
نتنياهو يفقد الكوابح.. واحتلال غزة بعيد المنال
توجد فجوة كبيرة بين الطريقة التي يعرض فيها قرار الكابينت الصادر في صباح يوم الجمعة الماضي بشأن توسيع الحرب في قطاع غزة وبين ما يظهر كتداعيات عملية له. رسميا، الكابينت صادق على موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعلى احتلال مدينة غزة، في الطريق إلى الاحتلال الكامل للقطاع. عمليا، صياغات واشتراطات القرار يمكن أن تؤجل تطبيقه لشهرين، هذا إذا تم تطبيقه.تحفظات رئيس الأركان إيال زمير من هذه العملية واضحة أصلا، لكن خلافا للانطباع الذي حاول محيط نتنياهو خلقه فان زمير لم يهزم في الجلسة. ربما العكس هو الصحيح. فعقبات كثيرة تقف الآن في الطريق إلى درجة انه في هذه الأثناء يصعب رؤية كيف يفرض نتنياهو بسرعة إرادته. إضافة إلى انه في حالته لا يمكن الثقة بأنه لا يوجد هنا تلاعب على كل الأطراف – الجيش، وزراء اليمين المتطرف، حماس، والجمهور الإسرائيلي بشكل خاص.إذا كان نتنياهو وبحق يريد احتلال غزة فسيكون عليه مواجهة صعوبات أساسية في محاولة تحقيق هذا الهدف. الصعوبة الأولى هي أن الولايات المتحدة تطلب منه القيام بخطوات إنسانية منها اغراق المنطقة بالمساعدات، إقامة مراكز توزيع كثيرة وإخلاء حذر وبالتدريج للسكان الفلسطينيين من مدينة غزة ومحيطها، تقريبا مليون شخص. هذه خطوات تأمينها سيحتاح إلى وقت طويل، وجزء من تطبيقها يرتبط بمنظمات أجنبية لا تخضع لأجندة إسرائيل. من البداية حدد الكابينت ما وصف بموعد هدف رسمي، استكمال الإخلاء حتى 7 تشرين الأول (أكتوبر). إذا كانت هزيمة منظمة حماس حاسمة وملحة جدا بهدف منع مذبحة أخرى، كما تدعي الحكومة، فمن غير الواضح لماذا يتم الحاق اعتبارات رمزية بالقرار، خاصة عندما يكون الحديث يدور عن انتظار لشهرين. يصعب التحرر من التفكير بان التاجيل الطويل يخدم نتنياهو، الذي لا يشعر بأي الحاحية لإنقاذ المخطوفين أو حسم المعركة. التوقيت سيكون جيد لنتنياهو حتى من الناحية السياسية. ففي تشرين الأول (أكتوبر) ستعود الكنيست من العطلة الصيفية، والقتال المتزايد سيكون ذريعة جيدة ضد محاولة حلها.الصعوبة الثانية تتعلق بتجنيد الاحتياط. لقد تم اقتباس تقديرات مختلفة من الجيش الإسرائيلي حول حجم التجنيد المطلوب للعملية، 120 – 250 ألف رجل احتياط. يبدو أن التقدير الأدنى هو الأقرب الى الواقع، لكن هذه هي نفس هيئة الأركان التي حاولت تثبيت في هذه السنة منحنى الرسم البياني للنشاطات العملياتية، ووعدت رجال الاحتياط بانها تنوي خفض متوسط الخدمة للجنود في 2025 إلى 74 يوما. الآن نسبة الامتثال في وحدات الاحتياط توجد في حالة هبوط حر، والقادة يغطون على ذلك بتجنيد محموم لرجال الاحتياط الذين لا توجد لهم وحدات، والذين عند الحاجة يحولون الخدمة إلى مصدر للرزق ويتنقلون بين القيادات والكتائب. ما الذي ستفكر فيه عائلات رجال الاحتياط حول تجنيد جماعي آخر، بين نهاية العطلة الكبيرة والأعياد؟ كم عدد الذين سينجحون في الحفاظ على أماكن عملهم؟ نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس لا ينشغلان بهذه الأمور التافهة. عمليا، ربما هذه وصفة لتأجيل بداية العملية لشهرين على الأقل.صيغة البيان مقابل التوقعات التي نثرها نتنياهو ومؤيدوه محدودة جدا. لم يتم ذكر فيها كل الطموحات المكشوفة التي يكثر الحديث عنها وزراء اليمين المسيحاني، "ليس احتلال، بل سيطرة"، "ليس تشجيع على الهجرة الطوعية"، و"ليس فظائع المدينة الإنسانية". من غير الواضح إذا كان هذا حذر أو إملاء أميركي. الكابينت أيضا لا يعلن إذا كان توجهه هو نحو صفقة تبادل جزئية أو صفقة شاملة. حتى قبل أسبوع قال نتنياهو بان الهدف هو صفقة جزئية، بعد ذلك قام فجأة بتغيير موقفه وطالب بصفقة شاملة، بدون أن يشرح مصدر هذا التغيير. الآن الوزراء ينثرون شعارات فارغة حول عملية ستؤدي إلى تحرير جميع المخطوفين. هم يتجاهلون انه مرت سنة تقريبا منذ المرة الأخيرة التي نجح فيها الجيش بإنقاذ مخطوف على قيد الحياة.حتى اليمين المسيحاني لا يصدق وعود نتنياهو. في وسائل الإعلام نشر انه في جلسة الكابينت الليلية صرخ ممثلو رئيس الأركان واصطدموا مع رئيس الشباك دادي برنياع ومع رئيس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي، الذي بصورة استثنائية اختلف مع موقف نتنياهو. في "أخبار 12" نشرت اقتباسات لا يمكن تصديقها. وزيرة الاستيطان اوريت ستروك، التي ظهرت وكأنها تصمم على تجسيد صورة الشريرة في فيلم هوليوودي، وبخت منسق هيئة الأسرى والمفقودين غال هيرش عندما تجرأ على التصميم على أن يبقى تحرير المخطوفين أحد أهداف الحرب. "هذه ليست المهمة"، قالت لهيرش. "المهمة هي تصفية حماس". في حين أن وزير الأمن الوطني ايتمار بن غفير قدم المواعظ لزمير كي يتعلم من الشرطة الانضباط. المقابلة التي تم بثها في نفس القناة مع عامي ايشد، قائد لواء تل أبيب المُقال، أوضحت بعد ذلك إلى أين بالضبط دهور بن غفير الشرطة.توجه كارثيأول من أمس بعد الظهر زار رئيس الأركان قيادة المنطقة الجنوبية. في البيان الذي نشره المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي شمل أيضا تعهد زمير بالحفاظ على حياة المخطوفين والسماح للقوات بالانتعاش من اجل تعزيز القدرة على التحمل والعمل، وفقا لقيم وروح الجيش الإسرائيلي. المعنى الضمني واضح. الجيش الإسرائيلي سيتقدم بوتيرته الخاصة، ورئيس الأركان لا تخيفه تصرفات السياسيين. ورغم التوقعات الكثيرة في الأسبوع الماضي إلا أن زمير يم يتسرع في تقديم استقالته، بل سيحاول توجيه الجيش حسب أسلوبه الخاص وتقليص الأضرار التي تسببها الحكومة والكابينت. في الفترة الأخيرة انهالت عليه طلبات من ضباط متقاعدين ومدنيين، يتوسلون فيها إليه من اجل البقاء في منصبه.حتى الآن الوضع الذي خلقته إسرائيل في القطاع خطير جدا. يبدو ان المفاوضات حول الصفقة ما زالت عالقة، والخطر على حياة الجنود والمخطوفين سيزداد إذا جرت محاولة احتلال مدينة غزة. الجيش الإسرائيلي في الواقع نجح في إخلاء بسرعة وبشكل عنيف مئات آلاف الفلسطينيين من غزة، خان يونس ورفح. ولكن بعد مرور سنتين تقريبا على الحرب فان القطاع تم تدميره والسكان متعبين، والكثير منهم لا يوجد ما يخسرونه، وتصعب معرفة هل جميعهم سيهربون. الضرر الدولي الذي يلحق بإسرائيل آخذ في التراكم. أول من أمس أعلنت ألمانيا عن حظر جزئي لتصدير السلاح لإسرائيل وأثارت هنا صدمة معينة.إلى جانب الأضرار الاستراتيجية ربما يفضل الانتباه إلى التحذير الذي اسمعه البروفيسور الياف لابلاخ، الخبير في القانون الدولي في جامعة تل أبيب. حسب قوله الجنود، الذين سينفذون أمر احتلال مدينة غزة وطرد سكانها إلى منطقة صغيرة فيها لا يمكن الحفاظ على ظروف عيش بالحد الأدنى بدون أن تكون لديهم إمكانية العودة إلى بيوتهم، سيجدون انفسهم متهمين بالتورط في جرائم ضد الإنسانية.رغم العناوين الدراماتيكية، يبدو أنه بعد جلسة الكابينت اكثر مما تسرع فيه إسرائيل نحو كارثة جديدة، هي تتمترس في الشرك القائم. لذلك هي يمكن أن تدخل الحرب والمفاوضات إلى حالة الجمود لبضعة اشهر بدون التقدم نحو الصفقة أو اتفاق لوقف إطلاق النار. ولكن حتى لو وجد نتنياهو صعوبة في تحقيق هذه المرة رغبته فانه يجدر الانتباه إلى ما تم كشفه في هذه الجلسة وفي خطواته الأخيرة. نتنياهو فقد الكوابح تماما، وهو يعمل بدون كوابح لتحقيق أهدافه – البقاء في الحكم بواسطة إشعال حرب خالدة، الانتقاد المنضبط في معظمه من قبل المعارضة لا يؤثر عليه، وفي غضون ذلك تساؤلات الجمهور. حتى لو نجح زمير في إبطاء وتيرة التنفيذ فان التوجه الكارثي الذي تمليه الحكومة بقي على حاله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
ماذا يريد نتنياهو حقا؟
يديعوت أحرونوت اضافة اعلان بقلم: ناحوم برنياعفي أيار 1999 أجريت انتخابات للكنيست ولرئاسة الوزراء. في حملة الانتخابات تعهد المرشحان، بنيامين نتنياهو واهود باراك بإخراج قوات الجيش الإسرائيلي من لبنان. مثل هذا النوع من الإجماع نادر جدا في حملات الانتخابات في إسرائيل: كل مرشح لرئاسة الوزراء يعد بالسلام والأمن، النمو والازدهار، لكن على تعهد مسبق بانسحاب يوجد بشكل عام محظور شبه ديني، في اليمين وحتى في الوسط – اليسار. في إسرائيل الإمعات وحدهم ينسحبون. 17 سنة تمسكت إسرائيل بلبنان ثلاثة منهم تحت حكم نتنياهو.ما حسم الأمر لدى نتنياهو كان الضغط الجماهيري: الإسرائيليون تعبوا من لبنان. إذا لم يتعهد بالخروج فإنهم لن يصوتوا له. فهل من الصواب ان نستنتج من نتنياهو في حينه عن نتنياهو اليوم؟ ليس مؤكدا. غزة مختلفة، الإسرائيليون مختلفون، سياسة اليمين مختلفة. وأساسا، نتنياهو مختلف. هو أقل انصاتا للأصوات من الخارج وأكثر بكثير للأصوات من الداخل – من الزوجة، من الابن، من إحساسه الداخلي. هو الضحية الأولى لعبادة الشخصية التي تطورت حوله. الكثير جدا من القوة توجد الآن تحت تصرفه. حكمة أقل بكثير. أمس، ارتفع مرة أخرى مستوى التفاؤل في طاقم المفاوضات: اردوغان انضم إلى الضغوط على حماس. إذا كانت صفقة والإسرائيليون العشرون المتبقون على قيد الحياة عادوا إلى الديار فستنشأ مسابقة كبرى لادعاء الإنجاز. القطريون سيطالبون بنصيبهم؛ المصريون سيصرون على ما لهم؛ أردوغان سيلوح بحقه؛ ترامب سيعزو الإنجاز لنفسه ولنفسه فقط؛ نتنياهو سيقول فقط تهديدي بالسيطرة على غزة لين مواقف حماس؛ الجيش وضع ارجلا، العائلات أضرت، لكن أنا، فقط أنا فرضت عليهم التوقيع على الاتفاق.لا يهم، بل فليوزعوا الحظوة على الإنجاز على الجميع. فالصفقة ليس فقط ستنقذ الحياة وتسمح لعائلات الضحايا بإغلاق دائرة، بل ستسمح لإسرائيل بالبدء في مسيرة إعادة التأهيل اللازمة والوداع لحرب لم تعرف كيف تنتهي. صحيح، نهاية الحرب لا تستجيب للتوقعات التي زرعتها الحكومة في قلب الجمهور. لكن فكروا بالبديل لإنهاء الحرب: هل هذا ما تريدونه؟نتنياهو، في ظهوره أمام الصحفيين امس، اتهم منتقدي خطة الاحتلال بانهم يضعفون الشعب. سمعت وصعب علي التصديق: مثل كثيرين آخرين، أنا امقت حماس وغيرها من المنظمات، اكثر من نتنياهو. صدمت حين مول حماس. حين بعث بقائد المنطقة الجنوبية إلى قطر باستجداء حكامها لان يبعثوا المال إلى غزة. الخروج إلى الحرب بعد مذبحة 7 أكتوبر كان مبررا. فقد كانت هذه حرب اللامفر. لكننا استنفدنا: حسم حماس بات خلفنا. حملة "عربات جدعون" اثبتت باننا وصلنا إلى نقطة الفائدة فيها اقل من الثمن، أقل على نحو ظاهر.من يدعي بان حسم حماس سيتحقق فقط بالنفق الأخير، بالكلانش الأخير، لم يتعلم كثيرا عن قيود الحرب ضد قوات عصابات. الا إذا كانت له مصلحة أخرى، أجندة أخرى.حتى الخريطة التي عاد نتنياهو وعرضها بعيدة عن الدقة: كان يمكن التوقع من رئيس الوزراء أن يعرض على الجمهور خريطة اكثر توثيقا من رسم صبياني. مليون نسمة يوجدون في هذه اللحظة في كتلة غزة وفي داخلهم بعض من المخطوفين. 600 الف في المواصي؛ 400 ألف في مخيمات الوسط. مساحة الكتل اكبر مما يعرض في الخريطة. غزة محفورة كلها. أحد لا يعرف ماذا سيحصل في عملية الطرد والاحتلال. كم مخطوفا سيقتل؛ كم جنديا سيسقط؛ ماذا سيحصل للسكان، من بينهم مئات آلاف الأطفال، النساء، الشيوخ؛ كيف ستستقبل المشاهد في العالم.شيء واحد نحن نعرفه: انه في كل ما يتعلق بمكانة إسرائيل في العالم نحن في السحب الزائد. الدول الثلاثة المقررة في أوروبا، بريطانيا، فرنسا وألمانيا لم تعد مستعدة لان تترك لترامب تحديد سياسة الغرب تجاه إسرائيل. نعم، توجد هناك لاسامية أيضا، عميقا في الوعي، ذاكرة المحرقة منعتها من التفجر. لكن الصور من غزة أخرجت الجني من القمقم. الحكومات كفيلة بان تغير نهجها لكن الجني الذي خرج لن يسارع إلى العودة. إسرائيل من شأنها أن يلقى بها من النادي الوحيد الذي يمكنها أن تعيش فيه.ماذا يريد نتنياهو، هل يريد صفقة مخطوفين أم احتلال؟ جلسة الكابينت يوم الخميس انتهت بقرار ليس بقرار. لا نحتل غزة، "نسيطر" عليها. أنا لا أفهم المعنى العسكري لـ "السيطرة". لست واثقا أن أحدا ما في الجيش يفهمه. في الماضي، عندما لم يريدوا بسبب الثمن بالخسائر احتلال أرض ما، مثل بلدة بن جبيل في حرب 2006، استولوا على ارض عالية وتمترسوا فيها. هذا ليس المقصود في قرار الكابينت. القرار يضمن لسموتريتش احتلال ولترامب تواجد مؤقت. الاصطلاح ذو معنيين، ذو وجهين: مثل المناطق المحتجزة؛ مثل الإدارة المدنية؛ مثل الإصلاح القضائي. تترافق معه سلسلة من المطالب، كلها جيدة لكن بعضها متعذر على نحو مقصود. ويوجد أيضا وجه إيجابي: اختفى مطلب النصر المطلق؛ اختفى مطلب التهجير؛ اختفى الترحيل؛ خطاب أمس هو ممحاة اليوم.


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
كل العوائق في الطريق إلى غزة
يديعوت أحرونوت اضافة اعلان يوآف زيتونإحدى المسائل المركزية التي ستطرح أمام قيادة الجيش الإسرائيلي في الأسبوعين القريبين بالنسبة لخطة نتنياهو "احتلال غزة" التي اقرها الكابينت في الجلسة الليلية الطويلة بين الخميس والجمعة هي الموعد الذي يجند فيه عشرات آلاف جنود الاحتياط في صالح الخطوة الطموحة والطويلة – وكميتهم. إلى الألوية نفسها لم ينزل بعد أي أمر وفي الجيش أيضا سيكونون حذرين جدا في استخدام المقدر المنهك، الذي يبدو أحيانا هكذا عندما يعامل كأمر مفرغ منه.في نهاية الأسبوع فقط سيتلقى رئيس الأركان الفريق إيال زمير رؤوس أقلام عن الأفكار التي تتبلور في قيادة المنطقة الجنوبية بالنسبة للخطوة البرية الكبيرة التي اقرها الكابينت بأمر من نتنياهو. ومنذ الآن يتبين أن الخطوة الهجومية نفسها لن تخرج إلى حيز التنفيذ، بحجم ذي مغزى، على الأقل حتى نهاية شهر آب. في الجيش، بخلاف المستوى السياسي، يأخذون بالحسبان ليس فقط انهاك رجال احتياط كثيرين الذين يتم استدعاؤهم بتواتر عال منذ 7 أكتوبر إلى جولات أخرى فأخرى من القتال، بل وأيضا العطلة الصيفية للأطفال التي جعلت قادة الكتائب والألوية يسرحون في هذه الأسابيع رجال الاحتياط ويرتجلون بدائل من ضباط نظاميين من التأهيل ومن الدورات. وفقط بعد أن يقر رئيس الأركان الأفكار المركزية التي يخططون لها في قيادة المنطقة الجنوبية إلى جانب الفرق المختلفة ستنتقل لائحة المعركة للمناورة الجديدة إلى مرحلة إقرار الخطط في الكابينت أيضا وذلك بعد أن يخطط لتنفيذ أساليب القتال التي سيتم اختيارها والجداول الزمنية للمراحل التالية. كما أن اضطرارات مختلفة تطرح على الطاولة من كل الأنواع سيتم فحصها – من المسألة الإنسانية والضغوط السياسية عبر امزجة الرئيس دونالد ترامب وحتى مستويات الأهلية الفنية للدبابات والمجنزرات والمخزونات المختلفة في الجيش ولا سيما الذخيرة البرية وبخاصة حيال التهديدات بتوسع المقاطعة العسكرية التي تفرضها على إسرائيل دول مختلفة بما فيها ألمانيا.عائق آخر سيؤخذ بالحسبان في شكل الهجوم متعدد الفرق هو مكان المخطوفين. في الجيش يقدرون أن حماس ستوسع ليس فقط أسوار الدفاع عنهم وأساسا تحت الأرض بل قد توزعهم في أماكن مختلفة في الأسابيع القريبة القادمة. وأوضح رئيس الأركان زمير للقيادة السياسية بخلاف تلميحات وزراء مثل سموتريتش وستروك بان خطه الأحمر لن يتغير مهما كان: الجيش لن يهاجم مجالات فيها معلومات عن تواجد مخطوفين مثلما كانت سياسة الجيش حتى اليوم في معظم مراحل الحرب.كما تحدث زمير في الأيام الأخيرة علنا عن تشديد إضافي من ناحيته، لن يتغير رغم إرادات الوزراء: القوات التي ستعمل في غزة في العملية الجديدة ستحصل على إنعاشات وهدن حتى لو كان التبديل للإجازات ستطيل ا لقتال من 4 – 6 اشهر إلى اكثر من ذلك. في هذا الجانب حاول رئيس الأركان أن يبث منذ نهاية الأسبوع لقادة الجيش نقصا آخر حرج جدا لجنودهم، ولا سيما في الوحدات القتالية: انعدام اليقين. وعود كثيرة للجيش خرقت، ولا سيما في السنة الأخيرة، وآخرها كان خدمة احتياط لكل مقاتل لشهرين ونصف فقط في العام 2025. هذا الوعد خرق في شهر نيسان على خلفية حملة "عربات جدعون" والحرب مع إيران. وقالوا في الجيش أمس إن "الهدف هو تبليغ رجال الاحتياط على الأقل بالتغييرات المرتقبة في استدعائهم حتى نهاية شهر آب. يوجد مقاتلو احتياط يفترض أن يأتوا في تشرين الثاني – كانون الأول لانشغالات عملياتية في غزة أو في الضفة وهم في غموض حول الأشهر القادمة بالنسبة لهم ولعائلاتهم، وذلك بعد أن قدموا قرابة سنة متراكمة من الخدمة منذ 7 أكتوبر. هذا واقع غير عادل تجاههم ويجعل الأمور صعبة على الجيش وعلى حياتهم".مهما يكن من أمر، فان خطة العمل في غزة ستكون بطيئة ومتدرجة لأجل الضغط على حماس والسماح للوسطاء بنوافذ أخرى من المفاوضات لتحقيق صفقة مخطوفين.الجمود في الوضع القائم، رغم قرار الكابينت المبدئي، ينقل السيطرة على التفاصيل ووتيرة التجسيد إلى ايدي الجيش، الذي عارض قائده الخطوة – لكن ليس فقط. المخاطرة التي اتخذها نتنياهو في الزيادة الدراماتيكية للمساعدات إلى غزة تعزز حماس من يوم إلى يوم، وتوقفات النار في غزة التي تتواصل بمبادرة إسرائيل من طرف واحد تسمح لحماس بان تنقل المؤن والمقاتلين بين المجالات المختلفة. معظم المقاتلين المتبقين في قطاع غزة ينشغلون أساسا بمهام الدفاع عن النفس وتسوية المباني بالأرض، وفقط في قلة من الأماكن، مثلما في حي الزيتون في جنوب مدينة غزة توجد خطوات هجومية على نطاق محدود من اجتياح كتائبي أو لوائي. وبخلاف التسريبات عن حجوم التجنيد لنحو 250 ألف جندي احتياط في الجيش يقدرون بأن الأعداد ستكون اصغر بكثير، وذلك في ظل معدلات الامتثال المتدنية بسبب مصاعب الخادمين. حتى الآن معدلات الامتثال وصلت هذه السنة بالمتوسط إلى نحو 60 – 70 في المئة.من غير المستبعد أن يكون تمديد الاستعدادات المختلفة لخطوة احتلال غزة، التي ستصل حسب نتنياهو إلى الموعد النهائي 7 أكتوبر 2025، ستؤدي إلى أن بعد شهرين فقط ستكمل قوات الجيش تطويق المدينة على نحو عشرة آلاف مخرب عادوا إليها في الأشهر الأخيرة، قبل أن تدخل عمليا إلى أزقتها وأنفاقها.


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
مطلوب "جبهة" لإنقاذ الوطن
هآرتس بقلم: يوسي ميلمان أزمة اقتصادية، فساد، صعود القوى الدينية، فاشية عنصرية، ازدياد أعمال عنف اليمين حيث توجد في الخلفية حرب على الحدود وتهديد بتوسيعها، كل ذلك أدى في نهاية المطاف إلى إنشاء جبهة موحدة لوقف هذه الظواهر. هذا حدث في فرنسا في أيار 1936 عندما توحدت أحزاب الوسط واليسار، بما في ذلك الشيوعيين الذين آمنوا بقيم الديمقراطية والليبرالية، وشكلت الجبهة الشعبية برئاسة رئيس الحكومة ليئون بلوم. وقد نجحت مدة سنتين في التسامي على الاعتبارات الشخصية، الخصومات السياسية الصغيرة والخلافات الايديولوجية الصعبة، من اجل وقف الخطر الأكبر الذي يهددهم، وهو صعود الفاشية والنازية، التي ترسخت في ألمانيا، إيطاليا وأسبانيا، وانزلقت أيضا إلى وسط وشرق أوروبا. اضافة اعلان الأمر الملح الآن في إسرائيل هو جبهة شعبية مشابهة، مناسبة للواقع هنا. جبهة تتشكل من كل القوى التي تحب الديمقراطية والليبرالية وتعارض القومية المتطرفة المتصاعدة والعنصرية والمسيحانية والتحريض والفساد وتعفن الأخلاق، التي تقود إسرائيل إلى ضياع هويتها. جبهة ربما ستنجح في وقف العزلة الدولية المتزايدة والخطر من أن تصبح إسرائيل دولة منبوذة تشبه جنوب إفريقيا في فترة الفصل العنصري، إيران الإسلامية، كوريا الشمالية، روسيا وبعض الدول التي تحكم على يد الديكتاتورية. هذا وقت طوارئ، دعوة للنهوض، ساعة المنبه وجرس الإنذار دق. الاحتجاجات والمظاهرات بالأسلوب السابق تم استنفادها. لم يعد يوجد مكان لصوت العويل والبكاء على مصير الدولة المر كما عرفناها واحببناها إلى أن صعد إلى السلطة قبل سنتين ونصف بنيامين نتنياهو جديد. شخص لم نعرفه في سنوات حكمه السابقة. نتنياهو الذي تربى في أحضان والده، الذي كان سكرتير زئيف جابوتنسكي، وتربى على عقيدته، عقد تحالف بعد الانتخابات الأخيرة مع الكهانية واصبح جزء لا يتجزأ منها. مطلوب الآن عمل مختلف لتوحيد الصفوف. يجب على كل جهات الاحتجاج المدنية والأمنية التوحد تحت سقف واحد ومعجزة واحدة. لماذا من تخرجوا من جهاز الأمن، الذين يطالبون بوقف الحرب في غزة ويعتبرونها حرب خداع وغير أخلاقية، لا يتوحدون في جسم واحد؟. مثلهم أيضا منتدى الطيارين "555"، "قادة من أجل أمن إسرائيل"، وكل مجموعة رؤساء الأجهزة السابقين، رؤساء الأركان، رؤساء الموساد، رؤساء الشباك، المدراء العامون والمفتشون في شرطة إسرائيل. الشعار يجب إن يكون واحد ومشترك للجميع، "فقط ليس بيبي". اليمين نجح في ترسيخ هذا الشعار كنوع من الشتيمة، ونتيجة لذلك فان عدد غير قليل من الذين يريدون إسقاط نتنياهو، يخشون القول ببساطة "فقط ليس بيبي". ولكن هناك بالتحديد ما يدعو إلى التفاخر بهذا الشعار، وحمله عاليا ورفعه كوسيلة توحد وتُجمع. جميع رؤساء الأحزاب الذين يعارضون نتنياهو وحكومته الخبيثة مجبرون على التوحد والعمل كجبهة واحدة، نفتالي بينيت، يئير لبيد، افيغدور ليبرمان، بني غانتس، غادي ايزنكوت ويئير غولان. يجب عليهم ضم أيضا الأحزاب العربية أو زعماء عرب مدنيين الذين هم جزء من المجتمع الإسرائيلي والديمقراطية في إسرائيل. يجب وقف المقاطعة، الوقت ليس وقت الصغائر، الجميع يجب عليهم التسامي مع عظم الساعة، التوحد رغم الخلافات هو الذي احدث الثورات والتغييرات الكبيرة على مدى التاريخ. سيكون أمامهم الوقت للتشاجر والتخاصم ومحاولة تمييز انفسهم. الآن مطلوب العمل بشكل فوري. محظور الانتظار حتى انتهاء العطلة الصيفية.