندات لها باليورو منذ 2014، أما جارتها كولومبيا، فتخطط لإصدار سندات مقومة باليورو للمرة الأولى منذ 2016. كما تستعد إحدى الكيانات الإدارية في البوسنة لطرح سندات في الأسواق الدولية للمرة الأولى، من خلال إصدار غير مضمون لأجل 5 سنوات مقوم باليورو، أما مصر فيدرس مسؤولوها إصدار أوراق مالية بالعملات الصعبة، بما في ذلك سندات مقومة باليورو، ضمن خطط الطرح للاثني عشر شهراً القادمة. "الدولار سيبقى دائماً العملة الأساسية للتمويل في الأسواق الناشئة" بحسب ستيفان فايلر من "جي بي مورجان"، لكنه أضاف "اليورو يوفر أكبر عمق سوقي كبديل حقيقي".


أرقام
منذ 5 ساعات
- أرقام
الصين تنتقد التأثير السلبي الخطير للعقوبات الأوروبية على روسيا
انتقدت وزارة التجارة الصينية العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا وشملت كيانات صينية بهدف تقييد النشاط العسكري الروسي، وفقا لبيان صدر الاثنين ووصف هذه الإجراءات بأنها "خاطئة". وقال متحدث باسم وزارة التجارة "إن إجراءات الاتحاد الأوروبي تتناقض مع الإجماع الذي توصل إليه قادتها مع الصين، وكان لها تأثير سلبي خطير على العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون المالي بين الصين والاتحاد الأوروبي".