
فنانون ومثقفون ألمان يطالبون بوقف صادرات السلاح إلى إسرائيل
ومن بين أوائل الموقّعين على الرسالة: الإعلاميان يوكو فينترشايت وكلاس هويفر-أوملاوف، والموسيقيان شيرين دافيد وتسارتمان، والممثلات جيسيكا شفارتس، وهايكه ماكاتش، وليف ليزا فريز، والممثلون بينو فورمان، ودانيال برول، ويورغن فوغل، والكاتب مارك-أوفه كلينغ.
وتقول منظمة "آفاز" (Avaaz) العالمية إنّها هي من نظّمت هذه الحملة. وتُعرّف المنظمة نفسها بأنها شبكة حملات عالمية تهدف إلى التأثير على القرارات السياسية من خلال أصوات المواطنين.
وجاء في نص الرسالة أنّ الأطفال الذين لا يشاركون في الحرب، لكنهم يتحمّلون أوزارها،
يتضوّرون جوعاً
ويموتون في قطاع غزة. وأضاف الموقّعون: "لقد قُتل أكثر من 17 ألف طفل حتى الآن. مئات الآلاف مصابون أو جُرحى أو مشرّدون أو يعانون من صدمات نفسية، ويتضوّرون جوعاً".
وأشاد الموقّعون بانتقادات ميرز الأخيرة للحكومة الإسرائيلية، إلّا أنهم حضّوه على اتخاذ خطوات إضافية تتمثل في وقف جميع صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، ودعم تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وجاء في الرسالة: "هذه الخطوات تتماشى تماماً مع القيم الأوروبية، وستُظهر للحكومة الإسرائيلية، على نحو لا لبس فيه، أنّ حتى أقرب حلفائها لم يعُد بإمكانهم تقبّل هذا القدر من المعاناة، وأنّ الكلمات لم تعُد كافية".
إعلام وحريات
التحديثات الحية
"نيويورك تايمز" كرّرت دعاية إسرائيل حول سرقة مساعدات غزة من دون دليل
استمرار دعم إسرائيل بالأسلحة رغم الانتقادات
في 23 يوليو/ تموز الماضي، أعلن المستشار الألماني
أولاف شولتز
، أن بلاده لن توقف دعمها العسكري لإسرائيل. جاءت تصريحات شولتز في مؤتمر صحافي بالعاصمة برلين، في مواجهة دعوات متزايدة إلى وقف تسليح إسرائيل بسبب الاتهامات بارتكاب "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، المستمرة منذ عشرة أشهر.
وأعرب شولتز عن رفضه القاطع لدعوات مقاطعة البضائع والخدمات الإسرائيلية، واصفاً تلك المطالب بأنها "مثيرة للاشمئزاز".
وكانت ألمانيا قد صنّفت الشهر الماضي حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) منظمة متطرفة، وفق توصيف وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، وهو التوصيف الذي أقرّه مكتب حماية الدستور الألماني.
وتعتبر ألمانيا من أشد الدول تضييقاً على التحرّكات التضامنية مع غزّة، أو تلك المندّدة بممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين باسم عدم السماح بـ "معاداة السامية"، وكثيراً ما تدخّلت الشرطة بالقوة لفضّ المسيرات الاحتجاجية في شوارع المدن الألمانية، أو الاعتصامات الطلابية التي نُظّمت دعماً للشعب الفلسطيني الذي يتعرّض ل
لإبادة في قطاع غزة
، وبعضها كان يطالب الحكومة الألمانية بوقف دعمها إسرائيل بالأسلحة.
(أسوشييتد برس، الأناضول)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
سلوفينيا تحظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية
حظرت سلوفينيا، يوم الأربعاء، استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة ، في خطوة وصفتها بأنها ردّ على سياسة الحكومة الإسرائيلية التي تقوّض فرص السلام الدائم. وقالت الحكومة السلوفينية إنّ إسرائيل ترتكب في الضفة الغربية "انتهاكات خطيرة ومتكرّرة للقانون الإنساني الدولي". وأضافت في بيان: "يتعيّن على سلوفينيا ألا تكون جزءاً من سلسلة تغضّ الطرف عن أعمال البناء غير القانونية، ومصادرات الأراضي، وعمليات الطرد". وبناءً على ذلك، قرّرت الحكومة حظر استيراد منتجات المستوطنات، معتبرة القرار ردّ فعل واضحاً على سياسة الحكومة الإسرائيلية التي تقوّض فرص السلام الدائم". وأشارت الحكومة إلى أنها تدرس كذلك فرض "حظر على تصدير بضائع مرسلة إلى مستوطنات غير شرعية"، مضيفة أنها "ستتّخذ إجراءات جديدة في وقت لاحق". من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السلوفينية عن بيانات حكومية صادرة في يناير/ كانون الثاني أنّ سلوفينيا لم تستورد أي منتج من مستوطنات الضفة الغربية في العامين 2022 و2024، والتي يُعتبر وجودها غير شرعي بموجب القانون الدولي. أما في العام 2023، فبلغت قيمة واردات سلوفينيا من منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية نحو ألفي يورو فقط. وأما ما يخص الصادرات السلوفينية المرسلة إلى مستوطنات الضفة، فتشمل معدّات طبية وأدوية. وكانت ليوبليانا قد فرضت، في يوليو/ تموز المنصرم، حظراً على تجارة الأسلحة مع إسرائيل بسبب الحرب على قطاع غزة. وأوضحت أنّ هذه الخطوة الأحادية جاءت بعد أن خلَصت إلى أنّ الاتحاد الأوروبي غير قادر على اتخاذ قرار مماثل. كما منعت سلوفينيا، الدولة العضو في كلّ من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف من دخول أراضيها، متهمة إياهما بإطلاق تصريحات تدعو إلى تنفيذ إبادة جماعية بحق الفلسطينيين. وفي يوليو 2024، اعترفت ليوبليانا رسمياً بدولة فلسطين. وأورد بيان حينها للحكومة أنّ الوزيرين الإسرائيليين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وهما عضوان رئيسيان في الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو، سيُعلَنان شخصين "غير مرغوب فيهما" بسبب "تصريحاتهما (الداعية إلى) إبادة والتي تشجع عنفاً متطرفاً وانتهاكات خطيرة للحقوق الإنسانية للفلسطينيين". وأضاف البيان أنّ الحكومة السلوفينية تندد بتأييد الوزيرين لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وتشجيعهما على "التطهير العرقي" هناك، كما يحدث في قطاع غزة. أخبار التحديثات الحية سلوفينيا تحظر استيراد الأسلحة وتصديرها من وإلى إسرائيل وتُعد قضية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة من أكثر القضايا إثارة للجدل على الساحة الدولية. فوفقاً للقانون الدولي، ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة، تُعتبر جميع المستوطنات التي أقامتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، غير شرعية. ورغم ذلك، استمرت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في توسيع البناء الاستيطاني، وسط إدانات دولية متكررة. على مرّ العقود، امتنعت معظم دول الاتحاد الأوروبي عن اتخاذ خطوات عملية لوقف النشاط الاستيطاني، واكتفت ببيانات سياسية تدعو إلى احترام القانون الدولي وحل الدولتين. إلا أن التطورات الأخيرة، بما فيها الحرب الدامية في قطاع غزة، وتصاعد التصريحات المتطرفة من وزراء في الحكومة الإسرائيلية، دفعت بعض الدول الأوروبية إلى مراجعة سياساتها. في هذا السياق، اتخذت سلوفينيا سلسلة خطوات تصعيدية غير مسبوقة تجاه إسرائيل، بدءاً من الاعتراف بدولة فلسطين، مروراً بحظر تجارة الأسلحة، وصولاً إلى فرض قيود على التعامل التجاري مع المستوطنات الإسرائيلية. وتعكس الخطوات التي اتخذتها سلوفينيا تحولاً لافتاً في مواقف بعض الدول الأوروبية، والتي بدأت تُعبّر عن رفضها للسياسات الإسرائيلية عبر إجراءات ملموسة بدلًا من الاكتفاء بالإدانات الخطابية. وبينما تفتح هذه الإجراءات الباب أمام ضغوط أوروبية أشمل على إسرائيل، تبقى فعاليتها مرهونة بتبني مواقف مماثلة من قبل دول كبرى في الاتحاد الأوروبي، وقدرتها على دفع المجتمع الدولي نحو دور أكثر فاعلية في حماية الحقوق الفلسطينية وفرض احترام القانون الدولي. ومع استمرار التوترات في الأراضي المحتلة، يبدو أن قرارات مثل تلك التي اتخذتها سلوفينيا قد تمثل بداية لمراجعة أوسع للسياسات الغربية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. (فرانس برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
ما الغرب؟ وماذا تبقى منه؟ وأسئلة أخرى
ثمّة تطورات تاريخية وفكرية حولت دلالة "الغرب" الجغرافية مقابل "الشرق" إلى مفهوم يشير إلى أوروبا اللاتينية الكاثوليكية المرتبطة بالإمبراطورية الرومانية وعاصمتها روما، مقابل "الشرق" البيزنطي الأرثوذكسي المرتبط بالإمبراطورية الرومانية وعاصمتها القسطنطينية، فبدأ بانقسام ثقافي ولغوي وديني (لاتيني كاثوليكي/ يوناني أرثوذكسي). ومع الحروب الصليبية رسخت فكرة أوروبا المسيحية في مواجهة الشرق الإسلامي، ثم بدأت تتشكل معالم تصوّر "الغرب" بوصفه حضارة بعد النهضة الأوروبية والإصلاح الديني، وبعد الاستكشافات الجغرافية الكبرى في القرنين 15-16، لكن المعنى السياسي والفلسفي والثقافي لمصطلح "الغرب" لم يتبلور إلا مع الحداثة الأوروبية، لا سيما بعد القرن 18، فمع الاستعمار الأوروبي، بدأ الغرب يُعرّف ذاته نقيضاً للآخر الشرقي، وساهم تدريجيّاً فلاسفة ومفكرون ومؤرّخون مثل هيغل، وشبنغلر في كتابه "تدهور الغرب"، وتوينبي، في بلورة معناه الفلسفي وتأصيله في الفكر الحديث، وأصبح يظهر بوضوح في أدبيات القرن العشرين، خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية، حيث صار "الغرب" يعني الحضارة الأوروبية – الأميركية الحديثة. لا يعكس هذا التواتر في استعمال مفهوم الغرب بحال وحدة في تصوره وتعريفه، إذ تتنازع توصيفه اتجاهاتٌ بعضها يحدّده بأبعاد ثقافية وحضارية، فهو منظومة تقوم على مجموعة من المبادئ والقيم (العقلانية، الفردانية، حقوق الإنسان، العلمانية، الديمقراطية، التنوير، السوق الحرّة، العلم والتقنية)، تستند جذورها إلى التراث اليوناني والروماني، والمسيحية الغربية (الكاثوليكية والبروتستانتية)، وعصر النهضة، والثورة العلمية، وعصر التنوير. واتجاه آخر واقعي يربطه بأبعاد جغرافية سياسية واقتصادية، فهو تكتل يتألف من الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، والتي تتشارك في التحالفات السياسية والاقتصادية. المهام القذرة التي كان الغرب ولا يزال يديرها في العالم ستحدّد تصورات الغرب عن نفسه، أخلاقيّاً على الأقل وثمة اتجاه ثالث نقدي يرى الغرب مشروعاً قهرياً يرتكز على الاستعمار، والعنصرية، وتفوّق العرق الأبيض، وكان لهذا الاتجاه أثره في إعادة إحياء سؤال الغرب، ليصبح موضوعًا للجدل الداخلي الذي سيتصاعد مع مآلات التحولات التي مرّ بها الغرب نفسه عبر مراحل (ما قبل الاستعمار -مرحلة الاستعمار - ما بعد الحرب العالمية الثانية - ثنائية الغرب الليبرالي مقابل الشرق الشيوعي - ما بعد الكولونيالية والعولمة - ظهور قوى جديدة)، وصولًا إلى ما انتهى إليه الحال في الجغرافيا السياسية الغربية نفسها من تناقضات تتصاعد يوماً بعد آخر (الديمغرافيا الغربية - قضايا الهجرة وصعود اليمين المتطرّف، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي – الحرب الروسية الأوكرانية – قضايا الطاقة والمناخ - قضايا الدفاع والوحدة الأوربية - ترامب وابتزاز أوروبا- ...)، وأخيراً تحوّلات الرأي العام الغربي تجاه ثوابت سياسية داخلية وخارجية أبرز عناوينها "إسرائيل"، التي أصبح رئيس وزرائها مطلوباً من أهم محكمة دولية شاركت الدول الغربية بشكل أساسي في تأسيسها ورعايتها. "ما الغرب؟" عنوان كتاب للفيلسوف الفرنسي فيليب نيمو، صدرت طبعته الثانية 2013 وترجمته عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2023)، اعتصر فيه مؤلفه ما يمكن أن يحصِّن به الغرب المهدد، فعكف على تأصيل فكرة الغرب في التاريخ، وتعداد القواسم المشتركة للدول الغربية (سيادة القانون – الديمقراطية – الحرية الفكرية – العقلانية النقدية- العلم – الاقتصاد الحر)، فهذه "ثقافة حملها العديد من الشعوب تباعًا"، بدءًا من المدينة الإغريقية والحرية والعلوم، فالقانون الروماني والملكية الخاصة والمذهب الإنساني، فثورة الكتاب المقدّس الأخلاقية والأخروية، فالثورة البابوية (القرن: 11-13) التي آلفت بين أثينا وروما والقدس، وأخيرًا ثورات الديمقراطية الليبرالية. هذه الأحداث الخمسة "قد ائتلفت في ما بينها لتكون شكل الغرب"، وستكون عناوين خمسة فصول من الكتاب، وهي الأشياء التي سيتجاهلها الشرق. هذا الإسقاط القسري لأفكار حديثة على مراحل تاريخية معزولة من سياقها مع تجاهل لتناقضاتها، وإنكار قاطع لأية تأثيرات عربية أو إسلامية في مسارها، يهدف منه المؤلف (كما يلاحظ المترجم) إلى الوصول إلى نتيجة أن الديمقراطية الليبرالية ظاهرة غربية من الصعب نقلها أو ترسيخها في مناطق غير غربية، ليس لأن هذه الأخيرة ليست جديرة بها، إنما لأن تطوّرها التاريخي لا يؤهلها لذلك، وليؤكد فضل هذا الغرب على العالم حتى "إن الخمسة مليارات نسمة الذين ظهروا على وجه الأرض منذ عام 1750 هم أبناء الرأسمالية وبناتها، وبهذا المعنى هم أبناء الغرب وبناته"، لكن الفيلسوف لا يحدثنا عن الملايين من ضحايا الحروب والاحتلالات ونحوها في الفترة نفسها، وفي بلاد الغرب نفسه، من هم جزَّاروهم؟ اتجاه نقدي يرى الغرب مشروعاً قهرياً يرتكز على الاستعمار، والعنصرية، وتفوّق العرق الأبيض جواب المؤلف عن سؤال عنوان كتابه "ما الغرب؟" يشبه خطبة واعظ قوم يحكي أمجادهم عبر التاريخ، ويسدل الستار عما عداها، بما في ذلك أدوار الأقوام الآخرين في صناعة تلك الأمجاد والبطولات، وأن يحتاج فيلسوف فرنسي أمضى عقوداً في تدريس الفلسفة السياسية والاجتماعية إلى هذا التنظير التلفيقي للبرهنة على تماسك فكرة الغرب، لهو أكبر دليل على تمزّق الفكرة وتشظيها، ومحاولة بثّ الحياة فيها أمام "مخاطر التفكّك عبر تصاعد الطائفيات أو التهجين الثقافي". "ماذا تبقّى من الغرب؟" عنوان كتاب آخر صدر عام 2014 وترجمه مراد دياني، صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2023)، يتضمن رسائل متبادلة بين مثقَّفَين فرنسيين متباينين، أحدهما ريجيس دوبريه الذي كان أول من طَرَق إشكالية "نهاية الغرب"، والذي لا يعني بالنسبة له سوى اسم مستعار لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، فهو "وحده يمكنه التحدّث بصوت واحد مع خط قيادة غير متنازع عليه وتوافق عقائدي"، ويرى أن هذا التماسك والصوت الواحد يوحيان للغرب باحتكار ما هو كوني، وأنه مركز العالم وأن مصالحه هي مصالح الإنسانية بأسرها، فيما يرد عليه الكاتب الآخر رينو جيرار بأن الغرب يجمع بلدانًا قائمة على سيادة القانون، في حين أن باقي العالم يعيش في ظل دكتاتوريات تتّخذ صوراً وأشكالاً عدة، مع تأكيده على البعد المسيحي بوصفه من أهم السمات المميزة للغرب. ويتوافق الكاتبان على أن الغرب لا يزال قائماً وثابتاً، وإن كان تفوّقه بدأ يترنح قليلًا، مع خلاف بينهما في توصيف هذه الاستمراية الراجعة لقوته العسكرية والتكنولوجية وفقا لريجيس دوبريه، أو لكون وجوده السياسي لا ينفصل عن جذوره الثقافية الراسخة والوطيدة وفقًا لرينو جيرار. في عرضه "البيانات السريرية" للغرب يعدّد دوبريه خمسة عوامل لنجاح الغرب وقوته (التماسك منقطع النظير، احتكار ما هو كوني، مدرسة أُطر العالم، تنسيق الحساسيات الإنسانية، الابتكار العلمي والتقني) وخمس نقاط لضعفه (الغطرسة العالمية المفرطة، عقدة التفوق المسببة للعمى، إنكار التضحية بالتخلص من المقدّس، سجن الزمن القصير والنتائج السريعة، تناثر العامل المخل بالنظام)، ولكل منها تفاصيل مهمّة لا يتّسع المقام لعرضها، فيما يلخص رينو جيرار المشكلة بقوله "وليست لدى أوروبا مشكلة رقم هاتف فحسب، بل لديها مشكلة الميكرفون. والحالة هذه أشد إزاء مواطنيها مما هي عليه إزاء الأجانب"، يقصد بذلك التشتت وتعدد المتحدثين باسم أوروبا، وأنه "إذا لم يفلح الغرب في أن يجد في داخله الموارد اللازمة للعلاج السريع لأفضل ابتكار أحدثه -الاتحاد الأوروبي- فإنه محكوم في النهاية بالتفكّك السياسي". المعنى السياسي والفلسفي والثقافي لمصطلح "الغرب" لم يتبلور إلا مع الحداثة الأوروبية، لا سيما بعد القرن الثامن عشر ما هو مؤكّد أن الغرب وفق منظِّريه في مآزق تتسع يوماً بعد آخر، لكن حسب دوبريه "إن معرفة كيفية اكتساب المناعة ضد السم من خلال الابتلاع المنظم للسلبية النقدية هي عبقرية الغرب، وهي، في الآن ذاته، ديناميته ودرعه الواقي"، وهذا ما يستند إليه رينو بوصفه "أفضل شاهد على أن الغرب السياسي ليس سيئاً، أو محتضراً، وأنه بالفعل وليد الغرب الثقافي"، هذا التشخيص الدفاعي والنقدي كما عرض أعلاه من خلال الكتابين بما هو نموذج للنقاش الغربي حول نفسه كان قبل أكثر من عقد، ويبدو أن هذا العِقد قد اشتمل من الأحداث ما يضاعف الأسئلة والمراجعات، فهل سيبقى فيليب نيمو بعد ظاهرة الترامبية متمسكًا بقوله "فلا توجد على وجه التأكيد هوية أوروبية يمكن معارضتها بالهوية الأميركية"، وهل لا يزال لتساؤله مكان فيما يخص الوضع الجيوسياسي المستقبلي لدولة إسرائيل نسبة إلى الدول الغربية، إذ رأى أنه يتوقّف من وجهة نظره على اختياراتها الفلسفية والدينية، وبالأخص: هل سيتفادون أن تتحوّل الصهيونية إلى قومية عادية؟ وهل ستكون دولة قانون على النمط الغربي، أم أنهم سوف يتركون البلاد تتحوّل إلى نوع جديد من الثيوقراطية؟ المهام القذرة التي كان الغرب ولا يزال يديرها في العالم، كما أوضحها الكاتب في مقال سابق، ستحدّد تصورات الغرب عن نفسه، أخلاقيّاً على الأقل، فالتطور التقني أصبح في وجه منه مرآة تكشف عوراته التي كان يخفيها الإعلام، والعولمة والاقتصاد الحر كانت مقدمات لتمكين الخصوم من أسباب القوة المحتكرة غربيّاً، والحروب "لأسباب الإنسانية" أو عدم خوضها لهذه الأسباب وطَّنت ضحاياها في بلدان الغرب ليعيدوا تشكيل هويته المستقبلية، وأمور أخرى كثيرة سيكون أدنى أثر لها المزيد في اتساع الخرق على الراقع.


العربي الجديد
منذ 12 ساعات
- العربي الجديد
"نيويورك تايمز": ترامب يعتزم لقاء بوتين الأسبوع المقبل
يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 في أقرب وقت ممكن الأسبوع المقبل، على أن يتبع هذا اللقاء اجتماع بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك وفقًا لشخصين مطّلعين، كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز، في إطار الاجتماعات الرامية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا. وأضافت الصحيفة أن ترامب كشف عن خططه خلال مكالمة هاتفية مع القادة الأوروبيين، يوم الأربعاء، وأن الاجتماعات لن تشمل أيًا من نظرائه الأوروبيين، مشيرةً إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان بوتين أو زيلينسكي قد وافقا على الخطة. وكتب ترامب، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، أن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف التقى الرئيس بوتين لعدة ساعات في روسيا، مضيفًا أنه أطلع الحلفاء الأوروبيين على آخر المستجدات، وأن الجميع يتفق على ضرورة إنهاء الحرب، وقال: "سنعمل على تحقيق ذلك في الأيام والأسابيع المقبلة". أخبار التحديثات الحية زيلينسكي وترامب يبحثان نتائج زيارة ويتكوف إلى موسكو وفي وقت سابق من الأربعاء، أجرى زيلينسكي اتصالاً مع ترامب، بحثا خلاله زيارة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو ونتائج لقائه مع بوتين. وعبّر الجانبان عن دعم جهود التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، وسط مؤشرات على تحوّل في موقف موسكو، بحسب ما صرّح به زيلينسكي، الذي أكد أن الضغوط الدولية بدأت تؤتي ثمارها، بينما تحدّث ترامب عن "تقدّم كبير" في المحادثات التي أجراها ويتكوف مع القيادة الروسية. وقال زيلينسكي إن روسيا باتت أكثر ميلاً لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن الضغوط الأميركية والدولية بدأت تؤتي ثمارها. وأضاف زيلينسكي في خطاب مسائي: "يبدو أن روسيا أصبحت الآن أكثر ميلاً لوقف إطلاق النار. الضغط عليها يؤتي ثماره. لكن الأهم هو ألا تخدعنا في التفاصيل، لا نحن ولا الولايات المتحدة".