
مقتل 14 مدنيا وجرح العشرات في هجوم للدعم السريع على الفاشر
وأفادت جمعية "محامو الطوارئ" التي توثق الفظائع المرتكبة في الحرب أيضا أن "العشرات جُرحوا واعتُقل عدد غير معروف من المدنيين" في هجوم قوات الدعم السريع أول أمس السبت على قرية قرني الواقعة شمال غرب مدينة الفاشر المحاصرة في منطقة غرب دارفور.
وزعم أحد القادة الميدانيين في الدعم السريع أن من تم قتلهم هم أفراد يتبعون للجيش والحركات المسلحة، كانوا ينوون الهروب من خطوط النار داخل مدينة الفاشر.
كما عرض عناصر الدعم السريع مقاطع مصورة لرجل زعموا أنه يحمل رتبة اللواء في القوة المشتركة تم أسره أثناء محاولته الفرار من الفاشر.
وسبق أن تعرض عشرات النازحين لانتهاكات جسيمة على يد الدعم السريع، شملت القتل والنهب والاغتصاب والاعتقال أثناء محاولتهم الوصول إلى بلدة طويلة.
يذكر أن الجيش السوداني استعاد السيطرة على ولايتي الجزيرة والخرطوم في يناير/كانون الثاني ومارس/آذار الماضيين وأجزاء من ولاية النيل الأبيض وأجبر قوات الدعم السريع على الانسحاب إلى دارفور وكردفان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 18 دقائق
- الجزيرة
ما خطة نتنياهو العسكرية لاحتلال غزة؟ وكيف ستواجهه المقاومة؟
بعد 22 شهرا من حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة المحاصر، بما انطوت عليه من قصف وحشي وعشرات الآلاف من القتلى، ومئات الآلاف من الجرحى والنازحين، فضلا عن هندسة التجويع التي تبلغ اليوم مديات قاسية ووحشي، يبدو أن نهم إسرائيل للدماء لم يُرو بعد. ففي فجر الجمعة، الثامن من أغسطس/آب الجاري، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية-، أن المجلس الوزاري المصغر وافق على مقترح السيطرة على مدينة غزة ضمن خطة أوسع لاحتلال القطاع بالكامل. وتشمل الخطة إجبار ما يصل إلى مليون فلسطيني على النزوح جنوبا، وهو ما يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية للقطاع. ووفقا لما أعلنه المسؤولون في دولة الاحتلال خلال الأيام الماضية، تهدف الخطة الجديدة إلى تفكيك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالكامل ووقف نفوذها العسكري والإداري في القطاع، واستعادة الأسرى المحتجزين، وإنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة وإحكام السيطرة الأمنية، وأخيرا إنشاء إدارة محلية مدنية جديدة في القطاع ليست خاضعة لسيطرة حماس أو السلطة الفلسطينية. تتضمن الخطة إرسال قوات برية إلى المناطق القليلة من القطاع التي لم تُدمّر بالكامل، والتي تُشكّل حوالي 25% من قطاع غزة. وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن خطة الغزو واسعة النطاق تنطوي على مشاركة ما لا يقل عن أربع إلى خمس فرق من جيش الاحتلال تمثل مزيجًا من الألوية الدائمة وقوات الاحتياط المعبأة، بما في ذلك وحدات مشاة النخبة ووحدات مدرعة، وقد استدعت إسرائيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لدعم العمليات الموسعة، مما زاد من عدد القوات قيد الخدمة في القيادة الجنوبية للجيش. وتشمل قائمة الألوية المنتظر مشاركتها في هذه العملية لواء غولاني و لواء غفعاتي وكلاهما من سلاح المشاة، إضافة إلى لواء المظليين المدرب على القتال في المناطق الحضرية، وألوية المدرعات المجهزة بدبابات ميركافا (مثل اللواء المدرع 401 الذي شارك في القتال داخل غزة سابقا) ووحدات الهندسة القتالية المتخصصة في اختراق التحصينات ومكافحة الأنفاق. ويشير عدد الألوية المشاركة أن العملية ستتضمن مشاركة قرابة 50 ألف جندي في العمليات التي ستستمر لعدة أشهر في أدنى التقديرات. إلى جانب ذلك، سوف تقدم عشرات الطائرات المقاتلة (بما في ذلك طائرات إف-16 وإف-35) وطائرات الهليكوبتر الهجومية (أباتشي إيه إتش-64) دعما جويا قريبا، مستهدفة ما يقول الاحتلال إنه مستودعات أسلحة ومداخل أنفاق ومواقع صواريخ مضادة للدبابات (رغم أن أكثر ضحايا القصف الإسرائيلي منذ بداية الحرب من المدنيين والنساء والأطفال). ومن المنتظر أن ينشر جيش الاحتلال كذلك العديد من المسيرات، من طائرات مراقبة إلى طائرات رباعية المراوح تكتيكية صغيرة لأغراض استطلاع المباني وإسقاط الذخائر. ويُوفّر أسطول المسيرات هذا مراقبة استخباراتية استطلاعية مستمرة كما يمكنه توجيه ضربات سريعة في المناطق الحضرية الكثيفة التي يصعب استخدام الطائرات التقليدية فيها. وخلف قوات القتال الأمامية، سوف تتمركز بطاريات المدفعية (مدافع هاوتزر عيار 155 مليمترا وصواريخ موجهة) لتوفير القوة النارية عند الحاجة؛ وأنظمة الدفاع الجوي (بطاريات القبة الحديدية ومقلاع داود) لاعتراض أي صواريخ تنطلق أثناء القتال، إضافة إلى وحدات لوجيستية لنقل الوقود والذخيرة والمياه والإمدادات إلى غزة، ووحدات طبية (مستشفيات ميدانية وفرق إخلاء) لعلاج الجرحى الوافدين من خطوط القتال. 4 مراحل ووفق ما نشرته عدد من الصحف الإسرائيلية، فإن الخطة الإسرائيلية ستكون حملة متعددة المراحل تستمر لمدة 4-5 أشهر على الأقل، مع التركيز أولا على شمال ووسط غزة، قبل أن تتوسع إلى المناطق المتبقية. في المرحلة الأولى، ستركز إسرائيل على إجلاء الفلسطينيين من مدينة غزة التي سيتلقى سكانها المقدر عددهم بمليون شخص تقريبا إشعارات إخلاء لصالح جيش الاحتلال. وبالتزامن مع ذلك، تزعم الخطة أن جيش الاحتلال سوف ينشئ مناطق "إنسانية" آمنة في وسط وجنوب غزة، تشمل 16 موقعا لتقديم المساعدات. ورغم تعهدات جيش الاحتلال في المرحلة الأولى فإن الواقع يشير إلى أن هذه التعهدات ليست إلا إعادة هيكلة لحملة التجويع، إذ سيتم التحكم بالكامل فيما يدخل إلى الفلسطينيين من ماء وطعام ودواء، بصورة تشبه معسكرات الاعتقال، تمهيدا للمرحلة الثانية، والأكثر دموية، من المخطط الإسرائيلي. إذ ستشهد المرحلة الثانية بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل هجوما بريا كبيرا على مدينة غزة ، المركز الحضري المكتظ في الشمال وفي الوقت نفسه على مخيمات اللاجئين المجاورة في وسط غزة. وستسعى الألوية الإسرائيلية للتوغل في المدينة من اتجاهات متعددة. وبالتزامن مع التوغل العسكري، سوف تُستخدم أساليب التطويق والحصار، إذ تخطط قوات الاحتلال لتطويق مدينة غزة، وعزلها عن باقي القطاع، وفرض حصار عليها يستمر لشهور. وفي داخل المدينة، ستقوم الوحدات الإسرائيلية بعمليات بحث وتمشيط شامل على مدار أسابيع من القتال. ويلي ذلك المرحلة الثالثة، والتي تتضمن التوسع إلى وسط وجنوب غزة، بمجرد إحكام السيطرة على مدينة غزة. وفي هذه المرحلة، سوف يكون الهدف الرئيسي هو مخيمات اللاجئين المكتظة مثل النصيرات والبريج وغيرها، في وسط القطاع، إضافة المناطق الحضرية المحيطة بطريق صلاح الدين (الشريان الرئيسي الواصل بين الشمال والجنوب). بنهاية هذه المرحلة، يُخطط جيش الاحتلال لفرض السيطرة التامة على شمال ووسط غزة، ويقول مسؤولون إسرائيليون إنه عند هذه النقطة، سيتم تقسيم القطاع بأكمله إلى مناطق منفصلة عن بعضها البعض، كل منها مطوق بالكامل، ما يمهد الطريق إلى المرحلة الرابعة التي تتضمن محاولة تأمين المناطق التي تمت السيطرة عليها، مع إبقاء قوات ومعدات مراقبة كافية منتشرة في جميع أنحاء غزة للحفاظ على الوجود الأمني. باختصار، مع نهاية المرحلة الرابعة، تهدف إسرائيل إلى تحقيق أهدافها المعلنة للحرب: وهي نزع سلاح حماس، وإعادة جميع الأسرى وتجريد قطاع غزة بأكمله من السلاح، وفرض السيطرة الأمنية على القطاع، وإقامة "إدارة مدنية بديلة لا تتبع حماس ولا السلطة الفلسطينية". أما المفاجأة "المتوقعة" فهي أن هذه هي الأهداف نفسها التي حددتها إسرائيل لنفسها منذ البداية، وفشلت في تحقيق إي إنجاز، بخلاف قتل عشرات الآلاف من المدنيين وإحكام الحصار والمجاعة على سكان القطاع بأكمله، لكن يبدو أن الحكومة الإسرائيلية قررت إعادة تدوير فشلها بصيغة أخرى كي تكسب مزيدا من الوقت. صحيح أن جيش الاحتلال تمكن على مدار أكثر من 22 شهرا من الحرب من تدمير جزء من قدرات المقاومة العسكرية، إلا أنه فشل في استعادة أسراه (باستثناء من حصل عليهم بموجب الصفقة التي انقلب عليها مطلع العام الحالي). هذا ولا تزال فصائل المقاومة قادرة على توجيه ضربات فعالة إلى جسد الاحتلال وإن تغيرت تكتيكاتها وتباطأت وتيرتها مقارنة ببداية الحرب، إذ تركز المقاومة حاليا على نصب الكمائن الذكية بهدف إيقاف الجنود والآليات التابعة لجيش الاحتلال، واستهدافها وإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر. تكتيكات القتال من المتوقع أن يكون القتال في مدن غزة ومخيمات اللاجئين المكتظة حربا حضرية عنيفة ودموية، يعتمد الاحتلال خلالها على نهج "التطهير، الصمود، البناء"، وهو ذات الأسلوب الذي اتبعته الولايات المتحدة في حروبها في أفغانستان والعراق. ويبدأ الأمر مع مرحلة "التطهير"، وخلالها تجري القوات -بشكل منهجي- مسحا شاملا لكل منطقة عمليات، بما في ذلك استكمال المحاولات (التي فشلت سابقا) للسيطرة على كل الطرق والتخلص من الأنفاق. ويرتبط مصطلح "التطهير" في الأدبيات العسكرية بسمعة سيئة، لأنه يقترن غالبا مع عمليات القتل الواسعة والطرد الجماعي للسكان بحجة وجود عناصر "إرهابية" بينهم. ويُنتظر أن يشمل "التطهير" المخطط له في غزة قصفا جويا واسع النطاق، واجتياحا بريا، لينتهي تهجير أكثر من مليون مدني من الشمال. بعد السيطرة على الأرض، تأتي المرحلة التالية "الصمود" وتعني التمركز فيها والدفاع عنها ضد الهجمات المضادة، ويشمل ذلك بناء نقاط تمركز، وتنظيم الدوريات، والسيطرة الأمنية الكاملة، ويتطلب هذا نشر عدد كبير من المشاة لتأمين الشوارع وأسطح المنازل والأزقة، بالإضافة إلى معدات مراقبة لرصد أي نشاط مقاوم مضاد. وكما هو واضح، تتطلب هذه المرحلة تكاليف ضخمة من القوات، والذخائر، والبنية التحتية العسكرية، وتتزايد هذه التكلفة كلما زاد زمان الاحتلال أو الفترة التي تبقى فيها إسرائيل سيطرتها على الأرض. أما اصطلاح البناء فيعني إعادة الإعمار وتأسيس حكم مدني جديد وضمان استقرار سلطة الاحتلال الجديدة لمدة طويلة. خلال تلك المواجهة، سوف يستخدم جيش الاحتلال مركباته المدرعة وأدواته الهندسية للقتال في المناطق الحضرية، وستقود دبابات القتال الرئيسية (ميركافا 4) وناقلات الجند المدرعة الثقيلة (نمر) التقدم، لتجوب الطرق الرئيسية، موفرة غطاء متحركا للمشاة، مع العشرات من الجرافات المدرعة لإعادة تشكيل ساحة المعركة الحضرية بدفع السيارات والأنقاض وحتى المباني بأكملها جانبا. بالتزامن مع ذلك، ينشب قتال من منزل إلى منزل في التجمعات الحضرية الضيقة ومخيمات اللاجئين، عبر تقنيات قتال عن قرب واختراق ثغرات في الجدران بين المباني للتحرك داخليا بدلا من التحرك عبر الشوارع التي يعتبر المرور خلالها أخطر شيء على الإطلاق لجنود جيش الاحتلال، حيث كان مقاتلو القسام دائما في انتظار أي تحرك، مختبئين هنا أو هناك ببندقية قناصة أو ربما لغموا الشارع نفسه. باختصار، سوف تتبع إسرائيل إستراتيجية شاملة في المناطق الحضرية في غزة شاملة، تتضمن استخدام قوة نيران كثيفة مشتركة، ومسح للأنفاق والمباني. كما يتوقع أن تستخدم دولة الاحتلال كل أصول الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المتاحة لها، إذ تستخدم مسيرات استطلاع عالية الارتفاع (مثل هيرميس 900) وحتى صور الأقمار الصناعية لرسم خرائط التضاريس ومراقبة التحركات. رد فعل المقاومة كيف ستواجه المقاومة كل هذا؟ كما هو الحالي في حروب التحرر أيضا، فإن الأرض والتضاريس هي صديقة المقاوم الأول، بها يحتمي ويختبئ وعبرها ينصب الكمائن ويهاجم ويباغت. وخلال الأشهر الفائتة للحرب، زرع مقاتلو المقاومة ألغاما كثيفة في الطرق التي تمر بها قوات جيش الاحتلال، ودمروا المركبات المدرعة الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات، ومن المرجح الآن أن يكون هناك مستوى مماثل من الدفاع التكتيكي خلال هذا الفصل المرتقب من المواجهة. وتمتلك كتائب القسام العديد من الأسلحة الموجهة التي يمكنها تدمير الدبابات إذا أصابت نقاط ضعف، ويتم استخدام هذه الأسلحة من أسطح المنازل أو الطوابق العليا ضد المدرعات الإسرائيلية، ومن المتوقع أيضا أن تستخدم كتائب القسام جنبا إلى جنب مع فصائل المقاومة الأخرى فرق القناصة لإبطاء تقدم المشاة، أو المركبات المفخخة ضد الأرتال المتقدمة، بالإضافة إلى إطلاق قذائف الهاون والصواريخ لضرب مواقع التجمع لقوات جيش الاحتلال. ومن المرجح كذلك أن تُركز إستراتيجية فصائل المقاومة في ساحة المعركة على الكمائن، والتي تتضمن السماح لقوات جيش الاحتلال بدخول منطقة ما ثم الهجوم من جوانب متعددة أو من أنفاق في الخلف، ومن التكتيكات المخيفة للإسرائيليين بشكل خاص التسلل عبر الأنفاق، حيث يمكن لمقاتلي المقاومة الظهور فجأة من فتحات أنفاق مخفية خلف الخطوط الإسرائيلية لمهاجمة قوافل الإمدادات أو الوحدات المعزولة. وتتميز المقاومة بقدرتها العالية على القتال في البيئة الحضرية، مما يعقد العمليات الإسرائيلية ويبطئ تقدمها، وهي تخوض حاليا ما يشبه "حرب عصابات" تشبه ما واجهته أميركا في الفلوجة أو الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، وفي هذا النوع من الحروب؛ كل منزل، وكل شارع، قد يكون فخا، والأنفاق قد تمتد إلى خلف خطوط الجيش الإسرائيلي ، وهذا يعني أن القتال ليس في الجهة الأمامية فقط، ولكن عند أي نقطة على محيط وجود القوات والمعدات. وفي الحروب المشابهة السابقة، كانت النتيجة معارك طويلة، ومكلفة، وبلا نصر حاسم، لأن المقاومة ليست كيانا هرميا يمكن تقويضه عبر استهداف قادته أو بعض وحداته، بل هي منظومة شبكية تختلف طريقة عملها عن الجيوش التقليدية، ومع الضغط تتحول إلى مجموعات صغيرة منفردة يمكنها تنفيذ عمليات لا مركزية، مثل هجمات الكر والفر والكمائن المعقدة متعددة الأهداف واستخدام العبوات الناسفة التي يسهل نسبيا تصنيعها محليا. وفي النهاية؛ جنود المقاومة يعرفون ظاهر الأرض وباطنها، كما أن لديهم هدف آخر من هذه المعارك، وهذا الهدف لا يتمثل بالنصر الحاسم كما تريد إسرائيل، بل بجعل الغزو مكلفا ومؤلما ومستنزفا، بما قد يتسبب في مقتل المئات من جنود الاحتلال كما يتوقع عدد من المحللين الإسرائيليين نظرا لحجم القتال المتوقع. لمَ تعد مغامرة خطيرة؟ مؤخرا، نشرت شبكة "إن بي سي" صورا التقطتها أقمار صناعية تجارية تظهر حشدا للمركبات العسكرية الإسرائيلية على حافة الشريط الساحلي، ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ذلك قد يعني هجوما بريا جديدا ووشيكا. وبالتزامن، بدأت المناشدات الدولية لإسرائيل للتراجع عن تلك الخطة الدموية، بمن في ذلك حلفاء إسرائيل -مثل أستراليا وبريطانيا – الذين سارعوا إلى إدانة الخطة، بينما أعلنت ألمانيا أنها ستوقف تصدير المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في غزة. وداخليا يبدو أن الخطة لا تحظى بإجماع أيضا، حيث عارض كبار مسؤولي الأمن الإسرائيليين السابقين والسياسيين المعارضين الخطة، محذرين من ورطة عسكرية. حيث ندد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد بخطوة الحكومة وقال إنها "كارثة ستؤدي إلى كوارث أخرى كثيرة"، بما في ذلك "مقتل الرهائن" وفق وصفه، بالإضافة إلى تكلفة تقدر بعشرات المليارات. هذه المعارضة لها أسبابها المهمة الوجيهة من الناحية البراغماتية البحتة، فالعملية الجديدة ليست إلا مد للخطوط على استقامتها لسائر الخطط الإسرائيلية التي فشلت في تحقيق أهدافها بما في ذلك الغزو البري في بداية الحرب. فغزة ليست مجرد رقعة جغرافية منبسطة وخاوية، بل هي منطقة شديدة الكثافة السكانية، ومليئة بالأنفاق والبنى التحتية. ودخول جيش إلى مثل هذا المكان بغرض "تطهيره" و"إعادة تشكيل" نظام الحكم فيه كما يقول الاحتلال؛ يُعد من أعقد العمليات التي يمكن أن يخوضها أي جيش، وهي عمليات لم تنجح سابقا بشكل حاسم حتى تنجح اليوم. أما المدنيون، فليسوا قادرين جميعا على النزوح، خاصة المرضى والمسنين والنساء، وخاصة وسط منطقة تعرضت للتدمير والقصف اليومي الممنهج لمدار ما يقرب من عامين. كما أن الهجوم سيجري على مدينة تضم مئات الآلاف ممن لم ولن يغادروا، وبالتالي فحجم القوة النارية المستخدمة سيؤدي حتما إلى مجازر، فما تعلمناه بوضوح خلال أشهر مضت، هو أن إسرائيل تخوض حرب إبادة وتتفنن في ممارسة هذه الإبادة. وحتى على مستوى الأهداف السياسية، من الواضح أن حكومة الاحتلال تكرر إطلاق نفس الأهداف ولكن من دون مسار أو خطة واضحة لتحقيقها. وتزعم إسرائيل أن أحد أهدافها هو تحرير الأسرى المحتجزين لدى حماس، لكن الاقتحام الكامل يزيد احتمال موتهم كما حصل من قبل، أي أن العمل العسكري قد يُفشل الغاية السياسية المعلنة التي صمم لتحقيقها. الخلاصة أن الخطة الإسرائيلية تعِد -كما وعدت من قبل أكثر من مرة- بالنصر الحاسم لكن من دون تعريف واضح لهذا النصر أو طريق محدد لتحقيقه. إنها ببساطة وصفة مثالية لتحقيق المزيد مما تبرع إسرائيل في تحقيقه: التجويع والقتل والإبادة. وبالنسبة لجيش الاحتلال نفسه، فهي وصفة لاستنزاف المزيد من طاقته في حرب لا نهاية لها ولا هدف، وإعادة العشرات -وربما المئات- من جنوده في توابيت.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
سموتريتش: فقدت الثقة في قدرة نتنياهو على الانتصار في حرب غزة
قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أمس السبت إنه "فقد الثقة" في كَون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى لقيادة الجيش نحو الحسم والانتصار في حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأضاف سموتريتش -في مقطع فيديو نشره في حسابه على منصة إكس- أن قرار المجلس الأمني المصغر (الكابنيت) باحتلال غزة من أجل إعادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى طاولة المفاوضات "يعد حماقة وأمرا غير منطقي". وقال إن "إرسال آلاف الجنود وتشكيل خطر على حياتهم في عملية عسكرية في غزة ودفع أثمان دبلوماسية ودولية فقط من أجل تشكيل ضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن وبعد ذلك الانسحاب هذا يعد حماقة أخلاقية وأمرا غير منطقي". وتابع "للأسف، للمرة الأولى منذ بداية الحرب أشعر أنني لا أستطيع أن أتحمل هذا القرار أو أن أدعمه. لقد فقدت الثقة بأن رئيس الوزراء يستطيع أو يريد قيادة الجيش لتحقيق ذلك". وتعد تصريحات سموتريتش رفضا لخطة إعادة احتلال غزة التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية قبل يومين، وهو المعروف عنه تبنيه خطط التهجير القسري للفلسطينيين من القطاع مع الاستيطان فيه. خطة "تدريجية" وفجر الجمعة أقرت الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل "خطة تدريجية" لاحتلال قطاع غزة كاملا، وتهجير الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب، عرضها نتنياهو في خطوة لاقت اعتراضات من القادة الأمنيين في إسرائيل بسبب خطرها على حياة الأسرى والجنود الإسرائيليين في القطاع. وقلل سموتريتش من أهمية هذه الخطة، وقال إن "نتنياهو والكابنيت قرروا تنفيذ عملية عسكرية هدفها ليس الحسم، بل ممارسة ضغط على حماس من أجل صفقة أسرى جزئية". وتابع أن "المهمة في غزة لم تنته بعد" وأن "أهداف الحرب لم تُحقق بالكامل"، داعيا نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- إلى "عقد الكابينت مرة أخرى والإعلان بشكل لا لبس فيه أنه لا يوجد توقف في المنتصف بعد الآن، وألا صفقة جزئية"، وحثه على "الذهاب إلى خطوة حاسمة وواضحة من الحسم والانتصار". ويحتج سموتريتش باستمرار على الأصوات الداعية للاكتفاء بالغارات في قطاع غزة، ويطالب بمواصلة الحرب على القطاع حتى تهجير الفلسطينيين منه بهدف الاستيطان فيه. وأول أمس الجمعة قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن سموتريتش يرفض خطة نتنياهو، ويريد بالمقابل "احتلالا كاملا وشاملا مع إعادة الاستيطان في قطاع غزة". سقوط حاد وفي السياق ذاته، نقلت القناة الـ14 الإسرائيلية الخاصة عن مسؤول رفيع في حزب "الصهيونية الدينية" -الذي يقوده سموتريتش- قوله إن قرار الكابنيت "سقوط حاد"، مهددًا بتفكيك الحكومة إذا لم تتغير خطة احتلال غزة. وتبدأ الخطة التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية باحتلال مدينة غزة عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية، تليها المرحلة الثانية وتشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع، والتي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها. ووفق معطيات الأمم المتحدة، فإن 87% من مساحة القطاع باتت بالفعل تحت الاحتلال الإسرائيلي أو تخضع لأوامر إخلاء، محذرة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له "تداعيات كارثية". وأثناء حرب الإبادة المتواصلة في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، احتل الجيش الإسرائيلي كامل مدينة غزة باستثناء مناطق صغيرة، ومكث فيها أشهرا قبل أن يتراجع في أبريل/نيسان 2024 من معظم مناطقها بعد إعلانه "تدمير البنية التحتية لحماس بالمدينة". ومن كامل القطاع، بقيت أجزاء من مدينة دير البلح ومخيمات المحافظة الوسطى (النصيرات والمغازي والبريج) لم تحتلها القوات الإسرائيلية، لكنها دمرت مئات المباني فيها عبر القصف الجوي والمدفعي، وفق مسؤولين فلسطينيين. وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
إسرائيل تصدق غدا على تجنيد عشرات آلاف الجنود لحرب غزة
أفادت القناة 13 الإسرائيلية أن الحكومة ستصدق غدا على تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، بعد مصادقتها في وقت سابق على خطة لاحتلال غزة، في حين يسابق الوسطاء الزمن بحثا عن اتفاق جديد. وذكرت القناة الإسرائيلية أن خطة توسيع العملية تتضمن استخدام نيران كثيفة وتنفيذ عمليات قضم لأحياء بمدينة غزة. وأضافت أن كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي وجهوا انتقادات حادة للعملية العسكرية المرتقبة في غزة، في حين نقلت القناة 12 عن ضباط كبار بالجيش أن الحرب عالقة وأصبحت مثل عربة تغوص في الرمل. نقاش حاد لـ10 ساعات وبدورها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن كل قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رفضوا خطة احتلال قطاع غزة خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني أمس الجمعة، بينما أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن الخطة تواجه عدة تحديات. وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماع المجلس الأمني امتد 10 ساعات، وشهد نقاشا حادا عبّر خلاله قادة الأجهزة الأمنية عن معارضتهم لاحتلال غزة بدرجات متفاوتة، مؤكدين وجود "خيارات أكثر ملاءمة" لتحقيق الأهداف نفسها. وأكدت أن الاجتماع كان مسرحا لخلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير ، كما واجه بعض الوزراء أيضا زامير بسبب موقفه. وذكرت تقارير إسرائيلية أن زامير وصف خطة احتلال غزة بـ"الفخ الإستراتيجي"، مؤكدا أنها ستنهك الجيش لسنوات، وتعرّض حياة الأسرى للخطر. ووفقا ليديعوت أحرونوت، قال رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي خلال اجتماع أمس إن الصور التي نُشرت مؤخرا لأسرى إسرائيليين تبدو عليهم آثار الهزال والمعاناة من الجوع لا تسمح له بدعم خطة "كل شيء أو لا شيء"، مضيفا "لست على استعداد للتنازل عن فرصة إنقاذ ما لا يقل عن 10 أسرى.. وقف إطلاق النار سيمكننا من محاولة التوصل إلى اتفاق بشأنهم". من جانبها، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن نقص القوى العاملة من بين قيود رئيسية تواجه إسرائيل للسيطرة على غزة، وأوضحت أن العميد المتقاعد أمير أفيفي يرى أن التقدم السريع سيتطلب عدة فرق عسكرية تضم عشرات آلاف الجنود، وهو ما دفعه لترجيح اختيار عملية أكثر تدرجا تقلل الضغط على القوى البشرية. وأوضحت أن جنودَ احتياط في الجيش الإسرائيلي هددوا بعدم العودة للقتال في غزة إذا تم استدعاؤهم مرة أخرى، في ظل حالة إرهاق واستنزاف يشهدها جيش الاحتلال بسبب طول أمد الحرب. بحثا عن اتفاق جديد وفي السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الولايات المتحدة والوسطاء يمارسون ضغوطا على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات. كما أفادت قناة كان الإسرائيلية، نقلا عن مصادر مطلعة -السبت- بأن واشنطن والوسطاء يمارسون ضغطا على حماس وإسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات الخاصة بوقف الحرب في قطاع غزة الذي يشهد عمليات إبادة وتجويع على يد تل أبيب منذ 22 شهرا. وبدوره، نقل موقع أكسيوس أيضا عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن الخطة الهجومية على غزة لن تنفذ على الفور، وإنه لم يحدد الجدول الزمني الدقيق لبدء العملية ما يترك مزيدا من الوقت للتوصل إلى حل دبلوماسي. وبحسب المسؤول الإسرائيلي الكبير فإن نتنياهو تحدث بشكل غامض خلال اجتماع مجلس الوزراء، تاركا الباب مواربا لوقف العملية، إذا استؤنفت المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى. وقرار احتلال غزة نددت به منظمات ودول عديدة بينها قطر ومصر اللتان تتوسطان في المفاوضات، فيما تتجاهله واشنطن، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب علق قبل أيام على سؤال بخصوص الموضوع، قائلا إن الأمر متروك لإسرائيل، وهو ما اعتبره مراقبون ضوءا أخضر لنتنياهو.