
الدكتورة خديجة حمودة : إسم المولودة غزة
اسم المولودة غزة
د خديجة حمودة
شعوبنا العربية تشتهر بعواطفها الجياشة وعشقها لأوطانها وتمسكها بالأرض والعرض والدفاع عنهم لآخر قطرة من دمه ، و اعتدنا فى مصر والدول العربية ان نجد اسماء بعض المواليد تحمل ذكريات عزيزة على قلوبنا ونتبارك ببعضها ونتفائل وتكون امنيات لمن نطلقهم عليها بالسعادة والنجاح والحظ الوفير .
فمن بين الأسماء التى أطلقت على مئات المواليد مصر وناصر ونصر وسيناء وجمال و رمضان و كم من اسر عريقة حصلت على لقبها الذى يلازم اجيال واجيال من اسم الوطن او القرية او الطريق الذى يمر امام منازل الأخوات والذى مهده الاجداد ويحمل ذكرى اكثر من ٤٠ عاماً انتصار على العدو او بناء مدرسة جديدة فى القرية .
وتعتبر هذه الظاهرة فى رأى أطباء علم النفس نوعاً من الحرب النفسية ضد العدو او جرعة امل كبيرة يتوارثها الابناء و يتذكرون بها قصص وبطولات سجلها التاريخ ،
وفى حرب ٧ يناير التى فجرت كراهية العدو الصهيونى ورغبته الشديدة فى محو التاريخ العربى والاستيلاء على احب المدن للقلوب غزة وتغيير هويتها انتفض العالم كله وبدأت الدعاوى بمقاطعة كل من يدعم هذا العدوان من اطعمة و مشروبات ومصانع للملابس وللسيارات والأحذية وخلافه ،
وكانت مقاطعة مصانع الكولا وبعض الوجبات السريعة المنتشرة فى العالم هى اقوى هذه الدعوات فباتت الحرب النفسية هى الامل لنا حالياً ، وقد كتب المتخصصين الكثير عن الدعاية وتأثيرها على الشعوب بل والجيوش فى الحروب ،
وكانت بداية تلك الكتابات منذ الحرب العالمية الاولى وما تلاها ، وقد اجرى ( بريان فيرجسون ) استاذ الأنثروبولوجيا فى جامعة وتجرز Rutgers University العديد من الدراسات حول أصول الحرب حيث قضى اكثر من ٤٠ عاماً فى دراسة هذه الأصول وأثرها النفسى على المدنيين والعسكريين بحثاً عن طريق للخروج منها دون آثار نفسية سلبية .
واعقب ذلك مقالات كتبها ويليام چيمس الملقب بأبى علم النفس فى امريكا ، وهو من اوائل علماء النفس الامريكين الذين تناولوا هذا الموضوع باستفاضة واكد من نتائج دراسته ان هناك آثار إيجابية للحرب على السكان على المستوى الاجتماعى فهى توحد الناس والمجتمع كله كما انها تجلب الانضباط والشعور بالتماسك والأهداف المشتركة .
وتصنف الدعاية فى اوقات الحروب كنوع من غسيل الأدمغة فى الجبهة الداخلية والعسكرية ايضاً ، فعلى صعيد الجبهة الداخلية تثير الدعاية كراهية العدو وتمجد أهداف الحرب وتحذر من عواقب الهزيمة وتؤكد الإيمان بتفوق الوطن ،
كما انها تشرح الفظائع التى يرتكبها العدو وتلقى اللوم على العدو حتى لا يشكك الناس فى الحرب نفسها و لا فى النظام الاجتماعى والسياسى ، اما على الجبهة العسكرية فان الدعاية تقوم بتعبئة الامة والحفاظ على الروح المعنوية وجعل الجنود فى حالة يقين بعدالة قضيتهم فيستبسلون من اجل تحقيق الهدف .
ومما لا شك فيه ان هناك اثر هام للدعاية على جنود العدو حيث تقوم بإضعاف معنوياتهم وتحرضهم على الانشقاق . ووسط الاحداث الدموية التى تمر بها الاراضى الفلسطينية وخاصة غزة أطلق شقيقان فلسطينيان يقيمان فى السويد مشروب جديد باسم ( كولا غزة ) بسعة ٢٥٠ ملم تتزين بالكوفية الحمراء وعلم فلسطين و كانت المفاجأة انتشاره فى أسواق الاتحاد الاوربى وبريطانيا وجنوب أفريقيا حيث بيع منه ما يقرب من ١٥ مليون علبة خلال ٥ اشهر فقط وذلك وفقاً لما ذكرته مجلة تايم البريطانية ، التى اكدت ان هذا المنتج الجديد حقق انتشاراً واسعاً وسد فجوة حملات المقاطعة بسبب هذا العدوان الغاشم على قطاع غزة ،
وقد تضمن التقرير المنشور فى الجريدة البريطانية انه من المتوقع ظهور علامات تجارية ناشئة من رحم المقاطعة الاقتصادية للشركات الكبرى بسبب دعمها لإسرائيل فى تلك الحرب . فمرحباً بالمولودة الجديدة غزة .
تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البشاير
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- البشاير
الدكتورة خديجة حمودة : إسم المولودة غزة
اسم المولودة غزة د خديجة حمودة شعوبنا العربية تشتهر بعواطفها الجياشة وعشقها لأوطانها وتمسكها بالأرض والعرض والدفاع عنهم لآخر قطرة من دمه ، و اعتدنا فى مصر والدول العربية ان نجد اسماء بعض المواليد تحمل ذكريات عزيزة على قلوبنا ونتبارك ببعضها ونتفائل وتكون امنيات لمن نطلقهم عليها بالسعادة والنجاح والحظ الوفير . فمن بين الأسماء التى أطلقت على مئات المواليد مصر وناصر ونصر وسيناء وجمال و رمضان و كم من اسر عريقة حصلت على لقبها الذى يلازم اجيال واجيال من اسم الوطن او القرية او الطريق الذى يمر امام منازل الأخوات والذى مهده الاجداد ويحمل ذكرى اكثر من ٤٠ عاماً انتصار على العدو او بناء مدرسة جديدة فى القرية . وتعتبر هذه الظاهرة فى رأى أطباء علم النفس نوعاً من الحرب النفسية ضد العدو او جرعة امل كبيرة يتوارثها الابناء و يتذكرون بها قصص وبطولات سجلها التاريخ ، وفى حرب ٧ يناير التى فجرت كراهية العدو الصهيونى ورغبته الشديدة فى محو التاريخ العربى والاستيلاء على احب المدن للقلوب غزة وتغيير هويتها انتفض العالم كله وبدأت الدعاوى بمقاطعة كل من يدعم هذا العدوان من اطعمة و مشروبات ومصانع للملابس وللسيارات والأحذية وخلافه ، وكانت مقاطعة مصانع الكولا وبعض الوجبات السريعة المنتشرة فى العالم هى اقوى هذه الدعوات فباتت الحرب النفسية هى الامل لنا حالياً ، وقد كتب المتخصصين الكثير عن الدعاية وتأثيرها على الشعوب بل والجيوش فى الحروب ، وكانت بداية تلك الكتابات منذ الحرب العالمية الاولى وما تلاها ، وقد اجرى ( بريان فيرجسون ) استاذ الأنثروبولوجيا فى جامعة وتجرز Rutgers University العديد من الدراسات حول أصول الحرب حيث قضى اكثر من ٤٠ عاماً فى دراسة هذه الأصول وأثرها النفسى على المدنيين والعسكريين بحثاً عن طريق للخروج منها دون آثار نفسية سلبية . واعقب ذلك مقالات كتبها ويليام چيمس الملقب بأبى علم النفس فى امريكا ، وهو من اوائل علماء النفس الامريكين الذين تناولوا هذا الموضوع باستفاضة واكد من نتائج دراسته ان هناك آثار إيجابية للحرب على السكان على المستوى الاجتماعى فهى توحد الناس والمجتمع كله كما انها تجلب الانضباط والشعور بالتماسك والأهداف المشتركة . وتصنف الدعاية فى اوقات الحروب كنوع من غسيل الأدمغة فى الجبهة الداخلية والعسكرية ايضاً ، فعلى صعيد الجبهة الداخلية تثير الدعاية كراهية العدو وتمجد أهداف الحرب وتحذر من عواقب الهزيمة وتؤكد الإيمان بتفوق الوطن ، كما انها تشرح الفظائع التى يرتكبها العدو وتلقى اللوم على العدو حتى لا يشكك الناس فى الحرب نفسها و لا فى النظام الاجتماعى والسياسى ، اما على الجبهة العسكرية فان الدعاية تقوم بتعبئة الامة والحفاظ على الروح المعنوية وجعل الجنود فى حالة يقين بعدالة قضيتهم فيستبسلون من اجل تحقيق الهدف . ومما لا شك فيه ان هناك اثر هام للدعاية على جنود العدو حيث تقوم بإضعاف معنوياتهم وتحرضهم على الانشقاق . ووسط الاحداث الدموية التى تمر بها الاراضى الفلسطينية وخاصة غزة أطلق شقيقان فلسطينيان يقيمان فى السويد مشروب جديد باسم ( كولا غزة ) بسعة ٢٥٠ ملم تتزين بالكوفية الحمراء وعلم فلسطين و كانت المفاجأة انتشاره فى أسواق الاتحاد الاوربى وبريطانيا وجنوب أفريقيا حيث بيع منه ما يقرب من ١٥ مليون علبة خلال ٥ اشهر فقط وذلك وفقاً لما ذكرته مجلة تايم البريطانية ، التى اكدت ان هذا المنتج الجديد حقق انتشاراً واسعاً وسد فجوة حملات المقاطعة بسبب هذا العدوان الغاشم على قطاع غزة ، وقد تضمن التقرير المنشور فى الجريدة البريطانية انه من المتوقع ظهور علامات تجارية ناشئة من رحم المقاطعة الاقتصادية للشركات الكبرى بسبب دعمها لإسرائيل فى تلك الحرب . فمرحباً بالمولودة الجديدة غزة . تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية


بوابة الأهرام
٠٥-٠٤-٢٠٢٥
- بوابة الأهرام
أوروبا.. القارة العجوز جدا
نشأنا وكبرنا على أننا إذا أردنا أن نرى العالم وطيباته فعلينا أن نتجه إلى باريس أو لندن أو مدريد أو بون أو جينيف، الخلاصة إلى اوروبا قارة قريبة منا لا يأخذ الطيران إليها أكثر من البضع القليل من الساعات فيها كل شيء بدءا من المتاحف إلى الأسواق الغنية والمتوسطة إلى الفقيرة، فيها المسرح والسينما والحدائق والعلم والتقنية.. الخلاصة فيها كل شيء. أوروبا كانت باستمرار الأقرب إلينا مكانا وعاطفة فلم تكن كالولايات المتحدة التى نحتاج إلى إحدى عشرة ساعة للوصول اليها أو إلى آسيا المتعددة الدول والثقافات والعادات والتى تحتاج زيارتها إلى مصاحبة مرشد سياحى للتفاهم مع مواطنيها. فالبلدان الأوروبية كانت ولا تزال الاقرب لنا لا يفصلها عنا محيط أو يابس ممتد. كما اننا كنا نستطيع التفاهم مع البشر فيها لاقترابنا من إحدى اللغتين فيها الانجليزية او الفرنسية. كانت قارة لطيفة وسهلة بالنسبة لنا بالرغم من ان بلدانها وعواصمها ليست أجمل البلدان او العواصم. كما انها القارة التى فجرت تطور العلم الحديث، عرفنا منا نيوتن وكانت وشوبنهاور ومن الفنانين عرفنا باخ ولامبرانت وغيرهم الكثيرون. كما ان العلاقات الاقتصادية بين شعوبنا وشعوبها استمرت لعقود قوية ومتينة لقربها منا وقربنا منها. فالقارة الأوروبية شريكة لحوض البحر المتوسط كشراكتنا له. وفى القديم كانت البواخر البحرية تحملنا الى هناك كما تحملهم الينا. وكنا دائما مهمين بالنسبة اليهم لأننا كنا طريقهم القديم الى مستعمراتهم عندما بدأوا مرحلة الاستعمار. وحتى عندما كنا ندرس تاريخنا وتاريخهم فى مدارسنا وجامعاتنا كنا نعرف انهم «البلدان التى استعمرتنا فرنسا وبريطانيا» بالرغم من أنهما لم يكونا اول المستعمرين تاريخيا سبقهم إلى الحالة الاستعمارية بلدان أوروبية أخرى كالبرتغال، أما تلك البلدان التى استعمرتنا فقد جاءت إلى بلداننا بعد ثورتين كبيرتين، الثورة الصناعية فى بريطانيا والثورة البرجوازية فى فرنسا ولكن وبعد ان ناضلنا وتخلصا من استعمارهما استطعنا ان نحكم بلادنا بحرية وبلا تدخلات منهما. وحتى عندما ارتكبوا الخطأ فى الاعتداء علينا عام 1956 استطعنا ان ننتصر عليهما سياسيا ونسقط امبراطورياتيهما وحكوماتيهما. والآن نتابع الأحداث الأوروبية بكل حسرة وخوف على تاريخها القديم فى القرنين التاسع عشر والعشرين. لقد بدأت القارة القديمة فى الانحدار منذ ان بدأت تتعارك مع بعضها البعض. أى منذ الحرب العالمية الاولى ثم ازداد انهيارها بعد الحرب العالمية الثانية. فى الحربين لم تستطع إنهاء الحرب بينها إلا بالتدخل غير الأوروبي. اى بالتدخل الأمريكى وهو التدخل الذى استمر الى الآن يحاول إخضاعها لوصايته بالسلاح وبالسياسة حتى باتت تحمل الاسم المعروف عنها الآن القارة العجوز. وتعيش الآن القارة الأوروبية فى حالة يمكن ان نطلق عليها «حالة محاولة إعادة الكيان القديم»، وهو كيف يمكن الاستقلال عن الولايات المتحدة أو كيف يمكن ان يكون لبلدانها الشرقية والغربية السبعة والعشرين» رأيها المستقل فى إدارة الأزمات الإقليمية والعالمية. وهى قضية ليست سهلة فى الأوضاع الاقتصادية التى تمر بها الآن غالبية بلدان الاتحاد الأوروبي. لأنها تسعى للاستقلال عسكريا وسياسيا. والذى أثار البلدان الأوروبية وجعلها تتحرك من اجل كيانها المستقل هو موضوع «أوكرانيا» ومحاولة الولايات المتحدة حله دون مشاركة البلدان الأوروبية التى دفعها البيت الأبيض الى الانخراط فى الحرب الروسية الاوكرانية «بالسلاح والمال والتدريب» وانسحاب كل من فرنسا وألمانيا من اتفاق مينسك الذى شاركتا فى توقيعه كضمان عدم دخول حلف الأطلنطى الى الحدود الروسية الاوكرانية. فالإدارة السياسية فى الحكومات الاوروبية تختلف كثيرا عن الإدارة السياسية فى الولايات المتحدة من حيث المحاسبة الشعبية للحكومات وتحديدا فى الانتخابات. وتزداد المشكلة تعقيدا فى الحالة الأوروبية مع وجود جانب من تلك الدول السبع والعشرين ذات تقاليد ديمقراطية أكثر رسوخا من مجموعة البلدان الشرقية التى التحقت حديثا بالاتحاد الأوروبى والتى تحمل معها التقاليد الموروثة من الاتحاد السوفيتي. لقد اشتاقت تلك الدول الأوروبية الشرقية للحاق بالاتحاد الأوروبى وبلدانه فور سقوط الاتحاد السوفيتى فى بداية تسعينيات القرن الماضى. وكانت اوكرانيا منهم إلا فيما يخص حلف الناتو الذى لم تسمح موسكو بوجوده على حدودها الغربية فى اوكرانيا. الخلاصة أن أوروبا تحاول الآن لملمة «حالها السبع والعشرين» لتنشئ اتحادا مستقلا سياسيا بجانب ناتو مستقل عسكرى. فهل تستطيع؟ وإذا استطاعت فكم من الوقت تحتاج؟ تريد استقلالا سياسيا وعسكريا عن الولايات المتحدة الأمريكية. وهل تستطيع اقتصاديا ثم ثقافيا وهى تحمل معها تراثا ثقافيا مختلفا بين شرقها وغربها. الواضح أن أوروبا الموحدة التى فرحت بنفسها منذ سقوط الاتحاد السوفيتى لم تفق بعد من غيبوبتها وفرحتها من هذا السقوط. لقد استمرت تعتمد على البيت الأبيض فى خطواتها وفى سياساتها الخارجية حتى غرقت فى سياسات لاتؤمن بها شعوبها ويتضح ذلك بكل وضوح فى الموقف الأوروبى المخالف الذى ظهر لنا يوم الهجوم الأخير على غزة. يومها قال رئيس الوزراء الإسرائيلى ان الهجوم تم بمعرفة البيت الأبيض فى حين صدر بيان «خافت وضعيف» يدينه من الاتحاد الأوروبي. نعم «خافت وضعيف» لأنه لا يحمل فى طياته تلك النبرة الحادة التى كانت تصدر من اى دولة أوروبية منفردة. كما يتضح فى يوم الواحد والعشرين من مارس الماضى يوم الإعلان عن البيان المشترك الصادر من البلدان الثلاثة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والخاص بالمطالبة بوقف الحرب بهجماتها الجديدة على غزة وفتح المعابر لتوصيل مستلزمات الحياة للشعب الغزاوي. وهو المشروع الذى ترفضه إسرائيل ولا يوافق عليه البيت الأبيض «حسب تصريحات ترامب المعلنة فى خطاب نيتانياهو». إنها مرحلة سياسية جديدة ليست بين دول تسعى إلى تحررها وبين الولايات المتحدة. إنما بين قارة «من 27 بلدا» تسعى لتحررها من سيطرة الدولار وقيود مشروع مارشال لإعادة بناء أوروبا. هل نتذكره؟.


تحيا مصر
٠٤-٠١-٢٠٢٥
- تحيا مصر
بعد تكرار حوادث الكوارث الجوية.. ما هي الأماكن الأكثر أماناً في الطائرة؟
مع تكرار والتى شهدها العالم خلال الأيام الماضية، أصبح هناك تساؤلات حول الأماكن الأكثر أماناً في الطائرة في حال وقوع كارثة مثل ما حدث للطائرة التابعة للشركة الخطوط الأذربيجانية والتى سقطت في أذربيجان، أو كارثة طائرة كوريا الجنوبية والذي كان يجمعهما قاسم مشترك أن النصف الخلفي للطائرتين كان سليماً أو إن أصح التعبير لم يتضرر مقارنة بالجزء الأممي للطائرة.. فهل المقاعد الخلفية حقاً الأكثر أماناً في الطائرة؟ هل المقاعد الخلفية الأكثر أماناً في الطائرة؟ شبكة CNN نشرت تقرير تفصيلي للتوضيح أكثر كيفية يمكن نجاة الشخص من الكوارث الجوية كما أشارت إلى عدد من النقاط لضمان سلامة الراكب خلال رحلته الجوية. كان الناجون التسعة والعشرون من حادث تحطم الطائرة الأذربيجانية يجلسون جميعًا في مؤخرة الطائرة التي انقسمت إلى نصفين، تاركين النصف الخلفي سليمًا إلى حد كبير. وفي الوقت نفسه، كان الناجون الوحيدون من حادث تحطم الطائرة في كوريا الجنوبية هم المضيفتان اللتان جلستا في مقعديهما في ذيل الطائرة. المقاعد الأسوأ في الثلث الأوسط من الطائرة في عام 2015، كتب مراسلو مجلة تايم أنهم قاموا بتمشيط سجلات جميع حوادث الطائرات في الولايات المتحدة بما في ذلك الوفيات والناجين من عام 1985 إلى عام 2000، ووجدوا في تحليل تلوي أن المقاعد في الثلث الخلفي من الطائرة كان معدل الوفيات فيها 32% بشكل عام، مقارنة بـ 38% في الثلث الأمامي و39% في الثلث الأوسط. ووجد الباحثون أن المقاعد الوسطى في الثلث الخلفي من المقصورة كانت الأكثر خطورة، حيث بلغ معدل الوفيات 28%. أما المقاعد "الأسوأ" فكانت تلك التي تقع في الممرات في الثلث الأوسط من الطائرة، حيث بلغ معدل الوفيات 44%. تقول الأبحاث إن الجلوس على بعد خمسة صفوف من مخرج الطوارئ يزيد من فرص النجاة من حادث "قابل للنجاة" يقول حسن شهيدي، رئيس مؤسسة سلامة الطيران : "لا توجد أي بيانات تشير إلى وجود علاقة بين عدد المقاعد وفرص النجاة. فكل حادث يختلف عن الآخر". فيما ذكر تشنغ لونغ وو ، الأستاذ المشارك في كلية الطيران بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني: "إذا كنا نتحدث عن حادث تحطم مميت، فلن يكون هناك أي فرق تقريبًا في مكان جلوس الشخص". ويحذر إيد جاليا، أستاذ هندسة السلامة من الحرائق في جامعة غرينتش بلندن، والذي أجرى دراسات بارزة حول عمليات الإخلاء في حالات تحطم الطائرات، من أنه "لا يوجد مقعد سحري أكثر أمانا"، مضيفاً: "يعتمد الأمر على طبيعة الحادث الذي تعرضت له. في بعض الأحيان يكون الأمر أفضل في المقدمة، وفي أحيان أخرى في الخلف." أبحث عن المقعد الأخير! ولكن جاليا وآخرين يقولون إن هناك فرقاً بين المقعد الذي يتمتع بأفضل فرصة للنجاة من الاصطدام الأولي، والمقعد الذي يسمح لك بالنزول من الطائرة بسرعة. ويقولون إن المقعد الأخير هو الذي ينبغي لنا أن نبحث عنه. فكان الناجون الـ29 من طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية الرحلة 8243، التي تحطمت في 25 ديسمبر، جميعهم في مؤخرة الطائرة. وأوضح أستاذ هندسة السلامة من الحرائق في جامعة غرينتش بلندن، "إن الغالبية العظمى من حوادث الطائرات يمكن النجاة منها، وأغلبية الأشخاص الذين يتعرضون للحوادث يبقون على قيد الحياة". فمنذ عام 1988، يجب بناء الطائرات ـ والمقاعد داخلها ـ بحيث تتحمل تأثيراً يصل إلى 16 جي، أو قوة جي تصل إلى 16 ضعف قوة الجاذبية". وهذا يعني، كما يقول، أنه في أغلب الحوادث، "من الممكن النجاة من صدمة تأثير الاصطدام". على سبيل المثال، يصنف حادثة طيران جيجو الأولية على أنها حادثة يمكن النجاة منها ــ اصطدام طائر بالطائرة، وتعطل المحرك، وهبوط الطائرة على بطنها على المدرج، دون أن تعمل عجلات الهبوط. وأشار إلى أنه: "لو لم تصطدم الطائرة بالعائق المقوى بالخرسانة في نهاية المدرج، لكان من الممكن أن ينجو أغلب الركاب، إن لم يكن الجميع". ومن ناحية أخرى، وصف حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية بأنه حادث غير قابل للنجاة، ووصفه بأنه "معجزة" أن يتمكن أي شخص من النجاة. تقول الأبحاث إن الجلوس على بعد خمسة صفوف من مخرج الطوارئ يزيد من فرص النجاة من حادث "قابل للنجاة". قاعدة بيانات للسلوك البشري حول حوادث تحطم الطائرات أجرى جاليا، الخبير في عمليات الإخلاء، بحثًا لصالح هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة (CAA) للنظر في أكثر المقاعد "قابلية للبقاء" على متن الطائرة. بحثه الرائد، الذي أجراه على مدى عدة سنوات في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، نظر في كيفية تصرف الركاب وأفراد الطاقم أثناء الإخلاء بعد وقوع الحادث، بدلاً من النظر إلى الحوادث نفسها. من خلال تجميع البيانات من 1917 راكبًا و155 فردًا من أفراد الطاقم شاركوا في 105 حوادث من عام 1977 إلى عام 1999، أنشأ فريقه قاعدة بيانات للسلوك البشري حول حوادث تحطم الطائرات. ويقول إن تحليله للمخارج التي يستخدمها الركاب بالفعل "حطم العديد من الأساطير حول إخلاء الطائرات". "قبل دراستي، كان يُعتقد أن الركاب يميلون إلى استخدام مخرج الصعود إلى الطائرة لأنه الأكثر شيوعًا، وأن الركاب يميلون إلى المضي قدمًا. أظهر تحليلي للبيانات أن أيًا من هذه الأساطير لم تدعمها الأدلة". وبدلاً من ذلك، أظهرت أبحاث جاليا أن الركاب الجالسين على بعد خمسة صفوف من أي مخرج طوارئ، في أي جزء من الطائرة، لديهم أفضل فرصة للخروج أحياء. علاوة على ذلك، فإن الأشخاص الجالسين في مقاعد الممر لديهم فرصة أكبر للإخلاء بأمان من الأشخاص الجالسين في الوسط، ثم المقاعد المجاورة للنوافذ - لأن لديهم عدد أقل من الأشخاص الذين يتعين عليهم تجاوزهم للخروج. كل ثانية تحدث فرقاً بين الحياة والموت ويقول: "الأمر الرئيسي الذي يجب فهمه هو أنه في حادث طيران، كل ثانية لها أهميتها - كل ثانية يمكن أن تحدث فرقًا بين الحياة والموت"، مضيفًا أن القرب من صف الخروج أكثر أهمية من مساحة الطائرة. بالطبع، ليس من المرجح أن تكون كل مخارج الطوارئ صالحة للاستخدام في حالة وقوع حادث ما ــ عندما اصطدمت رحلة الخطوط الجوية اليابانية رقم 516 بطائرة خفر السواحل في مطار طوكيو هانيدا في ينايرالماضي ، لم يكن من الممكن استخدام سوى ثلاث من ثماني مخارج الطوارئ. ومع ذلك، وبفضل السلوك المثالي لأفراد الطاقم والركاب، الذين أخلوا الطائرة على الفور، نجا جميع الركاب البالغ عددهم 379 شخصا على متن طائرة إيرباص إيه 350. ويقول جاليا - الذي يبحث حاليًا عن متطوعين من المملكة المتحدة لتجارب الإخلاء في فبراير - إنه من الأفضل اختيار صف خروج واحد للجلوس بالقرب منه بدلاً من توزيع فرصك والجلوس بين صفين منهم. ماذا يحدث إذا لم يكن صف الخروج - أو المقاعد على بعد خمسة صفوف منه - متاحًا على رحلتك المفضلة؟ يقول: "أبحث عن رحلة أخرى. أريد أن أكون بالقرب من المخرج قدر الإمكان. إذا كنت على بعد تسعة أو عشرة مقاعد، فلن أكون سعيدًا". وأشار جاليا إلى إن هناك أشياء يمكننا القيام بها على متن الطائرة والتي تمنحنا أفضل فرصة للنجاة من حادث ما. كن مستعد دائماً للكارثة وقال: "إن الحظ يصب في مصلحة العقل المستعد"، هذا هو شعاره. "إذا كنت على دراية بما يجب عليك فعله لتحسين فرصك، فسوف تزيد فرصك في البقاء على قيد الحياة بشكل أكبر. فكر في كيفية الخروج من هذا المأزق". ويقول إنه من الضروري، حتى لو كنت مسافرًا متكررًا، أن تستمع إلى الإحاطة التي يقدمها طاقم الطائرة قبل الرحلة، وأن تفهم - وتفهم حقًا - كيفية عمل حزام الأمان الخاص بك. وأوضح "صدق أو لا تصدق، هناك شيء واحد يعاني منه الناس [في الحوادث] وهو فك حزام الأمان. فأنت في موقف حياة أو موت محتمل ويدخل عقلك في وضع الطيار الآلي"، كما يقول. "تمر معظم تجارب أحزمة الأمان في السيارات، حيث تضغط على زر بدلاً من سحب المزلاج. واجه الكثير من الأشخاص الذين أجرينا معهم مقابلات [والذين نجوا من حوادث تحطم طائرات] صعوبة في فك حزام الأمان في البداية. ولهذا السبب من المهم الانتباه إلى الإحاطة قبل الرحلة. كل هذه النصائح قيمة حقًا". وينصح أيضًا بدراسة بطاقات الإخلاء الموجودة في جيب مقعدك بشكل كامل، ويقول:" إذا كنت جالسًا عند مخرج الطوارئ، فانظر بعناية إلى كيفية فتحه. وإذا كنت مع عائلتك أو مسافرًا مع أشخاص آخرين، فاجلسوا معًا، حتى لو كان عليك أن تدفع المال، ففي حالة الطوارئ، سيؤدي الابتعاد عن بعضكم البعض إلى إبطائكم حيث يحاول الأشخاص حتمًا العثور على بعضهم البعض". وتابع قائلاً:" أينما كنت جالساً، احسب عدد الصفوف بينك وبين مخرج الطوارئ ــ سواء في الأمام أو الخلف. وبهذه الطريقة، إذا كانت المقصورة مليئة بالدخان ــ "أحد الأسباب الرئيسية للقتل" في الحوادث الحديثة، كما يقول ــ فلا يزال بوسعك أن تجد طريقك إلى أقرب مخرج، وأن يكون لديك بديل إذا كان أقرب مخرج إليك مسدوداً. يقول عن الركاب الذين يتابعون بعناية التوجيهات التي تسبق الرحلة، ويدرسون بطاقات الإخلاء وأبواب الخروج قبل الإقلاع: "يعتقد الناس أنك مجنون. لكن الحظ يصب في مصلحة العقل المستعد. إذا لم تكن مستعدًا، فمن المرجح أن الأمور لن تسير على ما يرام". ويعرف جيفري توماس أيضًا الكثير عن سلامة الطائرات. وهو الآن محرر موقع أخبار الطيران 42,000 Feet ، وقد أمضى 12 عامًا كمؤسس لموقع AirlineRatings، وهو أول موقع يصنف شركات الطيران حسب السلامة. ويقول توماس أن الجزء الهيكلي الأكثر أمانًا في الطائرة هو صندوق الجناح - حيث يلتقي هيكل الجناح مع جسم الطائرة. وأضاف: "تختلف كل حادثة تحطم، ولكن عادة ما تنكسر الطائرة في حالة الفشل الهيكلي أمام الأجنحة وخلفها"، واصفًا صندوق الجناح بأنه "قطعة هيكلية قوية للغاية". وهذا هو الحال بالنسبة لحادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية، التي انقسمت بعد الأجنحة مباشرة. ويعتقد أن "أفضل المقاعد هي تلك التي تقع بالقرب من المخارج قدر الإمكان". يقول توماس: "معظم الحوادث أو حالات الطوارئ اليوم لا تتعلق بفقدان كامل للطائرة - بل إنها شيء آخر، مثل حريق في المحرك، أو فشل في الهيكل السفلي للطائرة، أو تجاوز غير خطير". يتمثل الخطر الرئيسي بعد الاصطدام الأولي في اندلاع حريق ودخول الدخان إلى المقصورة. وبينما يمكن للمواد المركبة الحديثة التي تصنع منها هياكل الطائرات اليوم إبطاء انتشار الحريق بشكل أفضل من الألومنيوم، إلا أنها لا تستطيع إبطائه إلى الأبد - مما يعني أن الإخلاء هو مفتاح البقاء. وأوضح توماس: "نرى بشكل متزايد أن الركاب لا يتركون حقائبهم خلفهم، مما يؤدي إلى إبطاء عملية خروجهم من الطائرة، وفي كثير من الأحيان رأينا ركابًا لا يخرجون لأن عملية خروجهم من الطائرة أصبحت بطيئة". وتابع قائلاً:"المشكلة الأخرى التي تواجهها هي أنك تحصل على الكثير من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لداخل الكبائن مع وجود ألسنة اللهب في الخارج والأشخاص الذين يصرخون. يلتقط الناس مقاطع فيديو بدلاً من النزول من الطائرة." وأشار إلى أن تصوير عملية الإخلاء، أو الإخلاء بحقائب اليد، يجب أن يُعَد جريمة جنائية. ويقول بعبارات لا لبس فيها: "إنك تعرض حياة الناس للخطر".