
عملة البرازيل تهوي بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية 50% على البلاد
وقال ترامب أمس إن إدارته ستفرض على السلع البرازيلية رسوما جمركية بنسبة 50% ابتداء من الأول من أغسطس/آب المقبل، في الوقت الذي أبدى فيه دعمه للرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو.
وجاءت تعليقات الرئيس الأميركي في رسالة بعث بها إلى نظيره البرازيلي لولا دا سيلفا. وانتقد ترامب دول مجموعة بريكس التي تعد البرازيل عضوا رئيسيا فيها.
وجاء في رسالة ترامب أن الرسوم الجمركية البالغة 50% ستكون منفصلة عن جميع الرسوم الخاصة بالقطاعات.
وتراجع الريال 2.8% أمام الدولار الليلة الماضية، وانخفض إلى 5.6047 للدولار للمرة الأولى منذ السادس من يونيو/حزيران الماضي، ووصل في أحدث تداول اليوم إلى 5.5766 للدولار.
والاثنين الماضي، رفضت دول بريكس في قمة بالبرازيل اتهام ترامب بأنها "معادية للولايات المتحدة" وقال دا سيلفا إن العالم لا يحتاج إلى إمبراطور بعد أن هدد الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية إضافية على هذا التكتل.
وباستثناء البرازيل، تضمنت مجموعة الرسائل الأحدث -التي أرسلها ترامب إلى الشركاء التجاريين- معدلات رسوم جمركية قريبة من تلك التي جرى اقتراحها بالفعل في إعلانه الأصلي في الثاني من أبريل/نيسان الماضي.
كما ترك ترامب الباب مفتوحا أمام احتمال تمديد الموعد النهائي الجديد الذي حدد له الأول من أغسطس/آب المقبل إذا قدمت الدول مقترحات مقنعة.
وكان من المقرر في البداية فرض ضريبة أساسية بـ10% على البرازيل، لكن ترامب لم يرجع قراره الجديد للممارسات التجارية فحسب ولكن أيضا بسبب معاملة رئيسها السابق بولسونارو.
ويحاكَم بولسونارو -الذي كان صديقا لترامب عندما كانا في منصبيهما- بتهمة التخطيط لانقلاب لمنع الرئيس الحالي دا سيلفا من تولي منصبه في يناير/كانون الثاني 2023.
تراجع الدولار
في الأثناء، تراجع الدولار اليوم مبتعدا أكثر عن أعلى مستوى له في أسبوعين مقابل العملات الرئيسية، بعد أن أخفقت أحدث إعلانات ترامب بشأن الرسوم الجمركية في إحداث اضطراب في الأسواق.
وبشكل عام، أبدى المستثمرون تعطشا للأصول الأعلى في المخاطر بعدما بدا أن سيناريوهات الرسوم الجمركية الأكثر ضررا أصبحت مستبعدة بشكل متزايد، مما ساعد شركة إنفيديا على أن تصبح أول شركة على الإطلاق يصل تقييمها إلى 4 تريليونات دولار، ورفع عملة بتكوين المشفرة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بالقرب من 112 ألف دولار.
وقد ارتفعت المعنويات أيضا بعد محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) والذي أظهر أن معظم صانعي السياسة يرون أن خفض أسعار الفائدة سيكون مناسبا في وقت لاحق من هذا العام.
وفيما يلي التغييرات التي لحقت بأهم العملات العالمية:
تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية 0.1% إلى 97.286 بعد هبوطه 0.2% أمس، وهو نفس اليوم الذي ارتفع فيه إلى أعلى مستوى منذ 25 يونيو/حزيران إلى 97.837 قبل أن يفقد الزخم.
ارتفع اليورو 0.2% إلى 1.1747 دولار اليوم.
زاد الجنيه الإسترليني 0.2% إلى 1.3612 دولار.
تراجع الدولار 0.3 % إلى 145.84 ين.
نزل الدولار 0.3% إلى 0.7922 فرنك سويسري.
ارتفعت عملة بيتكوين 0.3% إلى حوالي 111 ألفا و114 دولارا، لتقترب من أعلى مستوى لها على الإطلاق الذي سجلته الليلة الماضية عند 111 ألفا و988.90 دولارا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
أهداف ترامب في أفريقيا
للوهلة الأولى قد يبدو للمهتّمين بدراسة النزاعات أن اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه في العاصمة واشنطن بين رواندا والكونغو الديمقراطية- أواخر يونيو/حزيران 2025 سعيًا لإنهاء واحدة من أطول الحروب في القارة الأفريقية- وكأنه امتداد للنهج الذي أعلن الرئيس ترامب تبنيه في تصفية النزاعات حول العالم وإحلال السلام. ودون التقليل من أهمية هذا الاتفاق على المستوى الأمني والإنساني، ومع تثبيت الجهود القطرية الكبيرة التي بُذلت للتوصل إليه، ولكن التعمق في واقع السياسة الأميركية تجاه القارة، وفي تتبع قصة الوصول لنقطة التوقيع بين البلدين سيُبيّن أن الأمر معقد أكثر مما يبدو عليه في الظاهر، وأن الدوافع والأسباب التي تقف وراء استضافة الولايات المتحدة الأميركية حفل التوقيع تلخص جوهر الاهتمام الأميركي بالقارة الأفريقية في عهد الرئيس ترامب في دورته الجديدة. فجمهورية الكونغو وجارتها زامبيا تمثلان نقطة التقاء التنافس الأميركي الصيني على الموارد والمعادن النادرة، إذ إن الكونغو وحدها تنتج 75% من معدن الكوبالت الذي يُستخدم في صناعة السيارات الكهربائية، بجانب موارد أخرى لا تقل أهمية كالنحاس واليورانيوم، وقد كان لافتًا ما ورد على لسان الرئيس ترامب بعد التوقيع على الاتفاقية حين قال: (ستحصل الولايات المتحدة على الكثير من حقوق المعادن في الكونغو). والأسئلة التي تُطرح هنا هل سينجح الاتفاق الحالي في نشر السلام وطي صفحة حرب الثلاثين عامًا، خاصة أن أكثر من 10 اتفاقيات سابقة انتهت إلى الفشل، ولماذا يسود التفاؤل بنجاح هذه المحاولة؟ والإجابة المباشرة عن هذا السؤال تتعلق بتدخل الولايات المتحدة بثقلها الكبير في هذا الملف مدفوعة بنظرة الرئيس ترامب لأفريقيا حيث تحكم سياسته فيها ثلاثة عوامل هي: تحويل العلاقة بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية من بند المساعدات إلى بند التجارة. التركيز على المصالح المباشرة التي تعود على الولايات المتحدة بالنفع السريع، ولا سيما المواد الخام والمعادن ثم محاصرة النفوذ الروسي والصيني، والذي تمدد في القارة في السنوات الأخيرة. أخيرًا الانشغالات الأميركية الخاصة بمحاربة الجماعات الإرهابية وخاصة في الصومال ودول الساحل الأفريقي بجانب تأمين مسارات الهجرة غير الشرعية وغلق منافذها في القارة الأفريقية. ترامب وأفريقيا: هل من جديد؟ لفهم أكثر عمقًا وواقعية للعلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والقارة الأفريقية خلال إدارة ترامب الحالية يجب النظر إلى عاملين رئيسين هما تجربة ترامب مع أفريقيا إبان ولايته الأولى، ومشروعه الانتخابي الذي يمكن اختصاره في ثلاث نقاط رئيسية هي: التركيز على جعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى، والانحياز إلى تيار العزلة النسبية مع التنازل عن نزوع التوسع والهيمنة الذي تتبناه تيارات أخرى داخل الحزب الجمهوري. كما أن ترامب وأنصاره غير متحمسين تمامًا لمشاريع الجمهوريين التي تسعى (لنشر الديمقراطية) والقيم الأميركية الأخرى حول العالم. فقد ورد في أجندة 2025 التي تكشفت بين يدي الحملة الانتخابية وتبنتها جهات متنفذة حول ترامب ما يلي: "على واشنطن أن تتوقف عن الترويج للسياسات الأميركية الضاغطة على الحكومات الأفريقية لاحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان والحقوق السياسية والمدنية والديمقراطية التي لا تتقبلها الدول الأفريقية، لأنها تشعر أن ذلك تدخل في شؤونها الداخلية، ويجب على واشنطن التركيز على المشاركة الاقتصادية". اعتماد سياسة خارجية قائمة على الصفقات التي يعود ريعها سريعًا على الخزينة الأميركية المرهقة بالعجز والدين الداخلي، وذلك وفقًا لسياسة (مجهود أقل وعائد أكبر)، مع تجفيف المساعدات الأميركية للدول الأفريقية وغيرها، وتحويلها ما أمكن إلى التجارة واستغلال المعادن. فقد ورد في أجندة 2025 مقترحات تدعو إلى تحويل جميع منح المساعدات الأجنبية للمستفيدين الأفارقة إلى قروض، وإلغاء جميع برامج مساعدات التنمية، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص الأميركي في القارة الأفريقية. حرصه على تسويق صورة شخصية تجمع بين الحزم والقوة، وفي نفس الوقت صورة رجل السلام الذي يعمل على إطفاء الحرائق الدولية وتسوية النزاعات بين الدول. وهو ما لخّصه ترامب بعبارة: (السلام عبر القوة)، وفي ذلك يروج أنصاره أنه يستحق جائزة نوبل للسلام لجهوده الكبيرة في منع وقوع حرب نووية بين الهند وباكستان، ودوره الأخير في الحرب الإسرائيلية الإيرانية. وبالنظر لهذه المرتكزات الأساسية وتقييم اهتمامات ترامب خلال الأشهر القليلة التي مضت من عمر ولايته الحالية، والقرارات التي اتخذها بحظر دخول رعايا سبع دول أفريقية، قبل أن يتبعها بتعميم شمل 25 دولة من أصل 36 تطلب منها الولايات المتحدة التدقيق بشأن إجراءات الهجرة وإلا واجهت مصيرًا مشابهًا لتلك السبع. هذا يؤكد أن إدارة ترامب لا تأبه كثيرًا بأي ردة فعل من دول القارة الأفريقية، ويأتي كل ذلك مقروءًا مع النهج الذي اتبعه في ولايته الأولى مع أفريقيا، والذي اتسم بالإهمال والازدراء. ولذلك لا يبدو أن القارة الأفريقية تمثل أولوية لإدارته إلا بقدر ما تمثله من أهمية لسياساتها المتعلقة بالبحث عن الفرص التجارية، ومحاصرة النفوذ الروسي والصيني، أو بمكافحة الإرهاب والمخاطر الأمنية التي ترى فيها الأجهزة الأمنية الأميركية خطرًا ماثلًا. يفسر هذا، دعوة الرئيس دونالد ترامب لقمة مصغرة تشارك فيها دول: موريتانيا، والغابون، وغينيا بيساو، وليبيريا، والسنغال، والتي أثارت تساؤلات كثيرة حول المعايير التي تم بها اختيار هذه الدول الصغيرة وغير المؤثرة في اقتصاد القارة وسياستها. ولكن التمعن في المشتركات التي تجمع هذه الدول يبدد تلك التساؤلات؛ فكلها تطل على المحيط بكل ما يمثل ذلك من فرص وتهديدات، كما تتمتع جميعًا بموارد كبيرة غير مستغلة وخاصة موارد الطاقة والمعادن النادرة، ويمكن أن تكون نموذجًا جيدًا لسياسته الجديدة في أفريقيا (التجارة بدلًا من المساعدات)، فضلًا عن وقوعها في المجال الجغرافي لتمدد النفوذ الروسي الآخذ في التوسع مؤخرًا. ابحث عن الصين قبل شهرين من توقيع اتفاقية السلام بين البلدين نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مسؤولين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إمكانية التوصل إلى اتفاق مع واشنطن لتأمين استثمارات أميركية في المعادن الحيوية، مقابل دعم الولايات المتحدة جهود إنهاء الصراع في شرق البلاد. وقالت الصحيفة إن الاتفاق يمنح واشنطن حق الوصول إلى رواسب الليثيوم والكوبالت والكولتان، وصرح مستشار ترامب مسعد بولس قائلًا: "واشنطن تضغط من أجل توقيع اتفاق سلام بين الجانبين هذا الصيف، مصحوبًا باتفاقيات ثنائية للمعادن مع كل من البلدين". في العام 2007 وقعت الصين اتفاقًا اقتصاديًا مع دولة الكونغو عرف باتفاق (المناجم مقابل البنية التحتية)، وبموجب ذلك الاتفاق صارت الصين الحاضر الأبرز في قطاع المعادن الكونغولي، حيث تدير حاليًا حوالي 80% من مناجم النحاس، وتسيطر على 70% من قطاع التعدين، وعلى 60% من سوق بطاريات السيارات الكهربائية عالميًا. ومع الأهمية العالية لمعدن الكوبالت الذي يُستخدم في صناعة الهواتف والسيارات الكهربائية تعالج الصين وحدها 80% من هذا المعدن النادر، وفي العام 2024 أعلنت مجموعة سموك الصينية أكبر منتج للكوبالت في العالم عن أرباح قياسية، حيث قفز صافي الدخل بنسبة 64% ليصل إلى 1.9 مليار دولار. هذه الأرقام مزعجة جدًا للولايات المتحدة التي ترى في الكونغو نموذجًا مثاليًا لتطبيق سياستها الخاصة بالحصول على المعادن النادرة بأسعار رخيصة، وفي نفس الوقت التضييق على الصين في واحدة من أهم ملفات التسابق التجاري والصناعي بينهما. ولذلك فقد واصلت مساعيها لإخراج الصين من الكونغو الديمقراطية عبر الضغوط السياسية وتأليب الحكومة الكونغولية عليها للمناداة بإعادة تقييم الأسس التي قامت عليها اتفاقيات التعدين بين البلدين، وعبر دعم البنية التحتية وإعادة تأهيلها، ومسارات السكك الحديدية لتقليل تأثير الصين في سلاسل التوريد بالنسبة للمواد الخام. وفي العام 2022 نشرت (أويل برايس) الأميركية تقريرًا أشارت فيه (إلى أن الولايات المتحدة تعزز جهودها لعزل الصين في أفريقيا وعرقلة حصولها على أشباه الموصلات المتقدمة، كما تعمل واشنطن أيضًا على السيطرة على مصادر المعادن المستخدمة في التقنية في أفريقيا خاصة الكونغو الديمقراطية). ومما يلفت الأنظار هنا هو إعلان شركة (كوبولد ميتالز) الأميركية أنها ستوسع عملياتها في الكونغو الديمقراطية بعدما قامت فعلًا بشراء حصة للتعدين من شركة أسترالية هناك، وتساهم في شركة كوبولد ميتالز مجموعة من الشركات ورجال الأعمال الذين دعموا حملة ترامب الانتخابية. حرب السودان في الواجهة في ظل النشوة التي سيطرت على فريق ترامب بعد توقيع اتفاق السلام صرح مستشاره مسعد بولس بأن وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو سيستضيف اجتماعًا يضم وزراء اللجنة الرباعية التي تضم السعودية، والإمارات، ومصر، والولايات المتحدة؛ لبحث الحرب في السودان، وهو الأمر الذي أكد عليه ترامب نفسه في اجتماعه مع القادة الأفارقة في واشنطن. ويأتي هذا الاهتمام بالملف السوداني بعد فترة من الإهمال وتركيز إدارة الرئيس ترامب على ملفات أخرى في الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية، ومن واقع التحركات التي تمت في الفترة الأخيرة والتي من بينها زيارة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان جمهورية مصر العربية، وتنشيط تحالف "صمود" الذي يقوده الدكتور عبدالله حمدوك، يبدو أن هناك مساعيَ إقليمية تُبذل لبلورة مبادرة لإحياء التفاوض الذي توقف لفترة طويلة تحت مظلة المبادرة الأميركية السعودية في جدة. ولا يزال الوقت مبكرًا للإجابة عن نجاح اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا، إذ إنه ورغم وقوف الدولة الكبرى خلفه فإن التحديات التي تحيط بالاتفاق وأطرافه صعبة للغاية، خاصة إذا علمنا أن هناك مناطق حيوية خارج سيطرة الدولتين والجماعات المتحالفة معهما. كما أن عدم الثقة الكبير بين الدولتين نتيجة الصراع الطويل قد لا يوفر البيئة المناسبة للتطبيق السلس لبنود الاتفاق، وخاصة تلك المتعلقة بجمع السلاح وتسريح الجماعات المسلحة المتناسلة. ومع كل تلك التحديات فإن الترحيب الذي قوبل به الاتفاق على المستوى الدولي سيوفر إرادة قوية لمحاولة صيانة المنطقة حتى لا تعود للحرب مرة أخرى. ونستطيع القول إن إدارة الرئيس ترامب تحاول في نسختها الجديدة تحويل القارة الأفريقية من مكان ميؤوس منه كما كان في دورتها الأولى إلى فرصة تستفيد منها الولايات المتحدة. وتلخص الطريقة التي تم بها دعوة خمسة من رؤساء الدول الأفريقية إلى البيت الأبيض النهج الأميركي في التعامل مع القارة، وهو تعظيم الفوائد الأميركية في القارة دون أن تلتزم بأي مساعدات، أو تقوم بفرض أي شروط سياسية تتعلق بالدمقرطة، وحقوق الإنسان كما كان في السابق. وستتحدد التدخلات الأميركية في كل النزاعات بهذا النهج الجديد والذي يمكن اختصاره تحت شعار: (التجارة بدلًا من المساعدات)، وبجانب التجارة فإن للولايات المتحدة مآربها التي لا يمكن أن تتنازل عنها كقوة دولية تسعى للمحافظة على نفوذها وريادتها.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
روسيا تدمر مسيّرات أوكرانية وتوجه أميركي لدعم كييف بأسلحة هجومية
أسقطت روسيا طائرات أوكرانية مسيرة في مناطق مختلفة مساء أمس الأحد، في الوقت الذي تعتزم فيه الإدارة الأميركية إعلان خطة جديدة لتسليح كييف بأسلحة هجومية كما سيطرح مجلس الشيوخ مشروع قانون يتيح للرئيس دونالد ترامب فرض عقوبات صارمة على روسيا، بعد استيائه من نظيره الروسي فلاديمير بوتين. فقد قالت وزارة الدفاع الروسية في منشور على تطبيق تليغرام اليوم إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 11 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل فوق مناطق روسية وشبه جزيرة القرم والبحر الأسود. كما ذكرت السلطات التابعة لروسيا في محطة زاباروجيا للطاقة النووية أن طائرات مسيرة أوكرانية هاجمت مساء أمس مركز تدريب بالمحطة التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا. وقالت الإدارة على تطبيق تليغرام إن أوكرانيا استخدمت 3 طائرات مسيرة، ولم تسجل أي أضرار جسيمة. وسيطرت القوات الروسية على المحطة في الأسابيع الأولى من حربها في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022. ويتبادل الطرفان بشكل متكرر الاتهامات بإطلاق النار أو القيام بأنشطة يمكن أن تؤدي إلى وقوع حادث نووي. والمحطة هي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا. ورغم أنها متوقفة عن العمل، فإنها لا تزال بحاجة إلى الكهرباء للحفاظ على تبريد وقودها النووي. وفي سياق آخر، أعلن جهاز الأمن الأوكراني، أمس، أنه قتل أشخاصا يشتبه في أنهم عملاء روس مسؤولون عن اغتيال ضابط استخبارات أوكراني. وقُتل الكولونيل إيفان فورونيتش الذي كان يعمل في جهاز الأمن الأوكراني بالرصاص الخميس الماضي في كييف. وقال جهاز الأمن الأوكراني إنه نفذ عملية في منطقة كييف لتوقيف المشتبه بهم في جريمة قتل فورونيتش والذين تم تحديدهم على أنهم عملاء لجهاز الأمن الروسي. الدعم الأميركي وذكر موقع أكسيوس نقلا عن مصدرين مطلعين أنه من المتوقع أن يعلن ترامب اليوم الاثنين عن خطة جديدة لتسليح أوكرانيا بأسلحة هجومية، في تراجع كبير عن موقفه السابق. وذكر المصدران لأكسيوس أن الخطة، التي اقترحها الرئيس الأوكراني خلال قمة الناتو قبل أسبوعين، ستشمل على الأرجح صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى عمق روسيا. كما نقلت أكسيوس عن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن ترامب غاضب حقا من بوتين وإعلانه اليوم الاثنين سيكون عدوانيا للغاية. وكان ترامب أعلن مساء أمس أنه سيرسل صواريخ دفاع جوي من طراز باتريوت إلى أوكرانيا، مشيرا إلى أنها ضرورية لحماية أوكرانيا من الهجمات الروسية لأن بوتين "يتحدث بلطف ثم يقصف الجميع في المساء". وفي ذات السياق، يتوجه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى واشنطن اليوم للقاء وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث سعيا للحصول على توضيحات بشأن إمدادات الأسلحة الأميركية لأوكرانيا وخطط نشر الصواريخ ومستقبل مستويات القوات الأميركية في أوروبا. ومن المرجح أن يحظى بيستوريوس باستقبال حار بعد أن أصبحت ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، في الآونة الأخيرة لاعبا رئيسيا في أكبر عملية حشد عسكري لحلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ الحرب الباردة ، بعد تأخر في الإنفاق الدفاعي عن باقي الدول على مدى عقود. وفي اجتماع مع هيغسيث في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، سيناقش بيستوريوس عرض برلين دفع ثمن أنظمة باتريوت الأميركية للدفاع الجوي من أجل أوكرانيا، وهو اقتراح أعلنه المستشار فريدريش ميرتس قبل أسابيع. من ناحية ثانية، أعلن أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي أمس الأحد عزمهم طرح مشروع قانون مشترك بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري يتيح للرئيس ترامب فرض عقوبات صارمة على روسيا. وألمح ترامب إلى أنه منفتح على مشروع قانون العقوبات في ظل تزايد الفتور في العلاقة بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وفي ذات السياق، قال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني إن كيث كيلوغ مبعوث الرئيس الأميركي إلى أوكرانيا وصل إلى كييف اليوم لبحث مناقشة الأمن والعقوبات ضد روسيا. وكتب يرماك على تطبيق تليغرام: "الدفاع وتعزيز الأمن والأسلحة والعقوبات وحماية شعبنا وتعزيز التعاون بين أوكرانيا والولايات المتحدة.. هناك عدد من الموضوعات التي ستتم مناقشتها".


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
من هو الأجدر بجائزة نوبل للسلام أكثر من ترامب؟
في أحدث فصول مسابقة؛ "لا يمكن اختلاق هذا الهراء" في السياسة والدبلوماسية العالمية، رشّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام. بعبارة أخرى، الشخص الذي يشرف حاليًا على الإبادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة، اقترح أن تُمنح أرفع جائزة عالمية في إحلال السلام للشخص الذي يُعد الممكّن الرئيسي لتلك الإبادة- الرجل الذي أعلن في مارس/ آذار أنه "يرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة" في غزة. وشمل ذلك "الكل" مليارات الدولارات من الأسلحة الفتاكة والمساعدات الأخرى. منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى الآن، قُتل رسميًا ما يقارب 60 ألف فلسطيني في هذا القطاع الصغير، رغم أن العدد الحقيقي للضحايا أكثر بلا شك نظرًا لوجود عدد كبير من الجثث المفقودة تحت الأنقاض المنتشرة في كل مكان. وقد قُتل أكثر من 700 فلسطيني خلال الأسابيع الأخيرة أثناء محاولتهم الحصول على الطعام في مواقع توزيع المساعدات التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل معًا. ومنذ عودته إلى منصبه في يناير/ كانون الثاني، لم يقصّر ترامب في ممارسة أفعال بعيدة كل البعد عن السلام، مثل قصف المدنيين في اليمن دون تمييز، وشن هجمات غير قانونية على إيران. في الواقع، من العجيب أن وسائل الإعلام استطاعت أن تنقل نبأ ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام بصورة جادة. فعلى سبيل المثال، تلاحظ قناة CNN أن "الجائزة أصبحت هوس ترامب الأقصى، الذي يقول إنها مستحقة بجدارة نظرًا لجهوده في إنهاء الصراعات حول العالم". وقد أُبلغ ترامب بترشيحه يوم الاثنين، عندما زار نتنياهو البيت الأبيض لتناول العشاء، في ثالثة زيارة له إلى واشنطن هذا العام. وبعد أن شكر نتنياهو على الشرف، قال ترامب: "واو… أن تأتي منك أنت بالتحديد، فهذا أمر له مغزى كبير". ورغم أن "له مغزى" قد يكون وصفًا ملائمًا من وجه ما، فإن هذا التعبير لا يُعبّر تمامًا عن مدى عبثية هذا الترتيب كله. ومع ذلك، ليس الأمر كما لو أن جائزة نوبل للسلام تتمتع بسجل ناصع فيما يخص التقيّد بشرط منحها لمن "قام بأفضل أو أكبر عمل في سبيل الأخوّة بين الأمم، أو إلغاء أو تقليص الجيوش القائمة، أو عقد وتعزيز مؤتمرات السلام". ففي عام 2009، مُنحت الجائزة المرموقة لرئيس الولايات المتحدة الجديد آنذاك باراك أوباما، الذي واصل تعزيز "الأخوّة" الدولية عبر قصف أفغانستان، وباكستان، وليبيا، واليمن، والصومال، والعراق، وسوريا. كما أدار أوباما "قوائم قتل" سرية، خوّل نفسه من خلالها صلاحية تنفيذ اغتيالات عسكرية خارجية حسب أهوائه الشخصية. ومن بين المستفيدين الآخرين من جائزة نوبل للسلام كان رئيس كولومبيا اليميني السابق خوان مانويل سانتوس، الذي ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عام 2013 أنه "يفتخر" بأن بلاده تُدعى "إسرائيل أميركا اللاتينية". وخلال عمله وزيرًا للدفاع في عهد الرئيس السابق الدموي ألفارو أوريبي، تورّط سانتوس في فضيحة "الإيجابيات الكاذبة"، التي شهدت مقتل ما يُقدّر بأكثر من 10 آلاف مدني كولومبي على يد الجنود، الذين قدّموهم لاحقًا على أنهم "إرهابيون". وبالنظر إلى براعة إسرائيل في ذبح المدنيين تحت شعار محاربة "الإرهاب"، فإن المقارنة بين البلدين كانت ملائمة تمامًا. وماذا تعرف؟ قائمة الحائزين جائزة نوبل للسلام تشمل أيضًا السياسي الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز، الذي فاز بها مناصفة في عام 1994- قبل عامين فقط من إشرافه على مذبحة 106 لاجئين كانوا يحتمون بمجمّع تابع للأمم المتحدة في قانا بلبنان. وفي عام 2021، رُشح صهر ترامب جاريد كوشنر لجائزة نوبل للسلام على يد الأستاذ السابق في كلية الحقوق بجامعة هارفارد آلان ديرشوفيتز، الذي كرس جزءًا كبيرًا من مسيرته القانونية لتبرير قتل إسرائيل المدنيين العرب. وفي هذه الحالة، استند ترشيح كوشنر إلى دوره البارز في إنتاج "اتفاقيات أبراهام" التي طبّعت العلاقات بين إسرائيل وعدة دول عربية. والآن بعد أن أصبح التطبيع مع الإبادة الجماعية أمرًا معتادًا، اقترح ترامب أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وتُجلي بالقوة سكانه الفلسطينيين الأصليين، وتحوّله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" الجديدة. على أي حال، كل هذا مجرد جزء من المهام اليومية لمرشح لجائزة نوبل للسلام. وفي تغطيتها اللقاء في واشنطن- بعنوان: "نتنياهو يفاجئ ترامب بترشيح نوبل بينما يناقش الزعيمان إجلاء سكان غزة"- ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن "نتنياهو قال إن الضربات الأميركية والإسرائيلية ضد إيران قد غيّرت وجه الشرق الأوسط، وخلقت فرصة لتوسيع اتفاقيات أبراهام". فبالنهاية، لا شيء يُعبّر عن "الأخوّة بين الأمم" أكثر من إزالة فلسطين بالكامل. وفي تأمله للهجوم المفرط على إيران الذي نال بسببه ترشيح جائزة السلام، قارن ترامب فعله بإيجابية بقرار الرئيس الأميركي هاري ترومان، إلقاءَ قنابل نووية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين خلال الحرب العالمية الثانية. ومن البديهي القول إن أي شخص يستحضر بإيجابية قصف مئات الآلاف من المدنيين بالقنابل النووية، يجب أن يكون غير مؤهل على الإطلاق لنيل أي نوع من الجوائز المرتبطة بالسلام. لكن في عالم يُستخدم فيه السعي الظاهري نحو السلام ذريعةً للمزيد من الحروب، فقد يكون ترشيح ترامب ذا "معنى كبير"، بالفعل.