logo
حري بالمستثمرين في أسواق الأسهم أن يخشوا تداعيات التعريفات

حري بالمستثمرين في أسواق الأسهم أن يخشوا تداعيات التعريفات

البيان٠٥-٠٢-٢٠٢٥

إن أخطر ما تنطوي عليه التعريفات الجمركية هو بساطتها الظاهرية.
فما الذي قد يبدو أوضح من فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 % على جميع البضائع القادمة من كندا والمكسيك؟ ومع ذلك، فإن تأثير هذه التدابير التجارية وآليات تنفيذها تُعد بالغة التعقيد، وهو ما قد يُفسّر رد الفعل الهادئ للأسواق.
لقد اتبعت بعض الأسهم سيناريو متوقعاً عقب إعلان فرض التعريفات الجمركية، فتراجعت أسهم شركات السيارات، على سبيل المثال لا الحصر.
ويبدو هذا منطقياً، نظراً لأن مكونات هذه الشركات تضم قطع غيار تعبر الحدود عدة مرات قبل أن تصل إلى قاعات العرض في بعض الحالات.
وتُعد «ستيلانتيس» واحدة من الشركات التي تشحن منتجاتها بين المصانع على جانبي الحدود الأمريكية - الكندية.
ويأتي الدور بعد ذلك على الشركات التي تشتري سلعاً من الصين وتبيعها للمستهلكين الأمريكيين.
وتأتي من بين هذه الشركات «بيست باي» لتجارة التجزئة، أو متاجر «دولار فري» للتخفيضات.
وتواجه هذه الشركات معضلة اتخاذ القرار الصعب بين قدر التكاليف الزائدة التي ستتحملها ومدى ما يمكن تمريره إلى المستهلكين، ما يأتي على الرغم من خطر إثارة ذلك لغضب الرئيس دونالد ترامب.
إذن، ينتظر الشركات الأمريكية المزيد من المتاعب على نطاق أوسع.
وقد دفعت تعريفات ترامب بالدولار القوي إلى مستويات أعلى. ولا يُعد هذا مفاجئاً في حد ذاته.
فقد توصلت دراسة عن الفترة الأولى لرئاسة ترامب، إلى أن التعريفات الجمركية المفروضة على الصين دفعت بالعملة الخضراء إلى الارتفاع وخفضت اليوان الصيني.
ويعتقد خبراء استراتيجيون لدى «سيتي غروب»، بأن التعريفات الأخيرة تبرر ارتفاع الدولار بنسبة 3 %.
ويُعد هذا سلبياً للشركات التي تحصل على نسبة كبيرة من إيراداتها وأرباحها بالعملات الأجنبية، والتي تتراوح مجالات عملها بين البحث على الإنترنت وحتى سلاسل المقاهي.
ويبدو الأمر كأن ترامب قد فرض تعريفات على الأرباح التي تجنيها هذه الشركات في الخارج.
ويرى الخبراء الاستراتيجيون لدى «مورغان ستانلي» أن شركات التكنولوجيا والأغذية والسلع المنزلية، هي الأكثر تأثّراً بالتعريفات، وأن شركات الاتصالات والمرافق هي الأقل تأثّراً. وتوصل المصرف إلى أن الأسهم الأقل حساسية للإيرادات بالدولار شهدت تفوقاً في الأداء مقارنة بشهر سبتمبر.
على الرغم من ذلك، ينبئ هذا بتغيير وليس بأزمة.
كما أن انخفاض مؤشر «إس آند بي 500» بنسبة 1 % لا يدفع به إلى أسوأ 20 يوماً شهدتها التداولات في العام الماضي. وربما تحسّبت الأسواق إلى أسوأ مما قد حدث، بما أن ترامب لم يخفِ خططه في شأن فرض التعريفات الجمركية.
وحصلت كل من كندا والمكسيك على إعفاء شهراً من التعريفات، بعدما وافق زعيما الدولتين على تقديم تنازلات، ومن ذلك إرسال 10,000 جندي إلى الحدود مع الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من ذلك، أشار خبراء الاقتصاد لدى «بي إن بي» إلى أن التوقعات الاقتصادية تشتمل على التعريفات الجمركية.
ومع ذلك، من الممكن أن المستثمرين لا يعرقون من أين يبدؤون.
وتجدر الإشارة إلى اختلاف سلاسل التوريد حتى بين الشركات التي تتنافس مع بعضها بعضاً.
وتُعد الحرب التجارية، ولا سيما حينما تُفرض على سلاسل توريد ما زالت في طور التعافي من الجائحة، مسألة محفوفة بعدم اليقين.
إن من بين السمات الدائمة للاستثنائية الأمريكية هي أن المستثمرين يتدفقون على الأصول الأمريكية في أوقات الفوضى.
وعلى أي حال، فإن رد فعل السوق، الذي لم يعدُ كونه استخفافاً بالأمر، يشكّل خطراً في حد ذاته.
ولو كانت أسعار الأسهم شهدت انخفاضاً كبيراً، لكان ذلك بمقام رسالة إلى الرئيس مُفادها أن فرض التعريفات ليس بالبساطة التي يبدو عليها.
ولكن في واقع الأمر، فإن الهدوء النسبي للمستثمرين لا يمنحه أسباباً كثيرة تدفعه إلى ضبط النفس.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكرملين يرفض اتهامه بالمماطلة في مباحثات السلام
الكرملين يرفض اتهامه بالمماطلة في مباحثات السلام

الاتحاد

timeمنذ 42 دقائق

  • الاتحاد

الكرملين يرفض اتهامه بالمماطلة في مباحثات السلام

موسكو (وكالات) رفضت روسيا، أمس، اتهامات أوكرانيا ودول أوروبية بأنها تسعى إلى إطالة أمد عملية السلام، مؤكدة في الوقت ذاته أنه لم يُتخذ قرار بعد بشأن مكان انعقاد الجولة المقبلة من المحادثات، عندما سُئلت حول احتمال استضافتها في الفاتيكان. وجاء ذلك بعدما عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين الماضي، عن دعمه لفكرة عقد محادثات وقف إطلاق نار بين موسكو وكييف في الفاتيكان، معتبراً أن ذلك سيمنح المفاوضات زخماً إضافياً. وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني أمس الأول، إن البابا ليو الرابع عشر أكد لها استعداده لاستضافة الجولة المقبلة من المحادثات. وأشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إلى أن روسيا ترحب باستعداد جميع الأطراف للمساهمة في تسوية سريعة، لكنه أوضح أن اختيار مكان انعقاد المفاوضات لم يُحدد بعد، مضيفاً أن موسكو لم تتلق أي اقتراح رسمي من الفاتيكان. وكانت روسيا وأوكرانيا قد عقدتا اجتماعاً في إسطنبول الأسبوع الماضي، هو الأول من نوعه منذ مارس 2022، وأسفر عن اتفاق على تبادل ألف أسير من كل طرف، لكن موسكو رفضت مطلب كييف بالتوصل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار. وأعلن الكرملين، في أعقاب مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب يوم الاثنين الماضي، أن كلا الطرفين سيعملان على مذكرة تفاهم حول اتفاق سلام. وأكد بيسكوف أن معظم العمل على مذكرة التفاهم بين روسيا وأوكرانيا يتم بشكل سري، ولا ينبغي أن يكون مفتوحاً للجمهور، مضيفاً، لكن بطبيعة الحال، العمل بشأن المذكرة يجري في وضع منفصل، لا ينبغي الكشف عنه للجمهور لأسباب واضحة، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. وتابع: إن قائمة الشروط لوقف إطلاق النار سيتم إعدادها من قبل الطرفين بشكل منفصل. بدوره، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أنّه يتوقع أن تعرض روسيا خلال أيام شروطها لإبرام اتفاق مع أوكرانيا، معتبراً أنّ هذه الخطوة ستسمح لواشنطن بتقييم مدى جدّية موسكو في سعيها للسلام. في غضون ذلك، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منطقة كورسك الواقعة عند الحدود مع أوكرانيا، والتي أعلنت روسيا تحريرها من القوات الأوكرانية في نهاية أبريل، على ما أفاد الكرملين في بيان أمس. وفي نهاية أبريل، أكّدت روسيا أنها استعادت بشكل كامل منطقة كورسك التي دخلتها القوات الأوكرانية في أغسطس 2024. وخلال زيارته، اجتمع الرئيس الروسي مع مسؤولي البلديات المحلية في كورتشاتوف حيث تقع محطة كورسك للطاقة النووية، وفقاً لبيان الكرملين. كما زار موقع بناء محطة الطاقة النووية «كورسك-2»، بحسب المصدر نفسه.

ترامب يطلق مشروع «القبة الذهبية» بـ 25 ملياراً
ترامب يطلق مشروع «القبة الذهبية» بـ 25 ملياراً

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

ترامب يطلق مشروع «القبة الذهبية» بـ 25 ملياراً

وأعلن ترامب تخصيص 25 مليار دولار كتمويل أولي للمشروع، مضيفاً أن كلفته الإجمالية قد تصل إلى حوالي 175 ملياراً. وقال ترامب في البيت الأبيض: «خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأمريكي بأني سأبني درعاً صاروخية متطورة جداً، يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسمياً هيكلية هذه المنظومة المتطورة .. ستكون القبة الذهبية قادرة على اعتراض الصواريخ حتى لو أُطلقت من جوانب أخرى من العالم، وحتى لو أُطلقت من الفضاء .. إنها مهمة جداً لنجاح بلدنا ولبقائه أيضاً». «هذا شأن يتعلق بالسيادة الأمريكية، إذا كان تقدير الأمريكيين يؤشر إلى وجود تهديد باليستي، سيقومون بطبيعة الحال بتطوير نظام دفاع صاروخي .. في المستقبل القريب، سيتطلب مسار الأحداث استئناف الاتصالات بهدف استعادة الاستقرار الاستراتيجي بين واشنطن وموسكو»، مشيراً إلى أن التواصل بشأن التوازن الاستراتيجي يجب أن يستأنف لمصلحة البلدين ومصلحة الأمن العالمي. «إن المشروع الذي خصص له ترامب تمويلاً أولياً مقداره 25 مليار دولار يقوض التوازن الاستراتيجي والاستقرار العالميين»، مضيفة: «تعرب الصين عن قلقها البالغ حيال ذلك.. نحض الولايات المتحدة على التخلي عن تطوير ونشر نظام دفاع صاروخي عالمي في أقرب وقت ممكن».

ترامب يترك الباب مفتوحاً أمام مشاركته في قمة العشرين
ترامب يترك الباب مفتوحاً أمام مشاركته في قمة العشرين

الاتحاد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الاتحاد

ترامب يترك الباب مفتوحاً أمام مشاركته في قمة العشرين

ترك الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشاركته في قمة العشرين في العام الجاري في جنوب أفريقيا مفتوحة بسبب خلافات سياسية مع الدولة المضيفة. وقال اليوم الأربعاء إنه من المهم للولايات المتحدة أن تكون حاضرة في اجتماع مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى وقمة مجموعة العشرين، في رد على سؤال من صحفي عما إذا كان سيسافر إلى جوهانسبرج في نوفمبر المقبل. ومع ذلك، لم يقدم ترامب التزاماً واضحاً بشأن مشاركته في قمة العشرين أثناء زيارة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا للبيت الأبيض. وأضاف ترامب أن الاجتماع لن يكون مهما للغاية بدون مشاركة الولايات المتحدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store