logo

النظام الدولى.. محل خزف!مهدى مصطفى

ساحة التحرير٢٠-٠٣-٢٠٢٥

النظام الدولى.. محل خزف!
مهدى مصطفى
النظام الدولى محل خزف، يقتحمه فيل جامح، تتصارع فيه القوى الكبرى، والتحالفات تتغير وتتمزق، والمبادئ تتلاشى تحت وطأة المصالح، لا ضابط يحكم العلاقات، ولا معيار يحدد الاتجاهات، تتفاقم الفوضى، والضعف ينهش النخب السياسية، بينما يعكس الخطاب الدولى عقمًا فى الخيال وقصورًا فى الرؤية.
فى مؤتمر ميونخ الأخير، وجدت أوروبا نفسها فى عزلة، كأنها بيدق صغير على رقعة شطرنج، فالحليف الأمريكى ينصرف بعيدا، وتتفاوض روسيا وأمريكا حول أوكرانيا دون إشراكها، بينما تدور الحرب على حدودها، تتفرج كضيف غير مرغوب فيه، ترتفع الأصوات تطالب بجيش أوروبى موحد، كأنها تستدعى نابليون بونابرت من المتحف.
هواجس الماضى تعود، بونابرت، بسمارك، هتلر، جميعهم سعوا إلى توحيد القارة، تتذكر أوروبا الحروب المحلية والعالمية التى أشعلتها فى الماضى، تؤرقها المسألة اليهودية التى شكّلت معضلتها، والتسويات التى جاءت على حساب العرب، لكن الديون التاريخية لا تسقط بالتقادم، والتحديات لا تحل بالذكريات.
ترامب يظهر كقوة مباغتة لا تعترف بالأعراف، يتحرك كالفيل داخل محل الخزف، فيحطم توازن أوروبا، تسقط أيقوناتها السياسية، تتصدع ثوابتها، يدرك الجميع فجأة أن الزعيم الفرنسى شارل ديجول كان محقًا عندما دعا إلى جيش أوروبى واحد، وأن آباء الاتحاد الأوروبى لم يكونوا حالمين حين أسسوا قوة اقتصادية موحدة، والخوف من المستقبل يسيطر الآن على العواصم الأوروبية، فتتخذ القرارات وسط ارتباك عارم.
فى واشنطن، يعيد ترامب تشكيل المؤسسات، يطيح بالسياسات القديمة، يعيد صياغة النظام الدولى وفق مقاييسه الخاصة، يفتح جبهات متعددة بلا تردد، يهدم التحالفات التقليدية، ويقول كريستوف هويسجن، رئيس مؤتمر ميونخ للأمن، ساخرًا: إن أمريكا فى عهد ترامب «تعيش على كوكب آخر»، إن ما يحدث ليس مجرد قطيعة دبلوماسية بين الحلفين، بل انقلاب على نظام عالمى ترسخ منذ الحرب العالمية الثانية.
يعتقد البعض أن صدمة ترامب ستتلاشى مع الوقت، لكنه يثبت العكس يوما بعد آخر، يفرض قواعد جديدة، يكسر التوازنات القائمة، ويدفع العالم إلى فوضى غير محسوبة.
تبدو الصين الوحيدة التى ترفض الرضوخ، لكنها تتحرك بحذر، وتتخذ قرارات مضادة، أما دول أخرى فتسارع إلى الاستجابة، بعضها يهرول نحو واشنطن، وبعضها يتوجس من التقلبات المفاجئة.
القضية الفلسطينية تتلقى أخطر الضربات فى تاريخها الممتد لأكثر من قرن، فترامب يدعم إسرائيل بلا حدود، يسعى لتوسيعها، ويدفع نحو إفراغ غزة والضفة من سكانهما، لكنه يواجه رفضًا لم يتوقعه، من حلفائه قبل خصومه.
ربما يظن ترامب أن العرب، بعد السابع من أكتوبر 2023، تحولوا إلى ورقة منسية، لكن التشابك الحضارى والثقافى والدينى للإقليم العربى يجعله عصيا على التصفية، فلسنا الهنود الحمر أو سكان أستراليا الأصليين!
نتنياهو يبيع أوهامًا عن الإقليم العربى، وترامب يشتريها برضا، لكن الحقائق على الأرض لا تتغير ولا تمحى، فالقضية الفلسطينية تنهض تلقف أفاعى الأفكار المجنونة، فإذا كان نيقولا مكيافيلى ينصح الأمير السياسى بمحاكاة الجنون فى بعض الأحيان، فإننا لا نحاكيه فحسب، بل نستدعيه من مخزن التاريخ، وقد جرب الغرب فى حملات متتالية على العرب، وعاد من حيث أتى، لأن العرب ليسوا محل خزف
مرة أخرى وليست أخيرة، بعد العدوان النازي على غزة اليوم..
الحمد لله على نعمة الموقف والبصيرة.
نشرتُ هذا يوم 25 يوليو الماضي، منطلقًا من قناعة راسخة بأن تحرير فلسطين مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بوصفهم وطنيين، دون الاعتماد على قوى إقليمية كإيران أو تركيا، أو حتى على العرب.
المشروع الصهيوني هشّ، ويمكن طمسه وإخراجه من التاريخ.
واليوم، بعد أن وقفت فرنسا بقوة كراعٍ عتيق للبنان، ونجحت في فرض مبادرة لوقف الحرب بين إسرائيل ولبنان، وفصلها عن ساحة غزة، سيجد الفلسطينيون أنفسهم وحدهم في مواجهة المشروع النازي الصهيوني.
خاصة أن ثلاث دول عربية—السعودية، وقطر، والإمارات—وقّعت على المبادرة الفرنسية-الأمريكية، ما منحها غطاءً شرعيًا، وأضفى شرعية على تجاهل ما يجري في غزة، مما يساعد نتنياهو في إنجاح مخططه التوسعي.
ولا يمكن إغفال موقف إيران، التي تخلّت عن أذرعها من أجل تقاربها مع الغرب وسعيها للحصول على اعتراف دولي بإيران نووية.
لقد استمعتُ بدقة إلى تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حيث ألقى بالكرة في ملعب الدول العربية والإسلامية، متملصًا من أي دور إيراني في اندلاع الحرب، ومبتعدًا عن الحليف الروسي، ومتخليًا عن جماعاته الموالية.
المتمعن في الصورة الكلية يدرك بعمق: عمار يا مصر.
فهي وحدها التي تحمل على عاتقها قضية فلسطين—شعبًا ودولة—بلا مآرب أو حسابات، ولم تُستخدم هذه القضية العادلة يومًا لأغراض سياسية أو غيرها.
حان الوقت لرفع كل القوى المجاورة للعرب أيديها عن فلسطين. كما آن الأوان للفلسطينيين أن يوحّدوا صفوفهم، ويضعوا العصا في دولاب المشروع الإسرائيلي عبر تشكيل قيادة موحدة صغيرة، بعيدًا عن التبعية لأي قوة خارجية.
كل من يرتبط بأي قوة غير فلسطينية خائن، وأي فصيل يستغل الدين كغطاء خائنٌ للتراث والتاريخ والمستقبل.
ثمة حلٌّ نهائي للمسألة الفلسطينية:
1. سحب الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل.
2. إلغاء اتفاق أوسلو كأنه لم يكن.
3. تفكيك السلطة الفلسطينية.
4. تشكيل قيادة موحدة تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني.
5. إبقاء الصراع مفتوحًا بكل السبل حتى تحرير الأرض.
6. تأكيد أن الصراع هو بين مستعمر وشعب يسعى لتحرير وطنه، وليس صراعًا دينيًا.
7. التخلي الكامل عن أي رؤية تستند إلى الكتب المقدسة كمبرر للصراع.
8. الوحدة الكاملة في الموقف الفلسطيني، سواء في الحرب أو السلام.
9. عدم الاعتماد على أي قوة عربية أو غير عربية، والابتعاد عن أي اتفاقات دينية كـ'الإبراهيمية'.
10. الامتناع عن الوقوع في فخ الدول الإقليمية مثل إيران أو تركيا.
11. التوجه إلى شعوب العالم لكشف الخرافات والعقائد التي تقوم عليها الجماعة الإسرائيلية، وفضح المشروع الاستعماري الإسرائيلي بوصفه امتدادًا للاستعمار القديم.
12. إعادة النظر في فكرة 'الدولة الموحدة لكل سكانها'، كآلية لتفكيك المستوطنة الاستعمارية دون حرب.
13. تنحّي جميع القيادات الفلسطينية القديمة عن المشهد، وإفساح المجال لجيل فلسطيني جديد غير فصائلي.
إذا أقدم الفلسطينيون على تنفيذ بعض أو كل هذه الخطوات، فسيُعاد تشكيل وجه الشرق الأوسط بالكامل.
بعد ثمانية عقود من الاحتلال الإجرامي، وبعد خطاب نتنياهو في الكونجرس، لم يعد أمام الفلسطينيين سوى الخروج من الصندوق الضيق، والانطلاق بجرأة في مسارات جديدة، بخيال خلاق، وإبداع يغير قواعد النظام الدولي
‎2025-‎03-20
The post النظام الدولى.. محل خزف!مهدى مصطفى first appeared on ساحة التحرير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الكلمات القاسية من بريطانيا لا تكفي، ترامب وحده قادر على كبح جماح إسرائيل"
"الكلمات القاسية من بريطانيا لا تكفي، ترامب وحده قادر على كبح جماح إسرائيل"

شفق نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • شفق نيوز

"الكلمات القاسية من بريطانيا لا تكفي، ترامب وحده قادر على كبح جماح إسرائيل"

نستعرض في جولة عرض الصحف اليوم الخميس، أبرز المقالات التي تناقش العقوبات الكندية الأوروبية على إسرائيل نتيجة سياستها في الحرب على غزة، ونهج الرئيس الأمريكي في المفاوضات النووية الإيرانية، وتطورات مجال محركات البحث في عصر الذكاء الاصطناعي. ونستهل جولتنا بمقال في صحيفة الإندبندنت البريطانية، بعنوان "الكلمات القاسية من بريطانيا لا تكفي، ترامب وحده قادر على كبح جماح إسرائيل" للكاتب ألون بينكاس. ويبدأ الكاتب مقاله بالإشارة إلى تراجع الدعم الغربي لإسرائيل في حربها على غزة، خصوصاً ما صدر مؤخراً من بيان مشترك بريطاني-كندي-فرنسي بشأن إسرائيل. ويتحدث الكاتب عن "تعليق بريطانيا لمحادثات توسيع التجارة مع إسرائيل وقرار الاتحاد الأوروبي بمراجعة اتفاقية الشراكة الاقتصادية مع إسرائيل القائمة منذ عام 1995، وعودة نواياه بالاعتراف بدولة فلسطينية"، حيث يرى الاتحاد أن "إسرائيل قد لا تلتزم بالمادة الثانية من الاتفاق، التي تنص على أن العلاقات بين الطرفين وجميع أحكام الاتفاق يجب أن تقوم على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية.. وتشكل عنصراً أساسياً في هذه الاتفاقية"، وفق الكاتب. ويفنّد الكاتب الرأي الإسرائيلي السائد بشأن الإجراءات المتخذة ضدها والمتمثل بأن "الأوروبيين وجدوا فرصة سانحة لإدانة إسرائيل عقب تهميش الرئيس الأمريكي لها في زيارته الأخيرة للشرق الأوسط" - ويقول: "بريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي ليسوا معادين لإسرائيل.. ولم يتلقوا إشارة من واشنطن". ويوضح الكاتب أن السياسيين المعروفين بدعمهم لإسرائيل أصبحوا هم أيضاً ينتقدون الوضع في غزة، ومنهم كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني ووزير خارجيته ديفيد لامي اللذان وصفا الحرب في غزة بأنها "تطهير عرقي، ومعاناة لا تطاق". ينوه إلى أنه حتى ترامب، الذي كان يُعد من أقرب حلفاء بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بات مستاءً من سياساته ويتجاهله، مفضلاً التعامل مع قوى أخرى في الشرق الأوسط. ويرى الكاتب أن "الرئيس ترامب لم يقلل من شأن إسرائيل، بل نتنياهو فعل ذلك بنفسه عبر سنوات من التحدي والغطرسة والسياسات المتهورة". ويتساءل الكاتب عمّا إذا كانت التطورات الأخيرة تمثل "تسونامي دبلوماسياً ضد إسرائيل، والذي سيزيد من عزلتها ونبذها دولياً؟". ويوضح أن الحل يقع بيد الولايات المتحدة من خلال خيارين؛ إمّا بالضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، وإمّا بتجاهل الأمر، مؤكداً أن "كلا الخيارين سيُولّدان المزيد من الانتقادات الأوروبية أو حتى إجراءات ملموسة ضد إسرائيل". ويبين الكاتب أن حكومة نتنياهو أصبحت عبئاً على إسرائيل، وأن الأخيرة عليها التخلص من هذه الحكومة. ويتوقع أن "يأتي يوم الحساب" لإسرائيل، التي "تتجاهل وتسخر وتتحدى أفكار الحلفاء ومقترحاتهم السياسية منذ 1967، والتي تغذّي بدلاً من ذلك شعوراً زائفاً بالضحية لأسباب سياسية". "إيران تتمسك بالتخصيب النووي" Reuters وننتقل إلى افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بعنوان "إيران تتمسك بالتخصيب النووي". تعرب الصيحفة في مستهل افتتاحيتها عن دعمها لمسار التفاوض الأمريكي مع إيران، معتبرة أن "الرئيس الأمريكي يدفع في الاتجاه الصحيح، بدليل أن "الحكام الإيرانيين غير راضين عن اتجاه المحادثات النووية". وتقول إن "إنهاء التخصيب ضروري لقطع الطريق الأسهل لإيران للحصول على القنبلة"، مبينة أن السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم ما هو إلّا خطر كبير، ويجب أن يكون خطاً أحمر لا يمكن التنازل عنه. وتشكك الصحيفة في نوايا إيران غير المعلنة من المحادثات، بقوله إن "الإيرانيين يُمارسون ألعاباً خادعة، ويدركون جيداً أن المفاوضات تحمي برنامجهم النووي من الهجوم وعملتهم من الانهيار السريع". وتُبرز الصحيفة الدعم داخل الولايات المتحدة لتحركات إدارة ترامب ضمن أسوار الملف النووي الإيراني، من خلال الاستشهاد بالإجماع شبه التام بين الجمهوريين، وحتى بعض الأصوات المعتدلة، على ضرورة منع إيران من أي شكل من أشكال التخصيب. وتطعن بقدرة إيران على "ممارسة الضغط بالقوة" على الإدارة الأمريكية، باعتبار أن "دفاعاتها الجوية معطلة ووكلاءها في حالة من الفوضى، بفضل إسرائيل". وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالتحذير من أن رفض إيران للمطالب الأمريكية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، مثل استخدام القوة العسكرية من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل. "المواقع الإلكترونية تواجه شبحاً تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي" ونختتم جولتنا مع مقال تكنولوجي بعنوان "يواجه ناشرو مواقع الويب شبح شبكة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي ولصالحه" ، في صحيفة لو موند الفرنسية، للكاتب ألكسندر بيكارد. ويسلّط الكاتب الضوء في مقاله على التغيرات التي طرأت على محركات البحث عبر مواقع الإنترنت بسبب انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي. ويقارن الكاتب كيفية الوصول إلى المحتوى على الإنترنت قبل وبعد ظهور الذكاء الاصطناعي، "ففي الماضي، كان عليك أن تكون في موقع جيد على غوغل، أمّا اليوم، لم يعد ذلك كافياً؛ بل يجب أن يستشهد بك الذكاء الاصطناعي في ردوده". وينقل بيكارد مخاوف الناشرين بشأن تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على زيارة المستخدمين لمواقعهم الإلكترونية، مبيناً أن هذه الأدوات التي تجيب على أسئلة المستخدمين مباشرة قد تقلل من عدد النقرات على الروابط الخاصة بهم، بما سيؤثر على الظهور الرقمي للمحتوى. ويشير إلى الغموض الذي يلفّ آلية اختيار الروابط التي تظهر في إجابات روبوتات الدردشة، موضحاً أن بعض الشركات تتبنى سياسات غير واضحة في هذا السياق، ما يزيد من القلق حول كيفية تحسين المحتوى ليتناسب مع هذه الأنظمة. ويعرب عن المخاوف المرتبطة بمنافسة المحتوى التقليدي مع المحتوى الذي تم إنتاجه بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، والتي يشكك الكاتب بجودتها وموضوعيتها. ويؤكد الكاتب على ضرورة تحسين المواقع لتكون أكثر توافقاً مع الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال إجراء تغييرات أو تحسينات في واجهات المواقع أو حتى تطوير نسخ أخرى من المواقع مخصصة لتفاعل الذكاء الاصطناعي فقط، وهو ما يشبه مفهوم "المطابخ الشبحية" التي توفر الطعام عبر منصات توصيل الطعام فقط.

قمة بغداد العربية…والتحولات الاقليمية
قمة بغداد العربية…والتحولات الاقليمية

موقع كتابات

timeمنذ 9 ساعات

  • موقع كتابات

قمة بغداد العربية…والتحولات الاقليمية

ينظر بعض حكام العرب وشعوبهم الى ان العراق منذ العام 2003 يدور في فلك ايران,فهي من وجهة نظر هؤلاء تحكم القبضة على العراق من خلال بعض الزعماء الشيعة الذين آلت اليهم رئاسة الحكومة على مدى ربع قرن تقريبا. حاول بعض رؤساء الحكومات العراقية لعب دور المصالحة بين السعودية وايران ,ربما تم تقريب وجهات النظر بين القوتين اللتين تمثلان طرفي النزاع الفكري ومحاولة نزع فتيل ازمة سياسية قبل ان تتحول الى ازمة عسكرية يحاول زعماء الغرب تاجيجها,لاضعاف الطرفين ليحلوا له بعد ذلك التصرف بهدوء, ودون خسائر تذكر لمصلحة الصهاينة الآخذون في التمدد بسبب الوهن الذي اصاب العرب خلال العقدين الماضيين, حيث اصبح كل نظام يسعى الى تثبيت اركان حكمه وان على حساب القضايا الجوهرية ,وطلب حماية امريكا واغداق الاموال لها, خاصة في عهدي ترامب الذي لا يبالي بابتزاز الحكام العرب, وتحصيل الجزية نظير حماية عروشهم من السقوط, وتعود بنا الذاكرة الى مقولة عبد المطلب بن هاشم الكعبة في محاولة منه بتغيير مكان الحج الى بلده, بان للبيت رب يحميه,حكامنا الميامين يقولون: لــــــ'بيوتنا/عروشنا.. بيت ابيض يحميها. تحولات اقليمية تشهدها المنطقة ,القمة جاءت في وقت حرج تمر به الامة العربية من تشرذم, واملاءات خارجية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني, الأمة العربية مستهدفه في كيانها ويعمل الغرب الاستعماري على استحداث سايكس بيكو جديد,يشمل اذكاء الفتنة بين مكونات الامة العربية وبالأخص الاقليات وتشجيعها على الانفصال وجعلها دول مستقلة,ولهذا آثر بعض الزعماء العرب على عدم الحضور لأنها لن تكون ذات جدوى, ولن تتعدى المعهود منها الشجب والادانة والاستنكار, في حين تباد غزة على مرأى ومسمع العالم, ونجد بعض قادة العالم يرفعون الصوت بوجه الصهاينة ويصفونها بالإجرامية, وهددوا صراحة بانهم سيعترفون بقيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 . في جانب اخر أثارت المحكمة الاتحادية العراقية الجدل بإلغاء اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله مع الكويت، ما اعتبرته الأخيرة تنصلاً من التزامات دولية. هذا الخلاف قد يفسر، غياب بعض قادة دول الخليج عن القمة. وعلى الجانب الداخلي ارتأى بعض الساسة العراقيين ان لقاء السوداني مع الشرع بالخارج (الدوحة) وتوجيه الدعوة اليه لحضور القمة يعتبر استخفافا بعقول العراقيين لان الشرع الذي كان يعرف بالجولاني احد قادة تنظيم الدولة (داعش) عاث في العراق فسادا وقتّلا, وشرد العديد من العراقيين…وتساءل البعض كيف لمجرم مطارد ان يدخل البلد بصفة رئيس دولة؟ وتفرش له البسط الحمراء…لكن القمة عقدت بحضور خمس رؤساء فقط ,ولم يحضر الشرع لأنه آثر مبدأ السلامة على حياته. القمة لم تأتي بجديد, فكل شيء على حاله بل اسوأ مما كان, المهم ان المسؤولين العرب اجتمعوا ولو لبرهة من الوقت اطمأنوا على انفسهم, وفي قرارة انفسهم بانهم ربما لن يلتقوا مستقبلا ,لان قرارهم ليس بأيديهم, بل هم وللأسف مجرد دمى يحركها الغرب كيف يشاء , في احسن الاحوال آثر بعض الحكام العرب عدم الحضور لآنه يدركون انهم ليس بمقدورهم فعل شيء.

اليمن ينتصر لغزة.. ويثأر لكرامة الأمة!علي الدرواني
اليمن ينتصر لغزة.. ويثأر لكرامة الأمة!علي الدرواني

ساحة التحرير

timeمنذ 10 ساعات

  • ساحة التحرير

اليمن ينتصر لغزة.. ويثأر لكرامة الأمة!علي الدرواني

اليمن ينتصر لغزة.. ويثأر لكرامة الأمة! علي الدرواني لم يكن مفاجئًا إعلان القوات المسلحة اليمنية توسيع الحظر على كيان العدو 'الإسرائيلي' المجرم، لا سيما وقد أوغل هذا العدو في سفك الدم، وارتكاب المجازر والتهجير، وتفاقمت تداعيات الحصار على غزة، بشكل لم يعد يحتمل، حتى لقد تداعت أوروبا بمواقف أكثر قوة من المواقف العربية الهزيلة ـ مع الأسف الشديد ـ ورفعت صوتها في وجه قادة مجرمي الحرب الصهاينة، وهددت باتخاذ خطوات ملموسة. إن قرار الحظر اليمني يكتسب أهمية خاصة، لا سيما أنه يأتي في ظل التخاذل العربي الذي وصل حد التآمر على غزة، وعبرت عنه العبارات المنتقاه في البيان الختامي لقمة بغداد ـ مع الأسف الشديد ـ والتي لم تغادر مربع التمني والمطالبة، والتي توجهت للمجتمع الدولي، دون أن يكون هناك أية عبارة على الأقل تشبه بيانات الأوروبيين، والتي بدأت في بيان مشترك وقع عليه قادة آيسلندا وإيرلندا ومالطا وإسبانيا وسلوفينيا، بعبارة 'لن نصمت أمام الكارثة الإنسانية'. يكتسب أهمية خاصة، أيضًا، كونه يمثل الرد السريع على تبرير ترامب لحرب نتنياهو الأخيرة المسماة بـ'مركبات جدعون'، عندما أعرب أن المجرم نتنياهو في موقف صعب، مذكرًا في مقابلة مع 'فوكس نيوز'، بما حصل في السابع من أكتوبر، في سياق تبرير ما يقوم به نتنياهو من إجرام. هذا القرار هو تذكير للأمة الإسلامية والعربية، بأن الوسائل ليست منعدمة للضغط على كيان العدو، وإجباره على وقف العدوان ورفع الحصار في الحد الأدنى، فما يقوم به اليمن من نجاح في فرض الحصار الجوي، ووقف الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر العربي وخليج عدن، مثال على ما يمكن للأمة فعله، وأن العدو قابل للهزيمة، وليس قدرًا أن يبقى محتلًا لأرض عربية، مهما كانت الأسباب والتداعيات للمواجهة. هذا بالنسبة للأسباب والتداعيات والدوافع والظروف، أما بالنسبة للتنفيذ والنتيجة، فمطالعة نتائج العمليات اليمنية في البحر والنجاح في إغلاق ميناء 'إيلات' (أم الرشراش)، واستمرار العمليات في عمق العدو، فإنها تحمل مؤشرات القدرة على التنفيذ، و أيضاً على النتائج التي يمكن تصورها من خلال ما جرى لمطار 'بن غوريون'، مع تواصل تعليق رحلات كبريات الشركات العالمية الأوروبية والأمريكية، لمدد مختلفة، على سبيل المثال مددت 'لوفتهانزا' تعليق رحلاتها اليوم لأسبوعين إضافيين. وما أقدمت عليه الشركة الألمانية يعد مؤشرًا تبني عليه معظم الشركات الدولية. أما التنفيذ من الناحية العسكرية، فقد كانت منطقة حيفا مسرحًا لعدد كبير من العمليات اليمنية، وكان أول استهداف لمينائها في حزيران/يونيو 2024، بعمليتين عسكريتين، تلاهما في ذات الشهر، عملية عسكرية مشتركة مع 'المقاومة الإسلامية في العراق' استهدفت أربع سفن في ميناء حيفا بطائرات مسيرة، وكانت الثالثة على هدف حيوي بصواريخ مجنحة، في حين تمثلت الرابعة باستهدفت سفينة نفطية، والخامسة ضربت هدفًا حيويًا بصواريخ مجنحة، وكلها في نفس الشهر، من العام الماضي، بالإضافة إلى ذلك تم استهداف سفن في المتوسط، ثلاث مرات بعمليات مشتركة مع المقاومة العراقية، وفي عام 2025 افتتحت القوات المسلحة اليمنية شهر يناير/كانون الثاني بصاروخ فرط صوتي استهدف محطة كهرباء جنوب حيفا، وفي الشهر الماضي أيضاً استهدفت هدفًا حيويًا بصاروخ فرط صوتي، ثم في الخامس من مايو/أيار الجاري كان صاروخ 'فلسطين 2 ' الفرط الصوتي قد حط رحاله في قاعدة 'رامات ديفيد' شرق حيفا. إن امتلاك اليمن للقوة العسكرية إلى جانب قوة الإرادة والتصميم، على إسناد غزة، والتطور الحاصل في ترسانة القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، كل ذلك يجعل اليمن قادرًا على فرض الحصار جوًّا وبحرًا، بشكل أو بآخر، وهذا بفضل الله وعونه، يأتي من منطلقات إيمانية إنسانية. ‎2025-‎05-‎22 The post اليمن ينتصر لغزة.. ويثأر لكرامة الأمة!علي الدرواني first appeared on ساحة التحرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store